هل الحرس الثوري الإيراني صادق في ما يدعيه عن قدراته العسكرية؟ أم هي فزاعة لإخافة أعداء وهم

صقر الامارات 

كاميكازي
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
33,956
التفاعل
102,471 728 2
لطالما تفاخر القادة العسكريون والأمنيون في الحرس الثوري الإيراني بالقدرات العسكرية التي تتمتع بها بلادهم، فكل ما تصادف وجود هؤلاء القادة العسكريين في مكان يكون فيه الصحفيون متواجدين، تباهوا بما وصل له الحرس الثوري من إنجازات في مجال الأسلحة الهجومية والمضادات الجوية والصواريخ العابرة للقارات وغيرها من الإنجازات العسكرية الأخرى.

لكن هذه التصريحات تثير الكثير من التساؤلات لدى المتلقي، من بينها هل إيران بالفعل تمكنت من التوصل لهكذا إنجازات وقدرات عسكرية بالفعل؟ أم أنها مجرد دعاية سياسية؟



وإذا كانت صادقة في ما تقول، لماذا إسرائيل تشجعت للتلويح بالحرب ضد هذا البلد الذي يدعي أنه لديه قدرات عسكرية متطورة للغاية لردع أي هجوم من هذا القبيل؟

والحقيقة أنه منذ عزل قائد الثوري السابق "رحيم صفوي" وتنصيب "محمد علي عزيز جعفري" خلفاً له في الأول من سبتمبر / أيلول/ 2007م قائداً للحرس الثوري الإيراني، والحرس الثوري يركز جل جهوده على الحرب الإعلامية والسياسية والنفسية، وذلك بالحديث الدائم عن قدرات الحرس الثوري في دخول الحرب مع دول معادية للنظام الإيراني بالأخص الولايات المتحدة واسرائيل.


ويعمد كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري منذ الانتخابات الرئاسية، التي أسفرت عن اضطرابات حادة العام 2009، إلى انتهاج لغة التهديد المباشر ضد من يصفهم النظام الحاكم بالأعداء في الداخل من "عملاء الثورة المخملية الناعمة"، وبالدول المعادية في الخارج خاصة أمريكا وبريطانيا. فعلى سبيل المثال نجد تصريحات قد تكون غريبة وغير واقعية تصدر من قبل هؤلاء القادة، كـوجود عشرات الآلاف من الصورايخ المصوبة نحو المصالح الأمريكية في المنطقة، أو التهديد والتلويح بإغلاق مضيق هرمز خلال دقائق معدودة، وتحويل الدول المعادية لإيران إلى رماد، أو التهديد بشن حرب عالمية ثالثة، أو حتى بقتل عشرات الآلاف من مواطني الدول المعادية، وتنفيذ عمليات عسكرية خارج الأراضي الإيرانية تستهدف المصالح الأمريكية حول العالم وغيرها من التلميحات والتهديدات التي يمكن مشاهدتها في تصريحات القادة العسكريين والأمنيين في الحرس الثوري.


إعلام عسكري

فالحرس الثوري لديه اليوم وكالة أنباء تابعة له، تبث باللغات الفارسية والعربية والتركية والإنجليزية، لنشر وفبركة الأخبار وهي وكالة أنباء فارس وموقعها الرسمي "فارس نيوز". ولا يخلو يوم إلا وينشر الموقع الإلكتروني للوكالة أخباراً وتقارير ومقابلات صحفية مع قادة ومسؤولين في الحرس الثوري، يجري التركيز فيها على الإنجازات والقدرات العسكرية الخارقة والمتطورة للحرس الثوري في المجال العسكري والتقني.


كما أطلق مقربون أو مدفوعون من الحرس الثوري عدداً غير قليل من الصحف الالكترونية التي جعلت جل اهتمامها ينصب على إبراز قدرات إيران العسكرية وتهويل المخاطر الداخلية والخارجية، لتبرير انخراط الحرس الثوري في "الصراع السياسي الداخلي" كمقدمة للدفاع عن الثورة الإسلامية أمام أعداء الخارج.


