معدات قوات الرد السريع البرمائية
العمليات البرمائية هي بين اكثر العمليات المعقدة التي يمكن القيام بها، والتي تشمل الاجراءات الآنية والمتكاملة في البر وفي البيئات البحرية والجوية، التي تنفذ عادة على المستوى التكتيكي، الا انها تتمتع بتأثير عملاني واستراتيجي مهم.
ان انتقال القوات من البحر الى البر في بيئة معادية او معادية بشدة ينطوي على درجة كبيرة من المجازفة. فالصعوبات والعراقيل التي يمكن مواجهتها في اي بيئة فردية تتضاعف بالعراقيل التي يتم مواجهتها في البيئات الاخرى، خصوصا في الاحوال الجوية التي يمكن ان تشكل عائقا في العمليات البرية او البحرية الصرفة والتي يمكن ان توقف العمليات. فالعملية البرمائية هي مثل اداء العمل الاوركسترالي الكبير، الذي يجب ان تَعْمَل فيه كل الاطراف في انسجام لتحقيق المفعول المرغوب فيه.
تقتضي الحرب البرمائية مجموعة واسعة من المعدات الاختصاصية التي تنقل المقاتلين والمعدات والمؤن الى الشاطىء من السفن الحربية التي تعمل بعيدا في البحر. وهذه المعدات تشمل السفن البرمائية الاختصاصية، المعروفة عادة بمنصات الانزال (LPD) التي ترسو على الشاطىء او تلك التي تعتبر منصة لعمل الطوافات (LPH) مع اطلاق قوارب الانزال والقوارب التي تسير على مخدات الهواء "Hovercraft" نحو الشاطىء، اضافة الى طوافات نقل القوات المصممة للعمل في البيئة البحرية.
عنصر التحدي
ان اكثر عنصر يشكل تحديا في هجوم برمائي يكمن في انزال القوات ومعداتها على الشاطىء الذي يحتله العدو. وتشمل اكثر التصاميم الشائعة سفنا بقعر مسطح
مجهزة بممرات منحدرة امامية، يمكن ان يبلغ حجمها انطلاقا من قارب هجومي لنقل القوات وصولا الى قارب انزال كبير يستطيع ان يحمل مركبات كبيرة. وان القوارب التي تسير على مخدات هوائية المصممة للاستعمال العسكري تستعمل ايضا في هذا الدور. وينتج حوض شركة (Colombo Dockyard Ltd.)، (CDL) وهي شركة سيريلانكية لبناء السفن بمشاركة يابانية، مجموعة من السفن البرمائية. وتشكل سفينة الانزال السريعة (FLC) تصميما فريدا اذ تستطيع تحقيق سرعة اكثر من ٢٠ عقدة، وقد صممت السفينة (FLC)، التي يبلغ طولها ٢١ مترا، لنقل المركبات المدرعة والقوات مع حمل على متنها يزن ٥ اطنان ويمكن استعمالها في العمليات العسكرية وفي عمليات الانقاذ في احوال الكوارث. وقد طورت المجموعة الفرنسية (CNM Group) مفهوما جديدا لقارب انزال يعتمد على مفهوم نظام سحب متغير، وهو نظام مبتكر بنوع خاص، تشارك فيه سفينة رمث (Catamaran) تتحول بفضل منصتها المركزية المتحركة التي تنخفض ليصبح القارب مسطح القاع طوف للانزال او الدخول الى متنه المجوَّف.
اما سفينة الانزال (L-CAT) فهي قارب انزال سريع يمكن ارسائه في حوض، يتلاءم والعمل مع منصة الانزال (LPD) الحديثة ومنصة هبوط الطوافات. وان سفينة الانزال (L-CAT)، مع منصتها الرافعة، هي السفينة الوحيدة القادرة على القيام بعملية برمائية وهي محملة بحمل نافع كبير في بحار هائجة او في مياه ضحلة. وقد اختارتها البحرية الفرنسية في عام ٢٠٠٩، وتعتبر سفينة (L-CAT) نظام من الجيل الجديد للنقل السريع للاغراض العسكرية والعمليات الانسانية والدعم اللوجستي المدني.
