أستخدمت الألغام بشكل واسع بعد الحرب العالمية الأولى , كما أستخدمت بكثافة عاليه في الحروب الأخيره في عصرنا الحالي وقد دخلت عليها تطويرات عديده وأصبح اللغم لايقتصر على البري فقط بل البحري كذلك , وتستخدم كسلاح دفاعي مؤثر يتميز عن غيره من الأسلحه
بقلة التكلفة والتأثير المدمر .
تعريف اللغم : هو كمية من المواد المتفجرة " مثل مادة TNT " مغلفه ***************اف خارجي
, معدني أو خشبي أو بلاستيكي , ومزود بوسيلة تفجير " صمام , Fuze " والمجهز بوسيلة
إشعال " مشعل , Ignitor " وعند تفجير اللغم تدمر أو تعطب الألية أو الجنزير للدبابات أو عربات القتال للمشاه أو عربات نقل الجنود , ويصاب الأشخاص إصابات تصل إلى القتل .
وتفجر الصمام اللغم بعد أن ينفجر هو أولاً , بفعل تأثير خارجي فيها , ناتج من الضغط عليها , أو نزع الفتيل , أو بأي وسيلةٍ كانت , ألكترونية أو زمنية أو مغناطيسية .
الغرض من اللغم : يكون الهدف من اللغم هو حرمان العدو من أستخدام الأرض ويجعلها منطقة لتحركاته , فلايجد حلاً أخر , إلاتجنبها أو تطهيرها ومايجعله في هدف أخطار جمة .
مكونات اللغم :
أ- يتكون اللغم بصفة عامة , من أجزاء ومواد عديدة :
1 - الغلاف الخارجي للغم , يصنع من " معدن , بلاستيك , خشب " .
2 - المادة المتفجرة , والتي تكون عادة من مادة TNT , الشديدة الأنفجار .
3 - المفجر " الطابة أو صمام " , وهي وسيلة تفجير الحشوة المتفجرة , من ثم , تفجير اللغم .
ب - وتنفجر وسيلة التفجير بإحدى الطرق التالية :
1 - تعرضها للضغط بدرجة محدوده , أو أرخاء " رفع " الضغط من فوقها .
2 - الشد أو أرخاء الشد بواسطة سلك إعثار .
3- تعرضها للاهتزاز , أو الميل .
4 - ينفجر تلقائياً بعد مرور زمن محدد .
5 - إلكترونياً , ومن هنا ظهر المفجر الألكتروني .
6 - مغناطيسياً , وذلك بتغير المجال المغناطيسي , ومن هنا ظهر المفجر المغناطيسي .
أنواع الألغام
طبقاً للغرض من الأستخدام :
ألغام أرضية , ألغام بحرية
وتنقسم الألغام الأرضية إلى :
1 - ألغام مضادة لدبابات .
2 - ألغام مضادة للأفراد .
3 - ألغام المياة الضحلة .
4 - ألغام الأضاءة .
وتنقسم الألغام طبقاً لتأثيرها :
1 -ألغام انفجارية " ذات تأثير تدميري "
تعتمد في تأثيرها على موجة الضغط الناتج من انفجار المادة المتفجرة .
2 - ألغام متشظية " ذات تأثير شظيي "
تعتمد في تأثيرها على تأثير الشظايا الناتجة من اللغم بعد انفجاره وهذا النوع يكون غلافة من حديد الزهر ومادة الفولاذ وعند انفجارة ينتج عدد كبير من الشظايا نتيجة التفتت وتصل إلى 1000 شظية .
3 - ألغام كيماوية
وهي معبأة بمواد كيماوية , بدلاً من المواد شديدة الأنفجار , وينتج عن تفجيرها غازات حربية وهذا النوع من الألغام محرم تحريماً دولياً .
