سلسلة مقالات عن الولايات المتحدة وخسائرها في حربي أفغانستان والعراق/عامر عبد المنعم

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,781
التفاعل
17,898 114 0
سلسلة (مقالات وردود)عن الولايات المتحدة وخسائرها في حربي أفغانستان والعراق

القسم الأول: أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان

عامر عبد المنعم

9/26/2010

لا أدري لماذا تاهت العقول ولم تعد تري حقيقة انهيار أمريكا التي تشبه ضوء النهار، ولا أعرف سببا لحالة العمي التي تسود واقعنا الإعلامي والسياسي تجاه الغرب وأمريكا، والعيش في انكسارات الماضي رغم أن الحاضر يقرع الآذان بحدوث انقلابات لكل الأوضاع الاستراتيجية لصالحنا ويبشر بنهوض الأمة.

أمريكا كقوة امبراطورية علي فراش المرض، أو بمعني أدق في غرفة الإنعاش، وهي في النزع الأخير، تنتظر لحظة إعلان الوفاة، فالمسألة مسألة وقت ليس إلا. وهي مشغولة الآن بسحب ماتبقي من أذرعها الطويلة التي تقطعت والتقوقع خلف حدودها وراء الأطلنطي.

وسيكتب التاريخ أن نهاية هذه الدولة المارقة، أكبر دولة إرهابية عرفها التاريخ كانت علي أيدي المسلمين المقاومين في العراق وفي أفغانستان. فهذه القوي العسكرية الغاشمة التي استخدمت أكثر الأسلحة فتكا في تاريخ البشرية تاهت في أفغانستان أفقر دولة اسلامية، وتدمر جيشها في العراق الخارج من أطول حصار لدولة اسلامية دام أكثر من عقد من الزمان.

الهروب الأمريكي الكبير من العراق، والاستعداد الجاري لهروب مماثل من أفغانستان خروج من حفرتي النار لانقاذ ما تبقي من جيوش الغرب التي تم تحطيمها وتدميرها في ساحات القتال علي أيدي مجاهدين بأسلحة بسيطة لا تتناسب مع حجم آلة الدمار الصليبية.

من يتابع المعسكر المعادي يجد الأمريكيين وهم يتحدثون عن نكساتهم المتلاحقة، والغربيون ينتقدون أمريكا التي ورطتهم في هذه الحروب الخاسرة.

العسكريون والسياسيون الأمريكيون يهاجم بعضهم بعضا بسبب العجز أمام المجاهدين المسلمين، والتقارير والدراسات التي تعدها أجهزتهم تشير إلي أن الجيش الأمريكي أنهك بما يجعله غير قادر عن الدفاع عن أمريكا إن تعرضت لهجوم، وهذا الضعف هو الذي يجعل أمريكا عاجزة أمام المشروع النووي الايراني ولم يعد أمام دعاة الحرب الأمريكيين سوي اسرائيل لتقوم بالمهمة، مع أن اسرائيل هي الأخرى تحت الحصار وليست أحسن حالا بعد هزيمتها في لبنان والرعب الذي تحياه تحت القصف الصاروخي من غزة.

الحرب استنزفت أمريكا ، لقد انهار اقتصادها ومعظم دول الغرب التي شاركت معها ولن يتوقف هذا الانهيار علي المدي القريب، ولن تفلح خطط التقشف وضغط الميزانيات التي تحولت الي موجة غربية.

من يسمع أو يقرأ خطب الرئيس الأمريكي يتأكد أن أمريكا لن تقم لها قائمة أخري. أوباما يؤكد في كل مناسبة أن أمريكا تعاني علي كل المستويات، بما فيها التعليم والصحة وليس فقط عسكريا واقتصاديا، وتبدو وكأنها من دول العالم الثالث.

إن نجاح أوباما نفسه كرئيس أسود دليل علي أن الحرب تسببت في الضربة القاضية للمجمع العسكري الصناعي الذي يقود أمريكا الذي يريد أن يستعيد عافيته من خلال مليارات الدولارات في صفقات السلاح مع بعض دول الخليج.

ورغم كل ذلك فإن اعلامنا المجرم لازال يحدثنا عن القوة العظمي والسوبر باور والعصر الأمريكي!!

العالم كله يقرأ حقيقة الأفول الأمريكي. روسيا قرأت وتعمل لاستعادة قوتها. والصين تتمدد وتريد شغل الفراغ. وفرنسا تراودها الأوهام في أن تستعيد نفوذها وتحل بدلا من أمريكا فأنشأت قاعدة عسكرية لها في الخليج وتنشط عسكريا في شمال أفريقيا.
ايران تقرأ هذه الحقيقة وتلاعب أمريكا علي مسرح بات مكشوفا.
القاعدة تصارع أمريكا بالكر والفر وتتمدد هي الأخري رغم تراجع شعبيتها في كثير من الدول لدخولها في صدامات مع بعض الحكومات المحلية وارتكاب أخطاء استراتيجية.

كوريا الشمالية تتحدي وتتوعد.
فنزويلا وكوبا ودول أمريكا اللاتينية تناطح أمريكا.

العالم يتغير إلا العرب الذين يعيشون في الذل والهوان، بسبب حكامهم، الذين أخلدوا إلى الأرض بين عميل وخائن وجبان ومستضعف، وبعضهم يدمر نفسه ويخوض الحروب الحرام ضد فئات من الشعب من أجل أمريكا والغرب تحت شعار "مكافحة الارهاب" المفضوح.

وحدهم حكام العرب الذين يركعون للصنم المنهار، ويعبدون الوهم.

الاعلاميون العرب يتصنعون الغباء والعمي وهم أشبه بشهود الزور الذين يرون الحق ويقولون الباطل ويدافعون عن الحرام.

النخب الفاسدة في الدول العربية ترفع شعارات الاصلاح في الصباح، وتجلس مع الأمريكيين في المساء تطلب ودهم ودعمهم، وبعضهم يسافر الي واشنطن يعرض عمالته.

السياسيون الضالون الذين يملأون الدنيا ضجيجا، الذين يعشقون الكاميرات ويشغلون الأمة بقضايا بعيدة عن قضية الأمة الأصلية وهي التحرر من الاحتلال الأمريكي والغربي.

الأمة اليوم تحتاج الي من يقودها لتحقيق التحرر الذي لم يتم.
الاحتلال لازال قائما ويعمل من خلال أعوانه علي الاستمرار ومقاومة كل جهد وطني مخلص.
يسأل البعض سؤالا استنكاريا: من اين نبدأ؟
هل تستطيع الكويت وقطر والامارات وليبيا مواجهة أمريكا؟
هل يستطيع الأردن ولبنان؟
هل يستطيع السودان؟
هل وهل وهل؟

علي الجميع أن يواجه معا، ولم يعد هناك سببا للتردد، فالمشروع العسكري الغربي انكسر والثور الهائج مذبوح علي الأرض، وجاءت الفرصة التي طالما حلم بها المسلمون للتخلص من الارهاب الغربي.

علي مر التاريخ كانت القوة العربية تتمثل في 3 دول كبري: العراق والشام ومصر.
الأولي دمروها ومزقوها، والثانية قسموها، والثالثة هي التي لازالت هي الأمل رغم ما حل بها ورغم أنهم يطوقونها.

مصر هي الأمل وهي القادرة علي قيادة الأمة في معركة التحرير، فهي دعوة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وبها خير أجناد الأرض، لكن مصرتحتاج الي قيادة واعية بدلا من القيادة الحالية التي سلمت مصر للأعداء.
مصر تحتاج الي مقاتل مسلم يعرف قدر مصر ويخلصها من الخزي الذي تعيشه وينهي عصر الإجرام الذي حارب الاسلام وعبد الشيطان.

ما ضاعت الأمة وعلا الأعداء إلا لأن مصر غائبة.
مصر هي محور أي اصلاح في الأمة وهي كالقلب إن تعافت صلحت الأمة وان فسدت فسدت الأمة.
ولن تنصلح مصر إلا بالكفر بأمريكا وقطع علاقة التبعية والتمرد علي الهيمنة الغربية.
مصر تحتاج الي تجديد ايمانها، فكلمة "لا اله الا الله" اليوم تعني البراءة من عبادة أمريكا قبل الايمان بالله، فلا يمكن الايمان بأمريكا وبالله الواحد في نفس الوقت.

ولكن إلى أن تستيقظ مصر، علي كل فرد في الأمة أن يعمل علي انهاء الاحتلال الغربي، كل قدر استطاعته، و ليكن الشعار الذي يحكم حركتنا هو "التصدي للحلف الأمريكي الصهيوني".
علينا دعم روح الصمود والمقاومة في الأمة وإحياء فريضة الجهاد ضد الغزو العسكري لبلاد الاسلام.
علينا دعم الصمود الفسطيني بكل الوسائل إلي أن يظهر صلاح الدين جديد يحرر بيت المقدس.
علينا كشف عملاء وأعوان وأبواق الاحتلال الغربي في العالم الاسلامي وفضحهم وإبطال المكر السييء، فهؤلاء هم طلائع الغزاة الأمامية التي تهدف الي تحطيم إرادتنا وإضعاف مناعتنا.

علينا دعم صمود أطراف العالم الاسلامي واستعادة تركيا الي الأمة ليقوى القلب ويستعيد عافيته ليضخ الدماء في جسد المارد الاسلامي النائم منذ قرنين أو ثلاثة فقط، ليعيد التوازن الي العالم الذي خربه الغرب أثناء هذه الغفوة الطويلة.
الأمم والشعوب في انتظار شيء واحد للخلاص وإنهاء الظلم، هو دحر الاستعمار الغربي وانهاء سيطرته علي العالم.

يتبع

عن موقع العرب نيوز
 
التعديل الأخير:
سلسلة (مقالات وردود)عن الولايات المتحدة وخسائرها في حربي أفغانستان والعراق

القسم الثاني : القيادة المركزية الأمريكية ترد على مقال عامر عبد المنعم

9/30/2010

العرب نيوز : أصدرت القيادة المركزية الأمريكية ردا علي مقال " أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان " الذي كتبه عامر عبد المنعم رئيس تحرير شبكة أخبار العرب "العرب نيوز" ومن باب حق الرد ننشر رأي القيادة المركزية الأمريكية كاملا ولنا حق الرد علي الرد ان شاء الله فيما بعد.

وجهة نظر القيادة المركزية الأمريكية
مع احترامنا لوجهات نظر الكاتب، إلا أن الواقع يختلف تماماً مع وجهات نظره لعدة أسباب. أولا، الجميع يعلم أن انسحاب الولايات المتحدة من العراق كان مبنيا على أساس الاتفاقية الأمنية المتفق والتي تم توقيعها مع العراق. وحالياً عدد القوات الأمريكية في العراق أقل من 50000 جندي مما يُعَد دليلا على صدق الولايات المتحدة في الوفاء بوعودها واحترامها لسيادة العراق.
هذا هو ما كنا نهدف إليه منذ البداية – أي تحويل المهام الأمنية إلى العراقيين والتزامنا بهذا الشق يعد دلالة على نجاحنا على قهر المتطرفين. أما بخصوص الحرب في أفغانستان، فهذه الحرب كانت عبارة عن عمل دفاع عن النفس بعد الهجوم الذي وقع على الولايات المتحدة بشكل شرس من قبل متطرفين قامت حركة طالبان بتوفير الحماية لهم. وتجدر الإشارة بـأن حضور الولايات المتحدة في هذين البلدين كان مقتصرا على استهداف المتطرفين، وفي نفس الوقت شرعت في بدء عمليات إعادة الأعمار. وبالفعل فقد قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بإنجاز العديد من المشاريع الإعمارية في العراق وأفغانستان كالمدارس والمستشفيات ومحطات الكهربائية والطرق، بالإضافة إلى الخدمات العامة الأساسية التي ساعدت على تحسين الظروف المعيشية لمواطني هذين البلدين.
ونذكر على سبيل المثال بعض التحسينات التي حدثت في أفغانستان، والتي تمثلت في عودة 5 ملايين لاجئ إلى أفغانستان منذ 2002. كما سجل الإقتصاد الأفغاني نمواً ملحوظً بنسبة 100% في 2008/2009. وفي المجال الإعلامي، يوجد الآن أكثر من 600 صحيفة و90 محطة إذاعية و20 محطة تلفزيون. كما يجب أن نشير إلى التطور في مجال الخدمات الصحية والتي أصبحت متوفرة لأكثر من 83% من الشعب الأفغاني مقارنة ب8% عام 2002. كما ساعدت برامج التطعيم الصحي للأطفال في حماية أرواح الآلاف من الأطفال. بالإضافة إلى فقد ساهمت جهود مكتب اليونيسيف في انخفاض معدل الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة بنسبة 26%، وبنسبة 22% بين الأطفال دون سن الخامسة وذلك بين 2002 و2008. هذا يعني حماية أرواح أكثر من 85000 طفل عام 2008 فقط. أما على مستوى التعليم، فقد تم بناء وترميم أكثر من 2000 مدرسة منذ عام 2001، بالإضافة إلى 13 جامعة حكومية و8 معاهد عليا تخدم 48000 في أفغانستان، بلغت نسبة الطالبات بينهم 20%.
وخلافاً لما تم ذكره في هذا المقال فقد أعلن الرئيس أوباما في أكثر من مناسبة أن بداية نقل المهام الأمنية إلى القوات الأفغانية ستتم في منتصف 2011، تماشياً مع الوضع الأمني. كما تجاهل الكاتب زيادة عدد قواتنا في أفغانستان، فضلاً عن مضاعفة جهودنا لتدريب القوات الأفغانية. وفي حين أعلنت بعض دول التحالف في أفغانستان المكون من 47 دولة, عن إنهاء مهامها نجد البعض الآخر مثل ألمانيا وإنجلترا وجمهورية التشيك قد أعلنوا عن زيادة أعداد قواتهم.
وكما فعلنا في العراق فمنذ البداية أعلنت القيادة الأمريكية عزمها على سحب القوات من أفغانستان بمجرد أن تستطيع القوات الأفغانية تولي زمام الشئون الأمنية في البلاد. هذه إشارة تدل على نجاحنا وليس العكس.
كل الحقائق على أرض الواقع تختلف مع وجهة نظر الكاتب التي تتحدث عن الانهيار الوشيك لأمريكا. هذه الحروب لم تكن خيارنا. الولايات المتحدة الأمريكية اضطرت للدفاع عن النفس بعد ما تعرضت له من هجوم همجي على يد الجماعات الإرهابية المتطرفة، ولكنها في نفس الوقت تقوم بتقديم يد العون والمساعدة لكل دول العالم خاصةً الدول الإسلامية والتي تعرضت لكوارث طبيعية منها على سبيل المثال الفيضانات الأخيرة في باكستان

