بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1-رجل الحرب
المعلق :
شهر آيار (مايو) من عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين ، زوال الــ"رايخ" هتلر واستيلاء ستالين على مدينة برلين .
الزمن يتحول .
إنه استعراض النصر العسكري في موسكو . يحتفل النظام بنفسه كقوة عالمية جديدة . انتصار قائد الحرب . لقد أطلق على نفسه اسم "القائد الأعلى" .
تاتيانا ليتفينوف / ابنة وزير الخارجية الروسي :
يعتقد "ستالين" بأنه فعلاً الأكبر ، وكان دائماً أكبر كاتب وأكبر فنان وعالم ورياضي ولاعب كرة قدم .
في كل مكان الأكبر ، وكان إضافة لذلك أكبر استراتيجي .
المعلق :
ولاء من دون حدود :
"ستالين" يريد أن ينظر إليه الناس على أنه لا يُهزم .قائد الحرب والمنتصر على "هتلر" .
بوريس يفيموف / رسام كاريكاتور :
لقد قدره على أنه أكبر قائد حرب لكل الأوقات والشعوب . ولكنه لم يكن هكذا فعلاً .
هالة ستالين :
النصر كحدث سينمائي :
صور مركبة لكي تخفي أن "ستالين" قد تحالف مع "هتلر" وانخدع به أولاً ، أن قيادته للحرب وضعت الاتحاد السوفياتي على شفير الهاوية . الويل لمن يتكلم عن ذلك .
أنطوان أوفسينكو / جندي في الجيش الأحمر :
الشعب ربح الحرب ليس بفضل "ستالين" ، لكن بالرغم من "ستالين" .
المعلق :
لا تعلن صور الفيلم التمثيلي هذه الحقيقة . لقد كلف النصر ثمناً باهظاً ، إذ يقول النقاد: إن خسائر الاتحاد السوفياتي بسبب "ستالين" بلغت سبعة وعشرين مليون قتيل.
الويل لمن يذكر ذلك .
سيرغي خروتشوف / إبن نيكيتا خروتشوف :
أراد إزاحة كل الناس الذين عرفوا بإخفاقه الذريع في حرب سنتي 1941 و 1942 . أراد أن يدخل التاريخ كأكبر منتصر وليس كسياسي خائف من "هتلر" وبشكل يفوق أي تصور .
المعلق :
في الثاني والعشرين من 00000عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين ، بدأ هجوم "هتلر" على الاتحاد السوفياتي .ثلاثة ملايين جندي ألماني وحليف يتقدمون نحو الشرق . لقد فوجىء الجيش الأحمر بالكامل.
الكسندر يكوفليف / خبير في ستالين :
كان على "ستالين" أن يعرف . كان عليه أن يعرف أن الحرب ستبدأ في هذا اليوم كان هناك الكثير من الأخبار من ألمانيا واليابان وبلدان أخرى .
المعلق :
لكن سيد الكرملين لا يريد تصديق ذلك ، مؤمناً بمعاهدة عدم الاعتداء مع "هتلر" ، وبالرغم من نصيحة جنرالاته ، لم يعط إنذاراً في الليلة التي سبقت الزحف .
الكسندر يكوفليف / خبير في ستالين :
إعتبر هذا إستفزازاً ضد صديقه "هتلر" . لقد سمى "هتلر" بالصديق "صديقي" .
المعلق :
كانت الخسائر في الأيام الأولى فادحة . خطة "هتلر" للحرب الخاطفة تبدو للوهلة الأولى بأنها أثمرت .
ستيبان ميكويان /إبن أ. ميكويان / مجلس الدفاع :
معظم القوات على الجبهة ، وخاصة في روسيا البيضاء ، لم تكن وضعت في حالة تأهب . وهكذا خسرنا في اليوم الأول ألف طائرة . وهذا الدمار في سنة ألف وتسعمائة وواحد وأربعين يجب أن نحمله فقط إلى "ستالين" .
المعلق :
منزل "ستالين" الريفي ، وهو قصر في "كونسيفو ، في ضواحي موسكو .
انسحب "ستالين" إلى هنا . فالمكتب السياسي بحاجة لاتخاذ القرارات .
سيفان ميكويان :
عادة لا يذهب احد لزيارة "ستالين" في بيته الريفي من دون طلب. أعضاء المكتب السياسي أتوا دون موعد .
"ستالين" كان يجلس على الأريكة وذُعر جداً عندما دخلوا الغرفة .
حقيقة أصابته الرجفة وسأل :ما هو سبب قدومكم ؟ ظن أنهم آتون لاعتقاله . في هذه اللحظة من الطبيعي أن يفهم بأنه يتحمل مسؤولية ما جرى لغاية الآن .
سائق دبابة ألماني / أسرى روس :
القوات المسلحة توغلت في غضون أيام قليلة أكثر من مائة كيلومتر داخل البلاد . قائد الحرب السوفياتي لم يواجه ذلك بشىء .
مئات الآف من الجنود السوفيات يقعون في الأسر .
في الأسابيع الأولى يبدو أن الجيش الأحمر كان من دون قيادة .
ما هي أسباب هذا الانهيار ؟
فيكتور أنفيلوف / من مقربي شوكوف :
مع الأسف ، بالغ "ستالين" في تقدير قدرات جيشه ، لم يعرف وضعه الحقيقي بعد أن سُلبت منه قيادته . هذه المأساة قد أثرت بشكل سلبي على بداية الحرب .
المعلق :
إرهاب السنوات الماضية يلاحق سيد الكرملين . منذ سنة ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين ، أطلق العنان لموجة من القتل والعنف في البلاد .
العسكريون أيضاً سقطوا ضحية ما يسمى "التطهير الكبير" .
يجري اتهامهم بالتآمر على الديكتاتور .
سيرغي خروتشوف :
كان يخاف منهم . كان يخاف أن يقفوا غداً ضده . كان يكرههم جميعاً . كانوا أبطال الحرب الأهلية ، وكانوا يعرفون أن "ستالين" في هذه الحرب لم يكن شيئاً ، وكانوا لا يحترمونه . والذي حصل كان مثل كتلة الجليد المنهارة .
بوتوفو لومونركا :
بوتوفو بالقرب من موسكو . في هذه الأرض توجد رفات آلاف العسكريين الذين جرى اغتيالهم .
المعلق :
أيضاً قائد الجيش "أوبوروفيتش" جرى إعدامه .
فلاديميرا أوبوروفيتش / ابنة الجنرال :
الشيء الوحيد الذي أملت به هو إمكانية توضح الأمور في النهاية وأنه من غير الممكن أن يكونوا قد أردوه .
تسلط "ستالين" لا يعرف حدودًا . البوليس السري (أن كا دبليو دي) لا يعتقل العسكري فقط ، إنما عائلته أيضا.
فلاديميرا أوبوروفيتش :
قالوا : خذي حقيبة لك ولابنتك ! وما أعرفه جيداً لحد الآن .
كانت أمي تسأل بإلحاح : إلى أين ستذهبون بالطفلة ؟ لم تتلق جواباً .
لن تُهلك ! بعدها جرى نقلها بواسطة سيارة صغيرة خضراء اللون وبعدها أتوا لكي يأخذوني .
المعلق :
في عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين يُطلق سراح "فلاديميرا" من المعتقل .
لقد قتل والديها كما قتل عشرات الآلآف .
في نهاية الثلاثينيات تم القضاء على الجيش الأحمر . ويعرف "ستالين" كم ضعُفت قواته المسلحة . ستمر سنوات حتى تستريح من المجزرة .
الخطر الأكبر يأتي منه . "هتلر" الذي يسلب الأراضي عن طريق التهديد فقط .
بعد ضمه للنمسا وأرض السوريت ، جاء الزحف نحو ما يسمى بقية "تشيكيا" .
هذا بيت "ستالين" الريفي ، هنا يلتقي مع أقرب المقربين ، ويصنع الخطط .
يريد تحالفاً في مواجهة الصراع الخطر . ماذا يبقى،إذا لم يجد حلفاً ضد "هتلر" ؟
سيرغي خروتشوف :
علينا أن نفهم بأن جميع المفاوضات التي أجريت في موسكو مع ممثلي فرنسا وإنكلترا لم تكن فعالة . "ستالين" لم يكن لديه في الواقع خيار آخر .
المعلق :
ويحصل لقاء مع العدو . في شهر آب (أغسطس) من عام ألف تسعة وثلاثين ،
يصل وزير خارجية "هتلر" "ريبنتروب" إلى موسكو .
فولفغانغ ليوناهارد / طالب في موسكو :
صُوِّر "ريبنتروب" أثناء وصوله إلى مطار موسكو وظهرت الصور المتنقلة للعلم السوفياتي بالمطرقة والمنجل وعلم الصليب المعقوف وكذلك كل الاحتفالات .
المعلق:
عندما أصبح واضحاً لدينا بأن هناك تغييرًا كاملاً في مجمل السياسة السوفياتية.
أثناء إقامته في الكرملين , حرص وزير الخارجية ريبنتروب على المظهر.
لين بسيمنسكي / مؤلف سيرة ستالين
كان المكتب السياسي بكامله يقف أمام ريبنتروب حين هتف فجأة
" العيش هتلر" . الكل حبس أنفاسه .ماذا سيحدث الآن؟ إنها ليست فرحة تحية ستالين بـ" يعيش هتلر" . لكن ستالين ردّ بشكل غير معهود ومثير للدهشة : تفقد ذيل سترته الطويلة و انحنى انحناءة الفتيات . انفجر ضحك مدوٍ.
المعلق:
هتلر يريد حلفاً – كدعم لأهدافه الحربية. ستالين يُمَنّي نفسه بكسب أراضٍ ووقت من أجل التسليح الذاتي. ففي يوم ما , سيحدث اشتباك مع ألمانيا الهتلرية . هكذا يعتقد ستالين.
فولفغانغ ليونهارد / طالب في موسكو:
"كان تفكير ستالين سليماً " , لقد كان عدواً لهتلر , ولكنه أيضاً , معجباً به الى حد ما . وفي المباحثات مع ريبنتروب قال ستالين :
" مُولودِك شاب لطيف وهو رفع النخب الشهير : أنا أعرف كم يحب الشعب الألماني قائده وأنا أريد أن أشرب نخب صحة القائد".
المعلق:
هذه أوبرسلزبرغ , مقرّ إقامة هتلر , وقبل التحالف مع موسكو بأيام قليلة فقط , قال الدكتاتور: " كل ما أقوم به موجه ضد روسيا. إذا كان الغرب أعمى لدرجة أنه لا يستوعب ذلك , سأقوم بالتفاهم مع الروس بضرب الغرب. بعد تجميع قواتي سأضرب الاتحاد السوفياتي."
المعلق:
لكن الضحية الأولى كانت بولندا . ففي الأول من أيلول (سبتمبر) عام تسعة و ثلاثين, تهاجم القوات المسلحة الألمانية بولندا. إنها "الحرب الخاطفة " الأولى لهتلر.
المعلق:
بناء على البروتوكول الإضافي السري لحلف هتلر- ستالين و يجري تقسيم الغنائم.
