اربعه قرون على مأساه المورسكيين

peacemaker

صقور الدفاع
إنضم
17 فبراير 2009
المشاركات
6,181
التفاعل
10,167 0 0
أجمعت جُلّ الكتب المهتمة بتاريخ الأندلس على الصورة المأساوية التي عاشها الموريسكيون، وهم العرب المتنصرون من بقايا الأمة الأندلسية المغلوبة الذين عاشوا تحت الحكم الإسباني بعد إرغامهم على التنصير زهاء قرن من الزمن، منذ سقطت غرناطة حتى أصدر الملك فيليبي الثالث في عام 1609م قرارًا بطردهم من إسبانبا، بعد أن يئست المحاولات المتعددة والمتعاقبة من تحويلهم عن دينهم واعتناق المسيحية ولكن دون جدوى، فاضطروا إلى مغادرة أراضيهم؛ إذ منحوا مهلة قصيرة فازدحمت الطرقات بهم واشتدَّ الإقبال على البواخر المنطلقة من السواحل الإسبانية نحو شمال إفريقيا وغيرها.

"وقد استقر هؤلاء في أنحاء مختلفة من إسبانيا والبرتغال والمغرب وتونس وفرنسا، بل وصل بعضهم إلى القارة الأمريكية".

ويرى د. الحسين بوزينب أن الموريسكي طرف إسباني انصهر فيه العنصر المغربي العربي بالعنصر الأوربي، ولذلك ليس في استطاعتنا اليوم أن نأتي بالبرهان القاطع على صفاء دم الإسبانيين الذين لم يشملهم قرار الطرد 1609م من العنصر المغربي العربي، كما لا نستطيع أن نبين صفاء دم من طردوا من العنصر الإيبيري. ومع هذا فإن بعض المؤرخين يغالطون حينما يقدمون الموريسكيين وكأنهم شعب عربي بقي في إسبانيا، لكن مفاهيم القرون الوسطى لم تكن تسمح بالتصرف بغير الطريقة التي تم سلوكها. وعلى أي حال، فإن المسلمين وهم الأغلبية واليهود هم الأقلية طُردوا من بلادهم وكأنهم أجانب.

وكان الفوج المطرود سنة 1609م هو الخامس حيث سبقه الفوج الأول سنة 1483م، والثاني سنة 1493م، والثالث سنة 1502م، والرابع سنة 1571م، والتاريخ يشهد على أن البشرية لم تعرف مأساة تماثل "مأساة الأندلس" التي تكبدها شعب مسلم كان يوجد في وطنه الأصلي، عمّره أسلافه لمدة 898 سنة، وكانوا يعتبرون أنفسهم من نبت الأندلس، وبالتالي فهم أصحابها الشرعيون. غير أن أزِمَّة الأمور قد فلتت من أيديهم، ولم تعد لهم قوة لاسترجاع ما ضاع.

وكان الملكان الإسبانيان قد تعهدا لمسلمي غرناطة بشروط وهي:

1- يمنح الملكان الكاثوليكيان الضمانة الكافية للمسلمين على أملاكهم وثرواتهم، وأن يبيعوا ويبتاعوا ويتبادلوا ويتجروا مع إفريقيا بدون أن يدفعوا ضرائب، أو الواجبات المفروضة عليهم من قبل القانون الإسلامي.

2- إن الملكين الكاثوليكيين باسمهما وباسم خلفهما مجبوران على احترام العادات الإسلامية على الدوام بترك مساجدهم وعدم منعهم من الأذان ومن الصلاة ومن تحبيس أملاكهم على مساجدهم لإقامة الشعائر الإسلامية، والحكم يبقى مستمرًّا بين المسلمين على يد قضاة مسلمين، حسب قوانينهم وعوائدهم الاجتماعية والمدنية من إرث وزواج كما كانت من قبل.

3- لا يتابع ولا يعاقب ولا يسب ولا يهان أو يتعرض بسوء لمن خالفوا القوانين وحاربوا ضد النصارى من قبلُ، أو كان له موقف معادٍ لهم.

4- يسمح للفقهاء بالاستمرار في التعليم بالمدارس العامة ويتقاضون مرتباتهم والصدقات والتبرعات المخصصة لهم من الأحباس لهذا الغرض.

5- أي مشكلة تحدث بين مسلم ونصراني ترفع لقضاة يحكمون فيها من الجانبين (قضاة مسلمون ونصارى)، وكل الموظفين أو المستخدمين المسلمين يستمرون في عملهم.

ولكن هل التزم الملوك الإسبان بما تعاهدوا عليه؟

لقد نقضوا العهد بعد ذلك، فكان الاضطهاد تلته حملة الإبادة والتهجير، واتخذت سمة الاستماتة والعنف داعية إلى وجوب إبادة المسلمين وإخراجهم من الأندلس مهما كلف الثمن.

ويصف المقري في كتابه "أزهار الرياض" وصفًا مؤثرًا ومؤلمًا لما حلَّ بالإسلام والمسلمين من طرف القساوسة الطغاة:

"فلو رأيتم ما صنع الكفر بالإسلام بالأندلس وأهليه، لكان كل مسلم يندبه ويبكيه، فقد عبث البلاء برسومه وعفى على أقماره ونجومه، ولو حضرتم من جبر بالقتل على الإسلام وتوعد بالنكال والمهالك العظام، ومن كان يعذب في الله بأنواع العذاب، ويدخل به من الشدة في باب ويخرج من باب، لأنساكم مصرعه، وساءكم مفظعه، وسيوف النصارى إذ ذاك على رءوس الشرذمة القليلة من المسلمين مسلولة، وأفواه الذاهلين محلولة، وهم يقولون: ليس لأحد بالتنصير أن يمطل، ولا يلبث حينًا ولا يمهل، وهم يكابدون تلك الأهوال ويطلبون لطف الله في كل حال".