القيادة المركزية الأمريكية

يتبع
 
التعديل الأخير:
سلسلة (مقالات وردود)عن الولايات المتحدة وخسائرها في حربي أفغانستان والعراق

القسم الثالث : 22 دليلا علي الإنهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية
نعم أمريكا ماتت وننتظر تشييعها: رد على رد القيادة المركزية الأمريكية

عامر عبد المنعم
10/19/2010

عندما قلت إن أمريكا ماتت، كنت أعني ما أقول. فهذه الدولة المحاربة تعيش الآن لحظة النهاية والسقوط ، فهي كثور مذبوح يصدر خوارا بصوت مزعج، ويضرب بساقيه وقدميه يمينا وشمالا ضربات يائسة، لإرعاب من حوله. ربما من يقتربون منه وعلي أبصارهم غشاوة يشعرون بقوة اهتزاز ضرباته لكن من يقف علي مسافة بعيدة منه يرى نهايته القريبة ويرى أن الموت مسألة وقت.
وعندما كتبت مقالي السابق بعنوان "أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان" كنت أكشف لأمتي عن حقيقة، ربما تغيب عن البعض بسبب التضليل الإعلامي والضباب والضجيج المفتعل لإبعاد الأنظار عن الأفول الأمريكي ونهاية امبراطورية الشر الأمريكية.

أردت أن أبشر أبناء الأمة - بناء علي حقائق ومعلومات وليس عواطف وأمنيات - بأن الكابوس الجاثم علي صدورنا ينقشع أمام أعيننا ويحتاج أن ننظر بعيوننا وعقولنا لنتأكد وليس بعيون غيرنا، لأن البعض تعود علي أن يصدق ما يقوله الآخرون واعتاد علي تصديق الكذب الذي نراه ونسمعه ونقرأه كل يوم. ورغم أن مقالي كان بمثابة طلقة تبدد الصمت الذي يغلف سقوط الصنم، وذكرت فيه رؤوس عناوين، فإن رسالتي وصلت الي الطرف الآخر بأسرع مما توقعت، وضربت علي الجرح النازف، وأصابت كبد الحقيقة.

وفوجئت برد القيادة المركزية الأمريكية علي مقالي وهو أمر نادر الحدوث، و يبدو أن القوم لم يتحملوا أن يضع أحد يده علي الحقيقة الصادمة لهم، لأن فتح هذا الباب يعجل بحالة التمرد بالمنطقة علي الهيمنة الأمريكية، وإجبار المحتل الأمريكي علي الرحيل من بلادنا وسحب ما تبقى من الأذرع الطويلة النازفة في العالم الاسلامي لتنكفيء أمريكا علي نفسها وتلملم جراحها وتتقوقع حول نفسها خلف المحيط، ترعي مصالح أبنائها وتهتم بتوفير التعليم والصحة لمواطنيها.

فأمريكا لا يطول عمرها إلا بما يقدمه لها حكام العرب والمسلمين من حليب ودم، ولولا الخدم الذين تنكروا لأمتهم ما استمر هذا العلو الأمريكي والصهيوني الي اليوم، ولكن لحكمة أرادها الله أن تبقي أمريكا كي تسقط بأيدي الشعوب المستضعفة في العراق وفي أفغانستان. إن أفغاستان أفقر دولة اسلامية التي أسقطت الإتحاد السوفيتي هي هي التي تهزم أمريكا اليوم في هلمند وقندهار وتقضي علي الهيبة العسكرية الأمريكية بعد تكسير عظام هذا الجيش في الفلوجة والأنبار بأيدي شعب يعاني من الحصار لأكثر من عقد من الزمن، ليكون الانكسار العسكري هو المشهد الأخير لسقوط هذه الامبراطورية.

وبالعودة الي رد القيادة المركزية الأمريكية يمكن تقسيمه الي قسمين: الأول يكرر الادعاءات عن إعمار الدولتين المحتلتين وعن الدور الإنساني للقوات الغازية في تقديم العون والعلاج وإقامة نظم حكم رشيدة!! وكأن هذه الجيوش وهذه الأسلحة جاءت لتكريم المسلمين وليس قتلهم . والقسم الثاني من الرد يحاول إثبات إن أمريكا لم تمت وأنها بخير وعافية. ولأن الرد يأخذنا بعيدا عن صلب الموضوع ويغرقنا في أرقام زائفة ومعلومات مغلوطة فإنني سأحاول أن أحيط بما ورد قدر الإمكان، مع التركيز علي صلب القضية. وجهة نظر القيادة المركزية الأمريكية لا تقنع أحدا في العالم الإسلامي، وهي ترديد لأقاويل إدارة بوش السابقة، وما ورد من تبريرات وأرقام لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي تؤكد أن القيادة الأمريكية تعيش في واد والعالم كله في واد آخر.

أولا: جاء في الرد أن "هذه الحروب لم تكن خيارنا. وأن الولايات المتحدة اضطرت للدفاع عن النفس" وهذه مغالطة كبيرة... وهي تخالف رأي الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه الذي فرق بين حرب أفغانستان وحرب العراق، ووصفها بأنها " حرب غبية. حرب متسرعة. حرب قائمة لا على المنطق، بل على العواطف، حرب قائمة لا على المبادىء، بل على الدوافع السياسية".. وبسبب موقفه من هذه الحرب انتخبه الشعب الأمريكي ولعن جورج دبليو بوش.

بل إن الرئيس السابق لم يستطع أن يدافع عن خياره بشن الحرب ولم يظهر مع زميله المرشح الجمهوري جون ماكين حتي لا يؤثر عليه سلبا في المعركة الانتخابية. فإذا كانت الحرب ضد أفغانستان اضطرارا كما رأي صقور الادارة لأنها تستضيف أسامة بن لادن فلماذا تم غزو العراق؟ هل كان صدام حسين مرتبطا بالقاعدة؟ وهل كان له دور في ضرب مبني التجارة؟ وأين هي أسلحة الدمار الشامل التي اتخذوها ذريعة للغزو؟ هنا يجب الإشارة إلى مشروع القرن الأمريكي للهيمنة على العالم... فهناك مشروع وخطة مسبّقة للغزو.. وليس فى الأمر صدفة.. وكل كلام عن أسباب أخرى إنما هو تبرير زائف واذا كان أسامة بن لادن هو المتهم فهل هذا يعطي أمريكا حق غزو أفغانستان وتدمير البلاد بدون تحقيق أومحاكمة؟
فلماذا لم يعقدوا محاكمة خاصة لأسامة بن لادن إذا علمنا أن هناك روايات أخري تغير مسار الاتهام؟

ثانيا: يزعم الرد أن " حضور الولايات المتحدة في هذين البلدين كان مقتصرا علي استهداف المتطرفين" ونحن نسأل: هل تفرق الصواريخ والقنابل العمياء بين متطرف وغير متطرف؟ وهل القنبلة التي وصفت بـ"السجادة" [؟!] التي تقتل كل كائن حي في دائرة قطرها نصف كيلو متر تنتقي المتطرفين دون غيرهم؟ وهل القصف الذي يتم بالطائرات بدون طيار يفرق بين الضحايا؟ فإذا كنتم تقصدون بالمتطرفين حركة طالبان والقاعدة، فهل كل من تقتلون في أفغانستان من المتطرفين؟ أم أنكم أبدتم المدنيين الأفغان كما تؤكد وثائق ويكيليكس تشهد علي هذه الجرائم.

أين هؤلاء المتطرفين في العراق؟ لقد قتلتم أكثر من مليون عراقي وعذبتم مئات الآلاف وارتكبتم فظائع ضد المواطنين المدنيين، وعذبتم المعتقلين، رجالا ونساء بأبشع الوسائل، وسجن أبي غريب شاهد علي هذه المأساة الإنسانية.. وكذلك سجن جوانتنامو. إن العجز عن تبرير غزو العراق جعل كاتب الرد يركز علي أفغانستان ويستفيض في سرد إنجازات وهمية، ويمر علي العراق مرورا سريعا.

ثالثا: يزعم الرد أن "انسحاب الولايات المتحدة من العراق كان مبنيا علي أساس إتفاقية أمنية تم توقيعها مع العراق" وزعم صاحب الرد حسب تعبيره أن "تحويل المهام الأمنية الي العراقيين والتزامنا بهذا الشق يعد دلالة علي نجاحنا علي قهر المتطرفين" أي أن انسحاب القوات الأمريكية ليس بسبب ضربات المقاومة وانكسار الجيش الأمريكي، وهذا الكلام يفتقد المنطق ومعطيات الواقع علي الأرض، فهذه الاتفاقية أبرمت كمخرج يحفظ ماء الوجه للقوات الأمريكية، وقرار الانسحاب اتخذ في عهد بوش، قبل أوباما، بعد أن تحول العراق الي مقبرة للجيش الأمريكي وتدمير ثلثي العتاد الأمريكي علي أيدي المقاومة العراقية.

رابعا: يتناقض الرد عندما يتحدث عن أفغانستان ويشير إلى زيادة عدد القوات الأمريكية، ومضاعفة الجهود لتدريب القوات الافغانية- من باب الفخر- ويزعم أن ألمانيا وانجلترا وجمهورية التشيك قد أعلنوا عن زيادة أعداد قواتهم – وهذا غير صحيح - في الوقت الذي يؤكد فيه الرد خطة الانسحاب التي أشرنا إليها حيث يقول :" إن الرئيس أوباما أعلن " في أكثر من مناسبة أن بداية نقل المهام الأمنية الي القوات الافغانية ستتم في منتصف 2011" واعتبر الرد أن هذا إشارة تدل علي النجاح وليس العكس!! لا أدري كيف يكون الهروب نجاحا؟ وما هذا التناقض؟ إن إرسال المزيد من القوات، والحديث عن الإنسحاب في نفس الوقت يكشف حالة التخبط والإرتباك الناتج عن خسائر حقيقية لا يمكن تجاهلها.

خامسا: من المغالطات التي وردت في رد القيادة المركزية الأمريكية ما يوحي بأن الجيش الأمريكي غادر الولايات المتحدة وتحمل التضحيات لتعمير العراق وأفغانستان! حيث يتحدث عن " إنجاز العديد من المشاريع الإعمارية في العراق وإفغانستان كالمدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء والطرق و... التي ساعدت علي تحسين الظروف المعيشية لمواطني هذين البلدين. وبالطبع هذا الكلام لا يحتاج الي تعليق، فالعراق تحول إلى خراب والفضائيات تنقل بالصوت والصورة هذه المأساة والمعاناة، أما أفغانستان التي يزعم الرد أن الخدمات الصحية بها أصبحت متوفرة لأكثر من 83% من الشعب الافغاني مقارنة بـ 8% عام 2002م" يكذبه أن القوات الأمريكية والتابعة للناتو لا تسيطر إلا علي أقل من 20% من الأراضي الأفغانية وبمعني أدق مراكز المدن، وعكست نتيجة الانتخابات الأخيرة انها أجريت في 20% ولم يشارك فيها سوي 10% من الشعب، فكيف يتم تقديم الخدمات الي 83% من الشعب الافغاني. وقد ذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية أن إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية السابق بأفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال جاءت نتيجة تقييم سلبي للحملة العسكرية في أفغانستان قدمه لوزراء دفاع الحلف قبل أيام من إقالته. ماكريستال أصدر تقييما هاما للحرب على ما وصفه بتمرد مرن ومتنام، واستبعد تحقيق أي تقدم خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وفي تفاصيل التقييم الذي قدمه ماكريستال، فإن خمس مناطق أفغانية فقط من أصل 116 صنفت على أنها "آمنة"، في حين أن الباقي يعاني من درجات متفاوتة من انعدام الأمن، وجاءت أربعون منطقة تحت تصنيف "خطير" أو "غير آمن". أي أن أكثر من نصف مليون جندي غربي وافغاني موالي للاحتلال يحكمون فقط 5 مناطق وطالبان تحكم بشكل أو بآخر 111 منطقة فكيف تستطيع القوات الأمريكية تقديم الخدمات لـ 83% من الشعب الأفغاني. وزعم الرد أن الجيش الأمريكي قدم "الرعاية الصحية مما ساهم في تخفيض معدل الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة ودون سن الخامسة، وحماية أرواح85000 طفل عام 2008 فقط،" ولا ندري هل تقديم مثل هذه البرامج من خلال الونيسيف يحتاج الي اكثر من 150 ألف جندي في هذه البلاد؟! ومع هذا فان التقارير الدولية ، وما ينشر في الاعلام الأمريكي والغربي يوميا عن الحالة الصحية في البلدين يدحض هذه الادعاءات، وهذه بعض الامثلة:

- أفادت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي أن وباء الكوليرا تفشى في وسط أفغانستان. - تعد أفغانستان واحدة من أربع دول ما زال مرض شلل الأطفال متوطنا فيها رغم اختفائه من كل العالم.وشلل الأطفال من الأمراض المعدية ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة، ويمكن أن يصيب أي شخص لم يتلق اللقاح ولا يوجد له علاج.

