الوثائق البريطانية 1974 ـ حرب أكتوبر أو عملية بدر من الألف إلى الياء سياسيا وعسكريا ا

يحي الشاعر

كبير المؤرخين العسكريين
عضو مميز
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
1,560
التفاعل
98 0 0
الوثائق البريطانية 1974 ـ حرب أكتوبر أو عملية بدر من الألف إلى الياء سياسيا وعسكريا السادات طرح خطة سلام من خمس نقاط
قراءة في الوثائق البريطانية 1974
ـ حرب أكتوبر أو عملية بدر.. من الألف إلى الياء سياسيا وعسكريا
2 ـ 2
السادات طرح خطة سلام من خمس نقاط ضد نصيحة بعض مستشاريه المقربين






هل تسرع السادات في عرضه وطرحه خطة "ســلام" ... سواء من خمس نقاط أو خمسمائة ... ؟؟؟؟

أم أن ظروف محددة قد أجبرته علي التقدم إلي هذه الخطوة ...

سيستفاد من التمسك بالموضوعية ، من أجل التوثيق التاريخي ... ومحاولات الحصول علي كافة ما يتصل بهذه الحرب من وثائق ... إذ لا نقرأ افي العالم العربي ، سوي لعديد من التفاصيل "والنتصارات ... وهزيمة" ... ونقرأ أيضا العديد من الأنتقادات .. والتهجم ...

فيما يلي ، سطور عن خبايا وتحليلات مما تنشره "الشرق الأوسط" من وثائق بريطانية مختلفة ... ومنهم عن حــرب ألعبور الخالدة .. أكتوبر 1973 .... وعواقبها


إســـلـــمــي يـــا مــصـــر



د. يحي الشاعر

من موقع جريدة "الشرق الأوسط"



Asharq-alawsat-logo.jpg








اقتباس:
قراءة في الوثائق البريطانية 1974 ـ حرب أكتوبر أو عملية بدر.. من الألف إلى الياء سياسيا وعسكريا 2 ـ 2
السادات طرح خطة سلام من خمس نقاط ضد نصيحة بعض مستشاريه المقربين
news.281067.jpg

لندن: حسن ساتي

* ما وراء السطور في تقييم السفير البريطاني بالقاهرة
* لم يجانب السفير البريطاني ، السير بي. آدمز الحقيقة ، في حلقته الثانية والأخيرة ، وهو يثمن ما قامت به مصر في حرب أكتوبر.

وللقارئ أن يقف على كامل رؤيته من خلال ما كتب في تقييمه لهذه الحرب تجاوز الخمسة آلاف كلمة.

ولكن ثمة وقائع لا نريد لقارئ هذه الوثيقة أن يغفلها، أو أن تحول القراءة المتسرعة دون الوقوف عندها، وتبريرنا هنا، يذهب الى ما هو أبعد من نتائج الحرب، أو قل الى العقل العربي عموما. وبينها أن الوثيقة تكشف أن المستشارين المقربين من الرئيس السادات قد نصحوه بأن لا يتحدث عن السلام أمام مجلس الشعب باعتبار أن الوقت مبكر لهكذا حديث، ولكنه لم يستمع لنصيحتهم، ونترك للخيال هنا كل المساحات لتأويل الخلاف حول قضية وقيمة انسانية عالية مثل السلام ولكنها وبإنكفاء قريب تبدو وكما لو أنها يمكن أن تخضع للمساومة أو المناورة.
الجزئية الثانية في الوثيقة تكمن في إخفاء القادة العسكريون عن السادات أنباء الثغرة (التي حملت اسم الدفرسوار وإن لم يعرفها السير آدمز بهذا التعريف)، مما دفعه لحديث عن السلام، وليبقى التساؤل حول ما إذا كان علمه بها سيغير من موقفه أم لا مستحيل الإجابة، فالرجل نفسه قد رحل عن الوجود بحظوظ سيئة جعلت يوم اغتياله في 6 أكتوبر 1981 هو اليوم الذي جاء ليحتفي فيه بالذكرى الثامنة للنصر الذي كان بطله ورائده، وتلك أيضا جزئية أدعى للذهاب بخيالنا في مساحات أخرى حول عقلنا العربي واختياراته مع الاختلاف السياسي.

