بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أولًا: وسط إفريقيا.
ثانيًا: غرب إفريقيا.
ثالثًا: شرق إفريقيا.
رابعًا: جنوب إفريقيا.
خامسًا: الجزر الإفريقية.
لمحة عامة:
إفريقيا قارة يعادل طولها مقدار عرضها، وقارات العالم تحيطها السهول وترتفع في داخلها المرتفعات الجبلية، بينما نرى أن قارة إفريقيا تحاط بحزام جبلي يحيطها من سواحلها، ثم تنبسط الأرض لتشكل السهول التي تنتهي بالصحراء الكبرى وسط إفريقيا.
(تبلغ مساحة إفريقيا أكثر من 30 مليون كم2، فهي تشكل خمس مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، وعدد سكانها 500 مليون نسمة، أي حوالي عشر سكان العالم.
تتكون هذه القارة من هضبتين كبيرتين:
أ- هضبة شمالية: وتمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، ومنها الصحراء الكبرى، وبلاد السودان، وبعض المرتفعات والمنخفضات.
ب- هضبة جنوبية: وهي أكثر ارتفاعًا من الهضبة الشمالية، ومن أهم مرتفعاتها، هضبة الحبشة، وجبال سليمان جارو.
وتخترق أرض إفريقيا أنهار كبيرة غزيرة المياه منها: نهر النيل أطول أنهار العالم، ونهر الكونغو ونهر النيجر.
والقارة بكر غنية بالعديد من مصادر الرزق:
• فالغابات تغطي 20/100 من مساحتها.
• والمراعي تغطي مساحات واسعة من إفريقيا.
• والإمكانيات الزراعية كثيرة غير مستغلة.
• وأما المعادن فكثيرة، وثروتها الباطنية أكثر من الظاهرة.
من أهم ملامح هذه القارة:
1- يقسمها خط الاستواء إلى قسمين؛ شمالي وجنوبي، فتمتاز إفريقيا الاستوائية بغاباتها الكثيفة، وشدة حرارتها، ورطوبتها.
2- قصر سواحلها بالنسبة لمساحتها، بمعنى آخر؛ قلة تعاريج السواحل، الأمر الذي يؤدي إلى قلة الرؤوس والخلجان، ويترتب عليه قلة الموانئ الطبيعية.
3- امتداد معظم جبالها على السواحل، مما يؤدي إلى عزل الداخل، وإلى ضيق السهول الساحلية، وهذه يؤدي إما إلى مناطق صحراوية، أو إلى غابات كثيفة يصعب اختراقها، فتزيد من عزلة داخل القارة.
4- قلة الجزر القريبة من الساحل: وإفريقيا إجمالًا كتلة واحدة خالية الأطراف تقريبًا.
5- قلة صلاحية أنهاها للملاحة: وهذه الانهار تنتهي إلى البحر بدلتات كثيرة الفروع والمستنقعات والسدود أو مساقط مائية، وتكثر فيها الشلالات.
6- اتساع صحاريها التي تصل مساحتها إلى 10 مليون كم2 أب ثلث مساحة القارة.
دخول الإسلام إلى إفريقيا:
1- طريق باب المندب وشرق إفريقيا:
وكانت معرفة العرب بسواحل إفريقيا الشرقية تعود إلى ما قبل الدعوة الإسلامية بكثير.
وكانت هجرة الصحابة إلى الحبشة، فكانوا الطليعة الأولى من حملة الإسلام في إفريقيا.
وبعد الإسلام زادت العلاقات مع الداخل وخاصة في زمن الدولة الأموية.
وقد زار ابن بطوطة كلوة وممباسة ومقديشو، ودهش لما كانت عليه هذه المدن من تنظيم ورخاء.