وتختلف طريقة نشرها أما الطريقة التقليدية تزرع بواسطة الأفراد أو ميكاxxxxxxxxxاً عن طريق مقطورات زراعة الألغام أو بعربات مدرعة مزودة بتجهيزات خاصة لرص أو ألغام مبثوثة عن بعد " بعثرة " أما بقذائف مدفعية أو الصواريخ أو الطائرات .
" وعادة يحدث اللغم حسب وزنة دائرة قتل قطرها 25 متر , ونطاق إصابة يزيد على ذلك "
ومن الالغام الحديثة ما يعرف بالنطاطة وهي التي تنط من مكمنها لتصيب الاجسام المتحركة بقربها وغالبا تكون مغناطيسية اي تستهدف السيارات او الدبابات او حتى السلاح الفردي (البندقية) التي يحملها جندي العدو وتاخذ اي شكل مطلوب فهي تكون غير منتظمة الشكل كالالغام التقليدية فقد تشبه صخرا جبليا او دمية او جهازا ...الخ حسب الطلب وبعض هذه الالغام يظل فعالا حتى بعد عشرين سنة من الزرع .
صورها.......
حرب الألغام استخدام الأجهزة المتفجرة المسماة الألغام، لقتل جنود العدو وتدمير سفنه ودباباته والمعدات الأخرى. تنفجر بعض الألغام عندما يخطو عليها الشخص وتنفجر أخرى عندما تدهسها دبابة أو سيارة جيب. يمكن تصميم الألغام لتنفجر عند تحريكها أو حتى لمسها. تنفجر الألغام البحرية نتيجة للتأثيرات الناتجة عن مرور السفينة. ويمكن تفجير الألغام أيضاً عن طريق التحكم من بعد.
يمكن وضع الألغام لمنع العدو من دخول منطقة، كما يمكن استخدامها أيضاً للتأثير على طريق سير جنود العدو أو سفنه. وبتجنب الألغام يمكن إجبار العدو على اتخاذ طرق معينة حيث يمكن مهاجمته بسهولة أكثر. الألغام ليست غالية الثمن مقارنة بكثير من الأسلحة الأخرى ويستطيع أصحاب التدريب القليل أن يزرعوها في مكانها.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
هناك نوعان رئيسيان من الألغام، الألغام الأرضية والألغام البحرية:
الألغام الأرضية
تُزرع الألغام الأرضية في الأرض ويمكن نشرها على أنماط ـ أشكال ـ مخططة تسمى حقول الألغام يستطيع الجنود زراعة الألغام أو رميها داخل منطقة ما بوساطة المدفعية كما يمكن إسقاطها أيضاً بوساطة الطائرات المروحية.
أنواع الألغام الأرضية. هناك خمسة أنواع رئيسية من الألغام الأرضية: 1- الألغام المضادة للأفراد 2- الألغام المضادة للدبابات 3- الألغام الكيميائية 4- الألغام المتحكم فيها 5- الألغام النووية.
الألغام المضادة للأفراد تستخدم لقتل وإصابة جنود العدو، يوجد بها صمامة حساسة (جهاز تفجير) تنفجر نتيجة لوزن أصغر الأشخاص كما يمكن أن تنفجر أيضاً عندما يتعثر الشخص بالسلك أو يحرك شيئاً يتصل باللغم بوساطة سلك.
هنالك بعض الألغام المضادة للأفراد بها عبوات متفجرة صغيرة وهي بالتالي تقتل أشخاصًا قليلين على مسافة قصيرة. وتستطيع أخرى قتل كثير من الناس على بعد يزيد على 180م.
تَرمي بعض الألغام المضادة للأفراد عبوة متفجرة تنفجر في الجو وتنثر الشظايا فوق منطقة كبيرة.