- أكدت دراسة لمفوضية حقوق الانسان المستقلة في أفغانستان في عام 2008 أن ما لا يقل عن 600 ألف من أطفال الشوارع يفتقدون الحماية والرعاية بسبب اشتداد الحرب والفساد رغم تدفق أكثر من35 مليار دولار على البلاد من مانحين اجانب منذ الإطاحة بحكومة طالبان عام 2001 .

وينبغى ألا ننسى أن عدد من قتلتهم القوات الأمريكية والمتحالفة فى أفغانستان لا يقل عن مليون شخص. وإذا تركنا أفغانستان إلى العراق سنجد ما هو أخطر بشأن الوضع الصحي بسبب الأسلحة الأمريكية التي تسببت في نشر السرطان وتشويه المواليد والأجنة في العراق ككل وفي الفلوجة علي وجه الخصوص بسبب استخدام أطنان من اليورانيوم المنضب. وهذه بعض الأرقام التي توضح حجم المأساة:

* كشفت الدراسات الوبائية الميدانية لعدد من المنظمات الدولية أن الفلوجة تشهد معدلات أعلى من السرطان مقارنة بنفس الحالات والمعدلات التي سببتها القنبلتين الذريتين الأمريكيتين في هيروشيما (و) ناغازاكي العام 1945.

* قتلت القوات الأمريكية والتحالف 1.3 مليون عراقي *

3 مليون لاجيء خارج العراق

* 2مليون نازح تركوا منازلهم داخل العراق يحاول الرد أن يعطي انطباعا هو أن القوات الأمريكية تنسحب بعد أن أدت دورها في الإعمار ونشر الإصلاح في كل من العراق وأفغانستان، وأن تسليم السلطة للحكومات المحلية لتكمل المسيرة. وهذه مغالطة لا تحتاج إلى بيان، فالحكم في الدولتين فاسد، وحكومتا المالكي و كرزاي هما أفسد حكومتين في العالم، وإذا كان ثمة ميزة تجمعهما فهي أنهما زعيما مافيا، يضرب بهما المثل في الفساد. لذا من الأرقام العجيبة التي يذكرها رد القيادة المركزية الأمريكية، ذاك المتعلق بالاقتصاد الافغاني حيث زعم أنه " سجل نموا بنسبة 100% في 2008/2009" ولا ندري كيف تحقق هذا النمو بينما تصريحات الحكومة الامريكية وعلي رأسها الرئيس باراك أوباما تصدع رؤسنا ليل نهار عن فساد كرزاي وحاشيته، ومن جهته يؤكد كرزاي فساد الأمريكيين وانهم يسرقون ثلاثة أرباع ما يصل من منح ومعونات.

وفي مؤتمر المانحين الذي عقد مؤخرا في كابول تبادل الطرفان الاتهامات بسرقة المنح والمعونات الأمر الذي جعل المانحين يصلون إلى تسوية مفادها قسمة الأموال بين الجانبين المتهمين بالفساد. ولكن من باب التوثيق فإن الشهادات الدولية وهي كثيرة تفضح هذه الانجازات المزعومة وننتقي من هذه الشهادات ما يلي:

1- أفغانستان والعراق أكثر دول العالم فساداً، وفقاً لبيانات منظمة الشفافية الدولية، مقرها برلين، في تقرير مؤشرات الفساد Corruption Perceptions Index للعام 2009 . ويغطي التقرير 180 بلداً، ذكر التقرير أن العراق جاء في المرتبة 176 وأفغانستان 179.

2- جاءت العراق وأفغانستان كأخطر بلدين في العالم وانعدام الأمن بهما في تقرير مؤشر السلام العالمي«جلوبال بيس انديكس» السنوي لهذا العام 2010 الذي اشرفت عليه «إيكونوميست إنتليجنس يونت» التابعة لمجلة الـ«إيكونوميست» البريطانية والذي يرصد مؤشر السلام في 149 دولة حيث جاءت العراق في الترتيب الأخير 149 وأفغانستان في المرتبة الـ 147.

3- أكد المقياس السنوي السادس للدول الفاشلة للعام 2010 أن افغانستان والعراق من ضمن الدول العشر الأول. يعد هذا التقرير دورية السياسة الخارجية Foreign Policy بالتعاون مع وقفية السلام Fund for Peace وهو مركز أبحاث أمريكي يهتم بالصراعات الدولية وسبل إدارتها وحلها وأسباب اندلاعها. المقياس يقوم بترتيب الدول بحسب درجة إخفاقها في أداء الوظائف المنوطة بها.

4- تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أفغانستان أصبحت أكبر دولة منتجة للمخدرات في العالم خلال السنوات الأخيرة. سقوط أمريكا ربما استطردت بعض الشيء وعلي عجل في الرد علي المزاعم التي وردت في رد القيادة المركزية الأمريكية، حتي لا تمر دون تفنيدها، لكن الموضوع الأهم الذي استنفر من وقفوا خلف الرد هو الحديث عن انهيار أمريكا وسقوطها وضياع الحلم الامبراطوري الأمريكي. يزعج القيادة الأمريكية فتح الموضوع والنقاش حوله لأنه يفضح ما يحاولون ستره وإبعاد الانظار عنه.

إن موضوع انهيار وسقوط الامبراطورية الأمريكية أصبح حديث الساعة بين المفكرين والاستراتيجيين في أمريكا ذاتها وفي كل العالم، وبكل اللغات، ومن يريد الاطلاع علي آلاف الدراسات والوثائق حول هذا الموضوع عليه أن يبحث في محرك البحث جوجل وسيري مئات الآلاف من العناوين .

بإجراء بحث سريع عن " انهيار الامبراطورية الامريكية" وجدت 186,000 عنوان وعن "سقوط الامبراطورية الامريكية" وجدت 163,000 عنوان، وبالبحث باللغة الانجليزية عن " The collapse of the American empire " وجدت 359,000 عنوان. لقد صدر في أمريكا مؤخرا عشرات الكتب التي تتحدث عن انهيار الامبراطورية الأمريكية أبرزها كتاب (حدود القوة.. نهاية الاستثنائية الأمريكية)،الذي كتبه آندرو باسيفتش أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، و كتاب "حرب الثلاثة تريليون دولار"جوزيف ستيجلتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد العام 2000- و ليندا بيلمز أستاذة السياسة العامة/ جامعة هارفارد. وهذا السقوط الوشيك للامبراطورية الأمريكية والانسحاب من العالم – وفقا لتقديرات المفكرين الاقتصاديين الغربيين سيأتي بأسرع مما نتخيل وليس كما تنبأ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه سيكون عام 2025 ويومذاك دعا الشعب الأمريكي للفطام من النفط واستبداله بالطاقة البديلة، وقال ان الشرق الأوسط سيحكمه متمردون خارجون علي الهيمنة الأمريكية.

ولتأكيد رأيي حول الانهيار الوشيك للامبراطورية الأمريكية فانني سأركز علي مؤشرات السقوط في ثلاثة ميادين: الانهيار الاقتصادي، والانكسار العسكري، ثم الأفول السياسي والحضاري. وفي هذا المقال سأركز علي المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد اقتراب النهاية للامبراطورية الامريكية مثلها مثل الامبراطوريات التي سبقتها. فالعامل الاقتصادي كان سببا في سقوط ما سبق من امبراطوريات. إن الاتحاد السوفييتي عندما تفكك وانهار لم يكن ضعيفا عسكريا رغم هزيمته في أفغانستان، وانما انهار بسبب الاستنزاف المدمر للاقتصاد الروسي وتراكم الديون. نفس الأمر حدث مع الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، وحتي الإمبراطورية العثمانية سقطت بسبب عجزها الاقتصادي وكثرة ديونها.

ولا نعني بالسقوط هنا أن تعود امريكا الي القرون الوسطي، وانما ستصبح دولة عادية تعيش داخل حدودها، وقد تبقى دولة قوية مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا ولكن ستنتهي الاطماع التوسعية والاستعمارية وتنتهي هيمنة الرجل الأبيض علي العالم. وفي الحلقة الثانية من هذا الرد سأتناول بمشيئة الله ملامح انكسار المشروع العسكري الأمريكي الغربي في العراق وفي أفغانستان، وعجز أمريكا عن الدخول في حروب جديدة واثبات أن القوة العسكرية لم تعد تخيف بعد أن وصلت الي حدها الأقصى، وأن الأسلحة المتطورة وحدها لا تجلب النصر، و لا تحقق الأهداف الاستراتيجية. وفي الحلقة الثالثة سأركز بإذن الله علي الانهيار السياسي والأخلاقي لأمريكا والغرب ورؤية استشرافيه لمستقبل العالم بعد انهيار أمريكا وموقع المسلمين في النظام الجديد للعالم.

المؤشرات الاقتصادية للانهيار الوشيك في حلبة مصارعة الثيران لا يستطيع المصارع ضعيف البنية الانتصار علي الثور الضخم الهائج في بداية الجولة، وإن وقف أمامه فهو مقتول لا محالة، ولكن النزيف المستمر بسبب السهام الصغيرة يجعل هذا الثور بقرونه الطويلة يخر راكعا في النهاية ثم يموت. ما حدث مع أمريكا أنها اعتادت علي الدخول في حروب سريعة، وتحقيق انتصارات في وقت أقل علي أعداء دب فيهم الضعف. حدث هذا في الحربين العالميتين، فأدمنت الحروب وشن العمليات العسكرية الإستعراضية. ولم تؤثر الحروب في قوتها الاقتصادية لانتهائها في فترات قصيرة وكان لديها فوائض مالية ضخمة تمول الجهد العسكري.

الجديد في حروبها الأخيرة انها فوجئت برد فعل غير متوقع وبمقاومة أفقدتها هيبتها وأحرجتها أمام أصدقائها من دول الغرب التي تورطت معها، ولم يستسلم الشعبان العراقي والافغاني وفشلت أمريكا والغرب في الحربين، فبدأت ادارة جورج بوش تستنزف الاقتصاد الأمريكي لتمويل الحرب، وزادت عمليات الاقتراض والاستدانة والضغط علي الميزانية، ومع طول أمد الحرب ترنح الاقتصاد الأمريكي وفجأة انهارت القلعة علي رأس بوش حتي أجبرته علي الخروج الذليل من منصب الرئاسة. الشعب الأمريكي الذي أيد الحرب في البداية انقلب علي قادته وراح بعيدا، وانتخب أوباما كأول رجل أسود رئيسا للبلاد عسي أن يسحب الجيش من الخارج ويوقف الانهيار، ولكن أوباما جاء بعد الخراب، وبعد فوات الأوان. ولم يعد أمام الرئيس الجديد ما يفعله غير الطمع في فترة ثانية، فلم يجد إلا التقرب إلى الفقراء بعلاجهم وتوظيفهم وإعفائهم من الضرائب حتي لو كان ذلك بتعميق العجز في الميزانية. من يتابع الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة يجد أن استعادة أمريكا لعافيتها مجرد سراب وأضغاث أحلام، وأن اقترابها من الإفلاس قاب قوسين أو أدني. وأن الانهيار بات وشيكا جدا ربما أسرع مما نتخيل، وسنجد أنفسنا أمام هذا السقوط المفاجيء مثلما فوجئنا بانهيار الاتحاد السوفيتي فجأة.

ومن خلال متابعة تطورات الأوضاع الإقتصادية والاطلاع علي تقديرات المحللين العالميين والأمريكيين يمكن تحديد 22 دليلا يؤكد الانهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية وهي كالآتي:

1 - ارتفاع العجز في الميزانية الامريكية إلى مستويات غير مسبوقة. قال مكتب الميزانية بالكونجرس ان عجز الميزانية الأمريكية بلغ 1.342 تريليون دولار في 2010 وتوقع المكتب أيضا عجزا قدره 1.066 تريليون دولار للسنة المالية 2011 وأعلنت الموازنة التي أصدرها البيت الأبيض في فبراير الماضي، عجزاً بـ 8.53 تريليونات دولار طوال 10 سنوات، وقدّر مكتب الموازنة أنه ارتفع إلى 9.75 تريليونات دولار. وتوقع خبراء ان تتسبب موازنة عام 2011 بعجز يقارب 10 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات.

2 - ارتفاع العجز في الميزان التجاري بسبب زيادة الاستيراد من الخارج وتراجع الصادرات الامريكية. وفقا لوزراة التجارة الأمريكية واصل العجز ارتفاعه في العام 2009 حيث بلغ 375 مليار دولار و لم يتراجع العجز هذا العام وانما واصل الارتفاع ليصل الي 334.9 مليار دولار خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري. وقالت وزارة التجارة الخارجية الأمريكية ان عجز الميزان التجاري الأمريكي نما بنسبة 8.8% خلال أغسطس2010 إلى 46.4 مليار دولار مقابل 42.6 مليار دولار خلال يوليو. تتصدّر الصين قائمة الدول التي يميل الميزان التجاري لصالحها في مواجهة الولايات المتّحدة، وارتفع العجز التجاري مع الصين إلى مستوى قياسي عند 28 مليار دولار خلال أغسطس 2010 مقابل 20.2 مليار دولار خلال نفس الشهر عام 2009.

3 - ارتفاع الديون الأميركية العامة خلال السنوات العشر الماضية من 5.647 ترليون دولار بنسبة 58% من الناتج المحلي الاجمالي عام 2000 ، الي أكثر من 13 تريليون دولار في 2010 حسب المعطيات التي نشرتها وزارة الخزانة الأمريكية في يونيو أي حوالي 93% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد ، ومن المتوقع أن يصل في عام 2015 الي 19.7 تريليون دولار أي 102.6% من الناتج المحلي الاجمالي، أي أن الولايات المتحدة لا محالة في طريقها إلى الإفلاس. وفي تقرير للفريق الاقتصادي لـ "CNN" في مارس الماضي فإن هذه الأرقام الرسمية لا تتضمن بنودا مخفية ترفع حجم الديون الي أرقام فلكية، منها خسائر الشركات التي تديرها الحكومة الامريكية بعد إعلان إفلاسها وأيضا خسائر خفض الضرائب. ويؤكد الخبراء أن الدَين الأمريكي أشبه بقنبلة زمنية موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، حيث يزداد بحوالي 1.4 مليار دولار يوميا، وبحوالي مليون دولار كل دقيقة.

