جواسيس في الجو

المتألق

الي جنة الخلد ان شاءالله
عضو مميز
إنضم
14 يوليو 2008
المشاركات
844
التفاعل
12 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلق :
في الثامن من سبتمبر عام 58 أقلعت طائرة سي 130 الأمريكة من تركيا في مهمة تجسس سرية، كان على متنها سبعة عشر فردًا ستطير بمحاذاة الحدود مع أرمينيا السوفييتية وتتنصت على الاتصالات العسكرية السوفييتية في الجانب السوفييتي من الحدود كان ضابط الدفاع الجوي يراقب على راداره.
السي 130 لم تكن غريبة لكن هذه المرة كانت حركة الطائرة الأمريكية تثير الشك.
ضابط الدفاع الجوي :
كانت تطير عادة في مسار مستقيم وتلك المرة كانت تتبع خط الحدود، المنطقة جبلية هناك والحدود شديدة الوعورة كانت الطائرة تتبع كل المنحنيات خلال مسارها.
شاهد عيان :
كنا جالسين تحت سقف يحمينا من الشمس في ريفال كان الجو حارًّا جداً أظن أننا كنا نلعب ونتسامر.
ضابط الدفاع الجوي :
أمرت بإطلاق طائرتي ميج وذلك لاستطلاع الأمر.
المعلق :
لحقت طائرتا الميج طائرة السي 130 فيما كانت تسلك طريقًا مختصرة فوق نكوين على الحدود السوفيتية.
أصدرت أمراً كالتالي أسقطوها أطلقت كل ذخيرتي مات سبعة عشر أمريكيًا كانت السي 130 واحدة من أربعين طائرة تجسس تابعة لحلف شمال الأطلسي أسقطت كلها خلال الحرب الباردة، هذه الطائرات التي كانت في الماضي عين وآذان حلف شمال الأطلسي النووية، كانت طائرات التجسس تسبر نقاط دفاع حدود الاتحاد السوفييتي وأحياناً تتوغل سرًّا إلى إلى داخل أراضيه مخالفة القانون الدولي، كانت تلك المهمات سرية ومنها ما جرى دون معرفة الرئيس الأمريكي وطبعًا من دون علم أقارب الطيارين.
طيار استطلاع :
الاستطلاع هذه المفردة عمليًا تعني التجسس ولكن ما الذي كنا نفعله؟ وكيف كنا نفعله تحديدًا؟
كان من الواضح أنه تحليق بالطائرات وكنا ننظر إلى ما في بلدان الستار الحديدي ولكن كيف كنا نقوم بهذا العمل؟ كان شيئاً سريًا.
طيار استطلاع آخر :
كل شيء كان في منتهى السرية، قلة من الأشخاص في سلاح الجو كانوا يعرفون عنه ومنهم عناصر مركز التوجيه أما أنا فلم أخبر زوجتي.
المعلق :
في مناخ الحرب الباردة المشحون بالتهديد والشكوك كان الخوف من أقوى الأسلحة، إن مجرد وجودها يشير إلى احتمال وجود أعداء وفي غضون ساعات تكون القاذفات الأمريكية التابعة للسلاح الجوي جاهزة لقصف أي منشأة عسكرية، وفي أي دولة في العالم.
تحت إشراف الجنرال كوتي سلومي كانت القيادة الجوية العسكرية ساك تعد أكبر قوة هجومية أمريكية.
الجنرال كوتي سلومي :
على كل عضو في مجلس القيادة أن يعمل وكأنه يواجه حربًا حقيقية.
متحدث :
تملك ساك اليوم مجموعة من القواعد تحت تصرفها بحيث تستطيع طائراتها المحملة بقنابل نووية أن تضرب أي مدينة في العالم.
متحدث :
كان علينا أن نغير نمط تفكيرنا وننظر إلى أعلى العالم، كان علينا أن ننظر إلى كندا وأن نذهب من الولايات المتحدة فوق كندا وفوق القطب الشمالي على بعد ألف وخمسمائة ميل عن ألاسكا لندخل المجهول بحيث نستطيع الدخول إلى روسيا ونرمي قذائفنا إذا ما تعرضنا للاعتداء.
