الـ T-90 و الـ Abrams و حكاية البقائية ... !
T90
إن من أكثر العيوب المفترضة في الدبابة T-90 إثارة من قبل النقاد هي جزئية تخزين الذخيرة في البرج حيث يرى هؤلاء أن تخزين الذخيرة بهذا الشكل يقلل من مستوى بقائية الدبابة Tank survivability و اعتبروه دليلاً على "فشل" التصاميم السوفييتية و بالمقابل ينظرون إلى التصاميم الغربية (الأبرامز مثلاً) أنها استطاعت تفادي هذا العيب و بالتالي حازت الأبرامز حسب رأيهم وسام البقائية بجدارة ... فهل فعلاً التصاميم السوفييتية فاشلة ؟ و هل فعلاً استحقت دبابة كالدبابة الأمريكية Abrams وسام البقائية بجدارة ؟ أم أن الأمر مجرد اختلاف في مفهوم الحماية و وسائل تحقيقها ؟
الرؤية السوفييتية بالنسبة للبقائية :
المدرسة العسكرية الشرقية تضع ثلاث عوامل تعتبر هي الإطار المحدد لمستوى بقائية الدبابة في المعركة و هذه العوامل مرتبة من الأهم إلى الأقل أهمية على الشكل التالي :
1- مستوى حماية الدبابة ...................... Protection Level
2- مستوى تدريب الطاقم ........................ Training Level
3- المرونة في ساحة المعركة ..... Operational Flexibility
و من هذا المنطلق يرى السوفييت/الروس أن الذخائر المخزنة داخل البرج لا تشكل تهديداً للدبابة و الطاقم إذا ما تم التعامل مع الأسباب التي تهدد الذخيرة في الدبابة من خلال توفير الحماية الكافية و على هذا الأساس رأى المصممون السوفييت أن مكمن الخطورة الحقيقي في الأسلحة المضادة للدبابت نفسها و لهذا ركز الروس و من قبلهم السوفييت على التعامل مع جذور التهديد و منع حصول اختراق من الأساس بدل التركيز على معالجة الآثار التي تنتج عن هذا الاختراق ( عملاً بمبدأ معالجة الأسباب و ليس النتائج ) و يتضح لنا أخذ السوفييت بهذا المبدأ في تصميم و انتاج دباباتهم من خلال الاهتمام الروسي المتواصل بتطوير وسائل حماية الدبابات بدءاً من ابتكار السوفييت للدروع المركبة بالإضافة إلى تطويرهم لأجيال متلاحقة من الدروع التفاعلية و لا ننسى دون شك أسبقيتهم في تطوير أنظمة الحماية النشطة بنوعيها Hard Kill و Soft Kill و التي شملت منظومات كـ Shtora-1 و Drozd و كذلك المنظومة Arena و هي نفس الوسائل التي لجأ معظم مصنعي الدبابات في العالم في وقت لاحق مستفيدين من الأسبقية و التجربة السوفييتية .
كل هذا يؤكد أن الروس ركزوا على معالجة أساس المشكلة بدل التركيز على الآثار و النتائج التي تترتب عن هذه المشكلة و كون تخزين الذخائر داخل البرج كما هو معروف لا يشكل أي خطورة دون اختراق نافذ لدرع الدبابة فهذا يعني أن الروس بسعيهم لمنع حدوث الاختراق لم يجدوا عملياً مشكلة أو مانع في تخزين الذخيرة داخل البرج فهم إذاً وازنوا بين عوامل الحماية و البقائية في دباباتهم و بين عقيدتهم في تصميم دبابات ذات أبعاد أصغر و وزن أخف و هكذا نرى أن دبابة كالدبابة الروسية الأحدث الـ T-90 لا يعتبر تخزين الذخيرة فيها عيباًً و ذلك لأنها تتمتع بمستوى حماية ممتاز كفيل بمعالجة المشكلة من الأساس حيث يتم منع اختراق البرج و ذلك بفضل خطوط الدفاع المتعددة و المؤلفة من الدروع المركبة الحديثة و البرج الملحوم و الجيل الجديد من الدروع التفاعلية ذات القدرة العالية على التصدي لقذائف الطاقة الكيميائية CE و الحركية KE بالإضافة النظام Shtora الذي يحمي الدبابة من مختلف الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM و تتعزز هذه الحماية أكثر إذا ما أضفنا خط دفاعي آخر و هو نظام الحماية Arena و الذي سيتكفل بتحييد مجموعة واسعة من الذخائر التي قد تهدد الدبابة .
