كانت التحركات المتكررة لوحدات القوات البرية وسلاح المهندسين المختلفة تشكل لغزاًdefense-arab.com للعدو، الذى لم يفهم الدافع وراء معظم تلك التحركات، فكان سلاح المهندسين يدفع فى النهار بمعدات العبور وببعض الجسور والكبارى فى اتجاه قناة السويس عند مواقع الجيشين الثانى والثالث الميدانيين ، ثم يعيد سحبها ليلاً،defense-arab.com وكثيراًdefense-arab.com ما تحركت كتائب وألوية بالكامل شمالاًdefense-arab.com وجنوباًdefense-arab.com ، ومن الغرب إلى الشرق، وبالعكس دون أن يكون لذلك سبب مفهومdefense-arab.com.. ووقع العدو فى الفخ،defense-arab.com وظن لعدة مرات أن هناك استعدادات حقيقية للعبور،defense-arab.com وأعلن حالة الطوارئ أكثر من مرة ليكتشف أنه تحمل الكثير من الأعباء الإدارية والمالية والعسكرية دون جدويdefense-arab.com.
ترسخ فى وجدان القيادة الإسرائيلية أن هذه التحركات مجرد لعبة مصرية من ألعاب الاستنزاف،defense-arab.com استناداًdefense-arab.com إلى اعتماد القوات الإسرائيلية على نسبة عالية من أفراد الاحتياط، ، وأن استدعاء الاحتياط يمثل عبئاًdefense-arab.com مزدوجاًdefense-arab.com على القيادات العسكرية فى إسرائيل، وعلى القطاعات المدنية التى يقوم عليها أفراد الاحتياط defense-arab.com، وساعد ذلك على تبرير التحركات العسكرية المصرية قبل أيام من معركة العبور، وساهم فى إساءة تفسيرها من قبل القادة الإسرائيليينdefense-arab.com.. والواقع أن هذه التحركات المصرية التى ظلتdefense-arab.com غامضة فى نظر العدو، كانت تمثل حلقة فى سلسلة المشروعات التدريبية للوحدات المختلفة، والتى توجتها مناورات خريف 3791 التى عرفت بأنها مشروع تدريبى تعبوى، وأصبحت ظهر يوم السادس من أكتوبر خطـــة الهجوم التى مكنت أكثر منdefense-arab.com 04 ألف مقاتل من عبور قناة السويسdefense-arab.com فى أقل من ست ساعاتdefense-arab.com، وربما كان ذلك هو المطلوب بالنسبة للموقف المصرى، بعد أن بدأت عجلة الحرب فى الدوران، طبقا لخطة الهجوم التى تم وضعها دون علم الاتحاد السوفييتي،defense-arab.com والذى ظل يعتقد أن الخطة المصرية هى مجرد تعديل فى الخطة التى شارك فى وضعها خبراء سوفييتdefense-arab.com.
وبدأ إدخال التعديلات الجديدة على الخطة مع أوائل عامdefense-arab.com 1972defense-arab.com ، وعلى ضوء تدعيم القوات المختلفة،defense-arab.com خاصة القوات الجوية،defense-arab.com لكن جوهر الخطة لم يتغير، وإنما تغير اسم الخطة الممكنة القابلة للتنفيذ فى ظل الإمكانيات المتوفرة،defense-arab.com خاصة مع عدم توافر العدد الكافى من صواريخ أرض جوdefense-arab.com «طراز سامdefense-arab.com» التى يمكن أن تنتقل إلى شرق القناة، لتوفير الحماية للقوات التى ستتقدم شرق القناة، بعد أن تخرج من نطاق حائط الصواريخ، الذى يعمل من قواعده الثابتةdefense-arab.com غرب القناةdefense-arab.com، وأهم ما حققته القوات الجوية فى هذه المرحلة هو حسن استخدامها للإمكانيات المتاحة للتصوير الجوى وتفسير هذه الصور، وسرعة تسليمها فى وقت يتيح لسائر القوات الاستفادة منهاdefense-arab.com.
وأصبح الرأى الراسخ لدى قادة الجيوش ورؤساء الأفرع ، هو أن قواتنا قادرة على القيام بالعملية الهجومية ، وتمت مناقشة ذلك فى الاجتماع الذى تم فى استراحة رئيس الجمهورية بالقناطر الخيرية، وفى وجود وزير الحربية الجديد أحمد إسماعيل defense-arab.com. وفى هذا الاجتماع الذى عقد فى ربيع العامdefense-arab.com 1973defense-arab.com هو الموعد المحتمل للهجوم بصورةdefense-arab.com مبدئية،defense-arab.com وقد تم تعديله بعد ذلكdefense-arab.com، وكانت هناك بعض الأمور المشجعة ومن أهمها ما حققته القوات الجوية من تطور ملموس، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الطيارين المصريين الذين تفاعلوا مع خطط التدريب المكثف، بما فى ذلك التحليق على ارتفاعات منخفضة جدا، يتيح للطائرات مفاجأة العدو بضرب الأهداف المحددة لها، وتنفيذ خطط العودة إلى قواعدهاdefense-arab.com. لكن الذى كان يدعو للقلق هو قدرة العدو على القيام بهجوم مضادdefense-arab.com.. وكان السؤال المطروح هو كيف سيقوم بهذا الهجوم المضاد،defense-arab.com والأهم هو متى سيقوم به؟
العد التنازلى
وكان المجتمعون فى استراحة القناطر الخيرية يتوقعون أن العدو سيكتشف بالتأكيد نية القيام بعملية هجومية ضد قواته قبل موعدها بثلاثة أيام،defense-arab.com فى حين كانت هناك تقارير أعدتها المخابرات الحربية تتضمن أن هناك احتمالات كبيرة بأن يعرف العدو استعدادنا لعملية هجومية بمجرد بداية العد التنازلى والمقرر لهdefense-arab.com 15defense-arab.com يوما، أى أنه سيبدأ فى الإعداد لعمليات إجهاضية أو استباقية فى اليومdefense-arab.com «ي ناقصdefense-arab.com 41defense-arab.com» أى قبل ساعة الصفر بأسبوعينdefense-arab.com.. لكن ذلك لم يتحقق وانتصرت النظرة التفاؤليةdefense-arab.com.. بل وأكثر من ذلكdefense-arab.com.
وبدأ وضع اللمسات الأخيرة مع استبعاد شهر سبتمبر ليكون اليومdefense-arab.com «يdefense-arab.com» هو السادس من أكتوبر وساعة الصفرdefense-arab.com »سdefense-arab.com« هى الساعةdefense-arab.com (0041defense-arab.com) أى الثانية بعد الظهر،defense-arab.com وهو ما كان موضع خلاف مع القادة السوريين فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية السورية الذى تم فى قصر رأس التين بالإسكندرية على مدى ست أيام متصلة، لم يغادر خلالها أحد من المجتمعين القصر، اعتبارا من بداية الاجتماع بعد ظهر الثلاثاءdefense-arab.com 12defense-arab.com أغسطسdefense-arab.com 3791، وكان لهذا الخلاف صلة مباشرة بخطة الضربة الجوية التى ستبدأ بها العمليات الهجومية ظهر السبت السادس من أكتوبر،defense-arab.com رغم ان مبارك أعلن فى هذا الاجتماع ان قواته مستعدة للقيام بمهمتها فى أيdefense-arab.com من التوقيتات المقترحةdefense-arab.com، واعتمدت الخطة على قيام قواتنا الجوية بضربة مركزة على جميع الأهداف المعادية، التى قد تؤثر على عملية العبور، وتشمل مطارات العدو وبطاريات المدفعية وقواعد الصواريخ المعاديةdefense-arab.com «هوكdefense-arab.com» ومراكز السيطرة والإعاقة،defense-arab.com وأهمها مراكز التشويش الإلكترونى التى أقامها العدو فى سيناء بعد احتلالهاdefense-arab.com.