المعلق:
في السابع عشر من ايلول ( سبتمبر) , يأمر ستالين الجيش الأحمر بالزحف نحو البلاد المهزومة.
لقاء أخوة السلاح و المحتلين.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين:
" كان لدينا خوف كبير من هتلر. كنا نعرف من هو. إلى جانب ذلك كنا نعرف ماذا يجري في الاتحاد السوفياتي . هناك كان ستالين يسمح بإعدام المواطنين و كذلك السياسيين".
المعلق:
بحماية قوات الـ Ss الضاربة , تغتال مجموعات التدخل , وبشكل أساسي , القيادات البولندية .صور كهذه موجودة أيضاً في منطقة الاحتلال السوفياتي.
اعتقالات , إعدامات , ووداع.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين:
" قبَّل زوجي , ادوارد , ولدنا اندريجك و قبّل ياكوس الصغير , الذي كنت أحمله بين ذراعيّ, ثم قبَّلني . ودَّعنا ولم يعد البتة" .
المعلق:
ما حصل لزوجها لم تعلم به إلاّ بعد سنوات من خلال الصحف في معتقلات أوستاشكوفو و ستاروبيلسك و كاتين.
في آذار ( مارس) ألف وتسعمائة و أربعين , عشرون ألف ضابط بولندي يعدمون , من خلال طلقة في مؤخرة الرأس , إنها جرائم حرب ستالين.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين
"عندما أتذكر بأن رجلين فقط في البوليس السري (nkwd ) أمسكوهم وكان أحدهم يقف في الخلف و يطلق النار .يبدو لي و كأني أسمع هذه الطلقة دائماً و تترائى الحادثة أمام عيني" .
كيف ماتوا بهذه الطريقة.
المعلق:
الأمر بالقتل يحمل توقيعه. لاحقاً , سوف يُتهم هتلر بالوقوف وراء هذه المجزرة.
المعلق:
ما زال الحلف مع ألمانيا قائماً. وهكذا لن يخشى ستالين من أي اعتراض عندما يهاجم فنلندا في تشرين الثاني نوفمبر عام تسعة وثلاثون. فالحدود قريبة جداً من لينينغراد.
الحرب بالنسبة للديكتاتور مادة ترحيب , عندما لا يكون الثمن باهظاً.
المعلق:
لكن الجيش الفنلندي يصمد بالرغم من تفوق المهاجم. داوود ضد غولياث. مائتي ألف جندي سوفياتي يموتون.
فلاديمير نوموف / جندي في الجيش الأحمر:
"سفك الدماء كان مرعباً , كانت هناك خسائر كبيرة جداً.في وسط كارلين توجد مقبرة جنود بطول عشرة أمتار و عرض عشرة أمتار. هناك تُدفن نصف فرقه".
المعلق:
هذه الصور لا تعرضها برامج ستالين الأسبوعية. بالرغم من ذلك يجري الاحتفال بوقف إطلاق النار على أنه انتصار.
ليف بيزيمنسكي / ضابط في البوليس السري
" يشيد ستالين بما يسمى نصراً على هذه الجبهة الصغيرة بوصفه رمزاً للنصر في كل حرب و في كل صراع مستقبلي مع العدو الإمبريالي".
من الطبيعي أن نعرف اليوم , بأن هذا لم يكن نصراً, إنما كان حتى ذلك الوقت , أكبر هزيمة للجيش الأحمر.
المعلق:
قائد الحرب الآخر , يُظهر لسيد الكرملين كيف ينتصر هو. بعد هزيمة فرنسا وصل هتلر الى ذروة قوته.
سرغي خروتشوف / ابن نيكيتا خروتشوف:
بعد استسلام فرنسا , شعر ستالين بخوف هستيري من هتلر , لأن جميع حساباته التي بناها على أن هتلر سيغرق في الجبهة الغربية, لم تتحقّق.
المعلق:
بيت ستالين الريفي في كونزيفو , اعتقد ستالين أنه من خلال المعاهدة ألزم هتلر بعدم الاعتداء على الأقل مؤقتاً , حتى يستطيع هو أن يؤهل نفسه لتبادل الضربات.
المعلق:
ولكن منذ صيف عام ألف و تسعمائة وأربعين , يخطط هتلر لشنّ حربه في حملة الإبادة ضد الاتحاد السوفياتي – لعبة في صندوق الرمل. لقد اعتقد بأن الأمبراطورية في الشرق نضجت وحان الوقت لتنهار.
المعلق:
بالرغم من معرفة ستالين بخطط هتلر الحربية , إلاّ أنه يعتقد بأن لديه الوقت الكافي من أجل تسليح جيشه الكبير. ولا أحد يستطيع إثبات أنه هو يريد بدء الحرب.
ليف فوسنسكس/ ابن شقيق وزير الاقتصاد:
لقد صدَّق هتلر حقاً , وهذه كانت واحدة من أكبر أخطائه السياسية غير المعقولة والثقيلة الوقع و التي كلفت بلدنا و شعبنا الكثير" .
المعلق:
في الأشهر الأولى من حرب روسيا , جيوش بأكملها تحطمها القوات المسلحة الألمانية اليوم , يعرف المرء أن ستالين لم يهمل فقط الدفاع بشكل مزري , إنما تدخل و بدون خبرة في قيادة الحرب.
شتيبان ميكويان / ابن أ . ميكويان _ مجلس الدفاع:
لم يكن ستالين شخصاً يملك المعارف العسكرية. الجنرال جوكوف كان قد حذّره: علينا أن نركز قواتنا هنا , والإبقاء على المواقع في الجبهات الأخرى . لكنه لم يُعر انتباهاً لذلك. المعلق:
في الثالث من تموز ( يوليو) من عام واحد و أربعين يوجه الديكتاتور خطاباً الى الشعب يدعو إلى " الحرب الوطنية" , لأول مرة يتكلم عن أخوة وأخوات.
فولفغانغ ليونهارد / طالب في موسكو:
" كان غير واثق كلياً . كان واحداً من أسوأ خطابات ستالين. تلعثم, ولاحظ المرء أنه كان مصدوماً جداً ومذعوراً و ربما كان قد فقد الإيمان بالنصر".
المعلق:
لكن ستالين كان عاطفياً جداً يناشد الوطنية, لقد استعاد ذكرى النصر الكبير ضد نابوليون.
ليف فوسنسنكي / ابن شقيق وزير الإقتصاد:
ذهب الناس الى الخنادق وهتفوا : " من أجل الوطن – من أجل ستالين " . بينما أنا لم أشعر هكذا.
المعلق:
لكن الناس لا يعنون شيئاً لستالين. أوامره هي: خطوة إلى الوراء , النتيجة الوخيمة كانت معارك تطويق و مئات آلاف القتلى والأسرى . بعدها بثلاث سنوات سيكون هناك صور مماثلة, ولكن لأسرى ألمان. فولفغانغ ليونهارد :
"نعم , الناس كانوا ضحية كِلا الديكتاتوريتين المختلفتين كثيراً في التفاصيل. ولا يوجد شك في ذلك. لم يكن لهم أي دور في أهداف السلطة السياسية لكلا القيادتين , هذه كانت الحقيقة المأساوية الواقعية على الجانبين" .
المعلق:
يترك ستالين جنوده يشنون هجوماً بشرياً عديم الجدوى ضد الخطوط الألمانية.
فيليب فون بوس لاغر / ضابط قبالة موسكو :
في البداية تكَّبد الروس خسائر هائلة. لقد عشنا ذلك كجنود. كانوا يأتون بموجات كثيفة ويُقتلون ببساطة. أعتقد بأن مقابل كل قتيل ألماني كان هناك عشرة روس وكان يركض الضباط بسلاحهم, وإذا لم يسيروا إلى الأمام يقتلون . ولكنهم أتوا بصفوف كثيفة وبصفوف متتابعة وقتلوا جميعاً.
المعلق :
من يقدم نفسه أسيراً ، يُعتبر بالنسبة لقائد الحرب خائناً . كانت المحكمة العُرفية تحذّرهم ، لأنهم وبحسب رأي القيادة ، تخلوا عن استعدادهم للتضحية .
ثلادلين أنشيشكن / ضابط في البوليس السري :
لم يكن يضع شارة على الكتفين ، لقد نُزعت منه. حفر حفرة. لم أستطع فهم معنى ذلك .
هذا الرجل قال: يا رفاق ، لقد أضعت الطريق ، نحن في الغابة. لقد قاتلت وسأستمر في القتال !
قيل له : باسم هيئة رئاسة السوفيات الأعلى أنت هارب من الجندية !
كان عليه أن يقف ووجهه نحو الحفرة . بعدها رأيت كيف أطلق عليه أحدهم النار من الخلف بواسطة مسدس وكيف سقط على ظهره .
بالنسبة لي كان هذا مُرعباً . لم يكن مفهوماً أبداً ، لماذا فعل ذلك ، لا سيما وأن هذا الشاب قد قال الحقيقة . لقد رأى الجميع أنه فعلاً أضاع الطريق .
المعلق :
ليست حالة نادرة . إعدامات لما يسمى أعداء الشعب ، جبناء مزعومون ، هاربون من الجندية وخونة . هكذا هم على جدول الأعمال .
ليف فوسنسنكي / ابن شقيق وزير الإقتصاد :
كل هذا حصل بتوجيهات من "ستالين" . لم يكن النقاش ولا التصحيح مسموحين ، وهكذا واجهت جماهير من الجنود والضباط السوفيات الموت .
المعلق :
قطعت مجموعة جيوش "هتلر" نصف الطريق إلى موسكو . من المفترض تقويض مركز السلطة السوفياتية .
أثناء الزحف وقع الابن الأكبر للديكتاتور في الأسر .
يجري التحقيق مع "ياكوف دشوغا شفيلي" .
رولف باول :
قطع الاستجواب أشواطاً وسأل الرائد الأسير "ياكوف دشوغا شفيلي" وقال له : بماذا تعلق على ذلك ؟ نحن تقدمنا سريعاً في الأسابيع الأربعة الأخيرة والآن نسير نحو موسكو . هنا ابتسم نجل "ستالين" وهزّ برأسه وقال : لن تتمكنوا أبداً من دخول موسكو . لقد حرص أبي على وضع ألغام تحت كل بيت ولن تتمكنوا من دخول موسكو . حسناً ، سوف نرى ، أردف الرائد مُجيباً .
المعلق :
إغتاظ "ستالين" الأب لأن ابنه سلم نفسه للقوات المسلحة المتقدمة .
في تشرين الثاني (نوفمبر) أصبحت موسكو على مرأى من القوات الألمانية ، فالمسافة لوسط المدينة ثلاثين كيلومتراً .
فيليب فون بسيلاغر / ضابط قبالة موسكو :
إعتقدنا فعلاً أن القسم الأكبر من الجيوش الروسية قد دُمرت وأن التقدم نحو موسكو يعتمد على سرعة التقدم وليس على العدو كونه لم يعد هناك عدو بيننا وبين موسكو . اعتقدنا حقاً أن الحرب قد انتهت !
