منطقة الهرم أغلقت* 3 * شهور لتصنيع مركب شراعي فرعوني* ... سكان بيرو الأصليون صعايدة مصريون* بشهادة باحثة إنجليزية في علم الجينات
صاحب الفضل في اكتشاف أمريكا هو الرحالة الاسكتلندي المولود في إيطاليا كريستوفر كولومبس*. هذه المعلومة التاريخية تكاد تكون مؤكدة لاشك فيها ولا جدال،* لكن يبدو أنها مزيفة،* لأن هناك واقعة تاريخية عمرها نحو نصف قرن تشير إلي* غير ذلك وهي تجربة تمت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتابعتها لحظة بلحظة كبري دول العالم بما فيها الولايات المتحدة نفسها،* حيث تأكد أن أصحاب الفضل الحقيقيين في اكتشاف أمريكا هم الفراعنة المصريون وليس كريستوفر كولومبس*!
المفاجأة التي من المنتظر أن تغير قراءة التاريخ ومساره في اتجاه مغاير تماماً* فجرها المخرج السينمائي والباحث التاريخي د.أحمد سرحان الذي التقيته أخيراً* في مكتبه بحي الهرم*. ومعه بدأ الحديث الشيق يأخذني إلي عالم أشبه بالأساطير وحكايات الجدات عن زمن مضي بكل ما فيه من مفارقات وعجائب وأهوال في عرض البحر،* اقتفي أثرها ورصدها سرحان في فيلم تسجيلي مُدعم بالوثائق والصور الفوتوغرافية والسينمائية النادرة للغاية*.
شائعة يهودية*
يقول د.أحمد سرحان الحاصل علي جوائز عدة عن أفلام وثائقية أخري*: "رحلة رع*" هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي بدأت العمل فيه منذ عام *٦٠٠٢ كانت شرارة البداية عندما التقيت شخصاً* في أوكرانيا يُدعي يوري سنوك تيتش* Yori Senke Tech ويعمل طبيباً،* دار نقاش بيننا عرفت منه أنه كان ضمن مجموعة زارت مصر عام *٩٦٩١ وقابل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر،* حيث كان اليهود في فترتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي أشاعوا أن اليهود هم الذين بنوا الأهرامات وبعدها قالوا إن الفراعنة ليسوا مصريين وأن أصلهم من دولتي بيرو والمكسيك بأمريكا الجنوبية والدليل وجود أهرامات صغيرة اكتُشفت في هاتين الدولتين يرجع تاريخ بنائها إلي نحو *٢١ ألف عام،* أي أقدم تاريخياً* من أهرامات الجيزة،* علاوة علي بعض الجداريات التي تظهر عليها صورة لمركب يعبرون بها البحار والمحيطات تشبه مراكب الشمس عند الفراعنة لكن مصنوعة من نبات البردي،* وزعم اليهود مع هذه الاكتشافات أن الفراعنة عبروا المحيط الأطلنطي واكتشفوا أفريقيا ومصر وأقاموا حضارتهم فيها والتي جاءت* – تاريخياً* لاحقة علي الحضارة الأولي التي أنشأوها في بيرو والمكسيك بنحو *٥ آلاف عام*.
لم يهتم أحد بهذه الشائعة باستثناء ملك النرويج وقتذاك* "أولاف الخامس*" (حكم النرويج في الفترة من عام *٧٥٩١ حتي *١٩٩١م*) لأنه كان يعشق التاريخ المصري وقابل الرئيس عبدالناصر وقرر وقتذاك تشكيل مجموعة من سبعة علماء من جنسيات مختلفة ومختلفي الاختصاصات وأقاموا في فندق* "مينا هاوس*" استعداداً* للقيام برحلة بحرية خطيرة لإثبات ما إذا كان الفراعنة هم الذين اكتشفوا أمريكا أم لا*.
