حديث المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية
حول بعض جوانب حرب أكتوبر
القاهرة
جريدة "الأهرام" في 14 أكتوبر 1974
في الواقع وأنا في الخارج للعلاج قابلت كتاباً وصحفيين منهم رؤساء تحرير صحف عربية واطلعت على كتب لا حصر لها نشرت عن المعركة باللغات الأجنبية.. كما لاحظت أن الوفود التي تصلنا اليوم بدأ تفكيرها يأخذ اتجاهاً معيناً بسبب الكتب التي تصدر محرفة من الغرب وغير الدقيقة في تناولها للحقائق، كل هذه الأشياء أدت بنا أن نفكر ونبحث هل هناك خطأ ما تسبب في ذلك.. هل خطأ القوات المسلحة أم خطأ الصحافة؟ المطلوب الآن أن يعرف العالم المعركة حقيقتها إيه.. لا نذكر غير الحقائق لا نريد قلب الأوضاع.. لقد دخلنا معركة سياسية وعسكرية واقتصادية وبذلنا جهداً.. فكيف يصل صوتنا إلى العالم وهذا هو موضوع حديثي معكم.. كيف يصل صوت مصر، صوت الحق إلى الخارج.. الحقيقة أي صحفي يصل مصر أقابله ويزور أرض المعركة ويقتنع ولست أعرف ما يكتبه عن المعركة بعد سفره.
لقد لاحظت أن هناك رؤساء تحرير عرباً ليس لديهم المعلومات الحقيقية عن القوات المسلحة.. لم يزود بأي معلومات، هناك كتب كثيرة صدرت عن المعركة ولم تترجم لكي توجه للخارج لكي تعرف الحقيقة الكاملة المشرفة.
لقد طبقنا مبادئ الحرب وخططنا للمعركة وللأسف كان هناك مؤتمر دولي لدراسة النتائج العسكرية والسياسية للمعركة وكانت مصر غائبة عن المؤتمر.
كان تقدير خبراء الاستراتيجية بأن مصر وسوريا لا مجتمعين ولا منفردين لن يقوما بحرب وكان اعتمادهم في ذلك على المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية.. وكان تقديرهم أن أي حشد عربي سيقضى عليه وسيتم تدميره في الوقت المناسب عن طريق التصوير الجوي والأقمار الصناعية.
لقد بنى العدو تفوقه في القوات الجوية وفي المدرعات على أساس عدم استطاعة مصر ولا سورية التفوق عليه في هذا المجال.
بالنسبة لعبور المانع المائي وخط بارليف كان صعباً جداً لوجود 30 نقطة قويه ثابتة على طول الجبهة في الضفة الشرقية. ولقد كنا ندرس هذه الصعوبات منذ 7 سنوات وفي الجبهة الشمالية قام العدو بحفر خنادق عميقة ضد الدبابات في أرض صخرية.. وكان تقدير العدو أنه بتفوقه في الدبابات يمكنه أن يقضي بها على أي قوة تقتحم خط بارليف.. ليس هذا فقط بل كان فيه كباري ومعابر لدباباتنا وكل هذه الأشياء كانت في تفكير العدو.. لتوضح أن حربنا كانت فريدة في نوعها ولن تتكرر بعد ذلك.
لا أنكر أن العدو كان متفوقاً في مجال الإليكترونيات وكانت هذه مشكلة تواجهنا. وكانت معنويات القوات المسلحة الإسرائيلية عالية جداً خاصة بعد هزيمة 67 احتاج ذلك إلى مجهود كبير لرفع معنويات قواتنا.. وانقلب الحال تماماً بعد الحرب وأصبحت الآن معنويات الجندي المصري مختلفة تماماً عنه قبل ذلك.
كانت أمريكا وروسيا لا تريدان معركة ومن هنا فإن حالة اللاسلم واللاحرب في اعتقاد الجميع ستستمر لأن لا مصر ولا سورية قادرتان على القتال.
كان هذا التقدير من ناحية التحليل العلمي في نظر خبراء الاستراتيجية على صواب أما من الناحية النفسية ودراسة الشخصية المصرية وطبيعة المقاتل المصري فكان تقديراً خاطئاً لأن هذه الأشياء لم تكن في حساباتهم.
بعد ذلك بدأنا والزملاء القادة عمل تقدير موقف للحرب لأن قرار الرئيس السادات كان قراراً نهائياً لا رجعة فيه التمهيد السياسي كان كاملاً رغم أننا الذين بدأنا بالحرب ومن هنا بدأنا نعرف كيف ندخل المعركة.. كانت هناك صعوبات..
درسنا جميع الاعتبارات وجميع الاحتمالات وبدأنا بأسلوب علمي وتفكير منطقي سليم تفكير متحرر متطور. بدأنا بنقط الضعف ونقط القوة في العدو كان أول مبدأ من مبادئ الحرب هو عنصر المفاجأة سواء كانت استراتيجية أو تكتيكية أو تعبوية برغم أن المخابرات الإسرائيلية قوية جداً وفي الواقع فقد كانت المخابرات العسكرية المصرية على المستوى المطلوب وكانت بارعة وناجحة حتى أثناء المعركة.
