الجزائر تتفهم دوافع رفض السعودية الانضمام إلى مجلس الأمن
اكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الاثنين ان الجزائر "تتفهم" الدوافع التي جعلت السعودية ترفض تسلم مقعدها في مجلس الامن الدولي، داعيًا الاعضاء الدائمين الى التفكير في القرار.وقال لعمامرة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البوركينابي جبريل باسولي "نحن نحترم هذا القرار، ونتفهم الدوافع التي اعلنت رسمياً من طرف حكومة المملكة السعودية". وتابع "هذا الحدث لا سابقة له، وهو قرار يستلهم التفكير لدى الجميع، ولاسيما لدى الاعضاء الدائمين في مجلس الامن" ووصل باسولي مساء الاحد الى الجزائر قادمًا من السعودية، حيث ادى مناسك الحج، بحسب ما اكد لعمامرة.ودعا وزير الخارجية الجزائري الى التفكير في "اين ومتى وكيف قصر مجلس الامن في واجباته، الى درجة ادت بعضو منتخب في مجلس الامن على اتخاذ مثل هذه القرار، الذي لم تشهد الامم المتحدة مثله".
أعربت الجمهورية التونسية عن تأييدها للموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بالاعتذار عن عدم قبولها العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي ، وجاء في بيان صحفي أصدرته وزارة الخارجية التونسية اليوم أن معالي وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي اعرب في رسالة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عن تأييد بلاده للموقف الصائب والشجاع الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية واعتذرت بموجبه عن قبول عضوية مجلس الأمن ، وأكد أن تونس تشاطر المملكة قلقها إزاء عجز الجهاز التنفيذي للمنظمة الدولية عن حل عديد الأزمات والقضايا الإقليمية والدولية الخطيرة وفي مقدمتها المظلمة التاريخية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وعجزه عن التصدّي لاستمرار إراقة الدّماء في سوريا واستهداف المدنيين الأبرياء والفشل في إقامة منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدّمار الشامل فضلاً عن معالجة ظاهرة الإرهاب الدولي ، وقال البيان إن الجرندي أشاد بموقف المملكة الذي مفاده أنّ عضوية مجلس الأمن لا يجب أن تكون غاية أو مطمحاً في حدّ ذاتها بقدر ما يُفترض أن يكون أساسها الإسهام في إنجاح مهمّة المجلس الأساسية في صون السلم والأمن الدّوليين ، وأعرب الجرندي عن ثقته في أنّ الموقف السعودي سيدفع المجموعة الدّولية إلى إعادة مسألة إصلاح مجلس الأمن في صدارة اهتماماتها وجدول أعمال المنظمة الدولية وحث الخُطى في هذا الاتّجاه وجعل أساليب عمل مجلس الأمن الدّولي واتّخاذ قراراته أكثر ديمقراطية وأكثر اتّساقا مع متطلّبات العدل بين الدّول والشعوب ومعاملتها على قدم المساواة والاهتمام بمآسيها والمظالم التي تتعرّض لها دون انتقائية أو مصالح ضيّقة.
