روسيا ترفض الانسحاب الفوري من جورجيا

مارشــال

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
25 مايو 2008
المشاركات
24,408
التفاعل
41,277 35 0
الدولة
Egypt
اعلنت روسيا أن قواتها ستبقى في جورجيا طالما تطلب الامر ذلك مقاومة الدعوات الدولية الى الانسحاب الفوري من البلاد .

و أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقعته بلاده وجورجيا لا يحدد فترة زمنية لوجود قوات حفظ السلام الروسية في اوسيتيا الجنوبية ولا عددَ هذه القوات التي ستبقى كل الوقت اللازم في جورجيا.

وقال لافروف في تصريحات ادلى بها مساء أمس السبت " إن انسحاب القوات والوحدات العسكرية الروسية من جورجيا سيتوقف على اجراءات امنية اضافية تقوم بها قوات السلام الروسية".

وأضاف " ان الوثيقة الموقعة لاتحدد جدولا زمنيا لسحب هذه القوات كما ان الامر لا يتوقف على روسيا وحدها بل يتوقف ايضا عل الجانب الجورجي".

وكان الكرملين قد أعلن صباح اليوم ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وقع على اتفاق وقف اطلاق النار في جورجيا الذي تم التوصل اليه بوساطة اوروبية.

وقالت ناتاليا تيماكوفا الناطقة باسم الرئاسة الروسية إن "الرئيس ميدفيديف احاط المشاركين في اجتماع مجلس الامن علما بأنه قد وقع فعلا على الاتفاق سداسي البنود."

وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قد وقع بدوره على الاتفاق يوم امس بحضور وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.

الا ان نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال أناتولي نوجوفيتسين قال إن الحديث عن تحديد موعد لانسحاب القوات الروسية من جورجيا سابق لأوانه، ويجب أن يرتبط بمفاوضات تنفيذ المبادئ الستة الواردة في الاتفاق.

وتقول التقارير الاخبارية إن القوات الروسيه بشكل كامل تقريبا على الطريق السريع الرئيسي في جورجيا الذي يربط شواطئ البحر الاسود بالعاصمة تبليسي . ويقول مراسل هيئة الاذاعة البريطانية ان انتشار الجيش الروسي على طول الطريق ينتهي على بعد ثلاثين كيلومترا من العاصمة تبليسي . وقال احد الجنود الروس للبي بي سي انه يعتقد ان وجهة القوات الروسية النهائية ستكون العاصمة تبليسي الامر الذي ينفيه الكرملين بشكل قاطع . كما قال آخر انه يعتقد ان القوات ستبقى في البلاد لمدة تصل الى عام.

وتفيد التقارير أن القوات الروسية استولت على مدينة خاشورى ما يجعلها تسيطر على معظم المدن فى المنطقه الممتده من سواحل البحر الاسود حتى العاصمه تبليسى.

واكد مسؤولون جورجيون بقاء القوات الروسية في ميناء بوتي الجورجي الذي يحتوي على منشأة كبيرة لتصدير النفط.


_44929189_2.jpg

تعهد الرئيس الروسي بالالتزام بوقف النار


كما تتمركز قوات روسية كبيرة في بلدة سيناكي وكذلك في جوري الواقعة على مسافة 15 كيلومترا من الحدود مع اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي.

الا ان "الكساندر سبيكل" نائب مدير دائرة الشرق الادنى في وزارة الخارجية الروسية في لقاء مع بي بي سي اتهم السلطات الجورجية بالكذب.

في غضون ذلك، واصل الرئيس الامريكي جورج بوش حربه الكلامية على القيادة الروسية في حديث اذاعي، إذ قال إن التصرف الروسي في جورجيا غير مقبول بالمرة للأمم الحرة في العالم.

و كرر الرئيس الامريكى مطالبته بأن تحترم موسكو الاتفاق وتسحب قواتها من جورجيا واكد على ضرورة بقاء اوسيتيا الجنوبيه وابخازيا جزءا من جورجيا.

يذكر ان الازمة الراهنة اندلعت في السابع من الشهر الجاري، عندما شنت القوات الجورجية هجوما مباغتا على اوسيتيا الجنوبية الاقليم الجورجي الذي اعلن انفصاله عن تبليسي عام 1992.

وجاء الهجوم الجورجي بعد ايام من تبادل القصف العنيف بين القوات الجورجية من جهة و الميليشيات الانفصالية في اوسيتيا التي تدعمها موسكو من جهة اخرى.

وقد ردت روسيا على الهجوم الجورجي بارسال ارتالها المدرعة عبر الحدود الى اوسيتيا الجنوبية لرد الجورجيين على اعقابهم.

