«نيكسون» في عملية «حشائش النيكل»: أرسلوا كل شيء يستطيع الطيران إلى إسرائيل

safelife

عضو
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
8,319
التفاعل
17,862 0 0
«نيكسون» في عملية «حشائش النيكل»: أرسلوا كل شيء يستطيع الطيران إلى إسرائيل


100-10_fmt.jpeg


«نيكل جراس» اسم غريب على الغالبية الساحقة من المصريين والعرب، رغم أنه أنقذ إسرائيل من الانهيار التام فى حرب أكتوبر عام 1973.و«نيكل جراس»، أو «حشائش النيكل»، هى عملية إمداد جوى استراتيجية نفذتها الولايات المتحدة لإمداد إسرائيل بالأسلحة خلال حرب أكتوبر. بشحن 22 ألفا و225 طنا من الدبابات، والمدفعية، والذخيرة، وإمدادات أخرى إلى إسرائيل تم شحنها فى الفترة بين 14 أكتوبر و14 نوفمبر 1973. كانت عملية ضح دماء شبه كاملة فى جسد الجيش الإسرائيلى، لتمكينه من مواجهة الجيوش العربية.كانت عملية تعويض، وتصعيد سريع، بالغة الأهمية لتمكين القوات الإسرائيلية من صد الهجومين المصرى والسورى، لاستعادة أراضيهما المحتلة عام 1967. هى الجسر الجوى الذى أنقذ إسرائيل، واحدة من أهم عمليات النقل الجوى، لكنها الأقل شهرة فى التاريخ. أسطول من طائرات الجسر الجوى بقيادة عسكرية تحمل آلاف الأطنان من العتاد عبر مسافات شاسعة وسط أشرس قتال شهدته حرب أكتوبر فى الشرق الأوسط عام 1973.فى هذه العملية أصبحت طائرات النقل الجوى العملاقة «سى -141» و«سى-5» فى عرضة للخطر من هجوم المقاتلين العرب بعد خروجها من إسرائيل.لم تكن العملية مشهورة مثل عملية «عاصفة الصحراء»، لكنها كانت حدثا فاصلا، حيث ساعدت إسرائيل فى استعادة توازن القوى، وأبقتها على قيد الحياة، بعد تهديد الاتحاد السوفيتى بدعم مصر وسوريا، وأثبتت مدى أهمية القوات الجوية، التى تعمل بالطائرات النفاثة فى الحروب، لتصبح رمزا للقوات الجوية الأمريكية.وفى حرب أكتوبر 1973 خطط الرئيس المصرى، أنور السادات، والسورى، حافظ الأسد، بدقة للهجوم فى 6 أكتوبر، لإنهاء المكاسب الإسرائيلية، ووضع نهاية لإذلال العرب فى أقدس أيام اليهود، يوم الغفران.وبسبب تهاون القوات الإسرائيلية حوصر مقاتلوها من قبل القوات العربية، التى كانت مدربة تدريبا جيدا، ومزودة من قبل موسكو بمعدات هائلة، بما فيها 600 صاروخ أرض-جو متطور و300 من طراز «ميج»، وكذلك بـ21 مقاتلة و1200 دبابة، وآلاف الأطنان من العتاد ومواد الحرب.