وكانت هناك أدوار أخرى مهمة للقوات الجويةdefense-arab.com غير تحقيق الضربة الجوية،defense-arab.com وهى المشاركة فى عمليات إنزال جوى وبحرى، لعرقلة تقدم العدو فى مواجهة قواتنا،defense-arab.com وتأخير أى هجمات مضادة يقوم بهاdefense-arab.com.. وهكذا تمكنت مصر من أن تعكس الآية ، وأنdefense-arab.com تقلب السحر على الساحر،defense-arab.com وفى الوقت نفسه كان هناك حرص على سلامة الطيارين المصريين، وعدم الدفع بهم فى مغامرات جويةdefense-arab.com. وظلت الخطة المصرية تعتمد على قواتنا الجوية فى التصدى لأى هجمات جوية معادية على الدفاعات الأرضية القوية، وما كان معروفا فى ذلك الوقت باسمdefense-arab.com «حائط الصواريخdefense-arab.com» الذى شكل رعبا متزايدا لطيارى العدو، بالإضافة إلى سرب الطائرات المقاتلةdefense-arab.com «الميج 21» المتمركز فى قاعدة أبوصوير، والمستعد للتصدى لأى هجوم جوى معادdefense-arab.com.
وهناك إجماع على أن الصواريخ المصرية المضادة للطائراتdefense-arab.com «طراز إس إيه إم sam» أثبتت كفاءة بالغة خلال حرب الاستنزاف بين عاميdefense-arab.com 8691و3791defense-arab.com وكان لها مواقف مشهودة خلال الاشتباكات مع الطيران المعادى، عقب وقف إطلاق النار فى أغسطسdefense-arab.com 07defense-arab.com٩١ ، حيث لم يحترم الطيران الإسرائيلى وقف إطلاق النار، وحاول لمرات عديدة اختراق المجال الجوى المصرى، مع حرصه على تجنب المناطق التى تدخل فى نطاق صواريخdefense-arab.com «سامdefense-arab.com» التى ظلت تشكل رعبا للطيارين الإسرائيليين،defense-arab.com ويفسر ذلك الأوامر المشددة التى تلقاها الطيارون الإسرائيليون بعدم الاقتراب من ضفة القناة لأقل من 51 كيلومتراdefense-arab.com.
وكان لابد أن تضع القيادة المصرية ذلك فى حساباتها عند التخطيط للمعركة الهجومية، وأن تحرص على أن تكون حركة القوات البرية تحت مظلة الدفاعات الجوية،defense-arab.com وهذا ما أدى إلى الإجراءات التى قامت بها القيادة المصرية، منذ آخر ضوء يوم السادس من أكتوبر73defense-arab.com ، لتوفير دفاع جوى لقواتنا شرق القناة، ولمسافات تتراوح بينdefense-arab.com (01و11) كيلومترا من الضفة الشرقية لقناة السويس، معتمدة على صواريخ أرض جوdefense-arab.com «طراز سام defense-arab.com٦» خفيفة الحركةdefense-arab.com.. وكانت الدروس المستفادة من حرب الاستنزاف تؤكد أن أى هجوم جوى معاد يفقد تأثيره بالنسبة للقوات المحمية داخل الخنادق،defense-arab.com فى حين أن تأثيره يكون كبيرا على القوات الأرضية ،إذا قام العدو بمهاجمتها جوا، وهى فى أرض مكشوفةdefense-arab.com.
تجدد الإشارة إلى أن استجابة الاتحاد السوفييتى لمتطلبات مصر من الطائرات لم تكن مشجعة، رغم أنها تستند إلى خطة هجومية تم إشراك الخبراء السوفييت فيها، ويتطلب تنفيذها شراءdefense-arab.com 100defense-arab.com طائرة طرازdefense-arab.com «ميجdefense-arab.com 21defense-arab.com إف إمdefense-arab.com» ، وكانت القاهرة تعلم أن السوفييت ليس لديهم استعداد لقبول ذلك رغم أن الخطة كانت موضوعة تحت سمع وبصر الخبراء السوفييت،defense-arab.com لكنهم كانوا يتهمون مصر دائما بالمغالاة فى مطالبها.
خطة هجومية
ولم يكن السوفييت يعلمون أن القيادة العسكرية فى مصر قد وضعت خطة هجومية أخرى، تعتمد على ما يمكن توفيره من المعدات والطائرات وأن لها اسماًdefense-arab.com كودياًdefense-arab.com آخر وهى تختلف كثيرا عن الخطة التى يعرفها السوفييتdefense-arab.com.. وفى الاجتماع الذى عقد فى استراحة رئيس الجمهورية فى القناطر الخيرية وشهده وزير الحربية الفريق أحمد إسماعيل ــ بعد إعفاء الفريق محمد صادق من منصبه ــ نفى قائد القوات الجوية اللواء محمد حسنى مبارك من جديد ما كان يتردد من قبل على لسان بعض القادة المستبعدين ، عن قلة الإمكانيات والتفوق النوعى للعدو بالنسبة لقواته الجوية، وكانت كلمات قائد القوات الجوية مختصرة وحاسمة عندما أعلن استعداد القوات الجوية للقيام بما هى مكلفة به من مهامdefense-arab.com، وكان ذلك يوافق ما تهدف إليه خطة تعتمد على ما يتوافر من إمكانيات قبل أن تعتمد على ما يجب توفيره،defense-arab.com مع العمل على سد النواقص ودعم الأسلحة المختلفة بكل ما يمكن توفيره لها قبل ساعة الصفرdefense-arab.com، ولم يشارك فى اجتماع القناطر أحد ممن يبالغون فى سرد الصعوبات التى تواجه الخطة الهجومية ، وعدم قدرة الطيران المصرى على القيام بالتمهيد النيرانى للهجوم، وقصف الأهداف المطلوبة فى سيناء ، بدعوى أن مثل هذه العملية ستسفر عن خسائر قد تصل إليdefense-arab.com 08٪defense-arab.com من طائراتنا،defense-arab.com والأكثر خطورة هو ما كان يقوله وزير الحربية السابق ــ محمد صادق ــ عن خسائرنا فى الطيارين الذين لن نستطيع تعويضهم قبل سنوات طويلةdefense-arab.com.
وكان مباركdefense-arab.com يرفض أفكار محمد صادق، كماdefense-arab.com يرفض منطق الذينdefense-arab.com يشككون فى قدرات القوات المسلحة المصرية وتركيزهم فى ذلك على القوات الجويةdefense-arab.com.
لم يكن اختيار ساعة الصفر له علاقة مباشرة بالموعد المقرر لتوجيه الضربة الجوية،defense-arab.com وإنما كان الاختيار يرجع إلى حسابات كثيرة ومعقدة انتهت إلى تحديد اليوم والساعةdefense-arab.com. وأصبح على القوات الجوية أن تنفذ مهامها طبقا لذلكdefense-arab.com. وربما كانت هناك نقطة ايجابية يستفيد منها الطيارون المصريون ، وهى وجود قرص الشمس خلفهم وهم متجهون إلى قصف الأهداف المعادية ،defense-arab.com وعليهم أن يتعاملوا مع العكس فى رحلة عودتهم إلى قواعدهم بعد أداء المهمةdefense-arab.com.