تخبأ الألغام المسماة بالشراك الخداعية في مبانٍ أو تحت الجنود الموتى كما يمكن إخفاؤها أيضًا داخل أجسام عادية مثل الأجهزة والحقائب الصغيرة التي من المحتمل أن يحركها جنود العدو
الألغام المضادة للدبابات تدمر دبابات العدو والمركبات الأخرى. هذه الألغام أكبر من الألغام المضادة للأفراد. تنفجر أغلب أنواع الألغام المضادة للدبابات ـ فقط ـ عندما يتحرك فوقها وزن يزيد على حوالي 150كجم. يستطيع الجنود السير بأمان على هذه الألغام ولكنها تدمر الشاحنات والمركبات الخفيفة التدريع وتتلف ـ على الأقل ـ الجنازير المعدنية التي تتحرك عليها الدبابات.
الألغام الكيميائية ُتطلق غازًا سامًا عندما تنفجر. ويقتل الغاز أو يصيب الجنود الذين لايرتدون الملابس الواقية.
الألغام المتحكم فيها تزرع في الموضع المحدد لها قبل المعركة. وتنفجر عن طريق التحكم من بعد عندما تقترب منها قوات العدو.
الألغام النووية تحتوي الألغام النووية على أجهزة نووية صغيرة، تُستخدم هذه الألغام لنسف الجسور الخرسانية أو قفل الممرات الجبلية. وتتطلب مثل هذه المهام عدة أطنان من المتفجرات التقليدية، إلا أن الألغام النووية صغيرة بحيث يستطيع أن يحملها شخصان أو تنقل داخل عربة جيب.
كشف الألغام الأرضية. يمكن كشف الألغام الأرضية بعدة طرق. يستطيع الجنود تحديد أماكن الألغام بالزحف على طول الأرض وبحذر يتحسسون المنطقة أمامهم بحراب بنادقهم. عند إيجاد اللغم يتم إخراجه بحذر وتُنزع الصمامة أو توضع علامة على موقعه حتى يتم تجاوزه.
يستخدم الجنود الأفراد أدوات حساسة تسمى كاشفات الألغام لتحديد موقع الألغام. يمكن كشف الألغام بسرعة أكثر باستخدام جهاز كشف الألغام المركّب على عربة جيب حيث يقف الجيب تلقائياً عند كشف الجهاز لأي لغم.
بعد كشف الألغام يمكن وضع علامة لتجاوزها وتفجيرها بنيران المدافع أو نسفها بدبابات ُتركب عليها أجهزة خاصة. يقوم الجهاز بتفجير الألغام عند المرور فوقها. هنالك أجهزة تسمى الثعابين تستخدم أيضاً لنظافة حقول الألغام. والثعابين أنابيب طويلة معبأة بمتفجرات. تدفع هذه الأجهزة داخل منطقة اللغم حيث يتم تفجيره. يتسبب الانفجار في تفجير الألغام القريبة وينظف الطريق للجنود والمركبات
[URL="http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/48/Hydrema_mine_cleaning_vehicle.jpg"][/URL]
(كاسحه الغام)
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
الألغام البحرية:
[URL="http://www.prameg.com/up/uploads/46f4f9643a.jpg"][/URL]
تثبَّت الألغام البحرية على أرضية جسم الماء فيطفو بعضها مما يجعلها خطرة على السفن الصديقة وسفن ال عدو على السواء. تقوم السفن العائمة بزراعة الألغام البحرية ومنها المراكب المسماة زارعات الألغام، بالإضافة إلى الطائرات والغواصات، هنالك بعض الألغام البحرية الذاتية الدفع حيث تنطلق من غواصة وتتحرك لأميال قليلة قبل أن تستقر في قاع المحيط. يطلق اللغم قذيفة طوربيد بعد كشفه لصوت مروحة الغواصة العابرة.
أنواع الألغام البحرية. توجد منها أربعة أنواع رئيسية وهي: 1- الألغام الصوتية 2- ألغام الالتماس 3- الألغام المغنطيسية 4- ألغام الضغط.
الألغام الصوتية ُيفجرها صوت مراوح دفع السفينة.
ألغام الالتماس تنفجر عندما تلمسها السفينة أو تلمس الهوائيات البارزة منها.
