«الأمن الاسرائيلي» في استراتيجيته الجديدة
التاريخ: 2006-04-27 11:31:00
بقلم : خالد وليد
ثمة عوامل كثيرة ومتعددة ساهمت بصورة أو بأخرى في خلق المناخ الأمني المعقد المحيط باسرائيل من بينها التاريخ الطويل المشحون بالحروب والمنازعات والصعوبات المختلفة التي واجهتها الدولة العبرية لتأمين بيئة تحفظ لها أمنها ووجودها ومستقبلها .فمسألة الأمن بالنسبة لإسرائيل تعتبر في غاية الأهمية وتتصدر قائمة مكونات الأهداف الإستراتيجية العليا لها، و يجري تصوير الأوضاع والمتطلبات الخاصة بهذه المسألة على أنهما يشكلان مرادفاً لوجود الدولة العبرية ؛من هنا فإن الحفاظ على الأمن الإسرائيلي إزاء المخاطر الداخلية والخارجية يتم من خلال التشديد على تجنيد مختلف الطاقات الذاتية والتحالفية في إتجاه يهدف للحفاظ على هذه المسألة.
هذا وفي الوقت الذي تتوقف فيه إستراتيجية الأمن الاسرائيلي على عوامل ذاتية في الدرجة الأولى فثمة تغيير مستمر سببه السعي الإسرائيلي الدائم لتحسينه ،وبات الحفاظ على هذا الأمن يرتبط بظروف البيئة الإستراتيجية التي راحت تتحكم بها متغيرات داخلية وخارجية وتخضع لمعطيات الواقع الراهن وتحولات السياسة الدولية .
العقيدة الأمنية الاسرائيلية ..ما الذي تغير؟
ثمة مبادئ إنبنت عليها العقيدة الأمنية الأسرائيلية التي يرى مراقبون بأنها في لحظة تحول تاريخية وحقيقة في مجال إعادة النظر في عمقها الإستراتيجي العام، وهذا ما بات يطرح على طاولة مفكريها ومخططيها الإستراتيجيين وبدت المبادئ التي أسست عليها النظرية الأمنية الإسرائيلية تتغير نتيجة صعوبة البيئة الإستراتيجية التي تواجه صناع القرار الاسرائيلي وقد أصبحت أكثر تعقيداً الى حد بعيد،فمبدأ أرض إسرائيل الكبرى بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً منذ اليوم الذي وقعت فيه إسرائيل إتفاق أوسلو ومراحله التي مر بها وما رافقها من تطورات متلاحقه في التفكير الأمني الإسرائيلي حتى باتت سمة "الاحادية" هي التي تتحكم في الإستراتيجية الإسرائيلية الراهنة، فجاء تنفيذ عملية الانسحاب ا لاسرائيلي واخلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وكانها بمثابة مسمار يُدقّ في نعش "ارض اسرائيل الكبرى" ،وبات مفهوم الارض مقابل السلام يتراجع في الادبيات الاسرائيلية ولأجل حفاظ اسرائيل على امنها بات مفهوم الارض مقابل السلام غير مقنع للعديد من ساسة اسرائيل وجنرالاتها؛ إذ تبرر اسرائيل ذلك بعدم وجود شريك فلسطيني جدي قد تصل معه لتسوية سلمية، حتى ان صناع القرار في اسرائيل باتوا يتحدثون عن أن الاستراتيجية المفضلة لاسرائيل اليوم تتركز في النهج الاحادي الجانب والذي ستضطر فيه اسرائيل الى تحديد حدودها بنفسها وعدم انتظار الموافقة الفلسطينية هذا ما أعرب عنه مؤخراً العميد "أودي ديغل" رئيس شعبة التخطيط في الاستخبارات العسكرية .وفي هذا السياق تتجه تقديرات المراقبين والمحللين الاسرائيليين الى حد القول بأنه من الممكن ان تقدم اسرائيل على تطبيق خطة "عوزي دايان"-رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال المتقاعد- التي عرضها يوم الثلاثاء 20/9/2005 في مؤتمر صحفي بتل أبيب كشف فيه عن خطة سياسية للانفصال الكامل عن الفلسطينيين تقضي باخلاء 32 مستوطنة1 في الضفة الغربية يسكنها نحو 20 الف مستوطن لكنها تقضي من الناحية الاخرى بضم الكتل الاستيطانية الكبرى والقدس الشرقية الى اسرائيل،إذ ان خطة "دايان" تأتي لاستكمال خطة فك الارتباط التي وصفها بانها "خطوة صحيحة لكنها غير كافية"،وتقضي بان تنتشر قوات الجيش الاسرائيلي عند "حدود مؤقتة" تضم القدس الشرقية ومناطق الكتل الاستيطانية الكبرى".وتنص الخطة ايضا على ان تضم "الحدود المؤقتة" الى اسرائيل مناطق غور الاردن وكل صحراء "يهودا" في الضفة الغربية والواقعة جنوب شارع القدس اريحا.الا ان "دايان" شدد ان "تبقى القدس موحدة وعاصمة لدولة اسرائيل"،مشيراً في الوقت نفسه بأن خطة فك الارتباط عن غزة ادت الى انهيار مبدأين مركزيين في السياسة الاسرائيلية،"فقد انهت فكرة ارض اسرائيل الكاملة وفكرة ارض مقابل السلام وهما فكرتان لم تصمدا امام الواقع".
