عمان - الدستور - د. محمد العناقرة
في مسيرة حياة الشعوب والأمم نجد رجالات أسهمت بشكل أو بآخر في أحداث التاريخ، ولكن عندما نتحدث عن رجل صنع التاريخ بعينه، نوقن كل اليقين أننا نتحدث عن شخصية الشريف الحسين بن علي «ملك العرب» وصانع مجدهم وتاريخهم.
يعد الزعيم الكبير الحسين بن علي المنقذ الأعظم وقائد أول ثورة عربية كبرى في مطلع القرن العشرين والتي استهدفت تحرير الأرض والإنسان وتأسيس دولة عربية واحدة، إنه الشريف الحر الذي أعلن حق الحرية للعرب، من خلال إعلانه الثورة العربية الكبرى (ثورة العرب) والتي لم تكن وليدة صدفة أو حدثا عابرا، بل كانت وما تزال الصفحة المشرقة التي تزين تاريخ الأمة وتفتح آفاقاً واسعة من الصبر والإرادة، فكانت نداءً أطلقه أحرار العرب من أجل الوصول إلى الغايات السامية ولبَّى الحسين بن علي هذا النداء مطلقاً رصاصةً هاشميةً أصيلةً من يد سليل الدوحة النبوية معلناً بها انطلاق الثورة العربية الكبرى فكانت مقولته: «إني أحب قومي وبلادي وديني أكثر من كل شيء في هذا الوجود واننا نحارب من أجل غايتين شريفتين هما حفظ الدين وحرية العرب عامة، ولا أتنازل عن حق واحد من حقوق البلاد ولا أقبل إلا أن تكون فلسطين لأهلها العرب ولا أقبل بالتجزئة ولا أقبل بالانتداب ولا أسكت وفي عروقي دم عربي».. كانت هذه المقولة هي التي استنهض بها همم الأحرار ورغبتهم في امتلاك حريتهم واستقلالهم والتخلص من الظلم والاستبداد.
النشأة على العروبة وقيم الإسلام
هو الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون، من أحفاد أبي نمي ابن بركات الحسني الهاشمي، أول من نادى من الحجاز بضرورة استقلال العرب عن الدولة العثمانية، ولد في الأستانة عام 1270هـ/ 1854م حيث كان أبوه منفياً فيها، وانتقل معه إلى مكة وكان عمره آنذاك ثلاث سنوات.
نشأ على العروبة وقيم الإسلام وتأدب وتفقه فنظم الشعر وركب الخيل وأحبه عمه الشريف عبد الله أمير مكة فأوكل إليه مهمات كثيرة وكبيرة وقد دخل نجداً وأحكم صلته بقبائلها ثم توفى أبوه وعمه وآلت مكة إلى عمه الثاني عون الرفيق، ولأن الشريف الحسين بن علي نشأ رجلاً مستقل الفكر، قلبه على أبناء شعبه كان يعارض المظالم التي ارتكبها رجال الدولة العثمانية ضد الأحرار، وقد كتب بعض رجال الدين شكاوى إلى السلطان ضد رجال الدولة، وقد تم اتهام الشريف الحسين بن علي بالتحريض على إرسال تلك الشكاوى فأصدر السلطان العثماني أمراً بنفيه إلى اسطنبول وذلك عام 1893 واستمرت إقامة الشريف الحسين بن علي في اسطنبول نحو ستة عشر عاماً أي ما بين عامي (1893- 1908) وعلى الرغم من كونها إقامة جبر وإكراه إلا أن الشريف كان يستقبل في منزله الأحرار من العرب للتباحث فيما هم فيه، كونه أحد أعضاء مجلس الشورى.
وبعد وفاة عمه عون الرفيق تولى عمه الثالث عبد الإله الحكم، وفي عام 1908م تولى الشريف الحسين بن علي إمارة مكة وجعل همه أولاً توطيد مكانته ونفوذه عن طريق عقد علاقات قوية مع أهل البلاد.