2- طريق البحر الأحمر:
لقد كان الحجاز على صلة بالشاطئ الإفريقي قبل الإسلام، وقد قويت هذه الصلة بعد ظهور الإسلام كمعبر قريب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وقد زادت الأهمية في الحروب الصليبية عندما كانت الموانئ الشمالية مهددة بالغزو، فازدهرت من أجل ذلك، كميناء عيذاب الذي قال عنه ابن جبير:
ورمنا في هذه الطريق (إلى عيذاب) إحصاء القوافل الواردة والصادرة، فما تمكن لنا، ولاسيما القوافل العيذابية المتحملة لسلع الهند الواصلة إلى اليمن، ثم من اليمن إلى عيذاب، وأكثر ما شاهدنا من ذلك أحمال الفلفل، فلقد خيل لنل من كثرته أنه يوازي التراب قيمة.
ومن عجيب ما شاهدناه بهذه الصحراء؛ أنك تلتقي بقارعة الطريق أحمال الفلفل والقرفة وسائرها من السلع المطروحة، لا حارس لها، تترك بهذا السبيل؛ إما لإعياء الإبل الحاملة لها، أو غير ذلك من الأعذار، وتبقى بموضعها إلى أن ينقلها صاحبها مصونة من الآفات على كثرة المار عليها من أطوار الناس.
3- طريق سيناء:
وسيناء معبر يربط آسيا بإفريقيا، فعن طريقها دخلت القوات الإسلامية من فلسطين بقيادة عمرو بن العاص لتحرر مصر من الجاهلية ثم برقة وتونس والغرب من النفوذ الروماني.
وكانت سيناء طريق هجرة العرب الشماليين إلى إفريقيا من مضر وربيعة، ثم هجرات بني هلال وسُليم.
4- الطرق الداخلية لانتشار الإسلام:
عن طريق المغرب، حيث وصل الإسلام عن طريق التجار وهجرات العرب والبربر، حتى أصبح موجودًا في كل دولة وكل مدينة، فظهرت دولة غانا الإسلامية في ما يسمى اليوم مالي وموريتانيا وأجزاء أخرى من إفريقيا الغربية، واتسع انتشار الإسلام في غرب إفريقيا على يد المرابطين في القرن الخامس الهجري.
ثم قاد الفولانيون والمانديون حركة الإسلام في فوتاجالون، فأصبحت إسلامية في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، وزاد انتشار الإسلام بحركة عثمان دان فوديو.
وسلك الإسلام إليها الطرق التالية:
• من مصر إلى النوبة إلى البرنو إلى بلاد الهوسا.
• من طريق الحبشة إلى الأشانتي.
• من شمال إفريقيا عبر الصحراء إلى حوض النيجر الأوسط والغربي.
وقد مثلت منطقة تشاد نقطة اللقاء الإسلامي القادم من الشرق والغرب، وتكونت دول إسلامية شهيرة مثل دولة البرنو والكانم ودولة مالي ودولة الفولاني.
فدولة البرنو والكانم دولة أفريقية عمرت حوالي تسعة قرون، وكان عصب قوتها الإسلام، والعربية لغتها الرسمية، قامت في السودان الأوسط، ومهدها منطقة بحيرة تشاد، وامتدت في بعض فتراتها إلى ما بين النيل والنيجر، وأقامت هذه الدولة مدرسة لها كلية بالفسطاط، ينزل بها وفودهم في أثناء الحج وطلب العلم.
5- طريق المحيط الهندي:
وقد سلكها التجار والدعاة من الجنوب العربي وعمان وفارس والهند، كما وصل الإسلام في الوقت الحاضر إلى شرق إفريقيا وجنوبها بوساطة المسلمين الهنود والماليزيين والأندنويسيين، ونشطت الدعوات الخارجة عن الإسلام؛ كالدعوة الإسماعيلية والقاديانية في كينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا عن هذه الطريق[1].
(إن الإسلام لا يعتبر دينًا غريبًا عن القارة الإفريقية، فالإسلام متجذر بشكل عميق في العديد من البلدان الإفريقية، لقد عمل الإسلام في إفريقيا على توحيد الشعوب والحفاظ على الوحدة الوطنية في كثير من البلدان، كما عمل على حماية بلدان عديدة من مرض الإيدز بفضل تعاليمه الأخلاقية.
