فرنسا الاستعمارية سرقت 50 مليون جنيه إسترليني ذهبا من خزينة الدولة الجزائرية و إبادة 2,3 مليون جزائري بين عام 1830 وعام 1861 مليونين جزائري في محتشدات الاستعمار
ارتكبت فرنسا على مدار سنوات احتلالها للجزائر الكثير من الجرائم ضدّ الجزائريين، حيث ظلّ هذا الملف في عداد المسكوت عنه، إلى غاية تسريب وثائق تاريخية كشفت كثير من فظائع هدا الاْحتلال ،منها استحوذ الفرنسيون على أموال ضخمة من خزينة الجزائر، في هدا الشأن تقول وثائقهم بأن الخزينة التي كانت تقع في القصب كانت تحتوي على حوالي 2.400.000 جنيه استرليني ذهبا، ولكن حسب ما ذكره المؤرخين فأن الداي علي خوجة قد استعمل سنة 1817، 50 بغلا لمدة خمسة عشر ليلة لنقل محتوى الخزانة عندما نقل مقر الحكومة إلى القصبة والتى كانت تحتوى على على أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني . وقد ابتكرت فرنسا الاستعمارية وسائل جديدة لقهر الجزائريين، فقامت بجمعهم في محتشدات الأسلاك الشائكة، و تركتهم في الصحراء يعانون الموت البطيء في العراء، كما شكلت فرقة خاصة مهمتها اغتصاب النساء وقتل الأطفال؛ لإرهاب أي قرية يشتبه في تمردها ضد فرنسا .
بين عامي1830 و1861 قامت قوات الاحتلال الفرنسي بابادة 2.267.000 جزائري حيث كان عدد سكان الجزائر قبل عام 1830 يقدر ب9 ملايين نسمة،هده الإبادة كانت نتيجة المقاومة الشعبية التي خاضها الجزائريون ،فمنذ أن احتلت فرنسا الجزائر لم تمر سنة واحدة من دون مقاومة شعبية الى غايةعام 1919 . في المقابل فقد تضاعف عدد المغتصبين من الفرنسيين و أجناس أخرى من الأوروبيين ثماني مرات حيث وصل عدد المستوطنين الأوروبيين سنة 1847 الى 109000 نسمة ارتفع هدا العدد إلى 829000 نسمة سنة 1921 . كما عملت فرنسا على توطين الفرنسيين في الأراضي الجزائرية ليكونوا عيونًا لها في الأراضي المحتلة، فأعطتهم أفضل الأراضي وأكثرها خصوبة؛ ليشعروا بأهمية ما قُدِّم لهم فيكونوا مخلصين لحكومتهم.
وقد تزامنت هده الهجرة مع الإبادة المبرمجة عن طريق التجهيز و التفقير و حشد السكان في الأراضي القاحلة و الصحاري و سفوح الجبال و المساعدة على نشر الأوبئة بين السكان مثل الطاعون و الكوليرا و التيفوييد ، و نفي الآلاف منهم إلى المستعمرات الفرنسية ككاليدونيا لجديدة و غيرها . وقد جاء في تقرير رسمي رفعته لجنة التحقيق الفرنسية إلى الملك شارل العاشر سنة 1833م، ما نصه: "كيف يجوز لنا أن نشكو من مقاومة الجزائريين للاحتلال، في وقتٍ قامت فيه فرنسا بتهديم المساجد، وإلغاء القضاء الشرعي، والاستيلاء على أموال الأوقاف، وتعيين الإمام والمفتي الموالين للإدارة الفرنسية؟! لقد أهدرت السلطات الفرنسية حقوق الشعب، وداست مقدساته، وسلبت حرياته، واعتدت على الملكية الفردية، ودنَّس جنودها المساجد، ونبشوا القبور، وأعدموا شيوخًا من الصالحين؛ لأنهم تجرءوا على الشفاعة لمواطنيهم! " .
بعد إنطاق الثورة التحريرية أعلنت فرنسا الاستعمارية للرأي العام على أن 2.080.000 جزائري يعيشون في المحتشدات و هو الرقم يمثل ربع مجموع سكان الجزائر أنذلك ،حيث ادعت أن سياسة ترحيل الجماهير الريفية قدبدأت سنة 1957 م و تم توسيعها سنة 1959 م ، و في الواقع أن تنفيذ هذه السياسة بدأ مع انطلاقة الشرارة الأولى لثورة أول نوفمبر ، فحسب قيادة الأركان جيش الاستعمار الفرنسي فقد وصل في سبتمبر 1958 عددالجزائريين المرحلين بالقوة و المجمعون في المحتشدات إلى 535.000 جزائري ، ،و حسب إدارة العملات الفرنسية فقد و صل عدد المرحلون إلى 740.000 في أكتوبر عام 1958 ، و أكثر من مليون محتشد في افريل 1959 م حسب دولوفريه ، و مليون و 600.000 في ديسمبر 1960 حسب موران .