وقد صرح أحد الموريسكيين: "لقد كنا مضطرين أن نُظهِر لهم ما كانوا يرغبون فيه منا، وعكس ذلك، فإنهم يسوقوننا إلى محاكم دواوين التفتيش بسبب اتباعنا الحقيقة، لقد حرمونا من الحياة والأملاك والأبناء، وزجوا بنا في سجون مظلمة لأتفه الأسباب. ونظرًا لأفكارهم السيئة أيضًا، فإنهم يبقوننا سنين عديدة، في الوقت الذي يستولون فيه على أملاكنا التي صادروها، ويستغلوننا، ثم يقولون: إن ذلك الفعل مبرر، وعلى ضوء ذلك فإنهم يخفون أفكارهم السيئة وسريرتهم المظلمة، أما أطفالنا فإنهم عندما يكبرون يافعين يربونهم على منوالهم ويصبحون مرتدين، أما إذا كبروا فإنهم يسعون إلى الهرب، إضافةً إلى ذلك فإن حكام دواوين التفتيش يفتشون عن كل الوسائل للقضاء نهائيًّا على هذه الأمة.

وأمام هذا التعنت وهذه المصادرة فقد وجد الموريسكيون في لغة "الألخميادو: AlJAMIADO" (وهي القشتالية المحرفة تكتب بحروف عربية) متنفسًا لتفكيرهم وآدابهم ولأدعيتهم وصلواتهم وكتبهم الدينية، وقد تركوا تراثًا أدبيًّا من النظم والنثر، وقد عثر على مجموعة من المخطوطات صدفة "في أكثر من مناسبة بعد إخفائها قديمًا في تجاويف جدران المنازل وبين السقوف وفي المغارات، وكذا في مخابئ أخرى، وهو أدب هجين تمتزج فيه العربية والإسبانية في شتى المستويات بشكل لا نظن أنه عرف قبل هذا بين اللغة العربية ولغات أخرى. وقد تمخض هذا المزيج عن نتاج معبر أيما تعبير، وممثل أيما تمثيل لكيان أصحابه ولهويتهم الثقافية، فهذه اللغة الموريسكية تعكس بوفاء كبير شخصية مجموعة إسبانية متميزة داخل الجزيرة الإيبيرية".

نتائج اضطهاد الموريسكيين !
وماذا كانت النتيجة إذن؟ إن إسبانيا لم تجن من هذه الاضطهادات المخزية إلا الضرر والتخلف عن مسايرة الركب الحضاري والثقافي والصناعي الذي عرفته أوربا.

ورغم كل المجهودات التي بذلتها الكنيسة الكاثوليكية الإسبانية من أجل محو أي آثار للوجود الحضاري العربي والإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية، فإن سكان إسبانيا اليوم لا يجدون بدًّا من الإشارة إلى الحضارة العربية باعتبارها مرجعًا مهمًّا في حياتهم.

فقد عاش الرومان والقوط قرونًا في إسبانيا، فلا نجد في كتاباتهم شيئًا عن تميز لهذه البلاد بزراعة ولا فاكهة ولا خضرة أو تدبير للماء.

كما تجري على ألسنة الإسبانيين اليوم مئات الكلمات ذات الأصل العربي يستعملونها في مجالات حياتهم (الفلاحة، التجارة، الحرف، البناء والعمارة، المهن والوظائف، الملابس...).

وتجدر الإشارة إلى أن شخصية "الموريسكي" تسللت إلى الأدب الإسباني، فقد استلهم فيه الأدباء (شعراء وكتاب القصة والرواية والمسرحية) قصائدهم وقصصهم ورواياتهم ومسرحياتهم، وذلك في عصره الذهبي، وقد خصص د.حسن الوراكلي دراسة مهمة عن ملامح من صورة الموريسكي في الأدب المسرحي الإسباني.

خرج الموريسكيون من إسبانيا وتركوا فيها حضارة لا يمكن أن تموت، يجني منها الإسبانيون ملايين الدولارات عن طريق السياحة.

وبالنسبة لأولئك الذين اختاروا الإقامة في المغرب، فقد وجدوا فيه كل عناية وترحيب في كل مكان نزلوا به (تطوان، شفشاون، فاس، سلا، الرباط، وبعض بوادي شمال المغرب)، وقد استفيد من خبرتهم ومهاراتهم في سائر مرافق الحياة اليومية، سواء تعلق الأمر بالفلاحة والتجارة أو بالشئون الثقافية والعلمية. وقد حافظت تلك الجماعات على أسمائهم وألقابهم الأندلسية حتى اليوم، ومنهم من احتفظ بمفاتيح منازلهم التي حملها أجدادهم على سبيل الذكرى، نذكر منهم "الغرناطي، الراندي، وبيصة، وابن عبدون، وعذرون، وبرهون، والحضري، وبيرميجو، وهراندو، وقشتول، ومرينون، وقشتيلو، ولقاش، وبلانكو، وأندلسي، وطنانة، وبلامينو، والرندة، وكليطو، وبريطل، وجوريو، واشماعو، وكراكشو، وغيرهم".

وقد قام الباحث محمد بن عزوز حكيم بتوثيق الألقاب والأسماء التي كانت تتخذها أسر موريسكية نزلت بتطوان (شمال المغرب) وهي أسماء قشتالية أصلاً، أو هي قشتالية نطقًا، عربية أصلاً، أصبحت أسماء لأسر عربية مسلمة أريد لها أن تكون قشتالية.

وكان لاستقرار الأندلسيين في المغرب الأثر الكبير في ازدهار حركة العلوم والآداب والفنون والمعمار والصناعة.

أما عن مصير اليهود الإسبان الذين صدر في حقهم مرسوم الطرد من بلادهم التي عاشوا فيها قرونًا طويلة، فقد استطاعوا في السنوات الأخيرة وتحت ضغط إمبريالي صهيوني وإسلامي تشهيري أن ينتزعوا من الحكومة الإسبانية اعتذارًا رسميًّا وعلنيًّا عما صدر من حكم تسبب في طردهم من إسبانيا، دون الإشارة ولو بكلمة على الصعيد الرسمي الإسباني إلى ما لحق بالمسلمين، رغم أنهم كانوا أكثر عددًا من اليهود. وكان الباحث المغربي محمد بن عزوز حكيم قد وجه رسالة إلى الملك الإسباني خوان كارلوس 2/1/2002م أيده فيها المؤرخ الإنجليزي "مسترجيبس" يطلب فيها من التاج الإسباني بأن يعتذر للمسلمين، "ولكي يسجل التاريخ، وتعلم الأجيال اللاحقة فإننا لم ولن ننسى أبدًا (مأساة الأندلس)، فقد قمنا بواجبنا قدر الإمكان نحو الشعب المذكور، حيث طالبنا مرارًا وتكرارًا من التاج الإسباني بأن يعتذر للمسلمين على غرار ما قام به مرتين نحو اليهود السفردين".

