أنواع المتفجّرات المستعملة في تفجيرات لبنان

birs

عضو
إنضم
25 أبريل 2011
المشاركات
2
التفاعل
2 0 0
لا شك في ان للمتفجرات استخدامات نافعة، لا حدود لها، كتفجير الجبال العالية المغطاة بالثلوج لاحداث انهيارات، ولتخفيف الضغط قبل ان يتكون منحدر ثلجي اكثر خطراً، كذلك الامر بالنسبة للصحارى الكويتية حيث يتم احتواء نيران الحقول النفطية بالديناميت، لكن استخداماتها في الدمار منتشرة في العالم وهي تزداد يوماً بعد يوم، وفي لبنان نشهد موجة كبيرة من الاستخدامات لانواع كثيرة من المتفجرات منها الاحزمة الناسفة التي يزنر بها الانتحاري نفسه، او من خلال «حشو» السيارات التي معظمها رباعية الدفع، والتي تستطيع سلوك الطرقات الوعرة بعيداً عن اعين قوى الامن اللبنانية، لتصل الى الهدف المنشود.

وآخر هذه السيارات تلك التي تمكن الجيش اللبناني من تفكيكها بعدما رصدها في محلة الشعيبة- عين البنية، في خراج بلدة حام البقاعية والتي قدرت زنة المتفجرات فيها بنحو 250 كلغ، والتي لو قدر لها ان تنفجر لكانت احدثت مجزرة تضاف الى المجازر التي ارتكبت عبر هذا النوع من المتفجرات التي طالت منطقة الهرمل والضاحية الجنوبية والبارحة بئر حسن.

وحسب المعلومات فان السيارة التي تمكن الجيش من تفكيكها هي مفخخة بمواد من نوع «سيمتكس» اضافة الى 10 كلغ من المواد السريعة الاشتعال وقذيفتي هاون من عيار 122 ملم وقد وزعت في كل زاوية من انحاء السيارة بشكل محترف.

وهنا تبرز عدة اسئلة حول من هي الدول المصدرة لهذه الانواع من المتفجرات وكلفتها وكيفية وصولها الى المخططين للعمليات الانتحارية، اضافة الى الحرفية في التفخيخ ومدى الوقت التي تستغرقه كل سيارة ليتم تفخيخها.
سأل العميد الركن المتقاعد شحاده المعلوف خبير المتفجرات عن كل هذه الامور، وقد اكد المعلوف ان التفجير هو وسيلة غير مباشرة لاحداث الحرائق، لكنه الوسيلة المباشرة والانجع لاطفائها وذلك رداً على سؤال حول الانفجار الذي طال منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية وان هوية الانتحاري كشفت من خلال اخراج قيد عائد له، وجد في احد المباني المقابلة للانفجار وكيف انه لم يحترق، فقد اكد العميد المعلوف ان كل مادة يلزمها الاوكسيجين كي تحترق، لكن الاخير هو من صلب تكوين المواد المتفجرة وبالتالي فهي لا يلزمها اوكسيجين ولما كانت سرعة الانفجار تصل الى حدود 8000 متر في الثانية فان الكتلة المتفجرة، تنفجر بجزء من الثانية مولدة كتلة من الغازات الساخنة جدا والتي يفوق حجمها آلاف المرات الكتلة المتفجرة وهذا الذي يسبب الدوي وتمدد هذه الغازات يطرد الهواء من بقعة الانفجار ويشكل فراغا شبه كامل خاصة بالاوكسيجين، وانعدام الاوكسيجين هو مسبب مباشر لاطفاء الحرائق وهذا ما حصل ابان حرب العراق عندما اشتعلت آبار النفط ولم تنطفىء الا بالتفجير الذي قطع عنها الاوكسيجين.

وهنا اشار العميد الى ان هذه العملية بالكامل تستغرق جزءاً بسيطاً من الثانية تعود بعدها الغازات لملء الفراغ وهي ساخنة جداً وهنا تحدث الحرائق في كل جسم قابل للاشتعال، علما ان حرارة الانفجار تتعدى الـ 1500 درجة مئوية.

اما حول انواع المتفجرات وخطورتها فقد اكد العميد المعلوف ان المتفجرات الاساسية هي الـ «تي. ان. تي» Tolite وهي الاقل خطراً في التخزين والنقل والارخص سعراً وتحافظ على مواصفاتها لمدة 20 سنة.

واضاف العميد المعلوف ان هناك متفجرات اخرى اكثر كلفة مثل الهيكزوجين Hexogine او ما يعرف بال أر.دي.اكس ADX و«البانتريت» Penthrite وهما الاكثر استعمالاً كمتفجرات قوية , اضافة الى نوعين آخرين «الاوكتوجين» Octogene و«التيتريل» Tetrylوهما قليلا الاستعمال.