و قد وضع المعتقلون الجزائريون في 3425 مركز منها 1200 سماها المستعمرون بقرى جديدة ، أما البقية أي (2225 ) فقد اعترف الناطق باسم ادارة الاستعمار الفرنسي بأنها غير صالحة للسكن ، حيث أدخل جيش الاحتلال المحتشدات هي في الواقع مراكز عسكرية فرنسية ، ضمن إستراتيجية لتصفية الثورة، حيث أقيم مركز عسكري في كل موقع استراتيجي و في كل ربوة و قرب كل موقع هام يراد حمايته ، و عمد الفرنسيون لحماية هده المراكز من هجمات المجاهدين الجزائريين إلى جلب الأسر الجزائرية من قراها و أريافها و إسكانها بالقوة في المراكز العسكرية لتشكل حزاما واقيا لها.
جنرالات فرنسا الاستعمارية يفتخرون بجرائم إبادة الجزائريين
ارتكبت قوات الاستيطان الفرنسي العديد من الجرائم ضد المدنيين الجزائرين ، والتي سماها المؤرخون بالرازيا حيث يروي العقيد مونتانياك«أخبرني بعض الجنود أن ضباطهم يلحون عليهم ألا يتركوا أحدا حيا بين العرب ، كل العسكريين الذين تشرفت بقيادتهم يخافون إذا أحضروا عربيا حيا أن يجلدوا» ، النائب البرلماني طوكوفيل يقول في نفس السياق «إننا نقوم بحرب أكثر بربرية من العرب أنفسهم.. لم يستطع الفرنسيون هزم العرب حربيا فهزموهم بالتدمير والجوع» وهنا يقول مونتانياك: «لقد محا الجنرال لاموريسيير من الوجود خمسة وعشرين قرية في خرجة واحدة، إنه عمل أكثر انعداما للإنسانية» جريمة اخرى حدثت بمدينة معسكريوم19 ديسمبر 1841 يقول عنها مونتاتياك «..فبمجرد أن حدد موقع القبيلة انطلق سائر الجنود نحوه ووصلنا الخيام التي صحا سكانها على اقتراب الجنود فخرجوا هاربين نساء وأطفالا ورجالا مع قطعان ماشيتهم في سائر الاتجاهات، هذا جندي يقتل نعجة، بعض الجنود يدخلون الخيام ويخرجون منها حاملين زرابي على أكتافهم، بعضهم يحمل دجاجة، تضرم النار في كل شيء، يلاحق الناس والحيوانات وسط صراخ وغثاء وخوار، إنها ضجة تصم الآذان »
الرازيا كما يسميها الفرنسيون لا تهدف إلى معاقبة المخطئين وإنما صارت مصدرا لتموين الجيش ، كان كل ما ينهب يباع ويوزع ثمنه على الضباط والجنود، ربع الغنائم للضباط والنصف للجنود في هذا الشأن يقول دوكرو «ما نهب في رازيا واحدة حمولة 2000 بغل» ، نفس الشيء يقول عنه النقيب لافاي «كان الضباط يخيرون الفلاحين بين أن يقدموا لهم الأكل أو الإبادة، كنا نخيم قرب القرية، يعطيهم الجنرال مهلة لإعداد الطعام أو الموت، كنا نوجه سلاحنا نحو القرية وننتظر، ثم نراهم يتوجهون لنا ببيضهم الطازج، وخرافهم السمينة، ودجاجاتهم الجميلة، وبعسلهم الحلو جدا للمذاق » .
