"ديبكا": رياح ما بعد الربيع العربي تستقبل أوباما في الرياض

إنضم
16 فبراير 2013
المشاركات
3,015
التفاعل
8,014 0 0
الدولة
Saudi Arabia


أفاد تقرير نشره موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي (النشرة الأسبوعية رقم: 628) أن الرئيس باراك أوباما سيجد مملكة سعودية مختلفة عما كان يراها، وذلك عندما يصل إلى الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر مقارنة بزيارته الأولى في العام 2009.



يرى التقرير أنه سوف يواجهه حالة من "صدام الإرادات". ذلك أن التحالف القديم لما قبل الربيع العربي يصعب استعادة "دفئه".



وفي حين يتطلع أوباما إلى إصلاح الضرر الذي ألحقته سياساته بالعلاقات مع المملكة النفطية وإحداث اختراق في منطقة الخليج العربي بأسرها، يأمل مضيفون في الاستفادة من "برودة" العلاقات معه والسياسات الخارجية التي اعتمدتها في الفترة الأخيرة بشكل مستقل عن واشنطن، وهذا لتعزيز موقفهم التفاوضي مع الولايات المتحدة، وأيضا لمواجهة الضجة التي أثارها البعض بشأن إنهاء التحالف مع واشنطن.



وقال التقرير إن تداعيات الربيع العربي المضطرب التي غيرت وجه المنطقة جذريا، منذ آخر زيارة لأوباما، تسببت في الإضرار كثيرا بالعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية.



وقد أُطيح بأفضل صديق للرياض الرئيس المصري المخلوع، وهو حسني مبارك مصر في عام 2011، وانقلب الجيش نفسه على أول رئيس مصري منتخب القيادي الإخواني، د. محمد مرسي، بعد قرابة سنة من حكمه.



ويقول التقرير إن الجنرال عبد الفتاح السيسي هو الآن المرشح الأوفر حظا ليصبح الرئيس المصري القادم. وهو ينتمي إلى سلالة جديدة من قادة الشرق الأوسط الذي يرفض إملاءات واشنطن في صياغة سياساته (يرى نفسه قريبا من اليمين الإسرائيلي والعربي).



* الرياض تلوم أوباما على تفتيته لـ"الشرق الأوسط" القديم.



ويذكر التقرير أن العملية البحرية الأميركية في 16 مارس التي نفذتها مدمرتا "يو اس اس روزفلت" و"يو اس اس ستاوت" للاستيلاء على ناقلة نفط هاربة بعد سرقة النفط الليبي قد تكون محاولة من جانب إدارة أوباما لإثبات أن الجيش الأمريكي لا يزال قويا وصارما إذا لزم الأمر، ولكن الخليج لم يكترث لهذا.



ويقول التقرير إن السعوديين يحملون الرئيس الأمريكي المسؤولية باعتباره السبب الرئيس في دفع منطقة "الشرق الأوسط" للانفلات من أيديهم، ولا يغفرون له دعمه لصعود الإخوان المسلمين. واستعادة بعض "دفء" العلاقات بين واشنطن والرياض في الفترة الأخيرة لم يؤثر في تخفيف استيائهم من مواقف إدارة أوباما وحساباتها في السنوات الثلاث الأخيرة.



وقد عبر عن هذا الانفراج الأمير تركي الفيصل، المدير السابق للمخابرات السعودية، في مقابلة مع "إدوارد لوس" نشرتها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية يوم 14 مارس. وأُعيد نشرها في الصحف السعودية يوم 18 مارس كدليل على موافقة كبار المؤثرين في العائلة المالكة السعودية. كانت النقطة التي أشار إليها الأمير تركي بشدة أن العلاقات السعودية الأمريكية: "نادرا ما تكون سيئة"، وأضاف: "هناك عدم الثقة في إدارة أوباما، وخاصة ما تعلق بمحاولة محادثاتها النووية مع إيران ... ذلك أن الناس يتحدثون عن التراجع الأميركي في الشرق الأوسط".