وثيقة أخرى للسير آدمز أمعنت في الوضوح لحد اتهام بريطانيا بممارسة سياسة مع مصر تميزت بعدم المساواة والاستغلال مما أحرج رؤساءه، وهنا أيضا مساحة لرؤية الأمانة التي يمكن أن تصدر عن أناس طالما حملهم العقل العربي الكثير من أخطائه وإخفاقاته. شاهد القول، إن هذه الوثائق تستحق بالفعل قراءة تتعدى السطور لما وراء السطور.

* ما وراء خط المواجهة

* 17 ـ كان هناك نشاط مثير للاهتمام طوال أيام الحرب ما وراء الخطوط، والإشارة لحرب الكلمات التي تزامن افتتاحها مع عبور القناة، وكان لها معالم روائية مقارنة بالحروب الإسرائيلية السابقة، والى ذلك ففيما لم يتوقف الإسرائيليون عن تلفيق نجاحات من وحي الخيال (منها أن الجسور المصرية عبر القناة قد تم تدميرها ثلاث مرات على الأقل)، كانت البيانات المصرية العسكرية موضوعية وحقيقية وبدرجة يصعب تخيلها مقارنة بنسخ عام 1967، فكان وزير الدفاع المصري يفحص بنفسه أي بيان قبل صدوره.

18 ـ وكنتيجة لهذه السياسة الإعلامية الحكيمة ، بقيت الروح المعنوية المدنية في مصر عالية الى أن انتهت الحرب، والى أن عكرت الشكوك، المصاحبة لنجاح اسرائيل في اختراق الثغرة، ذلك الجو، ومع ذلك لم تكن هناك حالة هيستيريا عامة أو خاصة. كان هناك بالطبع عدم اكتراث وبعض التذمر، ولكن كانت هناك أيضا روح وطنية حقيقية وتضامن. وموقف الرئيس تراوح متنقلا بين مآلات الحرب، ولكنه ظل محتفظا بسلطته على طول الوقت، ومن المؤكد أنه أصبح أكثر احتراما لدى شعبه بعد توقف القتال عنه ما قبل بدايته، وقد ظل بعيدا عن الأنظار في موقع رئاسي خاص في هليوبوليس، ولم يخرج الا ليوجه خطابا الى مجلس الشعب يوم 16 اكتوبر، ويومها قدم له أعضاء المجلس احتفاء وقوفا بصورة ليس لها مثيل. تحدث في ذلك الخطاب بثقة عظيمة، طارحا خطة سلام من خمس نقاط (ضد نصيحة قال له بها بعض مستشاريه المقربين وقد اعتقدوا أنه من السابق لأوانه التحدث عن السلام)، فيما أظهر ذلك الحديث ليس مجرد شعبيته فقط، وإنما نجاح مصر في الحرب، ولكن وكما اتضح فيما بعد أنه لم يكن قد أحيط وقتها بالاختراق الإسرائيلي الذي كان قد بدأ قبل 12 ساعة من حديثه.

19 ـ بدأ يوم 11 اكتوبر نقلا جويا مكثفا من الاتحاد السوفياتي للمطارات المصرية والذي قدم عنصرا جديدا كليا للحرب، ومن يومها والى وقف إطلاق النار أوشكت آذاننا أن تصاب بالصمم من جراء أزيز الـAN-22 التي كانت مسارات طيرانها تمر بها بقلب القاهرة، والى ذلك كان التذكير الحي بأن الحرب تدور على نحو 70 أو 80 ميلا الى الشرق منا، يمر بتلك الحيثيات من أزيز الطائرات والى صفارات إنذار الغارات الجوية. وبين حيثيات التذكير أيضا نظام الحصص التموينية في الطعام والوقود، وانقطاع التيار الكهربائي الذي بدأ يزحف تدريجيا الى المدينة والتوقف الذي أخذه نشاط الترفيه الدبلوماسي ومعه الأوامر بأن تغلق محال الترفيه عند الساعة 11 مساء.