وأخيرًا لنجعل من هذه الذكرى المئوية الرابعة مناسبة لقراءة تاريخنا من جديد، ولنأخذ العبر من الأحداث المهمة التي عاشها أجدادنا، ونقوِّمها بموضوعية علمية مجردة.

فهل نحن فاعلون؟ وهل يعتذر الإسبان للمسلمين ونحن نعيش عصرًا جديدًا؟
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

ماشد انتباهي هده الجملة
"وقد استقر هؤلاء في أنحاء مختلفة من إسبانيا والبرتغال والمغرب وتونس وفرنسا، بل وصل بعضهم إلى القارة الأمريكية".

كالعادة تزوير التاريخ و طمس كل ما يتعلق بالجزائر .
حتى لما يتعلق الامر بالفتوحات يتحدثون عن تونس و المغرب و يتجاهلون الجزائر رغم ان اكبر القبائل و اشدها كانت فيها خاصتا الاوراس و الملكة دهيا


سيتم فتح موضوع منفصل لتعريف بالحضور الاندلسي بالجزائر
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

ماشد انتباهي هده الجملة


كالعادة تزوير التاريخ و طمس كل ما يتعلق بالجزائر .
حتى لما يتعلق الامر بالفتوحات يتحدثون عن تونس و المغرب و يتجاهلون الجزائر رغم ان اكبر القبائل و اشدها كانت فيها خاصتا الاوراس و الملكة دهيا


سيتم فتح موضوع منفصل لتعريف بالحضور الاندلسي بالجزائر

قصبه الجزائر كلها مورسكيين
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

القصبة القديمة مليئة بهم كل صيغه مبالغه



من أوائل من أشار إليها باسم جزائر بني مزغنة الجغرافي المسلم أبو القاسم إبراهيم محمد الكرخي وذلك في أوائل القرن الرابع الهجري، فقال :« وجزائر بني مزغنة مدينة عامرة يحف بها طوائف من البربر، وهي من الخصب والسعة على غاية ما تكون المدن»

اخشى ان نعود حتى للصراع بين الصنهاجيين و زناتة ههه
اصول سكان القصبة امازيغ . اتراك و مورسكيين
المهم اننا اتفقنا ان سكان الاندلس استقرو في الجزائر هههه
ادا قمنا بمجارات مزوري التاريخ يتخيل لنااان الجزائر كانت جسر عملاق
:a030[2]:
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين



من أوائل من أشار إليها باسم جزائر بني مزغنة الجغرافي المسلم أبو القاسم إبراهيم محمد الكرخي وذلك في أوائل القرن الرابع الهجري، فقال :« وجزائر بني مزغنة مدينة عامرة يحف بها طوائف من البربر، وهي من الخصب والسعة على غاية ما تكون المدن»

اخشى ان نعود حتى للصراع بين الصنهاجيين و زناتة ههه
اصول سكان القصبة امازيغ . اتراك و مورسكيين
المهم اننا اتفقنا ان سكان الاندلس استقرو في الجزائر هههه
ادا قمنا بمجارات مزوري التاريخ يتخيل لنااان الجزائر كانت جسر عملاق
:a030[2]:

كاتب المقال الدكتور راغب السرجاني


سابحث عن رساله مفتي وهران للاندلسيين ابان محاكم التفتيش
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

رساله ابو جمعه الراوي مفتي وهران الى اهل الاندلس من الموريسكيين


"الحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما"


إخواننا القابضين على دينهم، كالقابض على الجمر، ممن أجزل الله ثوابهم فيما لقوا في ذاته, وصبروا النفوس والأولاد في مرضاته، الغرباء القرباء إن شاء الله من مجاورة نبيه في الفردوس الأعلى من جناته، وارثوا سبيل السلف الصالح في تحمل المشاق وإن بلغت النفوس إلى التراق، نسأل الله أن يلطف بنا وأن يعيننا وإياكم على مراعاة حقه بحسن إيمان وصدق، وأن يجعل لنا ولكم من الأمور فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.


بعد السلام عليكم من كاتبه إليكم، من عبيد الله أصغر عبيده وأحوجهم إلى عفوه ومزيده، عبيد الله تعالى أحمد ابن بوجمعة المغراوي ثم الوهراني.


كان الله للجميع بلطفه وستره، سائلاً من إخلاصكم وغربتكم حسن الدعاء, بحسن الخاتمة والنجاة من أهوال هذه الدار, والحشر مع الذين أنعم الله عليهم من الأبرار, ومؤكداً عليكم في ملازمة دين الإسلام، آمرين به من بلغ من أولادكم. إن لم تخافوا دخول شر عليكم من إعلام عدوكم بطويتكم، فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، وإن ذاكر الله بين الغافلين كالحي بين الموتى, فاعلموا أن الأصنام خشب منجور, وحجر جلمود لايضر ولاينفع, وأن الملك ملك الله, ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله, فاعبدوه واصطبروا لعبادته، فالصلاة ولو بالإيماء، والزكاة ولو كأنها هدية لفقيركم أو رياء، لأن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم، والغسل من الجنابة, ولو عوماً في البحور. وإن مُنعتم فالصلاة قضاء بالليل لحق النهار, وتسقط في الحكم طهارة الماء, وعليكم بالتيمم ولو مسحاً بالأيدي للحيطان, فإن لم يمكن فالمشهور سقوط الصلاة وقضاؤها لعدم الماء والصعيد, إلا أن يمكنكم الإشارة إليه بالأيدي والوجه إلى تراب طاهر أو حجر أو شجر مما يتيمَّم به، فأقصدوا بالإيماء، نقله ابن ناجي في شرح الرسالة لقوله صلى الله عليه وسلم فأتوا منه ما استطعتم.


وإن أكرهوكم في وقت صلاة إلى السجود للأصنام أو حضور صلاتهم فأحرموا بالنية و انووا صلاتكم المشروعة, وأشيروا لما يشيرون إليه من صنم, ومقصودكم الله. وإن كان لغير القبلة تسقط في حقكم كصلاة الخوف عند الالتحام، وأن أجبروكم على شرب خمر، فاشربوه لا بنية استعماله, و إن كلفوا عليكم خنزيراً فكلوه ناكرين إياه بقلوبكم, ومعتقدين تحريمه, و كذا إن أكرهوكم على محرّم, وإن زوجوكم بناتهم, فجائز لكونهم أهل الكتاب, وإن أكرهوكم على إنكاح بناتكم منهم, فاعتقدوا تحريمه لولا الإكراه، وأنكم ناكرون لذلك بقلوبكم, ولو وجدتم قوة لغيَّرتموه.