ويعلق شارل أندري جوليان عن هده الجرائم البشعة فيقول «وتنتشر الرازيا فتصير أسلوبا للتدمير المنظم والمنهجي الذي لم يسلم منه لا الأشخاص ولا الأشياء ، إن جنرالات جيش إفريقيا لا يحرقون البلاد خفية ،إنهم يستعملون ذلك ويعتبرونه مجدا لهم سواء أكانوا ملكيين أم جمهوريين أو بونابارتيين» في هدا الأمر يقول مونتانياك «إن الجنرال لاموريسيير يهاجم العرب ويأخذ منهم كل شيء ، نساء وأطفالا ومواش. يخطف النساء، يحتفظ يبعضهن رهائن والبعض الآخر يستبدلهن بالخيول، والباقي تباع في المزاد كالحيوانات، أما الجميلات منهن فنصيب للضباط "
ويروي الضابط المراسل تارنو «إن بلاد بني مناصر رائعة، لقد أحرقنا كل شيء، ودمرنا كل شيء..آه من الحرب كم من نساء وأطفال هربوا منا إلى ثلوج الأطلس ماتوا بالبرد والجوع إننا ندمر، نحرق، ننهب، نخرب البيوت، ونحرق الشجر المثمر ...أنا على رأس جيش أحرق الدواوير والأكواخ ونفرغ المطامير من الحبوب، ونرسل لمراكزنا في مليانة القمح والشعير » ، ويروي الجنرال لاموريسيير في يوم 28 فبراير 1843 «...في الغد انحدرت إلى حميدة، كنت أحرق كل شيء في طريقي. لقد دمرت هذه القرية الجميلة.. أكداس من الجثث لاصقة الجثة مع الأخرى مات أصحابها مجمدين بالليل.. إنه شعب بني مناصر، إنهم هم الذين أحرقت قراهم وسقتهم أمامي » و يقول مونتانياك مرة أخرى «النساء ولأطفال اللاجئون إلى أعشاب كثيفة يسلمون أنفسهم لنا، نقتل، نذبح، صراخ الضحايا واللاقطين لأنفاسهم الأخيرة يختلط بأصوات الحيوانات التي ترغي وتخور كل هذا آت من سائر الاتجاهات، إنه الجحيم بعينه وسط أكداس من الثلج ..إن كل ذلك في هذه العمليات التي قمنا بها خلال أربعة أشهر تثير الشفقة حتى في الصخور إذا كان عندنا وقت للشفقة، وكنا نتعامل معها بلا مبالاة جافة تثير الرجفة في الأبدان... 31 مارس 1842 ".
الجنرال شانغارنييه يفتخر بجريمة اخرى فيقول «إن هذا يتم تحت القيادة المباشرة لبوجو الذي راح جنوده يذبحون اثنتي عشرة امرأة عجوزا بلا دفاع.." ، في ذات السياق قال الجنرال كانروبير ِ «ينفذ جنودنا هذا التدمير بحماس، إن التأثير الكارثي لهذا العمل البربري والتخريب العميق للأخلاق الذي يبث في قلوب جنودنا وهم يذبحون ويغتصبون وينهب كل واحد منهم لصالحه الشخصي »، النقيب لافاي اعترف هو الأخر بقوله «لقد أحرقنا قرى لقبيلة بني سنوس ، لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجائز والنساء والأطفال. إن أكثر الأعمال وحشية هو أن النساء يقتلن بعد أن يغتصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئا يدافعون به عن أنفسهم .»
الجرائم الشنيعة كثيرة لا تعد ولا تحصى ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، مسلسل الجرائم الفرنسية كان أبطاله امثال العقيد بيليسي الذي أصدر أوامر لجنوده بإضرام النار في مغارة التجأ إليها أفراد من الشعب الجزائري هروبا من جحيم الاستعمار وفي ظروف مأساوية قل نظيرها، اختنق هؤلاء في المغارة وماتوا جميعا و الجنرال بيجو ، الذي منذ أن حلّ بالجزائر سنة1841، تبنى سياسة الحرب الشاملة ضد الشعب الجزائري، معتمدا على إستراتيجية أساسية و هي حرب الإبادة، التى كانت في نظره كفيلة بالقضاء على مقاومة الشعب الجزائري وإضعاف قدراته القتالية والنضالية. الجنرال سانت أرنو ، وهو أحد معاوني الجنرال بيجو قال في مذكراته «لقد كانت حملتنا في الجزائر حملة تدميرية أكثر منها عملاً عسكريا، ونحن اليوم وسط جبال مليانة لا نطلق إلا قليلا من الرصاص، وإنما نمضي وقتنا في حرق جميع القرى والأكواخ، وإن العدو يفر أمامنا سائقا أمامه قطعان غنمه»
في نفس السياق قال جيرار وزير الحرب الفرنسي إنه «لا بد من إبادة جميع السكان العرب، إن المجازر والحرائق وتخريب الفلاحة هي في تقديري الوسائل الوحيدة لتركيز هيمنتنا» ، وأما الجنرال بيجو ، فقال أمام البرلمان الفرنسي «أينما وُجدت المياه الصالحة والأرض الخصبة، يجب إقامة المعمرين بدون استفسار من أصحاب الأراضي هذه». وقد أكد المؤرخ فرنسي جاك جوركي على خلاف جميع المؤرخين الفرنسيين أن «الفرنسيين قتلوا منذ الاحتلال مرورا بالثورات والانتفاضات التي قام بها الوطنيون الجزائريون إلى غاية الاستقلال عشرة ملايين شهيد ّ.
اعترافات هؤلاء المجرمين تؤكد ان الشعب الجزائري عاش وسط حرب ابادة جماعية منظمة تبنتها فرنسا مند عام 1830 والى غاية عام 1962 ،حرب خلفت كداك نحو 5 ملايين من الجرحى والمعطوبين .