برميل البارود النيجيري:
هناك صراع كبير يدور الآن في نيجريا بين ولايات الشمال المسلمة وولايات الجنوب المسيحية، وفي الجنوب تقع حقول النفط والثروات الباطنية الطبيعية العظيمة، أما الشمال؛ فهو يسيطر على السلطة السياسية من خلال العسكريين الذين ينهبون البلاد تباعًا ويمارسون نفوذًا ديكتاتوريًّا من بين لأنظمة الحكم الأكثر وحشية التي عرفتها إفريقيا.
إفريقيا اليوم هي القارة الأكثر فقرًا، وتواجه تحديات خطيرة، وكأنها قد تم التخلي عنها لمواجهة مصيرها من قبل مجتمع دولي لا يسكنه هاجس الرحمة؛ إن هذه القارة هي الضحية الرئيسية للعولمة.
وروديسيا الجنوبية التي كانت مخزن إفريقيا الجنوبية كلها من الأطعمة، أصبحت اليوم تعاني من المجاعة.
إن الإسلام في إفريقيا يعتبر الديانة الأكثر ديناميكية، والآن تحاول الكنائس الأمريكية الجديدة التصدي للإسلام في إفريقيا، وهي لا تثق في الكنائس الكاثوليكية التقليدية في نجاحها للتصدي به.
وخلاصة القول:
إن الإسلام الإفريقي يدخل الآن في مرحلة من العواصف ونعتقد بأنه سيخرج منها سالمًا[2].
وسنلقي الضوء الآن على الأقليات المسلمة في القارة السوداء إفريقيا.
أولًا: في دول وسط إفريقيا:
1- تشاد.
2- مالي.
3- النيجر.
4- بوركينا فاسو - فولطا العليا.
5- جمهورية إفريقيا الوسطى.
6- رواندا.
7- زائير.
8- بورندي.
9- الكونغو.
1- تشاد:
جغرافية المنطقة:
تزيد مساحة تشاد على مليون وربع كم2، وفيها بحيرة تشاد، وقد لأخذت البلاد اسمها، وتتقاسم هذه البحيرة مع كل من نيجريا والنيجر والكاميرون، وتزيد مساحة هذه البحيرة على 10 آلاف كم2.
وبلاد تشاد حارة بوجه عام، مع الرطوبة، يجري في الجنوب نهر شاري.
تعد تشاد بلادًا رعوية وزراعية، وتربي الأغنام والماعز والجمال، وهب وسيلة النقل الوحيدة في الصحراء.
السكان:
يزيد عدد سكان تشاد اليوم على 4 ملايين ونصف المليون نسمة، وتبلغ نسبة المسلمين 85/100منهم، تزداد هذه النسبة في الشمال وتقل كثيرًا في الجنوب حيث النصارى والوثنيون.
واللغة الفرنسية هي الرسمية، وتسود اللغة العربية في الشمال، ويزيد عدد اللغات المحلية على 118 لغة، وتقوم تجمعات السكان على النظام القبلي.
تاريخ تشاد:
ممالكها ودخول الإسلام إليها:
يبدو أن بعضًا من الهجرات تقدم نحو هذه المنطقة بعد أحداث جرت في العالم الإسلامي منها؛ سقوط بغداد، وخروج المسلمين من الأندلس...، لقد تأسست بعض الممالك الإسلامية، وأهمها ثلاث:
• مملكة كانم:
تأسست في القرن الثاني الهجري على أيدي جماعة قادمين من شمال شرقي بحيرة تشاد، وكانوا وثنيين.
ثم دخلها الإسلام في أواخر القرن الخامس، وأول الأمراء الذين اعتنقوا الإسلام رجل يدعى: أوم، وانتشر الإسلام في عهده انتشارًا واسعًا.
وبعد أحداث تعاقبت على حكام هذه المملكة هاجمت قبائل الفولاني بزعامة عثمان دانفديو المنطقة واحتلت منطقة بورنو، وأصبحت قبائل الهوسا كلها تحت حكمه، وساد الإسلام في القبائل الوثنية.
وتمكن الأمير رابح أن يدخل البلاد بعد حروب، وبقي في الحكم حتى عام 1900م حين جاء الفرنسيون.