الألغام المغنطيسية ُيفجرها المجال المغنطيسي الذي يحيط بمعدن السفينة الحربية. ولتجنب انفجار اللغم المغنطيسي تستطيع السفينة استخدام مجموعة كوابل كهربائية تسمى حزام إزالة المغنطيسية وهي تقلل أو تبطل المجال المغنطيسي.
ألغام الضغط تنفجر عندما تتسبب السفن العابرة في تغيير ضغط الماء حول الألغام.
كشف الألغام البحرية الألغام البحرية صعبة الكشف والإزالة ـ نزعها أو تفجيرها ـ لاحتمال تركيب أجهزة حاسبة عليها الأمر الذي يسمح بعبور أعداد معينة من السفن قبل أن ينفجر اللغم. يمكن أيضاً تركيب موقتات على هذه الألغام تمنعها من الانطلاق لعدد من الساعات أو الأيام. تستخدم السفن المسماة كاسحات الألغام ـ السونار ـ لتحديد مواقع الألغام ومن ثم إزالتها.: . وتقوم طائرات مروحية كاسحة للألغام باستخدام أجهزة مقطورة لإزالة الألغام في المياه الضحلة. ُتفجر الأجهزة الباعثة للصوت والمثبتة تحت الماء الألغام الصوتية. كما تقوم بعض الأجهزة التي تثبتها كاسحات الألغام تحت الماء بقطع الأسلاك المثبتة لألغام الالتماس. يطفو اللغم بعد ذلك إلى السطح ويتم تفجيره بالمدافع وتقوم أجهزة كهربائية تقطرها السفن بتفجير بعض الألغام المغنطيسية. أما ألغام الضغط فتتم إزالتها وتفجيرها باستخدام سفن صغيرة عابرة مجهزة خصيصاً لهذا الغرض.
نبذة تاريخية. استُخدمت الألغام الأرضية في الحرب لأكثر من 200 عام. جاء المصطلح لغم من خلال التدريب على حفر الأنفاق تحت مواقع العدو حيث يتم حشو هذه الأنفاق ببارود البنادق وتفجيرها. وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861ـ 1865م) َلغم جنود الاتحاد قطاعًا من خنادق الانفصاليين في بيترسبورج، فرجينيا، فقد حفر الجنود نفقاً طوله أكثر من 150م ووضعوا فيه بارود البنادق وفجروا حفرة كبيرة في دفاعات الولايات الانفصالية. وفي الحرب العالمية الأولى (1914ـ 1918) دفن الجنود قذائف المدفعية التي انفجرت عندما سار عليها الجنود أو دهستها الدبابات أو الشاحنات. وبعد الحرب العالمية الأولى تم تطوير الألغام بأوعية خشبية، أو معدنية أو بلاستيكية.
اسُتخدمت الألغام الأرضية كثيراً أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م)، وفي أغلب الحروب الأخيرة.
أول استخدام للألغام البحرية ـ المراكب العائمة المحتوية على متفجرات ـ كان في أواخر القرن السادس عشر الميلادي. والأنواع الأولى للألغام المستخدمة تحت الماء والمسماة قذائف الطوربيد كانت أوعية خشبية مقفولة ويسبح الغطاس تحت سفينة العدو ويلصق الطوربيد على هيكل السفينة. وأثناء الثورة الأمريكية (1775ـ 1783م) قام ديفيد بوشنل المخترع الأمريكي بتطوير أول غواصة مجهزة بجهاز إلصاق اللغم.
قامت القوات البحرية لكل من الولايات الانفصالية والاتحاديين باستخدام الألغام تحت الماء أثناء الحرب الأهلية الأمريكية
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
مشكلة الألغام في مصر:
يرجع تاريخ حقول الألغام إلى الحرب العالمية الثانية ، تتركز الألغام في مصر في منطقة الصحراء الغربية والعلمين وكذلك البعض في سيناء من مخلفات الحروب.