اما سفينة (L-CAT-S) فهي سفينة انزال سريعة تستطيع ان ترسو داخل سفن حربية برمائية حديثة. يبلغ وزن حملها النافع بقدر وزن دبابتين رئيسيتين، وتستطيع الرسو على الشاطىء والتحميل من اي رصيف منحدر.
ان سفينة الشركة (L-CAT 44) هي سفينة انزال متعددة الاغراض، صممت للعمليات من شاطىء الى شاطىء مع حمل نافع كبير. وهي ملائمة لحوض منصة الانزال (LPD) وحوض سفينة عمل طوافات الانزال (LHD) لتنفيذ عمليات مشتركة.
تنتج شركة بناء السفن في ابوظبي (ADSB) مجموعة من السفن الحربية البرمائية الخاصة بها. ويمكن استعمال سفينة الانزال العسكرية العائدة لديها، البالغ طولها ٦٤ مترا، في مهام مختلفة، وان نماذج منها تستخدم بحرية الامارات العربية المتحدة وبحرية عمان الملكية. وقد بنيت بموجب مقاييس بحرية عالية تشمل كل الانتاج في الشركة (ADSB). وقد اثبتت فعاليتها في اوقات الخدمة البحرية العملانية. وان استخدام فولاذ المهام الثقيلة في بنائها وانشاء متن حمولته من الفولاذ ذاته، يجعل تلك السفن صالحة تماما لنشر المركبات والقوات والمعدات والوقود والماء. وقد صمم ممرها المنحدر المقوَّس للاستعمال خلال العمليات البرمائية ليتيح تفريغ المركبات والرجال على الشاطىء بسرعة. وقد زودت بوسائل لتكييف الهواء تماما لراحة ١٩ ضابطا وطاقما.
يبلغ وزن السفينة محملة بالكامل ٧٠٠ طن وسرعتها ٥،١٠ عقدة تقريبا بوزن صاف يبلغ ٥٠٠ طن، وتبلغ مساحة متن الحمولة ٤٠٠ متر مربع، وتتمتع بمرفق جانبي للتحميل يتيح تحميل المعدات بسهولة من جانب الرصيف.
السفن البرمائية
توجد في صميم العمليات البرمائية الرئيسية سفن كبيرة قادرة على انزال واستعادة قوارب انزال اصغر متعددة. والسفينتان النموذجيتان في هذه السفن هما سفينة (Mistral) وسفينة (Tonnerre BPC) التابعتان للبحرية الفرنسية. وان سفن الهجوم البرمائية الجديدة هذه، التي تزن ٣٠٠،٢١ طن، للقيادة واستعراض القوة هي حاليا قيد الخدمة في الخطوط الامامية وقد بنت السفن مديرية الانشاءات البحرية (DCN) الفرنسية بمشاركة شركة (Thales) وشركة (Chantiers de L"Atlantique). وتتمتع كل سفينة بسعة حمل نافع ومؤهلات لتحمل ١٦ طوافة ثقيلة وثلث فوج مؤلل اضافة الى قاربين حوامين ينطلقان على مخدة هواء (LCAC) او نحو ٤ قوارب انزال.
ان سفينة (Mistral) مجهزة بمجموعة اتصالات عالية الاداء تجعل السفينة صالحة للنشر كسفينة قيادة. وتتمتع السفينتان ايضا بسعة استيعاب قوة مهام مشتركة ومتعددة الجنسيات. وتملك البحرية الفرنسية ثلاث من هذه السفن. وقد تم تجهيز الثالثة في العام ٢٠١٢.
في حزيران/يونيو عام ٢٠١١، وقعت وكالة التصدير الدفاعية الروسية (Rosoboronexport) عقدا مقابل سفينتين من فئة (Mistral/BPC) مع الخدمات المتعلقة بها، وتشكل الصفقة جزءاً من اتفاقية بين الحكومتين الفرنسية والروسية على اربع سفن من فئة (Mistral). وسوف تحمل سفينة (Mistral) اما اربعة صواريخ من نوع (CTM) او قارب انزال للمنافع العامة او قاربي انزال بمخدة هوائية (LCAC). وقد طلبت البحرية الفرنسية قارب انزال جديدا عالي السرعة ومحركات انزال برمائية سريعة (EDA-R) يمكن ان تحملها سفينة (Mistral). وتحمل السفينة طاقماً مؤلفاً من ١٦٠ فردا و٢٠ ضابطا. وقد تقتضي مهمة رحلة لنقل القوات والمعدات اسبوعين الى ثلاثة اسابيع. وتحمل سفينة (Mistral) وسفينة (Tonnerre) مخزونات كافية للطاقم و٤٥٠ جنديا لمدة ٤٥ يوما بين التزود بالمؤونة من جديد. وتبلغ سرعتها القصوى ١٩ عقدة ويبلغ مداها على ١٤ عقدة ٠٠٠،١١ ميل بحري.