4- تملك الصين وحدها نحو تريليون دولار من سندات الخزينة ومن أوراق الدين الأمريكية بصفة عامة على نحو يجعلها قادرة على إسقاط الإقتصاد الأمريكي إن أرادت ذلك بالتخلص من هذه السندات في أي لحظة.

5- قدر تقرير للجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونغرس الأمريكي تكاليف الحربين بين عامي 2002 و2008، بما يعادل 1.6 تريليون دولار وليس كما قدرتها ادارة بوش بانها تتراوح بين 50:60 ملياردولار فقط . أما التكاليف الاقتصادية المستقبلية فستكون أكبر من ذلك بكثير، إذ تشير تقديرات التقرير إلى أن تكلفة الحربين معاً بين عامي 2003 و2017 ستصل إلى 3.5 تريليون دولار، أي أن العائلة الأمريكية الاعتيادية ستتحمل عبئاً يصل إلى 46400 دولار.

6- ارتفاع تكلفة الحرب في العراق وأفغانستان الي ( 4: 6 )تريليون دولار . أعلن ذلك جوزيف ستيغليتز العالم الإقتصادي الحائز علي جائز نوبل، وليندا بيلمز الأستاذة بجامعة هارفارد، مؤلفا كتاب "حرب الثلاثة تريليون دولار" باحتساب نفقات رعاية الجنود الجرحي .وصححا الرقم الذي صدر في كتابيهما منذ عامين بعد احصاءات جديدة اعلنها اتحاد المحاربين القدماء.

7- من واقع سجلات الكونجرس فان الحرب تكلف الولايات المتحدة شهريا 80 مليار دولار ووصلت كلفة إرسال الجنود إلى المنطقة 2.5 مليار دولار. وتتراوح تكلفة إلقاء القنابل ما بين عشرة آلاف إلى 15 ألف دولار في الساعة. وتبلغ تكلفة تشغيل حاملة الطائرات الواحدة ثلاثة ملايين دولار يوميًّا.

8- مضاعفة ميزانية الدفاع خلال السنوات العشر مما شكل ضغطا علي الميزانية العامة للولايات المتحدة، فقد كانت مخصصات البنتاجون نحو 432 مليار دولار في عام 2001 ارتفعت الي 696,3 مليار دولارا في عام 2008، وبلغت 720 مليار دولار لعام 2011.

9- أكدت وزارة التجارة الامريكية تراجع النمو في الناتج المحلي الاجمالي وتراجع الطلب علي المنتجات الامريكية -غير الدفاعية- في الاسواق العالمية عكس كل الوعود التي اعلنتها الحكومة وهذا التباطؤ يقرب البلاد من الافلاس.

10- اهتزاز أسواق الأسهم الأمريكية وفقدان الثقة بها وهروب الاستثمارات الخارجية من البلاد. حيث تسببت أزمة الائتمان الأمريكي في غياب الثقة الدولية في أسواق المال الأمريكية وهروب الاستثمارات الأجنبية.

11- إغلاق عشرات الآلاف من المصانع والشركات الأمريكية وتسريح العاملين فيها. قالت قاعدة بيانات لإحصاءات الإفلاس الأمريكية التي يستخدمها المحامون والبنوك ان 6502 شركة رفعت دعاوى للحماية من الدائنين بموجب قوانين الافلاس في يناير 2010 مقارنة مع 6055 شركة في يناير 2009.

12- إفلاس أكثر من 150 بنك في أمريكا و لازال اكثر من 500 بنك علي شفا الإفلاس. وسقوط البنوك يقود البلاد الي الشلل التام في كل المجالات الاقتصادية.

13- تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، وتدهورت قيمه الدولار أمام اليورو واليوان الصيني إلي أقصى حد. وهذا التخفيض المستمر لقيمه الدولار يفقد الثقة فى الاستثمارات على الدولار وخصوصا الاستثمار فى السندات الحكومية الأمريكية والاستثمار في أسواق المال الأمريكية.

14- تخلص المستثمرين من الدولار بشراء الذهب كمخزن للقيمة مما يفقد الدولار قيمته العالمية كمخزن للقيمة الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار الذهب الي مستويات قياسية.

15- فى قائمة نيوزويك عن أفضل مائة دولة فى العالم تراجعت أمريكا عن موقعها الأول في 2000 الي رقم 11 هذا العام 2010.

الاتجاه نحو الفقر

16- ارتفعت معدلات الفقر في الولايات المتحدة الي أعلي مستوى لها في نصف قرن، حيث تجاوز عدد الفقراء في العام الماضي (43.6 مليون) مواطن أمريكي، وأكد مكتب الاحصاء الامريكي أن معدلات الفقر ارتفعت الي نسبة 14.6% من إجمالي السكان في عام 2009 مقارنة بنسبة 13.2% عام 2008 لتبلغ أعلي مستوي لها منذ بداية إحصاء الفقراء في عام 1959.

17- ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة المحرومين من التأمين الصحي من 46.3 مليون في عام 2008 الي 50.7 مليون في 2009 ما يعني 16.7% من مجموع السكان.

18- عشرة ملايين أمريكي يتلقون حالياً التأمين ضد البطالة، وهو ما يقارب أربعة أضعاف عددهم العام 2007.

19- أكثر من واحد وأربعين مليون أمريكي على قائمة كوبونات الطعام، وارتفع عدد الأمريكيين الذين التحقوا ببرنامج كوبونات الطعام بنسبة مذهلة خلال الفترة من ديسمبر/ كانون أول العام 2007 لغاية يونيو/ تموز العام 2010 إلى حدود 55%.

20- تخلفت أكثر من ستة ملايين أسرة أمريكية عن سداد أقساط القروض لمدة 60 يوما أو أكثر، وفقا لبيانات شهر فبراير 2010 التي أعدها فريق الرقابة المكلف من مجلس الشيوخ الامريكي بمتابعة برامج وزارة الخزانة.

21- تتزايد نسبة البطالة في الولايات المتحدة بسبب تراجع معدلات النمو والإقفال المتزايد للمصانع، وانتقال بعض الصناعات إلى دول آسيوية، إلى جانب إغراق أسواق الولايات المتحدة المفتوحة بالبضائع الصينية الرخيصة.

كانت نسبة البطالة 3.9 بالمائة في عام 2000 . وأعلنت وزارة العمل أن معدل البطالة ارتفع إلى 9.6 بالمئة. وحاليا يبلغ إجمالي عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة نحو 31 مليون عاطل.

22- تراجع التعليم في أمريكا وباعتراف الرئيس الأمريكي أوباما، خاصة التعليم العالي حيث قال إن"نسبة الحاصلين على هذا القدر من التعليم بين مواطنينا تتجاوز بالكاد 50%. كما أن نسبة المتسربين من التعليم الثانوي لدينا تعتبر من أعلى مستويات التسرب في الدول الصناعية. وفي الوقت نفسه، فإن نصف الطلاب الذين يبدأون الدراسة الجامعية لا يستكملونها على الإطلاق". هذه أبرز المؤشرات التي تؤكد أن الولايات المتحدة تسير نحو الانهيار السريع، وهنا يحضرني التحذير الذي أطلقه الخبير الاقتصادي الأمريكي نيال فيرغسون الأستاذ بجامعة هارفارد وكاتب المقال الأسبوعي الشهير في صحيفة «لوس أنجيليس تايمز»- صاحب كتاب: الإمبراطورية- صعود وزوال النظام العالمي البريطاني والدروس للقوى العالمية. لقد تنبأ بـ " الإنهيار المفاجئ للإمبراطورية الأمريكية خلال العامين المقبلين". أمريكا ستسقط كما سقط غيرها من إمبراطوريات، وستطوى صفحتها، ولن تقوم لها قائمة، بل لن يبكي عليها أحد بسبب كم الجرائم التي ارتكبتها ضد الانسانية.

يتبع
 
سلسلة (مقالات وردود)عن الولايات المتحدة وخسائرها في حربي أفغانستان والعراق

القسم الرابع : بالأرقام والوثائق .. ذبح الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان


عامر عبد المنعم

هذا المقال كتبته في ديسمبر 2010 كشفت فيه حجم التدمير الذي لحق بالجيش الأمريكي وكيف أن الحرب ضد المسلمين في أفقر دولتين اسلاميتين استنزفهما الحصار الغربي تسببت في الإجهاز على الاقتصاد الأمريكي وقضت على الهيبة العسكرية الأمريكية وأنهت الأحلام الامبراطورية في بداية الألفية، وبددت ما قيل عن القرن الأمريكي الجديد.
ورأيت إعادة نشر المقال لمن مازالوا لا يقرأون التطورات على الساحة العالمية بشكل جيد ويخضعون لأوهام ويبنون مواقفهم على سراب، خاصة أن هذه المعلومات الموثقة يتجاهلها الإعلام الموجه عمدا حتى الآن.
كنت قد كتبت منذ 3 سنوات مقالا بعنوان "أمريكا ماتت فلا تكونوا كجن سليمان" وقد ردت عليه القيادة المركزية الأمريكية التي انزعجت من الفكرة فكانت بداية مناظرة وكتبت مقالين موثقين عن انتهاء الحلم الامبراطوري الأمريكي الأول عن المؤشرات الاقتصادية الدالة على الانهيار الوشيك وقلت ان الامبراطوريات الكبرى تسقط وتنهار لأسباب اقتصادية، والمقال الثاني اثبت فيه تدمير الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان جنود ومعدات.
الغريب في الأمر أن القيادة المركزية الأمريكية كانت ترسل ردودها لبعض المواقع وتتبع المواقع التي تنشر المقالات وتنشر ردودها في التعليقات.


بالأرقام والوثائق .. ذبح الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان

الجيش الأمريكي منهك وغير قادر علي غزو أي دولة أخري، وأي تهديدات بغزو دولة إسلامية كاليمن أو باكستان أو السودان أو إيران مجرد كلام أجوف وغير واقعي. فالجيش الأمريكي بعد تكسير عظامه في العراق وفي أفغانستان عاجز عن خوض حروب جديدة، وغير قادر علي اجتياح دولة ثالثة برياً، لا الآن ولا مستقبلاً. وضاع الحلم الإمبراطوري مع تمزيق هذا الجيش العدواني في أرض الرافدين وقري الأفغان.

تؤكد الأرقام والوثائق التي تحت أيدينا أن الحرب في العراق وفي أفغانستان كانت أكبر محرقة لمعدات وجنود الجيش الأمريكي منذ نشأة الولايات المتحدة وحتي الآن. لقد خسرت أمريكا ما يزيد عن 600 ألف قطعة من العتاد، ما بين دبابة وعربة قتال ومدرعة وهمفي ومروحية، وسقط ما يزيد عن مليون عسكري بين قتيل وجريح ومعاق ومصاب بالأمراض النفسية وأمراض الدماغ.

ربما تكون هذه الأرقام مذهلة للبعض، وقد كانت بالفعل مفاجئة بالنسبة لي شخصيا، ولكن بعد عملية بحث دقيقة، وضعت يدي علي الكثير من المعلومات من مصادرها الأمريكية، كالبنتاجون والكونجرس وغيرها. وهالني الكم الكبير من المعلومات المتاحة والتي تستحق أن نضعها أمام أعيننا لنفهم مايدور حولنا ولا نكون كجن سليمان نعمل في العذاب بينما أمريكا الإمبراطورية شاخت، وشلت، وسقطت.

وقد تلقيت رداً من القيادة المركزية الأمريكية للمرة الثانية علي مقالي السابق الذي ذكرت فيه 22 دليلاً اقتصادياً علي الإنهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية، وكنت أتوقع أن يكون رداً علميا يستحق النقاش حوله ولكن وجدته كالرد الأول مجموعة من الإدعاءات، والكلام المكرر الذي لا يقف علي ساقين.

وقد رددت في المقال السابق علي معظم ماورد في الرد الأخير، وحتي لا نبتعد عن صلب موضوعنا، فإنني سوف أتعرض لما يستحق التفنيد في مقال قادم إن شاء الله.

كنت في المقال السابق قد ركزت علي الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه أمريكا ودوره في إنهاء الهيمنة الأمريكية وإسقاط المشروع الإمبراطوري الأمريكي وسردت الأدلة علي أننا ننتظر لحظة الانهيار الوشيك كما حدث مع الإتحاد السوفيتي.

وفي هذا المقال - كما وعدت القراء- فإنني سأركز علي الانكسار العسكري للجيش الأمريكي في العراق وفي أفغانستان، وأكشف عن معلومات تفضح حقيقة الثور المذبوح بأيدي حفنة من أبناء الأمة بإمكانات عسكرية بسيطة جدا، في أفقر دولتين مسلمتين عانتا من حصارٍ زاد عن عقدٍ من الزمن.

ولكي نقف علي حجم التدمير الذي تعرض له الجيش الأمريكي، فإنني ركزت علي حجم الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح، والخسائر البشرية بالقتل والإصابة أثناء العمليات العسكرية، وإصابات ما بعد الحرب، والقتلي والمصابين من المتعاقدين من غير العسكريين. ولم أتعرض للتكلفة الاقتصادية إلا في حدود ضيقة لأنني أشرت إليها في المقال السابق.

أولاً: الخسائر في المعدات وأنظمة التسليح

1- المعدات المدمرة والمعطوبة

- قدرت دراسة لمكتب الميزانية بالكونجرس الأمريكي في سبتمبر 2007 عدد القطع التي فقدها الجيش وتحتاج إلي تعويض علي وجه السرعة بنحو 300 ألف معدة من كل الأنظمة الأساسية، خاصة المروحيات ودبابات أبرامز وبرادلي والمدرعات والهمفي والمدافع.[1]

وقالت الدراسة المتعلقة بعملية الإصلاح والإحلال والتجديد للمعدات المدمرة والمعطوبة التي تم استقدامها من ساحات الحرب بعنوان" Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan " أن عمليات إصلاح وتعويض هذه الأسلحة ستأخذ وقتا طويلا.