كانت لدى العرب ميزات كبيرة، ولكن فى أذهان الإسرائيليين أن تكنولوجيا الدولة اليهودية أكثر تقدما، وأكثر قدرة على التعبئة، ورغم تزايد المؤشرات على قوة القدرة العسكرية العربية، ظل القادة الإسرائيليون غير قلقين، وواثقين فى قدرة إسرائيل على صد أى هجوم.ورغم اقتناع حكومة جولد مائير، بشكل مؤكد، بعدم احتمال حدوث هجوم عربى، قبل ساعات من حدوثه، رفضت مائير تنفيذ أى ضربة وقائية، خوفا من النظرة الدولية، والأمريكية، لها كمعتدية، وبالتالى حجب المساعدات عنها.ومن على الجبهة الجنوبية، بدأ الهجوم العربى بوابل من 2000 مدفع عبر قناة السويس عند خط وقف إطلاق النار، الذى تم الاتفاق عليه عام 1967، واجتاحت القوات المصرية العمق الإسرائيلى عبر الممر المائى، وفى الوقت نفسه قامت الوحدات السورية بهجوم قوى فى هضبة الجولان، وخاضت القوات العربية بكفاءة وتماسك، الأراضى التى كانت تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، وتركتهم فى حالة صدمة، وهاجمت القوات الجوية العربية المطارات الإسرائيلية، ومواقع الصواريخ.وفى اليوم الرابع من الحرب، وفى ظل معاناة إسرائيل من آثار الهجوم الدموى القصير على قواتها، استطاعت مصر هدم خط بارليف، وإبطاء هجوم المدرعات الإسرائيلية، أصبح الكوماندوز المصريون وراء الخطوط الإسرائيلية، مما تسبب فى الفوضى، أما فى الشمال فبدت الأمور سيئة بالقدر نفسه، حيث لم يتوقف الهجوم السورى حتى العاشر من أكتوبر.كانت هناك خسائر فادحة خطير على كلا الجانبين، ولكن كان من الصعب ضرب سلاح الطيران الإسرائيلى من قبل القوات العربية، ورغم ذلك كان الوقود والذخيرة الإسرائيليان غير كافيين تماما، مما زاد من صدمة مائير ووزير دفاعها، موشيه ديان، فهناك استهلاك شره للذخيرة وخسائر كبيرة فى الدبابات والطائرات، مما جلب إسرائيل لحافة الهزيمة.حينها، كان نصف العالم بعيدا عن إسرائيل، فالولايات المتحدة خائفة، وغير قادرة أو غير راغبة فى التصرف بشكل حاسم، حيث إن واشنطن فى مخاض ليس فقط فى مرحلة ما بعد فيتنام، لكنها تعانى أيضا عذاب ووترجيت فى ظل ضعف قيادة الرئيس، ريتشارد نيكسون، والرغبة فى تفادى حظر التهديد العربى من منع شحنات النفط إلى الغرب.يأتى الآن دور عملية «نيكل جراس»، وهى التحول فى التخطيط العسكرى الأمريكى، والاتجاه إلى مساعدة إسرائيل، فقد استجاب نيكسون إلى نداء شخصى من مائير، واتخذ قرار إعادة إمداد إسرائيل بالأسلحة فى 9 أكتوبر