تتمتع السفينة بسعة على حمل نحو ١٦ طوافة متوسطة او ثقيلة تحت متنها، مثل طوافات (NH90) و(SA 330 Puma) و(AS 532 U2 Cougar) او طوافة (AS 665 Tiger). ويتمتع متن الطيران بستة اماكن هبوط وبحظيرة مساحتها ٨٠٠،١ متر مربع. ويمكن ان يستوعب متن الطيران الذي تبلغ مساحته ٠٠٠،٥ متر مربع لغاية حركة ٦ طوافات في وقت واحد.
الطوافات الهجومية
تشكل الطوافات مكونا رئيسيا للحرب البرمائية، التي تتيح وضع القوات والمعدات والمؤن على الشاطىء، عميقا داخل الارض بعيدا عن الخطوط الساحلية، وتتيح تجاوز الدفاعات على الشاطىء. وتحتاج الطوافات للعمل من السفن ان تكون مصممة لمقاومة تأثيرات البيئة البحرية وان تتمتع بدوارات وذيل انطوائية تتيح لها الدخول داخل حظائر السفن. وان طوافة الفرقاطة في (NATO) هي واحدة من نموذجين من طوافة (NH90) المتعددة الادوار المجهزة بمحركين، تطورها شركة (NH Industries). والنموذج الآخر هو طوافة النقل التكتيكية (NH 90 TTH)، التي يتوقع ان تكون مطلوبة للاستعمال في العمليات البرمائية. وان شركة (NH Industries)، المتعاقد الاول على البرنامج، هي شركة مشتركة، تملك فيها شركة (AgustaWestland) الايطالية ٣٢% وشركة (Eurocopter) ٥،٦٢% وشركة (Stork Fokker) الهولندية ٥،٥%.
اما طائرة (V-22 Osprey) فهي طائرة خدمات مشتركة للنقل المتوسط متعددة المهام مجهزة بدوار يُعيِّر الاتجاه، طورتها شركة (Boeing) وشركة (Bell) للطوافات، وقد غيّرت العمليات البرمائية، الا انها مرتفعة الثمن. وان شركة (Boeing) هي المسؤولة عن هيكلها وترس الهبوط والكترونيات الطيران والنظم الكهربائية والهيدرولية والأداء وميزات الطيران. وان شركة (Bell Helicopter Textron) هي المسؤولة عن الجناح والقمرة ومحركات الدفع والدوار ومجموعة الذيل والممر المنحدر والديناميكيات. ويستخدم سلاح الطيران الاميركي ومشاة البحرية الاميركية حالياً ١١٢ طائرة من طراز (V-22). وتشغّل الطائرة كطوافة عند اقلاعها وهبوطها عمودياً. هذا، وتدور القمرة ٩٠ درجة الى الامام عندما تنطلق في الجو، وتتحول الى طائرة تندفع الى الامام بمحرك دفع تربيني. وتستطيع الطائرة تأمين اقلاع وهبوط عمودي (VTOL) مع حمل نافع من ٢٤ جنديا او حمل يزن ٠٠٠،٦ رطل على مدى قتالي يبلغ ٤٣٠ ميلا بحريا، او اقلاع وهبوط عمودي (VTOL) بحمل نافع يزن ٨٣٠٠ رطل من الحمولة على مسافة ٢٢٠ ميلا بحريا.