• مملكة ودَّاي:
وداي، منطقة في الشرق، وعرة المسالك حكمتها أسرة التنجور حتى القرن العاشر الهجري وكانت وثنية، جاءت من الصحراء هربًا من قبائل بني هلال، ووصلت إلى منطقة دارفور، واختلطت مع شعب الداجو الأسود، ومن اختلاط الشعبين نشأ شعب الفور الذي طرد التنجور فاتجه نحو الغرب وسيطر على منطقة وداي، واستمر في الحكم حتى دخول الإسلام المنطقة في القرن العاشر الهجري.
كان أول الملوك المسلمين هم عبد الكريم الذي أصبح سلطانًا عام 1621م، وخلفه ابنه عروة، وبعد أحداث من الفرقة بين الأسرة المالكة تدخل الفرنسيون وسيطروا على المنطقة.
• مملكة باغرمي:
في جنوب الأجزاء الوسطى من البلاد.
وصل إليها الإسلام في مطلع القرن السادس الهجري، وكان السلطان بريمي أول الحكام المسلمين فيها.
وقد عم الإسلام في عهد السلطان الحاج محمد الأمين، وجرت أحداث، ثم ضمها الأمير رابح إلى سلطانه وبقيت تحت قيادته حتى عام 1900م.
الأمير رابح:
نجا من المذبحة التي دبرها الإنكليز بالسودان، فسار بمن معه نحو تشاد في ألف فارس، واستطاع أن يسيطر على منطقة وداي، وضم إلى سلطانه الممالك القائمة وهي باغرمي وكانم وبلاد بورنو، وأقام حكومة إسلامية، ولكنه اصطدم بالفرنسيين، وجرت معركة بقيادة الجنرال لامي الذي قتل على أبواب مدينة قيصرى وتوفي الأمير رابح متأثرًا بجراحه عام 1900م.
تولى بعده ابنه فضل الله الذي انتصر على الفرنسيين في معارك عدة، إلا أن الفرنسيين دخلوا تشاد تعززهم قواتهم وأسلحتهم الحديثة، واستمرت المقاومة الإسلامية حتى قضي عليها عام 1911م.
الصليبيون الفرنسيون:
أخضع الفرنسيون تشاد، وقادوا أربعمئة عالم من أنحاء البلاد، وساقوهم إلى مدينة أبيشة، وقتلوهم بالساطور، وقد عرفت هذه المذبحة باسم: مذبحة كبكب، كانت هذه المذبحة الرهيبة عام 1918م، في أثناء الحرب العالمية الأولى، ومع هذه الوحشية لم تتمكن فرنسا من دخول فور، وأوزو إلا عام 1930 م.
اتبعت فرنسا سياسة صليبية مقيتة، وذلك لمحو الشخصية الإسلامية في المنطقة.
وبعد الحرب العالمية الثانية، انتخب أول مجلس نيابي فيها، ثم حصلت على استقلالها عام 1959 و دخلت الأمم المتحدة، وغدت اللغة الفرنسية هي الرسمية.
ألغى رئيس الجمهورية الأحزاب واعتمد نظام الحكم الواحد الحاكم، ووصل السفير الإسرائيلي إلى تشاد، مما أثار غضب المسلمين، وحدثت عدة انتفاضات وثورات، وبعد حرب رمضان عام 1973 بين العرب وإسرائيل قطعت تشاد علاقاتها مع إسرائيل.
وحصل صراع بين الشمال والجنوب، وما زال الصراع قائمًا بين الشعب الواحد.
2- مالي:
لمحة جغرافية:
تبلغ مساحتها مليون وربع المليون كم2، وأرضها هضبة يبلغ ارتفاعها 500م.
المناخ:
المناخ مرتفع الحرارة، وتزداد الأمطار في المنطقة الجنوبية، والجنوبية الغربية، أما باقي البلاد فمناخه صحراوي جاف، وكلما اتجهنا شمالًا قلت الأمطار حتى تبلغ في مدينة تمبكتو 100مم في شهري تموز وآب.
المياه يعد نهر النيجر أهم مجرى مائي في البلاد، كما يجري نهر السنغال في الغرب.
