توقعت مصادر قبلية اتساع المواجهات بين جماعة الحوثيين المسلحة في شمالي اليمن والسلفيين وأبناء القبائل وتجاوزها منطقة دماج بمحافظة صعدة إلى منطقة كتاف القريبة من الحدود مع السعودية وإلى محافظتي حجة وعمران.
وقالت مصادر محلية لـصحيفة "مأرب برس": إن نحو 4 آلاف مقاتل سلفي توافدوا إلى منطقتي كتاف وحاشد لمواجهة الحوثيين الذين يحاصرون منطقة دماج ويسيطرون على تلك المناطق.
ويحاصر الحوثيون منطقة دماج التي يدرس فيها آلاف الطلاب ويقومون بقصفها بمختلف الأسلحة.
وتزامن ذلك مع اعتقال أجهزة الأمن بصنعاء ثلاثة حوثيين وبحوزتهم كميات من الحشيش ومعلومات خطيرة مخزنة في شرائح إلكترونية.
وكشفت المصادر عن وجود مخطط حوثي للتمركز والانتشار في منطقتي الجراف المدخل الشمالي لوسط صنعاء ودار سلم مدخلها الجنوبي وشراء منازل وتوزيع كميات من الأسلحة وتشكيل ميليشيات مسلحة في المنطقتين.
إلى ذلك دعا المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك أطراف النزاع لوقف القتال في دماج والتعاون الجاد والمسؤول مع اللجنة الرئاسية بما يؤدي لحقن الدماء واعتماد الحوار الوسيلة الحضارية لمعالجة الخلافات أياً كانت تعقيداتها.
وفي اجتماعه طالب المشترك القيادة السياسية والأمنية والعسكرية التعاون الكامل مع اللجنة الرئاسية والوفاء بالالتزامات المترتبة على الدولة لإنجاح مهمة اللجنة وضمان ديمومة وقف إطلاق النار ومنع تجددها ومنع أسبابها، مذكراً الجميع بحرمة وخطورة سفك الدماء وإثارة الفتن المذهبية.
كما عبّر المجلس - في بيان صادر عنه حصلت "مأرب برس" على نسخة منه - عن قلقه من خطورة قطع الطرق التي تعيق مصالح الناس وخدماتهم وتسيء إلى القيم الإنسانية والحضارية للمواطن.
من جانب آخر أوضح عضو مؤتمر الحوار الدكتور عمر مجلي أنه رغم وجود الوساطة في دماج إلا أن قصف مليشيات الحوثي المسلحة وحصارها لدماج ما زال مستمراً حتى الآن – حسب قوله.
وأشار مجلي إلى أن الوقفة شاركت فيها غالبية القوى السياسية، وأن جميع منفذيها أقسموا على تغليب المصلحة العليا للوطن على كل المصالح والانتماءات.
وأضاف: أن ما يحدث في دماج والعصيمات والرضمة هو نسف للجهود التي تبذل لاحتواء الأزمة في اليمن.. مؤكداً في الوقت ذاته وجوب التوضيح للإعلام أن الحرب هي في جبال وأراضي دماج ليعلم الجميع أن أبناء دماج لا يمكن أن يخرجوا من بيوتهم وأراضيهم وتسليمها للحوثي.
وأكد أن أبناء دماج ومظلوميتهم هي مسؤوليتنا ومسؤولية الدولة وجميع القوى السياسية كما هي مسؤولية أبناء اليمن كافة".. وتساءل: "ما الذي نقل الحرب من مران إلى دماج التي يحتج الحوثيون أن فيها أجانب؟، وهل يوجد أجانب في الرضمة أو العصيمات التي هجم عليها الحوثيون؟، والجواب لا يوجد فيها أجنبي واحد".
وعن الأجانب في دماج قال مجلي: "الأجانب هم ضيوف وطلبة علم، وليس من مسؤولية الحوثي التدخل وفرض وصايته عليهم وإنما من مسؤولية الدولة".. ومضى قائلاً: "إن مطلبنا في الحوار الوطني هو وجوب أن نتحمل نحن الأعضاء جزءاً من المسؤولية، ولابد من إيقاف العنف لأن جماعة الحوثي أشعلت عدة حروب خلال مؤتمر الحوار، وهي ممارسات لابتزازات سياسية تحت غطاء مشاركتهم في الحوار".
كما دعا العلامة الشيعي مرتضى المحطوري قبيلة حاشد إلى الوقوف يدا واحدة في وجه ما أسماهم بـ"التكفيريين"!! ممن يأتون من خارج القبيلة وطردهم.
واتهمهم بالاستعانة بأناس من خارج حاشد، بعد الإعلان عن حركة أنصار دماج في حاشد، والتي تقوم بالرقابة على السيارات المغادرة إلى صعدة.
وقال على صفحته في الفيسبوك: «يبدو لي والله أعلم أن قبيلة حاشد الكريمة، وهي من أشجع القبائل، ومن أشدها تماسكا وبقوتها تنامت قوة آل الأحمر».
وأضاف: «أن الاستعانة بالتكفيريين أو غيرهم من خارج القبيلة دليل على أن القبيلة لم تستجب لإشعال الحرب بين الإخوة، والذي يظهر أنصار دماج في حاشد زوبعة في فنجان، وستتلاشى سريعا طالما والقوة الحقيقية الكامنة في قبيلة حاشد الأبية نأت بنفسها عن الفتن الدموية».
وتمنى المحطوري أن «يتنادى العقلاء من حاشد، وغيرهم بالحفاظ على الدماء الزكية، وصيانة حاشد خاصة من التمزق فهي من حصون الإسلام المنيعة، ومن معاقل العز الرفيعة». وأضاف: «قبيلة حاشد المباركة قادرة على تأمين الطرق، وردع المجرمين، وطرد التكفيريين، والتغلب على مشاكلها الداخلية». وقال: «الواجب على الجميع أن يكونوا يدا واحدة معها لما فيه الخير، وتطبيق شرع الله سبحانه وتعالى. فيجب السعي في هذا الاتجاه».
ونفى أبناء دماج بمحافظة صعدة المزاعم التي صرح بها فارس مناع محافظ صعدة المعين من قبل الحوثي من أن الحوثيين سلموا المواقع المتنازع عليها في دماج للجنة. وقد جاء نفي أبناء دماج لمزاعم مناع في البيان الذي أصدروه، مؤكدين استمرار عدوان الحوثيين وقصفهم لدماج من تلك المواقع.
وأضاف البيان: أن أهل دماج رحبوا باللجنة الرئاسية منذ أن تم تشكيلها -ولم يعترضوا على أحد من أعضائها بعكس الحوثي - وقاموا بكل ما يستطيعون لتسهيل أعمالها، وقاموا بفتح بلادهم سهولها وجبالها أمام اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية، ولم يتحفظوا إلا على سكنات العوائل كمنطقة البراقة.
http://marebpress.net/news_details.php?sid=61163&lng=arabic