مشاة الموت و الطوابير الجهنمية وراء إبادة الجزائريين
فرنسا تبنت سياسة إبادة الهنود الحمر في الجزائر
أذان الجزائريين تقطعمقابل 10 فرك فرنسي
اعتمد الجيش الفرنسي و قادته إستراتجية الحرب الشاملة في تعاملهم مع الشعب الجزائري ، بهدفالإسراع في القضاء على مقاومة المستميتة التي أظهرتها مختلف فئات الشعب،و قد ازداد إصرار القادة الفرنسيون و تجذر في الوجدان الفرنسي مدني كان أو عسكري ،على انتهاج كل أنواع القهر و الإبادة و التدمير دون مراعاة أي وازع إنساني أو ديني أو حتى حضاري ، حتى أضحت يوميات و تقارير الفرنسيين لا تخلو دون سرد المذابح و الجرائم الفظيعة و الافتخار بها.
كما بقيت معالم الحرب الشاملة التي خاضتها الإدارة الاستعمارية الفرنسية ضد الشعب الجزائري ماثلة بكل أوجهها، من إبادة للجنس البشري و طمس معالم المجتمع الجزائري العربية و الإسلامية ،و هدم مؤسساته الدينية و الثقافية، و شن الحملات العسكرية دون هوادة ضد القبائل الرافضة للاستيطان، و ما ترتب عنها من أعمال تعسفية كالنفي و الإبعاد و التهجير و الحبس .و قد كان قادة و حكام فرنسا من عسكريين و مدنيين الذين تولوا تسيير شؤون الجزائر الأداة الفاعلة في تنفيذ هذه السياسة الوحشية ، مكرسين كل طاقتهم من أجل تثبيت الاحتلال و ترسخ دعائمه .حيث يعترف أحد القادة العسكريين الفرنسيين في واحد من تقاريره، قائلا "أننا دمرنا تدميرا كاملا جميع القرى و الأشجار و الحقول و الخسائر التي ألحقها فرقتنا بأولئك السكان لا تقدر ،إذا تساءل البعض ، هل كان عملنا خيرا أو شرا ؟ فإني أجيبهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإخضاع السكان و حملهم على الرحيل..." وقد فسر الجنرال بيجو عدم احترام الجيش الفرنسي للقواعد الإنسانية في تعامله مع الجزائريين إلى أناحترام هذه القواعد يؤخر عملية احتلال الجزائر ،وهواعتراف صريح على ممارسة الجيش الفرنسي لأسلوب الإبادة و التدمير و النهب و التهجير تجاه الجزائريين .
أن العقلية العسكرية للجيش الفرنسي قد غلبت عليها النزعة العدوانية الوحشية، إلى درجة أن القائد السفاح مونتانيكأطلقها على جنوده صفةشبه الرسمية،و هي مشاة الموت كما انكبار الضباط و المؤرخين كانوا يطلقون على طوابير التخريب التي سلطها بيجو على الجزائر، تسمية شبه رسمية وهي الطوابير الجهنمية .
التي افخر بجرائمها سانت أرنو في رسائله ، بأنه محا من الوجود عدة قرى ، و أقام في طريقه جبالا من جثث القتلى، و لما لام البرلمان الفرنسي الجنرال بيجو ، عن الجرائم التي مارسها ضباطه و جنوده على الجزائر ، رد على وزير حربيته قائلا " و أنا أرى بأن مراعاة القواعد الإنسانية تجعل الحرب في إفريقيا تمتد إلى ما لا نهاية " .
كانت البداية بمذبحة البليدة على عهد الجنرال كلوزيل ، ثم مذبحة العوفية فيعهد الدوق دي ريفيقو ، التي كشفت طبيعة الإبادة الجماعية ، كأسلوب لسياسة فرنسا في الجزائر،و تلتها مذابح كان أشهرها مذبحة غار الفراشيش على يد العقيد بليسييه ، ناهيك عما اقترفه المجرم كافينياك في حق قبائل الشلف ،الذيطبق طريقة تشبه الإعدام عن طريق الاختناق ، فكانت مجزرة قبائل السبيعة ، ولم تنحصر عملية إبادة العنصر البشري على منطقة محددة في الجزائر ، بل أصبحت هواية كل قائد عسكري فرنسي ، أو كلت لهمهمة بسط نفوذ فرنسا و رسالتها الحضاريةحسب ادعىتهم .