المعلق :
في الوقت الذي يجري فيه تحصين المدينة بطلب من "ستالين" وبعد إجلاء قسم من الحكومة إلى "كوبيشيف" ، كان هناك قطار ينتظر في محطة "كازانار" .
وثيقة سرية تكشف السبب : غداً أو لاحقاً سيتم إجلاء "ستالين" . لكن "ستالين" يبقى
فولفغانغ ليونهارد :
هذا القطار بم يجر استخدامه ، واستمرت الأقاويل : كلا ، القطار باق ، لكن "ستالين" لن يأت . من الطبيعي أن ينتشر هذا الخبر وهذه الشجاعة الشخصية لــ"ستالين" لعبت دوراً بدون شك .
المعلق :
لكن ما الذي أملى على "ستالين" البقاء في موسكو ؟ تكثر الأساطير حول ذلك .
في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين ،تحلّق طائرة فوق العاصمة بحمولة مدهشة .
دودو تشيشينادزي :
جاء أحد رجال الدين وأخبر "ستالين" بعدم مغادرة مدينة موسكو وطلب منه أن يدافع عنها ببساطة ، فإذا أظهر الشجاعة الكافية لن يتمكن الألمان من التقدم .
المعلق :
هل يتوب طالب معهد اللاهوت السابق "ستالين" ، في أوقات الشدة ، ويعود إلى الإيمان ؟ ما الذي من المفترض أنه أعطى الأمر شخصياً .
نيكولاي بلوخين / صديق الطيار :
قال "ستالين" للطيار : لديك مهمة استثنائية . أنت تقلع الآن بالطائرة وتحوم فوق موسكو ليستمد منك الجنود الشجاعة ويصمدوت في وجه العدو .
المعلق :
الذي نصَّب نفسه رئيساً يريد قبل كل شيء كسب تأييد الشعب .
لقد جرى نهب وتدمير مئات الكنائس بأمر منه ، واختفى عدد كثير من الكهنة في الكولاك مما أحزن الشعب .
المعلق :
يستخدم "ستالين" الآن قوة الإيمان . فمنذ تشرين الأول (أكتوبر) من عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين أعيد فتح الكنائس وأصبحت تساعده في حربه .
البطريرك سيرغي :
بمساعدة الله سيستطيع الجيش الأحمر طرد الشيطان الفاشي من وطننا .
يرد "ستالين" الجميل ، على طريقته الخاصة .
نيكولاي بلوخين / كاتب روسي أورثوذكسي :
في الحادي والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) قال "ستالين" للمتروبوليت "سيرغي" : سوف نسترجع جميع الذين ما زالوا على قيد الحياة . وإذا كان هناك حالات موت لرجال دين في المعسكرات بعد سنة واحد وأربعين فلكونهم من المسنين الذين لم يُعثر عليهم .
المعلق :
لكن ما الذي يحدد مصير معركة موسكو ؟ هنا جن جنون "هتلر" وأراد السيطرة على موسكو بهجوم مفاجىء.
الجبهة تتوسع ، وهناك نقص في الإمدادات وفي العتاد لفصل الشتاء .
الآن يقول "هتلر" لجنرالاته : لا خطوة إلى الوراء . ويقع في الخطأ الذي وقع فيه عدوه "ستالين" سابقاً .
السيد القابع في الكرملين يستفيد من ذلك ، لقد تعلم الدرس . وها هو يشارك الآخرين في القرار وفي مقدمتهم "جيورجي جوكوف".
يلح جورجي على "ستالين" بسحب القوات من الشرق الأقصى .
إنها الفرق السيبميرية الجديدة التي صنعت التحول على أبواب موسكو .
إنه انتصار "ستالين" الأول . لم يعد الألمان بعد الآن : القوة التي لا تهزم .
المعلق :
ولكن الحرب لم تنته بعد، و"ستالين" غير واثق إطلاقاً . على بعد ألف كيلومتر في "كوبتشيف" شرقي موسكو يطلب وبسرية تامة بناء ملجأ تحت الأرض . مقر للحكومة في حال استولت قوات "هتلر" على موسكو .
لكن "ستالين" لن يغادر موسكو ، فهو يعرف أنه يملك السيطرة المطلقة في عاصمته فقط .
ستيبان ميكويان :
لم يتواجد "ستالين" في مكان الحدث مرة واحدة ، بالرغم من كل الكتابات أو الأفلام التي تهدف إلى إثبات ذلك . لم يتواجد على الجبهة إطلاقاً . إنها حقيقة مُخجلة ... والدي قالها لي : "ستالين" كان جباناً .
المعلق :
يطلب "ستالين" من شعبه التحلي بالشجاعة بأي ثمن . لينينغراد ، العاصمة الواقعة على نهر "نيفا" محاصرة من الألمان منذ أيلول (سبتمبر) سنة واحد وأربعين .
كان في استطاعة "ستالين" إجلاء المدينة ، ولكنه يريد من الجنود أن يدافعوا عن عائلاتهم على أرضهم وأن يحمل السلاح كل من استطاع .
يستمر الحصار تسعمائة يوم . يريد "هتلر" تجويع لينينغراد .
ليودميلا أوسراتوفا :
لفترة من الوقت كان هناك إطلاق نار ، بعدها هدوء ، لماذا ؟
كان الألمان يصرخون بصوت عال ويتفوهون بكلام غير معقول.
لا أحب أن أكرر ذلك . كانوا ينادون : في كل الحالات سوف تموتون ! المدينة سوف ندمر المدينة !
المعلق :
تصبح لينينغراد رمزاً لشقاء السكان المدنيين . كبار السن والأطفال يموتون أولاً .
ليودميلا أوبراتوفا :
قالوا: إن أخي الصغير "يورك" قد مات ، نادوا : خذي المزلاج من البيت واصطحبيه ! لم أعرف كيف سأعلم أمي بذلك !
المعلق :
على "ليودميلا" ذات الأحد عشر ربيعاً ، أن تدفن أخاها الصغير .
ليودميلا أوبراتوفا :
أتت شاحنة ، مُحملة بالجثث ، وكأنها حطب . لم تكن الجثث مغطاة ، إنما ملقاة هكذا كما جمعت من الشوارع . جرى إلقاؤها في حفرة .
وقفت طويلاً هناك . إحدى المساعدات المتطوعات أتت نحوي وتساءلت : أيتها الفتاة ، لماذا تقفين هنا ؟ أجبتها : أنا أنتظر حتى تمتلىء الحفرة لأضع الولد فوق حتى لا يكون الحِمل ثقيلاً عليه .
المعلق :
أكثر من مليون إنسان يموتون في لينينغراد نتيجة البرد والجوع .
الكره الذي أشعله "هتلر" ، سوف يُقوي "ستالين" .
ليودميلا أوبراتوفا :
كان خوفاً وكراهية لا توصف . كنت ما زلت طفلة ، لكني كنت أكرههم بشكل لم أكن أعر ماذا سأفعل بهم .
المعلق :
هؤلاء المدنيون هم أيضاً ضحايا ، فبعد أن بدأت الحرب ، أمر "ستالين" بترحيل الروس ذوي الأصل الألماني من البلاد .
أرميلدا غِرِيبْ / ألمانية من روسيا :
بعدها كانوا يهددون الألمان: عليكم أن ترحلوا ، والذي لا يرحل سوف نطلي بدمه الأسوار . هكذا قالوا لهم .
المعلق :
عشرات الآلآف جرى إرسالهم إلى سيبيريا .
أرميلدا غِريبْ :
الأهل بكوا ونحن بكينا . بعدها كان علينا السفر ، وقت طويل قضيناه في عربات الحيوانات .
المعلق :
الغالبية لن ترى وطنها مرة أخرى .
في ربيع سنة اثنين وأربعين ، بدأت القوات المسلحة الألمانية هجومها مجدداً .
لقد اتجهوا جنوباً . والهدف هو "ستالينغراد" والبترول في القوقاز.
لكن "ستالين" يعرف خطورة ما يجري .
نيكولاي بايباكوف / مفوض الشعب لقضايا البترول :
إستدعاني "ستالين" وقال : أيها الرفيق "بايباكوف" ! إذا سقطت حقول البترول في أيدي الألمان سأعطي الأمر بإعدامك .
ولكن إذا قمت بإحراق حقول البترول قبل الوقت ، ولم يأت الألمان ، وعندها لن يكون لدينا مواد للوقود ، سأعدمك أيضاً .
المعلق :
لاحقاً ، يُعرض برنامج أسبوعي سوفياتي حول هجوم "هتلر" الفاشل على البترول بشكل كاريكاتوري .
إنها صورة خادعة . هكذا تصوروا أن يسيطروا على جواهر بحر قزوين .
حتى إنهم حلموا كيف سيوزعون الثروة ولمن ستكون "باكو" ونفطها .
لكن "هتلر" لن يسيطر على حقول النفط .
"ستالينيغراد" ، العاصمة الواقعة على نهر الــ"فولغا" .
يريد قائد الحرب ، "هتلر" السيطرة عليها بأي ثمن .
ويريد قائد الحرب ، "ستالين" الدفاع عن المدينة التي تحمل اسمه بكل الوسائل .
مصير المدينة يصبح مرتبطاً بمصير الشعب .
بوريس سوكولون / مصور على الجبهة :
دخلنا الحرب من أجل الوطن و "ستالين" . يمكن للمرء اليوم أن ينكر ذلك أو أن يذكر الوطن فقط ، ولكن الوطن كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بكلمة "ستالين" .
المعلق :
الدعاية السوفياتية تُظهر "ستالين" بأنه قائد المعارك الأوحد . إنها مسألة اعتبار ، ولكن الحقيقة غير ذلك .
سيرغي خروتشوف :
عملياً أمسك الجنرالات بالقيادة . كان يوافق على قرارتهم فقط .
وعندما كان يتدخل في شؤونهم ، كان الوضع يسوء أحياناً .
المعلق :
لقد تعلم "ستالين" من الأخطاء ، يعطي العسكر مجالاً أوسع ويحققون الانتصارات دون أن يتنازل عن المجد . "ستالينيغراد" هي نقطة التحول في الحرب .
المعلق :
الاستسلام رغماً عن إرادة "هتلر" ، يذهب المشير "باولوس" إلى الأسر .
من يعلم ، ربما كان هناك عرض لمبادلته مع "ياكوف" ابن "ستالين" .
يفغيني بيتوفرانوف / ضابط البوليس السري :
عندما اقترح على "ستالين" ، بإنقاذ "ياكوف" من الأسر مقابل إطلاق سراح "باولوس" ، فكَّر ملياً بالأمر وقال بعد ذلك بأنه لا يبادل جنرالاً مقابل واحد من الضباط الصغار .
"ستالين" لن يغدر لابنه أن سلم نفسه للألمان .
في معسكر اعتقال "ساكسن هاوزن" يموت "ياكوف" عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين .
وتظهر الصورة ابن "ستالين" عالقاً في السور الكهربائي . فماذا يشعر ابن "ياكوف" ؟
أفيغي دشوغاشفيلي / ابن ياكوب ستالين :
غالباً ما أسأل إذا كنت غاضباً من "ستالين" لأنه لم يبادل أبي مقابل المشير "باولوس" .