20 ـ لم يتضح بعد بالضبط ماذا حملت الطائرات الروسية الى مصر، فالسادات نفسه أخبرني (كسر بيننا) أنه لم يتم إحلال طائرة مصرية واحدة من التي فقدت في المعارك، وكذلك تمت إحاطتنا من مصادر يعتد بها بأن معظم ما وصل من روسيا كان قد تم التعاقد عليه سلفا قبل الحرب، وأن نسبة كبيرة منه ليست أسلحة البتة وأن كل ما وصل قد تمت عمليات دفع تكاليفه. ولكن ومع ذلك، فذلك الجسر الجوي يقدم دليلا مرئيا على التزام السوفيات تجاه مصر، فيما قد استبق عملية إعادة الإمداد الأميركية الأخيرة لإسرائيل والتي أنقذت بما يقارب التأكيد اسرائيل من كارثة عسكرية، وليس هذا هو المجال لمناقشة أي دور لعبه السوفيات في الحرب وفي الأحداث التي قادت اليها، وهناك دليل بأنه كانت لديهم بعض المعرفة ولو عن طريق بقايا فنييهم ممن لم يشملهم الطرد، وهناك جزئية إخلائهم لأسرهم قبيل اندلاع القتال، أما بالنسبة لبقيتهم، فيبدو أن دورهم قد اقتصر على عمليات الإمداد وعلى دورهم السابق في التدريب، وأنا أبدو هنا متأكدا بأن نصائحهم أو استشارتهم لم تقدم في الأمور التكتيكية أو العسكرية، أما زيارة كوسجين للقاهرة يومي 17و18 أكتوبر فربما كان هدفها الاستنباط أكثر من المشاركة في المعلومات.

21 ـ من عموم هذا المشهد، يبدو أن هناك منظورا تجاه «الدبلوماسية الهادئة» التي تهدف لإنهاء القتال، ولكن فقط بعد التعرف التام بالإصرار العربي على استعادة الأراضي المحتلة. وقد جاء التحرك الأول من قوة أميركا، فبعد مناقشات في واشنطن بين د. كيسنجر واللورد كرومر في واشنطن، والتي قال فيها كرومر وبوضوح بعدم رغبتنا في المضي مع قرار للأمم المتحدة يدعو الى وقف لإطلاق النار مربوطا بالعودة الى خطوط ما قبل 6 أكتوبر، ذهب الأميركيون لجدولة قرار يوم 8 أكتوبر مستصحبا قدرا قليلا من النجاح، وقد أخبرني الرئيس السادات سلفا قبل يوم من ذلك الخبر بأنه لن يقبل بقرار من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار الى أن يتم استرجاع كل الأراضي العربية. ولكن الأميركيين وقتها كانوا على اقتناع بأن الاسرائيليين سيطردون المصريين قريبا عبر القناة.

22 ـ أخبرني وزير الخارجية المصري يوم 12 اكتوبر بأن الوقت موات الآن لعمل سياسي، ولكن وقفا لإطلاق النار سيكون مقبولا فقط لمصر إذا ما ربط بوضوح بتسوية نهائية تشتمل على عودة الأراضي العربية. وبرغم ذلك، أخبر كيسنجر اللورد كرومر بأن من الممكن حمل اسرائيل على قبول وقف لإطلاق النار فيما اعتقد السوفيات أن ذلك ممكن مع المصريين أيضا، فضغط على الحكومة البريطانية لأخذ مبادرة اقتراح قرار لمجلس الأمن في ضوء تلك الخطوط. ووفقا لذلك، قابلت الرئيس السادات بناء على التعليمات وسألته ما إذا كان سيقبل بوقف لإطلاق النار بقرار من مجلس الأمن، وكان رد فعله سلبيا بلا جدال، ووصف الفكرة بأنها «خدعة كيسنجرية» وأوضح الشروط المصرية لقبول وقف لإطلاق النار، وأولها تأسيس جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي، وقالها صريحة بأنه نقل هذا بوضوح الى السفير السوفياتي.

23 ـ استقبل كيسنجر رفضنا لتبني قرار لمجلس الأمن بالزهد، متعللا في الأخير بأن الروس قد غيروا رأيهم حول قبول المصريين به، وفي نفس الوقت قررت الحكومة الأميركية ضرورة تمويل اسرائيل دون تأخير، وبعد أن شعر المصريون تأثير هذه العملية، طار كيسنجر الى موسكو يوم 21 أكتوبر حيث ضمن وبسرعة اتفاقا على قرار أميركي سوفياتي مشترك يتضمن إشارة محددة للقرار 242 ، وقد شعر السادات ان باستطاعته قبوله برغم أنه خضع لضغط محلي قوي بأن لا يفعل ذلك، وبرغم خطأه الواضح في عدم التشاور مع السوريين أولا، وقد تلقيت تعليمات بمطالبة المصريين بوقف القتال، ولكني وجدت أنهم كانوا قد قرروا ذلك سلفا.

