لم أرى أجهل من بعض الكتابات التي وضعت هنا
ويجب وضع نقاط على الحروف .. أولاً الجيش المصري يختلف في تكوينه عن بعض الجيوش التي يتم تكوينها على أساس طائفي أو طبقي أو على أساس الولاء وغيره
الجيش المصري مكون من كافة أطياف الشعب وهو يمثل المؤسسة الأم في الدولة المصرية ولا غنى عنه ولا يمكن إستبداله هو أو الشرطة بمجموعة من ذوي اللحى يقومون بتكوين عسس أو محاكم شرعية ويعينون أمير حرب .. هذا الفساء والخراء يمكن تطبيقه في بعض المراحيض فقط
ثانياً .. من السخف أن تقول "ما رد فعلك لو قتل الجيش أحد أفراد عائلتك "
لا يوجد شيئ إسمه "قتل الجيش" بل هناك واقعة وهذه الواقعه تسبب فيها شخص أو عدة أشخاص .. عندها تكون المسؤولية الجنائية متجهة لهذا الشخص أو هؤلاء الأشخاص
ولا يتم توجيه اللوم لتلك المؤسسة كاملة .. أما المسؤلية السياسية فتوجه للقيادة .. لنرى إن كان قراراتهم هي من تسببت في تلك الجريمة من قبل المُنفذ
فلو ثبتت المسؤولية السياسية للقائد سواء بإعطائه الأمر أو عدم منع الأمر من الحدوث وثبتت المسؤولية الجنائية للمنفذ ذو الرتبة الأدنى فعندها يحاسب كلا منهما وليس المؤسسة
فهذا جهل هادم للدول ولا ينتج إلا من عقول متخلفة
الجيش أو الشرطة مثلهم مثل الأطباء والمحامين والمهندسين وكل التخصصات .. تحدث قرارات منها السليم الخالص ومنها السليم ذو الأثار الجانبية السيئة ومنها الخاطئ تماما
فلو حدثت جريمة من تخصص وفي حالة الدولة -وزارة - .. فنسأل ماذا لو حدثت في عائلتك فهذا أم الجهل ورأس المصيبة
فالجريمة شخصية وهذا أول أسس القانون .. ولا تعمم على فصيل أو شعب أو أصحاب مهنة أو حرفة
وثالثاً .. عناوين لطيفة مثل جيش يقتل شعبه أو شرطة تقتل شعبها هذه تصلح كتوقيع أو مانشيت لطيف على إحدى الصحف أو القنوات التي تنقل كطرف وليس مراسل ..
أما عندما تحيا بوطن تريد منه الأفضل فيتم دراسة الوقائع لتأخذ منها الأفضل وتنهي السيئ أو تصلحه
السيد صاروخ نباطه يضع فيديو لعائلة يقال أنها من سيناء قتلت نتيجة العمليات
سلمنا أن الصورة صحيحة .. وسأضيف عليها حالة رجل مسن وإمرة مسنة قتلوا أيضاً أثناء الحملة
سيكون من السخف والجهل أو التدليس أن نهاجم الأمن نتيجة تلك الآثار الجانبية لأي عملية أمنية
وكأن الحملة ذهبت لتقتلهم وكأنه لا يوجد ضعف ووهن لسلطة الدولة في سيناء منذ أكثر من 20 عام وتنشط بها كل أنواع العصابات من تجار مخدرات وتجار سلاح وتجار دين
إن العملية في سيناء حتمية وضرورية .. وطبعا من الصعب على صاروخ نباطة أن يؤيدها فالمستهدف من العملية هم أهله وعشيرته وهو يحمل نفس مبادئهم
ولذلك هذا الحديث ليس موجهاً له بشكل أساسي
إن الحملة الأمنية في سيناء ضخمة جدا ومن يتابع المراسلين في سيناء على صفحات التواصل الإجتماعي يدرك أنها عملية يومية مستمرة
وتحدث المواجهات بين الأوباش الخارجين عن القانون والأمن كل يوم
وإقتصار الضحايا من المدنيين برصاص الجيش -بالخطأ- على ثلاث حالات أشرت لها رغم ضخامة العملية دلالة على عدم وجود تعمد
أما إتخاذ تلك الأثار الجانبية الغير مقبولة حتى لو كانت بالخطأ وبروزتها في غلاف لنقول أن الجيش يقتل شعبه فهذا إما تدليس أو جهل وأرجح التدليس
فهذا لا ينتج إلا من حالتين فقط .. واحد يجهل الواقع وبالتالي يرى أن بقاء تلك الحملة خطر على سيناء
والأصح أن يقول أن تلك الأثار الجانبية يجب أن يتم مراعاة عدم تكررها بوضع قواعد إشتباك صارمة
والثاني هو المدلس المُستفيد من وضع غياب الدولة في سيناء لينشط من يحمل نفس فكره في طريقهم لتحرير المقدس وإقامة الخلافة في الأرض
وهذا لا تتم مناقشته بناء على تلك الصور .. فلا يوجد قاعدة مشتركة للنقاش .. ولكن لا بد أولاً من مواجهة فكره المتخلف والتكفيري
وربما علينا أيضاً أن نضع بعض الحقائق عن تلك الجماعات .. فالبعض قد يبرز صورة لمسجد قصف من الجيش .. ويتناسى أن تلك الجماعات كانت قد فجرت مسجد ورممه الجيش
ويبرز حالة قتل بالخطأ من الجيش .. ويتناسى حالة قتل بالعمد من تلك الجماعات لمن يخالفهم في الفكر
هناك أكثر من حالة منها أحد وجهاء إحدى القبائل الذي تم إعدامه .. ومنها مقتل شيخ السواركه
إن الأثار الجانبية لأي عملية قامت بها الدولة .. لا تساوي واحد من عشرة لأي أثر جانبي لإحدى عمليات التفجيرات التي قامت بها تلك الجماعات المنحطة
فعندهم يكفي وجود هدف واحد -مرتد- من وجهة نظرهم لقتل 50 أو 60 مار بجانبه ..والسجل حافل
وإذا تحدثنا على سيناء فقط .. فيكفي إبراز تفجيرات شرم الشخ وطابا ودهب -وهو ماينفي المبرر الأهبل الذي يرفعونه - جيش يقتل شعبه- بالمناسبة فهذه العمليات سابقة
إن مواجهة هذا الفكر التكفيري الذي يكفر الكل بناء على فعل فرد ومن ثم يحل دمائهم صعبة .. وهي تتم بكل الوسائل وبالفكر أولا ..
لكن الحديث عن أهمية الفكر وعدم الدخول في حل أمني رفاهية ليس لها وقت عند الرغبة بالحسم .. والوضع في سيناء يجب في الحسم وبشده