الزعيم والمنقذ
اعتزم الشريف الحسين بن علي المضي في التمسك بوضع الحجاز الخاص مهما كلف الأمر، لذلك عارض مد سكة الحديد من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة وتمسك بفكرته هذه بالرغم من محاولة الدولة العثمانية إغراءه بكافة الوسائل.
في أواخر القرن الثامن عشر تدهورت أحوال البلاد العربية في ظل الحكم التركي، وقد مارس حزب الاتحاد والترقي عدداً من السياسات التي استفزت أحرار العرب، لذلك فقد شهد القرن التاسع عشر بداية نهضة عربية جديدة.
وجد العرب في الشريف الحسين بن علي الزعيم والمنقذ الذي سيخلصهم من ظلم واستبداد الأتراك، ففي عام 1913م رفع خمسة وثلاثون نائباً من النواب العرب في مجلس «المبعوثان العثماني» نداء إلى الشريف الحسين، فوضوا إليه التحدث باسم العرب، ورفعها طالب باشا النقيب (نقيب أشراف البصرة، ورئيس الجمعية الإصلاحية فيها) برسالة منه جاء فيها قوله: نحن نعترف بغيرتكم على ديننا وأمتنا، وإنا لمستعدون للقيام إلى جانبكم إذا قمتم لخلع هذا النير الذي أثقل كاهل العرب، لانتشالهم مما هم فيه من الظلم والعبودية.
وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، دخلتها تركيا إلى جانب ألمانيا بالرغم من نصيحة الشريف الحسين لهم بعدم دخولها إلى جانب ألمانيا فقد كان الشريف الحسين بن علي يعتقد أن العرب شركاء للأتراك في إدارة شؤون الدولة، وأن من حقهم المشاركة في اتخاذ القرار السياسي الذي يتعلق بمستقبلها ومصيرها.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة سارع قادة الحركة في سوريا والعراق وشرق الأردن بدعوة الشريف الحسين ليتزعم حركتهم ضد الأتراك، بصفته أبا العرب وزعيم الإسلام، وأعظم أمير عربي وأجلَّ نبيل.
هذا وقد وقّع على الرسالة التي وجهت إلى الشريف الحسين عدد من العسكريين، بالإضافة إلى بعض المدنيين، وقد حمل هذه الرسالة فوزي البكري في كانون الثاني عام 1915م، واتفق وجود الأمير سعيد الجزائري الذي زار مكة في أثناء ولاية وهيب باشا الذي قال للشريف: «أنت ثاني رجل في الدولة العليا بعد الخليفة، ومن لنا أمير غيرك إذا أصيبت الخلافة».
استجاب الشريف الحسين بن علي لهذه الدعوة، وأرسل ابنه الأمير فيصل من أجل هذه الغاية، فالتقى قادة الحركة العربية عام 1915م وقابل بعض أعضاء الجمعية العربية الفتاة وجمعية العهد وقدموا له ميثاقاً قومياً عرف بميثاق دمشق.
طلبت تركيا خلال فترة الحرب العالمية الأولى من جميع الولايات التابعة لها الانضمام للحرب وطلبت من الشريف الحسين بن علي إعلان الجهاد المقدس باسم السلطان محمد رشاد الخامس وإعداد قوات من المتطوعين العرب وإرسالهم إلى سوريا والتعاون مع وهيب بك، وأثناء هذه الظروف بقي الشريف الحسين بن علي مقتنعاً برأيه بخصوص عدم دخول تركيا الحرب لاعتقاده أن انتصار الحلفاء يعني وقوع العرب تحت الاستعمار الغربي، وانتصار دول المحور معناه استسلام الدول العربية لسياسة التتريك وللأفكار الطورانية.
سارع الشريف الحسين بن علي بإرسال رسالة سرية إلى السلطان محمد رشاد جاء فيها قوله «إن الانضمام إلى ألمانيا في الحرب ضد الدول الكبرى فرنسا وبريطانيا وروسيا ليس في صالح الدولة العثمانية وأهل البلاد العربية ليسوا منظمين ولا يملكون السلاح لا سيما أن الدولة العثمانية ضعيفة».