السكان:
يقدر عدد سكان مالي بستة ملايين نسمة وتتركز الغالبية العظمى في الجزء الجنوبي من البلاد، وخاصة على ضفاف هذين النهرين؛ النيجر والسنغال.
تعتمد مالي في اقتصادها على الزراعة وصيد الأسماك، وفيها بعض المعادن؛ كالحديد والذهب والماس.
التاريخ:
أهم ممالك مالي في التاريخ:
• إمبراطورية غانا:
في القرن السابع، قامت إمبراطورية غانا في منطقة مالي اليوم، أسستها جماعة بيضاء، اختلطت مع السكان السود فشكلت شعب الفولاني.
وجاء المرابطون في القرن الخامس الهجري فانتشر الإسلام فيهم، وكانوا وثنيين، وبعد ضعف المرابطين أعلن الفولانيون ارتباطهم بالدولة العباسية، ثم ساد الجفاف، فارتحلت عدة قبائل نحو الجنوب فانهارت إمبراطورية غانا، وقامت مكانها إمبراطورية الصوصو.
وكان لارتحال القبائل نحو الجنوب أثر في تعميق الإسلام في منطقة خليج غانا.
• إمبراطورية الصوصو:
هاجرت جماعة من الفولانيين من بلاد التكرور، واستقرت في منطقة كانياغا في أعالي نهر النيجر، ثم سيطرت على شعب الصوصو ودخلوا مدينة كومبي صالح عام 600هـ ودمروها، وهاجموا مملكة الماندينغ وقتلوا ملكها سومانجارو وأولاده جميعًا باستثناء صغيرهم لمرضه وهو ماري جاطة عام 628هـ.
• مملكة مالي:
تمكن ماري جاطة عام 633هـ أن يؤسس جيشًا وأن ينتصر على الصوصو وأن يزيل ملكهم.
• إمبراطورية الصنغاي:
الصنغاي: مجموعة من القبائل الزنجية، كانت تعيش في منطقة نهر النيجر، خضعت لمملكة مالي، وأعطت رهائن، غير أن علي كولن، وأخاه سليمان، فرا من حاضرة مالي، وأسسا مملكة جديدة، ومؤسس دولة الصنغاي هو:
مسنا علي، فاستولى على تمبكتو وتوسعت مملكته ثم تفككت عام 1595م.
• مملكة البامبارا:
البامبارا، جماعة من الماندينغ تقيم في حوض نهر النيجر الأعلى، خضعت لمملكة مالي، ثم لإمبراطورية الصنغاي، واستقلت عن تمبكتو عام 1660 م، وتوسعت، وأخيرًا حكمتها أسرة ديارا التي استمرت في الحكم عام 1861م؛ حيث خضعت لسلطان الحاج عمر الذي قاوم الفرنسيين.
• دولة الحاج عمر الفولاني:
ظهر الحاج عمر عام 1838م، واستطاع أن يوحد السودان الغربي تحت سلطانه، قاوم الفرنسيين مقاومة عنيفة، وأخيرًا قتل عام 1864، واختلف أبناؤه على السلطة، وهزم آخرهم وهو الأمير أحمد أمام الفرنسيين وتوفي عام 1898، وتمكن بعده الفرنسيون من دخول البلاد.
• ساموري توري:
بقي المايندنغ منقسمين على أنفسهم بعد زوال دولة البامبارا، حتى ظهر فيهم زعيم قوي هو ساموري توري عام 1860 م استطاع أن يوحد صفوف المايندنغ وتصدى لمقاومة الفرنسيين وبعد مقاومة دامت أربع سنوات اضطر إلى الفرار، فقبض عليه في شمال ساحل العاج، ونُفِي إلى الغابون، حيث توفي هناك عام 1900.
3- النيجر:
تبلغ مساحته أكثر من مليون وربع المليون كم2.
يتألف سطحها من هضبة واسعة، يبلغ معدل ارتفاعها 365م عن مستوى سطح البحر، ويصل أقصى ارتفاع في الوسط 2000 م.
ويجري نهر النيجر في الجنوب الغربي مسافة 296كم في بلاد النيجر، ويدخل في بلاد مالي ثم يدخل بلاد نيجريا.
