وقع الداي حسين معاهدة استسلام مدينة الجزائر سنة 1830 يوم 5 يوليو ، ليظن الفرنسيون انهم باحتلال العاصمة تم لهم احتلال القطر الجزارئي بكامله
لكن الشعب الابي اذا خانه حكامه ، لم تخنه الاقدار ولا العزائم وانطلق يحمل راية المقاومة يوما بيوم
بالفعل
استغرق الجيش الفرنسي سبع سنوات ليحتل ثالث مدينة جزائرية قسنطينة بعد مقاومة بطولية وبعد ان لقنت ماريشالات فرنسا اركان حرب نابليون الدروس في التكتيك والاستراتيجيا
وبالرغم من لجوء فرنسا الى التامر مع باي تونس لاخضاع بطل المقاومة الحاج احمد باي حاكم قسنطينة، الان ان الباي استطاع بكل شمم صد الحملات الفرنسية على عاصمته فكانت معركة قسنطينة الاولى 1836 ىوالثانية 1837
بدأت الاستعدادات الفرنسية الأولى لغزو قسنطينة منذ شهر سبتمبر,1836، حيث قام المارشال كلوزيل بتعزيز قواته العسكرية الآتية من كل من الجزائر ووهران وبجاية وجعل مدينة عنابة نقطة التقاءها.
- بلغ عدد القوات الفرنسية حوالي 8800 عسكري تم توزيعهم على 4 وحدات مجهزة بأحدث الأسلحة وبالمدفعية إلى جانب 14 قطعة حربية. وقد قاد هذه القوات الماريشال "كلوزيل "بمساعدة الدوق "دي نمور" والجنرالين تريزيل ودريني. وصلت القوات الفرنسية إلى مشارف مدينة قسنطينة يوم 21 نوفمبر، فأقامت معسكرا. بعد أن قضت القوات الفرنسية ليلتها فيه واصلت زحفها نحو قسنطينة حيث عسكرت في المنصورة، وقسم الجيش إلى أربع فرق.
الفرقة الأولى و الثانية تحت قيادة الجنرال تريزال، أقامت فوق منحدرات المنصورة، وذلك للهجوم على المدينة من جهة باب القنطرة.
الفرقة الثالثة والرابعة تحت قيادة الجنرال دريني، تقومان باجتياز وادي الرمال عند التقائه بوادي بومرزوق، وفي المكان المسمى "مجز الغنم " ومن ثم يتم صعود منحدرات "باردو" لاحتلال منطقة كدية عتي الإستراتيجية.
قسم الحاج أحمد باي جيشه إلى قسمين :
القسم الأول :و هو قسم ثابت قاده ابن عيسى، وصل عدده إلى حوالي 2400 مجاهد موزعين على طول أسوار المدينة كدرع واقي.
القسم الثاني : وهو قسم متحرك، كان تحت قيادة الحاج أحمد باي، وصل عدده إلى حوالي 5000 فارس و 1500 رجل من المشاة، وقد كان هذا القسم مرابط خارج المدينة ويتابع تحركات الجيش الفرنسي خطوة بخطوة بهدف تضييق الخناق على الوحدات الفرنسية وفتح جبهتين أثناء الهجوم والدفاع.
سير المعركة
غادر القائد ابن عيسى المساعد الأول لأحمد باي موقعه على رأس 100 رجل لكي لا يترك المجال مفتوحا أمام الفرنسيين للتمركز.
باشرت الوحدات الفرنسية بنصب الكمائن على منحدرات المنصورة.
نظرا لاندفاع القوات الفرنسية إلى الأمام، تمكنت من تسجيل خطوات طفيفة على حساب المقاومين الذين تراجعوا إلى باب القنطرة لتنظيم الهجوم ضد الوحدات الفرنسية التي واصلت نصب الكمائن على منحدرات المنصورة.
تمكن المقاومون من ناحية أخرى إقامة مخرج مفاجئ من باب القنطرة المحاصر، مما أحدث خسائرا فادحة في صفوف القوات الفرنسية.
في يوم 22 نوفمبر وقع تبادل إطلاق النار بين الطرفين بالبنادق والمدافع، أما خارج المدينة فقد كان الحاج أحمد باي يناوش مؤخرة الجيش الفرنسي التي لم تصل بعد إلى المنصورة، ألحق بها أضرارا كبيرة في العتاد والأرواح، بعدها عاد إلى قسنطينة لتدعيم قوات ابن عيسى.
إن التنقل المستمر للحاج أحمد بين قسنطينة وخارجها زاد من قوة وعزم المقاومين الجزائريين وأدى إلى زعزعة القوات الفرنسية وإرباكها.