من المؤكد أن حياتي كانت أفضل لو كنت مع أبي . جوابي على ذلك ، هو أن "ستالين" لا يمكن أن يكون غير ذلك "الفولاذي" .
المعلق :
ينبغي على العالم بأسره أن يعرف ذلك . أسرى حرب ألمان في موسكو . وبأمر من "ستالين" يجري جرّهم في قلب العاصمة .
فولفغانغ ليونهارد :
كنت وقتها في موسكو ، وتحديداً في شارع "غوركي" ، تماماً في وسط المدينة ، عندما مروا من هناك . لم أقم بهذه الزيارة .
تأثرت سلبياً بذلك . القتال ضد الفاشية نعم ، لكن ليس عرض أسرى حرب ألمان من جنود وضباط في شوارع العاصمة . لم أذهب إلى هناك .
المعلق :
أربعون ألف أسير يعرضهم "ستالين" .
تاتيانا ليشفينوف / ابنة وزير الخارجية حينها :
ذهبت مع صديقة كان زوجها قد قُتل في الحرب ، إلى الساحة الحمراء . وقفنا هناك واعتقدنا أننا سنرى أعداءنا.
عوضاً عن ذلك رأينا أشكالاً بشرية هزيلة ، لم يكن شوهاً أحمر كما كنا نحن نتخيل الألمان . أشكال بائسة كانت تمر من أمامنا وشعرت بالاشمئزاز .
لكني وبسبب صديقتي التي قتل زوجها ، لم أتفوه بكلمة . استدارت نحوي وقالت : لا أشعر بأي كراهية .
المعلق :
لكن "ستالين" يريد إذلالهم .
تاتيانا ليشفينوف :
لكن هذا هو منطق القياصرة. هذا هو مسار العالم : المنتصرون والمنهزمون . إذلالهم وتأجيج غيظ المواطنين.
المعلق :
هو أيضاً يريد أن يؤثر على حلفائه من خلال مسرحية الموت هذه.
زار " ونستون تشرتشل" موسكو في آب (أغسطس) سنة اثنين وأربعين ، لقد كان تقارباً صعباً .
باتريك كينا / سكرتير تشرشل :
لم يكن يُكنّ له الود ولم يكن يثق به ، ولكنه في طبيعة الحال لا يستطيع إهانته .
بعد أول لقاء في الكرملين قال لنا "تشرتشل" بصراحة رأيه في "ستالين" :
هذا الإنسان الشيطاني المتوحش . ولقد حذر السفير البريطاني قائلاً : حضرة رئيس الوزراء ، يجب أن ألفت انتباهكم ، بأن هناك تنصتًا في هذا المبنى .
المعلق :
الكلمات الواضحة تترك تأثيرها .
باتريك كينا :
في اليوم التالي ، عندما التقى "ونستون" مع "ستالين" كان هذا الأخير في غاية اللطف . لقد قرأ تقرير التنصت . قال :أرجو منكم أن لا تغادروا اليوم ، ابقوا يوماً أو يومين. لقد طلبت تحضير مأدبة في الكرملين لكم ولأعوانكم.
المعلق :
تشرشل يعرف أنه حلف مع الشيطان ضد من هو يُعتبر أسوأ منه.
باتريك كينا :
أعتقد أنه كان يعرف تماماً ما هو الأفضل لأوروبا وهو التعاون معهم ، حتى لو كنا لا نحبه .
المعلق :
يحصل السوفيات على كميات كبيرة من العتاد الحربي من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى .
كانت شحنات مهمة. لكن "ستالين" يريد المزيد من حلفائه في الغرب. فهو يطالب بفتح الجبهة الثانية .
تاتيانا ليشفيمنوف :
كانوا مختلفين تماماً بالنسبة لــ"ستالين". حياة الإنسان لا تعني شيئاً ، إنه رقم فقط ، لكن لا الأميركيين ولا الإنكليز كانوا يريدون خسارة بشرية كبيرة . لذلك أخذوا وقتهم بالنسبة للجبهة الثانية . لم يكن هناك أية وسيلة مباحة لكسب الحرب . بالنسبة إليهم ، كان عندهم تصوُّرهم الخاص .
المعلق :
أولاً: تقلع قاذفات الحلفاء باتجاه ألمانيا .
قال "تشرشل" : الحرب الجوية هي أيضاً جبهة تخفف العبء عن السوفيات .
"ستالين" يشجعه على تدمير المناطق السكنية الألمانية خاصة .
المعلق :
الجبهة الثانية لم تفتح إلا من حزيران (يونيو) سنة أربعة وأربعين.
لقد شن هجوم في النورماندي .
أيام رايخ "هتلر" أصبحت معدودة . وبدأ الحلفاء بوضع الخطط لما بعد الحرب .
المعلق :
مؤتمر "يالطا" في القرم ، وهذا قصر "ليفاديا" للقياصرة .
هنا في شباط (فبراير) سنة خمس وأربعين اجتمع المنتصرون القادمون في مؤتمر الأقوياء . والمُضيف هو "ستالين" .
المعلق :
هل يستطيع فرض مطالب القوة في مواجهة "تشرشل" ؟
لقد تودد نحو الولايات المتحدة الأميركية .
تاتيانا ليتفينوف :
"ستالين" و "تشرشل" تصارعا من أجل كسب ود "روزفلت" .
ودار الصراع حول توزيع المقاعد . "ستالين" أراد الجلوس أقرب إلى "روزفلت" ، والظاهر أنه نجح .
المعلق :
ماذا سيكون مصير ألمانيا وأوروبا بعد الحرب ؟
الديكتاتور يريد أرضاً ألمانية من أجل إزاحة بولونيا نحو الغرب.
وهو يريد الإبقاء على الغنيمة التي كسبها خلال حلف "هتلر – ستالين" .
والحصول على أكثر منها . ويجري تحديد مناطق نفوذ في الشرق والغرب . قوى الغرب تقدم تنازلات كبيرة .
فولفغافع ليونهارد :
الحقيقة لم تكن فقط مقدرة "ستالين" التفاوضية ، إنما أيضاً القوة الحقيقية التي كان يملكها الاتحاد السوفياتي ، إضافة إلى حذر القوى الغربية مع مواجهة "ستالين" بقوة كونهم يريدون الاتحاد السوفياتي كحليف في الحرب ضد اليابان .
في شهر نيسان (أبريل) من عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين ، بدأ التقدم باتجاه "برلين". يريد "ستالين" الوصول إلى العاصمة قبل القوى الغربية ، ويريد كمنتصر على "هتلر" أن يصنع التاريخ هكذا .
فلاديمير نوموف / جندي في الجيش الأحمر :
كان مهماً بالنسبة له أن يصل إلى "برلين" قبل الجنرال "إيونهاور" ، سيما وأنه من الجبهة الغربية ، ومن الجانب الغربي, كل الطرقات كانت مفتوحة .
عسكريون أمام خارطة بارزة :
لذلك ، يكلف أفضل عسكرييه نفس التكليف. هذا يخلق تنافساً بين المارشلين "جوكوف" و "كونييف" .
ناتاليا كونييفا / ابنة المارشال كونييفا :
في هكذا أوضاع لا يمكن تفادي تداخل القوات إذا قام "جولوف" بهجوم وكذلك "كونييف" ، ولم يعد من الممكن التفريق بين القوات.
المعلق :
ضريبة دم مجانية قبل الهدف مباشرة .
ليف كوبيليف / جندي في الجيش الأحمر :
جعل عشرات الآلآف يموتون في هجمات لا معنى لها ، فقط من أجل الاستيلاء على "برلين" في الوقت المناسب .
جرى التضحية بمئات الآلآف رغم أن الحرب قد انتهت .
المعلق :
أيضاً ، خلف الجبهات, يموت الناس أثناء الهرب والإبعاد .
دعاية "ستالين" تدعو لتصعيد الثأر, كتعويض عن الجرائم الألمانية .
ثيتالي بوبكوف / طيار في الجيش الأحمر :
من الطبيعي أن تقول لنا الدعاية : أكبر عدد من الإصابات بين الألمان، وأكبر عدد من القتلى .
المعلق :
الجرائم السوفياتية ضد المدنيين الألمان زادت الخوف من قوات "ستالين" .
وبدأ الخطر يحدق بسمعة الاتحاد السوفياتي .
فولفغانغ ليونهاردت :
في شهر نيسان (أبريل) ، تغير الخط السياسي وجرى التحضير لكي تتصرف القوات السوفياتية في "برلين" بشكل مهذب .
كان هذا قراراً جدياً ولكنه أتى متأخراً جداً .
المعلق :
وصل "ستالين" إلى هدفه "برلين" في آيار (مايو) سنة خمسة وأربعين ،
ويقوم الأقطاب السوفيات بجولة في المدينة المدمرة ، والتي على "ستالين" أن يتقاسمها مع المنتصرين الآخرين. المعلق :
هذا مبنى مستشارية الرايخ المدمر ، زيارة إلى مخبأ "هتلر" .
لقد وجدت جثته، ولا يُفترض أن يعرف أحد بذلك .
يلينا ريشفسكايا / مترجمة عسكرية :
لم يكن مسموحاً على الإطلاق الإعلان رسمياً عن موت "هتلر" . هذا كان أمر "ستالين" الواضح . لذلك ، عندما وُجدت الجثة ، لم يكن هناك مصوّرون أو صحافة أو رجال سينما ، ببساطة لا أحد. كان أمراً سرياً للغاية.
المعلق :
يخدع "ستالين" الحلفاء أيضاً. في بوتسدام ، وفي شهر تموز (يوليو) سنة خمسة وأربعين تعقد القوى الثلاثة المنتصرة مؤتمرها الأول .
فلانتين بريشكوف / مترجم ستالين :
عندما وصل في المساء إلى "بوتسدام" ، وكان أول سؤال لــ"تشرشل" و "ترومان" : هل وجدتم جثة "هتلر" ؟ أجاب : كلا.
ربما كان يعتقد بأنه إذا كان شائعات تقول بوجود "هتلر" في مكان ما ، عندها يمكن الإبقاء على التحالف المعادي لــ"هتلر" .
المعلق :
قريباً ، سينقطع عقد التحالف . لقد بدأ عملياً تقسيم العالم على الطاولة المستديرة في "بوتسدام" .
سيخوض "ستالين" الحرب الباردة كسيد للقوة العظمى الجديدة الثانية بعد أميركا .
الدعاية تمجّده سينمائياً على أنه المنقذ وقائد المعارك الذي لا يخطىء .
سيرغي خروتشوف :
انظروا اليوم إلى روسيا الجديدة. من هو البطل ؟ البطل هو "ستالين" .
حتى الديموقراطيون في روسيا سوف يقولون لكم: "صحيح أنه قتل عشرات الملايين ولكنه جعل من روسيا قوة عظمى .
المعلق :
وقوة ذرية أيضاً . بعد أربع أعوام من امتلاك الولايات المتحدة الأميركية للقنبلة الذرية، أصبح لديه القنبلة أيضاً.
سوف تستمر الإمبراطورية التي بناها أربعة عقود وبعدها ستزول.