وبالعودة الى الـ «تي.ان.تي» فانه يخلط مع «نيترات الامونيوم» للاستعمالات المدنية كتفجير الصخور والمقالع بنسبة 80% نيترات الامونيوم و20% تي.ان.تي .

ولفت العميد معلوف الى ان اقوى المتفجرات على الاطلاق تبقى مادة «النيتروغليسيرين» التي يصعب جداً استعمالها لحساسيتها الفائقة بحيث انها اذا نقلت في اي شاحنة واهتزت يحصل انفجار , وهنا كان دور الفرد نوبل الذي استطاع تدجينها عبر مزجها بمادة ماصة فكان «الديناميت» الذي هو على شكل عجينة.

واضاف العميد معلوف ان هناك استعمالات عسكرية للديناميت المعروف تحت اسم gomme A تحتوي 90 % «نيتروغليسيرين» وgomme B وتحتوي 80% «نيتروغليسيرين».

اما «الديناميت» للاستعمالات المدنية كالمقالع فان نسبة «النيتروغليسيرين» فيه ما بين 40 و60 % مضيفاً انه منعاً للالتباس فان هناك من يعتقد ان بعض المتفجرات تفوق قوتها 10 اضعاف مادة الـ «تي.ان.تي» وهذا امر غير صحيح، فاذا اخذنا هذه المادة واعطيناها معدل Coefficient 100 كأساس فتكون «نيتروغليسيرين» حوالى 165 و«بنتريت» 150 وار. دي . اكس 145.

وتابع العميد المعلوف انه عند اكتشاف المتفجرات الكلاسيكية التي هي عبارة عن مزج المتفجرات بمادة ملينة لتصبح على شكل عجينة اعتمد المعسكر الغربي مادة «البنتريت» Penthrite وصنع منها ما يعرف بـ«الس 4» C4 وهو عبارة عن 90% «بنتريت» و10 % مادة ملينة ليصبح عجينة، اما المعسكر الشرقي فاعتمد مادة الـ«أر.دي.اكس» RDX وصنع منها الـ«سيمتكس» simtex وهي لون قريب للقرميدي وهي الاكثر شيوعاً واستعمالاً اما «الس4» فلونه ابيض سكري.

اما عن الحبل المتفجر الذي وجد في السيارة التي فككت في حام وبلغ طوله حوالى 200 متر، اكد العميد المعلوف ان هذا الحبل المتفجر هو عادة محشو بمادة «البانتريت» PENTHRITE على شكل بودرة وسرعة انفجاره بحدود 8000 متر في الثانية وهو نوع من الكرتون الملفوف والمحشو عادة بـ10 غرامات من «البنتريت» في المتر الواحد ويعني ان حبل الـ200 متر يحتوي على 2 كلغ من «البنتريت» الصافي، وهذا يعطي قوة عصف، اما القنابل فتتشظى زيادة في الضرر. ولفت العميد المعلوف انه اذا كان التحضير على صعيد بدائي تستعمل عندها متفجرات ذات استعمال مدني مثل «الامونيت»، علما ان مادة «نيترات الامونيوم» التي تستعمل كسماد كيماوي تستورد بمئات الاطنان الى لبنان وهي تحتوي على «الازوت» بنسبة 34% لتصبح صالحة للاستعمال في التفجير، لذا تمنى العميد على السلطات المختصة عدم السماح باستيراد هذه المادة اذا لم تكن نسبة «الآزوت» فيها اقل من 33% .
اما عن كلفة هذه المتفجرات فان سعر طن من الـ «تي.ان.تي» لا يتعدى الـ 3000 دولار.

وبالنسبة لمعدي هذه السيارات المفخخة، فقد اكد المعلوف انهم اصحاب خبرة وهم بالطبع تابعوا دروات تدريبية في هذا المجال ومن الممكن ان يكونوا مرتزقة.

وهنا يطرح السؤال هل تكفي الحواجز والآلات التي ترصد المتفجرات لوقف وصول السيارات المفخخة والانتحاريين، لا سيما ان الامر صعب جداً مع مرور كم هائل من السيارات على الحواجز الامنية، لذا فانه من الضروري لا بل من الواجب ان يكون كل مواطن خفيراً، اضافة الى تفعيل اجهزة الاستخبارات اللبنانية والاستعانة بالمعلومات من اي مكان اتت ولو من الخارج.


 
شكرا على التقرير ....... اخي الكريم

استمر في ابداعك

تقييم ...... وشكرا
 
عودة
أعلى