المعلق :
لم نعرف السوفيت قط إن كانت الطائرات المتطفلة طائرات تجسس أو قاذفات قنابل تحمل أسلحة نووية ولكن من دون رحلات التجسس تطير قاذفات القنابل على غير هدى في أواخر أربعينيات القرن الماضي تحولت قاذفات القنابل التابعة للساك إلى طائرات استطلاع واقتحمت الأجواء السوفييتية.
من ألاسكا كانت الطائرات الأمريكية تطير فوق القطب والمنطقة القطبية السوفييتة بحثاً عن منشآت عسكرية جديدة كقاعدة البحوث الذرية في نوفايزملا.
الجنرال كوتي سلومي :
جرى تفكيك الطائرات لجعلها تصل إلى ارتفاعات جديدة، ولتحسين مداها جعل التطهير من فيربانس إلى نوفيازيملا أي في رحلات على مسافة خمسة آلاف ميل تستغرق من أربع وعشرين إلى ثلاثين ساعة طيران فوق مناطق مثل شبه جزيرة كمشاتكا ونواحي شمال سيبيريا الساحلية.
وكي لا تعترض طريقنا طائرات معادية أردنا أن نرتفع إلى خمسة وثلاثين ألف قدم ولم تكن أي طائرة مقاتلة في تلك الأيام تصل إلى هذا الارتفاع.
المعلق :
طوال الحرب الباردة حاذت تقنية الطيران السوفييتية حذو التطور الأمريكي لكن السوفييت كانت تنقصهم قواعد أمنية كالتي كانت في حلف شمال الأطلسي، انطلقت الطائرات السوفييتية في عملية تجسس جوي ولم تسقط أي منها، لم تكن طائرات هجومية كالطائرات الأمريكية، ما استطاع السوفييت عمله هو حماية حدودهم بشراسة في عام 1950 حصلت الإصابة الأولى طائرة من البحرية الأمريكية كانت تتجسس على المرافئ السوفييتية أسقطت عند ساحل لاتفيا وقتل طاقمها بعد شهرين تورطت أميركا في الحرب الكورية.
متحدث :
أبناؤنا يقاتلون إلى جانب حلفاء الأمم المتحدة لأنهم يعرفون مثلنا تماماً أن الاعتداء على كوريا هو محاولة من قبل الشيوعية الروسية لاجتياح العالم خطوة بعد خطوة.
متحدث :
أصبح اختراق الأجواء السوفيييتة الآن ينذر بتوسيع نطاق الصراع، أصدر الرئيس ترومان أوامر صارمة تقضي بإيقاف مهمات دخول الأراضي السوفييتية، وقد أدى حظر ترومان إلى عملية سرية لم يكشف عنها من قبل، اتصلت قيادة الأركان الأمريكية بقيادة الأركان البريطانية وقد وافق سيد سيرشل أن يقوم سلاح الجو الملكي بالاستطلاع نيابة عن الأمريكيين.
انضم عناصر من سلاح الجو الأمريكي إلى الطيارين الأمريكيين في القاعدة الأمريكية في سكالفورد عند الساحل الإنجليزي الشرقي وهناك دربوا على قيادة أحدث طائرات الاستطلاع الأمريكية آر بي 45 ساميرس كان أحدهم.
ساميرس :
كانت الآر بي 45 أول قاذفة قنابل نفاثة وكانت مزودة بكاميرات كثيرة وخاصة في الخلف وكان هناك أيضاً واحدة عند المقدمة كانت أنواعًا متعددة من الكاميرات منها ما يفيد الاستخبارات، حلق عناصر سلاح الجو الملكي أيضاً بالبي 45 في مهمات اختراق بعدما قمنا بتدريبهم لم أطلع على تفاصيل مهمات الاختراق التي قاموا بها ولكنني أعرف أنها حصلت.
في شهر أبريل من عام 52 دعينا إلى مركز القيادة، وفي مركز توجيه العمليات التقينا الضابط المسؤول الذي قال لنا: إن العمليات ستكون حقيقية ، علقت على الجدار خريطة كانوا قد رسموا عليها الطرق وكانت ثلاثًا، الأولى من اسكافورد عبر ألمانيا إلى دول البلطيق، والثانية إلى الجنوب عبر ألمانيا وباتجاه موسكو والثالثة إلى عمق الجنوب نتوغل نزولاً باتجاه وسط روسيا وتنحرف جنوبًا أيضاً باتجاه طريق الخروج.