تلك الحقول الشاسعة الغير واضحة المعالم تتسبب في الكثير من الحوادث وسقط بسببها الكثير من الضحايا ، كما أنها تمنع تطوير والاستفادة من هذه الأراضي في الزراعة أو التنقيب عن البترول والثروات المعدنية.
هناك مشروع منخفض القطارة الذى يدرس إمكانية توليد الكهرباء عن طريق شق مجرى يوصل مياه البحر الابيض المتوسط بالمنخفض ولكن المشروع لم يتم حتى الأن بسبب التالي:
مشكلة الألغام (المتروكة في منطقة العلمين منذ الحرب العالمية الثانية) تعرقل تنفيذ المشروع
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
ضحايا الألغام
إذا لم يقتل الضحية بفعل شدة انفجار اللغم ، فهم يعيشون معاقين مبتوري الأرجل والأيدي أو يفقدوا حاسة من الحواس لعلها السمع والبصر على حسب الحالة.
جهود مساعدة ضحايا الألغام
نشأت الجمعيات التي تهدف لمساعدة ضحايا الألغام ، ألا أنه لازال ينقصها الدعم لتقوم بدورها
طرق نزعهـــــــــــ ا
إن تقنية نزع الألغام تتحكم بها عوامل متناقضة وإن تطوّر العلوم الجيوفيزيائية سهّل كثيرا هذه المهمّة.
إن كلفة تصنيع اللغم لاتتجاوز عشرة دولارات بينما إزالته أو نزعه أو تدميره يكلف ألف دولار!
وعلى ضوء النتائج الايجابية المحدودة التي حققتها معاهدة أوتاوا أواخر عام 1998م وتمت المصادقة عليها في ربيع عام 1999، وحسب المنظمات الدولية المختصة، وفي مقدمتها "مرصد الألغام" الذي يضم نحو ألف منظمة غير حكومية من تحلف القارات، فإن المحصلة إيجابية والتقدم مستمر، مع أن كل الإشكالات الإجرائية والأساسية حول تطبيق أحكام هذه المعاهدة لم تحل كليا بعد.
وحسب آخر المعطيات القائمة، فإن 137 دولة وقعت على معاهدة حظر تطوير وإنتاج ونشر وتصدير الألغام المضادة للأفراد، فيما صادقت عليها 101 دولة باستثناء قوى عسكرية أساسية في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند والباكستان.
خلال الفترة الواقعة بين مستهل عام 1999 ومنصف عام 2001م تم استخدام الالغام المذكورة في أربعة وعشرين نزاعا مسلحا من قبل 12 حكومة و31 مجموعة مسلحة، وبخاصة في أفريقا (الكونغو، وبورندي وأرتيريا والسنغال والسودان) وآسيا (كشمير والفلبين ونيبال) إضافة بالطبع إلى الشيشان وداغستان وإسرائيل. مع ذلك، لوحظ انخفاض واضح في معدل إنتاج الألغام المضادة للأفراد، كما أن عمليات التصدير توقفت تماما أو بالكاد، وتعتبر هذه الظاهرة المثال الأبرز حتى الآن على الالتزام بمعاهدة أوتاوا، ولم يكن من المتوقع أصلا، أن ينعكس الاتجاه خلال وقت قصير (سنتين ونصف السنة فقط) حتى في نظر المراقبين الأكثر تفاؤلا.
يبلغ عدد المخزون الحالي للألغام 250 مليون لغم لدى 105 دول، وإذا كانت الصين في القائمة، فإن الأخرى التي تتمتع بترسانة كبرى هي بالتدريج روسيا والولايات المتحدة. وفي حال لا تزال الضغوط السياسية الإقليمية والدولية قائمة لحمل الدول المعنية على الدخول في عمل إيجابي. ويعني ذلك، تدمير كميات هائلة من الألغام وهذا يتطلب أن تكون الأولوية السياسية هي الاعتبار الأكثر عند الدول لاتخاذ هذا القرار. وكان لذلك تأثير حيث تم التخلي عن 22 مليون لغم منذ أوائل عام 1999 وهذا عمل إيجابي ولابد من تكثيفه في السنوات القليلة المقبلة حتى يمكن التحدث عن استكانة نسبية على جبهة الالغام البرية والتهديدات المدمرة المرافقة لها.