المصدر قناة المجد الوثائقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1-رجل الحرب
المعلق :
شهر آيار (مايو) من عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين ، زوال الــ"رايخ" هتلر واستيلاء ستالين على مدينة برلين .
الزمن يتحول .
إنه استعراض النصر العسكري في موسكو . يحتفل النظام بنفسه كقوة عالمية جديدة . انتصار قائد الحرب . لقد أطلق على نفسه اسم "القائد الأعلى" .
تاتيانا ليتفينوف / ابنة وزير الخارجية الروسي :
يعتقد "ستالين" بأنه فعلاً الأكبر ، وكان دائماً أكبر كاتب وأكبر فنان وعالم ورياضي ولاعب كرة قدم .
في كل مكان الأكبر ، وكان إضافة لذلك أكبر استراتيجي .
المعلق :
ولاء من دون حدود :
"ستالين" يريد أن ينظر إليه الناس على أنه لا يُهزم .قائد الحرب والمنتصر على "هتلر" .
بوريس يفيموف / رسام كاريكاتور :
لقد قدره على أنه أكبر قائد حرب لكل الأوقات والشعوب . ولكنه لم يكن هكذا فعلاً .
هالة ستالين :
النصر كحدث سينمائي :
صور مركبة لكي تخفي أن "ستالين" قد تحالف مع "هتلر" وانخدع به أولاً ، أن قيادته للحرب وضعت الاتحاد السوفياتي على شفير الهاوية . الويل لمن يتكلم عن ذلك .
أنطوان أوفسينكو / جندي في الجيش الأحمر :
الشعب ربح الحرب ليس بفضل "ستالين" ، لكن بالرغم من "ستالين" .
المعلق :
لا تعلن صور الفيلم التمثيلي هذه الحقيقة . لقد كلف النصر ثمناً باهظاً ، إذ يقول النقاد: إن خسائر الاتحاد السوفياتي بسبب "ستالين" بلغت سبعة وعشرين مليون قتيل.
الويل لمن يذكر ذلك .
سيرغي خروتشوف / إبن نيكيتا خروتشوف :
أراد إزاحة كل الناس الذين عرفوا بإخفاقه الذريع في حرب سنتي 1941 و 1942 . أراد أن يدخل التاريخ كأكبر منتصر وليس كسياسي خائف من "هتلر" وبشكل يفوق أي تصور .
المعلق :
في الثاني والعشرين من 00000عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين ، بدأ هجوم "هتلر" على الاتحاد السوفياتي .ثلاثة ملايين جندي ألماني وحليف يتقدمون نحو الشرق . لقد فوجىء الجيش الأحمر بالكامل.
الكسندر يكوفليف / خبير في ستالين :
كان على "ستالين" أن يعرف . كان عليه أن يعرف أن الحرب ستبدأ في هذا اليوم كان هناك الكثير من الأخبار من ألمانيا واليابان وبلدان أخرى .
المعلق :
لكن سيد الكرملين لا يريد تصديق ذلك ، مؤمناً بمعاهدة عدم الاعتداء مع "هتلر" ، وبالرغم من نصيحة جنرالاته ، لم يعط إنذاراً في الليلة التي سبقت الزحف .
الكسندر يكوفليف / خبير في ستالين :
إعتبر هذا إستفزازاً ضد صديقه "هتلر" . لقد سمى "هتلر" بالصديق "صديقي" .
المعلق :
كانت الخسائر في الأيام الأولى فادحة . خطة "هتلر" للحرب الخاطفة تبدو للوهلة الأولى بأنها أثمرت .
ستيبان ميكويان /إبن أ. ميكويان / مجلس الدفاع :
معظم القوات على الجبهة ، وخاصة في روسيا البيضاء ، لم تكن وضعت في حالة تأهب . وهكذا خسرنا في اليوم الأول ألف طائرة . وهذا الدمار في سنة ألف وتسعمائة وواحد وأربعين يجب أن نحمله فقط إلى "ستالين" .
المعلق :
منزل "ستالين" الريفي ، وهو قصر في "كونسيفو ، في ضواحي موسكو .
انسحب "ستالين" إلى هنا . فالمكتب السياسي بحاجة لاتخاذ القرارات .
سيفان ميكويان :
عادة لا يذهب احد لزيارة "ستالين" في بيته الريفي من دون طلب. أعضاء المكتب السياسي أتوا دون موعد .
"ستالين" كان يجلس على الأريكة وذُعر جداً عندما دخلوا الغرفة .
حقيقة أصابته الرجفة وسأل :ما هو سبب قدومكم ؟ ظن أنهم آتون لاعتقاله . في هذه اللحظة من الطبيعي أن يفهم بأنه يتحمل مسؤولية ما جرى لغاية الآن .
سائق دبابة ألماني / أسرى روس :
القوات المسلحة توغلت في غضون أيام قليلة أكثر من مائة كيلومتر داخل البلاد . قائد الحرب السوفياتي لم يواجه ذلك بشىء .
مئات الآف من الجنود السوفيات يقعون في الأسر .
في الأسابيع الأولى يبدو أن الجيش الأحمر كان من دون قيادة .
ما هي أسباب هذا الانهيار ؟
فيكتور أنفيلوف / من مقربي شوكوف :
مع الأسف ، بالغ "ستالين" في تقدير قدرات جيشه ، لم يعرف وضعه الحقيقي بعد أن سُلبت منه قيادته . هذه المأساة قد أثرت بشكل سلبي على بداية الحرب .
المعلق :
إرهاب السنوات الماضية يلاحق سيد الكرملين . منذ سنة ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين ، أطلق العنان لموجة من القتل والعنف في البلاد .
العسكريون أيضاً سقطوا ضحية ما يسمى "التطهير الكبير" .
يجري اتهامهم بالتآمر على الديكتاتور .
سيرغي خروتشوف :
كان يخاف منهم . كان يخاف أن يقفوا غداً ضده . كان يكرههم جميعاً . كانوا أبطال الحرب الأهلية ، وكانوا يعرفون أن "ستالين" في هذه الحرب لم يكن شيئاً ، وكانوا لا يحترمونه . والذي حصل كان مثل كتلة الجليد المنهارة .
بوتوفو لومونركا :
بوتوفو بالقرب من موسكو . في هذه الأرض توجد رفات آلاف العسكريين الذين جرى اغتيالهم .
المعلق :
أيضاً قائد الجيش "أوبوروفيتش" جرى إعدامه .
فلاديميرا أوبوروفيتش / ابنة الجنرال :
الشيء الوحيد الذي أملت به هو إمكانية توضح الأمور في النهاية وأنه من غير الممكن أن يكونوا قد أردوه .
تسلط "ستالين" لا يعرف حدودًا . البوليس السري (أن كا دبليو دي) لا يعتقل العسكري فقط ، إنما عائلته أيضا.
فلاديميرا أوبوروفيتش :
قالوا : خذي حقيبة لك ولابنتك ! وما أعرفه جيداً لحد الآن .
كانت أمي تسأل بإلحاح : إلى أين ستذهبون بالطفلة ؟ لم تتلق جواباً .
لن تُهلك ! بعدها جرى نقلها بواسطة سيارة صغيرة خضراء اللون وبعدها أتوا لكي يأخذوني .
المعلق :
في عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين يُطلق سراح "فلاديميرا" من المعتقل .
لقد قتل والديها كما قتل عشرات الآلآف .
في نهاية الثلاثينيات تم القضاء على الجيش الأحمر . ويعرف "ستالين" كم ضعُفت قواته المسلحة . ستمر سنوات حتى تستريح من المجزرة .
الخطر الأكبر يأتي منه . "هتلر" الذي يسلب الأراضي عن طريق التهديد فقط .
بعد ضمه للنمسا وأرض السوريت ، جاء الزحف نحو ما يسمى بقية "تشيكيا" .
هذا بيت "ستالين" الريفي ، هنا يلتقي مع أقرب المقربين ، ويصنع الخطط .
يريد تحالفاً في مواجهة الصراع الخطر . ماذا يبقى،إذا لم يجد حلفاً ضد "هتلر" ؟
سيرغي خروتشوف :
علينا أن نفهم بأن جميع المفاوضات التي أجريت في موسكو مع ممثلي فرنسا وإنكلترا لم تكن فعالة . "ستالين" لم يكن لديه في الواقع خيار آخر .
المعلق :
ويحصل لقاء مع العدو . في شهر آب (أغسطس) من عام ألف تسعة وثلاثين ،
يصل وزير خارجية "هتلر" "ريبنتروب" إلى موسكو .
فولفغانغ ليوناهارد / طالب في موسكو :
صُوِّر "ريبنتروب" أثناء وصوله إلى مطار موسكو وظهرت الصور المتنقلة للعلم السوفياتي بالمطرقة والمنجل وعلم الصليب المعقوف وكذلك كل الاحتفالات .
المعلق:
عندما أصبح واضحاً لدينا بأن هناك تغييرًا كاملاً في مجمل السياسة السوفياتية.
أثناء إقامته في الكرملين , حرص وزير الخارجية ريبنتروب على المظهر.
لين بسيمنسكي / مؤلف سيرة ستالين
كان المكتب السياسي بكامله يقف أمام ريبنتروب حين هتف فجأة
" العيش هتلر" . الكل حبس أنفاسه .ماذا سيحدث الآن؟ إنها ليست فرحة تحية ستالين بـ" يعيش هتلر" . لكن ستالين ردّ بشكل غير معهود ومثير للدهشة : تفقد ذيل سترته الطويلة و انحنى انحناءة الفتيات . انفجر ضحك مدوٍ.
المعلق:
هتلر يريد حلفاً – كدعم لأهدافه الحربية. ستالين يُمَنّي نفسه بكسب أراضٍ ووقت من أجل التسليح الذاتي. ففي يوم ما , سيحدث اشتباك مع ألمانيا الهتلرية . هكذا يعتقد ستالين.
فولفغانغ ليونهارد / طالب في موسكو:
"كان تفكير ستالين سليماً " , لقد كان عدواً لهتلر , ولكنه أيضاً , معجباً به الى حد ما . وفي المباحثات مع ريبنتروب قال ستالين :
" مُولودِك شاب لطيف وهو رفع النخب الشهير : أنا أعرف كم يحب الشعب الألماني قائده وأنا أريد أن أشرب نخب صحة القائد".
المعلق:
هذه أوبرسلزبرغ , مقرّ إقامة هتلر , وقبل التحالف مع موسكو بأيام قليلة فقط , قال الدكتاتور: " كل ما أقوم به موجه ضد روسيا. إذا كان الغرب أعمى لدرجة أنه لا يستوعب ذلك , سأقوم بالتفاهم مع الروس بضرب الغرب. بعد تجميع قواتي سأضرب الاتحاد السوفياتي."
المعلق:
لكن الضحية الأولى كانت بولندا . ففي الأول من أيلول (سبتمبر) عام تسعة و ثلاثين, تهاجم القوات المسلحة الألمانية بولندا. إنها "الحرب الخاطفة " الأولى لهتلر.
المعلق:
بناء على البروتوكول الإضافي السري لحلف هتلر- ستالين و يجري تقسيم الغنائم.