المناخ:
في الجنوب مناخ حار ممطر وفي الشمال صحراوي جاف، وتتبخر الغيوم قبل وصولها إلى الأرض، وتتكون الأودية من السيول لتنتهي في نهر النيجر، ومنها ما يسير نحو بحيرة تشاد.
السكان:
الجنوب آهل بالسكان وهو ممطر، يقدر عدد السكان بستة ملايين نسمة، وأشهر القبائل الهوسا والفرما، وكلهم مسلمون، ولكل قبيلة لغتها الخاصة، أما الفرنسية؛ فهي اللغة الرسمية، وتنتشر اللغة العربية عند أهل العلم من المسلمين.
تقوم الحياة على الزراعة وتربية الماشية وبعض الزراعات الصناعي؛ة كالقطن والصمغ، والفول السوداني، ويوجد بعض المعادن، كاليورانيوم والقصدير والملح.
4- بوركينا فاسو (فولتا العليا):
لمحة جغرافية:
تبلغ مساحتها 275كم 2 يتألف سطحها من هضبة قديمة تقطعها عدة أنهار؛ منها:
الفولتا الأسود، والفولتا الأحمر، والفولتا الأبيض، وتشكل الأنهار الثلاثة بحيرة غانا التي يخرج منها نهر الفولتا.
المناخ: أمطارها صيفية، وشتاؤها جاف.
السكان:
يقدر عددهم بأكثر من ستة ملايين نسمة.
أشهر قبائل فولتا العليا الموسى، وتشكل اكثر من نصف السكان، ولا تزال أعداد منهم على الوثنية ثم قبائل المايندنغ والهوسا والفولاني والطوارق، وأغلب هذه القلائل من المسلمين.
تقدر نسبة المسلمين 65 /100 ويوجد بين السكان حوالي 100 ألف نصراني، والباقي وثنيون.
النشاط البشري:
يعتمد السكان على الزراعة والرعي، ويوجد بعض المعادن.
التاريخ:
كان الرومان في المنطقة قبل الإسلام، ولما جاء المسلمون نشروا الإسلام عن طريق التجارة.
وفي القرن الخامس أخضع الطوارق وهم مسلمون، الأجزاء الشمالية، كما أخضع الهوسا، وهم أيضًا مسلمون ن بقية مناطق النيجر اليوم، فصار الإسلام منتشرًا على نطاق واسع، وشكل الحكام إمارات متعددة في تلك الجهات.
استعمرت فرنسا النيجر سنة 1923م، وعدتها من أملاكها، وسكان النيجر أول حكومة وطنية عام 1957 واستقلت عام 1960.
كيف وصل الإسلام إلى فولتا العليا؟
وصل عن طريق تحرك القبائل المسلمة، واستمر ذلك الانتشار حتى جاء الفرنسيون بسياستهم الصليبية فتوقف المد الإسلامي وتدفق سيل الإرساليات التنصيرية، وما إن استقلت البلاد حتى عاد المد الإسلامي من جديد على الرغم من الحكم النصراني، ونسبة المسلمين الآن تزيد على 65/100 من عدد السكان.
وإليك أخي القارئ الكريم هذا الخبر:
اعتناق 2010 شخص الدين الإسلامي في بوركينا فاسو.
أغادوغو- وكالة الأنباء:
أعلن دعاة من لجنة مسلمي إفريقيا أن 2010 شخص اعتنقوا الدين الإسلامي في عدد من القرى في منطقة باكو في بوركينا فاسو خلال جولات قام بها الدعاة، وأعلن 907 شخص إسلامهم ما بين رجل وامرأة في قرية يويغو، كان بينهم زعماء القرية التي يبلغ عدد سكانها 3700 شخص.
أما في قرية بيسغا فقد أعلن 710 شخص بينهم 3 من الزعماء إسلامهم، ويبلغ عدد سكان القرية 1750 شخصًا.
وفي منطقة سيلي أعلن 241 شخصًا إسلامهم في قريتي (لي) و(توذو)، وفي قرية بينغو أعلن 152 شخصًا إسلامهم مع زعيمهم.