- قال الجنرال روبرت رادين رئيس قيادة العتاد في الجيش الأميركي ونائب رئيس الأركان للعمليات اللوجستية والعمليات أن عدد المعدات التي دمرتها الحرب وخضعت للإصلاح مثل عربات القتال برادلي ودبابات ابرامز وقطع المدفعية والعربات ذات العجلات في عام 2005 بلغت 20000 قطعة. وفي 2006 بلغت 33000 قطعة، و في 2007 بلغت حوالي 47000 قطعة من المعدات خضعت للإصلاح.[2]

- وفقا لمكتب الميزانية بالكونجرس عام 2006 فإن النقص في المعدات نتيجة التدمير كان كالتالي:

13 ألف من المركبات سريعة الحركة ومتعددة الأغراض (همفي)

32 ألف مركبة تكتيكية متوسطة

7,600 آلاف مركبة تكتيكية ثقيلة

- قال بيتر شوميكر رئيس أركان الجيش الأمريكي في سبتمبر 2006 أمام مجموعة متخصصة في الكونجرس أن 1500 من عربات هامفي و الدبابات ام 2 والمركبات القتالية برادلي وغيرها تنتظر الإصلاح في مركز الصيانة في "رد ريفر آرمي"، وتنتظر 500 دبابة ام 1 في مركز انيستون في الاباما. وقال إن مراكز الصيانة الخمس الكبري التابعة للجيش لاتعمل بنصف طاقتها بسبب نقص الاعتمادات.[3]

- في نهاية 2006 بدأت عملية نقل الآلاف من الدبابات والمركبات المعطوبة إلي مستودعات وورش الجيش في الولايات المتحدة للإصلاح. ففي مستودع " Red River "في ولاية تكساس ، حسبما ذكرت " Fort Worth Star-Telegram" ما لا يقل عن 6200 عربة همفي ودبابة ومدرعة وشاحنة وسيارات الإسعاف تنتظر الإصلاح .

- وهناك مقبرة أخري للدبابات وعربات القتال في مستودع الجيش في انيستون في ولاية ألاباما. وقالت المتحدثة باسم المستودع جوان غوستافسون أن المستودع سيقوم بإصلاح 1885 من الدبابات والعربات المدرعة الأخري خلال السنة المالية التي بدأت في 1 أكتوبر 2006. وقالت ان المستودع قام باصلاح 1169 دبابة وآلية في 2004 واصلاح 1035 في 2005.[4]

- كثير من المعدات الأمريكية تعطلت بسبب الإجهاد والإهلاك، والحركة، كرا وفرا في أرض المحرقة، واستنفاد الطاقة المحددة لها. ففي جلسات استماع بالكونجرس في يناير 2007 قال الجنرال تشارلز اندرسون مدير تطوير الجيش أمام أعضاء اللجان الفرعية لجهوزية القوات الجوية والبرية: إن الحرب أجهدت الشاحنات والدبابات وطائرات الهليكوبتر وأهلكتها، فالدبابات تتحرك في أرض المعركة بمعدل يتجاوز خمس مرات المعدل المقرر لها، و الشاحنات بما يفوق المعدل بـ 5-6 مرات، ونفس الأمر مع المدرعات الثقيلة كما أن المروحيات استهلكت حيث تطير بمعدل يزيد 5-6 مرات عن المقرر لها.[5]

- نسبة أخري من المعدات تعطلت بسبب ظروف التشغيل القاسية حيث تتحرك الدبابات والمدرعات لمسافات طويلة علي الطرق الأسفلتية المعبدة التي تزيد من معدلات الاهتزازات بالنسبة للأنظمة الإلكترونية و الميكانيكية مما يتسبب عنه إهلاك هذه الأنظمة.[6]

- الظروف البيئية في العراق حاربت الجيش الأمريكي، فالمعدات التي لم تصبها العبوات الناسفة علي الطرق وقذائف المورتر في القواعد العسكرية، تعطلت بسبب عواصف الرمال والغبار التي أفسدت محركات الطائرات والأنظمة الإلكترونية والفلاتر، وأتلفت محركات الدبابات. ويصعب إصلاح ما أتلفته الرمال والغبار في الميدان ويحتاج إلي ورش تم التوسع في بنائها في الولايات المتحدة خصيصا لإنقاذ معدات الجيش.[7]

- أعلن الجيش أن كل الدبابات أبرامز وبرادلي العائدة من العراق تم إرسالها إلي المستودعات لإصلاحها بسبب الرمال التي سدت المحركات والفلاتر. ويكلف اصلاح الدبابة الواحدة وتخليصها من الرمال 800 ألف دولار، ويكلف ذلك للبرادلي 500 ألف دولار.[8]

- مع استنزاف كل الترسانة الأمريكية وإرسالها إلي العراق وأفغانستان والمناطق المحيطة بهما في أول خمس سنوات للحرب أكد الخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية عدم توفر معدات للقوات المتوجهة إلي المعركة، علاوة علي عدم توفر معدات للتدريب. [9]

2- تأثير العبوات الناسفة

لعبت العبوات الناسفة، هذا الاختراع البسيط جدا، دورا متميزا في تعجيز الجيش الأمريكي وتدمير معداته وقتل جنوده، ووقف الجيش الغازي المسلح بأحدث التقنيات حائرا لا يدري ماذا يفعل أمام هذا السلاح البدائي. لقد رصدوا الميزانيات ووضعوا الخطط ولكنها باءت كلها بالفشل.

- في دراسة لخدمة أبحاث الكونجرس صدرت في 25 سبتمبر 2006 حول العبوات الناسفة في العراق فإن ما تم إنفاقه منذ 2004 إلي 2006 لتمويل جهود يائسة لمكافحة العبوات الناسفة بلغ 6.1 مليار دولار، حيث تم تمويل عدة هيئات متخصصة في البحث عن التقانة التي تساهم في الكشف عنها بما فيها الطائرات، وعندما عجزوا قرروا تخصيص طرق مؤمنة خاصة لتحرك المعدات.[10]

- وللتدليل علي خطورة العبوات حجما وتأثيرا، ففي حادثة وقعت عام 2004 فوجيء الأمريكيون بالمركبة القتالية برادلي التي تزن 22 طنا طارت في الهواء جراء مرورها علي عبوة ناسفة واستقرت قاعدة المركبة المدرعة علي مسافة 60 ياردة (54 متراً) من مكان الانفجار.[11]

- ومع تصاعد عمليات تفجير المعدات علي الطرق تم تأسيس صندوق للانفاق علي برامج تساعد في مواجهة العبوات الناسفة بداية من 2006 . وما خصص له كان كالتالي حسب الأعوام:

2006 تم تخصيص مبلغ 3.3 مليار دولار

2007 تم تخصيص 4.4 مليار دولار

2008 تم تخصيص 4.3 مليار دولار

2009 تم تخصيص 3.1 مليار دولار

2010 تم تخصيص 1.8 مليار دولار

2011 مع تزايد الخسائر في أفغانستان تم تخصيص 3.3 مليار دولار.[12]

ولكن حتي الآن لازالت العبوات تحصد المعدات الأمريكية في العراق وانتقلت هذه التقانة البدائية إلي ايدي المجاهدين في أفغانستان.

وهنا أتذكر، وعلي سبيل المثال، قصة اثنين من الأفغان في ولاية هلمند، أحدهما الشيخ ( صالح جان) البالغ من العمر 69 عاماً، والآخر ابنه (عطا جان) البالغ من العمر 18 عاماً استطاعا لوحدهما خلال 21 شهراً أن يفجرا 32 دبابة و 6 ناقلات للجنود من نوع (رينجر) للناتو بواسطة زرع الألغام لها في طرق مرورها.

وهذه القصة وردت في رسالة محمد يوسف الأحمدي المتحدث باسم طالبان إلي أعضاء الكونجرس الأمريكي. وكلّ ما صرف من المال في هذا العمل لا يتجاوز 2500 دولار، والأعجب من ذلك أن جميع الأدوات والوسائل التي استخدمت في هذا العمل قد تمّ شراؤها من (سوق لشكركا) المحلية. وقد تمّ كلُ هذا العمل في الوقت الذي يمارس فيه العمّ (صالح جان) وابنه عمليهما في الفلاحة، ولم يضطرا للسفر إلي قرية أخري.

ولم يتعلم هذه الخبرة في صيد البابات في أية أكــاديمية عسـكرية، ولم يطلبا الأجر الماديّ علي ما فعلاه من طالبان.

وقد تمّ تفتيش بيت الرجل أربع مّرات من قبل جنود الناتو خلال هذه المدة، ولم يعثروا في بيته علي ما يمكن أن يستعمل في التفجيرات.

و يحكي العمّ صالح جان: إنني ذات مرّة قمت بتفجير العبوة الناسفة عن بُعدٍ علي الجنود الذين كانوا في طريق الخروج من القرية بعد تفتيش بيتي، فقتل منهم واحد، وجرح ثلاثة آخرون، فأحضرت الماء واتجهت نحوهم، فسقيت الجرحي الماء البارد لأموّه عليهم أنني لست الذي قام بهذا التفجير، ولاعتقادي أن الجرحي إن شربوا الماء البارد في هذه اللحظة فستنفتق جروحهم أكثر وأكثر.[13]

3- حجم وتكلفة المعدات المدمرة والمعطوبة

وفي السطور التالية سأثبت بالأرقام من واقع الميزانيات السنوية بالكونجرس أن الجيش الأمريكي خسر معظم ترسانته العسكرية في الحرب، وأنه أنفق المليارات من الدولارات لتعويضها وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

أعدت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرا للكونجرس في 2006 قالت فيه إن 20% من أسلحة ومعدات الجيش تم إرسالها في بداية الحرب إلي العراق.[14]

وقدر مكتب المحاسبة بالكونجرس قيمة المعدات في العراق وافغانستان والمنطقة المحيطة بساحة المعارك بـ 30 مليار دولار.[15]

ويتم الحفاظ علي هذه النسبة لأسباب عسكرية، إذ توجد معادلة توازن بين تعداد القوات والألوية وبين عدد المعدات، وما يتم إعطابه أو تدميره يتم اصلاحه أو استبداله لاستعادة القدرات القتالية. وحسب الوزارة فإن عدد المعدات التي تم إرسالها إلي العراق 570 ألف قطعة وهي كالتالي:

من 15% :20 % من أسطول المروحيات موجود في العراق وأفغانستان في اي وقت.

550 دبابة ابرامز في العراق تمثل 9% من مجموع الترسانة للجيش الامريكي.

تم نشر اكثر من 20% من ترسانة العربة المقاتلة سترايكر.

57.400 ألف شاحنة من مجموع 300 ألف أي20%.

تم نشر 23.800 من الهمفي في البداية، ثم ارسال كل ترسانة الجيش الأمريكي فيما بعد.

ومنذ العام الأول للحرب في العراق يتم شحن ثلثي المعدات الي الولايات المتحدة بسبب ما أصابها من تدمير وإعطاب مع عملية تبديل القوات وتذهب القوات الجديدة بأسلحة جديدة، أي إن معظم أسلحة الجيش الأمريكي تم شحنها الي مناطق الحرب لتذوق التدمير أو الإعطاب فتبقي هناك المدمرة وتعود المعطوبة للإصلاح. وجدير بالذكر أن تبديل و تدوير القوات يتم كل 12 او 15 شهراً.[16]

وبسبب الخسائر في المعدات واتساع دائرة المواجهة مع المقاومة في البلدين تضاعف الإنفاق العسكري الأمريكي خلال العقد الماضي ففي عام 2000 أي قبل شن الحرب كان الإنفاق العسكري يمثل 2.9% من إجمالي الناتج المحلي. ارتفع الي 4.5% في 2009، ثم إلي 4.7% في ميزانية 2010 وثبت علي 4.7% في ميزانية 2011.

قالت دراسة لـ Congressional Research Service عن تكلفة الحربين صدرت في 2 سبتمبر 2010 أن الكونجرس وافق مع حلول عام 2010 علي تخصيص 1.291 تريليون دولار منذ هجوم 11 سبتمبر لتمويل الحربين. منها 802 مليار للعمليات في العراق و 455.4مليار للعمليات في افغانستان، و28.6 مليار لتعزيز الأمن، و8.6 مليار للرعاية الصحية للمحاربين القدماء المصابين في الحربين.

والإنفاق العسكري وما ترتب عليه كان العامل الأساسي وراء الأزمة الإقتصادية التي ضربت أمريكا. لقد كتب جوزيف ستيجلتس الحاصل علي جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2000 وليندا بالمز الأستاذة بجامعة هارفارد مقالا في واشنطن بوست يوم 5 سبتمبر 2010 قالا فيه أن تقديراتهم السابقة للحرب والتي وصلت إلي 3 تريليون دولار تقل عن الحقيقة بعد اضافة بنود أخري كانت غائبة وقد تزيد عن 6 تريليونات.[17]

ما يهمنا هو معرفة حجم العتاد المدمر من خلال أرقام المخصصات السنوية التي أقرها الكونجرس والخاصة ببند استبدال وتجديد المعدات المدمرة والمعطوبة.

- باستعراض الميزانيات السنوية للوقوف علي القيمة المالية لاستبدال وتجديد المعدات التي خسرها الجيش الأمريكي في الحربين تبين الآتي:

2004 تم تخصيص 7.2 مليار دولار لعملية تعويض واصلاح المعدات

2005 تخصيص 18 مليار

2006 تخصيص 22.9 مليار

2007 تخصيص 45.4 مليار

2008 تخصيص 61.5 مليار

2009 تخصيص 32 مليار

2010 تخصيص 28 مليار

2011 تخصيص 21.4 مليار

ولوحظ زيادة كبيرة في الإنفاق خلال الأعوام 2006و2007 و2008 بسبب زيادة وصول عمليات المقاومة في العراق إلي ذروتها في تدمير المعدات العسكرية.

