من مجازر سوريا .. إلى مجازر أركان المنسية (بورما ) المسلمه
في خضم الأحداث المتسارعة في سوريا وفي ظل الطغيان والبطش والفتك والمجازر التي يمارسها النظام السوري، تُطعن أمة الإسلام مرة أخرى في جزء من أجزائها المسلوبة وفي بقعة من بقاعها المنسية، وشلال آخر من شلالات دماء المسلمين يراق دون أي لفتة أو إنسانية ، قد لا تتألم أمتنا كثيراً بهذه الطعنة، لأن الإعلام مشغول بطعنات أكبر وأشنع ولكنها تظل طعنة تؤلم وتدمي وتطرح أسئلة كثيرة عن تشتتنا وتكالب الأعداء علينا من كل حدب وصوب.
في بحر الأسبوع المنصرم تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأركانيين إلى مذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية وفتكوا بهم جميعاً ومثلّوا بحثثهم، وقد نقلت المصادر صوراً فظيعة لضحايا هذه المجزرة التي لم تجد من ينتصر لها من قبل الحكومة الميانمارية التي غضت الطرف عنها وكأنها على اتفاق مع المجرمين القتلة، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران كل ذلك بمعاونة رجال الشرطة مع الطغمة البوذية الحاقدة على المسلمين، واليوم الموافق 10 يوليو 2012 تم فرض حظر التجول على القرى التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتغطية من الحكومة الميانمارية بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها 100 مسلم وأصيب نحو 300 شخص وحرقوا قرابة ألف منزل من منازل المسلمين، كما تم في هذه الحملة النكراء استهداف العلماء والأطباء والمفكرين، وبعيداً عن هذه الأحداث والتوترات فإن المعلوم الذي يعرفه القاصي والداني أن مسلمي أركان يعانون منذ عقود طويلة من ظلم واضطهاد البوذيين لهم عبر منظومة انتهاكات قاسية من قبل القوات الحكومية البوذية المسلحة التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة وأد جميع المسلمين وإخفاء كل المعالم التي تمت إلى الإسلام بصلة، تمثل هذا الظلم في المذابح البشعة التي ارتُكبت في حق المسلمين الأركانيين على فترات مختلفة، والتهجير الإجباري، ونزع المواطنة، والتفنن في التعذيب والتنكيل والتطهير العرقي، إضافة إلى الاعتقالات الظالمة وهدم المساجد والمدارس الإسلامية، وحرمان المسلمين من أدنى الحقوق الإنسانية، وحول هذه الجرائم يقول الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله (وزير الإعلام الأسبق) في مقال له بجريدة المدينة بتاريخ 4/11/2007م : "وقد رأيت بنفسي ألواناً من هذا الظلم وهذا التطهير العرقي عندما زرت بلادهم، ورأيت كيف تزاول الحكومة البوذية في بورما سياسة التطهير العرقي تجاه المسلمين في (أراكان) وتسعى لإعادة التركيبة السكانية في الولاية والقضاء –بشتى السبل- على الأغلبية المسلمة هناك".
وحتى هذه اللحظة فإن الأقلية المسلمة لا تزال تواجه أعتى أنظمة الظلم والطغيان والتمييز الديني في تلك المنطقة حيث لا تسمح الحكومة ببناء المساجد والمدارس وترميمها ورفع الآذان فيها أو إقامة أي محاضرات أو ندوات أو نحر الأضاحي كما لا تسمح الحكومة بالتنقل من قرية إلى قرية أخرى فضلاً عن منطقة إلى منطقة إلا بورقة رسمية صعب المنال وفي الجانب التعليمي: لا تمنح لأبناء المسلمين الفرصة لإكمال الثانوية إلا 5% والجامعة إلا بنسبة 1 % ولا تسمح السفر إلى الخارج للتعليم. وأما حق الوظيفة للمسلمين في أراكان بورما فلا يوجد مطلقا في أي مجال كان، سواء في التعليم أو في العسكر أو غير ذلك. في ظل انتشار الفقر والغلاء في أراكان بورما نتيجة البطالة وفرض الرسوم الهائلة على الأنشطة التجارية في ميانمار ..