وقصة هذا الاختيار بدأت قبل ذلك بشهور طويلة ، عندما عكفت مجموعة من ضباط هيئة العمليات على دراسة أنسب الأيام وأفضل الساعات للقيام بالعملية الهجومية التى تبدأ بالضربة الجوية التى ستفتح الطريق أمام العبور البرى باتساع الجبهة كلهاdefense-arab.com.
ولاكتمال عنصر المفاجأة ، امتدت الدراسة إلى البحث فى العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم العطلة الأسبوعية ، وهو السبتdefense-arab.com.
وبدأ شهر أكتوبر 73 يبرز من وسط كل الاحتمالات التى تجرى دراستها،defense-arab.com باعتباره داخل الإطار الزمنى الذى حددته القيادة السياسية للعبور،defense-arab.com ومن الشهور التى تجرى فيها مناورات الخريف المعتادة ، مما يجعل التحركات العسكرية تتم تحت ستار المناورات والمشروعات التدريبية ، وفيه تكثر الإجازات فى إسرائيل،defense-arab.com ويوجد ثمانية أعياد يحتفل بها الإسرائيليون ومنها الغفران ـ المعروف باسم يوم كيبور ـ والمظلات والتوراة .
وتطرقت الدراسة إلى طريقة الاحتفال بكل عيد من هذه الأعياد ومدى تأثيره على إجراءات التعبئة فى إسرائيل ، ففى عيد الغفران ـ وهو يوم السبت ـ ستتوقف الإذاعة والتليفزيون فى إسرائيل عن العمل ، وهو يوم صيام يتصف بسكون كامل،defense-arab.com وهذا يعنى استحالة استخدام أجهزة الإذاعة والتليفزيون فى استدعاء قوات الاحتياط،defense-arab.com وحتى إذا تم تشغيلها فإن أحداًdefense-arab.com لن يستمع إليها لأن الناس تعرف أنها لا تبث شيئاًdefense-arab.com فى هذا اليوم،defense-arab.com وستضطر القيادة الإسرائيلية إلى استخدام وسائل أخرى تستغرق وقتاًdefense-arab.com طويلاًdefense-arab.com حتى يتم تعبئة الاحتياط ، وهذا الوقت الطويل هو المطلوب بالنسبة لقوات العبور .
كما انه فى هذا اليوم سيكون ضوء القمر ظاهراًdefense-arab.com فى النصف الأول من الليل لأنه يوم العاشر من الشهر القمرى ، بينما يظلم نصفه الثانى ،defense-arab.com وهذا يناسب تماماًdefense-arab.com خطة العبور بحيث تنتهى وحدات المهندسين من إنشاء وتركيب الكبارى فى ضوء القمر ليستمر تدفق العبور بالأفراد والأسلحة والمعدات تحت جنح الظلامdefense-arab.com.
فضلا عن أن اليوم ذاته يصادف العاشر من شهر رمضان ــ وهو شهر الصيام فى مصر وسوريا ــ مما يساعد على خداع العدو ويتيح الفرصة لتمثيل وافتعال احتفالات مع إبراز الإنشغال بها واصطناع التكاسل والاسترخاءdefense-arab.com.
وغير كل ما سبق سينشغل الرأى العام فى إسرائيل كثيراًdefense-arab.com مع بداية شهر أكتوبر بالحملات الانتخابية ــ التى ستكون على أشدها ــ استعداداًdefense-arab.com ليوم التصويت فى الانتخابات البرلمانية للكنيسيت والمحدد لها 28 أكتوبر 1973.
نفس اليوم كان مناسبا للجبهة السورية ،defense-arab.com ولا يجوز تأخيره عن بدايات أكتوبر حتى نتجنب موسم البرد الشديد وبدء تساقط الجليدdefense-arab.com.
جدول العمليات
واكتملت العناصر الملائمة فى يوم السبت السادس من اكتوبر وانطلاقاًdefense-arab.com من ذلك بدأ التنسيق مع القيادة السورية ، وتقرر عقد الاجتماع المشترك لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى كل من مصر وسوريا للاتفاق على جداول العمليات وتوقيتها والتنسيق الكامل بين الجبهتين مع التحديد النهائى لليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) وساعة الصفرdefense-arab.com (سdefense-arab.com).
وتفرعت المناقشات بين الجانبين لتتناول تفاصيل كثيرة اختلفت حولها وجهات النظر مما ترتب عليه مد الاجتماعات وتكثيفها حتى استمرت لمدة ستة أيام متواصلة،defense-arab.com وتم تحديد فترة العد التنازلى للهجوم بعشرين يوماًdefense-arab.com ، تبدأ باليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com ناقص 20) أى قبل يوم الهجومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) بعشرين يوماً،defense-arab.com ورأى الجانب السورى أن الأمر يقتضى خمسة أيام لتفريغdefense-arab.com معامل تكرير البترول فى حمص؛ حتى لا تتعرض للقصف المعادى وهى مليئة بالبترولdefense-arab.com.
وحول ساعة الصفرdefense-arab.com (سdefense-arab.com) اقترح الجانب المصرى أن تكون بعد الظهر ، حيث يكون قرص الشمس قد مال نحو الغرب ، وأصبحت أشعتها خلف المدفعية المصرية ووراء القوات وفى مواجهة العدو الذى سيكون قرص الشمس أمامه ، مما يمثل مصدر تفوق للجانب المصرى ويدعم حركة الطائرات المصرية فى اندفاعها شرقا لتدمير الأهداف المقرر تدميرها،defense-arab.com لكن الأمر كان مختلفاًdefense-arab.com بالنسبة للجبهة السورية لأن القوات السورية تتجه فى عملياتها نحو الجنوب الغربي،defense-arab.com ولذلك يفضل الجانب السوريdefense-arab.com الهجوم صباحاًdefense-arab.com لتكونdefense-arab.com (سdefense-arab.com) أى ساعة الصفر مع أول ضوءdefense-arab.com.
واقترح الجانب المصرى تعديل الخطة لتبدأ القوات السورية هجومها مع الفجر وتنطلق القوات المصرية بعد الظهر،defense-arab.com واعترض الجانب السورى على ذلك حتى لا يواجه وحده النشاط الجوى الإسرائيلى لعدة ساعات مع احتمال قيام العدو بهجوم مضاد على الجبهة السورية قبل أن يتجه إلى الجبهة المصرية،defense-arab.com كما أن اختلافdefense-arab.com (سdefense-arab.com) سيفقد الخطة مزايا الهجوم المفاجيء على جبهتينdefense-arab.com.
ودرس المجتمعون أقتراحاdefense-arab.com يقضى بقيام القوات المصرية بالهجوم بعد ظهر اليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) وتأجيل الهجوم من الجبهة السورية إلى فجر اليوم التالي،defense-arab.com (ى زائد واحدdefense-arab.com) ، لكن هذا الاقتراح تم استبعاده لاعتبارات سياسية ، باعتباره سيجعل الصورة تبدو كأنها حرب مصرية بدأتها مصر ولحقت بها سوريا ، فضلاًdefense-arab.com عن فقدان عنصر العمليات الهجومية المفاجئة من جبهتينdefense-arab.com.
وقبل أن يتم حسم نقاط الخلاف ، كان الرئيسdefense-arab.com »أنور الساداتdefense-arab.com« قد بدأ جولة فى عدة بلاد عربية ، لتشكل فى حد ذاتها آخر حلقات الخداع الاستراتيجى وبداية مراحل أخرى من الخداعdefense-arab.com.