- وبجمع هذه المبالغ يصل إجمالي ما تم انفاقه علي عمليات الاستبدال والإصلاح يبلغ 236.4 مليار دولار. فإذا كانت تكلفة 20% من المعدات تساوي 30 مليار فإن هذا يعني ان الجيش الامريكي جدد معداته التي خسرها في العراق وفي أفغانستان ست مرات تقريبا،0 أي استنفد ترسانته العسكرية بنسبة 120% تقريبا.

- يضاف إلي ما سبق أن إجمالي التمويل الإضافي الذي طلبته وزارة الدفاع لنقل المعدات المعطوبة من الميدان إلي الولايات المتحدة بلغ 151 مليار دولار.[18]

- ولتوضيح الصورة أكثر، ففي تقرير لمكتب الميزانية بالكونجرس ولمواجهة تدمير وإعطاب المعدات تم شراء المعدات الآتية خلال الفترة من 2005 إلي 2007

1300 مدرعة سترايكر بينما مجموع ما يملكه الجيش الأمريكي 1400

27300 همفي ومجموع ما يملكه الجيش 107700

21300 عربة تكتيكية متوسطة ومجموع الترسانة 25500

3100 شاحنة تكتيكية ثقيلة والمجموع 14400

1000 نظام Palletized Loading والمجموع 4000

1500 Line-Haul Truks والمجموع 8900

- وفي عام 2009 قال الجيش أنه يعاني من عجز قدره 10 آلاف وحدة من الآليات من جميع الأنواع رغم أنه اشتري 21 ألف وحدة وأرسلها إلي منطقة القتال.

- في فبراير 2006 طلب الجيش 9 مليار دولار لاستبدال وإصلاح منظومات الأسلحة من الدبابات والمروحيات والمدرعات التي دمرتها الحرب. وبعدها بخمسة شهور فقط قال الجنرال بيتر شوميكر قائد أركان القوات الأميركية أن الجيش يحتاج الي 17.1 مليار في ميزانية عام 2007 لتعويض المعدات المدمرة.[19]

- وفي أبلغ تعبير عن حجم الخسائر في المعدات، ما حدث في يوليو 2006 عندما أرسل النواب الديمقراطيون خطابا إلي الرئيس بوش قالوا فيه إن ثلثي الألوية المقاتلة في الجيش غير مستعدة للقتال بسبب النقص في المعدات.[20]

ثانياً: الخسائر البشرية في القوات المقاتلة

1- الجنود القتلي

- وفقا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون فان عدد القتلي العسكريين الأمريكيين حتي 8 نوفمبر 2010 بلغ 5798 قتيلا منهم 4409 قتيلا في العراق و1389 قتيلا في أفغانستان.

- ذكرت وزارة شئون المحاربين القدماء أن عدد القتلي من الجنود الأمريكيين منذ حرب الخليج وحتي 2007 بلغ 73 ألف قتيل. وقالت إن عدد المصابين في العمليات الحربية 1.6مليون مصاب. وقد قامت الوزارة بحذف هذه الإحصاءات فيما بعد لإخفاء حجم الخسارة البشرية. ولكن الإعلام الأمريكي المعارض للحرب اهتم بهذه الأرقام بالتعليق والتحليل.[21]

وإذا علمنا أن عدد الجنود القتلي في حرب الخليج رسميا (1990 – 1991) كان 383 وعدد المصابين 467 حسب إحصاءات وزارة الدفاع.[22] وإذا أضفنا لهم المصابين بما سمي مرض حرب الخليج بسبب التطعيم ضد الجمرة الخبيثة والمصابين بأمراض ما بعد الحرب، ثم بإجراء عملية طرح بين الأرقام فإن عدد العسكريين الامريكيين القتلي في العراق وفي أفغانستان يبلغ 72.617 ألف قتيل، وعدد المصابين يزيد عن مليون مصاب أي نصف قوات الجيش الأمريكي التي تم نشرها في البلدين.

2 – الجنود المصابون

2- أ – المصابون جراء العمليات القتالية

- وفقا للإحصاءات الرسمية للبنتاجون في 8 نوفمبر 2010 فإن عدد المصابين في الحربين 41,030 ألف مصاب، منهم 31,935 ألف في العراق، و9,095 آلاف في أفغانستان.

ووفقا لتقديرات موقع antiwar.com يبلغ عدد المصابين في العمليات العسكرية 100 ألف جندي وضابط أمريكي.

- عدد المصابين من المحاربين القدماء في العراق وأفغانستان، الذين تلقوا علاجا علي نفقة وزارة المحاربين القدماء بلغ 600 ألف شخص.[23] وهذا الرقم يختلف عن المصابين في الخدمة الذين تلقوا العلاج في المستشفيات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع.

- عدد الجنود الذين خرجوا من الخدمة وأصيبوا بالعجز والاعاقة وتقاضوا إعانة بسبب العجز من وزارة المحاربين القدماء بلغ 500 ألف جندي وضابط مصاب.[24]

- أكد تقرير لوزارة شؤون المحاربين القدامي أن أكثر من 58 ألفا من الجنود الذين خدموا في العراق وأفغانستان فقدوا السمع تماما، وأن ما يقرب من سبعين ألفا من الجنود مصابون بطنين في الأذن يترتب عليه متاعب عصبية وفقدان السمع تدريجيا.[25]

2- ب - إصابات الدماغ

- عدد الجنود الذين أنهوا خدمتهم في العراق وفي أفغانستان وأصيبوا بالاكتئاب وضغوط ما بعد الصدمة وإصابات المخ الإرتجاجية بلغ 630 ألف جندي حتي 2007 . ذلك بناء علي دراسة لمؤسسة راند بعنوان "الجراح غير المنظورة للحرب" أو " Invisible Wounds of War" حول الإصابات غير المنظورة للجنود والتي لاتكتشفها أجهزة الأشعة رغم خطورتها، والناتجة عن تفجير المركبات علي الطرق بالعبوات الناسفة والقذائف. أكدت الدراسة أن من بين 1.64 مليون عسكري تم نشرهم في العراق وأفغانستان منذ بداية الحرب وحتي اكتوبر 2007 أصيب 300 ألف عسكري بما يسمي ضغوط ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد، وإصيب 320 ألف عسكري بإصابات المخ الإرتجاجية.[26]

ويترتب علي هذه الإصابات فقدان الذاكرة والإنتحار وسلوكيات عدوانية وممارسات غير طبيعية تجاه أسرهم وأطفالهم ومجتمعاتهم.

وإذا اخذنا هذه النسبة وعممناها علي عدد القوات التي تم نشرها حتي 2010 والتي بلغت 2.4 مليون عسكري أمريكي فان نسبة المصابين بأمراض الدماغ ستصل إلي 830 ألفاً تقريبا.

أجريت دراسات عديدة حول إصابات الدماغ. منها واحدة بجهد مشترك بين منظمتي ProPublica and NPR وقد توصلت إلي أن إصابات الدماغ أكبر خطر يواجه المجتمع الأمريكي. حيث أنها تصيب الجنود بفقدان الذاكرة، وعدم القدرة علي قيادة السيارة والعجز عن قراءة فقرة في كتاب أو جريدة ويفقدون القدرة علي التركيز. وقالت الدراسة التي صدرت بعنوان" Brain Injuries Remain Undiagnosed in Thousands of Soldiers " أن الطابع الغالب علي هؤلاء الجنود أنهم يشكلون خطرا علي المجتمع، حيث أن كثيرين منهم يسيرون في الشوارع الأمريكية يكلمون أنفسهم، ولذلك أطلق عليهم معدو الدراسة مصطلحاً غريباً حيث أسموهم " walkie talkies" .[27]

2- ج - الإنتحار

من الظواهر التي لفتت الإنتباه انتشار الانتحار وسط الجنود الأمريكيين أثناء الخدمة وبعد الخروج منها.

- أكدت فصلية الكونجرس Congressional Quarterly أن افراد الجيش الأمريكي الذين انتحروا في عام 2009 زاد علي عدد الجنود الذين قتلوا نتيجة العمليات الحربية في كل من أفغانستان والعراق.[28]

- في جلسة خصصت لمناقشة الموضوع اعترف الجنرال بيتر شياريلي، نائب رئيس هيئة الأركان أمام قادة الجيش في البنتاجون بزيادة حالات الإنتحار وقال: "نحن نشهد زيادة مزعجة حقا في زيادة الإنتحار ولكن لانفهم سببها ونبذل أقصي جهد لدراستها والسيطرة عليها.[29]

- قالت السناتور باتي موراي إن عدد محاولات الانتحار للمحاربين المتقاعدين من حربي العراق وأفغانستان نحو 12 ألف حالة سنويا. وانتقدت موراي وزارة شئون المحاربين القدماء واتهمتها بإخفاء الأرقام الحقيقية. وقالت إن هؤلاء المرضي قنابل موقوتة تمشي في الشوارع لعقود قادمة. واعترف غوردون مانسفيلد نائب وزير شؤون المحاربين القدامي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ وقال إن الوزارة عينت 17 ألف موظف في قطاع الصحة العقلية لمواجهة تضخم عدد المحاربين المرضي.[30]

- لم يقتصر الانتحار علي من ذهبوا ألي العراق وأفغانستان، بل امتد إلي القواعد العسكرية في الولايات المتحدة. لقد شهدت قاعدة فورت هود في وسط تكساس وهي أكبر قاعدة أمريكية في العالم ومنها يتم إرسال الجنود إلي العراق وأفغانستان انتحار 11 عسكريا خلال عام 2009 .

وهي ذات القاعدة التي شهدت قيام الضابط الأمريكي من أصل عربي نضال مالك حسن بفتح النار علي الجنود الأمريكيين وقتل 13وإصابة 31 عسكريا أمريكيا آخرين.[31]

- كشفت دراسات ميدانية ارتفاع نسب وفاة الجنود الذين حاربوا في العراق وأفغانستان نتيجة ارتكاب حوادث السيارات والدراجات النارية جراء الأمراض النفسية والاكتئاب. كمثال: قالت وزارة الصحة العامة أن أكثر من 1000 محارب من كاليفورنيا تحت سن 35 عاما قتلوا في الحوادث بسبب سلوكياتهم العدوانية وميولهم الانتحارية، خلال الفترة من 2005 الي 2008. [32]

وعلق السيناتور الديمقراطي بوب فيلنر رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامي في مجلس النواب بقوله إن هذه الأرقام مفزعة حقا وتهدد البلاد كلها.

وتعددت الدراسات الميدانية عن الخطر الذي يشكله الجنود المرضي نفسيا في المجتمع الأمريكي، والتركيز علي السلوكيات العدوانية للمحاربين القدماء تجاه أنفسهم وأسرهم وفي الشارع. منها دراسة لمنظمتين غير حزبيتين هما باي سيتزن و نيو أمريكا ميديا كشفت عن قنابل بشرية تسير في الشوارع الأمريكية.[33]

هذه الظاهرة تجعلنا نتساءل: لماذا ينهار البنيان النفسي لهؤلاء الجنود ويتقوض بالهزيمة؟

ذلك لأن ممارساتهم في المدنيين، مفزعة مخالفة للفطرة الإنسانية. ونشوة النصر تقوي تماسك المرء قليلا، أما مع طول المدة ومع الهزيمة والعار فتقصم القشة ظهر البعير وينتهي التحمل وكبت التأنيب.

ولأنهم -وبشهادة حارس جوانتاناموا الذي أسلم وعقدت معه لقاءات في شتي الوسائل الإعلامية - لا يبيتون ليلهم إلا مع الأفلام الجنسية في وحداتهم، وهذا له دلالات علي هذه الأنفس الهشة العابدة للذة التي ليست صاحبة قضية، ومن ثم لا مقاومة لديها ولا صمود معنوي تفيء إليه وينهي جزعها وقلقها ويبرد ألمها ويضيء غايتها.

كما أن هؤلاء يوقعون عقودا ليست للفداء، بل من مضمونها وبمقتضاها أنهم يعملون في الجيش لكي يعيشوا ويرتزقوا، ويؤدون واجبهم لينالوا ثمرته نقدا، وهذا يدخل المرء في حيرة ومقارنة وتقييم لأدائه وممارساته بشكل يحطم راحة البال، لأن الغايات الكبري والتفاصيل فجة ودموية وغير منصفة، والإنسان مهما كان يبقي لديه حوار بين "النجدين" الخير والشر.

2- د – إدمان تعاطي الخمور والمخدرات

- أكدت دراسة أجرتها مجلة "الطب العسكري" في 2007 سقوط ثلث القوات العائدة من العراق وأفغانستان في مستنقع إدمان الخمور.[34]

- قالت دراسة للإدارة الصحية للمحاربين القدماء أجريت في 2009 أن 27 ألفا من المحاربين العائدين من العراق وأفغانستان يعالجون من الإفراط في تعاطي المخدرات، و 16,200ألفا يعالجون من إدمان الخمر حيث يترددون علي مستشفيات المحاربين القدماء. [35]

- أشار تقرير لجنة منع الإنتحار التي شكلها الجيش ولجنة تعزيز الصحة والحد من المخاطر لعام 2010 الي أن 16,997ألف جريمة ارتكبت داخل الجيش بسبب المخدرات والكحول خلال عام 2009. وأكد التقرير أن التحقيقات في 64,022 ألف جريمة قتل داخل الجيش خلال الفترة من 2001 إلي 2009 أكدت أنها مرتبطة بالمخدرات.[36]

3 - الهروب من الخدمة

هرب آلاف الجنود من الجيش إلي كندا بسبب الرعب الذي شاهدوه أو سمعوا عنه في العراق وفي أفغانستان. في احصاءات البنتاجون بلغ عدد الهاربين 40 ألف هارب من كل أفرع الجيش. وجاء حصرالرقم من خلال القضايا التي أقيمت علي الجنود الهاربين.[37]

وطلب هؤلاء الفارون في كندا اللجوء السياسي، وانضموا إلي المجموعات الرافضة للحرب. لكن الحكومة الكندية الحالية تعارض منحهم اللجوء بسبب تحالفها مع أمريكا في الحرب.[38]

ثالثاً - الخسائر البشرية في المتعاقدين

- وفقا للأرقام المعلنة بلغ عدد القتلي المدنيين الأمريكيين من مقاولين ومهندسين خلال الفترة من 2001 الي 2010 في العراق وأفغانستان نحو 2008 قتيلا، منهم 1487 في العراق، و521 في أفغانستان ، يضاف إليهم 44 قتلوا في الكويت. ومصدر الأرقام وزارة العمل الأمريكية التي استقتها من واقع سجلات وزارة الدفاع بشأن عدد الأسر التي طلبت التأمين. وهناك تشكيك وانتقادات من قبل المنظمات الأمريكية تجاه الأرقام المعلنة وتأكيدات بأن العدد أكبر من ذلك بكثير.