تركي انتقد الولايات المتحدة لتركيزها "حصريا" على القضيتين الفلسطينية والإيرانية وترك الآخرين في حالة قلق على أنفسهم. في رأيه، يجب على المملكة العربية السعودية إما أن تعتمد على الموارد الخاصة أو الوصول إلى الآخرين في المنطقة لمساعدتها في التغلب على التحديات التي تواجهها. وكان استنتاجه: "نحن نتكيف مع واقع تراجع أمريكا".



وقال التقرير إن هذه المقابلة أعطت الرئيس أوباما إشعارا مسبق بالمواقف المتوقعة عندما يجتمع مع الملك عبد الله في الرياض.



* هل يمكن للصين أن تصبح شريكا إستراتيجيا للسعودية؟







وللتأكيد على تحول في موقف الرياض، قام ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز بترتيب زيارة دولة إلى بكين من 13 إلى 16 مارس، قبل فترة وجيزة من زيارة أوباما إلى الرياض. وشدَد، هناك، على اهتمام السعودية القوي بإقامة علاقات إستراتيجية مع الصين.



وانسجاما مع مشورة الأمر تركي الفيصل على التكيف مع انسحاب أميركا في المنطقة، تحرك السعوديون لاختبار الصين لرؤية ما إذا كان من المناسب اعتبارها شريكا إستراتيجيا بديلا.



ذلك أن الصين الضخمة قد تستخدم النفط السعودي، وربما تكون على استعداد لدفع ثمنه بمنتجات عسكرية، وخاصة الصواريخ.



وفي هذا السياق، أشار وزير النفط السعودي علي النعيمي، وقد رافق الأمير سلمان في زيارته للصين، إلى أن النفط كان حاضرا بقوة في جدول أعمال المحادثات الثنائية مع الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، وذُكر أن الأمير أبرمت عددا من اتفاقات التعاون السري قبل سفره إلى بكين.



ويقول التقرير إنه لا يزال من السابق لأوانه الاستنتاج أن الرياض وبيكين على وشك أن يعلنا عن ترقية علاقاتهما الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، كبديل محتمل حال تعذر رأب الصدع في العلاقات مع واشنطن.



* قد لا تتزحزح الرياض عن مصر والإخوان ولكن عن سوريا:



ربما تظهر الرياض للرئيس الأمريكي الزائر أن السعودية يمكن أن تكون مرنة في تعديل رؤيتها للأزمة المشتعلة في سوريا، والتي يمكن للحكومتين فيها أن يتقاربا حول بعض قضاياها.



ولكن لن يكون هناك حل وسط بشأن حرب المملكة العربية السعودية الشرسة على جماعة الإخوان، بسبب ما تراه فيها من تهديد للاستقرار في المملكة.



ويقول الخبراء، وفقا للتقرير، إن الرياض سوف تُظهر دعمها للجنرال السيسي الجنرال في حربه على الإخوان المسلمين.



* ماذا يمكن لأوباما أن يحققه في الرياض؟



زيارة أوباما إلى السعودية لن تكون أكثر من تكرار لزيارته لبلد غني بالنفط، مما يعكس أهمية بترول المملكة ورغبة الرئيس الأمريكي في وضع علاقاتهما على أساس ودَي.



وإدارة أوباما تدرك الأثر السلبي لسياساتها الإقليمية بالنسبة للقادة السعوديين. في محادثاته مع الملك عبد الله، سربما سيحاول على أوباما شرح تلك السياسات، وخاصة فيما يتعلق بمصر وسوريا وليبيا وقطر، وتهدئة المخاوف بشأن الموقف من الإخوان المسلمين.



كما إن حوار الرئيس الأمريكي مع الحكام السعوديين لن يبطئ بشكل ملحوظ انسحاب أميركا في المنطقة، ولن يغير المواقف السعودية في القضايا الخلافية الكبرى. على الأكثر، سيتوافقان لى أن يراعي كل منهما وجهة نظر الآخر، وربما تنسيق أعمالهم.
 
عودة
أعلى