المعلق:
في السابع عشر من ايلول ( سبتمبر) , يأمر ستالين الجيش الأحمر بالزحف نحو البلاد المهزومة.
لقاء أخوة السلاح و المحتلين.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين:
" كان لدينا خوف كبير من هتلر. كنا نعرف من هو. إلى جانب ذلك كنا نعرف ماذا يجري في الاتحاد السوفياتي . هناك كان ستالين يسمح بإعدام المواطنين و كذلك السياسيين".
المعلق:
بحماية قوات الـ Ss الضاربة , تغتال مجموعات التدخل , وبشكل أساسي , القيادات البولندية .صور كهذه موجودة أيضاً في منطقة الاحتلال السوفياتي.
اعتقالات , إعدامات , ووداع.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين:
" قبَّل زوجي , ادوارد , ولدنا اندريجك و قبّل ياكوس الصغير , الذي كنت أحمله بين ذراعيّ, ثم قبَّلني . ودَّعنا ولم يعد البتة" .
المعلق:
ما حصل لزوجها لم تعلم به إلاّ بعد سنوات من خلال الصحف في معتقلات أوستاشكوفو و ستاروبيلسك و كاتين.
في آذار ( مارس) ألف وتسعمائة و أربعين , عشرون ألف ضابط بولندي يعدمون , من خلال طلقة في مؤخرة الرأس , إنها جرائم حرب ستالين.
يانينا كرمكي / أرملة ضحية كاتين
"عندما أتذكر بأن رجلين فقط في البوليس السري (nkwd ) أمسكوهم وكان أحدهم يقف في الخلف و يطلق النار .يبدو لي و كأني أسمع هذه الطلقة دائماً و تترائى الحادثة أمام عيني" .
كيف ماتوا بهذه الطريقة.
المعلق:
الأمر بالقتل يحمل توقيعه. لاحقاً , سوف يُتهم هتلر بالوقوف وراء هذه المجزرة.
المعلق:
ما زال الحلف مع ألمانيا قائماً. وهكذا لن يخشى ستالين من أي اعتراض عندما يهاجم فنلندا في تشرين الثاني نوفمبر عام تسعة وثلاثون. فالحدود قريبة جداً من لينينغراد.
الحرب بالنسبة للديكتاتور مادة ترحيب , عندما لا يكون الثمن باهظاً.
المعلق:
لكن الجيش الفنلندي يصمد بالرغم من تفوق المهاجم. داوود ضد غولياث. مائتي ألف جندي سوفياتي يموتون.
فلاديمير نوموف / جندي في الجيش الأحمر:
"سفك الدماء كان مرعباً , كانت هناك خسائر كبيرة جداً.في وسط كارلين توجد مقبرة جنود بطول عشرة أمتار و عرض عشرة أمتار. هناك تُدفن نصف فرقه".
المعلق:
هذه الصور لا تعرضها برامج ستالين الأسبوعية. بالرغم من ذلك يجري الاحتفال بوقف إطلاق النار على أنه انتصار.
ليف بيزيمنسكي / ضابط في البوليس السري
" يشيد ستالين بما يسمى نصراً على هذه الجبهة الصغيرة بوصفه رمزاً للنصر في كل حرب و في كل صراع مستقبلي مع العدو الإمبريالي".
من الطبيعي أن نعرف اليوم , بأن هذا لم يكن نصراً, إنما كان حتى ذلك الوقت , أكبر هزيمة للجيش الأحمر.
المعلق:
قائد الحرب الآخر , يُظهر لسيد الكرملين كيف ينتصر هو. بعد هزيمة فرنسا وصل هتلر الى ذروة قوته.
سرغي خروتشوف / ابن نيكيتا خروتشوف:
بعد استسلام فرنسا , شعر ستالين بخوف هستيري من هتلر , لأن جميع حساباته التي بناها على أن هتلر سيغرق في الجبهة الغربية, لم تتحقّق.
المعلق:
بيت ستالين الريفي في كونزيفو , اعتقد ستالين أنه من خلال المعاهدة ألزم هتلر بعدم الاعتداء على الأقل مؤقتاً , حتى يستطيع هو أن يؤهل نفسه لتبادل الضربات.
المعلق:
ولكن منذ صيف عام ألف و تسعمائة وأربعين , يخطط هتلر لشنّ حربه في حملة الإبادة ضد الاتحاد السوفياتي – لعبة في صندوق الرمل. لقد اعتقد بأن الأمبراطورية في الشرق نضجت وحان الوقت لتنهار.
المعلق:
بالرغم من معرفة ستالين بخطط هتلر الحربية , إلاّ أنه يعتقد بأن لديه الوقت الكافي من أجل تسليح جيشه الكبير. ولا أحد يستطيع إثبات أنه هو يريد بدء الحرب.
ليف فوسنسكس/ ابن شقيق وزير الاقتصاد:
لقد صدَّق هتلر حقاً , وهذه كانت واحدة من أكبر أخطائه السياسية غير المعقولة والثقيلة الوقع و التي كلفت بلدنا و شعبنا الكثير" .
المعلق:
في الأشهر الأولى من حرب روسيا , جيوش بأكملها تحطمها القوات المسلحة الألمانية اليوم , يعرف المرء أن ستالين لم يهمل فقط الدفاع بشكل مزري , إنما تدخل و بدون خبرة في قيادة الحرب.
شتيبان ميكويان / ابن أ . ميكويان _ مجلس الدفاع:
لم يكن ستالين شخصاً يملك المعارف العسكرية. الجنرال جوكوف كان قد حذّره: علينا أن نركز قواتنا هنا , والإبقاء على المواقع في الجبهات الأخرى . لكنه لم يُعر انتباهاً لذلك. المعلق:
في الثالث من تموز ( يوليو) من عام واحد و أربعين يوجه الديكتاتور خطاباً الى الشعب يدعو إلى " الحرب الوطنية" , لأول مرة يتكلم عن أخوة وأخوات.
فولفغانغ ليونهارد / طالب في موسكو:
" كان غير واثق كلياً . كان واحداً من أسوأ خطابات ستالين. تلعثم, ولاحظ المرء أنه كان مصدوماً جداً ومذعوراً و ربما كان قد فقد الإيمان بالنصر".
المعلق:
لكن ستالين كان عاطفياً جداً يناشد الوطنية, لقد استعاد ذكرى النصر الكبير ضد نابوليون.
ليف فوسنسنكي / ابن شقيق وزير الإقتصاد:
ذهب الناس الى الخنادق وهتفوا : " من أجل الوطن – من أجل ستالين " . بينما أنا لم أشعر هكذا.
المعلق:
لكن الناس لا يعنون شيئاً لستالين. أوامره هي: خطوة إلى الوراء , النتيجة الوخيمة كانت معارك تطويق و مئات آلاف القتلى والأسرى . بعدها بثلاث سنوات سيكون هناك صور مماثلة, ولكن لأسرى ألمان. فولفغانغ ليونهارد :
"نعم , الناس كانوا ضحية كِلا الديكتاتوريتين المختلفتين كثيراً في التفاصيل. ولا يوجد شك في ذلك. لم يكن لهم أي دور في أهداف السلطة السياسية لكلا القيادتين , هذه كانت الحقيقة المأساوية الواقعية على الجانبين" .
المعلق:
يترك ستالين جنوده يشنون هجوماً بشرياً عديم الجدوى ضد الخطوط الألمانية.
فيليب فون بوس لاغر / ضابط قبالة موسكو :
في البداية تكَّبد الروس خسائر هائلة. لقد عشنا ذلك كجنود. كانوا يأتون بموجات كثيفة ويُقتلون ببساطة. أعتقد بأن مقابل كل قتيل ألماني كان هناك عشرة روس وكان يركض الضباط بسلاحهم, وإذا لم يسيروا إلى الأمام يقتلون . ولكنهم أتوا بصفوف كثيفة وبصفوف متتابعة وقتلوا جميعاً.
المعلق :
من يقدم نفسه أسيراً ، يُعتبر بالنسبة لقائد الحرب خائناً . كانت المحكمة العُرفية تحذّرهم ، لأنهم وبحسب رأي القيادة ، تخلوا عن استعدادهم للتضحية .
ثلادلين أنشيشكن / ضابط في البوليس السري :
لم يكن يضع شارة على الكتفين ، لقد نُزعت منه. حفر حفرة. لم أستطع فهم معنى ذلك .
هذا الرجل قال: يا رفاق ، لقد أضعت الطريق ، نحن في الغابة. لقد قاتلت وسأستمر في القتال !
قيل له : باسم هيئة رئاسة السوفيات الأعلى أنت هارب من الجندية !
كان عليه أن يقف ووجهه نحو الحفرة . بعدها رأيت كيف أطلق عليه أحدهم النار من الخلف بواسطة مسدس وكيف سقط على ظهره .
بالنسبة لي كان هذا مُرعباً . لم يكن مفهوماً أبداً ، لماذا فعل ذلك ، لا سيما وأن هذا الشاب قد قال الحقيقة . لقد رأى الجميع أنه فعلاً أضاع الطريق .
المعلق :
ليست حالة نادرة . إعدامات لما يسمى أعداء الشعب ، جبناء مزعومون ، هاربون من الجندية وخونة . هكذا هم على جدول الأعمال .
ليف فوسنسنكي / ابن شقيق وزير الإقتصاد :
كل هذا حصل بتوجيهات من "ستالين" . لم يكن النقاش ولا التصحيح مسموحين ، وهكذا واجهت جماهير من الجنود والضباط السوفيات الموت .
المعلق :
قطعت مجموعة جيوش "هتلر" نصف الطريق إلى موسكو . من المفترض تقويض مركز السلطة السوفياتية .
أثناء الزحف وقع الابن الأكبر للديكتاتور في الأسر .
يجري التحقيق مع "ياكوف دشوغا شفيلي" .
رولف باول :
قطع الاستجواب أشواطاً وسأل الرائد الأسير "ياكوف دشوغا شفيلي" وقال له : بماذا تعلق على ذلك ؟ نحن تقدمنا سريعاً في الأسابيع الأربعة الأخيرة والآن نسير نحو موسكو . هنا ابتسم نجل "ستالين" وهزّ برأسه وقال : لن تتمكنوا أبداً من دخول موسكو . لقد حرص أبي على وضع ألغام تحت كل بيت ولن تتمكنوا من دخول موسكو . حسناً ، سوف نرى ، أردف الرائد مُجيباً .
المعلق :
إغتاظ "ستالين" الأب لأن ابنه سلم نفسه للقوات المسلحة المتقدمة .
في تشرين الثاني (نوفمبر) أصبحت موسكو على مرأى من القوات الألمانية ، فالمسافة لوسط المدينة ثلاثين كيلومتراً .
فيليب فون بسيلاغر / ضابط قبالة موسكو :
إعتقدنا فعلاً أن القسم الأكبر من الجيوش الروسية قد دُمرت وأن التقدم نحو موسكو يعتمد على سرعة التقدم وليس على العدو كونه لم يعد هناك عدو بيننا وبين موسكو . اعتقدنا حقاً أن الحرب قد انتهت !