يقفز إلي ذهنك فوراً* أن ثمة شيئا قد انتزع من صفحات التاريخ،* إذ كيف تمت هذه التجربة الخطيرة في عهد الرئيس عبدالناصر وبالاتفاق مع ملك النرويج وتابعها العالم كله حتي نيكسون رئيس أمريكا وقتذاك دون أن نعلم شيئاً* عنها لا في الكتب الدراسية ولا حتي في كتب المغامرات*. نعم تسرب الشك إليّ* وأنا أسمع هذه الرواية من المخرج السينمائي قبل أن يقطع عليّ* طريق الارتياب ويدير جهاز الكمبيوتر الخاص به في وحدة المونتاج التي جري بداخلها اللقاء لأشاهد بعيني تفاصيل هذه الرحلة من واقع شريط سينمائي قديم سجل الرحلة التي بدأت في *٥٢ مايو *٩٦٩١ في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً* منذ لحظتها الأولي وحتي النهاية*. هنا فقط اطمأن قلبي وأدركت أنني بصدد المشاركة في الإعلان عن هذا الكشف العظيم الذي سيغير التاريخ،* وتدفق الحديث بيننا*.. يحكي د.سرحان تفاصيل الرحلة التي ضمنها فيلمه الجديد والدهشة هي الملمح الوحيد علي وجهي*.
* مركب فرعوني*
يستطرد د.سرحان القصة التي يحكيها نقلاً* عن الطبيب الأوكراني يوري سنوك تيتش الذي فهمت بعدها أنه كان أحد هؤلاء العلماء السبعة بل كان طبيب الرحلة*: بالفعل أقام العلماء السبعة أو ما يمكن تسميتهم بالبحارة أو المغامرين السبعة في* "مينا هاوس*" وأغلق عبدالناصر منطقة الهرم لمدة* 3* شهور حيث بدأ هناك تصنيع مركب شراعي خلف الهرم الأكبر بالمواصفات الفرعونية،* فكانت بطول* 15 متراً* وعرض* 5* أمتار وارتفاع *٣ أمتار وتكونت من سيقان البردي من دون وضع مسمار واحد فيها* (نظام التربيط*) واستغرق صنعها شهرين كاملين لتصبح بعدها جاهزة لتقل علي متنها سبعة خبراء لكل منهم مهمة محددة إلي جانب قرد شاركهم الرحلة ليكون بمثابة وسيلة استشعار للخطر قبل وقوعه،* كما تم تخصيص مكان علي المركب لوضع المواد الغذائية الكافية للرحلة ومنها *٠٤ بطة و*٠٢ أنبوب* غاز صغير لتسوية الطعام عليها*.
* استقبال حافل*
وقيل وقتها أن تهديدات وصلت إلي مصر لمنع هذه الرحلة،* وبناء عليه تم شحن المركب في سرية تامة إلي ميناء طنجة في المغرب،* وانطلقت الرحلة من ميناء طنجة علي البحر المتوسط ثم عبرت المحيط الأطلنطي واستغرقت *٧٥ يوماً* في المحيط إلي أن وصلت إلي ميناء بيرو وكان في استقبالها ملوك ورؤساء العالم وتم الاحتفاء بالبحارة السبعة في البيت الأبيض حيث استقبلهم الرئيس الأمريكي نيكسون بنفسه وكذلك أمين عام هيئة الأمم المتحدة وقتذاك قبل أن يعود الفريق إلي مصر ويقوم باستقبالهم عبدالناصر*. ويذكر أن كتاباً* طبع باللغة الفرنسية تضمن وقائع رحلة المركب المصرية وحصل كل واحد من المشاركين السبعة في الرحلة علي نسخة من الكتاب المزود بصور فوتوغرافية لتفاصيل السبعة والخمسين يوماً*.
* الهدف من الرحلة*
وكان الهدف من الرحلة هو إثبات أن الرحلة التي قام بها الفراعنة الأوائل تمت من الشرق إلي الغرب وليس العكس وبخاصة أن التيارات المائية في المحيط الأطلنطي حينما تمت دراستها ثبت أنها تسير من الأمريكتين إلي أفريقيا وبالتالي لا يمكن لمركب شراعي بسيط أن يعبر المحيط عكس التيار،* وكانت المبارة بين المركب الذي خرج من مصر وانطلق من ميناء طنجة في اتجاه بيرو وبين مركب أخري انطلقت من بيرو في الاتجاه المعاكس لكنها تحطمت
أثناء رحلتها*.