فى البداية، اقترح المخططون لـ«نيكل جراس» أن تكون إسرائيل مسؤولة عن تنفيذ الجسر الجوى بأكمله باستخدام 8 طائرات تحمل 5500 طن من العتاد إلى إسرائيل، لأن معظم شركات الطيران الأمريكية رفضت الانخراط فى ذلك، خوفا من خسارتها عملائها من العرب. فقرر نيكسون شخصيا أن تكون واشنطن مسؤولة عن تنفيذ الجسر الجوى، وحمل العتاد إلى تل أبيب، وأمر: «أرسلوا كل شىء يستطيع الطيران إلى تل أبيب».وقبل بذلك سلاح الجو الأمريكى التحدى، وبدأ الجنرالات بتحميل الطائرات، وإعطاء عملية «نيكل جراس» الأولوية، وعليه تم إنزال المعدات فى عدة مواقع مهمة فى إسرائيل.ما زال التهديد بحظر النفط العربى عن واشنطن قائما، وفى 12 أكتوبر انطلقت الآلات الأمريكية، وبدأت تعمل إلا أنها تأخرت قليلا فى البداية، مما أثار غضب البيت الأبيض آنذاك، بجانب ذلك لم يكن هناك عدد كاف من الطائرات والمعدات اللازمة، إلا أن الخطة تركز أساسا على إنشاء ممر جوى يمكنه أن يتكيف لمرور أعداد هائلة من الطائرات والمعدات مع استمرار الضغط من الحكومة الأمريكية على شركات الطيران التجارية، للحصول على المساعدة منها، وحلقت الطائرات إلى مضيق جبل طارق فى جنوب إسبانيا، ثم إلى البحر الأبيض المتوسط إلى تل أبيب.كان هناك تخوف من اعتراض الدول العربية على مرور الطائرات الأمريكية إلى تل أبيب، فعمل الأسطول السادس للبحرية الأمريكية كحامٍ لتلك الطائرات.ولمست أول طائرة «سى-5» أراضى تل أبيب، وتبعها 97 طنا من قذائف 105 ملم هاوتزر، ووصلت فى وقت كانت فيه القوات الإسرائيلية فى حاجة إلى حمولة من الذخيرة، وسيتم تسليم آخر 829 طنا فى الـ24 ساعة المقبلة آنذاك.وقام العمال الإسرائيليون بتفريغ أول شحنة من الطائرات، وتم تشكيل مناورات ضخمة بين المدرعات الإسرائيلية والمصرية على بعد 100 كيلومتر فى معركة تعتبر الأكبر منذ معركة «كورسك» فى الحرب العالمية الثانية.كانت فى استقبال الطائرات التى وصلت بهجة كبيرة من قبل الإسرائيليين، حيث تلقوا الطواقم، ووضعت إسرائيل نظاما لتسريع مناولة البضائع، وتفريغها من وسائل النقل، فى الجبهة بسوريا فى نحو 3 ساعات وفى سيناء فى أقل من 10 ساعات.ومن 21 أكتوبر إلى 30 أكتوبر ارتفع مستوى تدفق الطائرات إلى 6 طائرات يوميا، ثم بدأ الطلب عليها فى الانخفاض.ولأن الطائرات تلغى الحاجة إلى الذخيرة والمواد الاستهلاكية الأخرى، تم التمكن من نقل الفيضان المستمر لعتاد القوات الأمريكية-الإسرائيلية، وبالتالى الذهاب إلى الهجوم فى المراحل الأخيرة من الحرب، ففى الشمال استعادت القوات البرية الإسرائيلية بعض الأراضى فى دمشق، وفى سيناء.وبقيادة اللواء آرييل شارون وصلت القوات الإسرائيلية عبر قناة السويس إلى الخلف، وطوقت الجيش الثالث المصرى على الجانب الغربى من القناة، وهددت الإسماعيلية، ومدينة السويس، وحتى القاهرة نفسها.شعرت مصر وسوريا، بعد ذلك بالاضطرار إلى الرجوع إلى التفاوض، بعد أن كانت الفكرة بعيدة تماما عنهما، وفى 22 أكتوبر تمت الموافقة على ترتيب التوصل مع واشنطن وموسكو إلى حل لمنع التدمير الكامل للجيش المصرى المحاصر، وهو ما أحجمت إسرائيل عنه مؤقتا فى محاولة لكسب أكبر قدر ممكن من الوقت قبل وقف إطلاق النار.واجه بعد ذلك الاتحاد السوفيتى هجوما متواصلا مع إسرائيل، أثار المخاطر، وأعلنت موسكو للولايات المتحدة أنه إذا تعذر للولايات المتحدة جعل إسرائيل تتراجع، فإنه سيتخذ إجراءات من جانب واحد، مما يعنى ضمنا الاستعداد للعمليات النووية، إذا لزم الأمر.فقدت إسرائيل 10800 قتيل، وهى فى خسارة كبيرة لشعب يتكون من نحو 3 ملايين نسمة، ومعهم 100 طائرة و800 دبابة، وفى المقابل فقد العرب 17000 ما بين قتيل وجريح، و8000 أسير، و500 طائرة و1800 دبابة.وانتهت «نيكل جراس» رسميا فى 14 نوفمبر. وقتها، سلاح الجو الإسرائيلى قد تسلم 22.395 طن «إنقاذ» أمريكى، لتطلق مجلة «ريدرز دايجست» على العملية اسم «الجسر الجوى الذى أنقذ إسرائيل»، وقالت: أثبتت العملية أن «سى-5» الأمريكية هى أفضل طائرات نقل جوى عسكرية فى التاريخ.


http://almasrynetwork.com/?p=144312

 
رد: «نيكسون» في عملية «حشائش النيكل»: أرسلوا كل شيء يستطيع الطيران إلى إسرائيل

الله المستعاان..كان خلصنا من شيْ اسمه(اسرائيل) وللابد
 
عودة
أعلى