وكذا إن أكرهوكم على ربا أو حرام فافعلوا منكرين بقلوبكم, ثم ليس عليكم إلاّ رؤوس أموالكم, وتتصدقون بالباقي، إن تبتم لله تعالى. وإن أكرهوكم على كلمة الكفر, فإن أمكنكم التورية والإلغاز فافعلوا، وإلا فكونوا مطمئني القلوب بالإيمان إن نطقتم بها ناكرين لذلك, وإن قالوا اشتموا محمداً فإنهم يقولون له مُمَدْ، فاشتموا مُمَداً، ناوين أنه الشيطان, أو مُمَد اليهود فكثير بهم اسمه. وإن قالوا عيسى ابن الله, فقولوها إن أكرهوكم, و انووا إسقاط مضاف أي عبد اللاه مريم معبود بحق, و إن قالوا قولوا المسيح ابن الله, فقولوها إكراها, و انووا بالإضافة للملك كبيت الله لا يلزمه أن يسكنه أو يحل به, و عن قالوا قولوا مريم زوجة له, فانووا بالضمير ابن عمها الذي تزوجها في بني إسرائيل, ثم فارقها قبل البناء. قاله السهيلي في تفسير المبهم من الرجال في القرآن. أو زوجها الله منه بقضائه و قدره. و إن قالوا عيسى قد توفي بالصلب فانووا من التوفية والكمال والتشريف من هذه, وإماتته وصلبه وإنشاد ذكره, و إظهار الثناء عليه بين الناس, وأنه استوفاه الله برفعه إلى العلو, وما يعسر عليكم فابعثوا فيه إلينا نرشدكم إن شاء الله على حسب ما تكتبون به, وأنا أسأل الله أن يديل الكرة للإسلام حتى تعبدوا الله ظاهراً بحول الله, من غير محنة ولا وجلة, بل بصدمة الترك الكرام.


ونحن نشهد لكم بين يدي الله أنكم صدقتم الله و رضيتم به, ولابد من جوابكم والسلام عليكم جميعاً.


بتاريخ غرة رجب عام عشرة وتسعمائة عرف الله خيره



"يصل إلى الغرباء إن شاء الله تعالى"


غرة رجب 910 هجرية, (18-11-1504م).
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

نضرة الي التاثير الذي تركه الاندلسيون في الجزائر فاننا نستنتج ان الاشبيليون استقروا في محيط مدينة قسنطينة
في حين القرطبيون استقروا في محيط مدينة الجزائر في حين استقر الغرناطيون وهم اخر من هاجر من الاندلس بالغرب الجزائري والمغرب الاقصي
ربما بسبب ان كل منهم حاول اختيار المنطقة والمدينة المشابهة للمدينة التي تركها خلفه
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

نضرة الي التاثير الذي تركه الاندلسيون في الجزائر فاننا نستنتج ان الاشبيليون استقروا في محيط مدينة قسنطينة
في حين القرطبيون استقروا في محيط مدينة الجزائر في حين استقر الغرناطيون وهم اخر من هاجر من الاندلس بالغرب الجزائري والمغرب الاقصي
ربما بسبب ان كل منتهم حاول اختيار المنطقة والمدينة المشابهة للمدينة التي تركها خلفه

مدينه تطوان المغربيه بناتها غرناطيون
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

مدينه تطوان المغربيه بناتها غرناطيون

وهذا يؤكد ما كتبته سابقا فالغرناطيون اخر من ترك الاندلس بعد سقوط مملكة بني الاحمر في غرناطة ولاحظ موقع مدينة تطوان كانه يحمل دلالة بالحنين الي العودة
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

وهذا يؤكد ما كتبته سابقا فالغرناطيون اخر من ترك الاندلس بعد سقوط مملكة بني الاحمر في غرناطة ولاحظ موقع مدينة تطوان كانه يحمل دلالة بالحنين الي العودة

مفاتيح بيوتهم لا تزال معهم
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

رساله ابو جمعه الراوي مفتي وهران الى اهل الاندلس من الموريسكيين


"الحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما"


إخواننا القابضين على دينهم، كالقابض على الجمر، ممن أجزل الله ثوابهم فيما لقوا في ذاته, وصبروا النفوس والأولاد في مرضاته، الغرباء القرباء إن شاء الله من مجاورة نبيه في الفردوس الأعلى من جناته، وارثوا سبيل السلف الصالح في تحمل المشاق وإن بلغت النفوس إلى التراق، نسأل الله أن يلطف بنا وأن يعيننا وإياكم على مراعاة حقه بحسن إيمان وصدق، وأن يجعل لنا ولكم من الأمور فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.


بعد السلام عليكم من كاتبه إليكم، من عبيد الله أصغر عبيده وأحوجهم إلى عفوه ومزيده، عبيد الله تعالى أحمد ابن بوجمعة المغراوي ثم الوهراني.


كان الله للجميع بلطفه وستره، سائلاً من إخلاصكم وغربتكم حسن الدعاء, بحسن الخاتمة والنجاة من أهوال هذه الدار, والحشر مع الذين أنعم الله عليهم من الأبرار, ومؤكداً عليكم في ملازمة دين الإسلام، آمرين به من بلغ من أولادكم. إن لم تخافوا دخول شر عليكم من إعلام عدوكم بطويتكم، فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، وإن ذاكر الله بين الغافلين كالحي بين الموتى, فاعلموا أن الأصنام خشب منجور, وحجر جلمود لايضر ولاينفع, وأن الملك ملك الله, ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله, فاعبدوه واصطبروا لعبادته، فالصلاة ولو بالإيماء، والزكاة ولو كأنها هدية لفقيركم أو رياء، لأن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم، والغسل من الجنابة, ولو عوماً في البحور. وإن مُنعتم فالصلاة قضاء بالليل لحق النهار, وتسقط في الحكم طهارة الماء, وعليكم بالتيمم ولو مسحاً بالأيدي للحيطان, فإن لم يمكن فالمشهور سقوط الصلاة وقضاؤها لعدم الماء والصعيد, إلا أن يمكنكم الإشارة إليه بالأيدي والوجه إلى تراب طاهر أو حجر أو شجر مما يتيمَّم به، فأقصدوا بالإيماء، نقله ابن ناجي في شرح الرسالة لقوله صلى الله عليه وسلم فأتوا منه ما استطعتم.