الطوافة هي ذاتية الانتشار في جميع انحاء العالم، ويبلغ مداها ذهاباً اياباً اكثر من ٢١٠٠ ميل بحري، ويبلغ مدى تشغيلها العادي نحو ١١٠٠ ميل بحري. وهي مجهّزة بدوار يغير الاتجاه متاحة بثلاثة تصاميم هي: التصميم الهجومي القتالي والدعم الهجومي (MV-22) لمشاة البحرية الاميركية والجيش الاميركي. والتصميم الثاني هو (CV-22) للعمليات الخاصة بعيدة المدى مخصصة لقيادة العمليات الخاصة الاميركية (US SOCOM)، اما التصميم الثالث فهو (HV-22) للبحرية الاميركية للبحث والانقاذ والحرب الخاصة والدعم اللوجستي للاسطول. وتتلاءم الطائرة (V-22) على متن السفينة تماماً مع اول شفرة قابلة للطي تماماً في العالم ونظام تخزين الجناح. وهي طائرة قادرة على العمل من كل السفن البرمائية في البحرية الاميركية من فئة "L" وحاملات الطائرات الهجومية (LHD)، ويمكن تخزينها بحجمها الكامل على متن حاملات الطائرات (CV/CVN). وإبان التخزين، تدار الاجنحة لتضجع فوق الهيكل وبمحاذاته لتشكل شكلا مستطيلا مدمجا. وتستطيع الطائرة (V-22) الارتفاع بمعدل ٢،١٦ م بالثانية. وتبلغ سرعتها القصوى وسرعة تجوالها ٥٦٥ كلم/ساعة و٥١٠ كلم/ساعة على التوالي. ويبلغ مداها ٣٣٧٩ كلم ومداها القتالي ٦٩٢ كلم وارتفاعها القصوي ٧٦٢٠ متر. وهذا يشكل اداء مؤثرا ويجعل الطائرة (V-22) تشكل اضافة فعالة لاي قدرات قوة برمائية.
مستقبل العمليات البرمائية
تتمتع القوات البرمائية الحديثة بمجموعة واسعة من المعدات المتاحة لها، ويجري كثير من العمل لتطوير منتوجات جديدة ومثيرة لتوسيعها. وان استعمال المواد المركبة الجديدة الخفيفة الوزن تقدم امكانية كبيرة لخفض تكاليف سفن الحرب البرمائية وايضا خفض تعرضها للتآكل. ويبدو المستقبل مشرقا بالنسبة للقوات البرمائية في العالم.
Arab Defence
العمليات البرمائية هي بين اكثر العمليات المعقدة التي يمكن القيام بها، والتي تشمل الاجراءات الآنية والمتكاملة في البر وفي البيئات البحرية والجوية، التي تنفذ عادة على المستوى التكتيكي، الا انها تتمتع بتأثير عملاني واستراتيجي مهم.
ان انتقال القوات من البحر الى البر في بيئة معادية او معادية بشدة ينطوي على درجة كبيرة من المجازفة. فالصعوبات والعراقيل التي يمكن مواجهتها في اي بيئة فردية تتضاعف بالعراقيل التي يتم مواجهتها في البيئات الاخرى، خصوصا في الاحوال الجوية التي يمكن ان تشكل عائقا في العمليات البرية او البحرية الصرفة والتي يمكن ان توقف العمليات. فالعملية البرمائية هي مثل اداء العمل الاوركسترالي الكبير، الذي يجب ان تَعْمَل فيه كل الاطراف في انسجام لتحقيق المفعول المرغوب فيه.
تقتضي الحرب البرمائية مجموعة واسعة من المعدات الاختصاصية التي تنقل المقاتلين والمعدات والمؤن الى الشاطىء من السفن الحربية التي تعمل بعيدا في البحر. وهذه المعدات تشمل السفن البرمائية الاختصاصية، المعروفة عادة بمنصات الانزال (LPD) التي ترسو على الشاطىء او تلك التي تعتبر منصة لعمل الطوافات (LPH) مع اطلاق قوارب الانزال والقوارب التي تسير على مخدات الهواء "Hovercraft" نحو الشاطىء، اضافة الى طوافات نقل القوات المصممة للعمل في البيئة البحرية.