ويجب أن نعلم أن نزع الألغام وتدميرها لايرتبطان بالنواحي السياسية أو التقنية فقط بل يحتاجان إلى رصد أموال ضخمة للقيام بهذه المهمة، خاصة في الدول الفقيرة في العالم.
إن الذين حركوا الإعلام الدولي والرأي العام قبل إقرار معاهدة أوتاوا، أدركوا منذ البداية الطابع الخطر وغير الإنساني لهذه الممارسة التي أخذت تستهدف المدنيين وتبتعد بالتالي عن كل غاية عسكرية. وهو ما يفسر إلى حد كبير السرعة النسبية التي تم التوصل فيها إلى المعاهدة، هذا وإن هناك محاولات مماثلة سابقة استهدفت تحريم أنواع أخرى من الأسلحة. ويلاحظ في هذا السياق أن "مرصد الألغام" استطاع الحصول على مبلغ 211 مليون دولار من عطاءات مختلفة، لأغراض نزع الألغام في 41 منطقة، مع توفير مساعدة إنسانية وطبية للضحايا. في الواقع إن تقنية نزع الألغام تتحكم بها عوامل متناقضة، من بينها: طبيعة البيئة وكيفية النشر ومدى توفير الآليات المناسبة والأطقم المدربة للقيام بمهمة من هذا النوع. وفي حين أن هناك تحديات أخرى عند نزع الألغام العسكرية حيث يفترض العمل في مساحة محددة من مختصين في سلاح الهندسة، لأن نزع الالغام الإنسانية يفترض نشر عناصر بكمية أكبر لتغطية مساحات شاسعة وفي مواقع يصعب كشفها للوهلة الأولى، على أن تتولى هذه المهمة عناصر مدنية وعسكرية خضعت لتدريب محدود على ضوء الامكانات اللوجيستية المتوافرة.
ويعني ذلك، أنه من الخطأ الكبير، التحدث عن تقنية تحديد مواقع الألغام بدقة أكبر. وهكذا اشتملت تقنيات نزع الالغام على معدات ارتجاجية ومقاومة ورادارات لم تكن متوافرة في العقود الماضية. هذه النشاطات والتقنيات هيأت لتطوير نظام مستقبلي على وشك الظهور يدعى (SYDRA) مخصص لفتح الممرات ونزع الألغام من الحقول المزروعة فيها.
طريقة البحث عن الألغام
العامل الأهم مع ذلك، يتمثل بنوعية وقدرات اللواقط المستعملة وطاقتها على تحديد طبيعة الألغام وموادها التفجيرية وميزاتها النوعية الفتاكة. من هنا، تلجأ اللواقط الأكثر تطورا، إلى تقنية تكثيف النيترونات والحقول المغناطيسية، إضافة إلى وسائل تنشيط متعددة، مما يفسر أيضا اعتماد مبدأ التوجيه لمهام الكشف السلبي والإيجابي، حيث ترتكز الآلية الأخيرة على تركيز الموجات الميكاxxxxxxxxxية أو الكهرومغناطيسية .
كل ذلك لا يتعارض بالطبع مع اللجوء إلى وسائل محمولة جواً للكشف بعيد المدى، غير أن الكشف القريب يبقى هي الوسيلة الأفضل للتأكد من نزع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، سواء اعتمد العربات المجهزة بنظام K2Dس الذي يجمع بين ثلاثة أساليب لنزع الألغام: ميكاxxxxxxxxxياً ومغناطيسياً وتفجيرياً. ويمكن تثبت هذا النظام على دبابة الهندسة DNGس الفرنسية الحديثة أو أية مركبة إسناد أخرى من فئة 50 أو 60 طنا واللواقط المغناطيسية التي تستخدم من قبل تقنية واحدة كنظام (DOGLOO) أو وسائط مساعدة أخرى.