وإن أكرهوكم في وقت صلاة إلى السجود للأصنام أو حضور صلاتهم فأحرموا بالنية و انووا صلاتكم المشروعة, وأشيروا لما يشيرون إليه من صنم, ومقصودكم الله. وإن كان لغير القبلة تسقط في حقكم كصلاة الخوف عند الالتحام، وأن أجبروكم على شرب خمر، فاشربوه لا بنية استعماله, و إن كلفوا عليكم خنزيراً فكلوه ناكرين إياه بقلوبكم, ومعتقدين تحريمه, و كذا إن أكرهوكم على محرّم, وإن زوجوكم بناتهم, فجائز لكونهم أهل الكتاب, وإن أكرهوكم على إنكاح بناتكم منهم, فاعتقدوا تحريمه لولا الإكراه، وأنكم ناكرون لذلك بقلوبكم, ولو وجدتم قوة لغيَّرتموه.


وكذا إن أكرهوكم على ربا أو حرام فافعلوا منكرين بقلوبكم, ثم ليس عليكم إلاّ رؤوس أموالكم, وتتصدقون بالباقي، إن تبتم لله تعالى. وإن أكرهوكم على كلمة الكفر, فإن أمكنكم التورية والإلغاز فافعلوا، وإلا فكونوا مطمئني القلوب بالإيمان إن نطقتم بها ناكرين لذلك, وإن قالوا اشتموا محمداً فإنهم يقولون له مُمَدْ، فاشتموا مُمَداً، ناوين أنه الشيطان, أو مُمَد اليهود فكثير بهم اسمه. وإن قالوا عيسى ابن الله, فقولوها إن أكرهوكم, و انووا إسقاط مضاف أي عبد اللاه مريم معبود بحق, و إن قالوا قولوا المسيح ابن الله, فقولوها إكراها, و انووا بالإضافة للملك كبيت الله لا يلزمه أن يسكنه أو يحل به, و عن قالوا قولوا مريم زوجة له, فانووا بالضمير ابن عمها الذي تزوجها في بني إسرائيل, ثم فارقها قبل البناء. قاله السهيلي في تفسير المبهم من الرجال في القرآن. أو زوجها الله منه بقضائه و قدره. و إن قالوا عيسى قد توفي بالصلب فانووا من التوفية والكمال والتشريف من هذه, وإماتته وصلبه وإنشاد ذكره, و إظهار الثناء عليه بين الناس, وأنه استوفاه الله برفعه إلى العلو, وما يعسر عليكم فابعثوا فيه إلينا نرشدكم إن شاء الله على حسب ما تكتبون به, وأنا أسأل الله أن يديل الكرة للإسلام حتى تعبدوا الله ظاهراً بحول الله, من غير محنة ولا وجلة, بل بصدمة الترك الكرام.


ونحن نشهد لكم بين يدي الله أنكم صدقتم الله و رضيتم به, ولابد من جوابكم والسلام عليكم جميعاً.


بتاريخ غرة رجب عام عشرة وتسعمائة عرف الله خيره



"يصل إلى الغرباء إن شاء الله تعالى"


غرة رجب 910 هجرية, (18-11-1504م).

والرسالة التي ارسلها اهل الاندلس لخير الدين يطلبون انقادهم من بطش النصارى
فارسل 36 جفن و تكرر الامر 7 مرات و تمكن من انقاد 70 الف من الاندلسيين ونقلهم للجزائر المجاهدة كما كانت تسمى حينها

هده الرسالة لمفتي وهران اظنها بعد اخلاف الاسبان لوعدهم باحترام لدينهم وأملاكهم، وحرياتهم، وأمنهم
وسنهم لقانون الطامة الكبرى عام 1499 الذي ينص على تنصير المسلمين ، وتحريم إقامة شعائرهم الدينية، وإغلاق المساجد و إحراق آلاف الكتب وفي 1501 منع على المسلمين حمل السلاح، وأعطيت لهم مهلة ثلاثة أيام فقط لمغادرة إسبانيا، والموت عقوبة للمخالفين، ونصبت محاكم التفتيش.
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

والرسالة التي ارسلها اهل الاندلس لخير الدين يطلبون انقادهم من بطش النصارى
فارسل 36 جفن و تكرر الامر 7 مرات و تمكن من انقاد 70 الف من الاندلسيين ونقلهم للجزائر المجاهدة كما كانت تسمى حينها

هده الرسالة لمفتي وهران اظنها بعد اخلاف الاسبان لوعدهم باحترام لدينهم وأملاكهم، وحرياتهم، وأمنهم
وسنهم لقانون الطامة الكبرى عام 1499 الذي ينص على تنصير المسلمين ، وتحريم إقامة شعائرهم الدينية، وإغلاق المساجد و إحراق آلاف الكتب وفي 1501 منع على المسلمين حمل السلاح، وأعطيت لهم مهلة ثلاثة أيام فقط لمغادرة إسبانيا، والموت عقوبة للمخالفين، ونصبت محاكم التفتيش.

الله اكبر ما اقوى ايمانهم
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

الله اكبر ما اقوى ايمانهم

جواب لمن قال ان الدين انتشر بحد السيف
سقوط الاندلس وما تبعه من فرار اهل الاندلس لدول شمال افريقيا كان من اهم اسباب الحروب الصليبية على شمال افريقيا و ما للحرب بين الجزائر و اسبانيا في القرون 16 و 17 خير مثال
حتى الاستعمار الفرنسي للجزائر سنة 1830 كانت مكملة لما حدث في الاندلس دات يوم ودليل اول مابدا به فرنسا هو تدمير المساجد و البدا بحملات تبشيرية استعمل فيها حتى الغداء لتحقيق اهدافهم
ولكن الايمان بدين الحق كان اقوى
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