عنصر التحدي
ان اكثر عنصر يشكل تحديا في هجوم برمائي يكمن في انزال القوات ومعداتها على الشاطىء الذي يحتله العدو. وتشمل اكثر التصاميم الشائعة سفنا بقعر مسطح
مجهزة بممرات منحدرة امامية، يمكن ان يبلغ حجمها انطلاقا من قارب هجومي لنقل القوات وصولا الى قارب انزال كبير يستطيع ان يحمل مركبات كبيرة. وان القوارب التي تسير على مخدات هوائية المصممة للاستعمال العسكري تستعمل ايضا في هذا الدور. وينتج حوض شركة (Colombo Dockyard Ltd.)، (CDL) وهي شركة سيريلانكية لبناء السفن بمشاركة يابانية، مجموعة من السفن البرمائية. وتشكل سفينة الانزال السريعة (FLC) تصميما فريدا اذ تستطيع تحقيق سرعة اكثر من ٢٠ عقدة، وقد صممت السفينة (FLC)، التي يبلغ طولها ٢١ مترا، لنقل المركبات المدرعة والقوات مع حمل على متنها يزن ٥ اطنان ويمكن استعمالها في العمليات العسكرية وفي عمليات الانقاذ في احوال الكوارث. وقد طورت المجموعة الفرنسية (CNM Group) مفهوما جديدا لقارب انزال يعتمد على مفهوم نظام سحب متغير، وهو نظام مبتكر بنوع خاص، تشارك فيه سفينة رمث (Catamaran) تتحول بفضل منصتها المركزية المتحركة التي تنخفض ليصبح القارب مسطح القاع طوف للانزال او الدخول الى متنه المجوَّف.
اما سفينة الانزال (L-CAT) فهي قارب انزال سريع يمكن ارسائه في حوض، يتلاءم والعمل مع منصة الانزال (LPD) الحديثة ومنصة هبوط الطوافات. وان سفينة الانزال (L-CAT)، مع منصتها الرافعة، هي السفينة الوحيدة القادرة على القيام بعملية برمائية وهي محملة بحمل نافع كبير في بحار هائجة او في مياه ضحلة. وقد اختارتها البحرية الفرنسية في عام ٢٠٠٩، وتعتبر سفينة (L-CAT) نظام من الجيل الجديد للنقل السريع للاغراض العسكرية والعمليات الانسانية والدعم اللوجستي المدني.
اما سفينة (L-CAT-S) فهي سفينة انزال سريعة تستطيع ان ترسو داخل سفن حربية برمائية حديثة. يبلغ وزن حملها النافع بقدر وزن دبابتين رئيسيتين، وتستطيع الرسو على الشاطىء والتحميل من اي رصيف منحدر.
ان سفينة الشركة (L-CAT 44) هي سفينة انزال متعددة الاغراض، صممت للعمليات من شاطىء الى شاطىء مع حمل نافع كبير. وهي ملائمة لحوض منصة الانزال (LPD) وحوض سفينة عمل طوافات الانزال (LHD) لتنفيذ عمليات مشتركة.
تنتج شركة بناء السفن في ابوظبي (ADSB) مجموعة من السفن الحربية البرمائية الخاصة بها. ويمكن استعمال سفينة الانزال العسكرية العائدة لديها، البالغ طولها ٦٤ مترا، في مهام مختلفة، وان نماذج منها تستخدم بحرية الامارات العربية المتحدة وبحرية عمان الملكية. وقد بنيت بموجب مقاييس بحرية عالية تشمل كل الانتاج في الشركة (ADSB). وقد اثبتت فعاليتها في اوقات الخدمة البحرية العملانية. وان استخدام فولاذ المهام الثقيلة في بنائها وانشاء متن حمولته من الفولاذ ذاته، يجعل تلك السفن صالحة تماما لنشر المركبات والقوات والمعدات والوقود والماء. وقد صمم ممرها المنحدر المقوَّس للاستعمال خلال العمليات البرمائية ليتيح تفريغ المركبات والرجال على الشاطىء بسرعة. وقد زودت بوسائل لتكييف الهواء تماما لراحة ١٩ ضابطا وطاقما.
يبلغ وزن السفينة محملة بالكامل ٧٠٠ طن وسرعتها ٥،١٠ عقدة تقريبا بوزن صاف يبلغ ٥٠٠ طن، وتبلغ مساحة متن الحمولة ٤٠٠ متر مربع، وتتمتع بمرفق جانبي للتحميل يتيح تحميل المعدات بسهولة من جانب الرصيف.