إن أساليب الاستعمار الفرنسي الوحشية التي كان يمارسها على الجزائريين لم تتغير ولم تنقص مثقال ذرة،طيلة سنوات الاحتلال حتى أصبح يشك في وجود شيء اسمه الإنسانية. فقد سجل التاريخ صفحات مخزية من انحطاط خلقي وأدبي وإنساني كتبت بأقلام قادة وجلادى الاستعمار الفرنسي من ذلك ما ورد في اعتراف الجنرال "روفيقو" يوم 16/04/1832 بعد عودته من هجوم على بعض القرى التي باغت جنوده سكانها وهم في عز النوم حيث قال "كان جنودنا ممتطين ظهور الخيل يحملون الرؤوس البشرية على نصل سيوفهم، أما حيواناتهم فقد بيعت إلى القنصلية الدانمركية، وأما أجزاء الأجسام والملطخة بالدماء فقدأقيم منها معرض في باب عزون، وكان الناس يتفرجون على حلى النساء الثابتة في سواعدهن المقطوعة وآنذاك المبتورة،في هدا الشانجاء في تقرير لجنة التحقيق البرلمانية لشهر نوفمبر 1833 " لقد استحوذنا على الأوقاف الدينية ونهبنا الممتلكات التي وعدنا باحترامها كما وضعنا أيدينا على الممتلكات الخاصة، من غير أن نعطي لأصحابها أي تعويض، بل لقد ذهبنا إلى أبعد من ذلك في بعض الأحيان فأجبرنا أصحاب الأملاك التي استحوذنا عليها بأن يدفعوا ثمن تهديم ديارهم، بل وحتى ثمن تهديم المساجد. لقد اعتدينا على حرمات المساجد والمقابر والمنازل والأماكن المقدسة عند المسلمين ، لقد قتلنا رجالا يحملون رخص المرور التي أعطيناها لهم ، كما أننا ذبحنا كثيرا من الجزائريين تشبه عارضة، لقد أبدنا قبائل بأكملها تبين بعد أنها بريئة ، لقد حاكمنا رجالا يقدسهم السكان الجزائريون لا لشيء إلا لأنهم تجرءوا على التعرض لبغضنا ،وقد وجدنا القضاة الذين حكموا عليهم، والرجال المتدينين الذين نفذوا عليهم أحكام الإعدام ، لقد كنا أكثروحشية من السكان الذين جئنا لتمدينم ".
خلال عام 1842كتب الجنرال مونياك تحت عنوان رسائل جندى يصف فيها بعض الجرائم التي كان يقترفها الجنود الفرنسيون، فقال " لقد قطعترأسه ويده اليسرى ثم وضعت الرأس في طرف الرمح وعلقت اليد في البندقية وسرت بها إلى معسكر، وهناك تكلف أحد الجنود بحملها إلى الجنرال "باراني ديلى" الذي كان يعسكر قريبا منا فأحدث ذلك في نفسه أعظم السرور."
وكتب ضابط يدعى "بان" واصفا مذبحة اقرفت ضد ابناء الجزائر "أنها مذبحة فظيعة اختلطت فيها الجثث بالحجارة والحيوانات وبيوت الشعر والتراب، وقد تبين من تقرير دقيق قمنا به بعد الانتهاء من العملية أننا قتلنا 2300 شخصا بين النسوة والأطفال، وكان جنودنا يهجمون على المنازل ويذبحون فيها كل مخلوق يعثرون عليه أمامهم . "
الجزائريون اعتبروا من الجنس المنحط حسب جول فيرى الدي قال " ان المعمرين يعتبرون الأهالي من جنس بشري منحط ،لا يصلح إلا للاعتقال والأعمال الشاقة بدون مقابل، ولا يستحقون إلا القهر والإذلال" لقدارتكبت فرنسامئات المجازرالجماعية،من تقتيل الفردي والعشوائي،حيث استعانت بعدة وسائل وقوانين عقابية تتعارض مع القوانين الدولية وحتى الفرنسية، أطلقت عليها اسم القوانين الخاصة ،كما أطلق احد الجنرالات الفرنسيين المسمى " Bugeaud" سياسة الأرض المحروقة وحرب الإبادةعلى مشروع همجي لإنهاء الوجود الجزائري بكل الطرق .
إلى جانب عمليات الاستيطان واغتصاب الأراضي الصالحة للزراعة شنت قوات الاستعمار الفرنسي حرب إبادة منظمة بتوجيه من قادة الجيش،وهو ما يعترف به احدالفرنسيين المشاركين في إحدى عمليات الإبادة "...أن مسالة العرب قبرت نهائيا، ولم يبقى لهم سوى الموت أو الهجرة أو قبول الخدمة عند أسيادهم، هل يستيقظون قبل أن تطلق عليهم رصاصة الرحمة؛؟ أتمنى ذلك..." ،احد القادة الفرنسيين يعترف كذلك "... وقد تتخذ الإجراءات الصارمة للإطاحة بالقبيلة المنوي تدميرها بقوات كبيرة، بحيث يكون الهرب مستحيلا لأي مخلوق، والسكان الآمنون لايدركون الخطر المحدق بهم، إلا عندما يسمعون قرع الطبول التي تضرب نغمة مؤذية للسمع وبعد ذلك تحدث المفاجأة، التي لايوجد لها مثيلا إلا فيما نعرفه من قصص إبادة الهنود الحمر."