هذا الوضع المتأزم الذي تصاعد فجأة يدعونا لأن نطلق صرخة مدوية في وجه العالم الإسلامي على وجه الخصوص للقيام بواجب النصرة لهؤلاء المسلمين، ونستصرخ كافة المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية ونناشد رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما من المنظمات المهتمة بقضايا المسلمين لكي يؤدوا دورهم وواجبهم تجاه هذا الظلم المتنامي، وعلى العالم أجمع أن يناصروا هذا الشعب ويؤازروا هذه الأقلية المسلمة كي لا تمّحي من الوجود، وصيحة أخيرة في أذن كل إعلاميٍ مسلم أن لا يدع هذه القضية تمر كما مرت قضية الأركانين الروهنجيين منذ بدايتها دون أن تصل إلى سمع العالم وأذنه ودون أن يؤثر في مجريات الأمور حتى شُرِّد شعب مسلم بكامله فالقضية قضية دين وشعب مسلم يتعرض لإبادة واضطهاد ممنهجين .. فاللهم لطفك .. !
تغريدة !!
دماء المسلمين بكل أرض تراق رخيصة وتضيع هدرا
وبالعصبية العمياء تعدو ذئاب ما رعت لله قدرا
كأن لملة الكفار طرّا على الاسلام حيث أضاء ثأرا
وجرّأهم علينا أن رأونا سكوتا والشعوب تموت قهرا
وما حسبوا لأمتنا حسابا وهل سمعوا سوى التنديد زجرا
وصحيات الأرامل واليتامى تفتت أكبدا وتذيب صخرا
وليس لهم مغيثا أو معينا كأن الناس كل الناس سكرى
شرطة ميانمار تعتقل مسلمين من منغدو بتهمة حيازة شرائح جوال
أفاد مراسل وكالة أنباء أراكان ANA بأن الشرطة في ميانمار (بورما)، قامت باعتقال شابين روهنجيين (مسلمين) في العشرينيات من قرية شجاع ديب القريبة من مدينة منغدو بتهمة حيازتهما لشرائح جوال من بنجلاديش، ولم يتم إطلاق سراح أحدهما، إلا بعد فرض غرامة مالية كبيرة عليه تقدر بـ 100 ألف كيات بورمي، بينما تم حبس الثاني لعجزه عن دفع الغرامة المفروضة عليه.
يشار إلى أن حكومة ميانمار تفرض منذ عشرات السنين حصارا إعلاميا شديدا، على منطقة أراكان لمنع تسرب أي أخبار عن الاضطهاد البوذي الممارس ضد مسلمي الروهنجيا، من قبل المتطرفين البوذيين بالتواطؤ مع الحكومة في كثير من الأحيان. نقلاً عن http://www.alazd.net/news.php?action=show&id=8314
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برقية تهنئة لرئيس جمهورية اتحاد ميانمار تهين سين بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال لبلاده.
وأعرب الملك المفدى باسمه واسم شعب وحكومة المملكة عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة له ولشعب ميانمار الصديق اطراد التقدم والازدهار.
كما بعث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز برقية تهنئة للرئيس تهين سين بمناسبة ذكرى يوم الاستقلال لبلاده، وعبر ولي العهد عن أبلغ التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة له ولشعب ميانمار الصديق مزيداً من التقدم والازدهار.
أسرار ميانمار.. لماذا يحرقون آلاف المسلمين هناك؟ بقلم : فكرية أحمد
توارت في الأحداث العربية والدولية مأساة المسلمين فى ميانمار الذين يلاقون يوميا أعمال الإبادة من قتل وإحراق وتعذيب على أيدى البوذيين, حتى يكاد المسلمون يفنون هناك بسبب أعمال التصفية العرقية فما هي قصة المسلمين فى بورما أو كما تعرف إعلاميا ميانمار.
بورما هي دولة تسمى أيضا ميانمار وتقع بجانب الصين والهند فهي إحدى دول شرق آسيا وتقع على امتداد خليج البنغال, هناك أمة مسلمة اسمها الروهينجا تعيش في «بورما» التي يحكمها العسكر البوذيون وهذه الطائفة المسلمة تمثل حوالي 10% من السكان وهي تتعرض للإبادة والتشريد، والقصة هذه ليست جديدة بل هي تاريخية, ووفقا لما أوردتها وكالة نادي المراسلين, في عام 1784م تم احتلال إقليم أراكان من قِبَل الملك البوذي (بوداباي) الذي قام بضم الإقليم إلى ميانمار خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة.
وتسمية إقليم (أراكان) تعود إلى الحملات الإسلامية الأولى التي دعت إلى الدين الحنيف وأركانه الخمسة, ثم استولى الجيش على مقاليد الدولة بانقلاب عسكري عام ضد الملك بوداباى عام 1962م , فأطاح الجيش بالملكية البوذية , وأسس لنظام متشدد في قبضة جنرالات الجيش, فحرموا الشعب الروهنجي من اكتساب الجنسية الوطنية, وحرموهم من التعليم والتوظيف والسفر, وفرضوا عليهم البطالة والعزلة في الغابات المظلمة الغارقة في التخلف, وتركوهم يمارسون الطرق المعيشية البدائية, من دون أن يزودوهم بوثائق رسمية تثبت انتماءهم إلى ميانمار, ولم يسمحوا لهم بالمغادرة والرحيل, وتصرفوا معهم وكأنهم فئة مسحوقة من الفئات المنبوذة.
واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم وتشجيع البوذيين الماغ الذين هم من أصل هندي على ذلك.
وفي عام (1824م) احتلت بريطانيا ميانمار، وضمّتها إلى حكومة الهند البريطانية الاستعمارية, وفي عام (1937م) جعلت بريطانيا ميانمار مع أراكان مستعمرة مستقلة عن حكومة الهند البريطانية الاستعمارية كباقي مستعمراتها في الإمبراطورية آنذاك، وعُرفت بحكومة ميانمار البريطانية.
وواجه المسلمون الاستعمار الإنجليزي بقوة مما جعل بريطانيا تخشاهم، فبدأت حملتها للتخلّص من نفوذ المسلمين باعتماد سياساتها المعروفة (فرِّق تَسُد) فعَمَدَتْ على تحريض البوذيين ضد المسلمين، وأمدّتهم بالسلاح حتى أوقعوا بالمسلمين مذبحةً عام 1942م فتكوا خلالها بحوالي مائة ألف مسلم في أراكان! .
وفي عام 1948م منحت بريطانيا الاستقلال لميانمار شريطة أن تمنح لكل العرقيات الاستقلال عنها بعد عشر سنوات إذا رغبت في ذلك، ولكن ما إن حصلت ميانمار على الاستقلال حتى نقضت العهد، واستمرت في احتلال أراكان بدون رغبة سكانها من المسلمين (الروهينجا) والبوذيين (الماغ) أيضاً، وقاموا بأبشع الممارسات ضد المسلمين.
ولم تتغير أحوال المسلمين الروهينجا، بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2010م، حيث مازال مخطط إخراج المسلمين من أراكان موجوداً، وقد نجحت هذه الممارسات في تهجير 3 - 4 ملايين مسلم حتى الآن ومئات آلاف القتلى.
ويعيش هذا الشعب المسلم الفقير المضطهد, في أحراش الغابات البورمية المطيرة, يرزح تحت خناجر الظلم والتعسف, ويتعرض للتشريد والتعذيب والموت والإبادة بأبشع الأساليب الوحشية, حيث يُقتلون في صمت, ويُعذبون في صمت, يفرون في الظلام على غير هدى تحت حمم فوهات البنادق, فيتساقطون في بركة كبيرة من الدم المراق بين اللهب والدخان بلا ناصر ولا معين ولا مغيث, من دون أن تتحرك المنظمات الإسلامية لنجدتهم, ومن دون أن تدافع عنهم الحكومات الإسلامية المتورطة هذه الأيام بالوقوف مع الناتو, أو المنشغلة بالترويج لصناعة الموت, أو المنهمكة بإشاعة الفتن الطائفية, أو المعتكفة في الظلام لتحريك النعرات المذهبية, أو الغارقة في أوحال الرذيلة والفساد, أو المنشغلة بالتآمر على جيرانها, أو الحائرة بأزماتها العميقة .
وقد بات أطفال المسلمين الروهينجا من السلع الرخيصة المرشحة للرق والعبودية والمصير المجهول بين مخالب العصابات الإجرامية, لتفعل بهم الأفاعيل من دون رادع ولا وازع, أو قد يسقطون في أوكار المتاجرة بالجنس والشذوذ والانحراف, في حين دأبت سفن التهريب على ابتزازهم وتهريب الراغبين بالهجرة إلى ماليزيا بمبالغ تستنزف مدخراتهم كلها.
في الليل وفي الظلام الدامس يعيش المسلمون هناك في قلق وخوف ورهبة من الغارات البورمية المسلحة, التي اعتادت على القيام بمداهمات مفاجئة لاختطاف من تجده في طريقها, ليعثروا عليه في اليوم التالي مقتولا رميا بالرصاص خارج حدود المنطقة, وكل جريمتهم أنهم لا يعتنقون الديانة البوذية, ولأنهم قاوموا طغيان الحكم العسكري المستبد, ولأن بشرتهم داكنة تميل إلى السمرة, ولأنهم لا ينتمون إلى الجذور العرقية للقوميات المنغولية والباتانية السائدة, ولأنهم وقفوا في يوم ما ضد التوسع الياباني, ولأنهم يتحدثون باللهجات التشيتاغونية البنغالية المختلطة باللغة العربية.