جواب لمن قال ان الدين انتشر بحد السيف
سقوط الاندلس وما تبعه من فرار اهل الاندلس لدول شمال افريقيا كان من اهم اسباب الحروب الصليبية على شمال افريقيا و ما للحرب بين الجزائر و اسبانيا في القرون 16 و 17 خير مثال
حتى الاستعمار الفرنسي للجزائر سنة 1830 كانت مكملة لما حدث في الاندلس دات يوم ودليل اول مابدا به فرنسا هو تدمير المساجد و البدا بحملات تبشيرية استعمل فيها حتى الغداء لتحقيق اهدافهم
ولكن الايمان بدين الحق كان اقوى

في 1973 بعد اعلان قانون حرية الاديان اشهرت عوائل في برشلونه اسلامها سانقل لكم مقال عن قرى لا تزال تتعبد خفيه وتصلي نحو الشرق بادعية تذكر اسم محمد وماشابهه
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

منذ الأبحاث التي أجراها الأب "بدرو لونغاس" في العقد الثاني من القرن العشرين عن الحياة الدينية للموريسكيين،
أصبحت الفرائض الدينية التي حافظ عليها هؤلاء معروفة لدينا جيدا، فمنها التقويم الإسلامي وفيه شهر رمضان الذي يمثل العنصر الرئيسي وهو الشهر القمرى التاسع وخلال ذلك الشهر يجب على كل مؤمن أن يهتم بصورة أكبر بالصلاة والصوم، حيث كان الموريسكيون يمسكون عن تناول الطعام خلال النهار، ثم يتناولون وجبة فقط أو ربما وجبتين منذ غروب الشمس حتى طلوعها، وهاتان الوجبتان كانتا عادة من أنواع المخبوزات التي تصنع من الزيت والجبن .
وعند نهاية رمضان يقع العيد الأول من الأعياد الأربعة الكبرى، وهو العيد الأصغر ويسمى كذلك عيد الفطر الذي هو عيد نهاية الصيام ، وتتركز أهميته في أعمال البر التي تتجلى بالتصدق على الفقراء، وفي مثل هذه المناسبة كان مسلمو غرناطة يدفعون زكاة من القمح وذلك في عصر بني الأحمر ( 1232مـ 1492 م) .
والعيد الثاني هو "العيد الأكبر" الذي يحتفل به لمدة أربعة أيام ويسمونه كذلك عيد الأضحى، وكان يطلق عليه المسيحيون عيد الخروف حيث تذبح فيه الخراف إحياء لذكرى تضحية إبراهيم بابنه. وبعد هذا العيد بأربعين يوما يحتفلون بيوم عاشوراء وهو يوم الأنبياء ويتم الإحتفال بصومه، ثم بعد ذلك بثلاثة أشهر يحتفل بيوم التوسعة، ولا نعرف أي شيء عنه. من ناحية أخرى فإن الموريسكيين كانوا يجعلون يوم الجمعة للأمور الدينية متى كان ذلك ممكنا لهم، وذلك بالصيام والصدقة والصلاة، حيث يتوجهون ظهرا لأداء الصلاة بقيادة الفقيه وهو الزعيم الروحي لهم، كما اعتادوا تغيير ملابسهم الداخلية، وكانوا يجتمعون بينهم فيأكلون ويغنون ويرقصون .
ومن المناسبات الدينية المهمة أيضا التي ترافق بعض الأحداث العائلية الرئيسية: يوم الميلاد والزواج والوفاة؛ أما بالنسبة للميلاد فالعادات المهمة هي الفضض ويعني ذلك أن يوهب الطفل لله، وعندما يكمل أسبوعا يرسل من أجل تطهيره ويكتبون على جبهته بعض الكلمات ويعلقون في رقبته الأحجبة التي تتضمن آيات قرآنية ويسمى باسم إسلامي. وتذبح بهذه المناسبة ذبيحة، ويضاف إلى هذه العادات الختان الذي يجرى في اليوم التاسع، ثم أُجل فيما بعد حتى وصل إلى العام التاسع، أما عادة التطهر فتكون عند الزواج، بالإضافة إلى أن العروس ينبغي أن تضع وردة ملونة على رأسها وتدخل بيت زوجها بقدمها اليمنى. وعند موت أحد الموريسكيين تغسل جثته بماء معطر ويلف بأحسن ثيابه ثم تقرأ بعض الآيات القرآنية ويدفن في أرض لم تزرع، ووجهه إلى الشرق وذلك في المقبرة خارج العمران، ويوضع فوق القبر ماء وخبز وبعض عناقيد العنب. وامتناعهم عن بعض الأطعمة كان أيضا لوازع ديني، ويمكن أن نختصرها في ثلاثة : عدم تناول لحم الخنزير، وعدم شرب الخمر، وعدم تناول لحم حيوان ذبح ولم يذكر اسم الله عليه أو ذبح على غير الطريقة الشرعية ...
وباختصار فإن الموريسكيين كانوا يحافظون على الواجبات التي يحافظ عليها المسلمون متى كان ذلك ممكنا من صوم وطهارة وصدقة وصلاة، وكل ذلك كانت له أهمية كبرى عندهم. وحسب مرثيديس أرينال، تحولت الحمامات إلى هوية ثقافية بالنسبة للموريسكيين، فمن الواجب على المؤمن الطهارة قبل صلاة الفجر؛ كما كان الموريسكيون يغسلون أفواههم بعد كل طعام، وماء الطهارة المعتادة يجب أن يكون نظيفا خاليا من اللون والطعم والرائحة، كما يحرم تسخين الماء بواسطة الشمس، أما الصلاة فتتضمن القيام والركوع والسجود ، وربما ظلت تؤدى إلى وقت متأخر من وجودهم في اسبانيا. حيث يمكن أداؤها سرا دون أن يراها المسيحيون ، وكذلك فقد كانوا يتداولون كتب الصلاة بطريقة سرية، وكانوا يقرءون الفاتحة كثيرا وهي السورة الأولى من القرآن. أما أصعب الفروض بالنسبة لهم فهو الحج ؛ لأنه فرض مشروط بالاستطاعة وتتم به زيارة الأماكن المقدسة في الحجاز ، ومع ذلك فقد وجدت في أراغون مخطوطة بعنوان : " قصائد رحلة حج لبوي مونثون، رحلة إلى مكة في القرن السادس عشر " ، وهي تحكى عن تلك الزيارة ، مما يعني أن الحج ـ وإن كان نادرا بينهم ـ فإنه لم يكن مجهولا. يبدو واضحا إذنً أن الموريسكيين من وجهة نظر دينية لم يختلفون تقريبا عن باقي المسلمين .
ومع تحول الموريسكيين إلى المسيحية لم تختف الشعائر الإسلامية بينهم في قشتالة وأراغون، ومنذ اللحظة الأولى أثير نقاش حول مدى صلاحية هذا التحول وما إذا كان للتعميد الإجباري قيمة. وخلال القرن السادس عشر بكامله ارتفعت أصوات تنادي بعدم صلاحية التعميد الإجباري، وكان الأسقف "بيدرو دي ألبا" يري عدم صلاحيته لسببين: الأول أنه تم بالقوة، والثاني أن شروط تسليم غرناطة الواردة في الوثيقة الموقعة من طرف المسيحيين عام 1486 وعام 1492م لم تحترم؛ ولهذا كان الراهب الفرانسيسكاني "سوبرينو" يقول : " إن عدم تحول الموريسكيين إلى المسيحية حدث بسبب أخطائنا"، وحتى الحكام أنفسهم لم يكونوا دائما متأكدين من أن لهم الحق في ذلك، وهذا واضح في ترددهم في تنصير مسلمي فالينسيا...
بالنسبة لمجموع المسيحيين الإسبان: "إن الإجبار لا ينفي الاختيار"، حيث كان المسلمون يستطيعون الإحتفاظ بدينهم الأصلي والهجرة ، لكن بما أن الأغلبية فضلت البقاء، فقد تخلت عن دينها. وإلى جانب هذا الاعتقاد العام، كان الجميع على يقين بأن التنصير الظاهري لا يكفي دون إعداد الموريسكيين له، ولقد بدأت عملية التنصير منذ عام 1501 ـ إن لم يكن قبل ذلك ـ واستمرت خلال القرن السادس عشر.
ولقد كان لهذه الجهود بعض الثمار قبل ثورة عام 1499م ـ وقد اقتصر ذلك على أقلية محدودة جدا ـ ولهذا فبعد قرار التنصير العام، استجاب الملكان الكاثوليكيان بسرعة لطلب رجال الدين في قشتالة، لإرسال جيش من القسيسين إلى غرناطة ، وربما كان هذا هو ما تضمنه القرار الملكي الصادر في مدينة "سانتا في" 24 أكتوبر عام 1500م . أما الهدف فقد كان يجب تحقيقه على أفضل الوجوه في السنوات التالية ، ولهذا فقد كان من النادر وجود كنيسة بدون قسيس في مملكة غرناطة .
لم يحدث الشيء نفسه في فالينسيا فقد تأخرت إقامت شبكة من الكنائس عشر سنوات وذلك لاستيعاب الموريسكيين بعد تنصيرهم عام 1525م ، وقد حدث هذا فعلا عندما أمر أسقف "ثيوداد رودريغو" واسمه أنطونيو راميريث بإنشاء كنائس في أماكن وجود الموريسكيين ؛ حيث ثم إنشاء 120 كنيسة ، وكانت المشكلة الكبرى في هذا الأمر هي تمويل هذه الكنائس سواء في غرناطة أو فالينسيا والتي لم تكن تملك شيئا ؛ لهذا مُنحت جزءا من العشور أو الممتلكات الخاصة بالمساجد والأحباس أو أوقاف مساجد غرناطة ، وهي عبارة عن أراض وطواحين وغير ذلك يدفع خراجها لمسجد معين. في كثير من الأحيان لم يكن ذلك يكفي واضطروا للبحث عن مصادر أخرى . وفي عام 1535م منحت إحدى أسقفيات كنائس فالينسيا 2000 دوقية لهذا الغرض .
لكن يجب أن ننبه إلى أن إنشاء كنائس في القرى والمدن ، لم يكن يعني تحقيق مجهود فعال، فالقساوسة الموزعون على قرى الموريسكيين كانوا بصورة عامة دون المستوى المطلوب ؛ بل كانوا في أغلب الأحيان بمستوى مؤسف . كانوا أفرادا مشكوكا فيهم ، أو غير مناسبين، وكان يوجد بينهم مراهقون أو متهمون من قبل محاكم التفتيش ، وكثيرا ما رفع الموريسكيون ضدهم الكثير من الشكاوى خلال ذلك القرن ، فأحيانا كان الموريسكيون يشتكون من الإبتزازات التعسفية المبالغ فيها ، وأنهم يتعرضون لذلك في كل مناسبة ، وبعض القساوسة كان يجبر الموريسكيين على التنازل عن بعض املاكهم للكنيسة ، وبعضهم الآخر يجبرهم على العمل يوم الأحد في حديقته الخاصة ؛ كما اتهم بعض القساوسة بإقامة علاقة غير شرعية مع النساء اللاتي يترددن على الكنيسة .
وأغلب هذه الشكاوى كان لها أساس حقيقي ، وقد استغرب الملك كارلوس الخامس كثيرا من نتيجة بحث أجري خلال وجوده في غرناطة عام 1526م ـ حيث غرم 60 % من القساوس، وحرم عليهم الغياب عن مناطق عملهم ، للتفرغ لإنتاج الحرير، وأن يكرسوا كل وقتهم للقيام بمهام رعوية .