و يعترف الكونت ديريسون هو الأخر في كتابه" مطاردة الإنسان" فيقول " إننا والحق يقال أتينا ببرميل مملوءأذانا غممناها أزواجا من الأسرى..." ، حيث يؤكد ديريسون أنه في أيام الاحتلال بلاد القبائل سنة 1857 كان قادة الاحتلال الفرنسي يشجعون الجنود ويعطوهم عشر فرنكات عن كل زوج من أذان الأهالي التي يحضرونها ...! ويضيف ديريسون في اعترافاته " ...اقترفنا جرائم يذوب لوحشيتها الصخر، وكثيرا ما حكمنا بالإعدام... ونفذنا ذلك رميا بالرصاص" ،في نفس الاطاريقول العقيد فوري " انطلقت من مليانة سبعة طوابير بهدفالتخريب، واختطاف اكبر عدد ممكن من قطعان الغنم، وعلى الأخص النساءوالأطفال، لان الوالي العام ( الجنرال بيجو) كان يريد إرسالهم إلى فرنسا، أن يلقي الفزع في قلوب السكان، واختطفنا في هذه الحملة ما يزيد على ثلاثة ألاف من رؤوس الغنم، وأشعلنا النار في مايزيد على عشرة من القرى الكبرى وقطنا واحرقنا أكثر من عشرة ألاف من أشجار الزيتون التين وغيرها.. "
ويتحدث الرائد " ويستي " عن إحدى حملاته فيقول هو كدلك " إن الدواوير التي أحرقت والمحاصيل الزراعية التي أتلفت، لا تكاد تصدق، فلم يكن يرى من الجانبين من الطابور سوى النيران." ويقولديفوفي مذكراتهعن قرية بني راشد " بعد العشاء كانت جميع المنازل قد التهبت بالحطب الذي بنيت به، وكانت السنة اللهب تتصاعد، فكمكانت هذه العملية جريئة من طرف جيوشنا، فرغم الجرائم لا أنسى قساوة حياةهؤلاء المساكين في فصل الخريف القريب، كم امرأة وطفل هلكوا .."
لم تكن عمليات الإبادة والتخريب قاصرة على المناطق الشمالية، بل امتدت إلى المناطق الجنوبية والى واحات الصحراء، مثل ما حدث في واحة الزعاطشة سنة 1849التى قال فيها العقيد " بان " يكرر نفس المشهد في مدينة الاغواط سنة1852 " لقد كانت مذبحة شنيعة حقا، كانت المساكن والخيام التي في ساحة المدينة والشوارع والأزقة، والميادين، كانت كلها تغص بالجثث ، إن الإحصائيات التي أقيمت بعد الاستيلاء على المدينة وحسب معلومات استقيناها من مصادر موثوقة، أكدت أن عدد القتلى من النساء والأطفال 2300
قتيل، أما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر لسبب بسيط ،هو أن جنودنا كانوا يهجمون على المنازل ويقتلون كل من وجدوه بلا شفقة ولا رحمة.".
لقد تعددت جرائم الإبادة في مرحلةالممتدة بين عام 1830 الى عام 1870،بهدف خنق المقاومة التى كان يخوضها الشعب الجزائري ضد الوجود الاحتلال الفرنسي لبلادهم ، كإبادة سكان البليدةيوم 26نوفمبر 1830 التى وقعت على اثر الهجوم نظمه المقاومون ضد الحامية الفرنسية بالمدينة، وبعد انسحاب المقاومون قامت القوات الفرنسية بالانتقام من السكان العزل،حيث أقدم الضابط ترو ليرعلى إصدارأمر إلى وحداته العسكرية بمحاصرة بلدة البليدة وتقتيل جميع سكانها البالغ عددهم قرابة الألفين مواطن، وفي بضع ساعات تحولت المدينة إلى مقبرة حقيقية امتزج التراب بالدم حتى أصبح لون الأرض احمرا لشدة
القتل الذي لم يرحم لا طفلا ولا شيخا و لا عجوزا ولا امرأة،قبيلة العوفية بوادي الحراش تعرضت هي الاخرى يوم 05 افريل 1832الى عملية ابادة ومصادرة ممتلكاتها بسبب اعتقاد القوات الفرنسية ان هده القبيلة قامت بسب مبعوثي فرحات بن السعيد احد عملاء فرنسا بمنطقة الزيبان، بالرغم من أن التحقيق قد أوضح انه ليس لقبيلة العوفية أي مسؤولية في ذلك ، حيثأقدم الجنرال دوروفيقوالذي يعرف بسياسة العنصرية اتجاه الجزائريين، بإعطاء أمر بمحاصرة قبيلة العوفية المتمركزة في المنطقة الجنوبية من وادي الحراش، وبعدإلقاء القبض على شيخها "الربيعية" وإعدامه دون محاكمة ،قتل جميعأفرادها في مذبحة رهيبة والناس نيام، وعند عودتهم من هذا العمل المخجل حمل الجنون الفرنسيين القتلى على أسنة رماحهم . وبيعت كل أرزاقهم لقنصل الدانمرك، وباقي الغنيمة عرضت في سوق باب عزون، وكان يظهر في هذا المنظر الفظيع أساور النساء في معاصم مبتورة، وأقراط أذان لاصقة و أشلاء اللحم متدلية منها، ثم وزع ثمن هذا البيع على ذابحي أصحابها، وفي مساء ذلك اليوم أمرت السلطات السكان بإضاءة محلاتهم احتفالا بذلك.
