كان الافضل لو ان السعوديه قبلت بمقعد مجلس الأمن ، لماذا ؟ لأنها من داخل مجلس الأمن ستتمكن من التأثير على كثير من القضايا حتى وأن كان الفيتو يعوقها فهو على الاقل لن يقف لها في كل القضايا او في قرارات العقوبات ولن يكون وجودها هناك دون فائده كما يدعون.
كان لمقعد مجلس الأمن ان يكون ذراع سياسيه سعوديه اضافية تستخدمها متى شاءت فيما يناسب مصالحها اينما كانت ، هذا رأيي.
ولكن بخصوص اسباب رفض السعوديه فإذا احسنت الظن بهذا الرفض سأقول بأنها تخشى الوقوف موقف الخصم امام امريكا فيما يخص القضايا الاقليميه مثل سوريا وايران لذلك اكتفت بالاحتجاج الصوتي من خارج المجلس
اما اذا اسئت الظن (وهذا ما اعتقده فعلا) أنها تؤيد التوجه الامريكي في التعامل معا هذه القضايا ولا تريد دخول مجلس الأمن لأنها ستوضع امام ثلاث خيارات
1-اما ان ترفض القرارات الامريكيه وتنتصر لخطابها العلني وتضر بتوجهها السياسي الباطن
2- او تؤيد القرارات الامريكيه وتناقض خطابها العلني بالضبط كما تفعل بخصوص اجراءاتها الداخليه
3-تتخذ الحياد فتثار الشكوك بصوت عالي حول حقيقة موقفها
أعتقد ان الاخ ابو قحط كفى ووفى ولكن لتوضيح وجهة نظري سأرد على ماقلت بعيدا عن تاييد الحكومة او معارضتها في قضايا اخرى !!
أولا انت تقول لو ان السعودية قبلت بالمقعد فسيكون لها تأثير على كثير من القضايا و ان الفيتو لن يعوقها في كل القضايا
ولكن انت تعلم ان القضايا السعودية الهامة او لنقل جل اهتمامات السعودية في مجلس الامن تتعلق بالقضية الفلسطينية و السورية و اسلحة
الدمار الشامل في ايران و اسرائيل عندما تتمعن هذه القضايا و الدول المرتبطه بها ستجد ان جميعها على وفاق تام مع احد الدول دائمة العضوية
في مجلس الامن ايران و سوريا على وفاق تام مع موسكو و الفيتو الرسي سيقف امامك دائما و اسرائيل مع امريكا و الفيتو الامريكي امامك دائما وإلا
لستطاعت الدول العربية التي حصلت على هذا المقعد قبلنا ان تمنع الفيتو , المحصلة هذا المقعد لن يفيدك في القضايا التي تهمك حقا لان دول المنطقة
المتعلقة بهذه القضايا هي على تنسيق تام مع امريكا و روسيا و الامر اوضح من ان يوضح
ثانيا بخصوص اسباب الرفض فانت تقول انه مع احسان الظن فان السعودية تخشى مواجهة امريكا في القضايا الاقليمية لذا انسحبت ولكن هذه
الفكرة تحتاج الى التفكر اكثر هل يعقل ان السعودية تخشى مواجهة امريكا في قضايا المنطقة ولذلك تقوم بمواجهة جميع الاعضاء الدئمين
في مجلس الامن جملة واحدة بما فيها اميركا من خلا تصريحها بازدواجية معايير مجلس الامن ووجوب اصلاحة ( نحتاج الى بعض المنطق )
حيث ان هذه الخطوة اثارة غضب جمع الاعضاء الدائمين في مجلس الامن عدا فرنسا التي ابدت بعض التفهم تخيل تخاف من اميركا
لذا تواجه موسكو و بريطانيا و الصين و اميركا جمله واحدة !!! كمتقي الرمضاء بالنار ِ
ثالثا اسائت الظن سأرد في النقاط التي وضعتاها
1 لا يمكن ان تؤيد دوله ما دوله اخرى حتى لو كانت اميركا وهي تعلم انها تريد القضائ عليها فالتوجه الامريكي الحالي في اطالة امد الازمة السورية و تحسين العلاقات مع طهران هو خنق للسعودية و محاصرتها فكيف ستقنعني ان السعودية تؤيد ذلك ( نحتاج الى المنطق )
2 ان تؤيد القرارات الامريكية و تناقض خطابها ايضا هي تقتل نفسها بنفسها لان القرارات الامريكية في المنطقة ليست في صالح السعودية
التحالف مع ايران و مد عمر نضام الاسد و مساندة النووي الايراني و الاسرائيلي يعني اختفاء السعودية وهذا هو التوجه الاميركي الان
3 ان تتخذ الحياد في قضايا مصيرية لها مستبعد لانها تعني نهايتها و ان تثار الشكوك حولها سؤالي منذ متى لم تثار الشكوك حول السعودية ؟
لقد اثيرت الشكوك من ايام الشيخ محمد بن عبد الوهاب فليس هذا بجديد
اخيرا انا ايضا لا استطيع ان اجزم بما هو اصلح ولكن اعجبني قوة تأثير قرار الاعتذار و انه قد لامس ضمائر كثير
من الدول العربية و غير العربية و كذلك استحسان كثر من الشعوب مما ينبأ بتأيد الكثر للتوجه السعودي الداعي الى
ان مجلس الامن ماهو الى لعبة تسفيد منها الدول دائمة العضوية لتحقيق مصالحها الخاصة ولا هم لها غير ذلك و لن يستفيد المظلومين منه شيء
و نسأل الله ان يجنبنا الشرور و ان ينصرنا على اعدائنا