الامين العام لجامعة الدول العربية يؤكد احقية المملكة في احتجاجها على اسلوب ادارة مجلس الامن
أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أحقية المملكة في احتجاجها على أسلوب إدارة مجلس الأمن وعدم قيامه بمسئولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين ، وأوضح العربي في تصريح له اليوم أن المجموعة العربية هي أكثر مجموعة عانت من عدم قيام مجلس الأمن الدولي بمسئولياته على مدى أكثر من ستة عقود فيما يتعلق بفلسطين وسوريا ، وأعرب العربي عن أمله في أن يدفع القرار السعودي الجهود التي تُبذل منذ سنوات لتطوير وإصلاح مجلس الأمن، مؤكداً أهمية ما جاء في بيان المملكة العربية السعودية بشأن عجز مجلس الأمن عن حل عدد من القضايا الحيوية مثل القضية الفلسطينية، أو وضع حدد للمأساة الإنسانية في سوريا، أو جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ، وأضاف الأمين العام أن مجلس الأمن في حاجة إلى إصلاح شامل يتضمن تحديد نطاق استخدام أو التلويح باستخدام الفيتو من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس، مشددا على ضرورة إعادة النظر في أسلوب مباشرة مجلس الأمن لمسئوليات حفظ السلم والأمن الدولي وضرورة تطوير عمله طبقاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ، ولفت الأمين العام للجامعة الانتباه بصفة خاصة إلى قراري مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967، ورقم (338) لعام 1973، الذان يقضيان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من يونيو لعام 1967، وكذلك القرارات الخاصة بالقدس التي لم يباشر مجلس الأمن مسئولياته نحو تنفيذها
الكويت تعلن بأنها تحاول اقناع السعودية بالتراجع عن قرارها
أعلنت الكويت، اليوم الاثنين، أنها تحاول إقناع السعودية بقبول المقعد غير الدائم في مجلس الأمن والعدول عن قرارها برفضه التي أعلنت عنه المملكة يوم الجمعة الماضي ، وقال وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله، في تصريحات صحافية، نقلتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، إن "الكويت تبذل جهوداً مع السفراء العرب في نيويورك لإقناع السعودية بالعدول عن قرارها" ، وأعرب عن تمنيات دولة الكويت أن تعدل السعودية عن هذا القرار "لأنها دولة مؤثرة وفاعلة وسيكون لها دور وكلمة مسموعة في مجلس الأمن للعامين المقبلين" ، وأشار إلى أن المجتمع الدولي "بحاجة إلى سماع رأي المملكة العربية السعودية في هذين العامين" ، وأكد الجار الله أن الكويت تشاطر السعودية مشاعر "الإحباط والألم" إزاء عدم قيام مجلس الأمن بالوفاء بمسؤولياته المتمثلة بالأمن والسلم الدوليين ، وأوضح: "نحن نقدر ونحترم وجهة نظر المملكة العربية السعودية الشقيقة وهي الدولة المؤسسة في الأمم المتحدة وصاحبة الدور الرائد والمؤثر والفعال في قضايانا الدولية والإقليمية المعاصرة" ، وقال: "نحن أمام مثالين صارخين يتمثلان في القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني على مدى سنوات طويلة لم يقدم فيها مجلس الأمن شيئاً لهذا الشعب، والثاني هو الوضع الحالي في سوريا والذي يُدمي قلب كل عربي ومسلم والذي نرى مجلس الأمن عاجزاً عن تقديم أي شيء لوقف مجازر الدم في سوريا" ، وأكد الجار الله أن السعودية أرادت أن توصل رسالة للعالم وهي محقة ونجحت في إيصال هذه الرسالة".
أعربت مملكة البحرين عن تأييدها لموقف المملكة المتمثل في رفضها لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي ، وأوضحت وزارة الخارجية أن موقف المملكة يشكل رسالة واضحة الدلالة في مواجهة ازدواجية المعايير الدولية بشأن القضايا العربية، كما يعبر عن ضرورة الوصول إلى قرار عالمي لإصلاح أجهزة الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن الدولي ، فيما أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة من جانبها مساندتها لقرار المملكة رفض شغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن ، وقال وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن دولة الامارات العربية المتحدة تتفهم حالة الإحباط العامة التي أدت بالمملكة إلى إتخاذ هذا القرار ومسبباته الواردة ومن ضمنها الأداء غير الفعال لمجلس الأمن تجاه العديد من قضايا المنطقة التاريخية منها والملحة ، وأضاف سموه " إن دولة الامارات، إذ تؤكد إيمانها الكامل بالآليات الدولية والعمل الجماعي الدولي فإنها ترى أن الموقف المبدئي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية يلامس الضمير العربي والاسلامي وخاصة فيما يتعلق بعجز هذه الآليات عن التعامل بموضوعية مع هموم المنطقة وقضاياها بل وفي العديد من الحالات تهميش آراء دول المنطقة ومواقفها فيما يتصل بقضاياها المصيرية والحيوية.