طيار :
فقط في اليوم التالي رأينا عندما كنا نشرع برحلة أخرى وعاد الملاح والكابتن إلى الطائرة فرأيت خطط التحليق للمرة الأولى فعرفت ماذا ينتظرني، قلت في نفسي: ماذا سيدعوننا نفعل كي نتورط في مهمة كهذه؟
المعلق :
من أجل إخفاء العملية أعيد طلاء الطائرات الأمريكية بألوان سلاح الجو الملكي من أجل أول عملية استثنائية في ليل التاسع عشر من أبريل عام 52 وذلك بهدف العودة لصور رادار لأهداف أساسية للقصف، وهذا من اختصاص آر بي 45.
طيار :
كانت علينا أن نقوم بمحاكاة لقصف كل هدف وذلك من أجل الحصول على صور لأنابيب أشعة الكاسيد التي تكشفها أجهزة التصوير فيما لو كانت هذه الأهداف تقصف فعليًا.
المعلق :
كم ساعة أمضيت هناك؟
الطيار :
نحو ستة ساعات ونصف الساعة.
كان هذا استثنائيا نظريًا لم يقم أحد بهذا العمل من قبل.
بحسب معرفتي لا.
المعلق :
في التاسع والعشرين من أبريل عام 54 أعيدت الكرة لكن هذه المرة برحلة أطول كان للمهمة هدف ثانٍ محطات المراقبة الأرضية في كل أنحاء أوربا كانت ستستمع إلى اتصالات الدفاع الجوي السوفييتي عند اختراق طائرات سلاح الجو الملكي الثلاث للأجواء السوفييتية.
طيار :
كان هناك خوف طبعاً من أن ذلك أكثر من مجرد استطلاع لقد خطر هذا في بالنا.
المعلق :
مثل ماذا؟
الطيار :
إنه كان هجومًا.
طيار :
حالما دخلنا ووصلنا إلى جنوب موسكو شاهدنا كل أضواء العاصمة موسكو وعندما تكون مضاءة تصبح إشارة جيدة لمن هو في الجو.
متحدث :
بماذا فكرت عندما رأيت موسكو من الطائرة؟
طيار :
فكرت في أني سأكون سعيدًا عندما أكف عن رؤيتها وأعود.
طيار آخر :
بما أن تلك الأهداف كانت مبعثرة في الجزء الجنوبي من روسيا، كنا نخرج من هدف لآخر في طريق سمحت لنا بالمراوغة، وزادت من شعورنا بالأمان، وساهمت في إطالة وجودنا فوق روسيا.
متحدث :
ماذا كان في رأيك رد فعل السوفييت على الأرض؟
طيار :
أود لو أعرف ماذا كانت ردة فعلهم.
طيار آخر :
وجه الإنذار إلى الفوج وعرفنا أن طائرة دخيلة كانت متجهة إلى كييف وأعلمنا القيادة بالأمر فورًا.
المعلق :
كانت الآر بي 45 ضمن مدى طائرة الميج 15 الجديدة واتخذ أبراموف أقصى التدابير.
أبراموف :
كان الوقت ليلاً وطائرة الميج ليس فيها رادار، قمنا وقتها بإرسال باتشييف وطيار آخر من أجل مواجهة جوية.
طيار :
لم نكن نريد أن ندمر الطائرة مباشرة ولكن كنا نريد أن ندمر أضعف أجزائها هذا ينجح عندما تكون الرؤية واضحة وعندما لا تكون كذلك لا خيار أمامنا نضرب بشكل عشوائي.
طيار آخر :
كنت أعرف أنني طرت مرات عديدة مع ذلك الطيار وبوعي تام خاطرت به من أجل تحقيق هدف عسكري، هكذا كنا نعمل ذلك الوقت.
المعلق :
رغم توجيه رادار المراقبة السوفييتي الأرضي لم يفلح طيارا الميج في الظلام في إيجاد الطائرة الدخيلة وهكذا لم يعرف العناصر البريطانيون شيئًا عن خطة السوفييت الانتحارية كانت ثمة مشكلة يدركها الجميع جيدًا.