استمرت المحاولات الفرنسية لاقتحام باب القنطرة وباب الحديد طيلة ليلتي 23 و 24 نوفمبر إلا أنها فشلت نظرا ليقظة القائد ابن عيسى وخبرته حيث قام بتعزيز قواته الدفاعية في الثغور الموجودة على أسوار المدينة.
قد ظن الجنرال تريزيل أن مدفعيته تمكنه من تحطيم الباب، وما أن اقتربت القوات الفرنسية منه حتى بادر الجزائريون إلى إطلاق النار من كل جهة بسلاح المدفعية فتراجعت القوات الفرنسية باتجاه المنصورة ،و على إثرها أمر الماريشال كلوزيل قواته بالانسحاب إلى عنابة.
غنم الجزائريون كميات كبيرة من العتاد الحربي منها حوالي 50 ألف خرطوش و 4000 من الأدوات العسكرية الجديدة، وأدوات الهندسة العسكرية، إلى جانب المواد الغذائية من البسكويت والسكر والقهوة وكذلك الأدوية وعلب الجراحة.
تذكر المصادر الفرنسية أن الخسائر الإجمالية بالنسبة للقوات الفرنسية قدرت ما بين 700 و 900 قتيل.لقد كان الانتصار حليف الحاج أحمد باي وترك صدى كبيرا وعميقا ليس فقط على بايليك الشرق وإنما في الجزائر بأكملها، * عزل الماريشال كلوزال حيث تعرض لانتقادات لاذعة وحملته الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة على هزيمة جيشها.
معركة قسنطينة الثانية أكتوبر1837
الاستعدادات الفرنسية:
بعد توقيع معاهدة التافنة بدأت الاستعدادات الفرنسية لشن حملة ثانية على قسنطينة فجنّدت في سبيل ذلك إمكانياتها العسكرية على النحو التالي :
- عين الجنرال دامريمون قائدا للحملة خلفا للماريشال كلوزيل ، فبادر بإقامة المعسكرات على طول الطريق المؤدي إلى قسنطينة انطلاقا من عنابة و كانت على النحو التالي :
- معسكر درعان .
- معسكر النمشية .
- معسكر حمام باردة .
- معسكر مجز عمار الذي جعله الفرنسيون نقطة الانطلاق لجل العمليات العسكرية على قسنطينة . كما استعانت الجيوش الفرنسية بقوات إضافية من وهران و الجزائر بحيث تمركزت معظمها في معسكر مجز عمار .
و بلغ عدد القوات الفرنسية المجنّدة في هذه الحملة حوالي 13 ألف جندي قسم إلى 4 فرق عسكرية تحت قيادة الجنرال دامريمون بمساعدة الدوق دونمور ابن ملك فرنسا الجنرال "فالي" و كذلك الجنرال تريزيل .
و وضع الجنرال دام ريمون خطة عسكرية محكمة واضعا بعين الإعتبار الأخطاء التي وقع فيها سابقوه، و تشمل خطته النقاط التالية :
1/ إقامة مراكز عسكرية عديدة على الطريق المؤدي من معسكره إلى قسنطينة و الهدف من ذلك ضمان نجاح الحملة بأقل تكاليف .
2/ يبدأ الهجوم مباشرة عند الوصول إلى قسنطينة من ناحية باب القنطرة و كدية عتي على أن تركز قوة كبيرة على نقاط ضعف الدفاع بفتح ثغرة في أسوار المدينة .
استعدادات الحاج أحمد باي:
واجه أحمد باي الموقف باستدعاء أعيان الإقليم و رؤساء القبائل و أخبرهم بالخطر الذي يحدق بهم و بعواقب الحملة إذا لم يوفر لها مختلف الإمكانيات البشرية و العسكرية لمواجهتها . كما بادر بتنظيم صفوفه تنظيما محكما ، و قام بمحاولات فاشلة للهجوم على معسكر مجز عمار مركز تجمع القوات الفرنسية .
إضافة إلى ذلك اتخذ عدة إجراءات وقائية منها :
-قام بتهديم المباني التي كان قد شيدها من قبل صالح باي ، و ذلك راجع إلى كون هذه المباني كانت عبارة عن ثغرات خطيرة ، استعملها الفرنسيون إبان حملتهم الأولى ، قصد التوغل داخل المدينة حتى يتجنبوا نيران بنادق المدفعيين الجزائريين .