لكن كيف جمع مخرجنا السينمائي هذا الكم الكبير من المعلومات والوثائق والفيديوهات النادرة التي لم يسمع أحد عنها من قبل أو* – حسبما يقول* – جري تعتيم إعلامي حولها حتي لا يُقال أن القدماء المصريين هم أصحاب الفضل في اكتشاف أمريكا*.. الصدفة وحدها قادته إلي أحد البحارة السبعة دله علي طريقه الطبيب الأوكراني حيث قال له إن شخصاً* يُدعي عبدالله دي جبريل* Abdullah Djibrin كانت مهمته بين البحارة السبعة صيانة المركب وهو تشادي الجنسية لكنه مقيم في مصر بمنطقة حلمية الزيتون منذ انتهاء الرحلة*. ولم يُكذِّب د.سرحان خبراً* وخاض رحلة بحث عن الرجل الذي لا يعرف عنه سوي أنه رجل تشادي يتحدث* "عربي مكسر*" أسود البشرة طويل القامة عمره الآن تجاوز السبعين بقليل،* وبالفعل تمكن من الوصول ل"دي جبريل*" لينفتح أمامه كنز علي التاريخ ويبدأ مخرجنا في تسجيل القصة من أحد أبطالها بالصوت والصورة ويحصل علي نسخة من الكتاب الذي وثق الرحلة بتفاصيلها وأهوالها ويجهزها في فيلم وثائقي بعنوان* "رحلة رع*" سيشارك به في فعاليات مهرجان لوس أنجيلوس للأفلام الوثائقية بالولايات المتحدة*.
راتب شهري للصمت*!
ويحكي دي جبريل أن الرحلة حينما نجحت وتحدثت عنها العديد من الصحف حول العالم كتبت الصحف المصرية وقتذاك أن الرحلة فشلت وأن العلماء السبعة* غرقوا أثناء الرحلة*! لكن بالطبع هذا الكلام* غير حقيقي،* إذ يبدو* – حسب اعتقاد د.سرحان* – أن مصر تلقت تنبيهات وربما تعرض عبدالناصر لضغوط سياسية لعدم التحدث عن هذه التجربة بسبب أن الأمريكان لا يريدون القول بأن الفراعنة هم أصحاب الفضل في اكتشاف بلادهم وليس كريستوفر كولومبس*. ونظراً* لأن الإعلام لم يكن شهد ثورة في الفضائيات ولم تكن هناك وسائط ألكترونية لنقل الحدث فقد تم التعتيم بسهولة علي الرحلة ونجاحها،* ويؤكد دي جبريل أنه تم التنبيه علي العلماء السبعة بعدم التحدث لأي وكالة إعلامية وأعطوا كل واحد منهم *٠٠٥١ دولار راتباً* شهرياً* لمدة *٠١ سنوات نظير عدم التحدث لأي جهة إعلامية وتم طبع كتاب بواسطة ملك النرويج ود.هيريدال تعدي *٠٠٥ صفحة مرفق بداخله جميع الصور الفوتوغرافية لأحداث الرحلة،* إلا أن هذا الكتاب تم إعدامه باستثناء نسخة واحدة التي هي بحوزة المخرج أحمد سرحان الذي حصل علي نسخة من كتاب آخر رصد الرحلة أيضاً* بالصور طبعته هيئة الأمم المتحدة وأهدت منه نسخة لكل عالم من العلماء السبعة،* وتظهر فيه صور التقطت لرحلة المركب من طائرات وصور التقطها مصور الرحلة وأهمها صور لاعتداء أسماك القرش علي المركب التي كادت أن تغرق وتفشل الرحلة لولا صمود الفريق وإعادة بناء المركب بعد تحطمها وفقدان مخزونهم من الطعام حيث بدأ المغامرون السبعة يأكلون الأسماك النيئة*.
* المركب في متحف نرويجي
* وأكد دي جبريل أن المركب الشراعي المصري الذي قام بالرحلة تم نقله إلي مدينة أوسلو بالنرويج،* حيث أنشئ متحف وضع فيه المركب وكذلك يتصدر مدخل المتحف سبعة تماثيل للعلماء السبعة*. أما سبب وجود هذا المركب في النرويج وليس مصر فهو أن النرويج هي التي أنفقت علي الرحلة التي كان قائدها دكتور ثور هيريدال* Dr. Thor Heyerdahl النرويجي الجنسية*. وقد سافر د.سرحان للتأكد من وجود المركب في النرويج وقام بتصويره بكاميرا* "هاند كام*" من داخل المتحف وضمن هذه المشاهد في فيلمه الجديد*.