وجد الروهنجيون أنفسهم مطاردين محرومين منبوذين, تحاربهم السلطة الحاكمة وتضيق عليهم الخناق, ويبغضهم كهنة المعابد البوذية, فيحرضون أتباعهم ضدهم, حتى أضحى من الصعب عليهم الانتقال من قرية إلى أخرى من دون تصريح من الكهنة, أو من دون الحصول على إذن مسبق من أمن الدولة.
يعمل الروهنجيون في صيد الأسماك والرعي والفلاحة والمهن الاجتماعية الرخيصة, أما الوظائف الحكومية فأبوابها موصدة بوجوههم, ولا يحق لهم إطلاق الأسماء الإسلامية على أولادهم وبناتهم, فالأسماء البوذية هي الخيار الأوحد, وهي المسموح بها في التداول, ومنعتهم أيضا من إطلاق لحاهم, وارتداء الزي الإسلامي.
لقد مارست العصابات البوذية ولا تزال جرائم القتل والسحل والاغتصاب والتصفيات الجسدية في صفوف المسلمين بغية طرد المواطن الروهنجي وإحلال البوذي محله, وتكررت هذه الحملات المسعورة لحرق القرى بالقنابل الفسفورية.
في بورما عشرة ملايين مسلم تحت البطش العنصري من مجموع سكان ميانمار البالغ تعدادهم خمسين مليون نسمة, ومن أبشع حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها المسلمون عام 1942م, راح ضحيتها أكثر من (100.000) مسلم ومسلمة.
أما أحدث حملات الإبادة البشعة كانت في فبراير الماضي, عندما قامت الميليشيات البوذية المسلحة بإحراق وتدمير قرى المسلمين, فقتلت السكان, وطاردت الفارين منهم في الحقول والبساتين, وخلفت وراءها 500 قتيل وأكثر من ألفي جريح, ثم تكرر الهجوم بعد شهرين, حتى تكدست الجثث فوق بعضها البعض في صور مروعة بثتها الفضائيات .
ولو كان إقليم (أراكان) من الأقاليم الغنية بالغاز والبترول لأسرعت الأقطار الصناعية المتجبرة, بدس أنفها في شئونها الداخلية, وتظاهرت بنجدتها وإسعاف أوضاعها, ولكن الله لم يمنحها الغاز ولا البترول لذلك ستظل تئن من جراحها العميقة في زاوية منسية من خليج البنغال, تضحي بأبنائها ورجالها ونسائها على مرأى ومسمع من العالم الإسلامي كله, من دون أن تتلقى الدعم والعون.
وكالة أنباء الروهنجيا - (مصدر خاص): أفاد مصدر مطلع من داخل الهند أن مسلمي الروهنجيا الذين في مخيمات اللاجئين بالهند يستهدفهم الجمعيات التنصيرية بطرق خادعة للتشكيك في الدين الإسلامي الذي يعتنقونه؛ حيث جاءهم شخص غريب يختلف عنهم طولا ولونا وملامح مدعيا أنه إعلامي وصحفي قدِم إليهم بغض التعرف على معاناتهم وحقيقة ظروفهم السيئة وعلى قضيتهم المنسية؛ لينقل ذلك إلى العالم؛ إذ إن كثيرا من الناس إلى وقتنا هذا لم يعرفوهم ولا يعرفوا شيئا عن قضيتهم – على حد زعمه -.
وبدأ هذا الشخص الغريب - الذي يدعى (أندريو) وينادى الآن بـ (لامبا باي) بعد تغيير اسمه بغرض التمويه والخداع، ويجيد اللغة الروهنجية – يزور المخيمات ويلتقي بمجموعات ممن يقطنون هناك من مسلمي الروهنجيا؛ ليقدم لهم جهاز تسجيل (MP3)، وهو قد سُجل فيه معلومات خاطئة عن دين الإسلام بغرض تشويه سمعته لديهم والتشكيك في أمره، بالإضافة إلى ادعاء أن الإله الحقيقي هو المسيح عيسى – عليه السلام -، وأنه لا بد من الإيمان الإله بألوهيته، ومن كفر بذلك فإنه مصيره جهنم!