الرؤية الأمريكية بالنسبة للبقائية :
Abrams
في المقابل فإن الأمريكيين لجأوا لأسلوب آخر لتعزيز مقومات البقائية في الدبابة Abrams حيث اعتمد مصممو هذه الدبابة على خط دفاعي وحيد و هو الدروع السالبة لهذه الدبابة و عملوا على تكريسه (بل و المبالغة في ذلك) ما نتج عنه تصميم لدبابة يقارب وزنها السبعين طن بما يترافق مع ذلك من سلبيات أثرت في القدرات الحركية للدبابة بالإضافة إلى زيادة استهلاك الوقود و و و إلخ .
و بما أن الدبابة الأمريكية Abrams تعتمد مبدأ خط الدفاع الوحيد فكان لا بد لمصممي هذه الدبابة أن يعتمدوا على إجراءات و تدابير تقلل من آثار أي اختراق تتعرض له الدبابة فقاموا باتخاذ بعض الإجراءات التي ستكون طوق نجاة الطاقم و الدبابة في حال حصول أي اختراق للدرع و هذه الإجراءات هي :
1- تخزين الذخيرة بخزائن معزولة عن حجرة الطاقم .
2- تزويد الدبابة بمطافئ تعمل أوتوماتيكياً في حال حصول أي حريق داخلي .
لكن هل هذه الإجراءات التي تم اعتمادها في تصميم الدبابة Abrams كفيلة حقاً بتوفير مستوى الحماية و البقائية المطلوبة أو المتصورة من قبل مصمميها ... في الواقع الإجابة هي لا و لأسباب عديدة قد يكون من أكثرها أهمية هو الاختراق نفسه حيث أن أي اختراق كامل (لأي درع و في أي دبابة) يترافق و آثار تدميرية كبيرة بالنسبة للدبابة و قاتلة في كثير من الأحيان بالنسبة للطاقم حتى دون وجود أي ذخائر داخل الدبابة و لعل أهم هذه الآثار التي تترافق و عملية الاختراق هي التشظي Spalling الذي يحصل للدرع في منطقة الإصابة و كذلك التشظي الذي يصيب الخارق نفسه ما يؤدي بالنتيجة إلى دفع أو نشر Spray كتلة قاتلة من الشظايا العالية السرعة إلى داخل الدبابة و تتضاعف مخاطر الاختراق إذا كانت الذخيرة المخترقة عبارة عن خارق طاقة حركية مصنوع من اليورانيوم المستنفذ حيث ستكون عندها كتلة الشظايا المندفعة إلى داخل الدبابة عبارة عن جزيئات حارقة incidenary particles تولد حرارة تزيد عن الألفين درجة مئوية الأمر الذي يؤدي إلى قتل أو إصابة الطاقم بجروح أو حروق خطرة بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالدبابة و تجهيزاتها و هنا يظهر الحكمة السوفييتية في تصميم الدبابات و التي سعت لإبعاد خطر الاختراق من الأصل و ذلك عبر التعامل مع التهديدات من خلال تركيبة من الخطوط الدفاعية التي تستبق وصول الذخيرة إلى الدرع الرئيسي للدبابة .
و هنا يطرح التساؤل عن مدى فاعلية إجراءات تقليل مخاطر الاختراق في تصميم الدبابة الأمريكية Abrams و هل هي بالفعل كما صورها لنا مصنعو الدبابة و مؤيدي تصميمها ؟
يرى البعض أنه من الصعوبة بمكان تقييم إجراءات تقليل مخاطر الاختراق في الدبابة الأمريكية Abrams و ذلك لأنها لم تدخل في مواجهة متكافئة مع أي دبابة أخرى حيث أن الأبرامز لم تجرب إلا بمواجهة الدبابات العراقية المتقادمة على مختلف المستويات و أهمها في حالتنا هذه هو القدرة النارية و فاعلية الذخائر إلا أنه و بالرغم من أن الأبرامز لم تواجه عدواً متكافئاً معها بالقدرات إلا أن ما يتم إغفاله عادةً أن هذه الدبابة تعرضت لنيران صديقة لأكثر من مرة و هذه الإصابات تعتبر مادة صالحة للتقييم على أساسها ...