دخلت تركيا الحرب مع دول المحور وطلب الصدر الأعظم من أمير مكة الشريف الحسين بن علي إعلان الجهاد المقدس فامتنع الشريف الحسين عن إعلان الجهاد وأرسل برقية إلى الصدر الأعظم كتب فيها شروطاً للموافقة على الجهاد والمشاركة فيه أبرزها إعلان العفو العام عن المتهمين السياسيين وإعطاء سوريا والعراق مبتغاهما من نظام مركزي خاص وأخيراً أن تكون إمارة مكة المكرمة وراثية في أولاد الشريف الحسين بن علي، وفي المقابل قام الصدر الأعظم برفض تلك المطالب وأطلق أوامره السرية لاعتقال الشريف الحسين بن علي حتى لا تثور القبائل العربية على اعتقال الشريف الهاشمي.
بعد ذلك تبادل الشريف الحسين بن علي العديد من الرسائل مع السير هنري مكماهون، هذا وقد وافق الشريف الحسين بن علي على الدخول في مفاوضات مع بريطانيا بُغية تحقيق مطالب أساسية أبرزها تحرير البلاد العربية من الأتراك والسعي لقيام الدولة العربية الكبرى مع ضرورة الاعتراف بالاستقلال والسيادة العربية.
شرعت السلطات التركية بتطبيق حزمة من القوانين والإجراءات التي زادت بدورها الضغوط على العرب، في الوقت ذاته بدأت الرؤية تبدو واضحة أمامهم لضرورة النهوض والثورة ورفض الظلم والاستبداد، ومجمل القول أن العرب وصلوا إلى نقطة اللاعودة فتوجهوا إلى الشريف الحسين بن علي وطلبوا منه أن يكون قائداً للثورة العربية كونه رجلاً اجتمعت فيه خصائص وصفات المروءة والعروبة فهو من سلالة أطهر العرب وأشرفهم من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أمير مكة وله شأن عظيم بين قبائل العرب.
قام الشريف الحسين بن علي بتفجير رصاصة الثورة العربية الكبرى يوم العاشر من حزيران عام 1916م فرأى العرب فيه زعيماً للتحرير، فجاءت الثورة العربية الكبرى دفاعاً عن الدين والبلاد وأمة العرب عندما بدأت تيارات الدولة العثمانية بالتضييق على الحرية في نفس كل من يطالب بها فالعرب يولدون أحراراً لا يقبلون الظلم والاستبداد.
وقد وصف السياسي والأديب خير الدين الزركلي يوم انطلاق الثورة العربية الكبرى قائلاً: الساعة 9 والدقيقة 12 قبل فجر يوم السبت 9 شعبان سنة 1334هـ بينما الجيش التركي في مكة هادئ في ثكنة جرول والقلعة الحميدية والناس نيام والحوادث يقظى وبينما قادة الجيش التركي يحلمون بإيناس الشريف الحسين لهم بعد صلاة الجمعة من يوم ليلتهم وبينما والي الحجاز غارق في نومه بعد أن تلقى خبر جواسيسه بأن الشريف سهر تلك الليلة على عادته في قصر الإمارة وسرى إلى منزله الساعة الرابعة من الليل فلا جديد، هناك سمع القريبون من القصر طلقة دوى صوتها في ذلك الليل الساجئ وتلاها دوي متتابع من بطن مكة، فنهضوا يكذبون السمع، وانطلقوا يستقصون الخبر.
خرجت الرصاصة الأولى من قصر الإمارة من بندقية الشريف الحسين فلم يبلغ صداها مسامع جيشه الكامن حول حصون الترك وثكنها حتى اندفع سيل النار من بندقياته، فانتبه الترك مذعورين وأسرع جندهم إلى المدافع قبل أن تصل إليهم العرب، فأطلقوا القنابل على مصاعد نيران البندقيات.