وقد أسلم 91 شخصًا آخرين، فالإسلام بخير.
5- جمهورية إفريقيا الوسطى:
مساحتها 623 ألف كم2 تبعد أكثر من 1000كم عن المحيط، وتتألف من هضبة يبلغ ارتفاعها 600 م.
تغطيها النباتات وحشائش السافانا والغابات على طول مجرى الأنهار.
السكان:
يقدر عددهم بمليوني نسمة، أهم قبائلها الباندا، ويشكلون ثلث السكان، ولا تزال في غاباتها بعض الأقزام تعيش حياة بدائية.
ولكل قبيلة لغتها، والفرنسية هي اللغة الرسمية.
كيف انتشر الإسلام في هذه البلاد؟
انتشر الإسلام في هذه البلاد في مطلع القرن السادس عشر الميلادي مع الدعاة وأشهرهم محمد بن عبدالكريم المغيلي، جاء من شمال إفريقيا فزاد انتشار الإسلام، كما جاء إليها الدعاة السنوسيون من ليبيا، ودعاة المهدي من السودان.
تقدمت طلائع الاستعمار الفرنسي إلى العاصمة بانغي، ثم ضم هذا الإقليم إلى تشاد عام 1906.
ظهر برتلومي بوغندا بصفته الزعيم السياسي وتولى رئاسة أول حكومة عام 1957، توفي بحادث طائرة، وانتخب رئيسًا للبلاد ديفد داكو.
تأخر انتشار الإسلام في وسط إفريقيا لاعتبارات كثيرة، ولما جاء ماجد بن سعيد عام 1857 ونقل عاصمته من زنجبار إلى دار السلام، قرر أن يتوغل في الداخل، لذا بدأت القوافل ومعها الدعاة يتجهون نحو الغرب، وبذلك وصل الإسلام إلى وسط إفريقيا وتركز في شرق زائير اليوم، ولكن اعترضهم المستعمرون ودارت معارك هُزِم على إثرها المسلمون ووجدوا اضطهادًا واسعًا.
تبلغ نسبة المسلمين في إفريقيا الوسطى:
6- رواندا 6/100
7- زائير 10/100
وللمسلمين في هذه المناطق وضعهم الذي يحتاج إلى حماية ودعم ورعاية وتوجيه.
8- مملكة بورندي:
هي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، شتاؤها هو الصيف، وقد جلب العرب العمانيون النخيل إلى هذه البلاد النائية.
عاصمتها بوزنبورا، زارها الرحالة العبودي وسجل هذه المعلومات القيمة حيث قال:
العرب في بوروندي كثيرون وأغلبهم من العمانيين، وقد أخبرنا الشيخ علي محمد الطوقي وهو عماني أنه كان في مدين كندو في مقاطعة أورنال في الكونغو عام 1963عندما كانت الثورة ضد البيض على أشدها، هناك شاهدوا ثلاثة عشر أوروبيًّا من الإيطاليين نزلوا بطائرتهم في مطار مدينة كندو الذي يسيطر عليه الثوار، نزلوا اضطراريًّا فأمسك الكونغويون بثلاثة منهم، وأججوا لهم نارًا وشووهم قريبًا من المطار، وأكلوهم كما يؤكل لحم الغنم، لذلك امتنعنا عن السفر إلى الكونغو.
ثم قمنا بجولة على المدارس والكتاتيب الإسلامية في منطقة فابوروا، قرب بوزنبورا العاصمة، وقد سرنا ما رأينا فيها من جهات وساءنا من جهة؛ سرنا وجود الكتاتيب تدرس أطفال المسلمين من بنين وبنات باللغة العربية مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ذلك على قلة الإمكانيات وبعد الشقة بينهم وبين أقطار المسلمين، وساءنا أن وجدنا تلك الكتاتيب في حالة من سوء الأمكنة وقلة التهوية، وقلة الأدوات المدرسية، بل وانعدامها في بعض الحالات.