الموضوع منقول من صفحة الموسوعة العسكرية الاردنية علي الفيسبوك
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=603846559708964&id=439316899495265
T90
إن من أكثر العيوب المفترضة في الدبابة T-90 إثارة من قبل النقاد هي جزئية تخزين الذخيرة في البرج حيث يرى هؤلاء أن تخزين الذخيرة بهذا الشكل يقلل من مستوى بقائية الدبابة Tank survivability و اعتبروه دليلاً على "فشل" التصاميم السوفييتية و بالمقابل ينظرون إلى التصاميم الغربية (الأبرامز مثلاً) أنها استطاعت تفادي هذا العيب و بالتالي حازت الأبرامز حسب رأيهم وسام البقائية بجدارة ... فهل فعلاً التصاميم السوفييتية فاشلة ؟ و هل فعلاً استحقت دبابة كالدبابة الأمريكية Abrams وسام البقائية بجدارة ؟ أم أن الأمر مجرد اختلاف في مفهوم الحماية و وسائل تحقيقها ؟
الرؤية السوفييتية بالنسبة للبقائية :
المدرسة العسكرية الشرقية تضع ثلاث عوامل تعتبر هي الإطار المحدد لمستوى بقائية الدبابة في المعركة و هذه العوامل مرتبة من الأهم إلى الأقل أهمية على الشكل التالي :
1- مستوى حماية الدبابة ...................... Protection Level
2- مستوى تدريب الطاقم ........................ Training Level
3- المرونة في ساحة المعركة ..... Operational Flexibility
و من هذا المنطلق يرى السوفييت/الروس أن الذخائر المخزنة داخل البرج لا تشكل تهديداً للدبابة و الطاقم إذا ما تم التعامل مع الأسباب التي تهدد الذخيرة في الدبابة من خلال توفير الحماية الكافية و على هذا الأساس رأى المصممون السوفييت أن مكمن الخطورة الحقيقي في الأسلحة المضادة للدبابت نفسها و لهذا ركز الروس و من قبلهم السوفييت على التعامل مع جذور التهديد و منع حصول اختراق من الأساس بدل التركيز على معالجة الآثار التي تنتج عن هذا الاختراق ( عملاً بمبدأ معالجة الأسباب و ليس النتائج ) و يتضح لنا أخذ السوفييت بهذا المبدأ في تصميم و انتاج دباباتهم من خلال الاهتمام الروسي المتواصل بتطوير وسائل حماية الدبابات بدءاً من ابتكار السوفييت للدروع المركبة بالإضافة إلى تطويرهم لأجيال متلاحقة من الدروع التفاعلية و لا ننسى دون شك أسبقيتهم في تطوير أنظمة الحماية النشطة بنوعيها Hard Kill و Soft Kill و التي شملت منظومات كـ Shtora-1 و Drozd و كذلك المنظومة Arena و هي نفس الوسائل التي لجأ معظم مصنعي الدبابات في العالم في وقت لاحق مستفيدين من الأسبقية و التجربة السوفييتية .
كل هذا يؤكد أن الروس ركزوا على معالجة أساس المشكلة بدل التركيز على الآثار و النتائج التي تترتب عن هذه المشكلة و كون تخزين الذخائر داخل البرج كما هو معروف لا يشكل أي خطورة دون اختراق نافذ لدرع الدبابة فهذا يعني أن الروس بسعيهم لمنع حدوث الاختراق لم يجدوا عملياً مشكلة أو مانع في تخزين الذخيرة داخل البرج فهم إذاً وازنوا بين عوامل الحماية و البقائية في دباباتهم و بين عقيدتهم في تصميم دبابات ذات أبعاد أصغر و وزن أخف و هكذا نرى أن دبابة كالدبابة الروسية الأحدث الـ T-90 لا يعتبر تخزين الذخيرة فيها عيباًً و ذلك لأنها تتمتع بمستوى حماية ممتاز كفيل بمعالجة المشكلة من الأساس حيث يتم منع اختراق البرج و ذلك بفضل خطوط الدفاع المتعددة و المؤلفة من الدروع المركبة الحديثة و البرج الملحوم و الجيل الجديد من الدروع التفاعلية ذات القدرة العالية على التصدي لقذائف الطاقة الكيميائية CE و الحركية KE بالإضافة النظام Shtora الذي يحمي الدبابة من مختلف الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM و تتعزز هذه الحماية أكثر إذا ما أضفنا خط دفاعي آخر و هو نظام الحماية Arena و الذي سيتكفل بتحييد مجموعة واسعة من الذخائر التي قد تهدد الدبابة .