نقلاً عن كتاب "تاريخ الموريسكيين: مأساة الأقلية"، بتصرف.
تأليف دومينغيث أورتيث، ترجمة عبد العال صالح،
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

في 1973 بعد اعلان قانون حرية الاديان اشهرت عوائل في برشلونه اسلامها سانقل لكم مقال عن قرى لا تزال تتعبد خفيه وتصلي نحو الشرق بادعية تذكر اسم محمد وماشابهه



ممكن تفصيل اكثر اخى الكريم
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين

بقلم هشام زليم.

منذ أن بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و قلوب الأعداء مملوءة حقدا و غلا على شخصه و على ما جاء به من نور لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. فماترك المجرمون من نعث قبيح إلا و نعتوا به الرسول صلى الله عليه و سلم مع علمهم الجازم ببطلان اتهاماتهم له, لكنهم أمام عجزهم عن رد دعوته السمحة و الطاهرة لجؤوا إلى أسلوب الضعفاء المبني على السب و الشتم و الرسم . و هذا ما يقرره الدكتور الفرنسي فرناند بروديل في مقدمته لكتاب "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" (ص16) :" إن التهجمات ضد محمد أو ضد القرآن, هي ولاشك أقل حجة و إقناعا من إلحاح المسلمين و تركيزهم على إنسانية المسيح. و هي طريقة لإنكار إلاهيته و رفض التثليت و التي بمفردها تعد نفيا لوحدانية الله."