من المهم التنويه أيضا، أن اللواقط شهدت تحسينات هامة في مستوى الأداء والبحث بفضل التطويرات المتلاحقة للالكترونيات الماكروية، إلا أن الأمور لاتبدو على جانب كبير من التبسيط والسهولة، خاصة أن الألغام الحديثة الأخرى تأخذ أشكالا مختلفة، وتتكون أحيانا من مواد غير معدنية أقل حساسية على الكشف وتختلط أحيانا أخرى بعناصر ملونة.
ومن الأنظمة التي ظهرت حديثا المصممة للعمل باليد والمعدّة للتصوير في الأسواق الدولية، نظام AN/PSS12 الذي دخل مجال الخدمة الفعلية لدى سلاح القوات البرية الأمريكية وجرى استخدامه بنجاح وأمان عملياتيّ ممتاز في البوسنة، وقد استفاد منه مهندسو تطهير الألغام، بعد أن صمموا لاستعماله رداءً واقياً يتألف من مجموعة حامية للعيون ومضادة للشظايا في الوقت نفسه.
واستنادا إلى النظام المذكور تطور الصناعة الأمريكية حاليا الجهاز اللاقط HST AMLDSس بالحجم ذاته تقريبا وهو مصمم للكشف عن الألغام المطمورة على مسافة تتراوح بين ثلاثة وعشرة أمتار، ومن ميزته التحديد التلقائي لموقع اللغم والعبوات الناسفة الأخرى.
وفي المقابل بالتعاون مع الشركة النرويجية " تونستادماسكين" طورت الشركة السويدية "بوفورز" مركبة جديدة لتطهير الألغام مقودة بسائق أو بواسطة التحكم المسافيّ. وقد أثبتت هذه المركبة فعالية ممتازة في القدرة على تطهير 20 ألف متر مربع في الساعة الواحدة يكفاءة تفوق نسبة 99%، وبالتالي هناك متسع دائم ومجال مفتوح أمام تطويرات مستقبلية يمكن أن تشكل فئة رائدة من الأجيال الجديدة في مطلع القرن الحادي والعشرين. مع المراعاة التامة للكلفة المعقولة.
ويشير الإخصائيون إلى أنه لابد من توفير ثلاثة عوامل في وقت واحد وهى الأداء الرفيع الآمن وكشف الألغام غير المعدنية والقدرة الفائقة على التمييز بين اللغم وأي جسم معدني آخر غير مرئي بالعين المجردة.
لذلك فإن الحاجة ماسّة الآن أكثر من أي وقت مضى لمواجهة ضخامة التحديات المفروضة على نزع وتعطيل الألغام الفردية العسكرية والمدنية، وذلك بحشد أكبر عدد ممكن من المستشعرات في جهاز واحد إن أمكن، مثل الرادار النبضيّ ورادار اختراق الطبقات الأرضية، والكاشفات المعدنية والمغناطيسية والمستشعرات الارتجاجية والصوتية وما فوق الصوتية، وأجهزة لكشف روائح المواد المتفجرة، إضافة إلى الكلاب البوليسية المتخصصة.
إن التوصل إلى هذه الآلية المدمجة لا يتم بين يوم وآخر، حيث أن هذا الآلية تتطلب تنسيقاً عاليا على المستوى التكنولوجي بين الشركات الرئيسية المصنعة، وهناك محاولات لذلك من أجل تحقيق نتائج خلال السنوات القليلة المقبلة.
إن الهدف الاستراتيجي الذي أقرته أوتاوا، لا يرسم حدوده الأخيرة من خلال الموافقة والتصديق على المعاهدات فحسب، بل من خلال التأكيد على وجود إرادة سياسية على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية.. حتى لا تختفي استراتيجية مكافحة الألغام في مناطق الرمال المتحركة نظرا للمصالح المتناقضة واعتبارات موازين القوى.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