المعلق :
في الوقت الذي يجري فيه تحصين المدينة بطلب من "ستالين" وبعد إجلاء قسم من الحكومة إلى "كوبيشيف" ، كان هناك قطار ينتظر في محطة "كازانار" .
وثيقة سرية تكشف السبب : غداً أو لاحقاً سيتم إجلاء "ستالين" . لكن "ستالين" يبقى
فولفغانغ ليونهارد :
هذا القطار بم يجر استخدامه ، واستمرت الأقاويل : كلا ، القطار باق ، لكن "ستالين" لن يأت . من الطبيعي أن ينتشر هذا الخبر وهذه الشجاعة الشخصية لــ"ستالين" لعبت دوراً بدون شك .
المعلق :
لكن ما الذي أملى على "ستالين" البقاء في موسكو ؟ تكثر الأساطير حول ذلك .
في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين ،تحلّق طائرة فوق العاصمة بحمولة مدهشة .
دودو تشيشينادزي :
جاء أحد رجال الدين وأخبر "ستالين" بعدم مغادرة مدينة موسكو وطلب منه أن يدافع عنها ببساطة ، فإذا أظهر الشجاعة الكافية لن يتمكن الألمان من التقدم .
المعلق :
هل يتوب طالب معهد اللاهوت السابق "ستالين" ، في أوقات الشدة ، ويعود إلى الإيمان ؟ ما الذي من المفترض أنه أعطى الأمر شخصياً .
نيكولاي بلوخين / صديق الطيار :
قال "ستالين" للطيار : لديك مهمة استثنائية . أنت تقلع الآن بالطائرة وتحوم فوق موسكو ليستمد منك الجنود الشجاعة ويصمدوت في وجه العدو .
المعلق :
الذي نصَّب نفسه رئيساً يريد قبل كل شيء كسب تأييد الشعب .
لقد جرى نهب وتدمير مئات الكنائس بأمر منه ، واختفى عدد كثير من الكهنة في الكولاك مما أحزن الشعب .
المعلق :
يستخدم "ستالين" الآن قوة الإيمان . فمنذ تشرين الأول (أكتوبر) من عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين أعيد فتح الكنائس وأصبحت تساعده في حربه .
البطريرك سيرغي :
بمساعدة الله سيستطيع الجيش الأحمر طرد الشيطان الفاشي من وطننا .
يرد "ستالين" الجميل ، على طريقته الخاصة .
نيكولاي بلوخين / كاتب روسي أورثوذكسي :
في الحادي والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) قال "ستالين" للمتروبوليت "سيرغي" : سوف نسترجع جميع الذين ما زالوا على قيد الحياة . وإذا كان هناك حالات موت لرجال دين في المعسكرات بعد سنة واحد وأربعين فلكونهم من المسنين الذين لم يُعثر عليهم .
المعلق :
لكن ما الذي يحدد مصير معركة موسكو ؟ هنا جن جنون "هتلر" وأراد السيطرة على موسكو بهجوم مفاجىء.
الجبهة تتوسع ، وهناك نقص في الإمدادات وفي العتاد لفصل الشتاء .
الآن يقول "هتلر" لجنرالاته : لا خطوة إلى الوراء . ويقع في الخطأ الذي وقع فيه عدوه "ستالين" سابقاً .
السيد القابع في الكرملين يستفيد من ذلك ، لقد تعلم الدرس . وها هو يشارك الآخرين في القرار وفي مقدمتهم "جيورجي جوكوف".
يلح جورجي على "ستالين" بسحب القوات من الشرق الأقصى .
إنها الفرق السيبميرية الجديدة التي صنعت التحول على أبواب موسكو .
إنه انتصار "ستالين" الأول . لم يعد الألمان بعد الآن : القوة التي لا تهزم .
المعلق :
ولكن الحرب لم تنته بعد، و"ستالين" غير واثق إطلاقاً . على بعد ألف كيلومتر في "كوبتشيف" شرقي موسكو يطلب وبسرية تامة بناء ملجأ تحت الأرض . مقر للحكومة في حال استولت قوات "هتلر" على موسكو .
لكن "ستالين" لن يغادر موسكو ، فهو يعرف أنه يملك السيطرة المطلقة في عاصمته فقط .
ستيبان ميكويان :
لم يتواجد "ستالين" في مكان الحدث مرة واحدة ، بالرغم من كل الكتابات أو الأفلام التي تهدف إلى إثبات ذلك . لم يتواجد على الجبهة إطلاقاً . إنها حقيقة مُخجلة ... والدي قالها لي : "ستالين" كان جباناً .
المعلق :
يطلب "ستالين" من شعبه التحلي بالشجاعة بأي ثمن . لينينغراد ، العاصمة الواقعة على نهر "نيفا" محاصرة من الألمان منذ أيلول (سبتمبر) سنة واحد وأربعين .
كان في استطاعة "ستالين" إجلاء المدينة ، ولكنه يريد من الجنود أن يدافعوا عن عائلاتهم على أرضهم وأن يحمل السلاح كل من استطاع .
يستمر الحصار تسعمائة يوم . يريد "هتلر" تجويع لينينغراد .
ليودميلا أوسراتوفا :
لفترة من الوقت كان هناك إطلاق نار ، بعدها هدوء ، لماذا ؟
كان الألمان يصرخون بصوت عال ويتفوهون بكلام غير معقول.
لا أحب أن أكرر ذلك . كانوا ينادون : في كل الحالات سوف تموتون ! المدينة سوف ندمر المدينة !
المعلق :
تصبح لينينغراد رمزاً لشقاء السكان المدنيين . كبار السن والأطفال يموتون أولاً .
ليودميلا أوبراتوفا :
قالوا: إن أخي الصغير "يورك" قد مات ، نادوا : خذي المزلاج من البيت واصطحبيه ! لم أعرف كيف سأعلم أمي بذلك !
المعلق :
على "ليودميلا" ذات الأحد عشر ربيعاً ، أن تدفن أخاها الصغير .
ليودميلا أوبراتوفا :
أتت شاحنة ، مُحملة بالجثث ، وكأنها حطب . لم تكن الجثث مغطاة ، إنما ملقاة هكذا كما جمعت من الشوارع . جرى إلقاؤها في حفرة .
وقفت طويلاً هناك . إحدى المساعدات المتطوعات أتت نحوي وتساءلت : أيتها الفتاة ، لماذا تقفين هنا ؟ أجبتها : أنا أنتظر حتى تمتلىء الحفرة لأضع الولد فوق حتى لا يكون الحِمل ثقيلاً عليه .
المعلق :
أكثر من مليون إنسان يموتون في لينينغراد نتيجة البرد والجوع .
الكره الذي أشعله "هتلر" ، سوف يُقوي "ستالين" .
ليودميلا أوبراتوفا :
كان خوفاً وكراهية لا توصف . كنت ما زلت طفلة ، لكني كنت أكرههم بشكل لم أكن أعر ماذا سأفعل بهم .
المعلق :
هؤلاء المدنيون هم أيضاً ضحايا ، فبعد أن بدأت الحرب ، أمر "ستالين" بترحيل الروس ذوي الأصل الألماني من البلاد .
أرميلدا غِرِيبْ / ألمانية من روسيا :
بعدها كانوا يهددون الألمان: عليكم أن ترحلوا ، والذي لا يرحل سوف نطلي بدمه الأسوار . هكذا قالوا لهم .
المعلق :
عشرات الآلآف جرى إرسالهم إلى سيبيريا .
أرميلدا غِريبْ :
الأهل بكوا ونحن بكينا . بعدها كان علينا السفر ، وقت طويل قضيناه في عربات الحيوانات .
المعلق :
الغالبية لن ترى وطنها مرة أخرى .
في ربيع سنة اثنين وأربعين ، بدأت القوات المسلحة الألمانية هجومها مجدداً .
لقد اتجهوا جنوباً . والهدف هو "ستالينغراد" والبترول في القوقاز.
لكن "ستالين" يعرف خطورة ما يجري .
نيكولاي بايباكوف / مفوض الشعب لقضايا البترول :
إستدعاني "ستالين" وقال : أيها الرفيق "بايباكوف" ! إذا سقطت حقول البترول في أيدي الألمان سأعطي الأمر بإعدامك .
ولكن إذا قمت بإحراق حقول البترول قبل الوقت ، ولم يأت الألمان ، وعندها لن يكون لدينا مواد للوقود ، سأعدمك أيضاً .
المعلق :
لاحقاً ، يُعرض برنامج أسبوعي سوفياتي حول هجوم "هتلر" الفاشل على البترول بشكل كاريكاتوري .
إنها صورة خادعة . هكذا تصوروا أن يسيطروا على جواهر بحر قزوين .
حتى إنهم حلموا كيف سيوزعون الثروة ولمن ستكون "باكو" ونفطها .
لكن "هتلر" لن يسيطر على حقول النفط .
"ستالينيغراد" ، العاصمة الواقعة على نهر الــ"فولغا" .
يريد قائد الحرب ، "هتلر" السيطرة عليها بأي ثمن .
ويريد قائد الحرب ، "ستالين" الدفاع عن المدينة التي تحمل اسمه بكل الوسائل .
مصير المدينة يصبح مرتبطاً بمصير الشعب .
بوريس سوكولون / مصور على الجبهة :
دخلنا الحرب من أجل الوطن و "ستالين" . يمكن للمرء اليوم أن ينكر ذلك أو أن يذكر الوطن فقط ، ولكن الوطن كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بكلمة "ستالين" .
المعلق :
الدعاية السوفياتية تُظهر "ستالين" بأنه قائد المعارك الأوحد . إنها مسألة اعتبار ، ولكن الحقيقة غير ذلك .
سيرغي خروتشوف :
عملياً أمسك الجنرالات بالقيادة . كان يوافق على قرارتهم فقط .
وعندما كان يتدخل في شؤونهم ، كان الوضع يسوء أحياناً .
المعلق :
لقد تعلم "ستالين" من الأخطاء ، يعطي العسكر مجالاً أوسع ويحققون الانتصارات دون أن يتنازل عن المجد . "ستالينيغراد" هي نقطة التحول في الحرب .
المعلق :
الاستسلام رغماً عن إرادة "هتلر" ، يذهب المشير "باولوس" إلى الأسر .
من يعلم ، ربما كان هناك عرض لمبادلته مع "ياكوف" ابن "ستالين" .
يفغيني بيتوفرانوف / ضابط البوليس السري :
عندما اقترح على "ستالين" ، بإنقاذ "ياكوف" من الأسر مقابل إطلاق سراح "باولوس" ، فكَّر ملياً بالأمر وقال بعد ذلك بأنه لا يبادل جنرالاً مقابل واحد من الضباط الصغار .
"ستالين" لن يغدر لابنه أن سلم نفسه للألمان .
في معسكر اعتقال "ساكسن هاوزن" يموت "ياكوف" عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعين .
وتظهر الصورة ابن "ستالين" عالقاً في السور الكهربائي . فماذا يشعر ابن "ياكوف" ؟
أفيغي دشوغاشفيلي / ابن ياكوب ستالين :
غالباً ما أسأل إذا كنت غاضباً من "ستالين" لأنه لم يبادل أبي مقابل المشير "باولوس" .