ولم ينشق فجر ذلك اليوم إلا وجنود الترك محصورون في حصونهم وقلعة أجياد المشرفة على أحياء مكة ودورها، تواصل إلقاء القذائف على كل مكان يتخيل لها أن فيه قوة من العرب. ومن أغرب ما يذكر في هذا الباب أن قذف النار استمر انصبابه من أفواه المدافع والبنادق على القصر الهاشمي خمسة وعشرين يوماً والشريف مثابر على عادته في الجلوس به لم يغير مجلسه.
تولى أبناء الشريف الحسين الأربعة: علي وعبد الله وفيصل وزيد قيادات قوات الثورة التي انطلقت من مكة المكرمة لتحرير الأقطار العربية وتمكنت هذه القوات من تحرير الحجاز أولاً وفرض الحصار على المدينة المنورة، وتمكنت قوات الأمير فيصل من نسف سكة حديد الحجاز، واحتلت ينبع والعقبة وخاضت معارك عديدة ضد القوات التركية في معان والطفيلة وتقدمت شمالاً حتى بلغت الأزرق وتقدمت قوات منها نحو دمشق فدخلتها في 30/9/1918م ودخلها الأمير فيصل في 3/10/1918م واستمرت قواته في ملاحقة القوات التركية المنسحبة إلى ما وراء حلب حتى توقف القتال بإبرام الهدنة في 30/10/1918م وأعلن الأمير فيصل في 5 تشرين الأول 1918م عن تشكيل حكومة عربية بدمشق معلناً بذلك بداية عهد جديد في تاريخ بلاد الشام.
ضربة للاستعباد والاضطهاد
لقد كانت الثورة العربية الكبرى ضربة قاصمة للاستعباد والاضطهاد العثماني في الأقطار العربية ولم تكن ثورة على الخليفة والإسلام ولكنها كانت ثورة من أجل الخليفة الذي جرده الاتحاديون من سلطاته ومن أجل الإسلام الذي عطله الاتحاديون، فهي ثورة عربية إسلامية، وكما جاء في منشور الشريف لأهل فلسطين قوله: نحن نحارب من أجل غايتين شريفتين: حفظ الدين وحرية العرب عامة.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى لصالح الحلفاء توجهت أنظار العرب والحسين نحو بريطانيا للوفاء بوعودها أثناء الحرب ولكن الحلفاء بدؤوا بنقض العهود التي تعهدوا بها للحسين وللعرب وفي المقابل فقد سعت بريطانيا إلى عقد معاهدة مع الحسين بهدف تصفية حسابها معه من خلال عقد معاهدة تنص على إقامة عرشين هاشميين في العراق وشرقي الأردن وسعت جاهدة لأن يقبل الحسين بن علي نظام الانتداب وأن يوافق على سياستها في فلسطين إلا أن الحسين رفض هذه المعاهدة جملة وتفصيلاً لأن لها تأثيرا سلبيا وعظيما على فلسطين. وهكذا لم يوقع الشريف الحسين على المعاهدة بسبب فلسطين؛ الأمر الذي أدى إلى نفيه من الحجاز.
كان الشريف الحسين بن علي يرغب في زيارة سوريا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ولكن، حالت دون ذلك «حوائل ومشاغل». هذا وقد بدأت رحلة الحسين من مكة المكرمة يوم الاثنين 17 كانون الأول 1923م حيث وصل جده ثم توجه إلى ينبع ثم توجه إلى الوجه فوصلها يوم الخميس 20 كانون الأول 1923م واستقبل فيها وصلى ركعتين في مسجدها وفي صباح يوم الجمعة توجه على ظهر الخيل إلى العلا ثم توجه الملك في القطار إلى المدينة المنورة فوصلها يوم الخميس 27 كانون الأول فزار المسجد النبوي وصلى في الروضة الشريف ثم توجه إلى العقبة فوصلها يوم الأربعاء الموافق 9 كانون الثاني 1924م ثم تحرك موكب الملك من العقبة إلى معان في طريقهِ إلى عمان حيث استقبل استقبالاً حافلاً وأقيمت أقواس النصر له كونه منقذ العرب والملك المفدى، ورغب الشريف حسين في زيارة الشونة الجنوبية يوم الثلاثاء 12 شباط 1924م وزار السلط وزار مقام النبي موسى عليه السلام ومقام الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه.