منظمة التعاون الاسلامي: رفض السعودية للعضوية يؤكد حرصها على اصلاح مجلس الامن
قالت منظمة التعاون الإسلامي إن اعتذار المملكة العربية السعودية عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن يعكس حرص المملكة على تحقيق الإصلاح المنشود لأجهزة الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن ، وأوضح معالي الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان صحفي اليوم أن اعتذار المملكة جاء بسبب عجز مجلس الأمن عن تحمل مسؤولياته فى صون السلم والأمن الدوليين، وخاصة إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية ، بالإضافة إلى تعاطي المجلس مع الأزمة السورية بكل تبعاتها الإنسانية ،وعجز مجلس الأمن عن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى منطقة الشرق الأوسط ، وأعرب عن أمله فى أن تؤدي هذه التطورات إلى الإسراع فى عملية إصلاح مجلس الأمن،بتعزيز شفافيته ومساءلته وتمثيله وتحقيق ديمقراطيته لكي يتمكن من الاضطلاع بدوره كاملا فى صون السلم والأمن الدوليين وفقًا لميثاق الأمم المتحدة ، وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن الدول الأعضاء فى المنظمة لها مصلحة مباشرة وحيوية فى إصلاح مجلس الأمن مذكرًا بمطالبتها بالتمثيل المناسب فى المجلس بما يتماشي مع وزنها الديموغرافي والسياسي، وبما يتفق ونسبة عضويتها فى الأمم المتحدة ولضمان تمثيل الأشكال الرئيسية للحضارات فى المجلس.
قطر تعلن بأنها تتفق مع الاسباب التي جعلت السعودية ترفض العضوية
أوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية أن دولة قطر تتفق مع الأسباب التي دعت المملكة العربية السعودية بالاعتذار عن عدم قبول العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن وقال :" هي الأسباب التي تشاطرها فيها العديد من الدول والشعوب ولا سيما عجز المجلس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضية السورية" ، وأضاف المصدر في تصريح بثته وكالة الأنباء القطرية :" إن دولة قطر تأمل بأن تتمكن المنظمة الدولية وأجهزتها المختلفة لا سيما مجلس الأمن من الوفاء بالتراماتها وبالأهداف السامية التي قامت من أجلها وذلك تحقيقاً للعدالة وحفظاً للأمن والسلم الدوليين ، كما وصف معالي رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين خليفة بن أحمد الظهراني من جهته قرار المملكة العربية السعودية الرافض لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن، بأنه رسالة واضحة وموقفا شجاعا لحث الأمم المتحدة بضرورة قيامها بالإصلاح الحقيقي والدور المطلوب في القضايا الإنسانية، وقضايا الأمة الإسلامية والعربية ، ورأى الظهراني وفق ما بثته وكالة الأنباء البحرينية أن مبررات اعتذار المملكة العربية السعودية عن قبول المقعد يعد قرارا تاريخيا يعبر عن المسئولية الرفيعة للمملكة ودورها الرائد، تجاه انحياز المنظمات الدولية وعدم مصداقية قراراتها وفشلها في تحقيق الأمن والسلام في المجتمع الدولي.
Saudi Arabia Takes A Brave Stand Against The International Community
Saudi Arabia, in an unprecedented show of anger at the failure of the international community to end the war in Syria and act on other Middle East issues, said on Friday it would not take up its seat on the United Nations Security Council.Assailing what it called double standards at the United Nations, Saudi Arabia took the surprising step Friday of declining an invitation to take a rotating seat on the Security Council just one day after it was chosen to join the body for a two-year term
Dr Albert Smith from British Middle East Center for Studies and Research said that Saudi Arabia has also been angered by a rapprochement between Iran, its old regional foe, and the United States, which has taken root since President Barack Obama spoke by telephone last month to the new Iranian President, Hassan Rouhani, in the highest-level contact between the two countries in more than three decades
“Accordingly, the Kingdom of Saudi Arabia, based on its historical responsibilities toward its people, Arab and Islamic nations as well as toward the peoples aspiring for peace and stability all over the world, announces its apology for not accepting membership of the Security Council until the Council is reformed and enabled, effectively and practically, to carry out its duties and responsibilities in maintaining international peace and security,” the statement said. المملكة العربية السعودية تتخذ موقفا شجاعا ضد المجتمع الدولي في عرض غير مسبوق من الغضب إزاء فشل المجتمع الدولي لإنهاء الحرب في سوريا والعمل على قضايا الشرق الأوسط الأخرى، قالت السعودية يوم الجمعة انها لن تتخذ مقعدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهاجمت ما أسمته المعايير المزدوجة في الأمم المتحدة.
