صورة نادرة لجيوش الشيخ الهيبة على مشارف سيدي بوعثمان قرب مراكش
ولد الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماءالعينين بن الشيخ محمد فاضل بن مامين القلقمي الإدريسي الحسني بمدينة "أزوكي" ب "أدرار" في موريتانيا الحالية وذلك يوم 9 سبتمبر سنة 1877 ..والدته هي التقية العابدة ميمونة بنت أحمد بن علي .وهو الحادي عشر من أولاد الشيخ ماء العينين
كانت له عند والده مكانة خاصة وكان يهيئه لجلائل الأمور ويصطحبه في أسفاره ويكلفه بمهام كبيرة مع السلاطين وغيرهم .كان رحمه الله عالما شاعرا و ماهرا باللغة والنحو ,خبيرا بالسيرة النبوية وأيام العرب , حاتم زمانه في السخاء والكرم
بعد وفاة الشيخ ماء العينين تولى خلافته الشيخ أحمد الهيبة بإجماع من أبناء الشيخ وأقاربه وتلامذته, ثم أجتمع عليه أهل سوس وبايعوه على الجهاد سنة 1912
اكتظت مدينة تيزنيت بالحشود من مختلف القبائل وعم خبر بيعة الشيخ أحمد الهيبة محتلف أرجاء المغرب والصحراء وبلاد شنقيط فتوافدت القبائل من كل حدب وصوب معلنة البيعة والإذعان لهذا السلطان المجاهد
يعتبر معظم المؤرخين المغاربة أن إعلان الشيخ أحمد الهيبة سلطانا على المغرب كان بتوافق وتنسيق مع السلطان المنصرف مولاي عبد الحفيظ العلوي الذي أرغمه الفرنسيون وأذنابهم كالباشا الكلاوي على توقيع إتفاقية الحماية وهو ما كانت نفسه تأباه لما عرف عنه من عشق للجهاد وأهله
دخل السلطان الشيخ أحمد الهيبة مراكش يوم الإثنين 18 اغسطس سنة 1912 ...ويصف المؤرخ المغربي محمد المانوزي دخول قوات الشيخ إلى مراكش فيقول :أنه أمر قادة جيشه بالمسير أمامه فتقدموه في جيوش لايحصيها غير خالقها , رافعين أعلامهم ولما وصلوا إلى أبواب المدينة انحشر أيضا أهل المدينة إليهم رجالا ونساء بالبارود والزغاريد وأنواع الزينة والحبور , وذهبوا به إلى دار المخزن , وفيها خليفة السلطان المولى عبد الحفيظ {وهو مولاي أبي بكر أخو السلطان عبد الحفيظ } .فأهدى مايناسبه , وأقره في داره ولم يتعرض له بسوء
رفضت حكومة فرنسا الإعتراف بالشيخ أحمد الهيبة سلطانا على المغرب وأعلنت الحرب عليه بعد أن يئست من إستمالته ليقبل الخضوع لها ...وظل الكر والفر بين قوات الشيخ والجيش الفرنسي منذ سنة 1912 بداية من معركة سيدي بوعثمان التاريخية إلى معارك وجان وتيزنيت وأكادير وغيرها ,بالإضافة إلى دعم السلطان الهيبة للمقاومة في الصحراء وموريتانيا ...
بعد معارك عنيفة مع جيش الإحتلال الفرنسي تحصن الشيخ المجاهد بجبال أكردوس حتى توفي هنالك متأثرا بسم دسه له أحد عملاء المخابرات الفرنسية وذلك يوم 18 يونيو سنة 1919
وعلى كل حال أحببت أن أورد هذا المقتطف عن حياته الشيخ الهيبة بن ماء العينين وهو من موقع إنفصالي رغبة مني في أن أشرح للجميع أن المشكل على الصحراء لم يكن يوما (تاريخيا او جغرافيا) و إنما سياسي بحث ..
ما يؤخذ على حركة الشيخ الهيبة او السلطان الهيبة هو انجرارها وراء بعض الممارسات التي ليست من الاسلام في شيء للاسف و ايضا بعض الغلظة الذين عاملوا بها سكان مراكش على الخصوص لكن ذالك لا ينقص من وطنيته او وطنية حركته شيئا و التي دعت الى تحرير المغرب من طنجة الى اقليم شنقيط