لعنة أرواح افراد قبيلة العوفيةالتي زهقت باطلا، ظلت تراود الدوق روفيقو في نومه ويقضته حتى أصيب بهستيريا رهيبة، فقد على إثرها عقله وجن.
إبادة قبيلة بني صبيح خلال عام 1844 هي الاخرى يعترف بشأنهاالجنرال كافينياك فيقول " لقد تولى الأجناد "الجنود" جمع كميات كبيرة من الحطب، ثم كدسوها عند مدخل المغارة التي حملنا قبيلة بني صبيح على اللجوء إليها بكل ما تملك من متاع وحيوانات، وفي المساء أضرمت النار وأخذت جميع الاحتياطات حتى لا يتمكن أيا كان من الخروج حيا .."أما الناجون من فرن كافينياك الذين كانوا خارج أراضي القبيلة، فقد تولىالعقيد كانروبارجمعهم بعد حوالي عام من حرق أهاليهم، ثم قادهم إلى المغارة ثانية وأمربغلق جميع مخارجها ليجعل منها على حد تعبيره " مقبرة واسعة لإيواء أولئك المتزمتين ولم ينزل احد تلك المغارة، ولا يعرف احد غيري أنها تضم تحت ركامها خمسمائة من الأشرار الذين لن يقوموا بعد ذلك بذبح الفرنسيين" وفي تعليقه على هذه الجريمة قال السيد برار " لقد ظلت تلك المغارة مغلقة وبداخلها جثث رجال ونساء وأطفال وقطعان تتآكل أو يأكلها التراب" ، جرائم الإبادة المنظمة التامة الأركان تعرضت لها كذلك قبيلة أولاد رياح خلال جانفي من عام 1845 كان مهندسها القائد الفرنسي بيليسيه،بعد وقوعمعركة كبيرة بناحية الظهرة والتى تعرف عند الفرنسيين بانتفاضة الطرق الصوفية، شاركت فيها على الخصوص القادرية والرحمانية والدرقاوية والطيبية وفروعها، وكانت قبيلة أولاد رياح التي شاركت في الانتفاضة تقطن جنوب تنس فغزاها بيليسيه ، بحجة المشاركة في هده انتفاضةحيث تعرض أفرادها الى عمليات الحرق العشوائي وبعد فرار ما تبقى من السكان إلى الجبال واحتموا بغاريطلق عليه اسم غار الفراشيش ، وعددهم أكثر من 1000شخص رجالا ونساءا وأطفالا وشيوخا مع حيواناتهم، حاصرهم بيليسيه وجنوده من جميع الجهات، وطالب القبيلة بالاستسلام فردت عليه بإطلاق النار، فأعطى الأوامر لجنوده بتكديس الحطب أمام مدخل المغارة، وإشعاله فهلك كل أفراد القبيلةحيث استمرت هذه العملية يومين كاملين من 17الى 18 جوان من عام 1845 ، وقبل طلوع نهار اليوم الثاني بنحو ساعة وقع انفجار كبير داخل المغارة فقضى على من تبقى على قيد الحياة، ونظرا لكون السلطات الفرنسية أعجبت بهذا العمل ،قامت بمكافأة الجنرال بيجو الحاكم العام حيث منحت له "عصا المارشالية " أو ما يسمى بقاهر الجزائريين .