وقال الدكتور ألبرت سميث من المركز البريطاني في الشرق الأوسط للدراسات والبحوث أن المملكة العربية السعودية غاضبون أيضاً من التقارب بين إيران العدو الاقليمي القديم لها والولايات المتحدة، التي تأصلت منذ تحدث الرئيس باراك أوباما في اتصال هاتفي الشهر الماضي إلى الرئيس الايراني الجديد، حسن روحاني، في أرفع اتصال بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود
وقال البيان إن المملكة العربية السعودية، استنادا إلى مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها والعرب والدول الإسلامية وكذلك تجاه الشعوب المتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، تعلن اعتذارها عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن حتى إصلاح المجلس وتمكينه فعلياً وعملياً، للقيام بواجباته ومسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
«لا توجد دولة على الإطلاق منحت فرصة الجلوس في مجلس الأمن ورفضتها إلا السعودية» هكذا قدمت شبكة (سي إن إن) التلفزيونية الأميركية لخبر اعتذار السعودية عن شغل مقعد بمجلس الأمن بعد انتخابها من عدد يفوق العدد المطلوب للفوز بالمقعد، فكيف نفهم الموقف السعودي الرافض لمقعد مهم بالمجلس الأقوى أمميا؟بالطبع هناك من يقول إن المقاطعة ليست الحل، حتى مع قول السعودية بأن ازدواجية معايير الأمم المتحدة تحول دون قبولها بالعضوية لأن الازدواجية الدولية تجاه منطقتنا قديمة، وأن السياسة هي فن الممكن، ولا نعلم للحظة أن عدلت السعودية عن قرارها، لكن فهم الموقف السعودي يتطلب قراءة وفق سياق يراعي التوقيت والقضايا، التي لا تمس السعودية وحدها، بل وكل المنطقة. فعندما ينظر الغرب لأحداث منطقتنا، مؤخرا، على أنها ربيع عربي، بينما ينظر لسوريا على أنها حرب أهلية فهناك خطأ ما! وعندما يتردد أن واشنطن تنوي رفع التجميد المفروض على الأرصدة الإيرانية في الوقت الذي تجمد فيه أميركا جزءا من معوناتها لمصر التي هي نتاج اتفاق السلام المصري الإسرائيلي فهذا يعني أن هناك خطأ جسيما، لا يهدد أمن مصر وحدها، بل ويعرض عملية السلام برمتها للخطر، خصوصا أن السلام المصري الإسرائيلي ظل رافعة لعملية السلام بالمنطقة، مع تذكر أن مبادرة السلام العربية، والعمود الفقري لعملية السلام اليوم، هو مبادرة عبد الله بن عبد العزيز، ملك السعودية، والتلاعب في ذلك، ومن خلال المساس بمصر، وأمنها ومؤسستها العسكرية، يعني أن هناك من يخاطر بعملية السلام ككل، وبالتالي فإن الحديث عن السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وفكرة الدولتين، ما هو إلا لإضاعة الوقت، وهذا يعني أيضا أن هناك خطأ فادحا، وهو نتاج قراءة خاطئة لما يجري بالمنطقة، ولخارطة التحالفات فيها، خصوصا إذا استحضرنا تسليم أميركا العراق لإيران على طبق من ذهب! كل ذلك يقول لنا إن القرار السعودي الذي يراه البعض مفاجئا، أو جريئا، هو بمثابة رفع للعلم الأحمر أمام الدبلوماسية الغربية المتهورة تجاه منطقتنا ككل. صحيح أن السعوديين حلفاء للأميركيين، لكن التحالف لا يعني التبعية، وللسعودية بعهد الملك عبد الله بن عبد العزيز سلسلة من القرارات، والأفعال، التي تثبت ذلك، فمن رسالة العاهل السعودي التاريخية للرئيس بوش الابن أيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية، إلى تسمية العاهل السعودي للوجود الأميركي في العراق بالاحتلال، في القمة العربية بالرياض، وإلى مواقف السعودية من البحرين، ومصر.. وكما أسلفنا فإن السعودية حليف لأميركا، لكن الحليف ليس بتابع، خصوصا أن الأعوام الثلاثة الأخيرة شهدت أخطاء قاتلة من الإدارة الأميركية الحالية تجاه منطقتنا.