الفيلم المتوقع أن يحدث ضجة في الأوساط السينمائية والتاريخية والآثارية لدي عرضه في الولايات المتحدة قريباً* تضمن شهادة بالصوت والصورة من اثنين من العلماء السبعة الذين قيل أنهم ماتوا وهما عبدالله دي جبريل،* والطبيب الأوكراني يوري سنوك تيتش* (طبيب الرحلة*) ويظهر الأخير في الفيلم متحدثاً* عن التفاصيل التي سبقت الرحلة وتكوين فريق المركب وكيف أن قائد الرحلة د.هيريدال جلب دي جبريل من تشاد لكونه متخصصاً* في صناعة هذه النوعية من المراكب المصنوعة من سيقان نبات البردي التي تم إحضارها من تشاد وهذا يؤكد* – حسب قول د.سرحان* – أن الفراعنة وصلوا إلي دول أفريقيا لجلب هذه النباتات التي كانت لها مواصفات خاصة تتحمل الرحلات البحرية القاسية*.
* اكتشاف مثلث الرعب*
دي جبريل ويوري تيتش حكيا في الفيلم الوثائقي تفاصيل الرحلة وما تعرضوا له من أهوال وحوادث مطابقة للصور الفوتوغرافية الواردة بالكتاب وللمادة الفيلمية التي صورها سينمائياً* مصور الرحلة الإيطالي كارلوا ماوري* Carlo Mauri الذي كان ضمن مجموعة السبعة وصور الرحلة لحظة بلحظة من خلال مركب مطاطي،* وبالمناسبة ينسب إلي هذه الرحلة وهؤلاء البحارة السبعة اكتشافهم لمثلث برمودا الشهير أو ما يعرف ب"مثلث الرعب*" حيث ظلوا ليلة كاملة يصطدمون فيما يشبه الحاجز الزجاجي،* وبعدها درس العلماء المتخصصون هذه الظاهرة*.
ومما يثير الشك حول الأجواء التي تمت فيها هذه الرحلة ومحاولات طمس نتائجها أو حتي الحديث عنها بأي حال فقد لقي اثنان من بين المغامرين السبعة حتفهم بعد انتهاء الرحلة*. الأول مصري الجنسية ويُدعي جورج سوريال وقيل أنه مات* غرقاً* في البحر الأحمر،* إلا أن مخرج الفيلم يري أن سوريال ربما قتل بعدما تحدث لإحدي القنوات التلفزيونية وقتذاك عن الرحلة،* وما يجعل لهذه الشكوك محلاً* من الإعراب أن جورج سوريال كان* "خبير* غطس*" وتلك كانت مهمته في الرحلة،* فكيف يموت* غطاس ماهر بالغرق*!
أما المغامر الثاني،* كما يقول د.سرحان،* فهو قائد الرحلة نفسه د.هيريال المتخصص في علم الآثار والحفريات والذي توفي بعد نحو* 4* سنوات فقط من الرحلة عن عمر يناهز الثانية والأربعين بما يثير الشك أيضاً* حول وفاته،* أما الخمسة المتبقون من فريق الرحلة فمازالوا علي قيد الحياة* (تخطوا حاجز السبعين عاماً*) وقد أعربوا عن استعدادهم للمجيء إلي مصر والحديث عن هذه الرحلة التاريخية بعدما كُممت أفواههم طوال هذه السنوات وأُجبروا علي عدم التطرق إليها بأي شكل*.
ويفسر د.أحمد سرحان سر التعتيم علي هذه الرحلة الناجحة بأن أمريكا لم تكن لتتباهي بأن دولة عربية مثل مصر وأجدادها الأوائل هم الذين اكتشفوها،* بينما باحثة إنجليزية في علم الجينات الوراثية حينما علمت بأمر هذا الموضوع ذهبت إلي بيرو وأجرت تحليلاً* لعينات من جينات السكان الأصليين لبيرو فوجدت تشابهاً* بين جيناتهم وجينات المصريين في صعيد مصر بنسبة *٠٩٪* وتلك حقيقة طبية قلما تتحقق ما يؤكد أن المصريين القدماء اكتشفوا الأمريكيتين وعاشوا فيها قبل آلاف السنين*.