ولم يقتصر التفاخر بالقدرات العسكرية والتقنية والتظاهر بمثل هذه الإنجازات، فحسب، ففي الرابع من ديسمبر / كانون الأول من العام 2011 بدأت إيران تتحدث عن اختراقها لأنظمة حواسيب طائرات أمريكية متطورة، عندما أعلن الحرس الثوري عن تمكنه من السيطرة على طائرة من دون طيار أمريكية من طرازdefense-arab.com " RQ 170 "للاستطلاع وإنزالها في الجزء الشرقي من البلاد، إثر انتهاكها الحدود الشرقية لإيران. وعرض التلفزيون الإيراني الرسمي الخميس /8 ديسمبر / لقطة للطائرة الأمريكية دون طيار بعد أربعة أيام من إسقاطها!


وقال العميد أمير علي حاجي زاده القائد بقوات الحرس الثوري الإسلامي في نفس اليوم إنه "وبمساعدة من معلومات تم جمعها ومع رقابة إلكترونية دقيقة علم أن الطائرة دون طيار سوف تدخل الأجواء الإيرانية من أجل التجسس "وذكر أمير علي حاجي زاده" وهو أيضاً قائد فيلق الطيران في الحرس الثوري المكلف بالدفاع الصاروخي في وقتها، ذكر أن علماء الحرس الثوري تمكنوا من تنزيل كل المعلومات والبرامج التي كانت تحملها هذه الطائرة. كما أنه أعلن أن الطائرة كانت تطير في المنطقة التي تم فيها قتل "أسامة بن لادن" قبل أسبوعين من عملية القوات الأمريكية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة آنذاك على الأراضي الباكستانية.


وأشار "حاجي زاده" حينها إلى أنهم حصلوا على هذه المعلومات من حاسوب الطائرة "ولولا أنهم أفرغوا نظام الحاسوب في الطائرة من معلوماته لما تمكنوا من الحصول على هذه المعلومات القيمة، وإن الخبراء في الحرس الثوري تمكنوا من السيطرة على البرامج الحاسوبية في الطائرة".


وصرح كبار القادة أيضاً أن خبراءهم تمكنوا من اختراق نظام الحاسوب في الطائرة والسيطرة عليه ما مكنهم من إسقاطها على الأراضي الإيرانية. لكنهم لم يوضحوا لماذا تم إسقاط الطائرة رغم أنه قيل إن خبراء الحرس الثوري سيطروا على حاسوب الطائرة وتحكموا بقيادتها.


وبرغم أن الخبراء العسكريين توصلوا عقب مشاهدة الأفلام التي نشرها التلفزيون الحكومي الإيراني إلى نتيجة أن هذه الطائرة ليست من النوع المتطور، إلا أن المسؤولين في الحرس الثوري اعتبروا هذا الإنجاز انتصار كبيراً لهم، وأن هذه العملية أظهرت "تطور القدرات للحرس الثوري في مجال العلوم العكسرية."

إلا أن معلومات انتشرت حينها في إيران حول كيفية حصول الحرس الثوري على هذه الطائرة، وكان مصدرها، عدد من نواب البرلمان الإيراني، ذكروا أن الطائرة أصيبت بعطل فني بجهاز التعقب عن بعد في الطائرة وهذا كان السبب وراء خروج الطائرة عن مسارها وسقوطها في الأراضي الإيرانية ومشاهدة أحد رعاة الغنم لها وإبلاغ السلطات عنها.


وورد أيضاً في تقارير يتكتم عليها الحرس الثوري، أن روسيا ساعدت إيران في السيطرة على نظام الطيران في الطائرة عقب اختراقها حاسوبها، كما أن تقارير أخرى قالت إن الطائرة سقطت على الأراضي الباكستانية، وأخرى أن الطائرة سقطت في أفغانستان وأن عناصر من الحزب الإسلامي بقيادة" قلب الدين حكمتيار" عثروا على الطائرة وباعوها لإيران وحصلوا مقابل ذلك على أسلحة.