طيار :
في طريق العودة وحين كان لا يزال أمامنا سبعمائة ميل نقطعها فوق أكرانيا تعرضنا لقصف عنيف مضاد للطائرات كانت ردة فعلي الوحيدة هي أنه سيصاب رادار الاستطلاع فحاولت ألا يحدث هذا حاولت ذلك.
المعلق :
عادت كل الطائرات سالمة وكسر تشيرشل المخاطرة.
طيار :
كان قرارًا مثيرًا للفضول ويعكس تمامًا شخصية تشيرشل، كانت المخاطرة كبيرة ولو أسقطنا لثارت ضجة هائلة.
المعلق :
أذن تشيرشل أيضاً لطائرة سلاح الجو الملكي الأحدث الكامبيرا للذهاب في مهمة سرية يفصح عنها لأول مرة كانت جزءًا من عملية انجليزية أمريكية واسعة سميت روبين، كانت لدى الاستخبارات الأمريكية معلومات بأن السوفييت يختبرون صواريخ في الكابوستينيار شرقي ستالين جراد.
تطلبت المهمة التصوير نهاراً الكامبيرا صاحبة الرقم القياسي في الارتفاع آنذاك كانت الطائرة الوحيدة في العالم التي يؤمل أن تعود سالمة.
متحدث :
تولى سلاح الجو الأمريكي مشروعا سريا لم تعد فيه سوى طائرة واحدة، وفي عامي 53 و 54 قامت رحلة من جيبليشتاد في ألمانيا الغربية إلى كابوستينيار في الاتحاد السوفييتي.
طيار سوفييتي :
منذ عام 52 وبعد أن أنشئ الموقع بعام واحد علم الأمريكيون والإنجليز أو حلف شمال الأطلسي أننا كنا ننتج صواريخ ناجحة هناك لكن من أي نوع أهي صواريخ عابرة للقارات أم مضادة للطائرات؟ لم يعرفوا لذلك كانوا يقومون بحملات استطلاع طوال الوقت.
المعلق :
كانت الكامبرا طائرة العملية روبن تشكل تحديًا جديدًا للطيارين السوفييت.
طيار :
سألوني هل تراها فقلت: " نعم" فقالوا: " كن مستعدًا لقصفها" أسرعت واتجهت صعودًا نحو الطائرة حتى ارتفاع أربعة آلاف وخمسمائة قدم ثم إلى خمسة آلاف ثم إلى خمسة آلاف وخمسمائة قدم وكادت طائرتي تنهار، كانت الطائرة تحلق أعلى مني فقالوا: حاول ثانية فحاولت، فسألوني هل تستطيع الوصول إليها فقلت لهم: لا،، لا أستطيع.
متحدث :
كانت جهود مشروع روبين للعثور على كابوستينيار وتصويره في غاية الأهمية لحلفاء الغرب، كانت مهمة لا بأس بها ومن الواضح أنهم حافظوا على سريتها طوال تلك السنوات حتى اليوم لا نعرف من قاد الطائرة ولا أي طائرة استعملوا.
المعلق :
لم تنشر سجلات وزارة الدفاع المتعلقة بهذه العملية لكن برنامجنا عرف أنه من أجل تنفيذ عملية روبين زودت كامبرا wf 726 بكاميرا خاصة طولها مائة بوصة، فيما كانت رحلات الاختراق نادرة كانت سلاحا الجو الأمريكي والملكي يقومان بمهمات استخبارات إليكترونية متواصلة حول الحدود السوفييتية لمراقبة الرادار والاتصالات.
كانت الوحدة الخامسة والخمسون وحدة الاستخبارات الإليكترونية الأمريكية الأساسية وهي سرية استطلاع استراتيجية.
طيار :
كانت مهمتنا أن نجد الرادارات وأن نعرف ما هي مميزاتها وأن نحدد الترددات ومعدلات الدوران وكل ما يتعلق بها، نحضر هذه المعلومات ونرسلها إلى الاستخبارات حيث يقومون بتفحصها وضمها إلى المعلومات التي حصلوا عليها من مصادر أخرى.
ثم يسلمونها إلى المهندسين الذين يصنعون أجهزة التعطيل لحماية قاذفات القنابل.
المعلق :
كانت طائرات الاستخبار الإليكتروني تحلق حول الحدود السوفيتية يوميًا تقريبًا لا يعد العمل مخالفًا للقانون لكنه استفزازي وخطر بالتأكيد كانت طائرات كبيرة غالبا وبطيئة وغير مزودة بالأسلحة مما جعلها مغرية للميج المزودة حديثًا بالرادار.
طيار :
كانت طائرات الميج تصل في وضعية البحث كنا نسمع أصواتا كانت تصدر من جهة الذيل وهذا كان صوت رادارها خلال البحث، وعندما تصبح متراصفة خلفنا كنا نسمع الصوت.
المعلق :
لأن هذه الطائرات كانت هدفًا سهلاً للطائرات الميج كان نصيبها من إصابات الحرب الباردة هو الأوفر، خسرت الوحدة الخامسة والخمسون ثماني طائرات في ثماني سنوات كلها فوق الأراضي الدولية في خمسينيات القرن العشرين أسقط السوفييت أكثر من عشرين طائرة لحلف شمال الأطلسي وبقي مصير نحو مائة طيار أمريكي مجهولاً، ما كشفه يلسن عن أسرى الحرب الأمريكيين وسجناء المعسكرات السوفييتة فاجأ الرئيس بوش وأمر بأن تشكل لجنة مشتركة لدراسة التقارير، في مرحلة التعاون ما بعد الحرب الباردة أنشأت لجنة مشتركة أمريكية روسية للنظر في مصير الطيارين المفقودين.
الرئيس :
ندائي اليوم كرئيس للجنة المشتركة حول المصير المفقودين الأمريكيين موجه إلى كل شخص كي يتكلم علنًا.
المعلق :
في التاسع والعشرين من يوليو عام 53 أسقطت قرب فلابياستوك طائرة آر بي 50 من طائرات الاستخبار الإليكتروني كانت تتنصت عند مراكز الدفاع الحدودية فضاعت في المياه السوفييتية، كان ذلك بعد يوم من الهدنة الكورية نجا فقط مساعد الطيار جون روش والتقطته سفينة أمريكية أما أفراد الطاقم الستة عشر الآخرون فقضوا في تحليق تدريبي روتيني كما قيل لذويهم، ظهرت دلائل جديدة على ناجين محتملين آخرين في عام 53 كانت توجد بطارية قذائف مضادة للطائرات على هذه الجزيرة وشاهد فريقها عملية الإسقاط.
طيار :
لم تدم المعركة طويلاً لكنها كانت عنيفة جدًا، بدأت قاذفة القنابل لتصدر دخانًا وهي تتجه نحو بطارياتنا وحالما أخذت تشتعل بدأت المظلات تخرج منها كنا نحن نشاهد من الأرض وقد أحصينا سبعة أشخاص.
المعلق :
لدى الوجهة المشتركة معلومات إضافية تشير إلى احتمال إنقاذ السوفييت لطاقم آر بي 50 الأمريكية.
طيار :
رسميًا كل المعلومات تشير إلى وفاة الجميع في الوقت نفسه علمنا أنه كانت هناك مراكب تابعة لحرس الحدود، وكانت هناك مراكب للبحرية ومع الأسف لم نستطع الحصول على سجلات هذه المراكب وهذا لغز آخر، هناك دائمًا سجل على متن كل مركب لكن حتى الآن لم نستلم السجلات هذا أيضاً أثار بعض الشكوك رسميًا لم ينجُ أحد من الحادث.
المعلق :
تقف اللجنة ضد سرية الرسميين السوفييت العاملين البحرية والحربية والكي جي بي أحد المحققين السياسيين كان مركزه قرب فلاديفاسفوك في الحرب الكورية يقول: إنه يعرف لماذا لم تحصل اللجنة على السجلات.
فلاديفاسفوك :
أظن أنهم أخفقوا لأن الأشخاص المتورطين في المسألة مازالوا على قيد الحياة ولم يرغبوا أن ينشر ما جرى أو يضعوا طريقتهم في العمل أو النظام في تصرف العامة.
المعلق :
إذن ماذا حصل للمظليين الأمريكيين السبعة؟
فلاديفاسفوك :
عرفنا أن عناصر حرس الحدود أقلوهم مباشرة إلى الاستخبارات الروسية الكي جي بي، كان للاستخبارات رجال في كل مكان وقد سلموهم مباشرة، المشكلة أنهم لم يعتبروا أسرى حرب، بل صنفوا على أنهم جواسيس لهذا السبب لم يسمح لنا بأي اتصال بهؤلاء الأشخاص، أما القول: إنهم أخذوا أحياء على متن المراكب فلا يوجد أي شك في ذلك، يقال أيضاً: إنه وجد الكثير من الأمريكيين.
المعلق :
هل يمكن أن يكون فرانسيسكو تيخيدا أحد أفراد بعض العائلات الأمريكية التي تبحث عن أبنائها؟ لا يوجد جواب مؤكد لكن اللجنة ما تزال تحقق.
كانت القنابل النووية أفضل وأقوى وأكثر إن تحولت الحرب الباردة إلى حرب ساخنة فماذا ينتظر أميركا.
اقترح الرئيس أيزنهاور إنشاء لجنة لتعزيز سياسة الأجواء المفتوحة، خلال الجلسة جاء الجواب على لسان بولجان كان جوابًا معتدلاً عندما توقفنا وذهبنا لشرب الشاي اقترب خورتشوف من أيزنهاور وقال: "لا لا لا" أظنه أنه قالها بالإنجليزية أو قال: ميت بالروسية في جميع الأحوال أجاب أيزنهاور عندئذ نعرف من هو المسؤول في الوفد السوفيتي.
المعلق :
كان خورتشوف يدرك أنه لا يستطيع أن يكشف ما يعرفه.
فلاديفاسفوك :
رفضت فكرة الأجواء المفتوحة لأن خورتشوف كان يراوغ كان يتباهى علنًا أن الاتحاد السوفيتي يجاري الولايات المتحدة، لكن الواقع هو أننا كنا لا نستطيع المنافسة إلا بصعوبة.
المعلق :
كان خورتشوف يخاطر وفي محاولة دعائية أو ليهدد الآخرين، دعا في الرابع والعشرين من يونيو عام 56 قادة العالم العسكريين بمن فيهم الجنرال تواينينج من سلاح الجو الأمريكي إلى يوم استعراض السلاح الجوي الأحمر وكي لا يكون توايمنج فهم الرسالة حظي الضيوف الأجانب بعض الاستعراض بعينة من الضيافة الروسية، ما لم يكن يعرفه السوفييت هو أنه كانت لدى الأمريكيين طائرة جديدة اليوتو التي تحلق أعلى من الكامبرا وقامت بأولى رحلاتها فوق الاتحاد السوفيتي بعد الاستعراض بأسبوع وأظن أن توايمنج أراد تلقينهم درسًا.
لكن في الواقع لم يكن توايمنج ولم يكن تحليقًا عسكريًا الرئيس أيزنهاور كان قد أعطى مشروع اليوتو للاستخبارات الأمريكية التي تملك المال وكانت أخيرًا وكالة الاستخبارات المركزية، كانت رحلات اليوتو فوق الاتحاد السوفييتي سرية للغاية ومثلها كان إشراف بريطانيا بقوة في رحلات الاختراق العميقة.
ضابط بريطاني :
نحن البريطانيين حصلنا على هذه المعلومات من أميركا وكانت معلومات مهمة جدًا لكننا لم نشارك في المخاطرة السياسية، أظن أن المطلوب كان تعاونًا وثيقا بين الكتيبتين الإنجليزية والأمريكية وأن نشارك في بعض الرحلات.
المعلق :
كانت كل مهمة لليوتو فوق الاتحاد السوفييتي تدرس بعمق من حيث مسارها وخطرها وكسبها للمعلومات بحيث يوافق عليها إما الرئيس الأمريكي وإما رئيس الوزراء البريطاني زاد إخفاق السوفييت في إسقاط اليوتو من ثقة الأمريكيين.
فلاديفاسفوك :
من وقت إلى آخر كنا نسأل إن كان يوجد دليل على قدرة السوفييت على إسقاط الطائرة، وكان دائمًا يصلنا أنهم لم يطوروا هذه الإمكانية بعد.
المعلق :
في الأول من مايو من عام 1960 فقدت طائرة اليوتو كانت في أجواء الاتحاد السوفيتي وبعد خمسة أيام عرف العالم ما جرى للطائرة وطيارها جريهاورز.
متحدث :
لقد أسقط وبقي على قيد الحياة وأكثر من هذا بقيت الطائرة نظريًا قطعة واحدة لأنها مزودة بنظام تدوير يفترض أن يشغله الطيار بقدمه اليسرى قبل أن يغادر، ولكن هاورز لم يقذف بنفسه، بل خرج من الطائرة ولم يسمح له الوقت بتشغيل نظام التدمير.
المعلق :
خلال قمة باريس بعد أسبوعين استفاد خورتشوف من ارتباك أيزنهاور نطق بشتى الإهانات والتهديدات ووعد بإنزال أي طائرة أمريكية تعمل في التجسس وأعلن أن ما حدث هو رد على العدوان الأمريكي، وأفصح عن نهجه خطًا جديدًا له عواقب خطرة في هذه الحرب الباردة.
كان أيزنهاور قد أوقف رحلات اليوتو وهذا لا يعني أنه كان أصلاً من مؤيديها.
المعلق :
كم مرة حلقت فوق الاتحاد السوفيتي؟
طيار :
لست مستعدا للإجابة؟
المعلق :
كم مرة سمح أيزنهاور بتحليق اليوتو فوق الاتحاد السوفيتي؟
طيار :
لا أستطيع القول فهذا سر.
المعلق :
ثلاثون مرة ؟
طيار :
بل أقل.
المعلق :
طوال أربع سنوات.
طيار :
طوال أربع سنوات وهو أقل من ثلاثين.
المعلق :
وما يزال سرًا؟
طيار :
نعم لا يزال سرًا.
بعد حوالي خمسين عامًا لم تكن البلدان التي شاركت في طلعات اليوتو بقدر صراحة الروس.
متحدث :
كتابي نشر ولكنه لم يوزع حتى الآن.
المعلق :
لماذا؟
متحدث :
لم نحصل على إذن من بعض البلدان الأجنبية التي شاركت في البرنامج.
المعلق :
أتعني الحكومة البريطانية؟
متحدث :
صحيح.
إضافة إلى عملية اليوتو المشتركة التي كانت من مسؤولية الاستخبارات الأمريكية لا الجيش اطلعت بريطانيا بكل عملية اختراق في عمق أجواء الاتحاد السوفيتي أو كما اعتقد الرئيس أيزنهاور أنها كانت مسألة سياسية.
متحدث :
في أكثر من مناسبة قال الرئيس أيزنهاور إنه لن يرسل عناصر من القوات المسلحة في رحلات فوق الاتحاد السوفيتي لأن هذا يعد عملاً حربيًا.
المعلق :
بين عامي 54 و 57 استمرت الطائرات الأمريكية بالقيام بعمليات اختراق للأجواء السوفيتية.
متحدث :
أستغرب أولاً أنه حصل أمر كهذا، وثانيًا أنا لا أذكر ما حصل وأعتقد أنه كان يجب أن أعرف لأن هذا كان عملي، ينكر ضابط الارتباط في مكتب أيزنهاور.
المعلق :
في الثامن من شهر مايو عام 54 أقلعت ثلاث طائرات آر بي 47 من فيرفورد في بريطانيا واتجهت صوب النرويج إلى ميرماس عادت طائرات منها وتوغلت الثالثة جنوبًا في عمق الأجواء السوفيتية لتصور قواعد الطائرات، لكن البي 47 لم تبقَ وحدها طويلاً.
طيار :
كانت الطائرة المعادية الأولى تطير تقريبًا قرب ذيل طائرتنا وعرفنا أنها كانت مسلحة لأنني شاهدتها تحمل عتادًا صحت في مساعدي قلت له: ما الأمر؟ قال لي: المدافع لا تعمل، قلت: من الأفضل أن تنقل شيئًا في الخلف كي تعمل هذه الأجهزة وإلا سنموت.
طيار :
في لحظة ما أحصيت نحو عشر مقاتلات من طراز ميج 15 كانت تحاول أن تطلق النار علينا في الجو وفي تلك الفترة كانت البي 47 بسرعة الميج 15 تقريبًا لذا استطاعوا أن يظلوا بمحاذاتنا ولكن بعد أن تجاوزونا أول مرة كان عليهم أن يهبطوا قليلاً ويقوموا باستهدافنا ثانية، وبالفعل هبطوا من جديد.
المعلق :
الرحلة وفريقها فوق روسيا بقيا سرًا حتى على طاقم الكابتن أوستين العرضي.