اختفاء ملف الرحلة
ويكشف* "المخرج والباحث التاريخي*" أنه حينما انتهي من إعداد فيلم* "رحلة رع*" مُنع أمنياً* من عرضه في القنوات المصرية من دون إبداء أسباب،* كما أنه علم من الطبيب الأوكراني أن وزارة الثقافة المصرية كانت تتابع عن كثب هذه الرحلة وأنها أرسلت وقتذاك مجموعة من العمال والفنيين لمساعدة المغامرين السبعة فذهب د.سرحان إلي الوزارة للبحث عن ملف الرحلة فلم يجد سوي* غلاف المستندات فقط وصورة واحدة
التي تجمع فريق السبعة قبل تصنيع المركب في الهرم*.http://www.youtube.com/watch?v=P_QjH...layer_embedded
صاحب الفضل في اكتشاف أمريكا هو الرحالة الاسكتلندي المولود في إيطاليا كريستوفر كولومبس*. هذه المعلومة التاريخية تكاد تكون مؤكدة لاشك فيها ولا جدال،* لكن يبدو أنها مزيفة،* لأن هناك واقعة تاريخية عمرها نحو نصف قرن تشير إلي* غير ذلك وهي تجربة تمت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتابعتها لحظة بلحظة كبري دول العالم بما فيها الولايات المتحدة نفسها،* حيث تأكد أن أصحاب الفضل الحقيقيين في اكتشاف أمريكا هم الفراعنة المصريون وليس كريستوفر كولومبس*!
المفاجأة التي من المنتظر أن تغير قراءة التاريخ ومساره في اتجاه مغاير تماماً* فجرها المخرج السينمائي والباحث التاريخي د.أحمد سرحان الذي التقيته أخيراً* في مكتبه بحي الهرم*. ومعه بدأ الحديث الشيق يأخذني إلي عالم أشبه بالأساطير وحكايات الجدات عن زمن مضي بكل ما فيه من مفارقات وعجائب وأهوال في عرض البحر،* اقتفي أثرها ورصدها سرحان في فيلم تسجيلي مُدعم بالوثائق والصور الفوتوغرافية والسينمائية النادرة للغاية*.
شائعة يهودية*
يقول د.أحمد سرحان الحاصل علي جوائز عدة عن أفلام وثائقية أخري*: "رحلة رع*" هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي بدأت العمل فيه منذ عام *٦٠٠٢ كانت شرارة البداية عندما التقيت شخصاً* في أوكرانيا يُدعي يوري سنوك تيتش* Yori Senke Tech ويعمل طبيباً،* دار نقاش بيننا عرفت منه أنه كان ضمن مجموعة زارت مصر عام *٩٦٩١ وقابل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر،* حيث كان اليهود في فترتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي أشاعوا أن اليهود هم الذين بنوا الأهرامات وبعدها قالوا إن الفراعنة ليسوا مصريين وأن أصلهم من دولتي بيرو والمكسيك بأمريكا الجنوبية والدليل وجود أهرامات صغيرة اكتُشفت في هاتين الدولتين يرجع تاريخ بنائها إلي نحو *٢١ ألف عام،* أي أقدم تاريخياً* من أهرامات الجيزة،* علاوة علي بعض الجداريات التي تظهر عليها صورة لمركب يعبرون بها البحار والمحيطات تشبه مراكب الشمس عند الفراعنة لكن مصنوعة من نبات البردي،* وزعم اليهود مع هذه الاكتشافات أن الفراعنة عبروا المحيط الأطلنطي واكتشفوا أفريقيا ومصر وأقاموا حضارتهم فيها والتي جاءت* – تاريخياً* لاحقة علي الحضارة الأولي التي أنشأوها في بيرو والمكسيك بنحو *٥ آلاف عام*.
لم يهتم أحد بهذه الشائعة باستثناء ملك النرويج وقتذاك* "أولاف الخامس*" (حكم النرويج في الفترة من عام *٧٥٩١ حتي *١٩٩١م*) لأنه كان يعشق التاريخ المصري وقابل الرئيس عبدالناصر وقرر وقتذاك تشكيل مجموعة من سبعة علماء من جنسيات مختلفة ومختلفي الاختصاصات وأقاموا في فندق* "مينا هاوس*" استعداداً* للقيام برحلة بحرية خطيرة لإثبات ما إذا كان الفراعنة هم الذين اكتشفوا أمريكا أم لا*.
يقفز إلي ذهنك فوراً* أن ثمة شيئا قد انتزع من صفحات التاريخ،* إذ كيف تمت هذه التجربة الخطيرة في عهد الرئيس عبدالناصر وبالاتفاق مع ملك النرويج وتابعها العالم كله حتي نيكسون رئيس أمريكا وقتذاك دون أن نعلم شيئاً* عنها لا في الكتب الدراسية ولا حتي في كتب المغامرات*. نعم تسرب الشك إليّ* وأنا أسمع هذه الرواية من المخرج السينمائي قبل أن يقطع عليّ* طريق الارتياب ويدير جهاز الكمبيوتر الخاص به في وحدة المونتاج التي جري بداخلها اللقاء لأشاهد بعيني تفاصيل هذه الرحلة من واقع شريط سينمائي قديم سجل الرحلة التي بدأت في *٥٢ مايو *٩٦٩١ في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً* منذ لحظتها الأولي وحتي النهاية*. هنا فقط اطمأن قلبي وأدركت أنني بصدد المشاركة في الإعلان عن هذا الكشف العظيم الذي سيغير التاريخ،* وتدفق الحديث بيننا*.. يحكي د.سرحان تفاصيل الرحلة التي ضمنها فيلمه الجديد والدهشة هي الملمح الوحيد علي وجهي*.