ومنذ ذلك اليوم فإن غالبية قادة الحرس الثوري صرحوا وكأنهم تلقوا تعليمات موحدة، بأنهم سيتمكنون من تصميم وإنتاج طائرة أكثر تطوراً من هذا النوع. وبعد مرور تسعة أشهر على تلك الحادثة رفع العميد "عزيز محمد علي جعفري" قائد الحرس الثوري الستار عن طراز جديد من طائرات من دون طيار، وسموها "شاهد 129" واعتبرها أحد أهم ما توصل له الحرس الثوري في هذا المجال، وأن بإمكان الطائرة هذه التحليق وإنجاز عمليات التجسس طوال 24 ساعة بشكل جيد ومن دون توقف.


وأعلن "جعفري كذلك عن طراز جديد من صواريخ "سديد" التي يمكن للطائرة حملها وإطلاقها على الأهداف بدقة.


لكن لم يمض سوى أقل من شهر، حتى أعلن الجيش الإسرائيلي، أن سلاحه الجوي أسقط طائرة صغيرة بدون طيار بعد أن دخلت مجال إسرائيل الجوي من الجنوب. وأثيرت الشكوك حينها أن يكون حزب الله اللبناني أطلقها. وبالفعل فقد أعلن "حسن نصرالله" زعيم حزب الله اللبناني الموالي لإيران، في الحادي عشر من أكتوبر / تشرين الأول من نفس العام، أن الطائرة التي أسقطتها إسرائيل جنوب أراضيها تعود لحزب الله وإنها طائرة إيرانية الصنع.


وكتب موقع "فارس نيوز" التابع للحرس الثوري معلقاً على الموضوع: أن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المتطور لم يتمكن من التعرف على هذا الجسم الغريب إلا بعد اختراقه الأراضي الإسرائيلية، "وها هي إسرائيل باتت عاجزة عن التعرف على تحليق تجريبي لطائرة من دون طيار صغيرة، تمكنت من الوصول إلى الشرايين الرئيسية لهذا النظام".


ورغم أن زعيم "حزب الله" أعلن أن تلك الطائرة إيرانية الصنع، لكنه ذكر أن كادراً من المتخصصين اللبنانيين تلقوا تدريبات على تجميع تلك الطائرات، إلا أن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى إنه من المحتمل أن تكون تلك الطائرات روسية الصنع وأن روسيا هي من تزود إيران بتلك الطائرات أو ساعدتها في إنتاج وتطوير تلك الطائرات، وتشير مصادر دبلوماسية إلى احتمال تزويد روسيا إيران بهذه الطائرات لمنع إيران من مقاضاتها في المحاكم الدولية بسبب امتناع روسيا من تسليم إيران أنظمة الدفاع الصاروخي " إس 300 ".


وبعد تصريحات نصر الله، اعتبرت إيران نفسها وصلت إلى مرحلة الردع الاستراتيجي، وباتت التصريحات المبالغ فيها لقادة الحرس الثوري، تملأ العناوين الرئيسية للصحف والمواقع الإيرانية تظهر مدى ولع الحرس الثوري في إظهار تلك الإنجازات والقدرات أكبر من حجمها الحقيقي. وتأتي تلك التصريحات المبالغ فيها في الوقت الذي لا نرى المبالغة في تصريحات كبار القادة العسكريين للبلدان الأكثر تطوراً في المجال العسكري كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وحتى إسرائيل.



إخافة أعداء وهميين!

فعلى سبيل المثال يمكن قراءة أبرز تصريحات قيادات الحرس الثوري المكررة باستمرارفي العناوين الرئيسية في المواقع الإلكترونية والصحف المقربة من الحرس الثوري، وهي تعكس الرغبة في إثارة الانتباه، وإخافة أو ردع أعداء وهميين:

قائد الحرس الثوري يلمح لوصول طائرة أبابيل إيرانية إلى ديمونة: الحرس الثوري استطاع أن يصل بقدراته إلى مستوى الردع الاستراتيجي.

-نصنع السلاح محلياً، بدءاً من الرصاص وإنتهاءً بالصواريخ.

- "محمد حجازي " نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة:إيران أصبحت واحدة من أهم منتجي السلاح في العالم.

"جمال الدين آبرومند" منسق الحرس الثوري: قدرات الحرس الثوري وصلت أوجها.