من المؤكد أن حياتي كانت أفضل لو كنت مع أبي . جوابي على ذلك ، هو أن "ستالين" لا يمكن أن يكون غير ذلك "الفولاذي" .
المعلق :
ينبغي على العالم بأسره أن يعرف ذلك . أسرى حرب ألمان في موسكو . وبأمر من "ستالين" يجري جرّهم في قلب العاصمة .
فولفغانغ ليونهارد :
كنت وقتها في موسكو ، وتحديداً في شارع "غوركي" ، تماماً في وسط المدينة ، عندما مروا من هناك . لم أقم بهذه الزيارة .
تأثرت سلبياً بذلك . القتال ضد الفاشية نعم ، لكن ليس عرض أسرى حرب ألمان من جنود وضباط في شوارع العاصمة . لم أذهب إلى هناك .
المعلق :
أربعون ألف أسير يعرضهم "ستالين" .
تاتيانا ليشفينوف / ابنة وزير الخارجية حينها :
ذهبت مع صديقة كان زوجها قد قُتل في الحرب ، إلى الساحة الحمراء . وقفنا هناك واعتقدنا أننا سنرى أعداءنا.
عوضاً عن ذلك رأينا أشكالاً بشرية هزيلة ، لم يكن شوهاً أحمر كما كنا نحن نتخيل الألمان . أشكال بائسة كانت تمر من أمامنا وشعرت بالاشمئزاز .
لكني وبسبب صديقتي التي قتل زوجها ، لم أتفوه بكلمة . استدارت نحوي وقالت : لا أشعر بأي كراهية .
المعلق :
لكن "ستالين" يريد إذلالهم .
تاتيانا ليشفينوف :
لكن هذا هو منطق القياصرة. هذا هو مسار العالم : المنتصرون والمنهزمون . إذلالهم وتأجيج غيظ المواطنين.
المعلق :
هو أيضاً يريد أن يؤثر على حلفائه من خلال مسرحية الموت هذه.
زار " ونستون تشرتشل" موسكو في آب (أغسطس) سنة اثنين وأربعين ، لقد كان تقارباً صعباً .
باتريك كينا / سكرتير تشرشل :
لم يكن يُكنّ له الود ولم يكن يثق به ، ولكنه في طبيعة الحال لا يستطيع إهانته .
بعد أول لقاء في الكرملين قال لنا "تشرتشل" بصراحة رأيه في "ستالين" :
هذا الإنسان الشيطاني المتوحش . ولقد حذر السفير البريطاني قائلاً : حضرة رئيس الوزراء ، يجب أن ألفت انتباهكم ، بأن هناك تنصتًا في هذا المبنى .
المعلق :
الكلمات الواضحة تترك تأثيرها .
باتريك كينا :
في اليوم التالي ، عندما التقى "ونستون" مع "ستالين" كان هذا الأخير في غاية اللطف . لقد قرأ تقرير التنصت . قال :أرجو منكم أن لا تغادروا اليوم ، ابقوا يوماً أو يومين. لقد طلبت تحضير مأدبة في الكرملين لكم ولأعوانكم.
المعلق :
تشرشل يعرف أنه حلف مع الشيطان ضد من هو يُعتبر أسوأ منه.
باتريك كينا :
أعتقد أنه كان يعرف تماماً ما هو الأفضل لأوروبا وهو التعاون معهم ، حتى لو كنا لا نحبه .
المعلق :
يحصل السوفيات على كميات كبيرة من العتاد الحربي من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى .
كانت شحنات مهمة. لكن "ستالين" يريد المزيد من حلفائه في الغرب. فهو يطالب بفتح الجبهة الثانية .
تاتيانا ليشفيمنوف :
كانوا مختلفين تماماً بالنسبة لــ"ستالين". حياة الإنسان لا تعني شيئاً ، إنه رقم فقط ، لكن لا الأميركيين ولا الإنكليز كانوا يريدون خسارة بشرية كبيرة . لذلك أخذوا وقتهم بالنسبة للجبهة الثانية . لم يكن هناك أية وسيلة مباحة لكسب الحرب . بالنسبة إليهم ، كان عندهم تصوُّرهم الخاص .
المعلق :
أولاً: تقلع قاذفات الحلفاء باتجاه ألمانيا .
قال "تشرشل" : الحرب الجوية هي أيضاً جبهة تخفف العبء عن السوفيات .
"ستالين" يشجعه على تدمير المناطق السكنية الألمانية خاصة .
المعلق :
الجبهة الثانية لم تفتح إلا من حزيران (يونيو) سنة أربعة وأربعين.
لقد شن هجوم في النورماندي .
أيام رايخ "هتلر" أصبحت معدودة . وبدأ الحلفاء بوضع الخطط لما بعد الحرب .
المعلق :
مؤتمر "يالطا" في القرم ، وهذا قصر "ليفاديا" للقياصرة .
هنا في شباط (فبراير) سنة خمس وأربعين اجتمع المنتصرون القادمون في مؤتمر الأقوياء . والمُضيف هو "ستالين" .
المعلق :
هل يستطيع فرض مطالب القوة في مواجهة "تشرشل" ؟
لقد تودد نحو الولايات المتحدة الأميركية .
تاتيانا ليتفينوف :
"ستالين" و "تشرشل" تصارعا من أجل كسب ود "روزفلت" .
ودار الصراع حول توزيع المقاعد . "ستالين" أراد الجلوس أقرب إلى "روزفلت" ، والظاهر أنه نجح .
المعلق :
ماذا سيكون مصير ألمانيا وأوروبا بعد الحرب ؟
الديكتاتور يريد أرضاً ألمانية من أجل إزاحة بولونيا نحو الغرب.
وهو يريد الإبقاء على الغنيمة التي كسبها خلال حلف "هتلر – ستالين" .
والحصول على أكثر منها . ويجري تحديد مناطق نفوذ في الشرق والغرب . قوى الغرب تقدم تنازلات كبيرة .
فولفغافع ليونهارد :
الحقيقة لم تكن فقط مقدرة "ستالين" التفاوضية ، إنما أيضاً القوة الحقيقية التي كان يملكها الاتحاد السوفياتي ، إضافة إلى حذر القوى الغربية مع مواجهة "ستالين" بقوة كونهم يريدون الاتحاد السوفياتي كحليف في الحرب ضد اليابان .
في شهر نيسان (أبريل) من عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين ، بدأ التقدم باتجاه "برلين". يريد "ستالين" الوصول إلى العاصمة قبل القوى الغربية ، ويريد كمنتصر على "هتلر" أن يصنع التاريخ هكذا .
فلاديمير نوموف / جندي في الجيش الأحمر :
كان مهماً بالنسبة له أن يصل إلى "برلين" قبل الجنرال "إيونهاور" ، سيما وأنه من الجبهة الغربية ، ومن الجانب الغربي, كل الطرقات كانت مفتوحة .
عسكريون أمام خارطة بارزة :
لذلك ، يكلف أفضل عسكرييه نفس التكليف. هذا يخلق تنافساً بين المارشلين "جوكوف" و "كونييف" .
ناتاليا كونييفا / ابنة المارشال كونييفا :
في هكذا أوضاع لا يمكن تفادي تداخل القوات إذا قام "جولوف" بهجوم وكذلك "كونييف" ، ولم يعد من الممكن التفريق بين القوات.
المعلق :
ضريبة دم مجانية قبل الهدف مباشرة .
ليف كوبيليف / جندي في الجيش الأحمر :
جعل عشرات الآلآف يموتون في هجمات لا معنى لها ، فقط من أجل الاستيلاء على "برلين" في الوقت المناسب .
جرى التضحية بمئات الآلآف رغم أن الحرب قد انتهت .
المعلق :
أيضاً ، خلف الجبهات, يموت الناس أثناء الهرب والإبعاد .
دعاية "ستالين" تدعو لتصعيد الثأر, كتعويض عن الجرائم الألمانية .
ثيتالي بوبكوف / طيار في الجيش الأحمر :
من الطبيعي أن تقول لنا الدعاية : أكبر عدد من الإصابات بين الألمان، وأكبر عدد من القتلى .
المعلق :
الجرائم السوفياتية ضد المدنيين الألمان زادت الخوف من قوات "ستالين" .
وبدأ الخطر يحدق بسمعة الاتحاد السوفياتي .
فولفغانغ ليونهاردت :
في شهر نيسان (أبريل) ، تغير الخط السياسي وجرى التحضير لكي تتصرف القوات السوفياتية في "برلين" بشكل مهذب .
كان هذا قراراً جدياً ولكنه أتى متأخراً جداً .
المعلق :
وصل "ستالين" إلى هدفه "برلين" في آيار (مايو) سنة خمسة وأربعين ،
ويقوم الأقطاب السوفيات بجولة في المدينة المدمرة ، والتي على "ستالين" أن يتقاسمها مع المنتصرين الآخرين. المعلق :
هذا مبنى مستشارية الرايخ المدمر ، زيارة إلى مخبأ "هتلر" .
لقد وجدت جثته، ولا يُفترض أن يعرف أحد بذلك .
يلينا ريشفسكايا / مترجمة عسكرية :
لم يكن مسموحاً على الإطلاق الإعلان رسمياً عن موت "هتلر" . هذا كان أمر "ستالين" الواضح . لذلك ، عندما وُجدت الجثة ، لم يكن هناك مصوّرون أو صحافة أو رجال سينما ، ببساطة لا أحد. كان أمراً سرياً للغاية.
المعلق :
يخدع "ستالين" الحلفاء أيضاً. في بوتسدام ، وفي شهر تموز (يوليو) سنة خمسة وأربعين تعقد القوى الثلاثة المنتصرة مؤتمرها الأول .
فلانتين بريشكوف / مترجم ستالين :
عندما وصل في المساء إلى "بوتسدام" ، وكان أول سؤال لــ"تشرشل" و "ترومان" : هل وجدتم جثة "هتلر" ؟ أجاب : كلا.
ربما كان يعتقد بأنه إذا كان شائعات تقول بوجود "هتلر" في مكان ما ، عندها يمكن الإبقاء على التحالف المعادي لــ"هتلر" .
المعلق :
قريباً ، سينقطع عقد التحالف . لقد بدأ عملياً تقسيم العالم على الطاولة المستديرة في "بوتسدام" .
سيخوض "ستالين" الحرب الباردة كسيد للقوة العظمى الجديدة الثانية بعد أميركا .
الدعاية تمجّده سينمائياً على أنه المنقذ وقائد المعارك الذي لا يخطىء .
سيرغي خروتشوف :
انظروا اليوم إلى روسيا الجديدة. من هو البطل ؟ البطل هو "ستالين" .
حتى الديموقراطيون في روسيا سوف يقولون لكم: "صحيح أنه قتل عشرات الملايين ولكنه جعل من روسيا قوة عظمى .
المعلق :
وقوة ذرية أيضاً . بعد أربع أعوام من امتلاك الولايات المتحدة الأميركية للقنبلة الذرية، أصبح لديه القنبلة أيضاً.
سوف تستمر الإمبراطورية التي بناها أربعة عقود وبعدها ستزول.
المصدر قناة المجد الوثائقية