ولنعلم مدى جدية الموقف السعودي الحالي فيجب تأمل رد الفعل الروسي الذي استوعب أن الرياض قد ألقت بصخرة كبيرة بالمياه الدولية الراكدة، خصوصا في الملف السوري الذي وقف مجلس الأمن مكتوف الأيدي فيه بسبب المواقف الروسية، وهو ما يهدد أمن المنطقة، وليس المصالح السعودية وحسب
درس سعودي في أخلاقيات العمل الدولي
قرار الأشقاء في المملكة العربية السعودية الاعتذار عن عضوية مجلس الأمن والبيان قوي اللهجة الذي أصدرته الخارجية السعودية في هذا الخصوص يمثلان درساً مهماً في أخلاقيات العمل الدولي يستحق ليس فقط التأييد وإنما أيضا أن ندعو إلى الاستفادة منه والبناء عليه في تعامل المنظومتين الخليجية والعربية مع قضايانا المحقة على الصعيد الدولي ، فانتخاب السعودية لعضوية مجلس الأمن، وبالطريقة التي تمت، لم يكن مجرد تقدير بريء للمملكة، قدر ما كان يخفي محاولة لنصب فخ إعلامي وسياسي تحت مسمى التزامات الدول الأعضاء في المجلس ، ومن يتابع تصريحات بعض كبار موظفي الأمم المتحدة المستهجنة والغريبة بعد نتيجة الانتخاب يدرك تماما كنه العملية المريبة التي كانت أيدي السوء تطبخها بشكل خفي. والمعروف أن موظفي الأمم المتحدة ليسوا مخولين ابتداء التعليق على نتائج انتخابات مجلس الأمن أو الشؤون الداخلية للدول الأعضاء
لكن الخطوة السعودية قلبت من ناحية عملية الطاولة على بعض مما دُبّر بليل بهدف استدراج المملكة وشقيقاتها من دول الخليج إلى مجموعة من الملفات المصطنعة إعلاميا بهدف الضغط على المملكة في ملفات أخرى. ونسي هؤلاء وأولئك أن تاريخ دبلوماسية الأشقاء السعوديين لا يسمح بهذه النوعية من الابتزاز السياسي والعبث الدبلوماسي الذي كان يطمح إليه البعض ، والواقع أن قرار السعودية بالاعتذار عن عضوية مجلس الأمن سحب البساط من تحت من كانوا يريدون للمملكة أن تلعب دور شاهد الزور، ليس فقط على عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أبسط القرارات المتعلقة بحماية حياة الأبرياء في أكثر من بقعة ساخنة، وإنما أيضا على التواطؤ المنظم في مجلس الأمن للتغطية على جرائم وتجاوزات جهات أخرى. وما عجز المنظومة الدولية في الملفين الفلسطيني والسوري سوى مثال بسيط ، لقد صيغت عبارات بيان الخارجية السعودية بعناية فائقة تكشف النقاب عن أن المملكة أرادت أن توجه رسالة مؤثرة وقوية للمجتمع الدولي ولأعضاء مجلس الأمن مفادها أنه آن الأوان لكي تؤخذ بجدية كاملة كل المطالبات المتكررة لإصلاح منظومة عمل مجلس الأمن والأمم المتحدة والتي لا يجوز أن تبقى أسيرة لتفاهمات يالطا في نهاية الحرب العالمية الثانية التي لم يعد لعالم اليوم فيها لا ناقة ولا بعير. لقد مضى زمن طويل منذ العام 1945، وآن للأمم المتحدة أن تدرك ذلك
كما أن اعتذار المملكة الشقيقة عن عضوية مجلس الأمن يأتي استكمالا لسلسلة خطوات بدأت مع اعتذار سمو الأمير سعود الفيصل عن إلقاء كلمة المملكة أمام الدورة الحالية للجمعية العامة تعبيرا عن استياء عميق لدى الأشقاء السعوديين من فشل المنظمة الدولية في القيام بأدنى واجباتها تجاه قضايا وأزمات المنطقة ، ويستحق التذكير أن الأشقاء في مصر كانوا أيضا قد أفشلوا خطة دبرتها أطراف عدة لإحراج مصر من خلال طلب التصويت على المشاركة التي كانت مقررة للرئيس عدلي منصور في فعاليات الجمعية العامة ، ولا يصح هنا مقارنة اعتذار المملكة عن العضوية بالانسحاب المؤقت للاتحاد السوفيتي عام 1950 احتجاجا على عدم قبول الصين الشيوعية في عضوية الأمم المتحدة، وهو الانسحاب الذي استغلته أميركا لتمرير قرار غزو كوريا. فالاتحاد السوفيتي كان يملك حق الفيتو، بينما المملكة لا تملك هذا الحق، مثلما أن "لعبة الأمم" كانت تسعى لكي تكون المملكة "موجودة وحاضرة" عند اتخاذ قرارات تحتاج إلى غطاء من حجم ونوع الحضور السعودي!
الآن، وقد غيرت السعودية قواعد اللعبة لصالحها، فإنه من المهم على دول التعاون الخليجي والجامعة العربية والمنظومة الإسلامية أن تبني على هذا الموقف السعودي الحازم. ولا يجوز أن تنتهي الأمور عند القرار السعودي. وأول ما ينبغي اتخاذه من قرارات مسؤولة وقوية هنا الاتفاق على شروط مساهمة هذه الدول في مجلس الأمن والمنظمة الدولية بما في ذلك شروط ترشيح دولة بديلة لإشغال مقعد المملكة في المجلس ، كما أن هنالك ورقة مهمة تحتاج إلى موقف جماعي منها وهي مسألة تمويل أنشطة الأمم المتحدة سواء من خلال التزامات العضوية أو التبرعات، وأعتقد جازما هنا أن الموقف الجماعي الموحد في مسألة التمويل سيلعب دورا مهما وقويا، خاصة إذا تذكرنا أن الدول التي تعادينا وتعادي قضايانا في مجلس الأمن هي الأقل مساهمة والأكثر مماطلة في دفع مستحقاتها ، إن موقف المملكة العربية السعودية من مسألة عضوية مجلس الأمن موقف تاريخي بامتياز ونحتاج أن نلتف حوله اليوم لكي نستفيد جميعا من تفاعلاته
اهتمام أوروبي بقرار المملكة: «الرفض» خطوة غير مسبوقة
أثار قرار المملكة بالاعتذار عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي، ردود فعل عالمية واسعة النطاق، وقد نوهت الصحف الأوروبية بالموقف السعودي، معتبرة أن الاعتذار عن عضوية مجلس الأمن خطوة غير مسبوقة ، وأكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية للشرق الأوسط الدكتور فولفجانج فوجل، أن المملكة دولة كبيرة ولها وزنها الدولي والإقليمي. وقال لـ«عكاظ» إن اعتذار المملكة يأتي في توقيت تشتعل فيه الساحة العربية بالأحداث، فضلا عن تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط وقيام الدول العظمى بتطبيق المصلحة أولا وهو أمر تتبعه كل من الولايات المتحدة وروسيا ، واعتبر فوجل أن قرار المملكة برفض العضوية، خطوة غير مسبوقة عبر تاريخ الأمم المتحدة، ولكنها ستبقى سابقة يمكن التشبه بها في المستقبل لإعطاء إنذار للمنظمة الدولية للقيام بمهامها حسب مواثيق الأمم المتحدة ، وأشار إلى أن المملكة بهذه الخطوة فتحت المجال لدبلوماسية عربية مكثفة ولدور عربي مطلوب، لافتا إلى أن الملفات العربية تشكل أولوية للدبلوماسية السعودية لاسيما الملف السوري وعملية السلام وأمن واستقرار الخليج، خاصة حين يتعلق الأمر بضرورة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وهو الملف الذي لم تجتهد فيه المنظمة الدولية ولم يحدث فيه أي تقدم رغم المبادرات العديدة التي أطلقتها ، وعلى صعيد الاهتمام الإعلامي بموقف المملكة، قالت صحيفة «الفرانكفورتر ألجمانيه» المحافظة تحت عنوان «مكتوفي الأيادي": «لا ينبغي لوم السعودية على هذا القرار، انطلاقا من أن مجلس الأمن لم يحقق أي نجاحات طوال السنوات الماضية، ونشرت الصحيفة بيان الخارجية السعودية بما احتواه من مضامين حول تخاذل مجلس الأمن في التوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي ثم الأزمة السورية» ، من جانبها، كتبت صحيفة «دي بريسيه النمساوية» تحت عنوان «السعودية تمتنع» أن المجتمع الدولي تعود عبر السنوات على دبلوماسية هادئة من المملكة.. فللرياض مواقف معروفة ومحددة من أزمات الشرق الأوسط، ولكن ظلت الدبلوماسية السعودية دائما تلتزم بمبدأ الحوار والهدوء في طرح الملفات المهمة لاسيما في المحافل الدولية المعروفة ، ورأت الصحيفة أن اعتذار المملكة عن المقعد غير الدائم في مجلس الأمن خطوة سليمة، وإذا كانت تعبر عن شيء فإنما تلفت إلى أن مجلس الأمن في حاجة ملحة إلى التطوير، مفيدة أن الرياض ربما تكون تخلت عن الدبلوماسية الهادئة بعدما أعلنت في خطوة غير مسبوقة عن عدم قبولها للمقعد ، وذكرت الصحيفة أن البيان السعودي عبر عن آراء عديدة طرحت في السابق وسوف تطرح في المستقبل، كما عبر عن أن إصلاح المنظمة الدولية بات أمرا لا بد منه وإلا تعرقلت الحلول وهو ما نشهده في الأزمة السورية والملف النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط
وزير الخارجية الامريكي يزور سعود الفيصل لبحث ملفات "الرفض السعودي" الثلاثة
بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل الملفات الثلاثة التي من أجلها اعتذرت المملكة عن شغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي ، ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس) فإن كيري زار الفيصل في مقر إقامته بباريس اليوم الاثنين وبحثا كافة القضايا بالمنطقة وفي العالم على رأسها الأزمة السورية والملف النووي الإيراني ومباحثاث السلام الفلسطينية الإسرائيلية ، وكانت السعودية أعلنت يوم الجمعة الماضي عن رفضها المقعد غير الدائم في المجلس ممثلة عن المجموعة الآسيوية بعد ساعات من انتخابها لتمثيل المجموعة ، وأوضحت في بيانها: "فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية ليعد دليلاً ساطعاً وبرهاناً دافعاً على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته"وأكدت أن "السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيمياوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة، لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته"وأشارت إلى أن "بقاء القضية الفلسطينية من دون حل عادل ودائم لـ65 عاماً، ونجمت عنها حروب عدة هددت الأمن والسلم العالميين لدليل ساطع وبرهان دامغ على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته"
التحرك الامريكي هذا يدل على الخوف من ان تصعد السعودية خطوتها السياسية مما قد يؤدي الى تمرد دولي لدول العالم بحيث ترفض الوضع الحالي وتطالب باصلاح مجلس الامن ، لذلك هذه الزيارة هي لمحاولة احتوى الغضب السعودي او انها لجس النبض ومعرفة الخطوة السعودية التالية