* مركب فرعوني*
يستطرد د.سرحان القصة التي يحكيها نقلاً* عن الطبيب الأوكراني يوري سنوك تيتش الذي فهمت بعدها أنه كان أحد هؤلاء العلماء السبعة بل كان طبيب الرحلة*: بالفعل أقام العلماء السبعة أو ما يمكن تسميتهم بالبحارة أو المغامرين السبعة في* "مينا هاوس*" وأغلق عبدالناصر منطقة الهرم لمدة* 3* شهور حيث بدأ هناك تصنيع مركب شراعي خلف الهرم الأكبر بالمواصفات الفرعونية،* فكانت بطول* 15 متراً* وعرض* 5* أمتار وارتفاع *٣ أمتار وتكونت من سيقان البردي من دون وضع مسمار واحد فيها* (نظام التربيط*) واستغرق صنعها شهرين كاملين لتصبح بعدها جاهزة لتقل علي متنها سبعة خبراء لكل منهم مهمة محددة إلي جانب قرد شاركهم الرحلة ليكون بمثابة وسيلة استشعار للخطر قبل وقوعه،* كما تم تخصيص مكان علي المركب لوضع المواد الغذائية الكافية للرحلة ومنها *٠٤ بطة و*٠٢ أنبوب* غاز صغير لتسوية الطعام عليها*.
* استقبال حافل*
وقيل وقتها أن تهديدات وصلت إلي مصر لمنع هذه الرحلة،* وبناء عليه تم شحن المركب في سرية تامة إلي ميناء طنجة في المغرب،* وانطلقت الرحلة من ميناء طنجة علي البحر المتوسط ثم عبرت المحيط الأطلنطي واستغرقت *٧٥ يوماً* في المحيط إلي أن وصلت إلي ميناء بيرو وكان في استقبالها ملوك ورؤساء العالم وتم الاحتفاء بالبحارة السبعة في البيت الأبيض حيث استقبلهم الرئيس الأمريكي نيكسون بنفسه وكذلك أمين عام هيئة الأمم المتحدة وقتذاك قبل أن يعود الفريق إلي مصر ويقوم باستقبالهم عبدالناصر*. ويذكر أن كتاباً* طبع باللغة الفرنسية تضمن وقائع رحلة المركب المصرية وحصل كل واحد من المشاركين السبعة في الرحلة علي نسخة من الكتاب المزود بصور فوتوغرافية لتفاصيل السبعة والخمسين يوماً*.
* الهدف من الرحلة*
وكان الهدف من الرحلة هو إثبات أن الرحلة التي قام بها الفراعنة الأوائل تمت من الشرق إلي الغرب وليس العكس وبخاصة أن التيارات المائية في المحيط الأطلنطي حينما تمت دراستها ثبت أنها تسير من الأمريكتين إلي أفريقيا وبالتالي لا يمكن لمركب شراعي بسيط أن يعبر المحيط عكس التيار،* وكانت المبارة بين المركب الذي خرج من مصر وانطلق من ميناء طنجة في اتجاه بيرو وبين مركب أخري انطلقت من بيرو في الاتجاه المعاكس لكنها تحطمت
أثناء رحلتها*.