السفن البرمائية
توجد في صميم العمليات البرمائية الرئيسية سفن كبيرة قادرة على انزال واستعادة قوارب انزال اصغر متعددة. والسفينتان النموذجيتان في هذه السفن هما سفينة (Mistral) وسفينة (Tonnerre BPC) التابعتان للبحرية الفرنسية. وان سفن الهجوم البرمائية الجديدة هذه، التي تزن ٣٠٠،٢١ طن، للقيادة واستعراض القوة هي حاليا قيد الخدمة في الخطوط الامامية وقد بنت السفن مديرية الانشاءات البحرية (DCN) الفرنسية بمشاركة شركة (Thales) وشركة (Chantiers de L"Atlantique). وتتمتع كل سفينة بسعة حمل نافع ومؤهلات لتحمل ١٦ طوافة ثقيلة وثلث فوج مؤلل اضافة الى قاربين حوامين ينطلقان على مخدة هواء (LCAC) او نحو ٤ قوارب انزال.
ان سفينة (Mistral) مجهزة بمجموعة اتصالات عالية الاداء تجعل السفينة صالحة للنشر كسفينة قيادة. وتتمتع السفينتان ايضا بسعة استيعاب قوة مهام مشتركة ومتعددة الجنسيات. وتملك البحرية الفرنسية ثلاث من هذه السفن. وقد تم تجهيز الثالثة في العام ٢٠١٢.
في حزيران/يونيو عام ٢٠١١، وقعت وكالة التصدير الدفاعية الروسية (Rosoboronexport) عقدا مقابل سفينتين من فئة (Mistral/BPC) مع الخدمات المتعلقة بها، وتشكل الصفقة جزءاً من اتفاقية بين الحكومتين الفرنسية والروسية على اربع سفن من فئة (Mistral). وسوف تحمل سفينة (Mistral) اما اربعة صواريخ من نوع (CTM) او قارب انزال للمنافع العامة او قاربي انزال بمخدة هوائية (LCAC). وقد طلبت البحرية الفرنسية قارب انزال جديدا عالي السرعة ومحركات انزال برمائية سريعة (EDA-R) يمكن ان تحملها سفينة (Mistral). وتحمل السفينة طاقماً مؤلفاً من ١٦٠ فردا و٢٠ ضابطا. وقد تقتضي مهمة رحلة لنقل القوات والمعدات اسبوعين الى ثلاثة اسابيع. وتحمل سفينة (Mistral) وسفينة (Tonnerre) مخزونات كافية للطاقم و٤٥٠ جنديا لمدة ٤٥ يوما بين التزود بالمؤونة من جديد. وتبلغ سرعتها القصوى ١٩ عقدة ويبلغ مداها على ١٤ عقدة ٠٠٠،١١ ميل بحري.
تتمتع السفينة بسعة على حمل نحو ١٦ طوافة متوسطة او ثقيلة تحت متنها، مثل طوافات (NH90) و(SA 330 Puma) و(AS 532 U2 Cougar) او طوافة (AS 665 Tiger). ويتمتع متن الطيران بستة اماكن هبوط وبحظيرة مساحتها ٨٠٠،١ متر مربع. ويمكن ان يستوعب متن الطيران الذي تبلغ مساحته ٠٠٠،٥ متر مربع لغاية حركة ٦ طوافات في وقت واحد.
الطوافات الهجومية
تشكل الطوافات مكونا رئيسيا للحرب البرمائية، التي تتيح وضع القوات والمعدات والمؤن على الشاطىء، عميقا داخل الارض بعيدا عن الخطوط الساحلية، وتتيح تجاوز الدفاعات على الشاطىء. وتحتاج الطوافات للعمل من السفن ان تكون مصممة لمقاومة تأثيرات البيئة البحرية وان تتمتع بدوارات وذيل انطوائية تتيح لها الدخول داخل حظائر السفن. وان طوافة الفرقاطة في (NATO) هي واحدة من نموذجين من طوافة (NH90) المتعددة الادوار المجهزة بمحركين، تطورها شركة (NH Industries). والنموذج الآخر هو طوافة النقل التكتيكية (NH 90 TTH)، التي يتوقع ان تكون مطلوبة للاستعمال في العمليات البرمائية. وان شركة (NH Industries)، المتعاقد الاول على البرنامج، هي شركة مشتركة، تملك فيها شركة (AgustaWestland) الايطالية ٣٢% وشركة (Eurocopter) ٥،٦٢% وشركة (Stork Fokker) الهولندية ٥،٥%.