- إزالة المباني الموجودة على حدود المساحة الواقعة بين "باب الوادي" و" باب الجابية" واستبدالها بحصون قوية ، كما أدخلت ترميمات على "باب الجديد" و تدعيمه بقوات دفاعية
و بهذه الترتيبات استطاع الحاج أحمد باي أن يجهز جيشا قدر عدده حوالي 12 ألف جندي نظامي و 10 آلاف من المتطوعين ، فخصص منهم حوالي 3000 للدفاع من داخل أسوار المدينة تحت قيادة ابن عيسى في حين تولى بنفسه الفرق المتحركة المقدرة بحوالي 7000 فارس و 2000 جندي من المشاة بغرض:
أولا - القيام بهجمات سريعة على طول الطريق المؤدي إلى قسنطينة و هذا لخلق البلبلة و الفوضى في صفوف القوات الفرنسية .
ثانيا - محاصرة القوات الفرنسية عند وصولها إلى قسنطينة بين قواته التي تهاجم من الخلف و قوة ابن عيسى التي هي في حالة دفاع .
سير المعركة:
في 7 أكتوبر 1837 انطلقت المعركة بين الطرفين ، حيث قام الحاج أحمد باي بتدعيم دفاعه ، حيث أمر قواته المرابطة خارج المدينة بالإلتحاق بالقوات الداخلية و ذلك في إطار خطة محكمة تسهل له مهمة الهجوم على القوات الفرنسية ، فبادر بالهجوم على التجمعات العسكرية الفرنسية من جهة المنصورة و كذلك منطقة كدية عتي و خلّف هذا الهجوم العديد من القتلى و الجرحى في صفوف الفرنسيين . و هذا ما جعل الفرنسين يعززون صفوفهم بإقامة خط دفاعي مزود بـ 9 مدافع مقسمين على النحو التالي :
-أربعة في المنصورة منها مدفع واحد على العقبة .
- خمسة في منطقة كدية عتي .
و أمام هذا الوضع أقام الحاج أحمد أكثر من 30 مدفعا على كامل أسوار المدينة من "باب الجديد" إلى" باب الجابية" و مجموعة أخرى في باب القنطرة و حوالي 12 مدفعا في القصبة ، كما خصصت 4 مدافع أخرى للتصويب نحو المنصورة .
و نتيجة بقاء الوضع بين مد وجزر حاولت فرنسا ضرب وحدة الصف الجزائري حيث أرسل قائد أركان الحرب الفرنسي برقية في عشية 11 أكتوبر 1837 إلى سكان مدينة قسنطينة يطالبهم بتسليم أنفسهم و مدينتهم ، وهنا حرر الحاج أحمد باي بيانا جاء فيه:" إذا كان المسيحيون بحاجة إلى بارود سنزودهم ، و إذا نفذ لهم الخبز سنقتسم خبزنا معهم ، و لكن ما دام أحدنا على قيد الحياة لن يدخلوا قسنطينة ".
و قد تلقى المشرفون على المدفعية و على رأسهم علي البومباجي هذه الإشارات و شرع مباشرة في قصف القصبة و منها ضرب تجمع الجنرالات ، قتل على إثرها الجنرال دامريمون قائد أركان القوات الفرنسية و القائد بريقو ، فعمت الفوضى و الاضطراب بين صفوف الفرنسيين . استغل الحاج أحمد باي هذه الظروف و قام بهجوم شامل ضد الفرنسيين.على إثر ذلك سارع الضباط المتبقون إلى تعيين الجنرال فالي قائدا لأركان الحرب .وفي 13أكتوبر 1837 تمكنت الفرقة الثالثة بقيادة كوربان corbin من دخول المدينة من ناحية باب السويقة حيث دار اقتتال في الشوارع و الأزقة أسفر على سقوط المدينة يوم الجمعة 13/10/1837.وانسحب الحاج أحمد باي وأتباعه لتنظيم صفوفهم أملا في مواصلة المقاومة
لكن الشعب الابي اذا خانه حكامه ، لم تخنه الاقدار ولا العزائم وانطلق يحمل راية المقاومة يوما بيوم
بالفعل
استغرق الجيش الفرنسي سبع سنوات ليحتل ثالث مدينة جزائرية قسنطينة بعد مقاومة بطولية وبعد ان لقنت ماريشالات فرنسا اركان حرب نابليون الدروس في التكتيك والاستراتيجيا
وبالرغم من لجوء فرنسا الى التامر مع باي تونس لاخضاع بطل المقاومة الحاج احمد باي حاكم قسنطينة، الان ان الباي استطاع بكل شمم صد الحملات الفرنسية على عاصمته فكانت معركة قسنطينة الاولى 1836 ىوالثانية 1837
بدأت الاستعدادات الفرنسية الأولى لغزو قسنطينة منذ شهر سبتمبر,1836، حيث قام المارشال كلوزيل بتعزيز قواته العسكرية الآتية من كل من الجزائر ووهران وبجاية وجعل مدينة عنابة نقطة التقاءها.