يتبع
التاريخ: 2006-04-27 11:31:00
بقلم : خالد وليد
ثمة عوامل كثيرة ومتعددة ساهمت بصورة أو بأخرى في خلق المناخ الأمني المعقد المحيط باسرائيل من بينها التاريخ الطويل المشحون بالحروب والمنازعات والصعوبات المختلفة التي واجهتها الدولة العبرية لتأمين بيئة تحفظ لها أمنها ووجودها ومستقبلها .فمسألة الأمن بالنسبة لإسرائيل تعتبر في غاية الأهمية وتتصدر قائمة مكونات الأهداف الإستراتيجية العليا لها، و يجري تصوير الأوضاع والمتطلبات الخاصة بهذه المسألة على أنهما يشكلان مرادفاً لوجود الدولة العبرية ؛من هنا فإن الحفاظ على الأمن الإسرائيلي إزاء المخاطر الداخلية والخارجية يتم من خلال التشديد على تجنيد مختلف الطاقات الذاتية والتحالفية في إتجاه يهدف للحفاظ على هذه المسألة.
هذا وفي الوقت الذي تتوقف فيه إستراتيجية الأمن الاسرائيلي على عوامل ذاتية في الدرجة الأولى فثمة تغيير مستمر سببه السعي الإسرائيلي الدائم لتحسينه ،وبات الحفاظ على هذا الأمن يرتبط بظروف البيئة الإستراتيجية التي راحت تتحكم بها متغيرات داخلية وخارجية وتخضع لمعطيات الواقع الراهن وتحولات السياسة الدولية .
العقيدة الأمنية الاسرائيلية ..ما الذي تغير؟
ثمة مبادئ إنبنت عليها العقيدة الأمنية الأسرائيلية التي يرى مراقبون بأنها في لحظة تحول تاريخية وحقيقة في مجال إعادة النظر في عمقها الإستراتيجي العام، وهذا ما بات يطرح على طاولة مفكريها ومخططيها الإستراتيجيين وبدت المبادئ التي أسست عليها النظرية الأمنية الإسرائيلية تتغير نتيجة صعوبة البيئة الإستراتيجية التي تواجه صناع القرار الاسرائيلي وقد أصبحت أكثر تعقيداً الى حد بعيد،فمبدأ أرض إسرائيل الكبرى بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً منذ اليوم الذي وقعت فيه إسرائيل إتفاق أوسلو ومراحله التي مر بها وما رافقها من تطورات متلاحقه في التفكير الأمني الإسرائيلي حتى باتت سمة "الاحادية" هي التي تتحكم في الإستراتيجية الإسرائيلية الراهنة، فجاء تنفيذ عملية الانسحاب ا لاسرائيلي واخلاء المستوطنين من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وكانها بمثابة مسمار يُدقّ في نعش "ارض اسرائيل الكبرى" ،وبات مفهوم الارض مقابل السلام يتراجع في الادبيات الاسرائيلية ولأجل حفاظ اسرائيل على امنها بات مفهوم الارض مقابل السلام غير مقنع للعديد من ساسة اسرائيل وجنرالاتها؛ إذ تبرر اسرائيل ذلك بعدم وجود شريك فلسطيني جدي قد تصل معه لتسوية سلمية، حتى ان صناع القرار في اسرائيل باتوا يتحدثون عن أن الاستراتيجية المفضلة لاسرائيل اليوم تتركز في النهج الاحادي الجانب والذي ستضطر فيه اسرائيل الى تحديد حدودها بنفسها وعدم انتظار الموافقة الفلسطينية هذا ما أعرب عنه مؤخراً العميد "أودي ديغل" رئيس شعبة التخطيط في الاستخبارات العسكرية .وفي هذا السياق تتجه تقديرات المراقبين والمحللين الاسرائيليين الى حد القول بأنه من الممكن ان تقدم اسرائيل على تطبيق خطة "عوزي دايان"-رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق الجنرال المتقاعد- التي عرضها يوم الثلاثاء 20/9/2005 في مؤتمر صحفي بتل أبيب كشف فيه عن خطة سياسية للانفصال الكامل عن الفلسطينيين تقضي باخلاء 32 مستوطنة1 في الضفة الغربية يسكنها نحو 20 الف مستوطن لكنها تقضي من الناحية الاخرى بضم الكتل الاستيطانية الكبرى والقدس الشرقية الى اسرائيل،إذ ان خطة "دايان" تأتي لاستكمال خطة فك الارتباط التي وصفها بانها "خطوة صحيحة لكنها غير كافية"،وتقضي بان تنتشر قوات الجيش الاسرائيلي عند "حدود مؤقتة" تضم القدس الشرقية ومناطق الكتل الاستيطانية الكبرى".وتنص الخطة ايضا على ان تضم "الحدود المؤقتة" الى اسرائيل مناطق غور الاردن وكل صحراء "يهودا" في الضفة الغربية والواقعة جنوب شارع القدس اريحا.الا ان "دايان" شدد ان "تبقى القدس موحدة وعاصمة لدولة اسرائيل"،مشيراً في الوقت نفسه بأن خطة فك الارتباط عن غزة ادت الى انهيار مبدأين مركزيين في السياسة الاسرائيلية،"فقد انهت فكرة ارض اسرائيل الكاملة وفكرة ارض مقابل السلام وهما فكرتان لم تصمدا امام الواقع".
يتبع