مسلمو بورما.. مجزرة أخرى تضاف إلى مسلسل المعاناة
انتهاكات يتعرض لها مسلمو الروهنغيا من قبل القوات الأمنية والجيش وجماعات بوذية متطرفة في ميانمار، وصفت بـ'حملة تطهير إثني' ضد الأقلية المسلمة.
العرب
[نُشر في 21/01/2014، العدد: 9445، ص(13)]
مسلم بورمي في حالة من الحيرة والخوف من المجهول بعد حرق منزله
رانغون- عثر مؤخرا عدد من الأهالي في جنوب منغدو بولاية أراكان في ميانمار (بورما سابقا) على جثث روهنغيين، بينهم شيوخ ونساء وأطفال، ملقاة على الجبال، وقد تم إعدامهم بالرصاص الحي، في مجزرة جديدة تشير أصابع الاتهام فيها إلى الجيش البورمي، بحسب الروايات المتواترة من هناك.
وبحسب وسائل الإعلام فإن أفرادا من الجيش البورمي اقتادوا، عددا من المسلمين في جنوب منغدو إلى الجبال القريبة من حي خير دونغ، للبحث عن جثة ضابط في الجيش، كان قد قتل على أيدي شبان مسلمين، بعد محاصرة القوات البورمية الحي وإطلاق الرصاص على السكان.
ونقل عن شاهد عيان قوله “لا تزال آثار الانتهاكات على أجساد النساء ظاهرة وواضحة، وقد رأينا البعض من الضحايا يلفظون أنفاسهم الأخيرة أمام أعيننا”. وقال الشاهد إن “اقتياد الجيش لشيوخ وأعيان الأحياء القريبة من حي خير دونغ، جاء بسبب خوف الجيش من تكرار الهجوم عليهم من قبل المسلمين، الذين انتشروا في المناطق المحاذية للحي، بعد الاشتباكات التي حدثت مؤخرا، وحتى يكونوا درعا لهم في حال حدوث ذلك”، وأضاف: “الجيش البورمي هدد المسلمين من نشر هذه الأخبار بين الناس أو وسائل الإعلام، متوعدا بإطلاق الرصاص عليهم في حال تم ذلك”.
وقال شاهد عيان آخر إن “زوجين مسلمين يتجاوزان الــ 70 من العمر وثلاثة أطفال، بالإضافة إلى فتاة صغيرة وجدوا مقتولين في حي خير دونغ جنوب منغدو بولاية أراكان”. وذكرت بعض المصادر أن “أصابع الاتهام تتوجه إلى الجيش البورمي، الذي قام بقتلهم ، انتقاما لمقتل ضابط واختفاء جثته”.
ويتعرض مسلمو الروهنغيا إلى انتهاكات من قبل القوات الأمنية والجيش وجماعات بوذية متطرفة في ميانمار، وصفت بــ”حملة تطهير إثني” ضد الأقلية المسلمة، وهو ما أجبر الألاف منهم على الفرار.
وتصنف الأم المتحدة الروهنغيا الذين يقدر عددهم بــ 800 ألف نسمة، والذين يعانون من “نزع المواطنة” في ميانمار، بأنهم أكثر الأقليات التي تتعرض للاضطهاد في العالم.
ويشار أيضا إلى أن قوات الأمن البورمية وعصابة تابعة لحركة 969 البوذية المتطرفة قد داهمت عددا من المنازل في قرية ”نور الله” بجنوب مدينة “منغدو” بولاية أراكان غرب بورما. وذكرت وكالة أنباء الروهنغيا أن القوات أطلقت النيران على القرويين بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، مشيرة إلى وقوع عدد من الضحايا يصعب حصرهم الآن بسبب كثافة الوجود الأمني في القرية.
كما أمرت قوات الأمن البورمية في مدينة “منغدو” بمنع دخول أي شخص إلى قرية “كيلا دونغ” لإخفاء جثث القتلى الروهنغيين الذين راحوا ضحية هجوم غوغائي من قبل قوات الأمن وعصابات بوذية تابعة للحركة المتطرفة.
وقال “ني مونغ مونغ” أحد سكان مدينة “منغدو” بأن السلطات العليا قد أمرت قوات الأمن بعدم السماح لأي شخص بدخول القرية، وفرض إجراءات أمنية مشددة على مداخل القرية.
وتفيد الأنباء الواردة أن قوات الأمن حاصرت القرية، وأن معظم القرويين فروا منها، وهي الآن تحت سيطرة قوات الأمن، ولا يوجد هناك غير كبار السن والإناث والأطفال.
ويذكر أن حكومة ميانمار تحظر على الروهنغيين في منطقة أراكان مغادرتها والخروج منها لأي سبب كان، وتفرض عليهم إقامة جبرية داخل قراهم، بحيث لا تسمح لهم بالانتقال من قرية إلى أخرى مجاورة إلا بإذن من الحكومة وتصريح رسمي، ولا تمنح لهم التصاريح إلا بعد المرور بإجراءات طويلة ومعقدة.
وفي سياق متصل أصدرت سفارتا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في “رانغون” عاصمة بورما بيانا مشتركا أبدتا قلقهما من التقارير التي تتحدث عن العنف في مدينة “منغدو” في ولاية أراكان غرب بورما.
وقال البيان: “نحن منزعجون بشكل خاص من التقارير التي تفيد باستعمال قوات الأمن لوسائل مفرطة وعن قيامها بأعمال عنف، وإننا نشجب بشدة أعمال العنف هذه التي تأثر سلبا على سكان ولاية أراكان، ونحن نحث السلطات على القيام بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين عن العنف سواء كانوا مدنيين أو من العاملين في الأمن.
http://www.alarabonline.org/?id=13325