- بلغ عدد القوات الفرنسية حوالي 8800 عسكري تم توزيعهم على 4 وحدات مجهزة بأحدث الأسلحة وبالمدفعية إلى جانب 14 قطعة حربية. وقد قاد هذه القوات الماريشال "كلوزيل "بمساعدة الدوق "دي نمور" والجنرالين تريزيل ودريني. وصلت القوات الفرنسية إلى مشارف مدينة قسنطينة يوم 21 نوفمبر، فأقامت معسكرا. بعد أن قضت القوات الفرنسية ليلتها فيه واصلت زحفها نحو قسنطينة حيث عسكرت في المنصورة، وقسم الجيش إلى أربع فرق.
الفرقة الأولى و الثانية تحت قيادة الجنرال تريزال، أقامت فوق منحدرات المنصورة، وذلك للهجوم على المدينة من جهة باب القنطرة.
الفرقة الثالثة والرابعة تحت قيادة الجنرال دريني، تقومان باجتياز وادي الرمال عند التقائه بوادي بومرزوق، وفي المكان المسمى "مجز الغنم " ومن ثم يتم صعود منحدرات "باردو" لاحتلال منطقة كدية عتي الإستراتيجية.
قسم الحاج أحمد باي جيشه إلى قسمين :
القسم الأول :و هو قسم ثابت قاده ابن عيسى، وصل عدده إلى حوالي 2400 مجاهد موزعين على طول أسوار المدينة كدرع واقي.
القسم الثاني : وهو قسم متحرك، كان تحت قيادة الحاج أحمد باي، وصل عدده إلى حوالي 5000 فارس و 1500 رجل من المشاة، وقد كان هذا القسم مرابط خارج المدينة ويتابع تحركات الجيش الفرنسي خطوة بخطوة بهدف تضييق الخناق على الوحدات الفرنسية وفتح جبهتين أثناء الهجوم والدفاع.
سير المعركة
غادر القائد ابن عيسى المساعد الأول لأحمد باي موقعه على رأس 100 رجل لكي لا يترك المجال مفتوحا أمام الفرنسيين للتمركز.
باشرت الوحدات الفرنسية بنصب الكمائن على منحدرات المنصورة.
نظرا لاندفاع القوات الفرنسية إلى الأمام، تمكنت من تسجيل خطوات طفيفة على حساب المقاومين الذين تراجعوا إلى باب القنطرة لتنظيم الهجوم ضد الوحدات الفرنسية التي واصلت نصب الكمائن على منحدرات المنصورة.
تمكن المقاومون من ناحية أخرى إقامة مخرج مفاجئ من باب القنطرة المحاصر، مما أحدث خسائرا فادحة في صفوف القوات الفرنسية.
في يوم 22 نوفمبر وقع تبادل إطلاق النار بين الطرفين بالبنادق والمدافع، أما خارج المدينة فقد كان الحاج أحمد باي يناوش مؤخرة الجيش الفرنسي التي لم تصل بعد إلى المنصورة، ألحق بها أضرارا كبيرة في العتاد والأرواح، بعدها عاد إلى قسنطينة لتدعيم قوات ابن عيسى.
إن التنقل المستمر للحاج أحمد بين قسنطينة وخارجها زاد من قوة وعزم المقاومين الجزائريين وأدى إلى زعزعة القوات الفرنسية وإرباكها.
استمرت المحاولات الفرنسية لاقتحام باب القنطرة وباب الحديد طيلة ليلتي 23 و 24 نوفمبر إلا أنها فشلت نظرا ليقظة القائد ابن عيسى وخبرته حيث قام بتعزيز قواته الدفاعية في الثغور الموجودة على أسوار المدينة.
قد ظن الجنرال تريزيل أن مدفعيته تمكنه من تحطيم الباب، وما أن اقتربت القوات الفرنسية منه حتى بادر الجزائريون إلى إطلاق النار من كل جهة بسلاح المدفعية فتراجعت القوات الفرنسية باتجاه المنصورة ،و على إثرها أمر الماريشال كلوزيل قواته بالانسحاب إلى عنابة.
غنم الجزائريون كميات كبيرة من العتاد الحربي منها حوالي 50 ألف خرطوش و 4000 من الأدوات العسكرية الجديدة، وأدوات الهندسة العسكرية، إلى جانب المواد الغذائية من البسكويت والسكر والقهوة وكذلك الأدوية وعلب الجراحة.