غادر الحسين بن علي شرقي الأردن يوم الخميس الموافق 20 آذار 1924 عائد إلى الحجاز وكانت الحجاز تستعد لاستقبال الخليفة الجديد وكانت جدة المحطة الثانية قبل أن يصل إلى مكة المكرمة حيث عَمِدَ إلى تأسيس مجلس شورى الخلافة.
بعد أن تم ضم منطقتي العقبة ومعان إلى إمارة شرق الأردن نفذت بريطانيا خطتها لإخراج الشريف الحسين بن علي من العقبة، عند ذلك ذهب الأمير عبد الله إلى العقبة لإقناع والده وبعد أن قبّل يده قال: «يا ولي النعم إن سياسة العنف والشدة لا تفيد تجاه القوة وقد قمتم بواجباتكم نحو أمتكم وأديتم رسالتكم فعلى الأمة العربية أن تقوم بواجباتها، فأجابه الملك الحسين: «إن الأمة العربية مغلوبة على أمرها».
وفي رواية تدل على عميق إخلاص ومحبة الهاشميين لفلسطين حيث إن الحسين قد طلب من مرافقه جميل شاكر أن يأتيه بقطع من الحجارة فنفذ أمره وعندما تناولها قال: «لقد تنازلت عن عرشي وملكي حتى لا أفرط بفلسطين ومقدساتها وما بها من هذه الكنوز ونصيحتي لأبناء هذه البلاد بالوحدة والاتحاد». ونتيجة لعدم موافقة الشريف الحسين بن علي على إبرام المعاهدة البريطانية التي تهدف إلى استيلاء بريطانيا على فلسطين آنذاك قررت بريطانيا نفي الشريف الحسين بن علي إلى قبرص.
بعد ذلك صعد الحسين إلى البارجة دلهي في حزيران عام 1925م بعد أن أمضى بها ما يقارب الثمانية أشهر مردداً بيت الشعر التالي:
مشيناها خطى كتبت علينا ومن كُتبت عليه خطى مشاها
لقد اعترف الحسين بن علي بأنه لم يخطئ حين رفض التوقيع على المعاهدة مع بريطانيا وكان الأجدر أن يضحي بعرشه على أن يسجل عليه التاريخ بأنه قد تجاهل حقوق قومه.
وصل الملك الحسين بن علي إلى منفاه في قبرص في 22 حزيران 1925م. وقضى في المنفى ست سنوات، وبعد أن اشتد عليه المرض تم نقله إلى عمان حيث وصلها في 28 تشرين الثاني 1930م، وفي الساعة الثالثة صباحاً في 4 حزيران عام 1931 توفى الملك الحسين بن علي في عمان في قصر رغدان وأبى أعيان القدس إلا أن يكون سَكين الأقصى التي أحبها وتبرع لإعمارها وأخلص لقضيتها، فانتقل جثمان الملك الثائر يوم الرابع من حزيران إلى القدس ليوارى الثرى في المسجد الأقصى ونستذكر قول العرب في جنازته الشهيرة العظيمة من القدس حين كانوا يرددون:.
أيها المولى العظيم.
فخر كل العرب.
ملكك الملك الفخيم.
ملك جدك النبي.
وها هم الهواشم على عهدهم باقون يشيدون أمجاد العز والفخر فتنتقل الراية كابراً عن كابر وترتفع بالعطاء المميز الذي يقوده اليوم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وما يوليه جلالة الملك المعزز من اهتمام ورعاية لأفراد الشعب الأردني وحرصه على التنمية الشاملة والتوجيه للاستثمار بالإنسان واحترام إنسانيته ونبذ العنف والإرهاب والدعوة للحوار.
الدستور