لكن كيف جمع مخرجنا السينمائي هذا الكم الكبير من المعلومات والوثائق والفيديوهات النادرة التي لم يسمع أحد عنها من قبل أو* – حسبما يقول* – جري تعتيم إعلامي حولها حتي لا يُقال أن القدماء المصريين هم أصحاب الفضل في اكتشاف أمريكا*.. الصدفة وحدها قادته إلي أحد البحارة السبعة دله علي طريقه الطبيب الأوكراني حيث قال له إن شخصاً* يُدعي عبدالله دي جبريل* Abdullah Djibrin كانت مهمته بين البحارة السبعة صيانة المركب وهو تشادي الجنسية لكنه مقيم في مصر بمنطقة حلمية الزيتون منذ انتهاء الرحلة*. ولم يُكذِّب د.سرحان خبراً* وخاض رحلة بحث عن الرجل الذي لا يعرف عنه سوي أنه رجل تشادي يتحدث* "عربي مكسر*" أسود البشرة طويل القامة عمره الآن تجاوز السبعين بقليل،* وبالفعل تمكن من الوصول ل"دي جبريل*" لينفتح أمامه كنز علي التاريخ ويبدأ مخرجنا في تسجيل القصة من أحد أبطالها بالصوت والصورة ويحصل علي نسخة من الكتاب الذي وثق الرحلة بتفاصيلها وأهوالها ويجهزها في فيلم وثائقي بعنوان* "رحلة رع*" سيشارك به في فعاليات مهرجان لوس أنجيلوس للأفلام الوثائقية بالولايات المتحدة*.
راتب شهري للصمت*!
ويحكي دي جبريل أن الرحلة حينما نجحت وتحدثت عنها العديد من الصحف حول العالم كتبت الصحف المصرية وقتذاك أن الرحلة فشلت وأن العلماء السبعة* غرقوا أثناء الرحلة*! لكن بالطبع هذا الكلام* غير حقيقي،* إذ يبدو* – حسب اعتقاد د.سرحان* – أن مصر تلقت تنبيهات وربما تعرض عبدالناصر لضغوط سياسية لعدم التحدث عن هذه التجربة بسبب أن الأمريكان لا يريدون القول بأن الفراعنة هم أصحاب الفضل في اكتشاف بلادهم وليس كريستوفر كولومبس*. ونظراً* لأن الإعلام لم يكن شهد ثورة في الفضائيات ولم تكن هناك وسائط ألكترونية لنقل الحدث فقد تم التعتيم بسهولة علي الرحلة ونجاحها،* ويؤكد دي جبريل أنه تم التنبيه علي العلماء السبعة بعدم التحدث لأي وكالة إعلامية وأعطوا كل واحد منهم *٠٠٥١ دولار راتباً* شهرياً* لمدة *٠١ سنوات نظير عدم التحدث لأي جهة إعلامية وتم طبع كتاب بواسطة ملك النرويج ود.هيريدال تعدي *٠٠٥ صفحة مرفق بداخله جميع الصور الفوتوغرافية لأحداث الرحلة،* إلا أن هذا الكتاب تم إعدامه باستثناء نسخة واحدة التي هي بحوزة المخرج أحمد سرحان الذي حصل علي نسخة من كتاب آخر رصد الرحلة أيضاً* بالصور طبعته هيئة الأمم المتحدة وأهدت منه نسخة لكل عالم من العلماء السبعة،* وتظهر فيه صور التقطت لرحلة المركب من طائرات وصور التقطها مصور الرحلة وأهمها صور لاعتداء أسماك القرش علي المركب التي كادت أن تغرق وتفشل الرحلة لولا صمود الفريق وإعادة بناء المركب بعد تحطمها وفقدان مخزونهم من الطعام حيث بدأ المغامرون السبعة يأكلون الأسماك النيئة*.
* المركب في متحف نرويجي
* وأكد دي جبريل أن المركب الشراعي المصري الذي قام بالرحلة تم نقله إلي مدينة أوسلو بالنرويج،* حيث أنشئ متحف وضع فيه المركب وكذلك يتصدر مدخل المتحف سبعة تماثيل للعلماء السبعة*. أما سبب وجود هذا المركب في النرويج وليس مصر فهو أن النرويج هي التي أنفقت علي الرحلة التي كان قائدها دكتور ثور هيريدال* Dr. Thor Heyerdahl النرويجي الجنسية*. وقد سافر د.سرحان للتأكد من وجود المركب في النرويج وقام بتصويره بكاميرا* "هاند كام*" من داخل المتحف وضمن هذه المشاهد في فيلمه الجديد*.
الفيلم المتوقع أن يحدث ضجة في الأوساط السينمائية والتاريخية والآثارية لدي عرضه في الولايات المتحدة قريباً* تضمن شهادة بالصوت والصورة من اثنين من العلماء السبعة الذين قيل أنهم ماتوا وهما عبدالله دي جبريل،* والطبيب الأوكراني يوري سنوك تيتش* (طبيب الرحلة*) ويظهر الأخير في الفيلم متحدثاً* عن التفاصيل التي سبقت الرحلة وتكوين فريق المركب وكيف أن قائد الرحلة د.هيريدال جلب دي جبريل من تشاد لكونه متخصصاً* في صناعة هذه النوعية من المراكب المصنوعة من سيقان نبات البردي التي تم إحضارها من تشاد وهذا يؤكد* – حسب قول د.سرحان* – أن الفراعنة وصلوا إلي دول أفريقيا لجلب هذه النباتات التي كانت لها مواصفات خاصة تتحمل الرحلات البحرية القاسية*.
* اكتشاف مثلث الرعب*
دي جبريل ويوري تيتش حكيا في الفيلم الوثائقي تفاصيل الرحلة وما تعرضوا له من أهوال وحوادث مطابقة للصور الفوتوغرافية الواردة بالكتاب وللمادة الفيلمية التي صورها سينمائياً* مصور الرحلة الإيطالي كارلوا ماوري* Carlo Mauri الذي كان ضمن مجموعة السبعة وصور الرحلة لحظة بلحظة من خلال مركب مطاطي،* وبالمناسبة ينسب إلي هذه الرحلة وهؤلاء البحارة السبعة اكتشافهم لمثلث برمودا الشهير أو ما يعرف ب"مثلث الرعب*" حيث ظلوا ليلة كاملة يصطدمون فيما يشبه الحاجز الزجاجي،* وبعدها درس العلماء المتخصصون هذه الظاهرة*.
ومما يثير الشك حول الأجواء التي تمت فيها هذه الرحلة ومحاولات طمس نتائجها أو حتي الحديث عنها بأي حال فقد لقي اثنان من بين المغامرين السبعة حتفهم بعد انتهاء الرحلة*. الأول مصري الجنسية ويُدعي جورج سوريال وقيل أنه مات* غرقاً* في البحر الأحمر،* إلا أن مخرج الفيلم يري أن سوريال ربما قتل بعدما تحدث لإحدي القنوات التلفزيونية وقتذاك عن الرحلة،* وما يجعل لهذه الشكوك محلاً* من الإعراب أن جورج سوريال كان* "خبير* غطس*" وتلك كانت مهمته في الرحلة،* فكيف يموت* غطاس ماهر بالغرق*!
أما المغامر الثاني،* كما يقول د.سرحان،* فهو قائد الرحلة نفسه د.هيريال المتخصص في علم الآثار والحفريات والذي توفي بعد نحو* 4* سنوات فقط من الرحلة عن عمر يناهز الثانية والأربعين بما يثير الشك أيضاً* حول وفاته،* أما الخمسة المتبقون من فريق الرحلة فمازالوا علي قيد الحياة* (تخطوا حاجز السبعين عاماً*) وقد أعربوا عن استعدادهم للمجيء إلي مصر والحديث عن هذه الرحلة التاريخية بعدما كُممت أفواههم طوال هذه السنوات وأُجبروا علي عدم التطرق إليها بأي شكل*.
ويفسر د.أحمد سرحان سر التعتيم علي هذه الرحلة الناجحة بأن أمريكا لم تكن لتتباهي بأن دولة عربية مثل مصر وأجدادها الأوائل هم الذين اكتشفوها،* بينما باحثة إنجليزية في علم الجينات الوراثية حينما علمت بأمر هذا الموضوع ذهبت إلي بيرو وأجرت تحليلاً* لعينات من جينات السكان الأصليين لبيرو فوجدت تشابهاً* بين جيناتهم وجينات المصريين في صعيد مصر بنسبة *٠٩٪* وتلك حقيقة طبية قلما تتحقق ما يؤكد أن المصريين القدماء اكتشفوا الأمريكيتين وعاشوا فيها قبل آلاف السنين*.
اختفاء ملف الرحلة
ويكشف* "المخرج والباحث التاريخي*" أنه حينما انتهي من إعداد فيلم* "رحلة رع*" مُنع أمنياً* من عرضه في القنوات المصرية من دون إبداء أسباب،* كما أنه علم من الطبيب الأوكراني أن وزارة الثقافة المصرية كانت تتابع عن كثب هذه الرحلة وأنها أرسلت وقتذاك مجموعة من العمال والفنيين لمساعدة المغامرين السبعة فذهب د.سرحان إلي الوزارة للبحث عن ملف الرحلة فلم يجد سوي* غلاف المستندات فقط وصورة واحدة
التي تجمع فريق السبعة قبل تصنيع المركب في الهرم*.http://www.youtube.com/watch?v=P_QjH...layer_embedded