- وفقا لدراسة متخصصة فإن عدد المصابين من الأمريكيين المتعاقدين في العراق بلغ 44152 شخصا منهم 16 ألفا إصاباتهم خطيرة، بواقع 36023 في العراق، و8129 في أفغانستان. [39]

- ومن المعروف أن وزارة الدفاع وحدها توظف 250 ألفا من هؤلاء المرتزقة في منطقة العمليات وفقا لتقرير صدر في يوليو 2010 من خدمة أبحاث الكونجرس. وبسبب هذا العدد الضخم للمتعاقدين والمرتزقة الذي يفوق عدد القوات المقاتلة بمقدار الضعف أشارت الإحصاءات إلي ان عدد القتلي منهم تفوق علي عدد القتلي العسكريين منذ بداية العام الجاري 2010.وموضوع المرتزقة وما ارتكبوه من جرائم يحتاج إلي بحث مستفيض مستقل.

- لم يصدر الجيش الأمريكي إحصاءات كاملة عن الإصابات في أفراد شركات الأمن الخاصة ولا عدد الهجمات التي تتعرض لها القوافل التي يحرسونها. تقول فيكتوريا واين التي كانت مساعدة رئيس إدارة إعادة البناء بقوات سلاح المهندسين الأمريكي "أن الجيش كان يحذف الأرقام التي كانت تكتبها. وأضافت فيكتوريا واين التي عملت في العراق عامين ونصف أنها عندما احتجت علي إخفاء أرقام القتلي والمصابين بأعداد كبيرة قيل لها إنها أخبار سيئة يفضل عدم نشرها. ووفقا لبيانات " إدارة إعادة البناء" أن شركة "آرمور جروب" البريطانية نظمت 1184 قافلة في 2006 ، وبلغ مجموع ما ضرب منها450 قافلة معظمها بعبوات ناسفة علي الطرق بالإضافة إلي المورتر والأسلحة الخفيفة، وتعرضت قوافل الشركة إلي 293 هجوما في الشهور الأربعة الأولي من عام 2007.[40]

ومع تفاقم الخسائر وعجز الجيش الأمريكي عن فتح جبهة قتال ثالثة رفض العسكريون الاستجابة للقيادة السياسية بالنزول علي الأرض في باكستان وقرروا التخلي عن العمليات القتالية لإدارة المخابرات المركزية الأمريكية لتحارب وحدها.

رابعا: الطائرات بدون طيار وتخلي الجيش عن القتال

في بداية أكتوبر 2010 حدث تحول استراتيجي كبير حظي بتعليقات واسعة من وسائل الإعلام الأمريكية ولم يعره الإعلام العربي اهتماما؛ إذ تخلي الجيش عن أسطول الطائرات بدون طيار في أفغانستان وسلمه إلي المخابرات المركزية الأمريكية، وترك لها العمليات العسكرية ضد القاعدة ومجموعات قبلية تراها أمريكا معادية. الأمر الذي اعتبرته الصحف الأمريكية تحولا خطيرا وتخليا من الجيش عن دوره القتالي لجهاز مدني وتوريط أمريكا في توسيع دائرة القتل الألكتروني، وتحول الـ CIA من مكافحة الإرهاب إلي مكافحة "المتمردين".

حظي هذا التحول العسكري بموافقة قادة الجيش في مقدمتهم وزير الدفاع روبرت غيتس الذي كان المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية كما أيده رئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مولين، والقائد الجديد لقوات التحالف في أفغانستان ، الجنرال ديفيد بتريوس.[41]

وقال مدير وكالة الإستخبارات المركزية ليون بانيتا في كلمة له في مؤسسة أبحاث في لوس أنجليس أن برنامج الطائرات بدون طيار الأسلوب الوحيد المتاح أمامنا.

يقول بيتر سينغر مدير دراسات الدفاع في معهد بروكينغز ومؤلف كتاب Wired for War :"اننا وصلنا إلي نقطة تحول في تاريخ الحرب ، وربما في تاريخ الإنسانية.. لم يكن هناك سوي حفنة من الطائرات بدون طيار عندما غزت الولايات المتحدة العراق في 2003 ، واليوم هناك أكثر من 7000 طائرة من هذا النوع وفي القريب سيقومون بانتاج عشرات الآلاف منها.[42]

وهذه الطائرات المبرمجة لا يستطيع الأمريكيون استخدامها إلا بموافقة بعض الحكومات الضعيفة؛ لذا يضغطون ويرهبون بعض الحكام لإجبارهم علي قبول قواعد لإدارة هذه الطائرات التي تقتل الأبرياء وتنشر الارهاب وتتسبب في القلاقل الداخلية.

الخلاصة

إن الحقائق والأرقام الموثقة تؤكد أن الجيش الأمريكي الآن ينزف، وأمنية قادة البنتاجون والجنود هي العودة إلي الساحل الأمريكي والانكفاء علي الذات.

ولتقريب الصورة، يمكن أن نشبه ما حدث للجيش الأمريكي في الحربين بأسلحته المتطورة كثور قوي بقرون طويلة يستطيع أن يقضي علي من يقف أمامه، وفي المقابل تقف المقاومة في العراق وفي أفغانستان كمصارع الثيران الرشيق، الذي يتلاعب بالثور الهائج، ويدور حوله ولا يقف أمامه، ويصوب السهم تلو الآخر بمهارة تجاه نقاط ضعفه، حتي أسقطه أرضا في النهاية وقرونه القوية التي نطح بها الجدران والبيوت لازالت فوق رأسه.

إن قرون الثور القوية الفتاكة لازالت موجودة ولكنها فوق رأس جسد كسيح راقد علي الأرض ينزف الدم ينتظر الموت. قد يحاول إثبات أنه لازال حيا، ولكن بعد فوات الأوان، فالسكين قد قطعت الوتين.

العالم من حولنا يتغير ويشهد انهيار الإمبراطورية الأمريكية وكل دولة تبحث لها عن مكان في ظل نظام عالمي يتشكل، وأصبحت حالة التمرد علي الهيمنة الأمريكية والغربية ظاهرة جلية لكل ذي عينين.

أنظروا كيف تتلاعب كوريا الشمالية بأمريكا؟

أنظروا كيف تتحرك دول أمريكا اللاتينية وروسيا والصين والهند علي الساحة الدولية.

أنظروا كيف أن الخصمين اللدودين: بريطانيا وفرنسا ولأول مرة في التاريخ يشكلان حلفا عسكريا جديدا رغم وجود الناتو.

إن الأوربيين هم أول من يعرف أن الناتو قد انتهي في أفغانستان، وأن أمريكا غابت عنها الشمس بغير رجعة.

ولكن ثمة ملاحظة تتعلق بإصرار أمريكا والغرب علي الإستمرار في أفغانستان 4 سنوات أخري رغم كل هذه الخسائر.

من خلال تصريحات قادة الغرب أنفسهم فإنها محاولة يائسة من السياسيين لايجاد مخرج بأي شكل وصيغة تحفظ ماء الوجه وتخفف من وقع الخسارة، فهم يتخوفون من لحظة الخروج الذليل من أفغانستان وما تمثله، فهذه اللحظة هي الإعلان النهائي لهزيمة الغرب كله الذي يقاتل هناك وعودة طالبان للحكم، وهذا يعني بزوغ فجر عالمي جديد، وعالم إسلامي مختلف.

يتبع

الهوامش

[1] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf

[2] http://www.defense.gov/news/newsarticle.aspx?id=2895

[3] http://www.slate.com/id/2150337

[4] http://www.commondreams.org/headlines06/1206-05.htm

[5] http://www.defense.gov/news/newsarticle.aspx?id=2895

[6] http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/IB07Ak01.html

[7] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf

[8] Institute of Land Warfare, Resetting the Force: The Equipment Challenge (Arlington, Va.: Association of the United States Army, October 2005).

[9] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf

[10] Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan

[11] Congressional Research Service: Improvised Explosive Devices (IEDs) in Iraq and Afghanistan

[12] www.fas.org/sgp/crs/natsec/RL33110.pdf

[13] http://alarabnews.com/show.asp?NewID=26984&PageID=32&PartID=1&TypeID=1

[14] http://www.cbo.gov/ftpdocs/86xx/doc8629/09-13-ArmyReset.pdf

[15] CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army’s Reset Program

[16] CONGRESSIONAL BUDGET OFFICE: Replacing and Repairing Equipment Used in Iraq and Afghanistan: The Army’s Reset Program

[17] http://www.washingtonpost.com/wpdyn/content/article/2010/09/03/AR2010090302200.html

[18] www.fas.org/sgp/crs/natsec/RL33110.pdf

[19] http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/IB07Ak01.html

[20] http://www.atimes.com/atimes/Middle_East/IB07Ak01.html

[21] http://www.informationclearinghouse.info/article18878.htm

[22] http://siadapp.dmdc.osd.mil/personnel/CASUALTY/WCPRINCIPAL.pdf

[23] http://www.military.com/news/article/iraq-afghan-wars-could-top-4-trillion.html

[24] http://www.military.com/news/article/iraq-afghan-wars-could-top-4-trillion.html

[25] http://www.newyorker.com/reporting/2009/02/09/090209fa_fact_groopman?currentPage=3

[26] www.rand.org/pubs/monographs/2008/RAND_MG720.pdf

[27] http://www.propublica.org/article/brain-injuries-remain-undiagnosed-in-thousands-of-soldiers

[28] http://www.congress.org/news/2009/11/25/rising_military_suicides

[29] http://www.army.mil/-news/2010/09/09/44917-army-reserve-component-suicides-rising/

[30] http://seattletimes.nwsource.com/html/iraq/2004369907_vets24.html

[31] http://www.msnbc.msn.com/id/39408050/ns/us_news-life/#

[32] http://www.baycitizen.org/veterans/story/after-service-veteran-deaths-surge/

[33] http://www.nytimes.com/2010/10/17/us/17bcvets.html?_r=2

[34] C. Erbes, J. Westermeyer, B. Engdahl andE. Johnsen, ”Post-traumatic stress disorder and service utilization in a sample of service members from Iraq and Afghanistan,” Military Medicine 172 (2007)

[35] www.medicalcriteria.com/criteria/dsm_alcoholdep.htm

[36] Department of the Army, Health Promotion/Risk Reduction/Suicide Prevention 2010 Report

[37] http://www.truth-out.org/article/40000-us-troops-have-deserted-since-2000

[38] http://www.timesonline.co.uk/tol/life_and_style/article612898.ece

[39] http://www.pscouncil.org/Content/Na...ServiceContractorMagazine/SC_SEPT2010_Web.pdf

[40] http://www.washingtonpost.com/wpdyn/content/article/2007/06/15/AR2007061502602.html

[41] http://online.wsj.com/article/SB10001424052748704029304575526270751096984.html

[42] http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=19423
 
سلسلة (مقالات وردود)عن الولايات المتحدة وخسائرها في حربي أفغانستان والعراق

القسم الخامس :القيادة المركزية الأمريكية ترد للمرة الثانية علي عامر عبد المنعم

11/1/2010

العرب نيوز : أصدرت القيادة المركزية الأمريكية ردا ثانيا علي المقال الثاني لعامرعبد المنعم الذي صدر الأسبوع الماضي بعنوان "نعم أمريكا ماتت وننتظر تشييعها" والذي ذكر فيه 22 دليلا موثقا علي الانهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية. كرر الرد الجديد معظم المعلومات المغلوطة التي وردت في الرد الأول وانتقد الرد الكاتب وزعم أنه لم يقدم مصدر معلوماته رغم أن المعلومات موثقة وواضحة. وابتعد الرد عن اصل موضوع المقال وتطرق لتكرار معلومات غير حقيقية لا يصدقها أحد إلا من كتبوا الرد.

وقد أرسلت القيادة المركزية الرد إلي موقع مفكرة الاسلام الذي نشر المقال بالتزامن مع "العرب نيوز": ومن باب حق الرد فاننا ننشر الرد الثاني وسنرد عليه فيما بعد.


رد القيادة المركزية الأمريكية على الكاتب عامر عبد المنعم


من دواعي السرور أن نرى جهود تواصلنا مع القراء العرب قد أتت ثمارها، ونود أن نرى المزيد من مشاركات الكتاب والقراء في مثل هذه المناقشات. والجدير بالذكر أن القيادة المركزية الأمريكية لطالما تفاعلت مع قضايا ومشاكل العالم ليس فقط على المستوى العسكري ولكن أيضاً في عمليات مدنية أخرى كعمليات الإغاثة والإنقاذ وكذلك المساعدات الإنسانية، والآن تركز جهود القيادة المركزية على التقارب مع القراء وتعريفهم بطبيعة عملنا، وذلك من خلال بناء جسر التواصل لكسر الجليد والتواصل مع بشكل مباشر. وبهذه المناسبة أود أن أشكر السيد عامر عبد المنعم لرده على تعليقنا بالرغم من عدم دقة المعلومات التي قدمها في مقاله الأخير. وقبل أن نبدأ النقاش يجب أن أذكر القراء أن السيد عبد المنعم فشل كصحفي في تقديم مصدر معلوماته ، فما قدمه لم نجد مصدر له. أيضاً نراه قد تجنب الإشارة إلى الجرائم التي ترتكبها طالبان والقاعدة ضد شعبي العراق وأفغانستان وما زالت تحصد أرواح الأبرياء.