* كيف ولماذا فشل المصريون في توظيف مزايا الأسبوع الأول؟ رغم كل شيء فعبور قناة السويس وضع أهمية كافية لتحول في مكانة مصر في العالم

* خامسا: الاستنتاجات:

24 ـ السؤال: لماذا فشل المصريون في التماسك وتوظيف مزايا الأسبوع الأول وإنشاء وضع قيادي بما قاد الى ما بدا سلفا وبحلول 20 اكتوبر مثل هزيمة قريبة؟ أخبرنا صحافي بريطاني له مصادر جيدة داخل الجانبين، بأنه وفي الفترة التي سبقت عملية إعادة الإمداد الأميركية لإسرائيل كانت هناك 90 دبابة فقط بين الجيش الثاني المصري والدخول لإسرائيل. وفي تقديري، أن التعرف على هذا الفشل المصري استغلال هذا الوضع، يعود الى الأهداف المحدودة لـ «عملية بدر» التي تم وضعها على فرضية أن التقدم السريع في سيناء سيعرض جيشهم المكشوف كثيرا لسلاح الجو الإسرائيلي، فيما دعم وعزز من عدم المرونة التكتيكية هذه عدم الكفاية اللوجستية، فبرغم نجاح المبادأة بالضربات، أظهرت آلة الحرب المصرية نفسها بأنها لا تزال غير كفوءة في عدد من المجالات باستدعاء المفاهيم الحديثة وأكثرها بروزها التنسيق والاتصالات.

25 ـ من كسب الحرب ؟ لقد ادعى أي من الجانبين النصر، أو على الأقل أن الجانب الثاني قد تم إنقاذه بالجرس. وتبدو المزاعم الإسرائيلية، بالمقاييس العسكرية الصرفة، أكثر إقناعا، وبرغم أن حجم الأراضي التي كسبها أيهما تبدو متساوية في النهاية، إلا أن آلة الدعاية الإسرائيلية امتلكت أثرا إحباطيا على روح الآخر المعنوية، فمنذ يوم 20 أكتوبر وما تلاه، زحفت حالة من الإبهام وما يقترب من الهيستيريا على البيانات المصرية، مثل الشكاوى من «آلة الحرب النفسية الإسرائيلية» و«نمط جوبلز الدعائي»، وقد أخذت لها وجودا في الأخبار حول المعارك على الأرض.

ومع ذلك، فليس بصحيح أن الإسرائيليين كانت لهم اليد الطولى وقتها وفق إيحاءات معلقين كثيرين، فالمصريون كانوا لا يزالون في السباق بحلول مساء 22 أكتوبر، فقواتهم كانت لا تزال على جانبي القناة، برغم أن جزءا كبيرا من الجيش الثالث كان محاصرا، الا أنهم أبقوا على تفوق مقدر في العددية على اسرائيل في أرض المعركة.

فإسرائيل ظلت تقاتل بخطوط اتصال عرضة للخطر وفي ظل هجمة مرتدة بإرادة حقيقية من الجيش الثاني، فإنها، وعلى الأقل كانت في خطر محاصرة أكبر من المصريين أنفسهم. ومن الصعب تقدير الخسائر بدقة على الجانبين، وفيما قللت تكتيكات المصريين من خسائرهم في الدبابات والطائرات، وهذه وفي النهاية لن تكون أكبر من الخسائر الإسرائيلية، الا أن من الممكن أن يكون المصريون قد خسروا ضعفين أو ثلاثة أضعاف الإسرائيلين في مجال القتلى والجرحى، ولكن ومن وجهة النظر العسكرية فبإمكانهم أن يقدموا مثل تلك الفواتير. وعلى الرغم من أسرهم لنحو 8.000 أسير (معظمهم في الفترة بين 20 و25 أكتوبر)، الا أن الإسرائيليين فشلوا كليا في كسر الروح القتالية للجنود المصريين، الذين ثبتوا قدرة على الدفاع على طول الجبهة يوم أعلن عن وقف إطلاق النار الأول.