أوستين :
أوقفنا الطائرة وتجمع حولها عدد من الأشخاص رفع رئيس الفريق رأسه مأخوذًا وقال: ماذا حصل لكما؟ لم نخبره بما جرى لكنه حتمًا عرف أنه لم يكن بالأمر السهل.
المعلق :
شعر الجنرال لومي بالإحباط أراد مكافأة فريقه على شجاعته إنما لم يكن في وسعه أن يعلم الرئيس الأمريكية.
متحدث :
قال: حاولت أن أحصل على نجوم فضية لرجالك لكن وثقت أنه كي أحصل عليها يجب أن يعرف الكونجرس وكل من في واشنطن لهذا أقدم لك هذه الأوسمة مكافأة على المهمة التي قمتم بها.
المعلق :
على بعد تسعمائة ميل من القطب الشمالي وعلى بعد خمس ساعات من الطيران عن قلب روسيا الصناعي نجد المهبط الأمريكي في تول.
في أبريل عام 56 ثلاث مهمات ضمت الواحدة تسع طائرات انطلقت من تولي في دريم لاند وكانت تملأ خزاناتها بالوقود فوق أراضي القطب الشمالي القاحلة، ثم تتابع لتخترق أجواء الاتحاد السوفيتي من جهة واسعة لم تكن العمليات بكاملها بدون إذن الرئيس الأمريكي فقط، بل كانت أيضاً مخالفة للقانون الدولي وفي إحدى الرحلات أخطأت طائرة هدفها بسبب كثافة الغيوم وكان عليها الاختيار بين إخفاق المهمة أو القيام بدورة خطرة وطويلة من ثلاثمائة وستين درجة.
طيار :
دخلنا وقطعنا ثلاثين ميلاً في ظلام دامس نظرت إلى اليسار حيث كان يوجد هدفنا على بعد خمسة عشر ميلاً، سألت أفراد الطاقم إن كانوا موافقين على القيام بدورة تبلغ ثلاثمائة وستين درجة فقالوا لي: إن الجنرال طلب منهم ألا يقوموا بها، فقلت لهم: إذا لم يصل إلى ذلك الهدف فعليه أن يرسل طائرة أخرى لنا لبلوغه، وعندما رجعنا إلى تولي قال الجنرال: " طلبنا منكم ألا تقوموا بذلك" فشرحت له سبب قيامنا بذلك، فقال لي: ما كان يجب أن تفعل ولكن أتمنى لو كانت لدي كتيبة مثلك فارتفعت معنوياتي.
المعلق :
في هذه الأثناء تواصلت طلعات الاستخبار الإليكتروني عند مراكز دفاع الحدود السوفيتية كانت استفزازية وسرية إنما قانونية طالما كانت تبقى خارج حدود الأراضي السوفيتية، لكن في الثاني من سبتمبر من عام 58 كانت طائر سي 130 أمريكية في مهمة استخبار إليكتروني فوق حدود الأراضي السوفيتية في أرمينيا، خلال ثلاثين سنة بقيت ملفات السي 130 وسجلات عن عملية إسقاط أخرى طي الكتمان في الأرشيف الوطني الأمريكي، لكن مؤخرًا اكتشف وجودها أقارب الضحايا ومحققو اللجنة المشتركة عبر تقارير ومخلفات وتشريح دقيق وتفاصيل ومن الأفراد السبعة عشر على متن السي 130 أعادت السلطات السوفيتية أربع جثث فقط.
طبيب :
وجد في الموقع مخطط تشريحي يعرض أجزاء جثة عثر عليها نرى هنا الحروق بالغة.
المعلق :
في الأرشيف وُجدت تقارير تتناول تصريحات بمشاهدة مظليين وأن الاستخبارت الروسية قد أسرت الناجين، وفي سبتمبر طار فريق جنائي من الجيش الأمريكي للبحث في موقع سقوط طائرة التجسس الأمريكية وأثناء البحث عُثر على عظام بشرية مما يدل على أن طاقم الطائرة الستة عشر قضوا هنا على هذه الهضبة الأرمينية
منقول
 
موضوع طويل وجميل بس ازاى كان قادة شمال الاطلسى بيعملو عمليات تجسس دون علم الولايات المتحدة
 
عودة
أعلى