ونؤكد للقراء أننا سندعم وجهة نظرنا بحقائق مدعومة. من الملاحظ أن السيد عبد المنعم تناول في مقاله مواضيع سبق وأن سمعناها من قبل بعض المتطرفين على مواقع الإنترنت، فعلى سبيل المثال نراه تناول موضوع قتل الملايين من المدنيين في العراق وأفغانستان، ونشاط المخدرات في أفغانستان، ومسيرة التنمية في العراق وأفغانستان، وهزيمة وتدمير القوات الأمريكية... الخ. والآن دعونا نبدأ بأفغانستان. فالعمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بدافع الدفاع عن النفس، واضطررنا للقيام بهذا بعد أن رفضت طالبان تسليم أسامة بن لادن للولايات المتحدة لمحاكمته على الجرائم التي أرتكبها ضد دولتنا. ولذلك اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية وبدعم من قوات حلف الناتو المجتمع الدولي للقيام بعمليات عسكرية في أفغانستان لملاحقة تنظيم القاعدة وحركة طالبان الداعمة لهم. يجب أن نذكر أن الخيار العسكري جاء بعد أن استنفذنا كل الحلول الأخرى لحل هذه المشكلة. على الرغم من أن تركيزنا انصب في المقام الأول على مهامنا العسكرية، إلا أن دول التحالف قامت منذ البداية، ومازالت تقوم، بعمليات إعادة إعمار في كلٍ من العراق وأفغانستان من أجل إعادة الحياة الطبيعية والأمل بين العامة في هذين البلدين. هذا واقع ملموس تساهم فيه أيضاً منظمات حكومية وغير حكومية من عدة دول من أجل استعادة الخدمات العامة على جميع المستويات ومن ضمنها خدمات الرعاية الصحية والتعليم. وبالنسبة إلى موضوع قتل المدنيين، هذا عمل لن يساعد إلا الإرهابيين على شاكلة القاعدة وطالبان. فالحديث عن قتل القوات الأمريكية للمدنيين يعد تشويها للواقع خاصةً بعد أن أثبت تقرير الأمم المتحدة مسئولية طالبان عن قتل المدنيين، كما أن الضوابط التي حددها الجنرال مكريستال ساهمت بحد كبير إلى انخفاض عدد الضحايا بين المدنيين أثناء العمليات العسكرية. http://www.un.org/arabic/news/fullstorynews.asp?newsID=11511

السيد عبد المنعم أثار أيضاً موضوع نشاط تجارة المخدرات في أفغانستان، وهنا يجب أن نقوم بطرح هذا السؤال، أليست طالبان هي العامل الرئيسي في عملية تهريب المخدرات في المنطقة، ودعونا نراجع تقرير الأمم المتحدة الصادر في شهر سبتمبر 2010، الذي تناول نشاط تجارة الخشاش في أفغانستان. فتبعاً لهذا القرار كل إنتاج محصول ومستخرجات نبات الخشخاش (96%) تقع في جنوب وغرب أفغانستان. وهذه المناطق التي لا زالت تحت سيطرة طالبان.

لذلك نرى أن العمليات العسكرية للقوات الأمريكية في أفغانستان تعمل على صعيدين، الأول موجه ضد القاعدة والثاني يعمل على دعم وتقوية السلطات المحلية وسلطة القانون. وبمجرد تحقيق هذه الأهداف ستكون مسئولية الحكومة الأفغانية هي استعادة القانون والنظام ومواصلة القتال ضد أباطرة المخدرات. وتعمل القوات الأمريكية في الوقت الحالي على تدريب وتقديم الدعم المادي الممكن لقوات الجيش والأمن الأفغانيين لتعزيز حكومة أفغانستان. br>http://www.unodc.org/documents/cropmonitoring/Afghanistan/Afg_opium_survey_2010_exsum_web.pdf

ويجب أن نذكر القراء أن طالبان هي المستفيد الأكبر من رواج تجارة المخدرات، فقد أشارت كل الدلائل إلى أن هذه الحركة تحقق أرباحا سنوية تصل إلى 400 مليون دولار من تجارة المخدرات، وهذه المعلومات أكدتها تقارير الكونجرس اعتماداً على معلومات وكالتي المخابرات المركزية ومخابرات وزارة الدفاع الأمريكيتين. http://articles.latimes.com/2009/aug/12/world/fg-afghan-drugs12

كما أن الإدعاءات التي تحدثت عن العلاقة بين حالات تشوه الأطفال حديثي الولادة والأسلحة التي استخدمتها القوات الأمريكية في العراق في عمومها إدعاءات غير صحيحة، هذا بالإضافة إلى أن الدراسات المستفيضة التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية تأثير الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب وأثبتت عدم وجود تأثير لتلك المواد على صحة الإنسان، والأهم من ذلك أن جنودنا الذين يتعاملون مع هذه الذخائر يومياً لم تظهر عليهم أي أثار مرضية. إضافة إلى كل ذلك لا يوجد إلى الآن أي دليل علمي يشير إلى أن استخدام هذه الأسلحة تسبب بشكل سلبي على الصحة في منطقة الفلوجة أو أي منطقةٍ أخرى في العراق.
نتطلع لمناقشة أي موضوع يخص مهام قواتنا في مناطق عملها بالمنطقة وسنجيب على أي سؤال بشفافية وبطريقة موضوعية.


القيادة المركزية الأمريكية
 
سلسلة (مقالات وردود)عن الولايات المتحدة وخسائرها في حربي أفغانستان والعراق
القسم الخامس :القيادة المركزية الأمريكية ترد للمرة الثانية علي عامر عبد المنعم
11/1/2010
العرب نيوز : أصدرت القيادة المركزية الأمريكية ردا ثانيا علي المقال الثاني لعامرعبد المنعم الذي صدر الأسبوع الماضي بعنوان "نعم أمريكا ماتت وننتظر تشييعها" والذي ذكر فيه 22 دليلا موثقا علي الانهيار الوشيك للولايات المتحدة الأمريكية. كرر الرد الجديد معظم المعلومات المغلوطة التي وردت في الرد الأول وانتقد الرد الكاتب وزعم أنه لم يقدم مصدر معلوماته رغم أن المعلومات موثقة وواضحة. وابتعد الرد عن اصل موضوع المقال وتطرق لتكرار معلومات غير حقيقية لا يصدقها أحد إلا من كتبوا الرد.

وقد أرسلت القيادة المركزية الرد إلي موقع مفكرة الاسلام الذي نشر المقال بالتزامن مع "العرب نيوز": ومن باب حق الرد فاننا ننشر الرد الثاني وسنرد عليه فيما بعد.

رد القيادة المركزية الأمريكية على الكاتب عامر عبد المنعم


من دواعي السرور أن نرى جهود تواصلنا مع القراء العرب قد أتت ثمارها، ونود أن نرى المزيد من مشاركات الكتاب والقراء في مثل هذه المناقشات. والجدير بالذكر أن القيادة المركزية الأمريكية لطالما تفاعلت مع قضايا ومشاكل العالم ليس فقط على المستوى العسكري ولكن أيضاً في عمليات مدنية أخرى كعمليات الإغاثة والإنقاذ وكذلك المساعدات الإنسانية، والآن تركز جهود القيادة المركزية على التقارب مع القراء وتعريفهم بطبيعة عملنا، وذلك من خلال بناء جسر التواصل لكسر الجليد والتواصل مع بشكل مباشر. وبهذه المناسبة أود أن أشكر السيد عامر عبد المنعم لرده على تعليقنا بالرغم من عدم دقة المعلومات التي قدمها في مقاله الأخير. وقبل أن نبدأ النقاش يجب أن أذكر القراء أن السيد عبد المنعم فشل كصحفي في تقديم مصدر معلوماته ، فما قدمه لم نجد مصدر له. أيضاً نراه قد تجنب الإشارة إلى الجرائم التي ترتكبها طالبان والقاعدة ضد شعبي العراق وأفغانستان وما زالت تحصد أرواح الأبرياء.

ونؤكد للقراء أننا سندعم وجهة نظرنا بحقائق مدعومة. من الملاحظ أن السيد عبد المنعم تناول في مقاله مواضيع سبق وأن سمعناها من قبل بعض المتطرفين على مواقع الإنترنت، فعلى سبيل المثال نراه تناول موضوع قتل الملايين من المدنيين في العراق وأفغانستان، ونشاط المخدرات في أفغانستان، ومسيرة التنمية في العراق وأفغانستان، وهزيمة وتدمير القوات الأمريكية... الخ. والآن دعونا نبدأ بأفغانستان. فالعمليات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بدافع الدفاع عن النفس، واضطررنا للقيام بهذا بعد أن رفضت طالبان تسليم أسامة بن لادن للولايات المتحدة لمحاكمته على الجرائم التي أرتكبها ضد دولتنا. ولذلك اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية وبدعم من قوات حلف الناتو المجتمع الدولي للقيام بعمليات عسكرية في أفغانستان لملاحقة تنظيم القاعدة وحركة طالبان الداعمة لهم. يجب أن نذكر أن الخيار العسكري جاء بعد أن استنفذنا كل الحلول الأخرى لحل هذه المشكلة. على الرغم من أن تركيزنا انصب في المقام الأول على مهامنا العسكرية، إلا أن دول التحالف قامت منذ البداية، ومازالت تقوم، بعمليات إعادة إعمار في كلٍ من العراق وأفغانستان من أجل إعادة الحياة الطبيعية والأمل بين العامة في هذين البلدين. هذا واقع ملموس تساهم فيه أيضاً منظمات حكومية وغير حكومية من عدة دول من أجل استعادة الخدمات العامة على جميع المستويات ومن ضمنها خدمات الرعاية الصحية والتعليم. وبالنسبة إلى موضوع قتل المدنيين، هذا عمل لن يساعد إلا الإرهابيين على شاكلة القاعدة وطالبان. فالحديث عن قتل القوات الأمريكية للمدنيين يعد تشويها للواقع خاصةً بعد أن أثبت تقرير الأمم المتحدة مسئولية طالبان عن قتل المدنيين، كما أن الضوابط التي حددها الجنرال مكريستال ساهمت بحد كبير إلى انخفاض عدد الضحايا بين المدنيين أثناء العمليات العسكرية. http://www.un.org/arabic/news/fullstorynews.asp?newsID=11511

السيد عبد المنعم أثار أيضاً موضوع نشاط تجارة المخدرات في أفغانستان، وهنا يجب أن نقوم بطرح هذا السؤال، أليست طالبان هي العامل الرئيسي في عملية تهريب المخدرات في المنطقة، ودعونا نراجع تقرير الأمم المتحدة الصادر في شهر سبتمبر 2010، الذي تناول نشاط تجارة الخشاش في أفغانستان. فتبعاً لهذا القرار كل إنتاج محصول ومستخرجات نبات الخشخاش (96%) تقع في جنوب وغرب أفغانستان. وهذه المناطق التي لا زالت تحت سيطرة طالبان.

لذلك نرى أن العمليات العسكرية للقوات الأمريكية في أفغانستان تعمل على صعيدين، الأول موجه ضد القاعدة والثاني يعمل على دعم وتقوية السلطات المحلية وسلطة القانون. وبمجرد تحقيق هذه الأهداف ستكون مسئولية الحكومة الأفغانية هي استعادة القانون والنظام ومواصلة القتال ضد أباطرة المخدرات. وتعمل القوات الأمريكية في الوقت الحالي على تدريب وتقديم الدعم المادي الممكن لقوات الجيش والأمن الأفغانيين لتعزيز حكومة أفغانستان. br>http://www.unodc.org/documents/cropmonitoring/Afghanistan/Afg_opium_survey_2010_exsum_web.pdf

ويجب أن نذكر القراء أن طالبان هي المستفيد الأكبر من رواج تجارة المخدرات، فقد أشارت كل الدلائل إلى أن هذه الحركة تحقق أرباحا سنوية تصل إلى 400 مليون دولار من تجارة المخدرات، وهذه المعلومات أكدتها تقارير الكونجرس اعتماداً على معلومات وكالتي المخابرات المركزية ومخابرات وزارة الدفاع الأمريكيتين. http://articles.latimes.com/2009/aug/12/world/fg-afghan-drugs12

كما أن الإدعاءات التي تحدثت عن العلاقة بين حالات تشوه الأطفال حديثي الولادة والأسلحة التي استخدمتها القوات الأمريكية في العراق في عمومها إدعاءات غير صحيحة، هذا بالإضافة إلى أن الدراسات المستفيضة التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية تأثير الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب وأثبتت عدم وجود تأثير لتلك المواد على صحة الإنسان، والأهم من ذلك أن جنودنا الذين يتعاملون مع هذه الذخائر يومياً لم تظهر عليهم أي أثار مرضية. إضافة إلى كل ذلك لا يوجد إلى الآن أي دليل علمي يشير إلى أن استخدام هذه الأسلحة تسبب بشكل سلبي على الصحة في منطقة الفلوجة أو أي منطقةٍ أخرى في العراق.
نتطلع لمناقشة أي موضوع يخص مهام قواتنا في مناطق عملها بالمنطقة وسنجيب على أي سؤال بشفافية وبطريقة موضوعية.


القيادة المركزية الأمريكية

القيادة العسكرية الامريكية ......... تدرك جيدا حجم قوة الكلمة
مقال لكاتب ....... جعلها تحسب له الف حساب
شكرا لك استاذي نبيل على هذه المعلومات الجميلة
تقييم
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى