ملفات ستالين

المتألق

الي جنة الخلد ان شاءالله
عضو مميز
إنضم
14 يوليو 2008
المشاركات
844
التفاعل
12 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1-رجل الحرب



المعلق :
شهر آيار (مايو) من عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين ، زوال الــ"رايخ" هتلر واستيلاء ستالين على مدينة برلين .
الزمن يتحول .
إنه استعراض النصر العسكري في موسكو . يحتفل النظام بنفسه كقوة عالمية جديدة . انتصار قائد الحرب . لقد أطلق على نفسه اسم "القائد الأعلى" .
تاتيانا ليتفينوف / ابنة وزير الخارجية الروسي :
يعتقد "ستالين" بأنه فعلاً الأكبر ، وكان دائماً أكبر كاتب وأكبر فنان وعالم ورياضي ولاعب كرة قدم .
في كل مكان الأكبر ، وكان إضافة لذلك أكبر استراتيجي .
المعلق :
ولاء من دون حدود :
"ستالين" يريد أن ينظر إليه الناس على أنه لا يُهزم .قائد الحرب والمنتصر على "هتلر" .
بوريس يفيموف / رسام كاريكاتور :
لقد قدره على أنه أكبر قائد حرب لكل الأوقات والشعوب . ولكنه لم يكن هكذا فعلاً .
هالة ستالين :
النصر كحدث سينمائي :
صور مركبة لكي تخفي أن "ستالين" قد تحالف مع "هتلر" وانخدع به أولاً ، أن قيادته للحرب وضعت الاتحاد السوفياتي على شفير الهاوية . الويل لمن يتكلم عن ذلك .
أنطوان أوفسينكو / جندي في الجيش الأحمر :
الشعب ربح الحرب ليس بفضل "ستالين" ، لكن بالرغم من "ستالين" .
المعلق :
لا تعلن صور الفيلم التمثيلي هذه الحقيقة . لقد كلف النصر ثمناً باهظاً ، إذ يقول النقاد: إن خسائر الاتحاد السوفياتي بسبب "ستالين" بلغت سبعة وعشرين مليون قتيل.
الويل لمن يذكر ذلك .
سيرغي خروتشوف / إبن نيكيتا خروتشوف :
أراد إزاحة كل الناس الذين عرفوا بإخفاقه الذريع في حرب سنتي 1941 و 1942 . أراد أن يدخل التاريخ كأكبر منتصر وليس كسياسي خائف من "هتلر" وبشكل يفوق أي تصور .
المعلق :
في الثاني والعشرين من 00000عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين ، بدأ هجوم "هتلر" على الاتحاد السوفياتي .ثلاثة ملايين جندي ألماني وحليف يتقدمون نحو الشرق . لقد فوجىء الجيش الأحمر بالكامل.
الكسندر يكوفليف / خبير في ستالين :
كان على "ستالين" أن يعرف . كان عليه أن يعرف أن الحرب ستبدأ في هذا اليوم كان هناك الكثير من الأخبار من ألمانيا واليابان وبلدان أخرى .
المعلق :
لكن سيد الكرملين لا يريد تصديق ذلك ، مؤمناً بمعاهدة عدم الاعتداء مع "هتلر" ، وبالرغم من نصيحة جنرالاته ، لم يعط إنذاراً في الليلة التي سبقت الزحف .
الكسندر يكوفليف / خبير في ستالين :
إعتبر هذا إستفزازاً ضد صديقه "هتلر" . لقد سمى "هتلر" بالصديق "صديقي" .
المعلق :
كانت الخسائر في الأيام الأولى فادحة . خطة "هتلر" للحرب الخاطفة تبدو للوهلة الأولى بأنها أثمرت .
ستيبان ميكويان /إبن أ. ميكويان / مجلس الدفاع :
معظم القوات على الجبهة ، وخاصة في روسيا البيضاء ، لم تكن وضعت في حالة تأهب . وهكذا خسرنا في اليوم الأول ألف طائرة . وهذا الدمار في سنة ألف وتسعمائة وواحد وأربعين يجب أن نحمله فقط إلى "ستالين" .
المعلق :
منزل "ستالين" الريفي ، وهو قصر في "كونسيفو ، في ضواحي موسكو .
انسحب "ستالين" إلى هنا . فالمكتب السياسي بحاجة لاتخاذ القرارات .
سيفان ميكويان :
عادة لا يذهب احد لزيارة "ستالين" في بيته الريفي من دون طلب. أعضاء المكتب السياسي أتوا دون موعد .
"ستالين" كان يجلس على الأريكة وذُعر جداً عندما دخلوا الغرفة .
حقيقة أصابته الرجفة وسأل :ما هو سبب قدومكم ؟ ظن أنهم آتون لاعتقاله . في هذه اللحظة من الطبيعي أن يفهم بأنه يتحمل مسؤولية ما جرى لغاية الآن .
سائق دبابة ألماني / أسرى روس :
القوات المسلحة توغلت في غضون أيام قليلة أكثر من مائة كيلومتر داخل البلاد . قائد الحرب السوفياتي لم يواجه ذلك بشىء .
مئات الآف من الجنود السوفيات يقعون في الأسر .
في الأسابيع الأولى يبدو أن الجيش الأحمر كان من دون قيادة .
ما هي أسباب هذا الانهيار ؟
فيكتور أنفيلوف / من مقربي شوكوف :
مع الأسف ، بالغ "ستالين" في تقدير قدرات جيشه ، لم يعرف وضعه الحقيقي بعد أن سُلبت منه قيادته . هذه المأساة قد أثرت بشكل سلبي على بداية الحرب .
المعلق :
إرهاب السنوات الماضية يلاحق سيد الكرملين . منذ سنة ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين ، أطلق العنان لموجة من القتل والعنف في البلاد .
العسكريون أيضاً سقطوا ضحية ما يسمى "التطهير الكبير" .
يجري اتهامهم بالتآمر على الديكتاتور .

سيرغي خروتشوف :
كان يخاف منهم . كان يخاف أن يقفوا غداً ضده . كان يكرههم جميعاً . كانوا أبطال الحرب الأهلية ، وكانوا يعرفون أن "ستالين" في هذه الحرب لم يكن شيئاً ، وكانوا لا يحترمونه . والذي حصل كان مثل كتلة الجليد المنهارة .
بوتوفو لومونركا :
بوتوفو بالقرب من موسكو . في هذه الأرض توجد رفات آلاف العسكريين الذين جرى اغتيالهم .
المعلق :
أيضاً قائد الجيش "أوبوروفيتش" جرى إعدامه .
فلاديميرا أوبوروفيتش / ابنة الجنرال :
الشيء الوحيد الذي أملت به هو إمكانية توضح الأمور في النهاية وأنه من غير الممكن أن يكونوا قد أردوه .
تسلط "ستالين" لا يعرف حدودًا . البوليس السري (أن كا دبليو دي) لا يعتقل العسكري فقط ، إنما عائلته أيضا.
فلاديميرا أوبوروفيتش :
قالوا : خذي حقيبة لك ولابنتك ! وما أعرفه جيداً لحد الآن .
كانت أمي تسأل بإلحاح : إلى أين ستذهبون بالطفلة ؟ لم تتلق جواباً .
لن تُهلك ! بعدها جرى نقلها بواسطة سيارة صغيرة خضراء اللون وبعدها أتوا لكي يأخذوني .
المعلق :
في عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين يُطلق سراح "فلاديميرا" من المعتقل .
لقد قتل والديها كما قتل عشرات الآلآف .
في نهاية الثلاثينيات تم القضاء على الجيش الأحمر . ويعرف "ستالين" كم ضعُفت قواته المسلحة . ستمر سنوات حتى تستريح من المجزرة .
الخطر الأكبر يأتي منه . "هتلر" الذي يسلب الأراضي عن طريق التهديد فقط .
بعد ضمه للنمسا وأرض السوريت ، جاء الزحف نحو ما يسمى بقية "تشيكيا" .
هذا بيت "ستالين" الريفي ، هنا يلتقي مع أقرب المقربين ، ويصنع الخطط .
يريد تحالفاً في مواجهة الصراع الخطر . ماذا يبقى،إذا لم يجد حلفاً ضد "هتلر" ؟
سيرغي خروتشوف :
علينا أن نفهم بأن جميع المفاوضات التي أجريت في موسكو مع ممثلي فرنسا وإنكلترا لم تكن فعالة . "ستالين" لم يكن لديه في الواقع خيار آخر .
المعلق :
ويحصل لقاء مع العدو . في شهر آب (أغسطس) من عام ألف تسعة وثلاثين ،
يصل وزير خارجية "هتلر" "ريبنتروب" إلى موسكو .
فولفغانغ ليوناهارد / طالب في موسكو :
صُوِّر "ريبنتروب" أثناء وصوله إلى مطار موسكو وظهرت الصور المتنقلة للعلم السوفياتي بالمطرقة والمنجل وعلم الصليب المعقوف وكذلك كل الاحتفالات .
المعلق:
عندما أصبح واضحاً لدينا بأن هناك تغييرًا كاملاً في مجمل السياسة السوفياتية.
أثناء إقامته في الكرملين , حرص وزير الخارجية ريبنتروب على المظهر.
لين بسيمنسكي / مؤلف سيرة ستالين
كان المكتب السياسي بكامله يقف أمام ريبنتروب حين هتف فجأة
" العيش هتلر" . الكل حبس أنفاسه .ماذا سيحدث الآن؟ إنها ليست فرحة تحية ستالين بـ" يعيش هتلر" . لكن ستالين ردّ بشكل غير معهود ومثير للدهشة : تفقد ذيل سترته الطويلة و انحنى انحناءة الفتيات . انفجر ضحك مدوٍ.
المعلق:
هتلر يريد حلفاً – كدعم لأهدافه الحربية. ستالين يُمَنّي نفسه بكسب أراضٍ ووقت من أجل التسليح الذاتي. ففي يوم ما , سيحدث اشتباك مع ألمانيا الهتلرية . هكذا يعتقد ستالين.
فولفغانغ ليونهارد / طالب في موسكو:
"كان تفكير ستالين سليماً " , لقد كان عدواً لهتلر , ولكنه أيضاً , معجباً به الى حد ما . وفي المباحثات مع ريبنتروب قال ستالين :
" مُولودِك شاب لطيف وهو رفع النخب الشهير : أنا أعرف كم يحب الشعب الألماني قائده وأنا أريد أن أشرب نخب صحة القائد".
المعلق:
هذه أوبرسلزبرغ , مقرّ إقامة هتلر , وقبل التحالف مع موسكو بأيام قليلة فقط , قال الدكتاتور: " كل ما أقوم به موجه ضد روسيا. إذا كان الغرب أعمى لدرجة أنه لا يستوعب ذلك , سأقوم بالتفاهم مع الروس بضرب الغرب. بعد تجميع قواتي سأضرب الاتحاد السوفياتي."
المعلق:
لكن الضحية الأولى كانت بولندا . ففي الأول من أيلول (سبتمبر) عام تسعة و ثلاثين, تهاجم القوات المسلحة الألمانية بولندا. إنها "الحرب الخاطفة " الأولى لهتلر.
المعلق:
بناء على البروتوكول الإضافي السري لحلف هتلر- ستالين و يجري تقسيم الغنائم.
المعلق:
في السابع عشر من ايلول ( سبتمبر) , يأمر ستالين الجيش الأحمر بالزحف نحو البلاد المهزومة.
لقاء أخوة السلاح و المحتلين.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين:
" كان لدينا خوف كبير من هتلر. كنا نعرف من هو. إلى جانب ذلك كنا نعرف ماذا يجري في الاتحاد السوفياتي . هناك كان ستالين يسمح بإعدام المواطنين و كذلك السياسيين".
المعلق:
بحماية قوات الـ Ss الضاربة , تغتال مجموعات التدخل , وبشكل أساسي , القيادات البولندية .صور كهذه موجودة أيضاً في منطقة الاحتلال السوفياتي.
اعتقالات , إعدامات , ووداع.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين:
" قبَّل زوجي , ادوارد , ولدنا اندريجك و قبّل ياكوس الصغير , الذي كنت أحمله بين ذراعيّ, ثم قبَّلني . ودَّعنا ولم يعد البتة" .
المعلق:
ما حصل لزوجها لم تعلم به إلاّ بعد سنوات من خلال الصحف في معتقلات أوستاشكوفو و ستاروبيلسك و كاتين.
في آذار ( مارس) ألف وتسعمائة و أربعين , عشرون ألف ضابط بولندي يعدمون , من خلال طلقة في مؤخرة الرأس , إنها جرائم حرب ستالين.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين
"عندما أتذكر بأن رجلين فقط في البوليس السري (nkwd ) أمسكوهم وكان أحدهم يقف في الخلف و يطلق النار .يبدو لي و كأني أسمع هذه الطلقة دائماً و تترائى الحادثة أمام عيني" .
كيف ماتوا بهذه الطريقة.

المعلق:
الأمر بالقتل يحمل توقيعه. لاحقاً , سوف يُتهم هتلر بالوقوف وراء هذه المجزرة.
المعلق:
ما زال الحلف مع ألمانيا قائماً. وهكذا لن يخشى ستالين من أي اعتراض عندما يهاجم فنلندا في تشرين الثاني نوفمبر عام تسعة وثلاثون. فالحدود قريبة جداً من لينينغراد.
الحرب بالنسبة للديكتاتور مادة ترحيب , عندما لا يكون الثمن باهظاً.
المعلق:
لكن الجيش الفنلندي يصمد بالرغم من تفوق المهاجم. داوود ضد غولياث. مائتي ألف جندي سوفياتي يموتون.
فلاديمير نوموف / جندي في الجيش الأحمر:
"سفك الدماء كان مرعباً , كانت هناك خسائر كبيرة جداً.في وسط كارلين توجد مقبرة جنود بطول عشرة أمتار و عرض عشرة أمتار. هناك تُدفن نصف فرقه".
المعلق:
هذه الصور لا تعرضها برامج ستالين الأسبوعية. بالرغم من ذلك يجري الاحتفال بوقف إطلاق النار على أنه انتصار.
ليف بيزيمنسكي / ضابط في البوليس السري
" يشيد ستالين بما يسمى نصراً على هذه الجبهة الصغيرة بوصفه رمزاً للنصر في كل حرب و في كل صراع مستقبلي مع العدو الإمبريالي".
من الطبيعي أن نعرف اليوم , بأن هذا لم يكن نصراً, إنما كان حتى ذلك الوقت , أكبر هزيمة للجيش الأحمر.
المعلق:
قائد الحرب الآخر , يُظهر لسيد الكرملين كيف ينتصر هو. بعد هزيمة فرنسا وصل هتلر الى ذروة قوته.
سرغي خروتشوف / ابن نيكيتا خروتشوف:
بعد استسلام فرنسا , شعر ستالين بخوف هستيري من هتلر , لأن جميع حساباته التي بناها على أن هتلر سيغرق في الجبهة الغربية, لم تتحقّق.
المعلق:
بيت ستالين الريفي في كونزيفو , اعتقد ستالين أنه من خلال المعاهدة ألزم هتلر بعدم الاعتداء على الأقل مؤقتاً , حتى يستطيع هو أن يؤهل نفسه لتبادل الضربات.
المعلق:
ولكن منذ صيف عام ألف و تسعمائة وأربعين , يخطط هتلر لشنّ حربه في حملة الإبادة ضد الاتحاد السوفياتي – لعبة في صندوق الرمل. لقد اعتقد بأن الأمبراطورية في الشرق نضجت وحان الوقت لتنهار.
المعلق:
بالرغم من معرفة ستالين بخطط هتلر الحربية , إلاّ أنه يعتقد بأن لديه الوقت الكافي من أجل تسليح جيشه الكبير. ولا أحد يستطيع إثبات أنه هو يريد بدء الحرب.
ليف فوسنسكس/ ابن شقيق وزير الاقتصاد:
لقد صدَّق هتلر حقاً , وهذه كانت واحدة من أكبر أخطائه السياسية غير المعقولة والثقيلة الوقع و التي كلفت بلدنا و شعبنا الكثير" .
المعلق:
في الأشهر الأولى من حرب روسيا , جيوش بأكملها تحطمها القوات المسلحة الألمانية اليوم , يعرف المرء أن ستالين لم يهمل فقط الدفاع بشكل مزري , إنما تدخل و بدون خبرة في قيادة الحرب.
شتيبان ميكويان / ابن أ . ميكويان _ مجلس الدفاع:
لم يكن ستالين شخصاً يملك المعارف العسكرية. الجنرال جوكوف كان قد حذّره: علينا أن نركز قواتنا هنا , والإبقاء على المواقع في الجبهات الأخرى . لكنه لم يُعر انتباهاً لذلك. المعلق:
في الثالث من تموز ( يوليو) من عام واحد و أربعين يوجه الديكتاتور خطاباً الى الشعب يدعو إلى " الحرب الوطنية" , لأول مرة يتكلم عن أخوة وأخوات.
فولفغانغ ليونهارد / طالب في موسكو:
" كان غير واثق كلياً . كان واحداً من أسوأ خطابات ستالين. تلعثم, ولاحظ المرء أنه كان مصدوماً جداً ومذعوراً و ربما كان قد فقد الإيمان بالنصر".
المعلق:
لكن ستالين كان عاطفياً جداً يناشد الوطنية, لقد استعاد ذكرى النصر الكبير ضد نابوليون.
ليف فوسنسنكي / ابن شقيق وزير الإقتصاد:
ذهب الناس الى الخنادق وهتفوا : " من أجل الوطن – من أجل ستالين " . بينما أنا لم أشعر هكذا.
المعلق:
لكن الناس لا يعنون شيئاً لستالين. أوامره هي: خطوة إلى الوراء , النتيجة الوخيمة كانت معارك تطويق و مئات آلاف القتلى والأسرى . بعدها بثلاث سنوات سيكون هناك صور مماثلة, ولكن لأسرى ألمان. فولفغانغ ليونهارد :
"نعم , الناس كانوا ضحية كِلا الديكتاتوريتين المختلفتين كثيراً في التفاصيل. ولا يوجد شك في ذلك. لم يكن لهم أي دور في أهداف السلطة السياسية لكلا القيادتين , هذه كانت الحقيقة المأساوية الواقعية على الجانبين" .
المعلق:
يترك ستالين جنوده يشنون هجوماً بشرياً عديم الجدوى ضد الخطوط الألمانية.
فيليب فون بوس لاغر / ضابط قبالة موسكو :
في البداية تكَّبد الروس خسائر هائلة. لقد عشنا ذلك كجنود. كانوا يأتون بموجات كثيفة ويُقتلون ببساطة. أعتقد بأن مقابل كل قتيل ألماني كان هناك عشرة روس وكان يركض الضباط بسلاحهم, وإذا لم يسيروا إلى الأمام يقتلون . ولكنهم أتوا بصفوف كثيفة وبصفوف متتابعة وقتلوا جميعاً.
المعلق :
من يقدم نفسه أسيراً ، يُعتبر بالنسبة لقائد الحرب خائناً . كانت المحكمة العُرفية تحذّرهم ، لأنهم وبحسب رأي القيادة ، تخلوا عن استعدادهم للتضحية .
ثلادلين أنشيشكن / ضابط في البوليس السري :
لم يكن يضع شارة على الكتفين ، لقد نُزعت منه. حفر حفرة. لم أستطع فهم معنى ذلك .
هذا الرجل قال: يا رفاق ، لقد أضعت الطريق ، نحن في الغابة. لقد قاتلت وسأستمر في القتال !
قيل له : باسم هيئة رئاسة السوفيات الأعلى أنت هارب من الجندية !
كان عليه أن يقف ووجهه نحو الحفرة . بعدها رأيت كيف أطلق عليه أحدهم النار من الخلف بواسطة مسدس وكيف سقط على ظهره .
بالنسبة لي كان هذا مُرعباً . لم يكن مفهوماً أبداً ، لماذا فعل ذلك ، لا سيما وأن هذا الشاب قد قال الحقيقة . لقد رأى الجميع أنه فعلاً أضاع الطريق .
المعلق :
ليست حالة نادرة . إعدامات لما يسمى أعداء الشعب ، جبناء مزعومون ، هاربون من الجندية وخونة . هكذا هم على جدول الأعمال .
ليف فوسنسنكي / ابن شقيق وزير الإقتصاد :
كل هذا حصل بتوجيهات من "ستالين" . لم يكن النقاش ولا التصحيح مسموحين ، وهكذا واجهت جماهير من الجنود والضباط السوفيات الموت .
المعلق :
قطعت مجموعة جيوش "هتلر" نصف الطريق إلى موسكو . من المفترض تقويض مركز السلطة السوفياتية .
أثناء الزحف وقع الابن الأكبر للديكتاتور في الأسر .
يجري التحقيق مع "ياكوف دشوغا شفيلي" .
رولف باول :
قطع الاستجواب أشواطاً وسأل الرائد الأسير "ياكوف دشوغا شفيلي" وقال له : بماذا تعلق على ذلك ؟ نحن تقدمنا سريعاً في الأسابيع الأربعة الأخيرة والآن نسير نحو موسكو . هنا ابتسم نجل "ستالين" وهزّ برأسه وقال : لن تتمكنوا أبداً من دخول موسكو . لقد حرص أبي على وضع ألغام تحت كل بيت ولن تتمكنوا من دخول موسكو . حسناً ، سوف نرى ، أردف الرائد مُجيباً .
المعلق :
إغتاظ "ستالين" الأب لأن ابنه سلم نفسه للقوات المسلحة المتقدمة .
في تشرين الثاني (نوفمبر) أصبحت موسكو على مرأى من القوات الألمانية ، فالمسافة لوسط المدينة ثلاثين كيلومتراً .
فيليب فون بسيلاغر / ضابط قبالة موسكو :
إعتقدنا فعلاً أن القسم الأكبر من الجيوش الروسية قد دُمرت وأن التقدم نحو موسكو يعتمد على سرعة التقدم وليس على العدو كونه لم يعد هناك عدو بيننا وبين موسكو . اعتقدنا حقاً أن الحرب قد انتهت !

المعلق :
في الوقت الذي يجري فيه تحصين المدينة بطلب من "ستالين" وبعد إجلاء قسم من الحكومة إلى "كوبيشيف" ، كان هناك قطار ينتظر في محطة "كازانار" .
وثيقة سرية تكشف السبب : غداً أو لاحقاً سيتم إجلاء "ستالين" . لكن "ستالين" يبقى
فولفغانغ ليونهارد :
هذا القطار بم يجر استخدامه ، واستمرت الأقاويل : كلا ، القطار باق ، لكن "ستالين" لن يأت . من الطبيعي أن ينتشر هذا الخبر وهذه الشجاعة الشخصية لــ"ستالين" لعبت دوراً بدون شك .
المعلق :
لكن ما الذي أملى على "ستالين" البقاء في موسكو ؟ تكثر الأساطير حول ذلك .
في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين ،تحلّق طائرة فوق العاصمة بحمولة مدهشة .
دودو تشيشينادزي :
جاء أحد رجال الدين وأخبر "ستالين" بعدم مغادرة مدينة موسكو وطلب منه أن يدافع عنها ببساطة ، فإذا أظهر الشجاعة الكافية لن يتمكن الألمان من التقدم .
المعلق :
هل يتوب طالب معهد اللاهوت السابق "ستالين" ، في أوقات الشدة ، ويعود إلى الإيمان ؟ ما الذي من المفترض أنه أعطى الأمر شخصياً .
نيكولاي بلوخين / صديق الطيار :
قال "ستالين" للطيار : لديك مهمة استثنائية . أنت تقلع الآن بالطائرة وتحوم فوق موسكو ليستمد منك الجنود الشجاعة ويصمدوت في وجه العدو .
المعلق :
الذي نصَّب نفسه رئيساً يريد قبل كل شيء كسب تأييد الشعب .
لقد جرى نهب وتدمير مئات الكنائس بأمر منه ، واختفى عدد كثير من الكهنة في الكولاك مما أحزن الشعب .
المعلق :
يستخدم "ستالين" الآن قوة الإيمان . فمنذ تشرين الأول (أكتوبر) من عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين أعيد فتح الكنائس وأصبحت تساعده في حربه .
البطريرك سيرغي :
بمساعدة الله سيستطيع الجيش الأحمر طرد الشيطان الفاشي من وطننا .
يرد "ستالين" الجميل ، على طريقته الخاصة .
نيكولاي بلوخين / كاتب روسي أورثوذكسي :
في الحادي والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) قال "ستالين" للمتروبوليت "سيرغي" : سوف نسترجع جميع الذين ما زالوا على قيد الحياة . وإذا كان هناك حالات موت لرجال دين في المعسكرات بعد سنة واحد وأربعين فلكونهم من المسنين الذين لم يُعثر عليهم .
المعلق :
لكن ما الذي يحدد مصير معركة موسكو ؟ هنا جن جنون "هتلر" وأراد السيطرة على موسكو بهجوم مفاجىء.
الجبهة تتوسع ، وهناك نقص في الإمدادات وفي العتاد لفصل الشتاء .
الآن يقول "هتلر" لجنرالاته : لا خطوة إلى الوراء . ويقع في الخطأ الذي وقع فيه عدوه "ستالين" سابقاً .
السيد القابع في الكرملين يستفيد من ذلك ، لقد تعلم الدرس . وها هو يشارك الآخرين في القرار وفي مقدمتهم "جيورجي جوكوف".
يلح جورجي على "ستالين" بسحب القوات من الشرق الأقصى .
إنها الفرق السيبميرية الجديدة التي صنعت التحول على أبواب موسكو .
إنه انتصار "ستالين" الأول . لم يعد الألمان بعد الآن : القوة التي لا تهزم .
المعلق :
ولكن الحرب لم تنته بعد، و"ستالين" غير واثق إطلاقاً . على بعد ألف كيلومتر في "كوبتشيف" شرقي موسكو يطلب وبسرية تامة بناء ملجأ تحت الأرض . مقر للحكومة في حال استولت قوات "هتلر" على موسكو .
لكن "ستالين" لن يغادر موسكو ، فهو يعرف أنه يملك السيطرة المطلقة في عاصمته فقط .
ستيبان ميكويان :
لم يتواجد "ستالين" في مكان الحدث مرة واحدة ، بالرغم من كل الكتابات أو الأفلام التي تهدف إلى إثبات ذلك . لم يتواجد على الجبهة إطلاقاً . إنها حقيقة مُخجلة ... والدي قالها لي : "ستالين" كان جباناً .
المعلق :
يطلب "ستالين" من شعبه التحلي بالشجاعة بأي ثمن . لينينغراد ، العاصمة الواقعة على نهر "نيفا" محاصرة من الألمان منذ أيلول (سبتمبر) سنة واحد وأربعين .
كان في استطاعة "ستالين" إجلاء المدينة ، ولكنه يريد من الجنود أن يدافعوا عن عائلاتهم على أرضهم وأن يحمل السلاح كل من استطاع .
يستمر الحصار تسعمائة يوم . يريد "هتلر" تجويع لينينغراد .
ليودميلا أوسراتوفا :
لفترة من الوقت كان هناك إطلاق نار ، بعدها هدوء ، لماذا ؟
كان الألمان يصرخون بصوت عال ويتفوهون بكلام غير معقول.
لا أحب أن أكرر ذلك . كانوا ينادون : في كل الحالات سوف تموتون ! المدينة سوف ندمر المدينة !
المعلق :
تصبح لينينغراد رمزاً لشقاء السكان المدنيين . كبار السن والأطفال يموتون أولاً .
ليودميلا أوبراتوفا :
قالوا: إن أخي الصغير "يورك" قد مات ، نادوا : خذي المزلاج من البيت واصطحبيه ! لم أعرف كيف سأعلم أمي بذلك !
المعلق :
على "ليودميلا" ذات الأحد عشر ربيعاً ، أن تدفن أخاها الصغير .
ليودميلا أوبراتوفا :
أتت شاحنة ، مُحملة بالجثث ، وكأنها حطب . لم تكن الجثث مغطاة ، إنما ملقاة هكذا كما جمعت من الشوارع . جرى إلقاؤها في حفرة .
وقفت طويلاً هناك . إحدى المساعدات المتطوعات أتت نحوي وتساءلت : أيتها الفتاة ، لماذا تقفين هنا ؟ أجبتها : أنا أنتظر حتى تمتلىء الحفرة لأضع الولد فوق حتى لا يكون الحِمل ثقيلاً عليه .
المعلق :
أكثر من مليون إنسان يموتون في لينينغراد نتيجة البرد والجوع .
الكره الذي أشعله "هتلر" ، سوف يُقوي "ستالين" .
ليودميلا أوبراتوفا :
كان خوفاً وكراهية لا توصف . كنت ما زلت طفلة ، لكني كنت أكرههم بشكل لم أكن أعر ماذا سأفعل بهم .
المعلق :
هؤلاء المدنيون هم أيضاً ضحايا ، فبعد أن بدأت الحرب ، أمر "ستالين" بترحيل الروس ذوي الأصل الألماني من البلاد .
أرميلدا غِرِيبْ / ألمانية من روسيا :
بعدها كانوا يهددون الألمان: عليكم أن ترحلوا ، والذي لا يرحل سوف نطلي بدمه الأسوار . هكذا قالوا لهم .

المعلق :
عشرات الآلآف جرى إرسالهم إلى سيبيريا .
أرميلدا غِريبْ :
الأهل بكوا ونحن بكينا . بعدها كان علينا السفر ، وقت طويل قضيناه في عربات الحيوانات .
المعلق :
الغالبية لن ترى وطنها مرة أخرى .
في ربيع سنة اثنين وأربعين ، بدأت القوات المسلحة الألمانية هجومها مجدداً .
لقد اتجهوا جنوباً . والهدف هو "ستالينغراد" والبترول في القوقاز.
لكن "ستالين" يعرف خطورة ما يجري .
نيكولاي بايباكوف / مفوض الشعب لقضايا البترول :
إستدعاني "ستالين" وقال : أيها الرفيق "بايباكوف" ! إذا سقطت حقول البترول في أيدي الألمان سأعطي الأمر بإعدامك .
ولكن إذا قمت بإحراق حقول البترول قبل الوقت ، ولم يأت الألمان ، وعندها لن يكون لدينا مواد للوقود ، سأعدمك أيضاً .
المعلق :
لاحقاً ، يُعرض برنامج أسبوعي سوفياتي حول هجوم "هتلر" الفاشل على البترول بشكل كاريكاتوري .
إنها صورة خادعة . هكذا تصوروا أن يسيطروا على جواهر بحر قزوين .
حتى إنهم حلموا كيف سيوزعون الثروة ولمن ستكون "باكو" ونفطها .
لكن "هتلر" لن يسيطر على حقول النفط .
"ستالينيغراد" ، العاصمة الواقعة على نهر الــ"فولغا" .
يريد قائد الحرب ، "هتلر" السيطرة عليها بأي ثمن .
ويريد قائد الحرب ، "ستالين" الدفاع عن المدينة التي تحمل اسمه بكل الوسائل .
مصير المدينة يصبح مرتبطاً بمصير الشعب .
بوريس سوكولون / مصور على الجبهة :
دخلنا الحرب من أجل الوطن و "ستالين" . يمكن للمرء اليوم أن ينكر ذلك أو أن يذكر الوطن فقط ، ولكن الوطن كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بكلمة "ستالين" .
المعلق :
الدعاية السوفياتية تُظهر "ستالين" بأنه قائد المعارك الأوحد . إنها مسألة اعتبار ، ولكن الحقيقة غير ذلك .
سيرغي خروتشوف :
عملياً أمسك الجنرالات بالقيادة . كان يوافق على قرارتهم فقط .
وعندما كان يتدخل في شؤونهم ، كان الوضع يسوء أحياناً .
المعلق :
لقد تعلم "ستالين" من الأخطاء ، يعطي العسكر مجالاً أوسع ويحققون الانتصارات دون أن يتنازل عن المجد . "ستالينيغراد" هي نقطة التحول في الحرب .
المعلق :
الاستسلام رغماً عن إرادة "هتلر" ، يذهب المشير "باولوس" إلى الأسر .
من يعلم ، ربما كان هناك عرض لمبادلته مع "ياكوف" ابن "ستالين" .
يفغيني بيتوفرانوف / ضابط البوليس السري :
عندما اقترح على "ستالين" ، بإنقاذ "ياكوف" من الأسر مقابل إطلاق سراح "باولوس" ، فكَّر ملياً بالأمر وقال بعد ذلك بأنه لا يبادل جنرالاً مقابل واحد من الضباط الصغار .
"ستالين" لن يغدر لابنه أن سلم نفسه للألمان .
في معسكر اعتقال "ساكسن هاوزن" يموت "ياكوف" عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين .
وتظهر الصورة ابن "ستالين" عالقاً في السور الكهربائي . فماذا يشعر ابن "ياكوف" ؟
أفيغي دشوغاشفيلي / ابن ياكوب ستالين :
غالباً ما أسأل إذا كنت غاضباً من "ستالين" لأنه لم يبادل أبي مقابل المشير "باولوس" .
من المؤكد أن حياتي كانت أفضل لو كنت مع أبي . جوابي على ذلك ، هو أن "ستالين" لا يمكن أن يكون غير ذلك "الفولاذي" .
المعلق :
ينبغي على العالم بأسره أن يعرف ذلك . أسرى حرب ألمان في موسكو . وبأمر من "ستالين" يجري جرّهم في قلب العاصمة .
فولفغانغ ليونهارد :
كنت وقتها في موسكو ، وتحديداً في شارع "غوركي" ، تماماً في وسط المدينة ، عندما مروا من هناك . لم أقم بهذه الزيارة .
تأثرت سلبياً بذلك . القتال ضد الفاشية نعم ، لكن ليس عرض أسرى حرب ألمان من جنود وضباط في شوارع العاصمة . لم أذهب إلى هناك .
المعلق :
أربعون ألف أسير يعرضهم "ستالين" .
تاتيانا ليشفينوف / ابنة وزير الخارجية حينها :
ذهبت مع صديقة كان زوجها قد قُتل في الحرب ، إلى الساحة الحمراء . وقفنا هناك واعتقدنا أننا سنرى أعداءنا.
عوضاً عن ذلك رأينا أشكالاً بشرية هزيلة ، لم يكن شوهاً أحمر كما كنا نحن نتخيل الألمان . أشكال بائسة كانت تمر من أمامنا وشعرت بالاشمئزاز .
لكني وبسبب صديقتي التي قتل زوجها ، لم أتفوه بكلمة . استدارت نحوي وقالت : لا أشعر بأي كراهية .
المعلق :
لكن "ستالين" يريد إذلالهم .
تاتيانا ليشفينوف :
لكن هذا هو منطق القياصرة. هذا هو مسار العالم : المنتصرون والمنهزمون . إذلالهم وتأجيج غيظ المواطنين.
المعلق :
هو أيضاً يريد أن يؤثر على حلفائه من خلال مسرحية الموت هذه.
زار " ونستون تشرتشل" موسكو في آب (أغسطس) سنة اثنين وأربعين ، لقد كان تقارباً صعباً .
باتريك كينا / سكرتير تشرشل :
لم يكن يُكنّ له الود ولم يكن يثق به ، ولكنه في طبيعة الحال لا يستطيع إهانته .
بعد أول لقاء في الكرملين قال لنا "تشرتشل" بصراحة رأيه في "ستالين" :
هذا الإنسان الشيطاني المتوحش . ولقد حذر السفير البريطاني قائلاً : حضرة رئيس الوزراء ، يجب أن ألفت انتباهكم ، بأن هناك تنصتًا في هذا المبنى .
المعلق :
الكلمات الواضحة تترك تأثيرها .
باتريك كينا :
في اليوم التالي ، عندما التقى "ونستون" مع "ستالين" كان هذا الأخير في غاية اللطف . لقد قرأ تقرير التنصت . قال :أرجو منكم أن لا تغادروا اليوم ، ابقوا يوماً أو يومين. لقد طلبت تحضير مأدبة في الكرملين لكم ولأعوانكم.
المعلق :
تشرشل يعرف أنه حلف مع الشيطان ضد من هو يُعتبر أسوأ منه.
باتريك كينا :
أعتقد أنه كان يعرف تماماً ما هو الأفضل لأوروبا وهو التعاون معهم ، حتى لو كنا لا نحبه .
المعلق :
يحصل السوفيات على كميات كبيرة من العتاد الحربي من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى .
كانت شحنات مهمة. لكن "ستالين" يريد المزيد من حلفائه في الغرب. فهو يطالب بفتح الجبهة الثانية .
تاتيانا ليشفيمنوف :
كانوا مختلفين تماماً بالنسبة لــ"ستالين". حياة الإنسان لا تعني شيئاً ، إنه رقم فقط ، لكن لا الأميركيين ولا الإنكليز كانوا يريدون خسارة بشرية كبيرة . لذلك أخذوا وقتهم بالنسبة للجبهة الثانية . لم يكن هناك أية وسيلة مباحة لكسب الحرب . بالنسبة إليهم ، كان عندهم تصوُّرهم الخاص .
المعلق :
أولاً: تقلع قاذفات الحلفاء باتجاه ألمانيا .
قال "تشرشل" : الحرب الجوية هي أيضاً جبهة تخفف العبء عن السوفيات .
"ستالين" يشجعه على تدمير المناطق السكنية الألمانية خاصة .
المعلق :
الجبهة الثانية لم تفتح إلا من حزيران (يونيو) سنة أربعة وأربعين.
لقد شن هجوم في النورماندي .
أيام رايخ "هتلر" أصبحت معدودة . وبدأ الحلفاء بوضع الخطط لما بعد الحرب .
المعلق :
مؤتمر "يالطا" في القرم ، وهذا قصر "ليفاديا" للقياصرة .
هنا في شباط (فبراير) سنة خمس وأربعين اجتمع المنتصرون القادمون في مؤتمر الأقوياء . والمُضيف هو "ستالين" .

المعلق :
هل يستطيع فرض مطالب القوة في مواجهة "تشرشل" ؟
لقد تودد نحو الولايات المتحدة الأميركية .
تاتيانا ليتفينوف :
"ستالين" و "تشرشل" تصارعا من أجل كسب ود "روزفلت" .
ودار الصراع حول توزيع المقاعد . "ستالين" أراد الجلوس أقرب إلى "روزفلت" ، والظاهر أنه نجح .
المعلق :
ماذا سيكون مصير ألمانيا وأوروبا بعد الحرب ؟
الديكتاتور يريد أرضاً ألمانية من أجل إزاحة بولونيا نحو الغرب.
وهو يريد الإبقاء على الغنيمة التي كسبها خلال حلف "هتلر – ستالين" .
والحصول على أكثر منها . ويجري تحديد مناطق نفوذ في الشرق والغرب . قوى الغرب تقدم تنازلات كبيرة .
فولفغافع ليونهارد :
الحقيقة لم تكن فقط مقدرة "ستالين" التفاوضية ، إنما أيضاً القوة الحقيقية التي كان يملكها الاتحاد السوفياتي ، إضافة إلى حذر القوى الغربية مع مواجهة "ستالين" بقوة كونهم يريدون الاتحاد السوفياتي كحليف في الحرب ضد اليابان .
في شهر نيسان (أبريل) من عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين ، بدأ التقدم باتجاه "برلين". يريد "ستالين" الوصول إلى العاصمة قبل القوى الغربية ، ويريد كمنتصر على "هتلر" أن يصنع التاريخ هكذا .
فلاديمير نوموف / جندي في الجيش الأحمر :
كان مهماً بالنسبة له أن يصل إلى "برلين" قبل الجنرال "إيونهاور" ، سيما وأنه من الجبهة الغربية ، ومن الجانب الغربي, كل الطرقات كانت مفتوحة .
عسكريون أمام خارطة بارزة :
لذلك ، يكلف أفضل عسكرييه نفس التكليف. هذا يخلق تنافساً بين المارشلين "جوكوف" و "كونييف" .
ناتاليا كونييفا / ابنة المارشال كونييفا :
في هكذا أوضاع لا يمكن تفادي تداخل القوات إذا قام "جولوف" بهجوم وكذلك "كونييف" ، ولم يعد من الممكن التفريق بين القوات.
المعلق :
ضريبة دم مجانية قبل الهدف مباشرة .
ليف كوبيليف / جندي في الجيش الأحمر :
جعل عشرات الآلآف يموتون في هجمات لا معنى لها ، فقط من أجل الاستيلاء على "برلين" في الوقت المناسب .
جرى التضحية بمئات الآلآف رغم أن الحرب قد انتهت .
المعلق :
أيضاً ، خلف الجبهات, يموت الناس أثناء الهرب والإبعاد .
دعاية "ستالين" تدعو لتصعيد الثأر, كتعويض عن الجرائم الألمانية .
ثيتالي بوبكوف / طيار في الجيش الأحمر :
من الطبيعي أن تقول لنا الدعاية : أكبر عدد من الإصابات بين الألمان، وأكبر عدد من القتلى .
المعلق :
الجرائم السوفياتية ضد المدنيين الألمان زادت الخوف من قوات "ستالين" .
وبدأ الخطر يحدق بسمعة الاتحاد السوفياتي .
فولفغانغ ليونهاردت :
في شهر نيسان (أبريل) ، تغير الخط السياسي وجرى التحضير لكي تتصرف القوات السوفياتية في "برلين" بشكل مهذب .
كان هذا قراراً جدياً ولكنه أتى متأخراً جداً .
المعلق :
وصل "ستالين" إلى هدفه "برلين" في آيار (مايو) سنة خمسة وأربعين ،
ويقوم الأقطاب السوفيات بجولة في المدينة المدمرة ، والتي على "ستالين" أن يتقاسمها مع المنتصرين الآخرين. المعلق :
هذا مبنى مستشارية الرايخ المدمر ، زيارة إلى مخبأ "هتلر" .
لقد وجدت جثته، ولا يُفترض أن يعرف أحد بذلك .
يلينا ريشفسكايا / مترجمة عسكرية :
لم يكن مسموحاً على الإطلاق الإعلان رسمياً عن موت "هتلر" . هذا كان أمر "ستالين" الواضح . لذلك ، عندما وُجدت الجثة ، لم يكن هناك مصوّرون أو صحافة أو رجال سينما ، ببساطة لا أحد. كان أمراً سرياً للغاية.
المعلق :
يخدع "ستالين" الحلفاء أيضاً. في بوتسدام ، وفي شهر تموز (يوليو) سنة خمسة وأربعين تعقد القوى الثلاثة المنتصرة مؤتمرها الأول .
فلانتين بريشكوف / مترجم ستالين :
عندما وصل في المساء إلى "بوتسدام" ، وكان أول سؤال لــ"تشرشل" و "ترومان" : هل وجدتم جثة "هتلر" ؟ أجاب : كلا.
ربما كان يعتقد بأنه إذا كان شائعات تقول بوجود "هتلر" في مكان ما ، عندها يمكن الإبقاء على التحالف المعادي لــ"هتلر" .
المعلق :
قريباً ، سينقطع عقد التحالف . لقد بدأ عملياً تقسيم العالم على الطاولة المستديرة في "بوتسدام" .
سيخوض "ستالين" الحرب الباردة كسيد للقوة العظمى الجديدة الثانية بعد أميركا .
الدعاية تمجّده سينمائياً على أنه المنقذ وقائد المعارك الذي لا يخطىء .
سيرغي خروتشوف :
انظروا اليوم إلى روسيا الجديدة. من هو البطل ؟ البطل هو "ستالين" .
حتى الديموقراطيون في روسيا سوف يقولون لكم: "صحيح أنه قتل عشرات الملايين ولكنه جعل من روسيا قوة عظمى .
المعلق :
وقوة ذرية أيضاً . بعد أربع أعوام من امتلاك الولايات المتحدة الأميركية للقنبلة الذرية، أصبح لديه القنبلة أيضاً.
سوف تستمر الإمبراطورية التي بناها أربعة عقود وبعدها ستزول.
المصدر قناة المجد الوثائقية
 
2-الطاغية



مبنى الكرملين في موسكوخلف هذا الجدار يوجد حاكم دموي مستبد, إنه جوزف فيزاريونوفيتش ستالين.
لقد أمر بترحيل ملايين البشر إلى أصقاع سيبيريا, أوقتلهم, لأنه اعتبرهم أعداء للاتحاد السوفياتي.
ثلاثة عقود من حكم الإرهاب – حتى توفي الرجل " الفولاذي" في آذار (مارس) سنة 1953.
لكن شعبه يبكي الزعيم البديل للطغيان الأحمر. ما هو المميّز في قاتل القرن؟
لقد سبق وأن حَزِن الشعب السوفياتي في عام ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين على فلاديمير ايليتش لينين, الرجل الذي زجَّ روسيا في الديكتاتورية الحمراء.
يحرس جثّته رفاقه في النضال وتتواجد بقربه وحدة شكلية من أجل المظهر فقط.
بوريس يفيموفيتش يفيموف, شاهد عيان من مواليد 1900 :
" جميعنا شعر بالمصيبة والحزن العميق, لأننا فقدنا مع لينين إنساناً كبيراً فعلاً. لا أحد كان يعرف كيف ستسير الأمور وكيف سنعيش لاحقاً.
في ساعة القلق والخوف هذه كان جوزف ستالين هو القادر على التصرّف.
عِوَض المظهر الحزين يقوم بتأدية قسم مؤثّر مستوحى من فيلم دعائي لا ينطبق كثيراً على الواقع.
ستالين:
" عندما غادَرَنا الرفيق لينين, ترك لنا وصية, وهي أن نقوّي التحالف بين الفلاحين والعمال بكل ما استطعنا من قوة. نُقسم لك, أيها الرفيق لينين سننفّذ أوامرك بشرف".
الجموع:
"إننا نُقسِم"ْ
هنا, لا يخاطب لينين كراحل عن الأرض, بل تجري مناداته كمُلهِم للشعب.
إنها ساعة الولادة لتمجيد لينين اللامحدود تقريباً, وكذلك ستشكل الأدوات المطلوبة لستالين في صراعه من أجل السلطة. يجب أن ينتقل إليه الإيمان الصوفي بالمتوفي.
لينين:
وهذا يتطلب أن لا يُدفن الفقيد كأي سياسي عادي آخر.
يأمر ستالين ببناء ضريح للينين في مركز السلطة, في سفح الكرملين.
يجري تحنيط جثة لينين, إذ يجب الحفاظ على الجثمان, كملهم أزلي للثورة الحمراء.
انعقد المؤتمر الثالث عشر للحزب الشيوعي من دون لينين, لأول مرة, واحتفل ستالين بنفسه كونه الوريث الشرعي الوحيد للينين.
تضع أرملة لينين ,كروبسكايا, وبشكل غير متوقّع, وصية الميت, والتي يصف فيها ستالين بـ" الصلب", ويطلب إزاحته, ويشيد صراحه برفيق النضال القديم تروتسكي.
يعرف ستالين ذلك والأمر حاسم, فكانت مناورته : تقديم استقالته.
ناتاليا ريكوفا (ابنة أحد المناضلين مع لينين):
" كان الخيار بسيطاً, من يحكم . ستالن أم تروتسكي. الأغلبية كانت تخاف من تروتسكي وأفكاره الأصولية المتطرّفة. لذلك وقَع اختيارهم على أهوَن الشرَّين" .
يتجاهل مؤتمر الحزب وصية لينين. يُحتفل بستالين ولا يطرد.
مراسم دفن فيليكس دجرسنسكي, أول رئيس استخبارات في الاتحاد السوفياتي. كان الحزن كتمويه للعبة السلطة المليئة بالدسائس بين المتنافسين. تروتسكي وستالين, كان هذا آخر ظهور علني مشترك لهما.
ناتاليا ريكوفا (ابنة أحد المناضلين مع لينين):
" جميعهم كانوا أناساً مستقيمين. الجميع ما عدا ستالين . لقد كان متقلّباً ومحتالاً.
في عام ألف وتسعمائة وثمانية وعشرين, تبرد المنافسة. يثأر ستالين لنفسه بطريقة مُذّلة, حيث يجري وضع تروتسكي في القطار, ويُنقل إلى المنفى مقيّداً.
استيبان فولكوف (حفيد تروتسكي):
" بعدها وضع ستالين اسم تروتسكي مرادفاً لكل ما له علاقة " بالخيانة ". في حين وَسَمَ أتباعه بأعداء الدولة. لقد استطاع ستالين أن يحوّل المسؤولية عن نفسه تجاه الحالة الاقتصادية المزرية للبلاد والكثير من الحوادث في المصانع وفشل التنظيم في سياسته. وجعل التروتسكي كبش فداء حقيقي".
يصنع الطاغية نظامه. من يُخالِف يجري إسكاته. لا أحد يجرؤ على النقد العلني. لقد حول ستالين ديكتاتورية الحزب الواحد إلى ديكتاتورية الرجل الواحد. وهو الآن يعمل على فرض إرادته على الشعب.
" الخطة الخمسية للدولة الصناعية", هذا هو الشعار الذي أطلقه. إنه مشروع هائل لتحويل البلاد لماكينة نضالية للثورة العالمية.
ويجري تشييد معامل ضخمة للطاقة في الأراضي السابقة المقفرة.
ينقلون الطاقة للمراكز الصناعية الجديدة, كما في ماغنيتوغورسك, أكبر مصنع للحديد والصلب في أوروبا. أيضاً في صناعة القطارات, كانت هناك أهداف طموحة, وهي ربط المراكز الصناعية والتي تبعد غالباً عن بعضها آلاف الكيلومترات.
يأمر ستالين بتسلّيح الجيش الأحمر ليصبح الأقوى في العالم. إنها ساعة ولادة القوة السوفياتية.
وتغادر أحدث الدبابات مصانع الأسلحة السوفياتية, والأمر مماثل في صناعة الطائرات, حيث تلتحق بركب الدول المتطورة. لم يحمل المواطنون السوفيات شعار "ستالين" الثورة من فوق", بل طبّقوه بحماس شديد.

ليف كوبليف:
" في هذا الوقت كان اعتقادنا, أنا وأصدقائي ورفاقي في العمل, أن ستالين رجل دولة عبقري ويعمل كل شيء بطريقة صحيحة ويبني بلداً من لا شيء ويحوّله إلى قوة عظمى. وكانت منزلته تقارن مع بطرس الأكبر".
المعلق:
القليل فقط يدركون أية شخصية كانت مخبأة وراء قناع الملك الطيب.
ليف كوبيليف:
"كان ممثلاً موهوباً ودسّاساً, لا يوجد لديه أي تصوّر لمصطلحات مثل :الشرف والضمير وحقوق الإنسان والإنسانية. كانت بالنسبة له شيئاً مجهولاً.
كانت سلطة ستالين مَبنية على الخضوع المطلق. إرادته فقط تؤخذ بعين الاعتبار, ولا يسمح أن يكون لها منافس وعلى الأخص الكنيسة الأورثوذكسية الروسية. والتي كانت تشكل الملجأ الوحيد لملايين المواطنين السوفيات في وجه العالم الشيوعي اللاروحاني.
القساوسة هم أول من أصابهم طغيان ستالين. لا ينبغي عليهم مبايعة هذه الأيقونة فقط بل هذا الصنم أيضاً.
الوالد (الأب) جيورجي تشيتياكوف (ابن أحد الضحايا):
جرى قطع رؤوس الرهبان وتركهم يتجمّدون في الجليد وكان يُزَجّ بهم في السجون وقتلهم, ويدفنون أحياء أو يعدمون بالمئات, لا, بل بالآلاف بالقرب من موسكو. هناك يوجد أعداد لا تحصى من ساحات الإعدام رمياً بالرصاص, حقول بكاملها مرصّعة بعظام الأكليروس الروس.
كان شعار ستالين: "بعد خمس سنوات لن يكون هناك دور للعبادة ", جرى نسف الكثير منها. . . أو سَرِقتها بسبب رموزها.
كان رأس الحربة في قتال الكنيسة هو ما يُسمّى " اتحاد المُلحدين المناضلين".
كانوا معظمهم من الشبان الذين يؤمنون بعقيدة ستالين الجديدة ويُستغلّون من الطاغية دون مبالاة.
أيضاً من أجل الهجوم الجديد لستالين ,أطلق مجموعة: الإشتراكية الإجبارية".
في بداية الثلاثينات, كانت روسيا بلداً زراعياً متخلّفاً.
كان الفلاحون يشكلون السواد الأعظم من السكان. ومع ذلك لم يكن هناك مكان قبل الثورة , ظروف الحياة فيه أفضل من ظروف الحياة في القرية.
شكلت منتوجات الفلاحين الصغار والصناعة اليدوية العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة. حيث كانت تباع في الأسواق المحلية أو يجري تبادلها. ولكنها انتهت في عام ألف وتسعمائة وثلاثين.
يأمر الديكتاتور بتأميم الزراعة. كان عملاً جائراً. إنها جريمة ستالين الأولى ضد شعبه.
بتوقيعه القرار, دمّر قاعدة معيشة أربعة أخماس المواطنين.
ماريا ايفنوفا بتاشنيتشينكو:
"كان ينبغي علينا تسليم كل شيء من مزرعتنا لم يترك شيء ,لا شيء على الإطلاق لأي كائن. نصّ الأمر : " كل شيء للكولخوز" (التعاونية الزراعية). لا أدري ما الذي أدّى بستالين لإعطاء مثل هذا الأمر. لقد قضى على البشر.
اشتراكية ستالين. قائمة على منطق خبيث: يستنزف التصنيع الكثير من العملة الصعبة وينبغي على التعاونيات الإنتاجية الكبيرة الحجم أن تتولّى تمويلها لذلك, وهذا تعليله, فإن غالبية المزارع صغيرة لدرجة أن الدجاجة لا تتعب من الركض فيها".
يدافع الفلاحون عن أنفسهم. وتوقفوا عن تسليم محاصيلهم.
لم يتردد الطاغية ولا لحظة. وأمر من مركزه بشن هجوم على سكان الريف.
موجة مصادرة وحشية, تزعزع على البوليس السري اكتشاف كل الاحتياط ومصادرته.
لهذه الغاية يحتاج ستالين إلى رجال متمرسين في الإرهاب من أمثال كوزما بترينكو.
كوزما بترينكو:
"جرى إرسالنا إلى القرى وأعطينا بعض الأحصنة وعربة نقل أو زلاّجة في الشتاء. بعدها كنا ندخل ونفتش جميع البيوت والمزارع بهدف معين".
بتاشنيتشينكو:
دخلت لجنة المصادرة دخلت ببساطة وأخذت منا كل شيء. كان من المستحيل أن نخفي شيئاً عنهم. قاموا بتفكيك الأغراض وتفتيش جميع الزوايا.
كوزما بترينكو:
كان بحوزتنا ورقة من مجلس القرية وأبرزناها, وكتب عليها بخط صغير جدًا لائحة بكمية الحبوب التي يجب على كل فرد تسليمها.
بتاشنيتشينكو:
"والدتي كانت تحتفظ بكيس صغير من الدقيق. هذا أيضاً أُخذ منها. نُهِبْنا بكل ما تعنيه هذه الكلمة. والدتي وقعت على ركبتيها متضرّعة وباكية وصارخة بأن الأولاد بحاجة لبعض الطعام. هذا لم يهمّ أحداً منهم ولم يحرّك إنسانية أحدهم. وهكذا بدأنا نحن الأطفال بالموت البطيء.
المعلق:
مساعدو ستالين المطيعون – هل هم عديمو الضمير ؟
بيترينكو:
"بالنسبة لنا كانت أوامر ستالين هي القانون. القانون الحديدي. كنا نؤمن به. لذلك كنا ننفّذ أوامره!".
المعلق:
لم يكتفِ ستالين بسلب الفلاحين حقوقهم.
الكسندر ايفانوفا:
لقد أطلق شعاراً جديداً: في إطار الإشتراكية يجب القضاء على الكولاك كطبقة اجتماعية".
تطلق الدعاية ,على الفلاحين الميسورين لقب " أعداء الشعب", لأن الديكتاتور يراهم أعداء له هكذا يحكم الطاغية.
يأمر ستالين بترحيل مئات آلاف الكولاك إلى سيبيريا.
الكسندر ايفانوفا:
"كان والدي يأتي دائماً متأخراً من العمل. بالرغم من ذلك كنت انتظره كل يوم لكي يقصّ عليَّ حكاية. في إحدى الأمسيات طُرِق بابنا. كانوا رجالاً من البوليس السري. وبينما كان والدي يتابع الحكاية , كان هؤلاء يبعثرون كل شيء في البيت. بعدها اعتقلوا والدي. وأثناء اقتيادهم له خارج البيت هتف لي قائلاً:" سأعود أنا بريء . سوف أكمِل لك الحكاية". لغاية الآن لم ينتهِ من سرد الحكاية لي".
المعلق:
مع الإشتراكية الإجبارية يبدأ العصر الكبير للغولاك.
سولوفكي: جزيرة في البحر الأبيض المتوسط . وهي " أم" كل المعسكرات ونواة "مجموعة جزر الغولاك".
منذ عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين يجلب أعداء السلطة السوفياتية إلى هنا .
لقد أطلق على معسكر الاعتقال السوفياتي اسم " معهد إعادة التربية".
بيتر سيغموندوفبتش:
"في البدء كان الاتجاه هو تصحيح أو تحسين السجين, أي أن يخرج السجين من المعتقل ويصبح مواطناً سوفياتياً كفئاً يعمل ويصرخ "عاش ستالين". بعد ذلك, في الثلاثينات وبعد تطبيق الإشتراكية, تغيّر الاتجاه : وأصبح يهدف إلى انتقام المجتمع السوفياتي من المجرمين.
انتقام الطاغية
كان الرجال المسخَّرون يعملون أعمالاً شاقة في البرد القارص ومن أجل البناء الصناعي, لقاء حصة قليلة من الطعام.
ليف كوبيليف:
كان الخطأ الأساس هو في الاعتقاد الراسخ بأنه من أجل هدف كبير تصبح كل الوسائل مُباحة ومبرّرة ومن أجل بناء الإشتراكية لا ثمن للإنسان, أو عدد الضحايا.
كانت معسكرات جديدة تنشأ باستمرار وكانت تُبنى في تلك الأمكنة حيث إمكانية استخدام المساجين بشكل واسع موجودة. إن توفّر الأعداد الهائلة من البشر أغرى ستالين على الإقدام دوماً على مشاريع جديدة جبّارة. ودائما الأعمال الشاقة هي أعمال يدوية بالمقطوعية. فالأعمال تجرى على وقع الطبول والمزامير للفرقة الموسيقية في المعسكر. فيجري الحَفْر والطرق والجرّ على إيقاعها.
فورونسوف:
"الإنسان يعتاد على كل شيء . إنه هكذا العادة. كانت جزءاً من المبدأ . حتى لو أنك لم تحمل ولا مرة مِجْرفة في يدك : تأخذها وها أنت قد اعتدت عليها وتنفّذ وأنت مُجبر على فعله. من الطبيعي في هكذا وضع أن يموت الناس أحياناً. من المؤكّد . لكن هذه سنّة الحياة.
قناة البحر الشرقي – البحر الأبيض: أُنجز بناؤها في وقت قياس بلغ تسعة عشر شهراً . ولكن هنا خطأ في البناء: فهي قليلة العُمق ويكسوها الجليد طوال ستة أشهر. " التسرّع في العمل", يولّد العمى, هكذا يستنتج الكسندر سولجنسين. مزاجية ستالين الطاغية ذهب ضحيتها مائة وخمسون ألف قتيل.
فورونسوف ( مراقب في الشرطة السرية):
نعم . كانت فكرة قائدنا لبناء هذه القناة ‍! فكرة رائعة ,إنها فعلاً هائلة. ولكن من الممكن أن العمل كان مضنياً للبعض".
يأتي ستالين من أجل تدشين هذا العمل وتقديمه للشعب السوفياتي.
مثل هذه الصور نادرة, فهو يكره مثل هذا الظهور, لكنه يقبله كونه يُدعّم أسطورة " ستالين الأسطورة" .
يترك الطاغية القتل الحقيقي للآخرين. من أمثال الرجل الذي يقف إلى جانبه غيزيش ياغودا, رئيس البوليس السياسي, والذي أصبح البوليس السري فيما بعد. كان عليه لأن يمن عبيداً للعمل, هذا العدد تحدّده خطة الدولة وبالتالي ستالين.
في الثلاثينات, عمل من أجل ستالين عشرة ملايين عامل بالقوة.
في عام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين, وباستثناء وِرَش البناء الكبيرة, كان الهدوء التام يخيّم على البلاد . كان صمتاً مُطبقاً.
لقد خسرت القرية معركتها من أجل البقاء. من لم يُجبر على العمل في الغولاك, كان يواجه الموت جوعاً. انتقام ستالين له نظامه! فالمتوفر من المواد الغذائية يحصل عليه عامل الصناعة بالتوزيع . أما أبناء الريف فيموتون جوعاً .
إيفان فيودوروفيتش ليشتشنكو:
أتذكر تمتماً عندما أتت جارتنا ، وهي امرأة عجوز ، إلى والدتي واشتكت: لا يوجد خبز على الطاولة ، ولكن صورة "ستالين" على الحائط‍!
طالت الأعمال الوحشية سكان أوكرانيا بنوع خاص . لقد كانوا أكثر المقاومين عناداً ضد الإشتراكية .
إلكسندر أنوطونوفا ماسلو:
البداية كانت في الربيع. أصيب أخي الأكبر فجأة بمرض شديد .
كان عندنا بئر خاص في فناء البيت. والجيران كانوا معتادين على أخذ المياه. أحياناً كانوا يلقون نظرة علينا أيضاً. في أحد الأيام لاحظوا أن أمي تعطينا نحن الأخوة الأصحاء قطعة صغيرة من الــ"شوندر" ولا تعطي أخي المريض .
جمع الولد المسكين آخر قواه وتدحرج إلى الأسفل ليأخذ شيئاً يسُدّ به جوعه .
قال جيراننا لوالدي : أعطِه الآن أيضاً ! لكن أمي أجابت: كلا، عليَّ أن أنقذ أطفالي الأصحاء على الأقل !
بدأ أخي بالبكاء الشديد وتسلق عائداً إلى مكان نومه بالقرب من الفرن .
بعدها بقليل مات.
عندما أتى جامع الجثث، سحب أخي من مرقده ووضعه على عربة الجثث. وفجأة أمسك بأمي ووضعها إلى جانب أخي الميت. هذا بالرغم من أنها كانت على قيد الحياة ! بدأت بالبكاء ، فقال جامع الجثث على الأثر : اسكتي، هل يفترض بي أن أحضر مرة ثانية في الغد ؟ فهي بالكاد تستطيع التنفس .
المعلق :
كان التعسّف جزءاً من خطة الطاغية . كون الهرب فقط يمكن أن يُنقذ الناس ، كان يجري سجنهم في قراهم .
يأمر "ستالين" بإقفال جميع الشوارع وإيقاف حركة السكة الحديد. ملايين الأوكرانيين يقعون في الفخ .
أطفال مقعدين :
بعد السنة الأولى للمجاعة تصبح الحياة في سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وثلاثين غير محتملة .
إلكسندر إيفانوفا :
في أحد الأيام تغيّب أحد الزملاء عن المدرسة . بعدها بأيام كان رأي الأستاذ الاستفسار عنه. عندما التقينا بالجيران حذرونا من دخول البيت. لقد حدث أمر فظيع .
لقد قتل الأهل الولد بعد أن أصابهم الجنون قبل الموت جوعاً، قطّعوه ووضعوه في حلّة ثم أكلوا منها .
بينما يموت خمسة ملايين إنسان في أوكرانيا من الجوع ، يأمر الطاغية بتصدير خمسة ملايين طن من الحبوب.
صاحب "الإحساس الجيد" يكافأ ، وله الحق في بعض الحياة .
هذا هو الاتحاد السوفياتي الآخر . لقد رتبت النخبة الجديدة أوضاعها . وينعم النشطاء المستحقون بالامتيازات : سيارات رسمية ، رحلات نقاهة ، حياة ليلية ممتعة .
يبدو واضحاً لمن يجب أن يُوجَّه الشكر :
"لنشرب نخب الرفيق الكبير "ستالين" ، الذي يقودنا على الطريق المضيء نحو الشيوعية " . في صحتكم !
في كانون الثاني (يناير) من عام ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين ، يدعو الديكتاتور إلى مؤتمر حزب "المنصر" كما أطلق عليه .
ويعني بذلك شخصه. "ستالين الفولاذي والعبقري" كما يطلق عليه الآن ، فخور بما تحقق ، ويحتفل بنفسه بحماسة.
لكن المندوبين يحتفلون أيضاً بشخص آخر ، إنه "سيرغي كيروف" رئيس الحزب في لينينغراد .
ناتان شتيان برغر : كان اسم "كيروف" مغروساً بقوة بين المواطنين حيث يمكن القول أنه شكَّل الأمل ليس فقط في لينينغراد إنما لأعضاء الحزب كافة ولجماهير الطبقة العاملة .
كيروف ، مفوض الشعب :
بعد كذبة التصنع ووهم الإشتراكية ، أصبح "كيروف" حامل الأمل لشيوعية "ملطفة" . وبفارق كبير يربح "كيروف" انتخابات اللجنة المركزية .
فلانتين بيريشكوف / مترجم ستالين في ذلك الوقت :
كانت صدمة لــ"ستالين" ! أثناء انعقاد المؤتمر طالب بعض المندوبين بتبني اقتراح أن يكون "كيروف" هو الأمين العام وأن يقود الحزب بدلاً من "ستالين" .
يرفض "كيروف" عرض خصوم "ستالين" . وهكذا ذهبت الفرصة الأخيرة لتبديل الطاغية القوي .
وجاء وقت تدليله بالهدايا ، من الآن وصاعداً ستتكرر طقوس المُبايعة .
إحدى الهدايا سلاح قنّاصة جديد :
يوجهه "ستالين" مازحاً نحو أعضاء اللجنة المركزية . بعد ثلاث سنوات بقي القليل منهم على قيد الحياة .
سمولني :
الأول من كانون الأول (ديسمبر) ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين ، وفي الساعة الرابعة بعد الظهر ، يغادر "سيغي كيروف" اجتماعاً حزبياً في "سمولني" مقر عمله
يتزامن ذلك مع تسلل "ديمتري نيكولايف" ، ذو الثلاثين عاماً ، من مدخل جانبي إلى جناح "كيروف" .
في الساعة الرابعة وثلاث دقائق يلتقي القاتل والضحية. سُمِع صوت ثلاث طلقات ، توفي "كيروف على أثرها . أسرع "ستالين" إلى ليننينغراد ، ليتولى شخصياً عملية التحقيق .
سجن كِرِستي في لينينغراد :
بعد محادثة ثنائية مع القاتل في السجن ، أعلن "ستالين" أن خونة "تروتسكيون" يقعون وراء الاغتيال . كان تضليلاً محسوباً !
"نيكولايف" تجري إزاحته .
البروفسور إلكسندر ياكوثليف / رئيس لجنة التحقيق في قضية كيروف: أمر "ستالين" بقتل "كيروف" ! فمنذ المؤتمر السابع عشر ينظر إليه كمنافس . ولأن السلطة بالنسبة لــ"ستالين" تعني كل شيء ، ولأنه لم يعرف شيئًا غير السلطة قررّ بأن يُفْهم كل أخصامه بذلك .
قبل ذلك عليه أن يُتمم واجباً : دفن "كيروف" ، في احتفال رسم مهيب .
الإعتداء على "كيروف" هو إشارة انطلاق الإرهاب دون رادع .
القتل هو وسيلة شرعية مكمّلة لسياسة الدولة .
للتستر على ذلك ، كان يجري تشريع الموت بطريقة مشينة بواسطة المحاكمات الصورية .
يمثل "إندريه فيجينسكي" الدولة – وبالتالي "ستالين" ، وهي مدعي عام عديم الرأفة يتحدث باسم سيدة .
أندريه فيجينسكي :
البلاد بأكملها تنتظر وتطلب شيئاً واحداً : يجب رمي الخونة والجواسيس الذين باعوا الأرض والوطن بالرصاص كالكلاب .
البروفسور إلكسندر ياكوثليف : جرت تصفية تسعين بالمائة من مندوبي المؤتمر السابع عشر ، لأن كثيرين منهم صوتوا ضد "ستالين" . وكونه لا يعرف من هم بالتحديد أمر بقتلهم جميعاً على سبيل الاحتياط . لذلك كان يسمّى بالــ"فولاذي" .
في بداية سنة ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين ـ يقحم الإمبراطورية الضخمة موجة من الهلع . فالمرحلة التالية للعنف الرسمي تصيب الآلات الشعب السوفياتي .
بوريس جودز / ضابط في البوليس السري سنة 1937 :
أثيرت هيستيريا ما يسمى "الجاسوسية". أي الخوف من الجواسيس الذين كما يقال يتغللون في كل مكان في الدولة.
صوت في الإحتفال :
الموت للأعداء ، الموت للطفيليين ، الموت للجواسيس !
تبعاً لهذه الطريقة جرى اعتقال وحجز جموع كبيرة من الناس دون مشكلة .
المعلق :
بدأ "ستالين" مطاردة لا مثيل لها للناس في كل أنحاء الإمبراطورية الحمراء .
الذي لا يعرف الجاسوس ، يثير الشبهة حول نفسه . الوشاية هي الواجب الأول للمواطن .
مارينا أوكريغينا :
في ذلك الوقت كان الواشون كُثُرْ . على سبيل المثال البوابون، وكانوا يُسمون "دفورنيكي" . كانوا يُجندون من البوليس السري . وكان يُطلب منهم ضرورة التبليغ عن خمسة أشخاص في بنايتهم . وإذا استطاعوا أن يسمّوا أربعة فقط ، كانوا هم الشخص الخامس .
يوريس يفيموف :
كان كافياً إذا استمع أحدهم إلى فكاهة تُروى . أو إنسان ما أراد الانتقام لنفسه من إنسان آخر فيتهمه بأنه لا يُعتمد عليه . يُلقي القبض على الموشى به . ولكن الواشي يُؤخذ معه أيضاً . الوضع كان كالطاعون الذي ضرب جميع أنحاء البلاد ، طاعون عام للخوف .
المعلق :
الخوف كمبدأ للسيطرة : هذا "البيت على الصفة" عبارة عن بناء ضخم مواجه للكرملين . وهو مسكن للنشطاء المستحقين . ما لا يعرفه السكان : أم كل شقة مُتنصت عليها .
يوليانا تيتكوفا :
كنا نعيش في هذا البناء الذي يتم فيه اعتقال الناس باستمرار . الجميع كان يرتجف خوفاً كلما توقفت سيارة بالقرب من المدخل . وكان كل واحد يخشى بأنه هو المقصود للاعتقال .
أعوان البوليس السري في كل ليلة ينتشرون في نفس الوقت ، تماماً في الساعة الرابعة صباحاً .
ناتان شتيانبرغر :
الاعتقال كان خلاصاً . لا ضرورة لأن يرتجف المرء بعد الآن . لقد نُفّذ الأمر ، لقد حصل !
لوبيانكا من الخارج :
الــ"لوبيانكا : مركز إرهاب الدولة .
كما هنا ، يجري في جميع سجون البلاد تلفيق أسباب الاعتقال وانتزاع الاعترافات.
بيتر سيغموندوفيتش :
هكذا كان مبدأ البوليس السري :
أولاً: يجري سجن المرء ، والتهمة موجودة باستمرار ! أعني ، إذا كانت التهمة لا تنطبق على الحالة ، تُحصر الأصابع في الباب وتُكسر بضعة أسنان ، بعدها يوقع المرء عادة .
إلكسندر ستيبانوفيتش بوتشكوفسكي / ضابط تحقيق في البوليس السري:
لقد حصل ذلك مراراً . إذا لم يعترف أحدهم بشكل صحيح ، يتكفل الضرب بذلك
تحت تأثير الضغط الجسدي يعترف تماماً بما لم تقترفه في الواقع . افهموني : أنا موظف للتحقيق .
لا أستطيع أن أضع يديّ بلطف على كتفيك وأحدثك بإطراء ولطف . كلا ! عليَّ أن أنتزع منك كل شيء جرى اتهامك به في الملف .
دقيق ، بيروقراطي ، فعّال .
يوليانا تيتكوفا :قلت لموظف التحقيق : اسمع جيداً ، لم أفعل شيئاً على الإطلاق ، أي شيء . أجابني باقتضاب : أعرف ، لكنه من الأوفر لنا أن نسجنك على أن نراقبك. قال هذا حرفياً .
البولشوي :
"بحيرة البجع"
الطاغية يعشق باليه "تشايكوفسكي" . عندما يُقدَّم العرض في الــ"بولشوي" يرتاح هو في مقصورته .
وعندما ينتهي التصفيق ، يعود "ستالين" فوراً إلى طاولة الكتابة . فواجب القتل بانتظاره : يُوقّع أحكام الموت ، غالباً عدة آلاف في الليلة .
في بعض الأحيان تعتبر اللوائح قصيرة . بعدها يضع ملاحظته : أريد ستة آلاف أكثر ، لا فرق في ذلك .
قبور جماعية
رفاة صامتة تشهد على هول الجريمة . كانت موجودة في جميع أرجاء الاتحاد السوفياتي ، كما هنا بالقرب من "كييف" .
ما بين عامي سبعة وثلاثين وتسعة وثلاثين جرى تصفية أكثر من مليون ونصف إنسان في كافة أنحاء البلاد
الإرهاب الكبير .
هو الإبادة الجماعية الدقيقة والمنظمة . كانت الأديرة السابقة تشكل الأماكن المُفضلة للقتل الجماعي . حتى أصغر قرية عليها تأدية نصيبها !
أنطون أنطونوف :
هكذا تم تجاوز المطلوب في إبادة نخبة البلاد خاصة ، في منطقة قطع الأشجار وبحسب الخطة الموضوعة . هذا ما يميز الإرهاب الــ"ستاليني" بالمطلق .
رسمياً يحمل اسم مفوض الشعب "بيشوف" ، ولكن فعلياً البِشوفيتشينا" رمزاً للإرهاب ضد الشعب .
سيرغي خروتشوف :
بِشوف يتباهى ، أتركوا لي أي شخص لليلة واحدة وأنا كفيل بجعله يعترف أنه ملك "إنكلترا" .
يقود "بِشوف" أيضاً عمل "ستالين" الإرهابي القادم . الترحيل إلى الكولاك . النقل إلى "سيبيريا" في عربات الدواب، في ظل ظروف غير إنسانية .
يوليانا تيتكوفا / معتقلة :
في كل عربة أدخل ثمان وعشرون إنساناً إلى الحظيرة . لم نُعط أي شيء للشرب إنما سمكاً مملحاً . لسوء الحظ أكلناه ، ولم نكن نتخيّل أن الهدف هو أن نموت عطشاً. أيضاً لا وجود لمرحاض .
من مُجمل الاتحاد السوفياتي ، كان ينقل يومياً آلاف المعتقلين إلى المعسكر .
"بيتر ديمانت" في الطريق إلى ما يسمى "طريق الموت" .
بعد ثلاثة أشهر وسبعة آلاف كيلومتر ، وصل إلى أقصى زاوية شرقية في الإمبراطورية الكبيرة .
بيتر سيغموندوفيتش ديمانت :
أخيراً ، جرى إنزالنا في ناخودكا . وهي تقع على بعد ستة وعشرين كيلومتراً من فلاديفوستوك" ، آخر محطة سكة حديد عبر سيبيريا .
خرجنا من العربات ، أو قُلْ سقطنا منها ، وأُحكم الطوق علينا من قبل القناصة الذين فتشوا كل العربات للتأكد من عدم اختباء أحد .
المعلق:
مباشرة إلى معسكر العمل ، فماذا كان ينتظر المعتقلين ؟
دانسيك بلدايف / مراقب في الشرطة السرية :
فيما يخص إبادة الناس أثناء العمل ، نفذ كانت إدارة كل معسكر ، بل نظام المعسكرات ، فائقة الفعالية والتنظيم . تعمل كعقارب الساعة .
الــ"غولاك" كان مكاناً لا مثيل له للعبيد . نعم ، كان هكذا . وعليكم أن تفهموني أيضاً : لم أستطع أن أقول: "كلا" ولم أقدر ببساطة التهرب من هذا النظام .
لكنه تمكن من الرسم . أصبح "بلدايف" المؤرخ السري لعالم الغولاك المرعب . وهذه هي الصور الحقيقية الوحيدة من العالم الداخلي للمعسكر
دانشيك بلدايف :
لقد كان نظاماً مفترساً للبشر ، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى . لم تكن حياة الفرد تساوي أي شيء ، لا شيء إطلاقاً !
وهذا النظام لم يكن مبنياً إلا على العنف وعلى الكذب والدم وعلى بناء جبل من الجثث .
في أصقاع سيبيريا الأكثر عداء للإنسان ، يعمل القادمون الجدد من "الإرهاب الكبير" .
أيضاً وسيلة نقل السجناء الخاصة ، تُجبر "ليف رازعون" على العمل في الغابات .
ليف رازعون :
في خريف سنة ألف وتسعمائة وثمانية وثلاثين ، وتحديداً في شهر تشرين الأول (أكتوبر) ، كان عددنا خمسمائة وسبعة عشر شخصاً . وحتى ربيع سنة تسعة وثلاثين ، أي بانقضاء فصل شتاء واحد ، بقي سعي لاثنين وعشرين شخصاً فقط !
وهكذا كان يُتداول في المعسكر العبارة التالية :
"لو أن "ستالين" الكبير يعرف بذلك ، كان الآلآف يكتبون من الــ"غولاك" إلى "موسكو" .
ميخائيل تامارين :
كل آمالنا كانت معلقة على "ستالين" ، كنا نعتقد فعلاً أن كل هذا يحدث من غير معرفته . كان اعتقادنا الراسخ أنه قديس ، والأكثر قداسة والوحيد القادر على إنقاذنا . كنا جميعاً نجُله ونُصلي من أجله كما للرب . نعم كنا نعتبره القادر على إنقاذنا .
عالم جبال كوليما:
أسطورة "ستالين" القدير العادل ، تتحطم في أكثر مكان موحش في العالم ، بالقرب من مدار القطب .
هنا ، في هذه الصحراء الحجرية الخالية من أي شجرة أو غصن ما ، ينبغي على ملايين السجناء التنقيب عن الذهب : إنها جبال "كوليما" .
سيمون فيلنسكي / سجين في كوليما :
إنها كلمة مُخيفة ، إنها الرمز للشقاء والمصائب وللموت وللمآسي الإنسانية .
لا شيء يفضح طبيعة أية دولة أكثر من سجونها .
هذا ما كتبه الأديب "ليوتولستوي" .
سيمون فيلنسكي :
كانوا دائماً يحضرون إلى كوليما أعداد السجناء الذين هم بحاجة إليهم . كانت طلبات رئيس المعسكر تُلبى بالكامل، وسنوياً. لهذا السبب لم يشكل موت آلاف الناس برداً أو جوعاً أو بأي شكل آخر أية مشكلة . كانوا يعرفون أنه عندما يموت هؤلاء ، سيأتي الإمداد فوراً .
بعد وصولهم إلى المعسكر ، يتم توزيع السجناء مباشرة على مناجم الذهب المختلفة
كانت ظروف العمل قاسية . عشر ساعات تحت الأرض وظروف لا إنسانية . في كل وردية على السجين أن ينقل مائة عربة من كسر الصخور .
بيتر سيغموندوفيتش ديمانت :
في حال كان عدد العربات أقل بكثير ، أي أن المرء استطاع نقل سبعين ، ثمانين ، أربعين أو خمسين عربة في اليوم ، عندها لا يسمح له بدخول المعسكر .
يُعطوك مائتي جرام من الخبز ونصف سمكة مالحة وبعدها تأتي الوردية الثانية وعليك أن تعمل فيها أيضاً وهي ليلية . وفي حال لم تكمل العربات ، لن تدخل المعسكر وتعمل الوردية الثالثة .
بسبب الإنهاك، يخسر ملايين السجناء حياتهم في "كوليما". يجري دفنهم في هذه المقابر ، على مقربة من المناجم.
القليلون بقوا في عالم المعسكر هذا بوعيهم . كتب الشاعر "ثارلام شالاموف :
"لم يكن لدينا كرامة أو عزة نفس ، أو أي أحاسيس إنسانية كالحب والصداقة والشفقة . أدركنا أن الموت لم يكن أسوأ من الحياة .
بيتر سيغموندوفيتش ديمانت :
في المعسكر توجد وصيّة واحدة : تموت أنت اليوم ، وأنا أحاول أن أعيش للغد ، وأن أنجو.
ضحية تلو ضحية . القسوة ضد شريك السجن تُملى من النظام .
دانسيك بلدايف / مراقب في البوليس السري :
لقد مارس البوليس السري في الــ"غولاك" بشكل منظم عملية لا إنسانية الإنسان.
لقد حوّل البشر إلى دواب عمل ، إلى حيوانات ، وبالترتيب :
أولاً: من خلال العناء ، ثانياً: من خلال الجوع ، وثالثاً: من خلال التعذيب . مبدأ الدولة في ذلك الوقت كان يعمل كما يلي : كل خامس إنسان موجود في العسكر، كان هناك من يقوم بمراقبته. هل تدركون معنى ذلك ؟ أي أن مجمل الاتحاد السوفياتي كان معسكراً كبيراً واحداً .
حتى سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وخمسين أرسل "ستالين" أكثر من أربعين مليون عبد إلى الــ"غولاك" . مات منهم أكثر من عشرين مليوناً .
لم تصب هالة الطاغية بأي أذى ، لأن الانصياع لشخصية "ستالين" تتكفل بذلك ، كانت إستراتيجية المظهر الجميل مُنقحة حتى أدق التفاصيل ، ويوهم الجماهير ، بأن لا علاقة له بالإرهاب .
مع نهاية عام ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين ينتهي "الإرهاب الكبير" مبدئياً . لكن التطهير يستمر .
يومياً ، يجري إعدام آلاف أعداء النظام المزعومين . وأُعدم مؤخراً ثلاثين ألف ضابط .
هناك فاتورة واحدة لم تُسدد بعد : إنه "ليوتروتكس" .
ستطاله يد "ستالين" في منفاه في المكسيك .
إستيبان فولكوف / حفيد تروتسكي :
لقد بقي "ميركادر" في ذاكرتي كإنسان رياضي ولطيف وودود . لعب دوره ببراعة لا أحد توقع أن يكون بمقدوره التخطيط لاعتداء .
منذ فترة طويلة ، يتولى رئيس الشرطة السرية التخطيط لاغتيال "تروتسكي" . وها هو "بيشوف" ، على يسار الصورة .
تسلل "رامون ميركادر" عام ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين إلى دور "روميو" لكي يحظى بـ"سيفيا أغيلوف" ، شقيقة سكرتيرة "تروتسكي" .
وفي العام نفسه ، يصبح الزوجان مجاورين لــ"تروتسكي" .
وسرعان ما يصبح "ميركادر" ضيفاً مرحباً به دائماً في هذا البيت .
في العشرين من آب (أغسطس) سنة ألف وتسعمائة وأربعين ، لا يعلم فريق حراسة فيلا "تروتسكي" المحصنة أي شيء عما سيحدث عندما وقف أمامه "ميركادر" بعد الظهر .
إستيبان فولكوف / حفيد تروتكسي :
أتى بحجة إعطاء "تروتسكي" مقالة للصياغة . دخل إلى مكتبه ونزع القبعة والمعطف وتوجه إليه ليسلمه النص . وما أن جلس "تورتسكي" ودرس المقالة حتى انسحب "ميركادر" معولاً للثلج كان قد أخفاه تحت معطفه وضربه بكل عنف على رأسه . قفز "تروتسكي" من الكرسي وبدأ عراكاً مع "ميركادر" ، مطلقاً صرخة موجعة دوَّت في أرجاء البيت .
هرعنا جميعنا . وعندما وصلت إلى المكتبة رأيت كيف كان جدي ملقى على الأرض ويسبح في بركة من الدم .
في اليوم التالي سيموت "تروتسكي" .
القاتل ينال أقصى عقوبة عشرين سنة سجناً .
في كل مكان من الإمبراطورية السوفياتية كان يتم تصفية كل من يعتبره الطاغية عدواً . إنه منطق تعامل به "ستالين" أيضاً في حربه مع ألمانيا النازية .
ليف رازعون :
أمام أعدائه الخارجيين ، لم يكن لدى "ستالين" أي خوف . ما كان يرعبه فعلاً هم أخصامه الداخليين . كان "ستالين" يشعر بأنه مهدد من شعبه الذي كان يحتقره بشدة .
أيضاً في كفاحه مع أعدائه الخارجيين يبقى الديكتاتور منتصراً .
يستطيع الشعب أن يأخذ نفساً . القائد الأعلى "ستالين" ، كما يسمى الآن ، يقف في أوج قوته .
أسطورة "منقذ الوطن" تحمس الكثيرين من أتباعه . . .
بينما هو يبحث عن ذريعة جديدة للإرهاب المفضوح ضدهم .
كأن يعتقد أن أخصامه يعتبرون أن المزيد من الحرية يعني ضعفاً وسيستغلون ذلك من أجل إبادته .
البروفسور إسحاق فيلتشينسكي / يهودي روسي :
أمضى "ستالين" حياته بقيادة الحملات . في أول الأمر جرت محاربة الكولاك أوالتروتسكيني أو أتباع سينوفييف وبعدها مجموعة أخرى مما يسمون أعداء .
هذا يعني أنه باستمرار ، كان هناك مجموعة من البشر تتصدر ، وكان المطلوب إبادتها . لذلك كان يتم اعتقالهم . بعد الحرب كان هناك حملة جديدة كالمعتاد .
كان هدف "ستالين" الجديد : الأساتذة والفنانون والمثقفون . لقد تم إبعادهم بالآلآف إلى الغولاك . ذنبهم "الشعوبية".
ليونيد كوجان / ابن أحد الأطباء اليهود :
اتهم والدي بإقامة علاقة مع "جوينت" وهي منظمة يهودية أمريكية . وواحد من الأسئلة الأولى التي طرحها والدي بعد عودته إلى المنزل من المعسكر كان : ما هي هذه "جوينت" ؟ لم أزر أمريكا ولا مرة ، في إنكلترا نعم ، كنت هناك كطبيب عضو في البعثة السوفياتية للأمم المتحدة . ليس أكثر من ذلك .
لا يتسلح الديكتاتور من أجل الحرب الباردة فقط ، ففي نهاية سنة اثنتين وخمسين ، ينشر إشاعة مفادها أن أطباء الكرملين تآمروا مع بعض من أجل قتل القائد الأعلى للبلاد . والمتآمرون هم من اليهود .
ليونيد كوجان / ابن أحد الأطباء اليهود :
أنتم تعلمون عندما يتعلق الأمر بالمحاكمة ضد أطباء الكرملين ، يعتبر الموضوع بأنه معاداة للسامية . إنما الحقيقة أن مجموعة أطباء الكرملين لم تكن سوى تمهيدٍ لكي يبرهن للشعب بأنه حتى هؤلاء الناس الذين يحظون بالثقة العمياء ، يمكنهم ليس فقط أن يُعالجوا إنما أيضاً أن يُسمِّموا.
إنها إستراتيجية "ستالين" الجديدة القديمة ، من أجل إشعال الهيستيريا الشاملة ، ومن أجل تطهير جديد .
سيرغي خروتشوف / ابن نيكيتا خروتشوف :
لو عاش "ستالين" لفترة أطول لكان أمر على الأرجح باعتقال "مولوتوف" و"ميكويان" وفوروشيلوف" وبالتأكيد "بيريا" من أجل تصفيتهم . كان هناك مؤشرات واضحة لذلك . وبعدها كان سيأتي دور آخرين لأن "ستالين" حضر تطهيراً جديداً شاملاً .
لكن الأمور لم تصل إلى ذلك الحد . ففي الثاني من آذار (مارس) سنة ثلاثة وخمسين يتعرض الطاغية في منزله الريفي لسكتة قلبية . أتباع "ستالين" لا يفعلون شيئاً .
سيغي خروتشوف :
كانوا ببساطة خائفين من أن يلاحظ "ستالين" بأنهم رأوه ، وعذراً لهذا التعبير ، مبللاً وملقىً على الأرض . كانوا مرعوبين من عواقب مثل هذا الموقف المخزي عليهم .
في الخامس من آذار (مارس) ثلاثة وخمسين ، يعلن موت الديكتاتور .
الكثيرون من المحزونين ، آمنوا بالأسطورة وبالقائد العادل العطوف لكل الشعوب السوفياتية ، حتى في الــ"غولاك" .
إلغا سيلينا / سجينة في المعسكر :
عندما علمنا أن "ستالين" قد توفي ، ساورنا شعور بالقلق . سألنا أنفسنا : ماذا يأتي الآن ؟ لم يكن هناك ارتياح ولا فرح .
يوليانا تيتكوفا :
في هذا اليوم مشيت في المعسكر وشكرت جميع الآلهة أن "ستالين" قد مات . فرحي كان خفياً. كان خطراً لو ظهر إلى العلن .
ميخائيل ثمارين / سجين في المعسكر :
كان لدينا جميعاً خوف كبير ، أمسكنا أفواهنا ، لم نظهر أية أحاسيس أو انفعالات غير أسفنا . نعم ، اعتقدنا بأنه ستتم تصفيتنا . مات "ستالين" ، لذلك يجب أن نموت نحن أيضاً .
مات طاغية دموي جلب الموت لملايين الناس .
كان "ستالين" منفذ طوباوية غير إنسانية فشلت في النهاية بصورة يرثى لها .
 
التعديل الأخير:
3-الاسطورة

أحب صورة إلى نفسه كان يراها هكذا : بطل فيلم في دور أبٍ للإتحاد السوفياتي وقائد الحرب والمنتصر على "هتلر" .
تقام الإحتفالات لتكريمه كونه الرجل الذي قاد روسيا لتكون دولة عظمى.
لقد حكم الديكتاتور ما يقارب الثلاثة عقود .
عبادة شخصه كانت سمة تطبع جيله .
لا أحد في التاريخ الحديث استطاع أن يجعل الصورة الدعائية تطغى على الصورة الحقيقية مثل "جوزفين ستالين" ، المجرم .
ضحاياه ملقاة في كل مكان من أرض الإتحاد السوفياتي السابق .
أكثر من 20 مليون إنسان : منهم العمال والمنفيون والمرحلون والذين ماتوا جوعاً على مدى ربع قرن أرهب "ستالين" شعبه ، حتى توفي في آذار (مارس) عام ثلاثة وخمسين .
لكن هذا الشعب الذي اضطهده ، بكاه .
ليف كوبليف :
نعم ، لقد كان يعني كل شيء بالنسبة لي ... ذلك اليوم أصابني اليأس تقريباً . اعتقدت أن الأمور ستصبح أكثر سوءاً .
المعلق :
في التاريخ ، لم تنهمر دموع على طاغية ، مثلما انهمرت على رحيل "ستالين". بالكاد عائلة واحدة سلمت من حكمه الإرهابي .
دودو تشيتشينادزي :
فقدت الكثير من الأقرباء . لقد فقدت الكثير منهم بسببه .
لا أعلم فعلاً لماذا هناك شيء ما, لا أستطيع حتى اليوم تفسيره ، ولكنني بكيت أيضاً ، لقد بكيت .
المعلق :
دقائق طويلة بكت عروسة البحار في كل العالم الشيوعي . الأسطورة تؤثر للمرة الأخيرة . هل هو خيال ؟
كوبليف : لم يكن ذلك "ستالين" الحقيقي ، الذي حزنت وحزن أمثالي عليه في تلك الأيام . كان "ستالين" الأسطورة ، "ستالين" الخرافة .
المعلق :
ما حدث خلف أسوار الكرملين على طاولة "ستالين" في ساعات الليل ، بقي مخفياً على مواطني الإتحاد السوفياتي ...
ليف إ. رازعون :
كانت هناك تعليمات خاصة للقتل . وضعت لوائح يجب بموجبها قتل عدد معين من الناس في كل منطقة إدارية. وكذلك عدد الناس المطلوب إرسالهم غلى المعسكرات .
المعلق :
ثلاثمائة وستة وستون لائحة موت ، موقعة من "ستالين" شخصياً بالقلم الأحمر وعليها أربعة وأربعين ألف إسم .
أحياناً يحذف الديكتاتور إسماً واحداً للإنقاذ .
ليونيد م. زمياتين / مسؤول الحزب الشيوعي في ذلك الوقت :
لا توجد عقوبة نفذت في الإتحاد السوفياتي لم يكن "ستالين" يعلم بها . الناس كتبوا له رسائل وقالوا: لو كان "ستالين" على علم بها لما حصلت .
المعلق :
الأسطورة "ستالين" ، صديق الشعب . خاصة للأطفال . كان يفضل رؤية الأطفال وهم يلوحون له بالزهور .
زامياتين :
جميع هذه الصور التي أخذت له مع الأطفال ، هي صفات دقيقة للبشر الطغاة .
المعلق :
الديكتاتور الآخر كان يعرف أيضاً تأثير الأطفال الملوّحين بالزهور .
زمياتين :
في البدء يتحسسون رؤوس الأطفال وبعدها يطلقون العنان لوحشيتهم المُطلقة .
كانت البداية مع "انغلزينا ماركيزوفا" ، ابنة أحد مسؤولي الحزب في "قرغيزيا" في كانون الثاني (يناير) عام ستة وثلاثين .
أنغلزينا ماركيزوفا :
مع هذه الصورة كان يبدو "ستالين" كأفضل صديق للفنانين والكتَّاب ، ولا أدري من أيضاً؟ هذا كان معروفاً . ولكنه لم يكن معروفاً عندي أنه كان صديقاً للأطفال.
والآن توجد صورة تفيد بأن "ستالين" كان يحب الأطفال ...
وهذه الصورة كان يمكن رؤيتها في كل مكان .
بعد ذلك جاء نحات اسمه "لافودف" إلى مسقط رأسي ... وصنع تمثالاً لطفلة يحملها "ستالين" وكتب عليه : شكراً للرفيق "ستالين" على طفولتنا السعيدة .

المعلق :
وراء هذه الصورة أيضاً يختفي وجه "ستالين" الآخر ... في الحادي عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام سبعة وثلاثين ، يصبح ذلك واضحاً . كالعادة تأتي "أنغلزينا" من المدرسة .
أنغلزينا ماركيزوفا :
ألقت أمي التحية عليّ وقالت : جرى إعتقال والدك ‍‍‍‍‍‍‍‍‍. لكن لا تخافي ، فهو ليس عدواً للشعب . سوف يطلقون سراحه قريباً .
لكنه لم يعد .
المعلق :
زبانية "ستالين" قرروا أن مفوض الشعب هو جاسوس ياباني .
سوف يرمى بالرصاص .
أنغلزينا ماركيزوفا :
وهكذا انتهت حياتي السعيدة وطفولتي السعيدة .
"ستالين" ، الزعيم الأحمر :
فيما مضى كانت تماثيله تحرس جميع القرى . ورمز الفن السوفياتي .
أما الآن ، فيعلوها الغبار في مخازن أثاث المنازل بعد أن أمست مخفية ومنسية ومطلوبة كقِطع جمع غريبة .
إنه مسرح البولوشوي في موسكو . في الحادي والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين .
هنا يحتفل بعيد ميلاده السبعين .
دودوتشيتشينادزي :
كان "ستالين" أول من صعد إلى خشبة المسرح . لقد هدرت الصالة ، كان هناك صراخ هستيري . الجميع كانوا مبهورين ، الكل مغتبطون . كنا نصرخ في مكبرات الصوت : والدنا ، الأكثر حباً والأفضل ، والدنا ، الأكثر حباً والأفضل .
هكذا كان الوضع .
المعلق :
في كل أنحاء البلاد يجري التحضير لهذا الحدث قبل عدة أشهر . قمة الإنقياد لشخصية "ستالين" .
ناتاليا أ. بوسكروبيشيفا / ابنة سكرتير ستالين :
أحيينا حفل عيد الميلاد في مسرح البولوشوي . كان سير الاحتفال كالتالي : دخلنا نحن الروّاد ، غنينا أغنيات وألقينا قصائد كنا قد تمرّنا عليها كثيراً .
بوسكرو بيشيفا :
في هذا الوقت كنا قد وصلنا إلى اللحظة التي يُمجد فيها "ستالين" .
تماماً هذا ما كان يُغرس فينا نحن الأطفال أيضاً . بهذه الفكرة بدأت وانتهت طفولتي .
نحن أطفال لينين ،
نحن أطفال ستالين ،
شكراً لطفولتنا السعيدة ،
المعلم والقائد والصديق المحبّ : تحية لــ"ستالين" الغالي .
جورجيا ، الأرض القاسية في أطراف القوقاز . هنا وُلِدَ "ستالين" وكان اسمه "جوزف فيساريونوفيتش تشونغاشفيلي" .
لكن تاريخ ولادته مزوّر ، والحقيقة نكتشفها في سجل الولادات .
ولد "جوزف" في السادس من كانون الأول (ديسمبر) سنة ألف وثمانمائة وثمانية وسبعين قبل سنة من تاريخ الولادة الرسمية .
أدوارد س. رادجنسكي / مؤرخ كاتب سيرة ستالين :
لقد فعل "ستالين" كل شيء من أجل محو أي أثر يتعلق بحياته في تلك الحقبة ويريد الباحثون الوصول إليه . غيّر تواريخ حياة وموت أبيه وغيّر المعلومات المتعلقة بسيرته الذاتية .
بيت الأهل في "غوري" . أصبح مكاناً للحج . في الثلاثينيات ، جرى بناء هيكل فوقه .
ما لا يعلمه الزوار أن هذا البيت الصغير كان بمثابة جحيم . الأب الإسكافي كان مُدمناً على الشراب ويضرب الولد يومياً . بينما كانت الأم الصارمة الورعة ترسله إلى مدرسة دينية .
في الصف الأعلى ، وسط الصورة ، يقف الفتى "ستالين" .
وهذا الفتى "هتلر" : نفس تعابير الواثق من نفسه ويقف أيضاً في الصف الأعلى ، وسط الصورة . يا لها من صدفة .
على بعد أربعة آلاف كيلومتر شرقي "برونو" : يظهر "ستالين" كابن محب . وهذا تزوير أيضاً .
كانت محاولة لتصوير فيلم عن الأم . ولكن عندما يعلم "ستالين" بذلك يأمر بوقف التصوير فوراً ، فقط هذا الجزء يبقى من دون صوت . لقد قام بزيارتها مرة واحدة خلال الأربعين سنة الأخيرة من عمرها .
فلانتين م. بريجكوف :
يجب أن أقول أيضاً بأن علاقة "ستالين" بأمه كانت سيئة جداً . أحياناً كان يسميها العجوز العاهرة حتى بوجود آخرين من زملائه .
المعلق :
جرت مراسم دفن الأم في "تِفليس" عاصمة "جورجيا" سنة سبعة وثلاثين .
يرسل "ستالين" إكليلاً . حتى في هذا اليوم لا يريد مقابلتها .
لم يكن باستطاعة "ستالين" أن يغشّ أمه ، كانت تعرف شخصية ابنها .
الكسندر ف. بوردونسكي / حفيد ستالين :
لم تكن امرأة غبية . كانت تستطيع أن تقول له في ذروة قوته : من المؤسف ، أنك لم تُصبح كاهناً . هذا القول نُقل حرفياً ، وحسب رأيي كان غاية في الذكاء .
المعلق :
ترسل الأم "جوزف" ، وعمره أربعة عشر عاماً ، إلى معهد كهوتي في "تفليس" .
استطاع أن يتحمل البقاء ثلاث سنوات .
لم يحمل تجاه أستاذه الوَرِعْ سوى الاحتقار ، وهناك إكتشف كتابات الماركسية ، التي ستصبح إيمانه الجديد .
بوردونسكي :
لقد استوعب شيءاً آخر بشكل جيد جداً ، وبأن الدِين الذي يريد تحطيمه بإصرار ، يجب أن يعوض عنه بشيء آخر . خاصة لدى الشعب الروسي .
فالشعب الروسي بحاجة للإيمان وبحاجة لقيصر وللوطن .
كان الشعب يؤمن بقوة الأيقونات . وكانت الصُور الدينية معلقة في كل بيت في روسيا .
سيأمر "ستالين" بتحطيم هذه الصور بعد ثلاثين عاماً من خروجه من معهد اللاهوت . لقد أصبح الحاكم الجديد لروسيا ...
ومن الآن وصاعداً ستصبح صورته معلقة في كل غرفة .
بوردونسكي :
هنا ، تم تبادل الأيقونات . فلا مناص من ذلك ، على هذا ارتكز نظام القوة وفي نفس الوقت غيمان مُعين .

المعلق :
من أجل الإيمان الجديد يأمر "ستالين" بنسف الكنائس . الديكتاتور لا يحتمل منافسين آخرين إلى جانبه .
بمناسبة عيد ميلاد الحاكم الشيوعي الجديد ، تحج الجماهير إلى المعابد الجديدة ، أي إلى متاحف "ستالين" . وفيها الإيقونات الجديدة ، إنها صور من حياته .
بدأ "ستالين" عمله في المرصد الفلكي في "تفليس" كراصد جوي . وكانت مهنته المدنية الوحيدة لمدة سنتين .
كان يراقب معلومات الزملاء ويوقع باسم "تشونغاشفيلي" . الوظيفة كانت للتمويه ، لأن هذا الثوري الشاب أراد قلب المجتمع : روسيا القيصرية ، عملاق بأرجل من فخّار . ثلاثمائة سنة تحت حكم سلالة "رومانوف" ، ومستغلة من النبلاء الكسإلى .
رقصة فوق البركان .
روسيا عبارة عن برميل بارود . ظهرت الانتفاضة أيضاً في "تفليس" . حتى هذا الوقت كان بوليس القيصر أقوى .
يجري إعتقال "تشونغاشفيلي" كونه المُحرِّض . إنها لوحات البحث عن المجرم : قريباً يطلق على نفسه اسم : ستالين – الفولاذي .
عقابه : الترحيل . جرى ترحيله ست مرات في العقدين اللذين سبقا الثورة .
مكان ترحيل نموذجي : منطقة "سولفيتشغةدسك" في أقاصي شمال روسيا . يسكن "ستالين" عند هذه السيدة : ماريا كوزكوفا" . وهذه صور فيلم ، بعد خمسة وعشرين عاماً .
يحق للمُرحَّل أن يتحدث مع رفاقه وأن يكتب رسائل ، وكان لديه وقت للعلاقات .
واحد من الأسرار الأكثر كتماناً في الحقبة الستالينية ، الابن غير الشرعي من صاحبة المنزل . ولأول مرة يتكلم حفيد "ستالين" عن هذا الموضوع .
فلاديميرك كوزاكوف / الحفيد الغير شرعي لستالين:
أخبرني والدي أن زوجة "ستالين" زارته مرات عديدة وتكلمت معه .
في إحدى المرات قالت لأبي : أنا أعرف أن "جوزف فيساريونوفيتش" عنده ابن ، وأعرف بأنه أنت !
المعلق :
الأم : "ماريا كوزاكوفا" ، مع "كونستنتين" الابن الغير شرعي لــ"ستالين" ، وحفيده "فلاديمير" .
بمساعدة الأب ، يستطيع هذا المخفي الوصول إلى اللجنة المركزية .
كوزاكوف :
قبل سنوات طويلة كنت مع زوجتي في "سولفيتشغودسك" . هناك زرت ولأول مرة البيت الذي وُلِد فيه والدي وترعرع . وشاهدت الأرجوحة التي كلمني عنها والدي لاحقاً ، والتي كان يتأرجح بها ستالين .
المعلق :
الذي أصبح أباً حديثاً يستطيع الفرار مجدداً ... كمسافر عادي وتحت أنظار شرطة القيصر . إنه لغز لم يحل ومناسبة لافتراضات حتى اليوم .
إدوارد س. رادجينسكي / مؤلف سيرة حياة ستالين :
يهرب بخفة لا تصدق . العملاء يخبرون السلطة بأنه يُحضّر الهروب ، حتى إنهم يخبرون أي طريق سيسلك وكيف .
ولكن يبدو أن سلطة الدولة تغض النظر عن قصد ، وتعطيه إمكانية الهروب .
هدف الهروب : لينين .
يعيش قائد الثورة الروسية في المنفى ولكن ليس مثل "ستالين" .
إنه رفيق النضال مع "لينين" – وجوهر "ستالين" – الأسطورة .
في الأفلام الروائية ، في عهد "ستالين" يكون "ستالين" الشخص الوحيد الذي يعتمد عليه "لينين" في الثورة .
مدينة "سان بطرسبرغ" عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر .
جرت الإطاحة بالقيصر ، لكن الديموقراطية الروسية الفتية تعاني من وجود عدو .
إنه لينين – المحرّض .
لكن لا توجد صورة واحدة من تلك الفترة تظهر ما يدعى "رفيق النضال الأقرب ، لــ"ستالين" .
يوري بورانوف / مؤرشف الحزب :
في ثورة تشرين الأول (أكتوبر) لعب "ستالين" دوراً غير مهم . لم يستطع المرء أن يعثر عليه في الأحداث الحاسمة لانقلاب تشرين الأول (أكتوبر) عام سبعة عشر ولم يكن موجوداً في مكان الحدث ...
المعلق :
"ستالين" ، الثوري كبطل فيلم . فقط في حوارات الأفلام يُحضَر "لينين" و "ستالين" سوية للإنتفاضة .
أوفسينكو / إبن أحد ثوار :
في ليل ثورة تشرين الأول (أكتوبر) في الخامس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) من عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر ، كان يحضر جلسة شاي في بيت أهل صديقته .
كان "ستالين" يشرب الشاي طوال الليل ويروي النوادر والنكات الجورجية – هكذا أمضى الليل .
المعلق :
في الخارج يقتحم الجنود ليلاً شقة القصر الشتوي ، حيث مقر الحكومة الروسية المُنتخبة . صُور مركبة شكلت بداية سبعين سنة من الديكتاتورية الشيوعية .
أنطونوف – أوفسينكو :
ما يظهر في الأفلام وفي الفن التشكيلي وفي الشعر والنثر من نظرية قائدين للثورة ما هو إلا اختراع . لأن "ستالين" لم يقم بهذا الدور البتة .

المعلق :
لاحقاً ، يأمر الديكتاتور بتحوير التاريخ : من أجل شاشة العرض . أينما يوجد "لينين" ، يكون "ستالين" إلى جانبه .
هذه الصور حقيقية . أثناء مراسم دفن "لينين" سنة أربعة وعشرين ، ظهر "ستالين" لأول مرة أمام عدسة الأفلام.
قبل موته ميَّز "لينين" نفسه عن "ستالين" ، فانتقد شخصيته الوحشية وأراد إبعاده عن مركز سلطة السوفيات . لكن الثوريين الآخرين يرون في "ستالين" البيروقراطي الحفيد . فهو واحد يقوم بالأعمال القذرة عنهم .
نادشدا أ. يوفي / ابنة أحد المقربين من لينين :
لم يكن أحد يهتم بــ"ستالين" ، كذلك لم يهتم أحد بوصية "لينين" التي تقرأ فيها بوضوح بوجوب عزل "ستالين" كأمين عام وإيجاد عمل آخر له.
ورثة "لينين" يتجاهلون إرادته . فيكرسون "ستالين" في منصبه كأمين عام. ولكنهم يندمون على ذلك لاحقا.
يوفي :
تصوروا أنه رغم كون "ستالين" لا يحظى بأية أهمية ، وأن جميع الآخرين المحيطين بــ"لينين" كانوا أكثر ذكاء وموهبة من "ستالين" ، إلا أن هذا الوضع أنقذه . لم يضع أحد في الحسبان أنه سيصبح شخصية سياسية كبيرة .
ظاهرياً هم الورثة المساوون لــ"لينين" . أما "ستالين" ابن الخامسة والأربعين عاماً ، فانضم إلى المجموعة ، وهو لا يزال يهاب الظهور الكبير .
ديمتري س. ليخاتشوف / مؤرخ :
عندما وصل "ستالين" إلى السلطة ، لم يكن باستطاعته في الاحتفالات العامة أن يتحرك أو يعبر . لذلك كان يعزل نفسه .
صور فيلم اختفت في خزنة السمّ : "ستالين" القلق في هامش الصورة ، يعانق منافسه "بوخارين" ، نعم حتى أنه يصفق لخطاب عدوه اللدود "تروتسكي" .
ديمتري س. ليخاتشوف :
علمه الممثل "كودريافسيف" الخطابة ، قال له: إن عليه أن يتكلم ببطء نسبي وأن يكون مقتنعاً بنفسه وعلمه كيف تكون خطبة القائد والقواعد الواجب اتباعها .
بالمناسبة هذا كان نقيض "هتلر" بالكامل : هتلر كان يصرخ ويلوح بيديه ، على هذا بنى تأثيره .
لكن الممثل "كودريافسيف" كان أكثر ذكاءً . كان رأيه أن "ستالين" سيكون تأثيره أفضل ، إذا تكلم بهدوء وتمعُّن.
الآن هذا هو "ستالين" . الواثق من نفسه والهادىء والمسيطر . إنه معلم شعبه .
ويلقي خطاباً في مسرح البولوشوي . كان موضوعه المفضل : "لينين" .
كانوا مُحبيّن للحقيقة ومُخلصين كما كان "لينين" .
إن توزيع الغرامافونات على الرفاق المُستحقين هب من مهمات الرئيس ، إذ يعرف "ستالين" قوة وسائل الإعلام.
"ستالين" والنساء : إسطورة أخرى حول تمجيد شخصية "ستالين" .
يأخذ من ملايين النساء رجالهن وأبناءهن ، ويأمر بقتل الملايين .
تماماً كما يفعل الديكتاتور الآخر . ولكن ليس كالقائد الفوهرر ، فــ"ستالين" كان متزوجاً .
قبر كاتارينا سفانيدز .
زوجة "ستالين" الأولى وحبه عندما كان شاباً . لكنها توفيت بمرض السُّلِّ بعد ثلاث سنوات من الزواج . لم يلتق بها كثيراً ، لكنه حضر الدفن في "تفليس" .
رادجنسكي :
ماتت لأن المال الذي كان بحوزتها قدمه كله للحزب . كان في ذلك الوقت هذا الثوري المشتعل حماسة . سُمِّيَ رِجْلُ "لينين" اليسرى . لم يهتم بمعالجتها . ماتت وبقي وحيداً .
المعلق :
بعد بضع سنوات تظهر في الكرملين زوجة أخرى ، إنها "نادشدا غليلويفا" .
تزوجت من "ستالين" عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر ، لقد كانت شيوعية متحمسة .
لا تخرج أية أخبار عن الزوجين من الكرملين .
تنجب طفلان : فاسيلي وسفلتانا .
لا ترى "نادشدا" زوجها إلا نادراً . ولا توجد للزوجين مع بعضهما خلال خمسة عشر سنة من الزواج ، سوى صورتين .
أولغا ر. تريفونوفا / كاتبة سيرة حياة نادشدا :
انظروا جيداً إلى صورة سيارة "الرلز رويس" . انظروا إليها جيداً .
في الأمام يجلس "ستالين" مع السائق وفي الخلف تجلس سيدة شابة وحيدة ومنعزلة تفهمون معنى ذلك ؟ تماماً هذه هي الصورة عن حالها : هي بعيدة جداً عنه وهي وحيدة جداً ...
تهرب "نادشدا" من القفص الذهبي في الكرملين وتشق طريقاً خاصاً كامرأة سوفياتية . في الثلاثين من عمرها تبدأ الدراسة في أكاديمية الهندسة في موسكو .
أنطونوف أوفسينكو :
جميع الطلاب الذين حضروا من القرى إلى هذا المعهد الذي تدرس فيه ، أخبروها عن الفقر المُدقع والجوع الرهيب المسيطران في البلد .
استنكرت ذلك كثيراً وأخبرت "ستالين" عن الموضوع . فلم يبق أي أثر لهؤلاء الطلاب . حيث جرت تصفيتهم جميعاً .
رادجنسكي :
حاولت أن تتكلم معه عن الموضوع ، مما خلق ثورة غضب . فــ"ستالين" لم يكن فقط زوجاً ، إنما كان زوجاً من الشرق الذي يمنع أن يكون لزوجته رأي آخر فالرأي الآخر بالنسبة له خيانة .
المعلق :
يشعر المرء بمدى التأثير الذي تركه اختراق الحقيقة السوفياتية لبيت "ستالين" .
تريفونوفا :
أحد الشهود يتذكر أنها قالت له : لقد عذَّبت الجميع . لقد عذَّبتني . لقد عذَّبت الشعب .
المعلق :
في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) عام اثنين وثلاثين . الذكرى الخامسة عشرة لثورة تشرين الأول (أكتوبر) ، المظهر الجميل للشيوعية يعكس العالم المُعافى لــ"جوزف ستالين" .
في موسكو ، يترك الشعب يرقص ، بينما في الريف يموت الملايين جوعاً .
في المساء – حفل استقبال في الكرملين.
احتفال مرح لنخبة الحزب . وفي مكان ما على الهامش , نشب خلاف بين الزوجين ستالين.
أنطونوف –أوفسينكو:
سلوكه على الكاولة كان مُنفراً, كان يرميها بقطع الخبز ويهينها علناً أمام الجميع لدرجة أن زوجة وزير الدفاع فوروشيلوف قالت: " لنذهب . السيد الليلة مزاجه سيّئ" .
كان عدوانياً جداً , فوقفت وغادرت المكان.
غادرت نادشدا الاحتفال يائسة.
المعلق:
لقد أصبح الوضع بالنسبة لها لا يُحتمل.
ولكن ما حصل بعدها , ظلّ غير واضح حتى اليوم. تُطلق عليها رصاصة.
أولغا تريفونوفا ( كاتبة سيرة حياة نادشدا) :
لقد قتلها. من غير المهم كيف فعل ذلك. هل قام بنفسه بقتلها؟ أم فعل ما ينصُّ عليه قانون العقوبات ." التحريض على الانتحار".الأغلب الاحتمال الأخير.
المعلق:
كيف ماتت زوجة ستالين يبقى سراً حتى هذا اليوم .ذُكر بالبلاغ الرسمي أنها ماتت نتيجة التهاب الزائدة الدودية.
كيراب بوليتكوقسكايا : ابنة أخ ستالين :
عندما رآها في النعش , أغرب وجهه عنها و قال: " ذهبت كعدوّة" . و أنا أعتقد الآن , ونتيجة خبرتي في الحياة, أنه قد فَهِم أنها عرفته جيداً. لم يكن هكذا كما أراد أن يظهر دائماً.

المعلق:
الناس في امبراطورية ستالين يعرفون الأسطورة فقط. ويحتفلون بها.
بوسكروبيشف :
أول نخب في بيتنا كان دائماً للرفيق جوزف فيزاريونوفيتش . كان زمن إنشاء الأغاني و إلقاء القصائد حوله في المدرسة.
أغنية التأرجح ( الأطفال ينشدون) :
" تغني أغنية من الفرح , تقطع مسافة صعبة وراءك , تعرف أنك لا تمشي وحدك , إنما الاسم العزيز معك في كل الأوقات.
في منتصف الثلاثينات , يحقّق ستالين الأعجوبة , لقد عمَّت الكهرباء البلاد.
وجرى التغلُّب على الجوع. أصبح الاتحاد السوفياتي قوة صناعية.
ملايين الأموات , هم ثمن انتعاش ستالين. ملايين العمال العبيد أنهكوا في أرخبيل الكولاك حيث معسكرات عمل ستالين. شقاؤهم لا يوصف. والضحايا لا يمكن احصاؤهم و حتى اليوم.
صور دعائية في استوديوهات الأفلام هدفها ايصال رسالة مفادها أن لا شيء يحصل في بلاد السوفيات إلاّ ويكون قد فكّر به الأب الكبير. ستالين يخطّط لبناء مدينته – ستالينغراد.
ستالين :
هنا تقيمون حدائق جميلة ! وهناك تبنون أبنية للسكن ‍!
وفي موسكو يجب تشييد أكبر بناء في العالم :قصر السوفيات. متوِّج بتمثال لينين بطول ثلاثين متراً.
كوبليف :
في هذا الوقت تبيّن لنا , أنا ومجموعة أصدقائي و رفاقي في العمل, أن ستالين هو رجل دولة عبقري استطاع أن يبني بلداً من لا شيء, ويحوِله إلى قوة عظمى.
مفخرة الشعب : مترو موسكو – قطار تحت الأرض كقصر من المَرْمَر و زخارف النقوش.
تولى ستالين بنفسه عملية الإنتاج.
لقد جرت مقارنته ببطرس الأكبر , كان يعمل كما يعمل بطرس الأكبر: الثورة الصناعية الكبرى و الثورة الثقافية الكبرى.
(فتاة تخطب) :
نحن النساء نتذكّر بأن الحياة السعيدة للحزب البولشيفيكي , حزب لينين و ستالين , هي بفضل بطل الأبطال ذلك الذي نقلنا من نصر إلى نصر و الذي حاز على حبِّنا غير المعقول. إنه ستالين العظيم ‍!
كوبليف :
اعتقدنا بأننا نبني عالماً جديداً , إنساناً جديداً.
في نهاية الثلاثينات أصبح ستالين أسطورة. و الهيبة والإحترام مطلوبين عندما يُذكر اسمه.
لكن ستالين الحقيقي لم يشاهده معظم الشعب السوفياتي. القلّة فقط عندها احتمال أن تراه عن كثب.
زمياتين :
... وها أنا أرى مجموعة من الناس قادمة , وفي وسطها رجل قصير القامة. أنظر إليه و أفكِّر من يمكن أن يكون؟ ... بعد وقت اتَّضح لي بأنه ستالين !
كان وجهه مجدوراً. كتفاه كانا نحيفين. في الرسومات كان يصوَّر دائماً بأنه عريض المنكبين وعظيم.
المعلق :
الخيال كحقيقة – هذه هي الواقعية الإشتراكية: لا شيء يخرج من معمل الرسم دون أخذ موافقة ستالين . كان يعطي توجيهات للمصوِّرين أيضاً.
ارام شافتشين ( مصوِّر ستالين)
كان لديه لُغْدٌ , وكان يعرف ذلك.عندما كنا نصوّره , كان يحاول دائماً أن تكون ذقنه مستقيمة وكان ينظر هكذا, تفهمون هكذا. لكن عندما كان ينسى , ويتركها تتدلّى كان باستطاعة المرء أن يرى اللغد وكان علينا أن نرمي هذه الصورة.
المعلق :
هكذا كان يريد أن يُنظر إليه. إنها أنانيته القديمة . لقد أعطى الممثل ميشال غيلوفاني دوراً واحداً فقط وهو دور ستالين.
دودو تشيشي نادز :
لقد لعب دور ستالين بجدارة لدرجة أن ستالين عندما شاهد مقطعاً من أفلامه ادّعى أنه هو نفسه.
ستيبان أ. ميكوبان ( مقرَّب من ستالين):
كان المهم أن يظهر على الشاشة بصورة رجل عظيم ...
... كان على الجميع أن يروه و يعرفوه كحاكم و قائد. هكذا كان نموذجه.
المعلق :
كان ستالين نفسه يحب الترفيه. وكان فيلمه المفضَّل : فولغا – فولغا.
كيرا بوليشكوفسكايا :
لقد شاهد هذا الفيلم مراراً.عندما كان يشعر بالتعب ويكون عائداً من اجتماع يقول: " فلنشاهد , فولغا – فولغا" .
المعلق :
أرسل الفيلم إلى الرئيس الأميركي , في البيت الأبيض. احتار المرء ما اذا كان هذا العمل يتضمَّن رسالة سرية.
لمن المخرج الكسندروف كان لديه مهمة وحيدة: الإشادة بالحياة الجميلة للإنسان السوفياتي.
بافل بوسكوفسكي _ ناقد سينمائي :
يجب القول بأن ستالين أحب أورلوفا كممثِّلة. في إحدى الاستقبالات قال مرة للمخرج الكسندروف: " انتبه جيداً على أورلوفا. واذا لم تنتبه جيداً سنقتلك". طبعاً هذه كانت نكتة , لكنها نكتة من الممكن أن تجعل المرء يرتجف.
المعلق :
كانت نكتة ستالين تصيب الواقع في بلاد الدكتاتور.
قطارات البضائع اليومية وهي تتجه بالمرحّلين إلى الكولاك, حيث معسكرات الاعتقال , والتي نادراً ما خرج منها أحد.
حتى هذه اللحظة الأسطورة ما زالت مؤثرة.
ميخائيل تمارين ( أسير في الكولاك) :
أتذكر أنه أثناء عملية النقل كان أحدهم يغني: " لا أعرف بلداً آخر في الأرض حيث ينبض القلب حراً للإنسان". وطبعاً هذا صحيح , كيف يمكنني أن أقول و كان أمراً مضحكاً.
هذه كانت أغنية معروفة جدًا , وكان الكل يغنيها , ونحن أيضاً غنّيناها , لأنها كانت تثير فينا الحماسة عندما نغنيها. هذه كانت حياتنا و أملنا.
المعلق :
في الثاني و العشرين من حزيران (يونيو)1941 , بدأ الطاغية الآخر بالهجوم , يبدو أن تقدّمه لن يتوقف. وفي نهاية تشرين الأول ( أكتوبر) 1941 , تقف جيوش هتلر على أبواب موسكو.
السابع من تشؤين الثاني ( نوفمبر) , مطلع الفجر في المدينة المُحاصرة : عرض عسكري بمناسبة الذكرى السنوية لثورة أكتوبر
( تشرين الأول) , وبالرغم من الخطر , كانت رسالة ستالين إلى العالم : موسكو لن تسقط.
لكن هناك غائب واحد عن صور الأفلام – إنه ستالين.
ابرام أ. شافتشين :
في الساعة الثامنة صباحاً , أي عند وصولنا إلى الساحة الحمراء , كان العرض قد انتهى عملياً. وقفنا ورؤوسنا شامخة , لكننا لم نكن مخطئين.
لأسباب أمنية جرى تقديم وقت العرض العسكري و لم يتم إشعار المصورين بذلك.أمر ستالين مصوِّريه بالقدوم إلى الكرملين بعد الظهر.
ابرام أ. شافتشين :
كانت توجد صالة. فتحت فيها النوافذ . كي يستطيع المرء تنشّق الهواء . جرى وضع جزء صغير من المنصّة وبعدها تم تركيب الميكروفونات.
المعلق :
الخطاب الأسطورة في الساحة الحمراء " كان عبارة عن صور مركبة.
ما خرج إلى العالم هو تصوير من " استديو الكرملين" .
لكن كل واحد في روسيا سمع هذا الخطاب , وخاصة الجنود على الجبهة".
ليف كوبيليف / ضابط دعاية :
خرج موظف الإذاعة من الملجأ وقال: " ستالين يتكلم ‍‍! " وركضنا لنستمع ... لم نكن نسمع جيداً , لكن هذا صوته. كان يتكلّم من موسكو. من موسكو المحاصرة.
يتحدث ستالين عن الأيام الغابرة , لقد ناشد الوطنية الروسية وروح الكسندر نفسكي و الانتصارات الكبيرة في زمن القياصرة.
مع بداية كانون الأول (ديسمبر) 1941 , تحقق قوات ستالين انتصارها الأول – ويجري رد الهجوم الألماني على موسكو.
ينسحب ستالين , ومن الآن وصاعداً يبقى وراء الكواليس , في منزله الريفي في كونتزبفو بالقرب من موسكو.
قائد الحرب ستالين ليس بحاجة لِصُور في " حصاد الأسبوع" , لأن أسطورته أكبر من ذلك .
فقط عندما انتهت الحرب أظهر ستالين نفسه لشعبه.

المعلق:
في الخامس و العشرين من حزيران ( يونيو) من عام ألف و تسعمائة و أربعين يظهر المنتصر في موسكو وهو يرتدي لباس القائد الأعلى.
فلادلن دافيدوف/ ممثل في أفلام ستالين :
أخيراً عندما أتت الحرب على نهايتها , وتكلَّلت بالنصر , كان من الطبيعي أن يصبح ستالين قائداً وبطلاً وإنساناً من أجله ذهب الناس إلى القتال وإلى الهجوم على برلين وعلى كونغنفربرغ وعلى مدن كثيرة أخرى. هذا وقت لن يُنسى.
المعلق:
يطير ستالين المنتصر إلى برلين. حدث لم يحصل إطلاقاً. فيلم من إخراج المخرج المفضّل لستالين –ميخائيل تشياورلي. في العرض الأول يحضر جميع أعضاء المكتب السياسي.
سوفيكو تشياورلي : ابنة المخرج المفضّل لستالين :
بدأ الفيلم . وجلس والدي في الخلف. من البديهي أن ينظر الجميع إلى الشاشة , لكن والدي كان ينظر إلى ستالين و يراقب ردة فعله ...
كانت بالنسبة له مسألة حياة أو موت.
في القصة , عندما يخرج ستالين من الطائرة الكبيرة , وبرلين بأكملها تركع له, رأى والدي كيف رفع ستالين يده ببطء ومسح دموعاً في عينيه. عندها تنفّس والدي الصعداء و قال لنفسه: " لقد نجوت".
سوفيكو تشياورلي : لقد أعجب الفيلم ستالين كثيراً. بعد العرض , توجَّه نحو والدي وربَّت على كتفه و قال :" أحسنت أيها الشاب , أحسنت" .
بعدها قال بأسف :" ليتني قمت بذلك وذهبت إلى برلين" .
المعلق :
شخص آخر يحتفل بالنصر في برلين" الماريشال جوكوف , أثناء العرض العسكري للحلفاء . قريباً سيحلّ الغضب على جوكوف , لأن الأوسمة التي على صدره هي من حق رئيسه.
أنطونوف أوفسينكو:
هو كان القائد الأعلى , وهو الذي ربح الحرب. لذلك أزاح جوكوف , كون النصر ارتبط بجوكوف و ليس بستالين.
يذهب ستالين فقط إلى بوتسدام , ولكن الموضوع هنا كيفية تقسيم العالم . هو في ذروة قوته.
رجل في خوف دائم . كما العادة يعود باستمرار إلى قطاره الخاص. آلاف الكيلومترات من سكة الحديد مُحْكَمة الحماية.
أنطونوف أوفسينكو:
كانت لديه غريزة حب البقاء الحادة: لقد حول نظامه الأمني في قطار خاص و سيارات مصفَّحة حيث يمكنه التحدّث لساعات . جرى التفكير بكل شيء. لذلك لم يستطع أحد إزاحته.
المعلق :
الديكتاتور الوحيد . كونتزيفو أو ما يسمى بالبيت الريفي ( داتشا) . كان قصراً بحراسة محكمة , وعلى مسافة اثني عشر دقيقة بالسيارة من الكرملين. فقط بضع أناس مختارين يمكنهم الدخول. بينما أصبحت العائلة في السنوات الأخيرة من حياته أنقاضًا متهاوية.
فاسيلي وسفيتلانا , نجليه من زواجه من ناشدا.
كان فاسيلي , شاباً سريع الغضب , يترك المدرسة ويحصل بالرغم من ذلك على مهنة مثيرة " طيار حربي" .
يعيّن الأب المتسلّط ابنه كأصغر جنرال في القوات المسلحة السوفياتية.
سفيتلانا كليلويفا / ابنة ستالين :
كان فاسيلي يخالف الوالد دائماً. كان يخاف منه حتى عندما كان طفلاً , وعندما أصبح رائداً في سلاح الجو ونال أوسمة عديدة وصل به الخوف من الأب لدرجة الارتجاف.
كان هذا شيئاً مرعباً , لم يعد هناك أي قربى أو تقارب, لا شيء يربطهما.
نيكولاي ب. نوفيك / حارس ستالين الشخصي :
كان يشرب , يصعب عليّ أن أتكلم في هذا الموضوع , فهو بذلك كان يدمِّر نفسه.
أتذكر فقط عندما كان هناك عرض للقوات الجوية المسلّحة و أتى ستالين متأخراً بعض الشيء.
كان العرض بأمرة فاسيلي ستالين . لا أقول: إنه كان ثملاً , ولكنه كان قد احتسى كأساً من الشراب , الرائحة كانت واضحة مما جعل الأمور أكثر سوءاً.
ببساطة هذا يشكل همّاً للأهل عندما تصل الأمور مع الأولاد لهذا الحد , إنه هم كبير , لذلك كنت أشفق على ستالين.
المعلق :
مكروه ومرهوب الجانب من رفاقه , شيء واحد كان يحمي فاسيلي ستالين من الطرد من الجيش: إنه ابن أبيه.
أرتيوم ف. سرغييف: صديق ف. ستالين: في إحدى المرات التي كنا نجلس فيها مع بعض , شرب كثيراً وطلب المزيد فقلت له: " فاسيا , يكفي , توقف!"
شهر مسدّسه الذي كان يحمله دائماً و قال : " لدي مخرجين فقط : أحدهما المسدّس و الآخر الكأس . إني أعيش فقط كون الوالد يعيش" .
المعلق :
الابنة سفيتلانا – هي حبيبة ستالين , و الإنسان الوحيد الذي يسمح له بالاقتراب منه . كان يسميها " وصيفته " . هي فقط تستطيع أن تعطيه الأوامر.
سفيتلانا كليلويفا / ابنة ستالين :
كنت حبيبته , وأيضاً بسبب أني كنت جيدة في المدرسة. حتى بلغت سن السادسة عشر لم أشكّل له أي همّ وكان راضياً جداً.
نيكولاي ب. نوفيك:
لكن عندما كبرت بدأت بفعل المشاكل له . لم تسمع منه. تطلّقت وبعض أحفاده لم يرهم إطلاقاً.
ستالين , كما تقول الدعاية , كان مكرِّساً نفسه بالكامل لشعبه . " طالما الأنوار في الكرملين مضاءة , وفالرفيق ستالين لم ينم بعد " . هذا ما يقوله المثل. لقد كانت الشرطة السرية مسؤولة عن الإضاءة.
فقط فيلم ستالين ما زال موجوداً في كل مكان. في الكرملين يستقبل الشعيب المهلّل , كان المحبّب هو دور المتواضع.
شكراً , شكراً باسم الوطن !
يخاف ستالين الحقيقي في بيته الريفي ( داتشا) في كونتسيفو من شعبه ومن أتباعه.
كيرا بوليتكوفسكايا / ابنة أخ ستالين :
كان شكّاكا طوال حياته. وكلما طالت فترة حكمه كلما زادت قوته و بالتالي ازداد شكّه. كان يعتقد بأن السلطة ستؤخذ منه.
المعلق :
يعتبر ستالين نفسه محاطاً بالأعداء , ولا يثق بأحد إطلاقاً حتى بنفسه, لقد عبّر عن ذلك مرة.
كان الرجل العجوز يخاف من أطبائه بشكل خاص.
نيكولاي ب. نوفيك :
كان مصاباً بالبرد . كالعادة جرى استدعاء الطبيب من عيادة الكرنلين. كشف عليه , كما هو مألوف , ووصف له دواء كان بحوزته و تركه له.
بعدها ينادي ستالين على أحد العاملين الذي كان يعرفه , ويرسله إلى صيدلية في ريف موسكو من أجل شراء هذه الأدوية. كان يرمي أدوية الطبيب.
في آذار (مارس) 1953 وعندما كان يصارع الموت لأيام طويلة , لا أحد يقوم بمساعدته.
مرة أخرى العرض الكبير.
لكن الأسطورة – أصبحت واجهة فقط. فاسيلي الابن , ثمل في هذا اليوم أيضاً. ولكن بعد فترة قصيرة سيطرد من الجبش و سيمضي الوقت الأطول من حياته في السجن.
ستغادر سفيتلانا – حبيبة ستالين هذه البلاد التي بناها والدها , وتقيم كلاجئة,
اما بيريا – جلاّد ستتالين –فسيموت مقتولاً بعد تسعة أشهر بأمر من هذا الرجل-
نيكيتا خروتشوف – الخليفة , يقوم بعد ثلاث سنوات بتعرية ستالين و اعتباره مجرماً.
و أمر بنقل جثته و إبعادها في جنح الظلام من مدفن لينين.
عشرون مليون إنسان على الأقل أرسلهم ستالين إلى الموت. القليل فقط كانوا يعلمون ذلك.
ديمتري س. ليخاتشوف / مؤرخ :
لقد كان مجسّداً للشيطان. مجسداً للشيطان.
بعدها سيختفي كذلك بطل الفيلم . سوف يحذف ستالين من أعماله.
ستجري مراقبة الفيلم حول ثورة أكتوبر ( تشرين الأول). ويعود ستالين إلى ما كان فعلاً عليه- الغير مرئي.
سابقا كان الفيلم يروي أسطورة أقرب رفاق النضال إلى لينين – أما الآن فيحجب بحّار صورة ستالين عن أنظار السوفيات.
مرحلة إزالة الستالينية, لقد أدّت الأسطورة ما عليها.
 
لكن إستالين إيضا حول الأتحاد السوفيتي من دولة زراعية إلي دولة صناعية بالمقام الأول بل لقد جعل الأتحاد السوفيتي قطب من أقطاب العالم السياسي
 
كل هذا الكلام عن وحشية ستالين تذكرني بآلة الإعلام الغربية البغيضة فعندما كان ستالين حليفهم ضد هتلر والنازية كانوا ينادونه بالعم جو (تصغير لجوزيف وهو الأسم الأول لستالين) وكانوا يكيلون له كل المدح ولكن عندما بدأت الحرب الباردة فجأة تغيرت النظرة فتحول العم المحبوب جو إلى الطاغية سفاك الدماء ، ثلاثة ارباع ما قرأته عن ستالين اشك في مصداقيته ولكن تبقى حقيقة واحدة وهو انه الباني الحقيقي لواحدة من أعظم الأمم في القرن العشرين والذي حولها من امة متخلفة إلى امة اطلقت اول انسان للفضاء الخارجي وكل ما نراه من تطور الصناعة الروسية هو نتيجة خطط ستالين الخمسية الأسطورية ، ليتنا نتعلم منه كيف بنى الإتحاد السوفييتي .
ملاحظة : سمعت ان الرئيس الروسي السابق ورئيس وزراء روسيا حالياً باني روسيا الجديدة فلادمير بوتين من المعجبين بستالين .

stalin_putin.jpg
 
لا شكرا على واجب اخوي قائد الجيش العراقي أرجو ان تكون قد إستفدت
 
اجل اخوي المسلم المجاهد إن ستالين جعل الإتحاد السوفيتي من ابرز القوات والصناعات وجمع شمل الإتحاد بعد إنهياره
 
كلامك صحيح اخيmig-25pd ستالين قتل ما يقارب15مليون شخص كي يجمع الإتحاد إنه شخص سفاح لكنه جعل روسيا دولة قوية وحديثة حتى من كثر خوف ورعب الشعب لم يكشف احد موت ستالين إلا بعد اسابيع عند خروج رائحة جثته لان لا احد يجرئ على الدخول إلى غرفته!
 
بسم الله الرحمن الرحيم.....
بغض النظر عن وحشيته او رأفته فهو شخص له فكر خاص واستطاع ان يحقق ماتمنى في ظروف قاهره....
لكن مابني على باطل فهو باطل........
 
كلامك صحيح اخوي مدفعجي خبير لقد حقق ما يريد رغم المجازر التي فعلها والان روسيا تحتاج إلى شخص مثل استالين كي تعيد شملها وتصبح الإتحاد السوفيتي
 
عودة
أعلى