- "أحمد وحيدي وزير الدفاع السابق: يمكن لصواريخ كروز الإيرانية أن تردع أي تهديد.

-. "علي فدوي" قائد القوات البحرية في الحرس الثوري: الزوارق الإيرانية تفوق مثيلاتها الأمريكية في السرعة بثلاثة أضعاف.

- "علي فدوي"قائد القوات البحرية في الحرس الثوري: آلاف التوابيت جاهزة لنقل جثث المعتدين.

"علي فدوي" قائد القوات البحرية في الحرس لثوري: توصل القوات البحرية لأكثر المعلومات السرية للأعداء.

- "أحمد وحيدي"وزير الدفاع السابق: المناورات الأمريكية في الخليج تظهر إحباط الأعداء.


وكتب أحد المحللين الإيرانيين معلقاً على هذه التصريحات ومشيراً إلى أن الأمر لا يعدو حرباً إعلامية دعائية، أن المسؤولين في الحرس الثوري ينتهجون نفس الطريقة التي اتبعها "محمد سعيد الصحاف" آخر وزير للإعلام في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، عندما كان يدلي بتصريحات غريبة ويتوعد بمحو الولايات المتحدة من الخارطة.



لقد بسط الحرس الثوري نفوذه في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها في إيران، وأنشأ الأجهزة الأمنية الخاصة التي تتحكم في جميع مستويات الدولة في إيران لدرجة أنه أنشأ لنفسه سجوناً خاصة أو سيطر على جزء من سجن "إيفين" المعروف، حيث من المعروف أن لديه فيها غرفاً وزنزانات مخيفة خاصة للتحقيق خصوصاً المعتقل رقم 209.


استنتاج

قرر الحرس الثوري وبشكل حاسم دخول مجال البروبوغاندا العالمية متجاهلاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها التي يصفهم كبار قادة الحرس الثوري بالأعداء لديهم أكبر وسائل الإعلام العالمية وهم من يسيطرون على الرأي العام العالمي وأذواقهم الإعلامية ومن السهل لهم دخول حرب إعلامية مع إيران وإحراز انتصارات ملفتة، مثل ما عملت أثناء احتلال أفغانستان والعراق وحشدت في صفها غالبية الرأي العام العالمي.


وتسرب إيران باستمرار عبر وسائل إعلام مختلفة أنها أرسلت خبراء إلى لبنان، وأن مهندسين لبنانيين من طراز رفيع ينتمون إلى حزب الله، يشاركون في معمل سري غير معروف مكانه، في تصنيع طائرات من دون طيار طولها متران، وطول كل جناح متر ونصف. وأن المصنع الإيراني بالتنسيق مع حزب الله، ينتج عشرات الطائرات، وأنه من الآن وإلى أن تحصل حرب قادمة، فسيكون لدى حزب الله، شبه سلاح جوي، لا تخسر فيه شيئاً المقاومة، لأنها لن تخسر طيارين وأن كلفة الطائرة المصنّعة تصل إلى 20 الف دولار. ويتم إطلاق الطائرة من على ظهر شاحنة تخرج وتقف في مكان معين ويتم استعمال خرائط شركة غوغل مع قياس المسافات وغيرها، وتضرب المقاومة الصواريخ وفق هذه المعطيات.


وكتبت بعض المواقع التابعة للحرس الثوري وهي تواصل"البرووغاندا الثورية" أنه بات لدى حزب الله حالياً ثلاثة آلاف طائرة من دون طيار موزعة على كل لبنان، وأن هدف حزب الله قبل وقوع حرب قادمة الوصول إلى 20 ألف طائرة تكون منتشرة في كل لبنان، وتطير على ارتفاعات منخفضة لتدخل إسرائيل دون أن يكشفها الرادار.

 
التعديل الأخير:
رد: هل الحرس الثوري الإيراني صادق في ما يدعيه عن قدراته العسكرية؟ أم هي فزاعة لإخافة أعداء

لو معزولين عن الواقع فهم واهمون اما لو انهم مدركون ﻷحدث التطورات فسيكون لنا نقاش آخر
 
عودة
أعلى