زار السادات أولاًdefense-arab.com المملكة العربية السعودية ليجتمع مع الملك فيصل ، وترك انطباعاًdefense-arab.com بأنه يبحث فى الزيارة عن دعم سياسى سعودى فى مجال الحل السلمي،defense-arab.com بالإضافة إليdefense-arab.com تمويل صفقة طائرات بريطانية طرازdefense-arab.com »جاجوارdefense-arab.com« وهو ما كان الإنجليز يرفضونه ويعلنون عدم موافقتهم على تزويد مصر بهذه الطائرات المتقدمةdefense-arab.com.
وتكاملت الجهود الدبلوماسية مع النشاط الإعلامى فى أوروبا وفى دوائر الأمم المتحدة بنيويورك ، بقصد تحريك الجهود الدبلوماسية فى اتجاه الحل السلمي،defense-arab.com وحرص مصر على إعادةdefense-arab.com إحياء المبادرات السياسية،defense-arab.com وهذا ما كان مستشار الأمن القومى المصريdefense-arab.com »حافظ إسماعيلdefense-arab.com« قد ناقشه مع كيسنجر خلال الاجتماع السرى الذى عقد بينهما بمزرعة دونالد كندال رئيس مجلس إدارة شركة بيبسى كولاdefense-arab.com فى كونيتيكتdefense-arab.com.
وفى قطر بحث الرئيسdefense-arab.com »الساداتdefense-arab.com« مجالات التعاون المشترك ، بصورة تسمح بتسريب معلومات عن تفاقم الأزمة المالية فى مصر ، وعدم استطاعتها الحصول على سلاح وقطعdefense-arab.com غيار نتيجة نقص احتياطيات العملة الصعبة وتوتر العلاقات المصرية السوفيتيةdefense-arab.com.
السادات اختتم جولته بالاجتماع مع الرئيسdefense-arab.com »حافظ الأسدdefense-arab.com« فى دمشق،defense-arab.com وتم تسريب معلومات وتحليلات إلى صحف عربية خليجية ولبنانية ، حول طلب السادات وساطة الأسد فى تحسين العلاقات المصرية السوفيتية،defense-arab.com وهو ما نشرته بالفعل هذه الصحف دون أن يعى أحد أن عجلة الحرب مستمرة فى الدوران على الجبهتين،defense-arab.com وأن المجلس الأعلى للقوات المصرية ـ السورية يضع فى الإسكندرية اللمسات النهائية للخطة الهجوميةdefense-arab.com.
وعندما انتهت اجتماعات الإسكندرية السرية يوم الإثنين 27 أغسطس 1973 ، عاد اللواء مصطفى طلاس ـ وزير الدفاع السورى إلى دمشق ليجتمع بالرئيسdefense-arab.com »حافظ الأسدdefense-arab.com« ، ويطلعه على تفاصيل ما تم الاتفاق عليه فى الإسكندرية فى وجود الرئيسdefense-arab.com »الساداتdefense-arab.com«،defense-arab.com واستبعد الرئيسان كل التوقيتات التى تجعل يومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) أحد أيام شهر سبتمبر واتفقا على أن يبدأ الهجوم بين يوميdefense-arab.com (٥ و 10) أكتوبر مع ترجيح اليوم السادس من أكتوبر أو قبله بيوم واحد وتخفيض فترة العد التنازلى منdefense-arab.com (20 إلى 15) يوماًdefense-arab.com فقط ، باعتبارها كافية لكل خطوات العمليات قبلdefense-arab.com ساعة الصفر،defense-arab.com وتم الاتفاق على ذلكdefense-arab.com. وقدم الرئيس حافظ الأسد تفويضاًdefense-arab.com كاملاًdefense-arab.com للرئيس السادات باعتباره القائد الأعلى للقيادة الموحدة للدولتين ـ مصر وسوريا ـ ليقوم بتحديد التوقيتات وإطلاق شرارة الهجوم،defense-arab.com وبذلك أصبح اليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) هو السادس من أكتوبر بصفة نهائية وأن يبدأ العد التنازلى قبله بـ 15 يوماًdefense-arab.com أى يكونdefense-arab.com (ى 15) هو الجمعة 21 سبتمبر 1973 وأن تكون ساعة الصفر هى الثانية بعد الظهر من اليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) وتبدأ بضربة جوية مركزة يقوم بها الطيران المصرى بقيادة اللواء محمد حسنى مباركdefense-arab.com.
ولمdefense-arab.com يكن العدوdefense-arab.com يتوقع ما قام به الطيران المصرى بعد ظهر السادس من أكتوبر ، ولمdefense-arab.com يكن أحدdefense-arab.com يدرى حجم التطور السريع الذى حققه رجال القوات الجوية فى زمن قياسيdefense-arab.com.
نماذج الأهداف
وكانت آخر مراحل التدريب على أداء الضربة الجوية قد انتهت على النماذج المجسدة للأهداف التى سيتم ضربها،defense-arab.com بعد ان قام المهندسون ورجال العمليات الجوية ببناء نماذج للأهداف المعادية التى يجرى الاستعداد لقصفها جوا عندما تحين ساعة الصفر، ولم يعد سرا أن هذه النماذج قد تم بناؤها فى منطقة تشبه أماكن وجودها الفعلي،defense-arab.com وذلك حتى يقوم الطيارون بالتدريب على الدخول إليها بالارتفاعات المحددة قبل الاقتراب وعند الاقتراب ولحظة تدميرهاdefense-arab.com. وكان ذلك يستدعى تحديد الطائرات التى ستقوم بالضربة الجوية واختيار الطيارين الذين سيتدربون على هذه المهمةdefense-arab.com.
وخلال تلك المرحلة تم اختيار أنواع الطائرات التى ستشارك فى الضربة الجوية،defense-arab.com وكانت تحديدا طائرات مقاتلةdefense-arab.com «ميج 15» و«ميج 17» مزودة بكامل تسليحها من الصواريخ،defense-arab.com بالإضافة إلى المقاتلات القاذفة طرازdefense-arab.com »سخوى defense-arab.com٧« وبمجموع كلى قدره defense-arab.com 220 طائرة وهو العدد الفعلى الذى قام بعمليات الهجوم الجوى ظهر يوم السادس من أكتوبرdefense-arab.com.
وكان التدريب على ضرب نماذج الأهداف المعادية يجرى عادة بدون استخدام الذخيرة الحية ،ويعتمد بالدرجة الأولى على ممارسة التحليق على الارتفاعات المحددة وزاوية الدخول إلى الهدف ولحظة الارتفاع المفاجئ المناسب لإطلاق القنابل والصواريخ ، وخلال التدريب كانت الطائرات تقوم باستخدام كاميراتها فى تصوير الضرب ، ويجرى تحليل هذه الصور وإعادة التوجيه عند الحاجة إلى تصحيح توقيتات الارتفاع واتجاهات الضرباتdefense-arab.com.
وكانت مراحل التدريب تتطلب حسابات دقيقة للزمن ، وكان المطلوب هو تحقيق أهداف الضربة الجوية بأفضل نتائج وفى أقل وقت،defense-arab.com وهذا ما تحقق فعلا ظهر يوم السادس من أكتوبرdefense-arab.com. وهذا ما يحسب لأبطال الضربة الجوية بقيادة مبارك ، حيث أن الدقيقة فى عالم الطيران الحربى تعنى الكثير .
وهناك اعتبارات أخرى لأهمية الوقت ترجع إلى تزويد بعض الطائرات بكامل تسليحها،defense-arab.com وهذا يعنى عدم استخدام خزانات وقود إضافية ــ أو احتياطية ــ لأن مثل تلك الخزانات تكون على حساب حمولة الطائرة من الصواريخ التى ستنطلق إلى الأهداف المعادية ، وكان ذلك يعنى ان هذه الطائرات ستقوم باستخدام الوقود من خزاناتها الأصلية ولن تعتمد فى بداية طيرانها على وقود تستهلكه من خزانات إضافية سرعان ما تتخلص منها فى مرحلة العمليات ، وتستخدم وقود الخزانات الأصلية عند العودةdefense-arab.com، والاعتماد على وقود الخزانات الأصلية فى الذهاب ولحظة الهجوم وفى العودة يوفر للطائرات تسليحا كاملا ، لكنه يتطلب اختصار.
ترسخ فى وجدان القيادة الإسرائيلية أن هذه التحركات مجرد لعبة مصرية من ألعاب الاستنزاف،defense-arab.com استناداًdefense-arab.com إلى اعتماد القوات الإسرائيلية على نسبة عالية من أفراد الاحتياط، ، وأن استدعاء الاحتياط يمثل عبئاًdefense-arab.com مزدوجاًdefense-arab.com على القيادات العسكرية فى إسرائيل، وعلى القطاعات المدنية التى يقوم عليها أفراد الاحتياط defense-arab.com، وساعد ذلك على تبرير التحركات العسكرية المصرية قبل أيام من معركة العبور، وساهم فى إساءة تفسيرها من قبل القادة الإسرائيليينdefense-arab.com.. والواقع أن هذه التحركات المصرية التى ظلتdefense-arab.com غامضة فى نظر العدو، كانت تمثل حلقة فى سلسلة المشروعات التدريبية للوحدات المختلفة، والتى توجتها مناورات خريف 3791 التى عرفت بأنها مشروع تدريبى تعبوى، وأصبحت ظهر يوم السادس من أكتوبر خطـــة الهجوم التى مكنت أكثر منdefense-arab.com 04 ألف مقاتل من عبور قناة السويسdefense-arab.com فى أقل من ست ساعاتdefense-arab.com، وربما كان ذلك هو المطلوب بالنسبة للموقف المصرى، بعد أن بدأت عجلة الحرب فى الدوران، طبقا لخطة الهجوم التى تم وضعها دون علم الاتحاد السوفييتي،defense-arab.com والذى ظل يعتقد أن الخطة المصرية هى مجرد تعديل فى الخطة التى شارك فى وضعها خبراء سوفييتdefense-arab.com.
وبدأ إدخال التعديلات الجديدة على الخطة مع أوائل عامdefense-arab.com 1972defense-arab.com ، وعلى ضوء تدعيم القوات المختلفة،defense-arab.com خاصة القوات الجوية،defense-arab.com لكن جوهر الخطة لم يتغير، وإنما تغير اسم الخطة الممكنة القابلة للتنفيذ فى ظل الإمكانيات المتوفرة،defense-arab.com خاصة مع عدم توافر العدد الكافى من صواريخ أرض جوdefense-arab.com «طراز سامdefense-arab.com» التى يمكن أن تنتقل إلى شرق القناة، لتوفير الحماية للقوات التى ستتقدم شرق القناة، بعد أن تخرج من نطاق حائط الصواريخ، الذى يعمل من قواعده الثابتةdefense-arab.com غرب القناةdefense-arab.com، وأهم ما حققته القوات الجوية فى هذه المرحلة هو حسن استخدامها للإمكانيات المتاحة للتصوير الجوى وتفسير هذه الصور، وسرعة تسليمها فى وقت يتيح لسائر القوات الاستفادة منهاdefense-arab.com.
وأصبح الرأى الراسخ لدى قادة الجيوش ورؤساء الأفرع ، هو أن قواتنا قادرة على القيام بالعملية الهجومية ، وتمت مناقشة ذلك فى الاجتماع الذى تم فى استراحة رئيس الجمهورية بالقناطر الخيرية، وفى وجود وزير الحربية الجديد أحمد إسماعيل defense-arab.com. وفى هذا الاجتماع الذى عقد فى ربيع العامdefense-arab.com 1973defense-arab.com هو الموعد المحتمل للهجوم بصورةdefense-arab.com مبدئية،defense-arab.com وقد تم تعديله بعد ذلكdefense-arab.com، وكانت هناك بعض الأمور المشجعة ومن أهمها ما حققته القوات الجوية من تطور ملموس، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الطيارين المصريين الذين تفاعلوا مع خطط التدريب المكثف، بما فى ذلك التحليق على ارتفاعات منخفضة جدا، يتيح للطائرات مفاجأة العدو بضرب الأهداف المحددة لها، وتنفيذ خطط العودة إلى قواعدهاdefense-arab.com. لكن الذى كان يدعو للقلق هو قدرة العدو على القيام بهجوم مضادdefense-arab.com.. وكان السؤال المطروح هو كيف سيقوم بهذا الهجوم المضاد،defense-arab.com والأهم هو متى سيقوم به؟
العد التنازلى
وكان المجتمعون فى استراحة القناطر الخيرية يتوقعون أن العدو سيكتشف بالتأكيد نية القيام بعملية هجومية ضد قواته قبل موعدها بثلاثة أيام،defense-arab.com فى حين كانت هناك تقارير أعدتها المخابرات الحربية تتضمن أن هناك احتمالات كبيرة بأن يعرف العدو استعدادنا لعملية هجومية بمجرد بداية العد التنازلى والمقرر لهdefense-arab.com 15defense-arab.com يوما، أى أنه سيبدأ فى الإعداد لعمليات إجهاضية أو استباقية فى اليومdefense-arab.com «ي ناقصdefense-arab.com 41defense-arab.com» أى قبل ساعة الصفر بأسبوعينdefense-arab.com.. لكن ذلك لم يتحقق وانتصرت النظرة التفاؤليةdefense-arab.com.. بل وأكثر من ذلكdefense-arab.com.
وبدأ وضع اللمسات الأخيرة مع استبعاد شهر سبتمبر ليكون اليومdefense-arab.com «يdefense-arab.com» هو السادس من أكتوبر وساعة الصفرdefense-arab.com »سdefense-arab.com« هى الساعةdefense-arab.com (0041defense-arab.com) أى الثانية بعد الظهر،defense-arab.com وهو ما كان موضع خلاف مع القادة السوريين فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية السورية الذى تم فى قصر رأس التين بالإسكندرية على مدى ست أيام متصلة، لم يغادر خلالها أحد من المجتمعين القصر، اعتبارا من بداية الاجتماع بعد ظهر الثلاثاءdefense-arab.com 12defense-arab.com أغسطسdefense-arab.com 3791، وكان لهذا الخلاف صلة مباشرة بخطة الضربة الجوية التى ستبدأ بها العمليات الهجومية ظهر السبت السادس من أكتوبر،defense-arab.com رغم ان مبارك أعلن فى هذا الاجتماع ان قواته مستعدة للقيام بمهمتها فى أيdefense-arab.com من التوقيتات المقترحةdefense-arab.com، واعتمدت الخطة على قيام قواتنا الجوية بضربة مركزة على جميع الأهداف المعادية، التى قد تؤثر على عملية العبور، وتشمل مطارات العدو وبطاريات المدفعية وقواعد الصواريخ المعاديةdefense-arab.com «هوكdefense-arab.com» ومراكز السيطرة والإعاقة،defense-arab.com وأهمها مراكز التشويش الإلكترونى التى أقامها العدو فى سيناء بعد احتلالهاdefense-arab.com.
وكانت هناك أدوار أخرى مهمة للقوات الجويةdefense-arab.com غير تحقيق الضربة الجوية،defense-arab.com وهى المشاركة فى عمليات إنزال جوى وبحرى، لعرقلة تقدم العدو فى مواجهة قواتنا،defense-arab.com وتأخير أى هجمات مضادة يقوم بهاdefense-arab.com.. وهكذا تمكنت مصر من أن تعكس الآية ، وأنdefense-arab.com تقلب السحر على الساحر،defense-arab.com وفى الوقت نفسه كان هناك حرص على سلامة الطيارين المصريين، وعدم الدفع بهم فى مغامرات جويةdefense-arab.com. وظلت الخطة المصرية تعتمد على قواتنا الجوية فى التصدى لأى هجمات جوية معادية على الدفاعات الأرضية القوية، وما كان معروفا فى ذلك الوقت باسمdefense-arab.com «حائط الصواريخdefense-arab.com» الذى شكل رعبا متزايدا لطيارى العدو، بالإضافة إلى سرب الطائرات المقاتلةdefense-arab.com «الميج 21» المتمركز فى قاعدة أبوصوير، والمستعد للتصدى لأى هجوم جوى معادdefense-arab.com.
وهناك إجماع على أن الصواريخ المصرية المضادة للطائراتdefense-arab.com «طراز إس إيه إم sam» أثبتت كفاءة بالغة خلال حرب الاستنزاف بين عاميdefense-arab.com 8691و3791defense-arab.com وكان لها مواقف مشهودة خلال الاشتباكات مع الطيران المعادى، عقب وقف إطلاق النار فى أغسطسdefense-arab.com 07defense-arab.com٩١ ، حيث لم يحترم الطيران الإسرائيلى وقف إطلاق النار، وحاول لمرات عديدة اختراق المجال الجوى المصرى، مع حرصه على تجنب المناطق التى تدخل فى نطاق صواريخdefense-arab.com «سامdefense-arab.com» التى ظلت تشكل رعبا للطيارين الإسرائيليين،defense-arab.com ويفسر ذلك الأوامر المشددة التى تلقاها الطيارون الإسرائيليون بعدم الاقتراب من ضفة القناة لأقل من 51 كيلومتراdefense-arab.com.
وكان لابد أن تضع القيادة المصرية ذلك فى حساباتها عند التخطيط للمعركة الهجومية، وأن تحرص على أن تكون حركة القوات البرية تحت مظلة الدفاعات الجوية،defense-arab.com وهذا ما أدى إلى الإجراءات التى قامت بها القيادة المصرية، منذ آخر ضوء يوم السادس من أكتوبر73defense-arab.com ، لتوفير دفاع جوى لقواتنا شرق القناة، ولمسافات تتراوح بينdefense-arab.com (01و11) كيلومترا من الضفة الشرقية لقناة السويس، معتمدة على صواريخ أرض جوdefense-arab.com «طراز سام defense-arab.com٦» خفيفة الحركةdefense-arab.com.. وكانت الدروس المستفادة من حرب الاستنزاف تؤكد أن أى هجوم جوى معاد يفقد تأثيره بالنسبة للقوات المحمية داخل الخنادق،defense-arab.com فى حين أن تأثيره يكون كبيرا على القوات الأرضية ،إذا قام العدو بمهاجمتها جوا، وهى فى أرض مكشوفةdefense-arab.com.
تجدد الإشارة إلى أن استجابة الاتحاد السوفييتى لمتطلبات مصر من الطائرات لم تكن مشجعة، رغم أنها تستند إلى خطة هجومية تم إشراك الخبراء السوفييت فيها، ويتطلب تنفيذها شراءdefense-arab.com 100defense-arab.com طائرة طرازdefense-arab.com «ميجdefense-arab.com 21defense-arab.com إف إمdefense-arab.com» ، وكانت القاهرة تعلم أن السوفييت ليس لديهم استعداد لقبول ذلك رغم أن الخطة كانت موضوعة تحت سمع وبصر الخبراء السوفييت،defense-arab.com لكنهم كانوا يتهمون مصر دائما بالمغالاة فى مطالبها.
خطة هجومية
ولم يكن السوفييت يعلمون أن القيادة العسكرية فى مصر قد وضعت خطة هجومية أخرى، تعتمد على ما يمكن توفيره من المعدات والطائرات وأن لها اسماًdefense-arab.com كودياًdefense-arab.com آخر وهى تختلف كثيرا عن الخطة التى يعرفها السوفييتdefense-arab.com.. وفى الاجتماع الذى عقد فى استراحة رئيس الجمهورية فى القناطر الخيرية وشهده وزير الحربية الفريق أحمد إسماعيل ــ بعد إعفاء الفريق محمد صادق من منصبه ــ نفى قائد القوات الجوية اللواء محمد حسنى مبارك من جديد ما كان يتردد من قبل على لسان بعض القادة المستبعدين ، عن قلة الإمكانيات والتفوق النوعى للعدو بالنسبة لقواته الجوية، وكانت كلمات قائد القوات الجوية مختصرة وحاسمة عندما أعلن استعداد القوات الجوية للقيام بما هى مكلفة به من مهامdefense-arab.com، وكان ذلك يوافق ما تهدف إليه خطة تعتمد على ما يتوافر من إمكانيات قبل أن تعتمد على ما يجب توفيره،defense-arab.com مع العمل على سد النواقص ودعم الأسلحة المختلفة بكل ما يمكن توفيره لها قبل ساعة الصفرdefense-arab.com، ولم يشارك فى اجتماع القناطر أحد ممن يبالغون فى سرد الصعوبات التى تواجه الخطة الهجومية ، وعدم قدرة الطيران المصرى على القيام بالتمهيد النيرانى للهجوم، وقصف الأهداف المطلوبة فى سيناء ، بدعوى أن مثل هذه العملية ستسفر عن خسائر قد تصل إليdefense-arab.com 08٪defense-arab.com من طائراتنا،defense-arab.com والأكثر خطورة هو ما كان يقوله وزير الحربية السابق ــ محمد صادق ــ عن خسائرنا فى الطيارين الذين لن نستطيع تعويضهم قبل سنوات طويلةdefense-arab.com.
وكان مباركdefense-arab.com يرفض أفكار محمد صادق، كماdefense-arab.com يرفض منطق الذينdefense-arab.com يشككون فى قدرات القوات المسلحة المصرية وتركيزهم فى ذلك على القوات الجويةdefense-arab.com.
لم يكن اختيار ساعة الصفر له علاقة مباشرة بالموعد المقرر لتوجيه الضربة الجوية،defense-arab.com وإنما كان الاختيار يرجع إلى حسابات كثيرة ومعقدة انتهت إلى تحديد اليوم والساعةdefense-arab.com. وأصبح على القوات الجوية أن تنفذ مهامها طبقا لذلكdefense-arab.com. وربما كانت هناك نقطة ايجابية يستفيد منها الطيارون المصريون ، وهى وجود قرص الشمس خلفهم وهم متجهون إلى قصف الأهداف المعادية ،defense-arab.com وعليهم أن يتعاملوا مع العكس فى رحلة عودتهم إلى قواعدهم بعد أداء المهمةdefense-arab.com.
وقصة هذا الاختيار بدأت قبل ذلك بشهور طويلة ، عندما عكفت مجموعة من ضباط هيئة العمليات على دراسة أنسب الأيام وأفضل الساعات للقيام بالعملية الهجومية التى تبدأ بالضربة الجوية التى ستفتح الطريق أمام العبور البرى باتساع الجبهة كلهاdefense-arab.com.
ولاكتمال عنصر المفاجأة ، امتدت الدراسة إلى البحث فى العطلات الرسمية فى إسرائيل بخلاف يوم العطلة الأسبوعية ، وهو السبتdefense-arab.com.
وبدأ شهر أكتوبر 73 يبرز من وسط كل الاحتمالات التى تجرى دراستها،defense-arab.com باعتباره داخل الإطار الزمنى الذى حددته القيادة السياسية للعبور،defense-arab.com ومن الشهور التى تجرى فيها مناورات الخريف المعتادة ، مما يجعل التحركات العسكرية تتم تحت ستار المناورات والمشروعات التدريبية ، وفيه تكثر الإجازات فى إسرائيل،defense-arab.com ويوجد ثمانية أعياد يحتفل بها الإسرائيليون ومنها الغفران ـ المعروف باسم يوم كيبور ـ والمظلات والتوراة .
وتطرقت الدراسة إلى طريقة الاحتفال بكل عيد من هذه الأعياد ومدى تأثيره على إجراءات التعبئة فى إسرائيل ، ففى عيد الغفران ـ وهو يوم السبت ـ ستتوقف الإذاعة والتليفزيون فى إسرائيل عن العمل ، وهو يوم صيام يتصف بسكون كامل،defense-arab.com وهذا يعنى استحالة استخدام أجهزة الإذاعة والتليفزيون فى استدعاء قوات الاحتياط،defense-arab.com وحتى إذا تم تشغيلها فإن أحداًdefense-arab.com لن يستمع إليها لأن الناس تعرف أنها لا تبث شيئاًdefense-arab.com فى هذا اليوم،defense-arab.com وستضطر القيادة الإسرائيلية إلى استخدام وسائل أخرى تستغرق وقتاًdefense-arab.com طويلاًdefense-arab.com حتى يتم تعبئة الاحتياط ، وهذا الوقت الطويل هو المطلوب بالنسبة لقوات العبور .
كما انه فى هذا اليوم سيكون ضوء القمر ظاهراًdefense-arab.com فى النصف الأول من الليل لأنه يوم العاشر من الشهر القمرى ، بينما يظلم نصفه الثانى ،defense-arab.com وهذا يناسب تماماًdefense-arab.com خطة العبور بحيث تنتهى وحدات المهندسين من إنشاء وتركيب الكبارى فى ضوء القمر ليستمر تدفق العبور بالأفراد والأسلحة والمعدات تحت جنح الظلامdefense-arab.com.
فضلا عن أن اليوم ذاته يصادف العاشر من شهر رمضان ــ وهو شهر الصيام فى مصر وسوريا ــ مما يساعد على خداع العدو ويتيح الفرصة لتمثيل وافتعال احتفالات مع إبراز الإنشغال بها واصطناع التكاسل والاسترخاءdefense-arab.com.
وغير كل ما سبق سينشغل الرأى العام فى إسرائيل كثيراًdefense-arab.com مع بداية شهر أكتوبر بالحملات الانتخابية ــ التى ستكون على أشدها ــ استعداداًdefense-arab.com ليوم التصويت فى الانتخابات البرلمانية للكنيسيت والمحدد لها 28 أكتوبر 1973.
نفس اليوم كان مناسبا للجبهة السورية ،defense-arab.com ولا يجوز تأخيره عن بدايات أكتوبر حتى نتجنب موسم البرد الشديد وبدء تساقط الجليدdefense-arab.com.
جدول العمليات
واكتملت العناصر الملائمة فى يوم السبت السادس من اكتوبر وانطلاقاًdefense-arab.com من ذلك بدأ التنسيق مع القيادة السورية ، وتقرر عقد الاجتماع المشترك لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى كل من مصر وسوريا للاتفاق على جداول العمليات وتوقيتها والتنسيق الكامل بين الجبهتين مع التحديد النهائى لليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) وساعة الصفرdefense-arab.com (سdefense-arab.com).
وتفرعت المناقشات بين الجانبين لتتناول تفاصيل كثيرة اختلفت حولها وجهات النظر مما ترتب عليه مد الاجتماعات وتكثيفها حتى استمرت لمدة ستة أيام متواصلة،defense-arab.com وتم تحديد فترة العد التنازلى للهجوم بعشرين يوماًdefense-arab.com ، تبدأ باليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com ناقص 20) أى قبل يوم الهجومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) بعشرين يوماً،defense-arab.com ورأى الجانب السورى أن الأمر يقتضى خمسة أيام لتفريغdefense-arab.com معامل تكرير البترول فى حمص؛ حتى لا تتعرض للقصف المعادى وهى مليئة بالبترولdefense-arab.com.
وحول ساعة الصفرdefense-arab.com (سdefense-arab.com) اقترح الجانب المصرى أن تكون بعد الظهر ، حيث يكون قرص الشمس قد مال نحو الغرب ، وأصبحت أشعتها خلف المدفعية المصرية ووراء القوات وفى مواجهة العدو الذى سيكون قرص الشمس أمامه ، مما يمثل مصدر تفوق للجانب المصرى ويدعم حركة الطائرات المصرية فى اندفاعها شرقا لتدمير الأهداف المقرر تدميرها،defense-arab.com لكن الأمر كان مختلفاًdefense-arab.com بالنسبة للجبهة السورية لأن القوات السورية تتجه فى عملياتها نحو الجنوب الغربي،defense-arab.com ولذلك يفضل الجانب السوريdefense-arab.com الهجوم صباحاًdefense-arab.com لتكونdefense-arab.com (سdefense-arab.com) أى ساعة الصفر مع أول ضوءdefense-arab.com.
واقترح الجانب المصرى تعديل الخطة لتبدأ القوات السورية هجومها مع الفجر وتنطلق القوات المصرية بعد الظهر،defense-arab.com واعترض الجانب السورى على ذلك حتى لا يواجه وحده النشاط الجوى الإسرائيلى لعدة ساعات مع احتمال قيام العدو بهجوم مضاد على الجبهة السورية قبل أن يتجه إلى الجبهة المصرية،defense-arab.com كما أن اختلافdefense-arab.com (سdefense-arab.com) سيفقد الخطة مزايا الهجوم المفاجيء على جبهتينdefense-arab.com.
ودرس المجتمعون أقتراحاdefense-arab.com يقضى بقيام القوات المصرية بالهجوم بعد ظهر اليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) وتأجيل الهجوم من الجبهة السورية إلى فجر اليوم التالي،defense-arab.com (ى زائد واحدdefense-arab.com) ، لكن هذا الاقتراح تم استبعاده لاعتبارات سياسية ، باعتباره سيجعل الصورة تبدو كأنها حرب مصرية بدأتها مصر ولحقت بها سوريا ، فضلاًdefense-arab.com عن فقدان عنصر العمليات الهجومية المفاجئة من جبهتينdefense-arab.com.
وقبل أن يتم حسم نقاط الخلاف ، كان الرئيسdefense-arab.com »أنور الساداتdefense-arab.com« قد بدأ جولة فى عدة بلاد عربية ، لتشكل فى حد ذاتها آخر حلقات الخداع الاستراتيجى وبداية مراحل أخرى من الخداعdefense-arab.com.
زار السادات أولاًdefense-arab.com المملكة العربية السعودية ليجتمع مع الملك فيصل ، وترك انطباعاًdefense-arab.com بأنه يبحث فى الزيارة عن دعم سياسى سعودى فى مجال الحل السلمي،defense-arab.com بالإضافة إليdefense-arab.com تمويل صفقة طائرات بريطانية طرازdefense-arab.com »جاجوارdefense-arab.com« وهو ما كان الإنجليز يرفضونه ويعلنون عدم موافقتهم على تزويد مصر بهذه الطائرات المتقدمةdefense-arab.com.
وتكاملت الجهود الدبلوماسية مع النشاط الإعلامى فى أوروبا وفى دوائر الأمم المتحدة بنيويورك ، بقصد تحريك الجهود الدبلوماسية فى اتجاه الحل السلمي،defense-arab.com وحرص مصر على إعادةdefense-arab.com إحياء المبادرات السياسية،defense-arab.com وهذا ما كان مستشار الأمن القومى المصريdefense-arab.com »حافظ إسماعيلdefense-arab.com« قد ناقشه مع كيسنجر خلال الاجتماع السرى الذى عقد بينهما بمزرعة دونالد كندال رئيس مجلس إدارة شركة بيبسى كولاdefense-arab.com فى كونيتيكتdefense-arab.com.
وفى قطر بحث الرئيسdefense-arab.com »الساداتdefense-arab.com« مجالات التعاون المشترك ، بصورة تسمح بتسريب معلومات عن تفاقم الأزمة المالية فى مصر ، وعدم استطاعتها الحصول على سلاح وقطعdefense-arab.com غيار نتيجة نقص احتياطيات العملة الصعبة وتوتر العلاقات المصرية السوفيتيةdefense-arab.com.
السادات اختتم جولته بالاجتماع مع الرئيسdefense-arab.com »حافظ الأسدdefense-arab.com« فى دمشق،defense-arab.com وتم تسريب معلومات وتحليلات إلى صحف عربية خليجية ولبنانية ، حول طلب السادات وساطة الأسد فى تحسين العلاقات المصرية السوفيتية،defense-arab.com وهو ما نشرته بالفعل هذه الصحف دون أن يعى أحد أن عجلة الحرب مستمرة فى الدوران على الجبهتين،defense-arab.com وأن المجلس الأعلى للقوات المصرية ـ السورية يضع فى الإسكندرية اللمسات النهائية للخطة الهجوميةdefense-arab.com.
وعندما انتهت اجتماعات الإسكندرية السرية يوم الإثنين 27 أغسطس 1973 ، عاد اللواء مصطفى طلاس ـ وزير الدفاع السورى إلى دمشق ليجتمع بالرئيسdefense-arab.com »حافظ الأسدdefense-arab.com« ، ويطلعه على تفاصيل ما تم الاتفاق عليه فى الإسكندرية فى وجود الرئيسdefense-arab.com »الساداتdefense-arab.com«،defense-arab.com واستبعد الرئيسان كل التوقيتات التى تجعل يومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) أحد أيام شهر سبتمبر واتفقا على أن يبدأ الهجوم بين يوميdefense-arab.com (٥ و 10) أكتوبر مع ترجيح اليوم السادس من أكتوبر أو قبله بيوم واحد وتخفيض فترة العد التنازلى منdefense-arab.com (20 إلى 15) يوماًdefense-arab.com فقط ، باعتبارها كافية لكل خطوات العمليات قبلdefense-arab.com ساعة الصفر،defense-arab.com وتم الاتفاق على ذلكdefense-arab.com. وقدم الرئيس حافظ الأسد تفويضاًdefense-arab.com كاملاًdefense-arab.com للرئيس السادات باعتباره القائد الأعلى للقيادة الموحدة للدولتين ـ مصر وسوريا ـ ليقوم بتحديد التوقيتات وإطلاق شرارة الهجوم،defense-arab.com وبذلك أصبح اليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) هو السادس من أكتوبر بصفة نهائية وأن يبدأ العد التنازلى قبله بـ 15 يوماًdefense-arab.com أى يكونdefense-arab.com (ى 15) هو الجمعة 21 سبتمبر 1973 وأن تكون ساعة الصفر هى الثانية بعد الظهر من اليومdefense-arab.com (يdefense-arab.com) وتبدأ بضربة جوية مركزة يقوم بها الطيران المصرى بقيادة اللواء محمد حسنى مباركdefense-arab.com.
ولمdefense-arab.com يكن العدوdefense-arab.com يتوقع ما قام به الطيران المصرى بعد ظهر السادس من أكتوبر ، ولمdefense-arab.com يكن أحدdefense-arab.com يدرى حجم التطور السريع الذى حققه رجال القوات الجوية فى زمن قياسيdefense-arab.com.
نماذج الأهداف
وكانت آخر مراحل التدريب على أداء الضربة الجوية قد انتهت على النماذج المجسدة للأهداف التى سيتم ضربها،defense-arab.com بعد ان قام المهندسون ورجال العمليات الجوية ببناء نماذج للأهداف المعادية التى يجرى الاستعداد لقصفها جوا عندما تحين ساعة الصفر، ولم يعد سرا أن هذه النماذج قد تم بناؤها فى منطقة تشبه أماكن وجودها الفعلي،defense-arab.com وذلك حتى يقوم الطيارون بالتدريب على الدخول إليها بالارتفاعات المحددة قبل الاقتراب وعند الاقتراب ولحظة تدميرهاdefense-arab.com. وكان ذلك يستدعى تحديد الطائرات التى ستقوم بالضربة الجوية واختيار الطيارين الذين سيتدربون على هذه المهمةdefense-arab.com.
وخلال تلك المرحلة تم اختيار أنواع الطائرات التى ستشارك فى الضربة الجوية،defense-arab.com وكانت تحديدا طائرات مقاتلةdefense-arab.com «ميج 15» و«ميج 17» مزودة بكامل تسليحها من الصواريخ،defense-arab.com بالإضافة إلى المقاتلات القاذفة طرازdefense-arab.com »سخوى defense-arab.com٧« وبمجموع كلى قدره defense-arab.com 220 طائرة وهو العدد الفعلى الذى قام بعمليات الهجوم الجوى ظهر يوم السادس من أكتوبرdefense-arab.com.
وكان التدريب على ضرب نماذج الأهداف المعادية يجرى عادة بدون استخدام الذخيرة الحية ،ويعتمد بالدرجة الأولى على ممارسة التحليق على الارتفاعات المحددة وزاوية الدخول إلى الهدف ولحظة الارتفاع المفاجئ المناسب لإطلاق القنابل والصواريخ ، وخلال التدريب كانت الطائرات تقوم باستخدام كاميراتها فى تصوير الضرب ، ويجرى تحليل هذه الصور وإعادة التوجيه عند الحاجة إلى تصحيح توقيتات الارتفاع واتجاهات الضرباتdefense-arab.com.
وكانت مراحل التدريب تتطلب حسابات دقيقة للزمن ، وكان المطلوب هو تحقيق أهداف الضربة الجوية بأفضل نتائج وفى أقل وقت،defense-arab.com وهذا ما تحقق فعلا ظهر يوم السادس من أكتوبرdefense-arab.com. وهذا ما يحسب لأبطال الضربة الجوية بقيادة مبارك ، حيث أن الدقيقة فى عالم الطيران الحربى تعنى الكثير .
وهناك اعتبارات أخرى لأهمية الوقت ترجع إلى تزويد بعض الطائرات بكامل تسليحها،defense-arab.com وهذا يعنى عدم استخدام خزانات وقود إضافية ــ أو احتياطية ــ لأن مثل تلك الخزانات تكون على حساب حمولة الطائرة من الصواريخ التى ستنطلق إلى الأهداف المعادية ، وكان ذلك يعنى ان هذه الطائرات ستقوم باستخدام الوقود من خزاناتها الأصلية ولن تعتمد فى بداية طيرانها على وقود تستهلكه من خزانات إضافية سرعان ما تتخلص منها فى مرحلة العمليات ، وتستخدم وقود الخزانات الأصلية عند العودةdefense-arab.com، والاعتماد على وقود الخزانات الأصلية فى الذهاب ولحظة الهجوم وفى العودة يوفر للطائرات تسليحا كاملا ، لكنه يتطلب اختصار.