بدافع الانتقام من الانتصارات التي حققتها مقاومة الشيخ بوزيان ببسكرة، أرسلت السلطات الفرنسية و العقيدكاريوكسي بتاريخ 26 نوفمبر 1849 ،جيشا قوامه 19 ألف جندي بقيادة الجنرال هيربيون الدي حاصركل المحيط الخاص بقبيلة زعاطشة،حيث ستخدمت المدفعية لضرب الواحة وتدميرها، وكلل هذا القصف بدخول الفرنسيين إلى الواحةوبدءوا في تنفيذ أحكام الإعدام في حق أكثر من 1500 شخص و على رأسها الشيخ بوزيانالدي علق رأسه على مقصلة أمر بنصبها الجنرال هيربيونعلى باب معسكره، رفقة رأس ابنه ورأس الحاج موسى الدرقاوي نكاية وعبرة للثائرين ،وقام هدا الجنرالبحرق أشجار النخيل هذه النماذج المقدمة هي مجرد عينة من أنواع القهر والعذاب الذي ذاقه الشعب الجزائري على ايدي الاستعمار .
فجرائم الإبادة التي رسمتها أنامل الجنود الفرنسيين في حق الجزائريين لم تتوقف عند هذا الحد ،فبداية من سنوات الخمسينات من القرن التاسع عشراقترف سفاحون آخرونجرائم إبادة اخرى من أمثال ديمونتنياك الذي اشتهر كقاطع للرؤوس، الدي سجل في كتابه رسائل جندي " أننا رابطنا في وسط البلاد وهمنا الوحيد الإحراق والقتل والتدمير والتخريب حتى تركنا البلاد قاعا صفصفا، إن بعض القبائل لازالت تقاومنا لكننا نطاردها من كل جانب حتى تصبح النساء والأطفال بين سبي وذبيح والغنائم بين سلب ونهب ." وفي رسالة بعث بها إلى احد أصدقائه قال هدا السفاح " لا يمكن تصور الرعب الذي ، يستولي على العرب حيث يرون قطع رأس بمسيحية، فاني أدركت ذلك منذ زمن بعيد ،واقسم لك بأنه لا يفلت احد من أظفاري حتى ينال من بز رأسه مايناله... وقد أنذرت بنفسي جميع الجنود الذين أتشرف بقيادتهم أنهم لو أتوا بعربي حي لأنهلت عليهم ضربا بعرض نصل سيفي. وأما قطع الرؤوس فهي تكون على مرأى ومسمع جميع الناس ويضيف هذا السفاح قائلا:"ينبغي أن نقتل كل الرجال والأطفال وان نضعهم في السفن ونبعث بهم إلى جزر المركيز أو غيرها،وبكلمة مختصرة، ينبغي أن نقضي على كل من لايركع أمامنا كالكلب ".
وديمونتنياك هذا هو القائل في إحدى رسائله " قد اقطع الرؤوس لطرد الخواطر المحزنة التي تساورني احيانا...!!!".
هذه الظواهر اللاانسانية هي ميزة تميز بها معظم جنرالات فرنسا الاستعماريةحيث لم يشذ الجنرال سانت أرنوعن هذه الظاهرة " ان ناحية بني مناصر بديعة وهي من أغنى نواحي افريقيا، ترى فيها القرى والمساكن متقاربة بعضها لبعض، احرقنا كل شيء فيها وحطمنا كل شيء ،الحرب وما أدراك ما الحرب!، ما أكثر عدد النساء والأطفال الذين اعتصموا بثلوج الأطلس فماتوا فيها بردا وجوعا"... " إننا نحطم ونحرق، ونخرب الديار والأشجار أما المعارك فإنها لاتوجد أو قلما توجد"، وعن حملته التي قادها على منطقة القبائل 1خلال 1851 يقول سانت أرنو " تركتورائي حريقا هائلا، أحرقت نحو مائتين من القرى، أتلفت جميع البساتين وقطعت جميع أشجار الزيتون ".
جرائم الاستعمار الفرنسي فيالقرن التاسع عشر لا تزال مجرد قطرات من بحر الدماء الذي اغرق فيه الجزائريون بلا رحمة ولا شفقة، هذه الجرائم الابادية لم تتوقف عند هذا الحد، وفي هذا القرن بل أخذت مناحي أخرى وأشكالا أكثر جهنمية في القرن العشرين.
** للاسف هذا هو اول موضوع اقوم بإغلاقه ....... منذ فترة طويلة ....... اصرار بعض الاعضاء على تحريف الموضوع ....... جعل من هذا الموضوع ....... بلافائدة ........ وشكرا **
## تمت اعادة فتح الموضوع .......... بعد مسح جميع الردود الخارجة ....... عن سياق الموضوع ##
* اتمنى ان لا تحتاج الى اسلوب مسح المشاركات مرة اخى ...... اتمنى ان يكون كل عضو يكتب مايستفاد منه ...... فالهدف من هذه المواضيع ان تعم الفائدة ..... وشكرا مرة اخرى لصاحب الموضوع *