والمقصود بالمفاجأة الاستراتيجية هي كيف نحمي نية الهجوم واتجاهاته وفي المفاجأة التعبوية كنا ناجحين جداً فيها وللتدليل على ذلك فقد سألت مسؤولاً أمريكيا كبيراً متى علمتم في واشنطن بالهجوم على إسرائيل فكان رده علمنا الساعة الثانية ظهر يوم 6 أكتوبر حتى إسرائيل نفسها تقول أنها علمت صباح 6 أكتوبر والحقيقة هذا الشيء فخر كبير لنا.. فقد تحققت المفاجأة تحقيقاً كاملاً لأن المفاجأة هي نصف النجاح في المعركة. إن الكلام عن المفاجأة يستحق كتاباً.
في الواقع عندما كنا نخطط للمفاجأة كنا نخطط للهجوم في توقيت واحد لكي نخفي نوايانا.. والحقيقة لقد اشتركت في تنفيذ خطة المفاجأة مع القوات المسلحة بجهد وبتصرف وبذكاء وبعلم وزارتي الخارجية والإعلام.
هناك مبدأ من مبادئ الاستراتيجية وهو مبدأ اختيار اتجاه الهجوم والضربة وحشد القوة ويقوم المبدأ على تركيز كل الجهد على نقطة أو قطاع صغير على خط المواجهة مع العدو. وكان هدفنا التمويه على العدو حتى لا يعرف اتجاه الضربة الرئيسية إلا بعد العبور مما أدى إلى تشتيت جهده الجوي وانتشار قواته على طول الجبهة. في الضربة الرئيسية التي اشتركت 200 طيارة من مصر، 100 من سورية في الضربة الرئيسية وكانت فوق الهدف المحدد في الساعة الثانية وخمس دقائق تماماً على الجبهتين.
حشدنا أكبر كمية من المدفعية 2000 مدفع في مصر، 1000 مدفع في سورية، وكانوا بيضربوا في وقت واحد.. كان تقديرنا خلال التمهيد الأولي للمدفعية وبالتحديد في الساعة الثانية والثلث يوم 6 أكتوبر أن خسائر العدو وصلت إلى 3000 قتيل غير الجرحى.
وأذكر أن الفريق ذكري قائد البحرية طلبني خلال الحرب ليلاً وقال إن قواتنا البحرية في البحر معرضة للهجوم الجوي وسألت الفريق حسني مبارك قائد القوات الجوية عن الموقف فقال إن الطيارين قاموا حتى الآن بست طلعات ورغم ذلك فهم على استعداد أن يقوموا بطلعة سابعة للدفاع عن القوات البحرية كل هذا يوضح أن المعركة دارت بشكل يدعو إلى الإعجاب.
أذكر أيضاً أننا قمنا بعملية لتطوير الهجوم من أجل التخفيف عن سورية. كان فيه قوات جوية لنا اشتركت مع سورية ولكي أكون صريحاً أكثر فلا أذيع سراً إذا قلت أنه بعد وقف إطلاق النار حدث اختلاف في وجهات النظر بيننا وبين سورية بسبب قبولنا وقف إطلاق النار وتفسيرنا لذلك وقتها كان سوء ظن.
هناك مبدأ آخر هو السيطرة على الموقف في الحقيقة لم أفقد ولو للحظة واحدة السيطرة على القوات فقد كنت أتصل بجميع القادة في الجبهة. فلم تمر دقيقة واحدة دون الاتصال.
بالنسبة للاحتياطيات.. كان فيه احتياطي عندنا أثناء وجود الثغرة.. كان فيه فرقة مدرعة كاملة في الغرب بجانب 4 فرق أخرى حول الثغرة.
وبالنسبة للإمداد والتموين كان عندنا تموين كامل من البترول والذخيرة والتعيينات تكفي ثلاثة شهور ولم يحدث أي خلل.
وبالنسبة لتغطية الأهداف الحيوية في عمق مصر فقد قام الدفاع الجوي بدوره كاملاً. وفي السنة الأخيرة قبل الهجوم مباشرة فإن القوات المسلحة لم يهدأ لها بال من حيث التدريب.
الواقع أن حرب أكتوبر قلبت العالم كله على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي.. العالم يدرس الآن نتائج الحرب ونحن غائبون، هناك دروس جديدة استفاد العالم منها:
إن الدفاع يمكن اختراقه مهما كان حصيناً والدليل على ذلك مانع قناة السويس وخط بارليف. إن القوات الجوية لم تعد عامل الحسم في أي معركة والدليل أنه تم تحييدها تماماً في المعركة. وضوح أهمية المشاة، بعد تدمير دبابات العدو بالصواريخ.. هناك دول أوقفت إنتاج الدبابات لحين الاستقرار على رأي نهائي في هذا الشأن. أدركت إسرائيل أهمية المدفعية فقد ركزت مؤخراً على المدفعية في تنظيم قواتها وهذا يعد تطوراً من التطورات التي حدثت في إسرائيل.
هناك مناقشات جارية في جميع المعاهد الاستراتيجية من حيث الاهتمام بالكم أو الكيف في تسليح الجيوش.
ودارت مناقشات واسعة للرد على كل التساؤلات.
- سؤال: عن الموقف العسكري الحالي وما هي احتمالاته المستقبلة ومدى استعداد قواتنا لخوض حرب جديدة خاصة وأنه لم يتم استيعاضنا لبعض الأسلحة.
- المشير: بتحليلنا للموقف العسكري اليوم فإن الحرب لم تنته المعركة التي تمت جزء من المهمة الأساسية، لم يملكنا زهو ولا غرور رغم التضحيات التي قدمتها قواتنا.
فمنذ وقف إطلاق النار بدأنا نستفيد من الدروس المستفادة من المعركة، وبدأنا في تنظيم قواتنا وصيانة معداتها بدأنا في التخطيط للمرحلة المقبلة على أساس أنه لو اعتدى علينا ما هو الدرس الذي سنلقنه للعدو.. وتجهيز مسرح العمليات مستمر.. كما أن التدريب مستمر ليلاً ونهاراً في الجبهة كما لو أن المعركة ستقوم باكراً.
أستطيع أن أطمئنكم أن القوات المسلحة بخير.. وهناك احتمالان للموقف احتمال اعتداء إسرائيل علينا حتى تدخل مؤتمر جنيف من مركز القوة لكننا حذرون ولن نفاجأ، الاحتمال الثاني قد تصدر لنا الأوامر بأن نستأنف القتال إذا لم تنجح الجهود السياسية.
أما بالنسبة لعدم استيعاض بعض الأسلحة.. حقيقي هناك أنواع من الأسلحة لم تستعيض ولكن هناك أسلحة كافية والعرض العسكري في 5 يونيه هذا العام يؤكد ذلك والعمل لاستعواض أنواع معينة من الأسلحة جار دراسة ما تأخذه إسرائيل الاستيعاض يتوقف على ظروف معينة. والسلاح يمكن الحصول عليه من أي مكان كما قال السيد الرئيس.
- سؤال: حول التصنيع الحربي وتطورات الخطة التي وضعت في هذا الصدد؟
- المشير: في الواقع لقد قامت المصانع الحربية بدور كبير جداً أثناء الحرب.. أمدت قواتنا بالذخيرة الكافية أننا نسير الآن في طريق تطوير تصنيع الأسلحة بجانب اشتراكنا مع الدول العربية في التصنيع العسكري.
أننا من داخل القوات المسلحة وفي الدفاع الجوي مثلاً نضع تعديلات على الأسلحة القديمة ونطورها لتحل محل الأسلحة الجديدة. نشتري الإلكترونيات من الدول الغربية وقبل المعركة وحتى أثناءها كانت تصلنا أجهزة الإعاقة الإلكترونية والإنارة الليلية والإشارة وخلافها.
- سؤال: عن الخسائر الحقيقية للعدو هل هي 18 ألف قتيل و 29 ألف جريح وما هو الرقم الصحيح؟
- المشير: إسرائيل تقول أن خسائرها 18 ألف قتيل وجريح وتقديراتنا 10 آلاف قتيل، 20 ألف جريح.
وقد قرأت مؤخراً في أحد الكتب أن السفير الإسرائيلي في واشنطن قال لكيسنجر بعد 3 أيام من المعركة أن خسائر إسرائيل 75 فانتوم، 1000 قتيل يوميا.
الفريق محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي.. أشار إلى خسائر إسرائيل في القوات الجوية وقال أنه طبقاً للروايات الغربية فإن خسائرها تتراوح ما بين 180، 200 طيارة وطبقاً للتقديرات العربية فهي ما بين 200، 280 طيارة. والمهم ليست الأرقام ولكن الشيء الذي يجب معرفته هو أنه يكفينا أنه تم تحييد القوات الجوية الإسرائيلية.
- سؤال: عن المسؤولين عن هزيمة 67؟
- المشير: كان هناك خطأ في عام 67 وقعنا فيه، أمر الانسحاب صدر مبكراً وسريعاً لقوات كبيرة كانت في ظروف كان من الممكن أن تستمر ولكن مع تفوق العدو الجوي على طرق محددة في سيناء كانت عليها قواتنا.. المهم الآن أننا في 6 أكتوبر عوضنا خطأ 67 وقد وقع العدو نفسه في نفس الخطأ.
- سؤال ما مدى فعالية تزويد أمريكا لإسرائيل بالسلاح وما تأثيره على موقفنا العسكري؟
المشير: أمريكا زودت إسرائيل وعوضتها ولكنها تعوض إسرائيل بحساب ولكننا لن نسكت على هذا وأننا لا يمكن أن نعطيها الفرصة لتتمكن منها، المهم أنه جار العمل لاستكمال المهام المطلوبة من القوات المسلحة.
- سؤال: عن شكل العمليات المقبلة إذا دخلنا حرباً أخرى؟
- المشير: ستكون هذه العمليات بشكل آخر وبمفاجأة أخرى وبتكتيك آخر وبتخطيط آخر كله متطور الخطة السابقة تشرف مصر والخطة الجديدة ستشرف مصر لأن الاثنتين وضعتا بأيد مصرية مائة في المائة.
- سؤال: عن الثغرة وهل كانت محاولة العبور للضفة الغربية أول محاولة أم سبقتها محاولات أخرى؟
- اللواء سعد مأمون مساعد وزير الحربية: الواقع أنه في تخطيط القوات المسلحة لم يفتها مطلقاً احتمال عبور العدو للغرب وكان أول تقدير أنه من المحتمل قيام العدو بضربة إجهاض بما فيها عبور قواته فقد ركز العدو جهده حول الجيش الثاني فقد ركز من يوم 6 أكتوبر حتى يوم 13 أكتوبر بـ 26 هجوماً مضاداً ضد الجيش الثاني منها هجمات مضادة بنسبة 100 إلى 150 دبابة.
ومن تحليلي للهجمات على الجيش الثاني كانت أول هجمة مضادة شمال القنطرة وكان هدفها الوصول إلى الغرب لضرب بورسعيد.. كان الاتجاه التعبوي الثاني في اتجاه الفردان لقطع إمداد الجيش الثاني شمالاً وجنوباً من شمال ترعة الإسماعيلية أي جنوب بورسعيد، ثم قام بهجمات مضادة أخرى في اتجاه سرابيوم في اتجاه طوسون كانت تهدف إلى الوصول إلى المعابر الرئيسية لقواتنا على القناة.
لقد حاول العدو أمام 5 فرق على امتداد 175 كم تركيز جميع جهوده في منطقة الدفرسوار ولكن بعد قتال شرس لمدة 7 أيام.. أنشأ رأس كوبري لا يزيد حجمه عن حجم رأس شاطئ من رؤوس شواطئ في قطاعي الجيشين الثاني والثالث.. انتهز العدو الفرصة لقطع طرق إمداد فرقتين كان العدو محاطاً بخمس فرق منها، فرقتان مدرعتان وثلاث فرق ميكانيكية علاوة على احتياطي القيادة العامة، وبمقارنة القوات فقد كانت في صالحنا إلى الحد الذي أفزع العدو كانت النسبة 3 : 1 بالنسبة للأفراد، بالنسبة للمدرعات 6 : 1 لقد حدثت ضد العدو حرب فعلية في الثغرة فقد وقعت 439 عملية عسكرية من 13 أكتوبر حتى 18 يناير يوم توقيع اتفاقية الفصل بين القوات.
وكانت خسائر العدو طبقاً لبياناته 11 طائرة، 46 دبابة، 36 بلدوزر ومعدة هندسية، إغراق زورق بحري، إسكات بطاريات.
- سؤال: هل هناك أسلحة ذرية لدى إسرائيل وهل هناك احتمال لاستعمالها؟
- المشير: هناك معلومات أن إسرائيل تحاول إنتاج أسلحة لاستعمالها، وطبقاً للمعلومات التي تصل إلينا أنه خلال سنة أو سنتين تستطيع إسرائيل صنع قنبلتين أو ثلاث بالمقياس العادي 25 كيلوطن.. ولكن السؤال هل سيسمح العالم باستعمال السلاح الذري لا أعرف كل ذلك يتوقف على الموازين الدولية. ولكن المهم أنه حتى الآن لا توجد لدى إسرائيل أي قنبلة جاهزة للاستعمال.
- سؤال: عن سبب عدم نشر بطولات قواتنا في الحرب بالكامل حتى تأخذ حقها الكامل من الدراسة.
- العميد نبيل شكري قائد قوات الصاعقة.
الحقيقة أن حرب أكتوبر مليئة بالبطولات التي صنعت انتصارنا. وإن مقاتل الصاعقة لعب دوراً هاماً في مقدمة هذه البطولات خلف أو أمام العدو لأنه يقاتل في ظروف صعبة وبتتبعنا للعمليات على المحور الشمالي شرق نقطة بورفؤاد كان لدينا قوة هناك استمرت تقاتل يومين على شريط ضيق عرضه 150 متر ومكشوف.
وكان هدف القوة أن تتعاون مع القوة البرية التي تتقدم من بورفؤاد للاستيلاء عليها ولظروف حدثت أثناء القتال ولكن وحدة الصاعقة ظلت في هذا المكان تقاتل ودمرت 8 دبابات كانت متجهة إلى النقطة وفشل العدو وتكبد خسائر فادحة من وحدة الصاعقة التي كان يقودها ملازم أول.
وكان الأستاذ عبد المنعم الصاوي قد بدأ الندوة بكلمة حيا فيها باسم كل الكتاب والصحفيين المصريين بل وباسم الكتاب والصحفيين العرب المؤمنين بقضية الإنسان أستطيع اليوم أن أحيي قائدنا الأعلى الرئيس السادات تقديراً لإصداره قرار الحرب التاريخي.. وتحية خالصة إلى قائد الأبطال المشير إسماعيل والصفوة الشامخة من القادة الذين عبروا بمصر إلى انتصارات ستتلوها انتصارات أخرى متوالية حتى تستعيد مصر مكانتها الحقيقية تحت السطح.
لقد كان الصحفيون منذ إطلاق الشرارة كتيبة واحدة وأصدروا جريدة يومية من نقابتهم كانت موجهة إلى المقاتل في الميدان الذي عبر أكبر مانع مائي في التاريخ.. سجلنا ما كنا نشعر به في صحيفة يومية.. وباسم كل الصحفيين أهدي هذه الصحيفة إلى المشير إسماعيل لتكون دليلاً على أن الصحفيين المصريين سيكونون أبداً درع القوات المسلحة من أجل مصر وتاريخ مصر.
المصدر
http://www.portsaid.gov.eg/Forum2.aspx?g=posts&t=750
حول بعض جوانب حرب أكتوبر
القاهرة
جريدة "الأهرام" في 14 أكتوبر 1974
في الواقع وأنا في الخارج للعلاج قابلت كتاباً وصحفيين منهم رؤساء تحرير صحف عربية واطلعت على كتب لا حصر لها نشرت عن المعركة باللغات الأجنبية.. كما لاحظت أن الوفود التي تصلنا اليوم بدأ تفكيرها يأخذ اتجاهاً معيناً بسبب الكتب التي تصدر محرفة من الغرب وغير الدقيقة في تناولها للحقائق، كل هذه الأشياء أدت بنا أن نفكر ونبحث هل هناك خطأ ما تسبب في ذلك.. هل خطأ القوات المسلحة أم خطأ الصحافة؟ المطلوب الآن أن يعرف العالم المعركة حقيقتها إيه.. لا نذكر غير الحقائق لا نريد قلب الأوضاع.. لقد دخلنا معركة سياسية وعسكرية واقتصادية وبذلنا جهداً.. فكيف يصل صوتنا إلى العالم وهذا هو موضوع حديثي معكم.. كيف يصل صوت مصر، صوت الحق إلى الخارج.. الحقيقة أي صحفي يصل مصر أقابله ويزور أرض المعركة ويقتنع ولست أعرف ما يكتبه عن المعركة بعد سفره.
لقد لاحظت أن هناك رؤساء تحرير عرباً ليس لديهم المعلومات الحقيقية عن القوات المسلحة.. لم يزود بأي معلومات، هناك كتب كثيرة صدرت عن المعركة ولم تترجم لكي توجه للخارج لكي تعرف الحقيقة الكاملة المشرفة.
لقد طبقنا مبادئ الحرب وخططنا للمعركة وللأسف كان هناك مؤتمر دولي لدراسة النتائج العسكرية والسياسية للمعركة وكانت مصر غائبة عن المؤتمر.
كان تقدير خبراء الاستراتيجية بأن مصر وسوريا لا مجتمعين ولا منفردين لن يقوما بحرب وكان اعتمادهم في ذلك على المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية.. وكان تقديرهم أن أي حشد عربي سيقضى عليه وسيتم تدميره في الوقت المناسب عن طريق التصوير الجوي والأقمار الصناعية.
لقد بنى العدو تفوقه في القوات الجوية وفي المدرعات على أساس عدم استطاعة مصر ولا سورية التفوق عليه في هذا المجال.
بالنسبة لعبور المانع المائي وخط بارليف كان صعباً جداً لوجود 30 نقطة قويه ثابتة على طول الجبهة في الضفة الشرقية. ولقد كنا ندرس هذه الصعوبات منذ 7 سنوات وفي الجبهة الشمالية قام العدو بحفر خنادق عميقة ضد الدبابات في أرض صخرية.. وكان تقدير العدو أنه بتفوقه في الدبابات يمكنه أن يقضي بها على أي قوة تقتحم خط بارليف.. ليس هذا فقط بل كان فيه كباري ومعابر لدباباتنا وكل هذه الأشياء كانت في تفكير العدو.. لتوضح أن حربنا كانت فريدة في نوعها ولن تتكرر بعد ذلك.
لا أنكر أن العدو كان متفوقاً في مجال الإليكترونيات وكانت هذه مشكلة تواجهنا. وكانت معنويات القوات المسلحة الإسرائيلية عالية جداً خاصة بعد هزيمة 67 احتاج ذلك إلى مجهود كبير لرفع معنويات قواتنا.. وانقلب الحال تماماً بعد الحرب وأصبحت الآن معنويات الجندي المصري مختلفة تماماً عنه قبل ذلك.
كانت أمريكا وروسيا لا تريدان معركة ومن هنا فإن حالة اللاسلم واللاحرب في اعتقاد الجميع ستستمر لأن لا مصر ولا سورية قادرتان على القتال.
كان هذا التقدير من ناحية التحليل العلمي في نظر خبراء الاستراتيجية على صواب أما من الناحية النفسية ودراسة الشخصية المصرية وطبيعة المقاتل المصري فكان تقديراً خاطئاً لأن هذه الأشياء لم تكن في حساباتهم.
بعد ذلك بدأنا والزملاء القادة عمل تقدير موقف للحرب لأن قرار الرئيس السادات كان قراراً نهائياً لا رجعة فيه التمهيد السياسي كان كاملاً رغم أننا الذين بدأنا بالحرب ومن هنا بدأنا نعرف كيف ندخل المعركة.. كانت هناك صعوبات..
درسنا جميع الاعتبارات وجميع الاحتمالات وبدأنا بأسلوب علمي وتفكير منطقي سليم تفكير متحرر متطور. بدأنا بنقط الضعف ونقط القوة في العدو كان أول مبدأ من مبادئ الحرب هو عنصر المفاجأة سواء كانت استراتيجية أو تكتيكية أو تعبوية برغم أن المخابرات الإسرائيلية قوية جداً وفي الواقع فقد كانت المخابرات العسكرية المصرية على المستوى المطلوب وكانت بارعة وناجحة حتى أثناء المعركة.
والمقصود بالمفاجأة الاستراتيجية هي كيف نحمي نية الهجوم واتجاهاته وفي المفاجأة التعبوية كنا ناجحين جداً فيها وللتدليل على ذلك فقد سألت مسؤولاً أمريكيا كبيراً متى علمتم في واشنطن بالهجوم على إسرائيل فكان رده علمنا الساعة الثانية ظهر يوم 6 أكتوبر حتى إسرائيل نفسها تقول أنها علمت صباح 6 أكتوبر والحقيقة هذا الشيء فخر كبير لنا.. فقد تحققت المفاجأة تحقيقاً كاملاً لأن المفاجأة هي نصف النجاح في المعركة. إن الكلام عن المفاجأة يستحق كتاباً.
في الواقع عندما كنا نخطط للمفاجأة كنا نخطط للهجوم في توقيت واحد لكي نخفي نوايانا.. والحقيقة لقد اشتركت في تنفيذ خطة المفاجأة مع القوات المسلحة بجهد وبتصرف وبذكاء وبعلم وزارتي الخارجية والإعلام.
هناك مبدأ من مبادئ الاستراتيجية وهو مبدأ اختيار اتجاه الهجوم والضربة وحشد القوة ويقوم المبدأ على تركيز كل الجهد على نقطة أو قطاع صغير على خط المواجهة مع العدو. وكان هدفنا التمويه على العدو حتى لا يعرف اتجاه الضربة الرئيسية إلا بعد العبور مما أدى إلى تشتيت جهده الجوي وانتشار قواته على طول الجبهة. في الضربة الرئيسية التي اشتركت 200 طيارة من مصر، 100 من سورية في الضربة الرئيسية وكانت فوق الهدف المحدد في الساعة الثانية وخمس دقائق تماماً على الجبهتين.
حشدنا أكبر كمية من المدفعية 2000 مدفع في مصر، 1000 مدفع في سورية، وكانوا بيضربوا في وقت واحد.. كان تقديرنا خلال التمهيد الأولي للمدفعية وبالتحديد في الساعة الثانية والثلث يوم 6 أكتوبر أن خسائر العدو وصلت إلى 3000 قتيل غير الجرحى.
وأذكر أن الفريق ذكري قائد البحرية طلبني خلال الحرب ليلاً وقال إن قواتنا البحرية في البحر معرضة للهجوم الجوي وسألت الفريق حسني مبارك قائد القوات الجوية عن الموقف فقال إن الطيارين قاموا حتى الآن بست طلعات ورغم ذلك فهم على استعداد أن يقوموا بطلعة سابعة للدفاع عن القوات البحرية كل هذا يوضح أن المعركة دارت بشكل يدعو إلى الإعجاب.
أذكر أيضاً أننا قمنا بعملية لتطوير الهجوم من أجل التخفيف عن سورية. كان فيه قوات جوية لنا اشتركت مع سورية ولكي أكون صريحاً أكثر فلا أذيع سراً إذا قلت أنه بعد وقف إطلاق النار حدث اختلاف في وجهات النظر بيننا وبين سورية بسبب قبولنا وقف إطلاق النار وتفسيرنا لذلك وقتها كان سوء ظن.
هناك مبدأ آخر هو السيطرة على الموقف في الحقيقة لم أفقد ولو للحظة واحدة السيطرة على القوات فقد كنت أتصل بجميع القادة في الجبهة. فلم تمر دقيقة واحدة دون الاتصال.
بالنسبة للاحتياطيات.. كان فيه احتياطي عندنا أثناء وجود الثغرة.. كان فيه فرقة مدرعة كاملة في الغرب بجانب 4 فرق أخرى حول الثغرة.
وبالنسبة للإمداد والتموين كان عندنا تموين كامل من البترول والذخيرة والتعيينات تكفي ثلاثة شهور ولم يحدث أي خلل.
وبالنسبة لتغطية الأهداف الحيوية في عمق مصر فقد قام الدفاع الجوي بدوره كاملاً. وفي السنة الأخيرة قبل الهجوم مباشرة فإن القوات المسلحة لم يهدأ لها بال من حيث التدريب.
الواقع أن حرب أكتوبر قلبت العالم كله على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي.. العالم يدرس الآن نتائج الحرب ونحن غائبون، هناك دروس جديدة استفاد العالم منها:
إن الدفاع يمكن اختراقه مهما كان حصيناً والدليل على ذلك مانع قناة السويس وخط بارليف. إن القوات الجوية لم تعد عامل الحسم في أي معركة والدليل أنه تم تحييدها تماماً في المعركة. وضوح أهمية المشاة، بعد تدمير دبابات العدو بالصواريخ.. هناك دول أوقفت إنتاج الدبابات لحين الاستقرار على رأي نهائي في هذا الشأن. أدركت إسرائيل أهمية المدفعية فقد ركزت مؤخراً على المدفعية في تنظيم قواتها وهذا يعد تطوراً من التطورات التي حدثت في إسرائيل.
هناك مناقشات جارية في جميع المعاهد الاستراتيجية من حيث الاهتمام بالكم أو الكيف في تسليح الجيوش.
ودارت مناقشات واسعة للرد على كل التساؤلات.
- سؤال: عن الموقف العسكري الحالي وما هي احتمالاته المستقبلة ومدى استعداد قواتنا لخوض حرب جديدة خاصة وأنه لم يتم استيعاضنا لبعض الأسلحة.
- المشير: بتحليلنا للموقف العسكري اليوم فإن الحرب لم تنته المعركة التي تمت جزء من المهمة الأساسية، لم يملكنا زهو ولا غرور رغم التضحيات التي قدمتها قواتنا.
فمنذ وقف إطلاق النار بدأنا نستفيد من الدروس المستفادة من المعركة، وبدأنا في تنظيم قواتنا وصيانة معداتها بدأنا في التخطيط للمرحلة المقبلة على أساس أنه لو اعتدى علينا ما هو الدرس الذي سنلقنه للعدو.. وتجهيز مسرح العمليات مستمر.. كما أن التدريب مستمر ليلاً ونهاراً في الجبهة كما لو أن المعركة ستقوم باكراً.
أستطيع أن أطمئنكم أن القوات المسلحة بخير.. وهناك احتمالان للموقف احتمال اعتداء إسرائيل علينا حتى تدخل مؤتمر جنيف من مركز القوة لكننا حذرون ولن نفاجأ، الاحتمال الثاني قد تصدر لنا الأوامر بأن نستأنف القتال إذا لم تنجح الجهود السياسية.
أما بالنسبة لعدم استيعاض بعض الأسلحة.. حقيقي هناك أنواع من الأسلحة لم تستعيض ولكن هناك أسلحة كافية والعرض العسكري في 5 يونيه هذا العام يؤكد ذلك والعمل لاستعواض أنواع معينة من الأسلحة جار دراسة ما تأخذه إسرائيل الاستيعاض يتوقف على ظروف معينة. والسلاح يمكن الحصول عليه من أي مكان كما قال السيد الرئيس.
- سؤال: حول التصنيع الحربي وتطورات الخطة التي وضعت في هذا الصدد؟
- المشير: في الواقع لقد قامت المصانع الحربية بدور كبير جداً أثناء الحرب.. أمدت قواتنا بالذخيرة الكافية أننا نسير الآن في طريق تطوير تصنيع الأسلحة بجانب اشتراكنا مع الدول العربية في التصنيع العسكري.
أننا من داخل القوات المسلحة وفي الدفاع الجوي مثلاً نضع تعديلات على الأسلحة القديمة ونطورها لتحل محل الأسلحة الجديدة. نشتري الإلكترونيات من الدول الغربية وقبل المعركة وحتى أثناءها كانت تصلنا أجهزة الإعاقة الإلكترونية والإنارة الليلية والإشارة وخلافها.
- سؤال: عن الخسائر الحقيقية للعدو هل هي 18 ألف قتيل و 29 ألف جريح وما هو الرقم الصحيح؟
- المشير: إسرائيل تقول أن خسائرها 18 ألف قتيل وجريح وتقديراتنا 10 آلاف قتيل، 20 ألف جريح.
وقد قرأت مؤخراً في أحد الكتب أن السفير الإسرائيلي في واشنطن قال لكيسنجر بعد 3 أيام من المعركة أن خسائر إسرائيل 75 فانتوم، 1000 قتيل يوميا.
الفريق محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي.. أشار إلى خسائر إسرائيل في القوات الجوية وقال أنه طبقاً للروايات الغربية فإن خسائرها تتراوح ما بين 180، 200 طيارة وطبقاً للتقديرات العربية فهي ما بين 200، 280 طيارة. والمهم ليست الأرقام ولكن الشيء الذي يجب معرفته هو أنه يكفينا أنه تم تحييد القوات الجوية الإسرائيلية.
- سؤال: عن المسؤولين عن هزيمة 67؟
- المشير: كان هناك خطأ في عام 67 وقعنا فيه، أمر الانسحاب صدر مبكراً وسريعاً لقوات كبيرة كانت في ظروف كان من الممكن أن تستمر ولكن مع تفوق العدو الجوي على طرق محددة في سيناء كانت عليها قواتنا.. المهم الآن أننا في 6 أكتوبر عوضنا خطأ 67 وقد وقع العدو نفسه في نفس الخطأ.
- سؤال ما مدى فعالية تزويد أمريكا لإسرائيل بالسلاح وما تأثيره على موقفنا العسكري؟
المشير: أمريكا زودت إسرائيل وعوضتها ولكنها تعوض إسرائيل بحساب ولكننا لن نسكت على هذا وأننا لا يمكن أن نعطيها الفرصة لتتمكن منها، المهم أنه جار العمل لاستكمال المهام المطلوبة من القوات المسلحة.
- سؤال: عن شكل العمليات المقبلة إذا دخلنا حرباً أخرى؟
- المشير: ستكون هذه العمليات بشكل آخر وبمفاجأة أخرى وبتكتيك آخر وبتخطيط آخر كله متطور الخطة السابقة تشرف مصر والخطة الجديدة ستشرف مصر لأن الاثنتين وضعتا بأيد مصرية مائة في المائة.
- سؤال: عن الثغرة وهل كانت محاولة العبور للضفة الغربية أول محاولة أم سبقتها محاولات أخرى؟
- اللواء سعد مأمون مساعد وزير الحربية: الواقع أنه في تخطيط القوات المسلحة لم يفتها مطلقاً احتمال عبور العدو للغرب وكان أول تقدير أنه من المحتمل قيام العدو بضربة إجهاض بما فيها عبور قواته فقد ركز العدو جهده حول الجيش الثاني فقد ركز من يوم 6 أكتوبر حتى يوم 13 أكتوبر بـ 26 هجوماً مضاداً ضد الجيش الثاني منها هجمات مضادة بنسبة 100 إلى 150 دبابة.
ومن تحليلي للهجمات على الجيش الثاني كانت أول هجمة مضادة شمال القنطرة وكان هدفها الوصول إلى الغرب لضرب بورسعيد.. كان الاتجاه التعبوي الثاني في اتجاه الفردان لقطع إمداد الجيش الثاني شمالاً وجنوباً من شمال ترعة الإسماعيلية أي جنوب بورسعيد، ثم قام بهجمات مضادة أخرى في اتجاه سرابيوم في اتجاه طوسون كانت تهدف إلى الوصول إلى المعابر الرئيسية لقواتنا على القناة.
لقد حاول العدو أمام 5 فرق على امتداد 175 كم تركيز جميع جهوده في منطقة الدفرسوار ولكن بعد قتال شرس لمدة 7 أيام.. أنشأ رأس كوبري لا يزيد حجمه عن حجم رأس شاطئ من رؤوس شواطئ في قطاعي الجيشين الثاني والثالث.. انتهز العدو الفرصة لقطع طرق إمداد فرقتين كان العدو محاطاً بخمس فرق منها، فرقتان مدرعتان وثلاث فرق ميكانيكية علاوة على احتياطي القيادة العامة، وبمقارنة القوات فقد كانت في صالحنا إلى الحد الذي أفزع العدو كانت النسبة 3 : 1 بالنسبة للأفراد، بالنسبة للمدرعات 6 : 1 لقد حدثت ضد العدو حرب فعلية في الثغرة فقد وقعت 439 عملية عسكرية من 13 أكتوبر حتى 18 يناير يوم توقيع اتفاقية الفصل بين القوات.
وكانت خسائر العدو طبقاً لبياناته 11 طائرة، 46 دبابة، 36 بلدوزر ومعدة هندسية، إغراق زورق بحري، إسكات بطاريات.
- سؤال: هل هناك أسلحة ذرية لدى إسرائيل وهل هناك احتمال لاستعمالها؟
- المشير: هناك معلومات أن إسرائيل تحاول إنتاج أسلحة لاستعمالها، وطبقاً للمعلومات التي تصل إلينا أنه خلال سنة أو سنتين تستطيع إسرائيل صنع قنبلتين أو ثلاث بالمقياس العادي 25 كيلوطن.. ولكن السؤال هل سيسمح العالم باستعمال السلاح الذري لا أعرف كل ذلك يتوقف على الموازين الدولية. ولكن المهم أنه حتى الآن لا توجد لدى إسرائيل أي قنبلة جاهزة للاستعمال.
- سؤال: عن سبب عدم نشر بطولات قواتنا في الحرب بالكامل حتى تأخذ حقها الكامل من الدراسة.
- العميد نبيل شكري قائد قوات الصاعقة.
الحقيقة أن حرب أكتوبر مليئة بالبطولات التي صنعت انتصارنا. وإن مقاتل الصاعقة لعب دوراً هاماً في مقدمة هذه البطولات خلف أو أمام العدو لأنه يقاتل في ظروف صعبة وبتتبعنا للعمليات على المحور الشمالي شرق نقطة بورفؤاد كان لدينا قوة هناك استمرت تقاتل يومين على شريط ضيق عرضه 150 متر ومكشوف.
وكان هدف القوة أن تتعاون مع القوة البرية التي تتقدم من بورفؤاد للاستيلاء عليها ولظروف حدثت أثناء القتال ولكن وحدة الصاعقة ظلت في هذا المكان تقاتل ودمرت 8 دبابات كانت متجهة إلى النقطة وفشل العدو وتكبد خسائر فادحة من وحدة الصاعقة التي كان يقودها ملازم أول.
وكان الأستاذ عبد المنعم الصاوي قد بدأ الندوة بكلمة حيا فيها باسم كل الكتاب والصحفيين المصريين بل وباسم الكتاب والصحفيين العرب المؤمنين بقضية الإنسان أستطيع اليوم أن أحيي قائدنا الأعلى الرئيس السادات تقديراً لإصداره قرار الحرب التاريخي.. وتحية خالصة إلى قائد الأبطال المشير إسماعيل والصفوة الشامخة من القادة الذين عبروا بمصر إلى انتصارات ستتلوها انتصارات أخرى متوالية حتى تستعيد مصر مكانتها الحقيقية تحت السطح.
لقد كان الصحفيون منذ إطلاق الشرارة كتيبة واحدة وأصدروا جريدة يومية من نقابتهم كانت موجهة إلى المقاتل في الميدان الذي عبر أكبر مانع مائي في التاريخ.. سجلنا ما كنا نشعر به في صحيفة يومية.. وباسم كل الصحفيين أهدي هذه الصحيفة إلى المشير إسماعيل لتكون دليلاً على أن الصحفيين المصريين سيكونون أبداً درع القوات المسلحة من أجل مصر وتاريخ مصر.
المصدر
http://www.portsaid.gov.eg/Forum2.aspx?g=posts&t=750