وقد ادت المعارك الى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين والى نزوح عشرات الآلاف من مساكنهم.

ويتضمن اتفاق وقف اطلاق النار الذي وافق عليه الجانبان تعهدا منهما بسحب قواتهما الى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع الازمة الاخيرة، وخطة لاطلاق مفاوضات دولية تتناول الوضع المستقبلي لاقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

الا ان ساكاشفيلي يصر على ان بلاده لن ترضى ابدا بانفصال اي اقليم من اقاليمها، ويتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب اثناء تصديها لهجوم قواته الخائب على اوسيتيا.


_44929188__203bodpic.jpg

يتهم الرئيس الجورجي روسيا بارتكاب فظائع


وقال الرئيس الجورجي: "جلب الجيش الروسي بمعيته اعدادا كبيرة من الجنود غير النظاميين والمرتزقة الذين ارتكبوا الفظائع وهم مخمورون."

وانتقد ساكاشفيلي الغرب لرفضه طلب جورجيا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي قائلا إن ذلك كان سيمنع اندلاع القتال اصلا.

الا ان الرئيس ميدفيديف قال إنه من غير المرجح ان يرضى الشعبان الاوسيتي والابخازي بالعودة الى كنف جورجيا بعد الاحداث الاخيرة.

في غضون ذلك قال دبلوماسيون إنه من المتوقع ان يصوت مجلس الامن التابع للامم المتحدة اليوم او غدا الاحد على مشروع قرار يمنح اتفاق وقف اطلاق النار صفة رسمية.

وقال مسؤولون في المنظمة الدولية إن الامين العام بان كي مون سيجتمع لاحقا في نيويورك بممثل روسيا الدائم بالامم المتحدة لأنه لم يتمكن من التحدث الى الرئيس الروسي الى الآن.
"أمل"

واجري الرئيس بوش اجتماعا بالفيديو مع عدد من كبار مسؤوليه بمن فيهم رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس يناقش فيه معهم الازمة الجورجية.

وقال الرئيس الامريكي بعد الاجتماع إن ثمة تقدم قد احرز في حلحلة الازمة في جورجيا، الا انه يتعين على روسيا سحب قواتها من الاراضي الجورجية.

وقال إن توقيع الروس والجورجيين على اتفاق وقف اطلاق النار خطوة تنعش الآمال، ولكنه اضاف ان "على روسيا الآن احترام بنود الاتفاق بسحب قواتها من جورجيا ووقف عملياتها العسكرية."

وفيما يخص مستقبل اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا قال الرئيس الامريكي: "إن الاقليمين يشكلان جزءا لا يتجزأ من جورجيا، وقد اكد المجتمع الدولي على ذلك مرارا على انهما سيبقيان كذلك."

وكان الرئيس بوش، الذي يقضي عطلة في مزرعته بولاية تكساس، قد وصف في الكلمة التي يوجهها اسبوعيا عبر الراديو الى الشعب الامريكي، تصرف روسيا في جورجيا بأنه "غير مقبول بالمرة بالنسبة للأمم الحرة في العالم."

وقال الرئيس الامريكي: "لقد نظر العالم بهلع الى روسيا وهي تغزو دولة جارة وتهدد بالاطاحة بحكومة ديمقراطية انتخبها شعبها."

ومضى بوش الى القول: "على روسيا العمل جديا على حل هذه الازمة اذا ارادت ترميم علاقاتها مع الولايات المتحدة واوروبا والامم الاخرى واذا ارادت استرداد مكانتها في العالم."

وقال بوش إنه ينوي ايفاد وزيرة الخارجية رايس الى بروكسل في الاسبوع المقبل للتشاور مع قادة الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي حول السبل الانجع للتعامل مع روسيا.

الا ان الرئيس الامريكي لم يتطرق الى التعليقات التي ادلى بها نائب رئيس الاركان الروسي يوم امس الجمعة، والتي قال فيها ان لدى موسكو المبررات الكافية لشن هجوم نووي على بولندا اذا نفذت الاخيرة الاتفاق الذي وقعت عليه مع الولايات المتحدة والقاضي بنشر منظومة امريكية مضادة للصواريخ في اراضيها.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند إن ما وصفه بالـ "عدوان" الروسي على جورجيا والتهديدات التي اطلقتها روسيا ضد بولندا غير مقبولة.

لكن الوزير البريطاني رحب بتوقيع روسيا على اتفاق وقف اطلاق النار، الا انه قال "إن الاولوية الآن يجب ان تكون لضمان التنفيذ الفوري للتعهدات التي يتضمنها الاتفاق."

 
عودة
أعلى