الرؤية الأمريكية بالنسبة للبقائية :
Abrams
في المقابل فإن الأمريكيين لجأوا لأسلوب آخر لتعزيز مقومات البقائية في الدبابة Abrams حيث اعتمد مصممو هذه الدبابة على خط دفاعي وحيد و هو الدروع السالبة لهذه الدبابة و عملوا على تكريسه (بل و المبالغة في ذلك) ما نتج عنه تصميم لدبابة يقارب وزنها السبعين طن بما يترافق مع ذلك من سلبيات أثرت في القدرات الحركية للدبابة بالإضافة إلى زيادة استهلاك الوقود و و و إلخ .
و بما أن الدبابة الأمريكية Abrams تعتمد مبدأ خط الدفاع الوحيد فكان لا بد لمصممي هذه الدبابة أن يعتمدوا على إجراءات و تدابير تقلل من آثار أي اختراق تتعرض له الدبابة فقاموا باتخاذ بعض الإجراءات التي ستكون طوق نجاة الطاقم و الدبابة في حال حصول أي اختراق للدرع و هذه الإجراءات هي :
1- تخزين الذخيرة بخزائن معزولة عن حجرة الطاقم .
2- تزويد الدبابة بمطافئ تعمل أوتوماتيكياً في حال حصول أي حريق داخلي .
لكن هل هذه الإجراءات التي تم اعتمادها في تصميم الدبابة Abrams كفيلة حقاً بتوفير مستوى الحماية و البقائية المطلوبة أو المتصورة من قبل مصمميها ... في الواقع الإجابة هي لا و لأسباب عديدة قد يكون من أكثرها أهمية هو الاختراق نفسه حيث أن أي اختراق كامل (لأي درع و في أي دبابة) يترافق و آثار تدميرية كبيرة بالنسبة للدبابة و قاتلة في كثير من الأحيان بالنسبة للطاقم حتى دون وجود أي ذخائر داخل الدبابة و لعل أهم هذه الآثار التي تترافق و عملية الاختراق هي التشظي Spalling الذي يحصل للدرع في منطقة الإصابة و كذلك التشظي الذي يصيب الخارق نفسه ما يؤدي بالنتيجة إلى دفع أو نشر Spray كتلة قاتلة من الشظايا العالية السرعة إلى داخل الدبابة و تتضاعف مخاطر الاختراق إذا كانت الذخيرة المخترقة عبارة عن خارق طاقة حركية مصنوع من اليورانيوم المستنفذ حيث ستكون عندها كتلة الشظايا المندفعة إلى داخل الدبابة عبارة عن جزيئات حارقة incidenary particles تولد حرارة تزيد عن الألفين درجة مئوية الأمر الذي يؤدي إلى قتل أو إصابة الطاقم بجروح أو حروق خطرة بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالدبابة و تجهيزاتها و هنا يظهر الحكمة السوفييتية في تصميم الدبابات و التي سعت لإبعاد خطر الاختراق من الأصل و ذلك عبر التعامل مع التهديدات من خلال تركيبة من الخطوط الدفاعية التي تستبق وصول الذخيرة إلى الدرع الرئيسي للدبابة .
و هنا يطرح التساؤل عن مدى فاعلية إجراءات تقليل مخاطر الاختراق في تصميم الدبابة الأمريكية Abrams و هل هي بالفعل كما صورها لنا مصنعو الدبابة و مؤيدي تصميمها ؟
يرى البعض أنه من الصعوبة بمكان تقييم إجراءات تقليل مخاطر الاختراق في الدبابة الأمريكية Abrams و ذلك لأنها لم تدخل في مواجهة متكافئة مع أي دبابة أخرى حيث أن الأبرامز لم تجرب إلا بمواجهة الدبابات العراقية المتقادمة على مختلف المستويات و أهمها في حالتنا هذه هو القدرة النارية و فاعلية الذخائر إلا أنه و بالرغم من أن الأبرامز لم تواجه عدواً متكافئاً معها بالقدرات إلا أن ما يتم إغفاله عادةً أن هذه الدبابة تعرضت لنيران صديقة لأكثر من مرة و هذه الإصابات تعتبر مادة صالحة للتقييم على أساسها ...
الموضوع منقول من صفحة الموسوعة العسكرية الاردنية علي الفيسبوك
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=603846559708964&id=439316899495265