و هذا مشاهد فكلما فتحت حوارا مع أعداء النبي صلى الله عليه و سلم و غيرهم عن صلب التوحيد جروك إلى مناقشة شبهات حول القرآن و النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
لكن ما يغيظ الأعداء أكثر هو رفض المسلم ,عالما كان أو عاميا أو بين ذلك , أن يُمسّ جناب نبيه محمد صلى الله عليه و سلم. فتجدهم لا يملون و لا يكلون من شتمه و سبه, لعلنا نمل أو نكل من الدفاع عنه و الدوذ عن جنابه الكريم, و ما يدرون أن صحة إيماننا مرتبط بحب نبينا صلى الله عليه و سلم, و هو القائلز "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده و الناس أجمعين". (أخرجه البخاري 32 و مسلم 33).
لقد وعى المورسكيون جوهر هذا الحديث الشريف فراحوا ينافحون عنه في معقل أعظم دولة كاثوليكية عرفها التاريخ, مع علمهم المسبق بما سيجره عليهم ذلك من قتل و تعذيب و تهجير.
و المورسكيون هم أولئك المسلمون الذين عاشوا في إسبانيا, تحت جبروت الحكم القشتالي الكاثوليكي بعد سقوط دولة الإسلام بالأندلس سنة 1492م, و أُجبروا على التنصر و تغيير أسمائهم و أزيائهم و عاداتهم الإسلامية. و قد أسست الدولة القشتالية ما يُعرف بمحاكم التفتيش لتتبع عمليات تنصيرهم و معاقبة من يتشبت بالإسلام منهم و تقديمه للمحاكمة حيث يتم سجنه أو مصادرة أمواله أو تعذيبه أو قتله أو جميع ذلك في أن واحد. بل من صدرت منه إشارة بسيطة قد تكون خاصة بالمسلمين عُرض على محاكم التفتيش لتقصي أمره.
رغم كل هذه الإجراءات ظل المورسكيون يحفظون الإسلام باطنا و يخفوه بكل حذر عن أعين و مسامع جواسيس محاكم التفتيش في انتظار فرج يأتي من عند الله عز وجل.
في ظل هذه الظروف, استغل الغزاة القشتاليون الفرصة فراحوا يتهجمون على النبي صلى الله عليه و سلم و ذكره بسوء أمام المورسكيين و ذلك للتثبت من مدى إخلاصهم للكاثوليكية, لكن المورسكيين كانوا يجابهون كل حقير يسب النبي محمد صلى الله عليه و سلم مع علمه بما سيجلبه عليه هذا الموقف من تبعات أليمة أمام محاكم التفتيش.
أضع بين أيديكم شهادات دونتها محاضر محاكم التفتيش الإسبانية في القرن السادس عشر عن حالات توبع فيها مورسكيون بتهمة إخفاء الإسلام عبر الدفاع عن النبي صلى الله عليه و سلم.
يذكر الدكتورالفرنسي لويس كاردياك في كتابه "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" ترجمة الدكتور عبد الجليل التميمي:
"في كثير من الأحيان, كان الموريسك لا يتحملون من يسب أو يشتم الرسول. من ذلك أن أحد الموريسك عندما وصل ليقتني خمرا من الحانة قد استُقبل عند مدخل الحانة بهذه الألفاظ: "لتحرق النار الخالدة محمدا" غير أنه لم يتماسك عن الرد :" إن محمدا يعد رجلا خيرا و طيبا" "من أرشيف محاكم التفتيش بكوينكا. ملف255. الصفحة3455."
و في نفس الكتاب يذكر كاردياك:

"اسم محمد يظهر دوما على لسان المسيحيين عندما يحلفون, وفي أحد الأيام بطليطلة, كان مسيحيان في نقاش كبير عندما قال أحدهما: "إني أحلف باسم الله" و قد أخذ عليه رفيقه أن يستعمل مثل هذه العبارات قائلا له: "احلف باسم من لا تؤمن به". و قد رد عليه المسيحي قائلا: " إني أحلف باسم محمد البغي الشرير" إلا أن أحد الموريسك كان حاضرا هذه المجادلة, سرعان ما استولى على هراوة "وكله يرتجف" قد هدد الشاتم قائلا له: "ماذا فعل لك محمد؟" و بالطبع فإن المورسكي هو الذي سيدفع الثمن بسوقه إلى دواوين التحقيق نتيجة شكاية المسيحي" من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف193. الصفحة 17.
و يتابع كاردياك :

"في سنة 1614م , لنفس هذا السبب, تمثلت بياتريس هارننداز أمام المحكمة, و على الرغم من صفتها المورسكية, فإنها استطاعت أن تبقى بإسبانيا بعد عملية الطرد النهائية: غير أن عددا من جيرانها كانوا يرتابون في ابتداعها, وفي إحدى الأمسيات , قضت سهرتها عند أحد أفراد جيرانها,وبينما كان رب البيت يشعل النارفي المدفئة, أصابه حرق و صاح: (بغي أنت يا محمد) و قد ردت عليه (لم يكن بغيا, ولكنه رسول)…" من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف 193. الصفحة 16.
إنها مواقف تسجل بماء الذهب فنسأل الله أن يرحم هؤلاء القوم الذين غلبوا على أمرهم و رغم ذلك حاولوا بما أوتوا من استطاعة الدفاع عن إسلامهم و نبيهم صلى الله عليه و سلم.
كتبه هشام زليم.
 
رد: اربعه قرون على مأساه المورسكيين



ممكن تفصيل اكثر اخى الكريم

المورسكيين عانوا من عنف ديني شديد مجرد امتلاكك حمام في منزلك كان يؤدي بك للموت حرقا لان "المسيح " طهرك ولم تعد بحاجه للتطهير

كانوا يخفون اسلامهم لدرجه انهم اذا ارادوا اقامه الجمعه ذهبوا ليصلوها بالمغارات بعضهم من شده التكتم لم يبقى معهم الا لا اله الا الله يعرفون نطقها لا معناها راجع المشاركة القادمه
 
عودة
أعلى