26 ـ بخطوط عريضة، حقق المصريون نتيجة أقرب الى النصر منها الى الهزيمة. وبرغم أن المنظور للسلام لا يزال غير مؤكد، وأن انفجار القتال لا يمكن بحال استبعاده، فعلى السادات أن يشعر، بقدر كبير، أنه قد حقق الأهداف التي حملتها الفقرة 3 من هذه الرسالة، وكان بوسعه أن يحقهها بصورة أكبر إذا لم يحدث الاسرائيليون ثغرتهم، ولكن الأراضي التي كسبها المصريون شرق القناة تعني أكثر من تلك التي فقدوها في الغرب. ولا جدال أنه وحتى من غير هذه الحرب فقد كان من شأن سلاح النفط أن يلزم الدول الكبرى والدول العظمى بتركيز الاهتمام على الشرق الأوسط، ولكن، ومن غير هذه الحرب، ربما لم يكن بالإمكان إغماد سلاح النفط. وفي كل الأحوال، فعبور قناة السويس في ذاته وضع قدما لأهمية كافية لتحول في مكانة مصر في العالم. فقد أعطى المصريين ثقة في أنفسهم فيما أظهر لبقية العالم أنهم، وحين تتعلق قلوبهم بشأن، فإنهم قادرون على أن يخططوا وأن يتصرفوا بشجاعة وفعالية، وبنفس المنوال، فقد قلل تصرف المصريين من الافتراض، الذي انتشر واسعا مؤخرا، بأن اسرائيل الآن، وأنها من المتوقع دائما أن تكون، الدولة الوحيدة الكفوءة في الشرق الأوسط، وهذا مكسب ضخم للقضية العربية، وقد جعل هذا تحقيق هذا الإنجاز المتنامي، فيما توقف القتال، المصريين ينظرون للوراء اليه بفخر متزايد برغم أن تضحياتهم لم تثمر بعد عن الثمرة الأخرى.

27 ـ أرسلت نسخة من هذه الرسالة الى ممثلي حكومة الملكة في موسكو، باريس، بعثة نيويورك، بعثة جنيف، بعثة الناتو، عمان، بيروت، دمشق، جدة، تل أبيب، وطرابلس.

(توقيع: بي.جي. دي. آدمز)
* السفير بالقاهرة للندن: علاقتنا مع مصر قبل 6 اكتوبر تأسست على عدم المساواة
* وثيقة رقم: 7
* التاريخ: 7 فبراير 1974
* الى: السير فيليب آدامز، السفير، القاهرة، سري للغاية.
* من: إيه. جي. كريغ، الخارجية، إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا
* الموضوع: الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة.
* شكرا على رسالتيك 10/1 بتاريخ 7 و 16 يناير على التوالي حول حرب أكتوبر ونتائجها السياسية.

نحن نتفق بلا جدال مع الاستنتاجات التي وصلت اليها في الرسالة الأولى أنه وبرغم أن المصريين لم يستطيعوا استغلال نجاحهم المبدئي الأول ولذلك كانوا هابطين عسكريا في النهاية، الا أنهم سياسيا في القمة. أما الاستنتاج الوارد في الفقرة 12 من رسالتك الثانية ومفادها أنه إذا كان لنا أن نضمن المصالح البريطانية في العالم العربي، فعلينا أن نصبح ممولين أساسيين للسلاح الى مصر، فهو كثير الصعوبة، (ولن يدهشك ذلك)، فسيكون من الصعوبة بمكان أن نبرر تراجعنا عن سياسة ما قبل حرب 6 اكتوبر بعد أن أظهر العرب الآن أن بوسعهم استخدام وسيستخدمون السلاح الذي يحصلون عليه، ونحن نضع الآن قيد الاعتبار الخطوات التالية في مجال حقل التسلح، وآمل أن نناقش الأمر مع د. كيسنجر في القريب وهناك مؤشرات بأنه سيتفهم، بل ويرحب ، سياسة منصفة من جانبنا، أما إذا فكر الوزراء، مع ذلك، أن حق السياسة قضية أخرى، فمن الأرجح أن ينجذبوا الى نوع من «الخليط» الذي تحدثت عنه في الفقرة 14.

وللغرابة فقد وجدت فقرتك رقم 10 لا تخلو من غرابة بقولها ضمنا أن علاقتنا مع مصر قبل 6 اكتوبر قد تأسست على عدم المساواة والإستغلال، فبالتأكيد، فإن تلك الأيام قد ولت قبل أكتوبر 1973؟ كلا الرسالتين أرسلتا بالطبع للطباعة كما تقريرك السنوي. (توقيع: إيه.جي. كريغ)

 
عودة
أعلى