اما طائرة (V-22 Osprey) فهي طائرة خدمات مشتركة للنقل المتوسط متعددة المهام مجهزة بدوار يُعيِّر الاتجاه، طورتها شركة (Boeing) وشركة (Bell) للطوافات، وقد غيّرت العمليات البرمائية، الا انها مرتفعة الثمن. وان شركة (Boeing) هي المسؤولة عن هيكلها وترس الهبوط والكترونيات الطيران والنظم الكهربائية والهيدرولية والأداء وميزات الطيران. وان شركة (Bell Helicopter Textron) هي المسؤولة عن الجناح والقمرة ومحركات الدفع والدوار ومجموعة الذيل والممر المنحدر والديناميكيات. ويستخدم سلاح الطيران الاميركي ومشاة البحرية الاميركية حالياً ١١٢ طائرة من طراز (V-22). وتشغّل الطائرة كطوافة عند اقلاعها وهبوطها عمودياً. هذا، وتدور القمرة ٩٠ درجة الى الامام عندما تنطلق في الجو، وتتحول الى طائرة تندفع الى الامام بمحرك دفع تربيني. وتستطيع الطائرة تأمين اقلاع وهبوط عمودي (VTOL) مع حمل نافع من ٢٤ جنديا او حمل يزن ٠٠٠،٦ رطل على مدى قتالي يبلغ ٤٣٠ ميلا بحريا، او اقلاع وهبوط عمودي (VTOL) بحمل نافع يزن ٨٣٠٠ رطل من الحمولة على مسافة ٢٢٠ ميلا بحريا.
الطوافة هي ذاتية الانتشار في جميع انحاء العالم، ويبلغ مداها ذهاباً اياباً اكثر من ٢١٠٠ ميل بحري، ويبلغ مدى تشغيلها العادي نحو ١١٠٠ ميل بحري. وهي مجهّزة بدوار يغير الاتجاه متاحة بثلاثة تصاميم هي: التصميم الهجومي القتالي والدعم الهجومي (MV-22) لمشاة البحرية الاميركية والجيش الاميركي. والتصميم الثاني هو (CV-22) للعمليات الخاصة بعيدة المدى مخصصة لقيادة العمليات الخاصة الاميركية (US SOCOM)، اما التصميم الثالث فهو (HV-22) للبحرية الاميركية للبحث والانقاذ والحرب الخاصة والدعم اللوجستي للاسطول. وتتلاءم الطائرة (V-22) على متن السفينة تماماً مع اول شفرة قابلة للطي تماماً في العالم ونظام تخزين الجناح. وهي طائرة قادرة على العمل من كل السفن البرمائية في البحرية الاميركية من فئة "L" وحاملات الطائرات الهجومية (LHD)، ويمكن تخزينها بحجمها الكامل على متن حاملات الطائرات (CV/CVN). وإبان التخزين، تدار الاجنحة لتضجع فوق الهيكل وبمحاذاته لتشكل شكلا مستطيلا مدمجا. وتستطيع الطائرة (V-22) الارتفاع بمعدل ٢،١٦ م بالثانية. وتبلغ سرعتها القصوى وسرعة تجوالها ٥٦٥ كلم/ساعة و٥١٠ كلم/ساعة على التوالي. ويبلغ مداها ٣٣٧٩ كلم ومداها القتالي ٦٩٢ كلم وارتفاعها القصوي ٧٦٢٠ متر. وهذا يشكل اداء مؤثرا ويجعل الطائرة (V-22) تشكل اضافة فعالة لاي قدرات قوة برمائية.
مستقبل العمليات البرمائية
تتمتع القوات البرمائية الحديثة بمجموعة واسعة من المعدات المتاحة لها، ويجري كثير من العمل لتطوير منتوجات جديدة ومثيرة لتوسيعها. وان استعمال المواد المركبة الجديدة الخفيفة الوزن تقدم امكانية كبيرة لخفض تكاليف سفن الحرب البرمائية وايضا خفض تعرضها للتآكل. ويبدو المستقبل مشرقا بالنسبة للقوات البرمائية في العالم.
Arab Defence