تعتبر مدينة بوزنبورا العاصمة أكبر نقطة تجمع للمسلمين في مملكة بورندي، ويقدر عدد المسلمين فيها بما يعادل 20 /100 من مجموع المسلمين في جميع أنحاء المملكة، وهم من الأفارقة يليهم العرب العمانيون يعتنقون المذهب الإباضي، ثم يليهم المسلمون الهنود، وهم أعلى مستوى من الناحية المادية، فمعظمهم من التجار أو أصحاب الأملاك.
ويقدر عدد المسلمين في جميع أنحاء بورندي بخمسة وثمانين ألفًا، وهم قلة ضئيلة بالنسبة إلى مجموع السكان الذين يبلغون حوالي مليونين، وهم حديثو عهد بالإسلام.
لديهم ثلاث جمعيات إسلامية، ولا يوجد فيها تعليم نظامي إسلامي، ويوجد حركة تبشيرية كبيرة.
9- الكونغو:
يتكون المسلمون في الكونغو من ثلاث طوائف رئيسية:
الطائفة الأولى:
قليلو العدد، ضعفاء في الثقافة والمكانة، وأكثرهم ممن قدموا من الأماكن النائية مثل إقليم كيفو والإقليم الشرقي.
الطائفة الثانية:
النيجريون، وقد بنوا مسجدًا جامعًا وهو أكبر جامع في كنشاسا حتى الآن، معمور بالمصلين منهم ومن غيرهم، كما أسسوا مدرسة إسلامية، ولهم جهود مشكورة في الدعوة، ورئيسهم هو الحاج عمر المشهور بالحاج ياوا.
الطائفة الثالثة:
السنغاليون، ولهم نشاط طيب في الدعوة الإسلامية أيضًا.
وأثر انتشار الإسلام كان سببه جهود فردية من بعض المشايخ والدعاة الإفريقيين.
وقد زار الرحالة العبودي هذه المناطق وكتب عنها ما يلي:
الوقت ليل، ولا نستطيع أن نتعرف إلى معالم المطار.
وعند خروجنا اجتمع حولنا ثلاثة من الأوربيين وقالوا لنا: لا تسكنوا إلا في فندق كبير مشهور، ولا تركبوا سيارة أجرة إلا مجتمعين، ولا تحملوا نقودًا كبيرة معكم، ولا تضعوا نقودكم إلا في البنوك، ولا تسافروا خارج المدينة إلا ومعكم من تعرفونه من الإفريقيين، ولا تركبوا حافلة وأنتم تحملون نقودًا، وإذا رأيتم اجتماعًا للإفريقيين فتجنبوا الدخول فيه.
جولة في مدينة كنشاسا:
مدينة كنشاسا أو ليبولد فيل كما كانت تسمى سابقًا فيل مدينة وليوبولد ملك بلجيكا الذي سميت المدينة باسمه كما قيل لنا، راكبًا على حصانه – تمثال – شامخًا بأنفه يشير إلى مجد الأوربيين الغابر، وتغير الاسم يعني: إلغاء التبعية.
الكونغو في مخيلتي:
في مدينتي حماة، كان معنا مدرس اسمه عبدالكريم العطري، أعارته سورية إلى الكونغو مدرسًا، ولما عاد إذا بشعره أبيض، وراح يروي القصة التالية يقول:
بعد عصر ذات يوم، سرت وزميل لي في التدريس جاء مثلي إعارة وكان بدينًا، أخذنا نتجول حول أطراف المدينة أو القرية، وقد نبهنا الأهالي ألا ننفرد بين الأشجار ففي ذلك خطر علينا، فلم ندرك معنى كلامهم تمام الإدراك، ولما ابتعدنا قليلًا إذا بجماعة تفاجئنا وهم مسلحون، فنزلوا من السيارة وربطوني إلى جذع شجرة، وأشعلوا النار وذبحوا زميلي وطبخوه، ولما أحسوا بمجيء قوة عسكرية هربوا، ولما وصلت القوة فكوا وثاقي وأعادوني معهم.
------------------
[1] حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة؛ د.جميل عبدالله محمد المصري ص645.
[2] الرابطة العدد 494 رجب 1428ه، الموافق يوليو 2007م
http://saaid.net/Minute/685.htm