تذكر المصادر الفرنسية أن الخسائر الإجمالية بالنسبة للقوات الفرنسية قدرت ما بين 700 و 900 قتيل.لقد كان الانتصار حليف الحاج أحمد باي وترك صدى كبيرا وعميقا ليس فقط على بايليك الشرق وإنما في الجزائر بأكملها، * عزل الماريشال كلوزال حيث تعرض لانتقادات لاذعة وحملته الحكومة الفرنسية المسؤولية الكاملة على هزيمة جيشها.
معركة قسنطينة الثانية أكتوبر1837
الاستعدادات الفرنسية:
بعد توقيع معاهدة التافنة بدأت الاستعدادات الفرنسية لشن حملة ثانية على قسنطينة فجنّدت في سبيل ذلك إمكانياتها العسكرية على النحو التالي :
- عين الجنرال دامريمون قائدا للحملة خلفا للماريشال كلوزيل ، فبادر بإقامة المعسكرات على طول الطريق المؤدي إلى قسنطينة انطلاقا من عنابة و كانت على النحو التالي :
- معسكر درعان .
- معسكر النمشية .
- معسكر حمام باردة .
- معسكر مجز عمار الذي جعله الفرنسيون نقطة الانطلاق لجل العمليات العسكرية على قسنطينة . كما استعانت الجيوش الفرنسية بقوات إضافية من وهران و الجزائر بحيث تمركزت معظمها في معسكر مجز عمار .
و بلغ عدد القوات الفرنسية المجنّدة في هذه الحملة حوالي 13 ألف جندي قسم إلى 4 فرق عسكرية تحت قيادة الجنرال دامريمون بمساعدة الدوق دونمور ابن ملك فرنسا الجنرال "فالي" و كذلك الجنرال تريزيل .
و وضع الجنرال دام ريمون خطة عسكرية محكمة واضعا بعين الإعتبار الأخطاء التي وقع فيها سابقوه، و تشمل خطته النقاط التالية :
1/ إقامة مراكز عسكرية عديدة على الطريق المؤدي من معسكره إلى قسنطينة و الهدف من ذلك ضمان نجاح الحملة بأقل تكاليف .
2/ يبدأ الهجوم مباشرة عند الوصول إلى قسنطينة من ناحية باب القنطرة و كدية عتي على أن تركز قوة كبيرة على نقاط ضعف الدفاع بفتح ثغرة في أسوار المدينة .
استعدادات الحاج أحمد باي:
واجه أحمد باي الموقف باستدعاء أعيان الإقليم و رؤساء القبائل و أخبرهم بالخطر الذي يحدق بهم و بعواقب الحملة إذا لم يوفر لها مختلف الإمكانيات البشرية و العسكرية لمواجهتها . كما بادر بتنظيم صفوفه تنظيما محكما ، و قام بمحاولات فاشلة للهجوم على معسكر مجز عمار مركز تجمع القوات الفرنسية .
إضافة إلى ذلك اتخذ عدة إجراءات وقائية منها :
-قام بتهديم المباني التي كان قد شيدها من قبل صالح باي ، و ذلك راجع إلى كون هذه المباني كانت عبارة عن ثغرات خطيرة ، استعملها الفرنسيون إبان حملتهم الأولى ، قصد التوغل داخل المدينة حتى يتجنبوا نيران بنادق المدفعيين الجزائريين .
- إزالة المباني الموجودة على حدود المساحة الواقعة بين "باب الوادي" و" باب الجابية" واستبدالها بحصون قوية ، كما أدخلت ترميمات على "باب الجديد" و تدعيمه بقوات دفاعية
و بهذه الترتيبات استطاع الحاج أحمد باي أن يجهز جيشا قدر عدده حوالي 12 ألف جندي نظامي و 10 آلاف من المتطوعين ، فخصص منهم حوالي 3000 للدفاع من داخل أسوار المدينة تحت قيادة ابن عيسى في حين تولى بنفسه الفرق المتحركة المقدرة بحوالي 7000 فارس و 2000 جندي من المشاة بغرض:
أولا - القيام بهجمات سريعة على طول الطريق المؤدي إلى قسنطينة و هذا لخلق البلبلة و الفوضى في صفوف القوات الفرنسية .
ثانيا - محاصرة القوات الفرنسية عند وصولها إلى قسنطينة بين قواته التي تهاجم من الخلف و قوة ابن عيسى التي هي في حالة دفاع .
سير المعركة:
في 7 أكتوبر 1837 انطلقت المعركة بين الطرفين ، حيث قام الحاج أحمد باي بتدعيم دفاعه ، حيث أمر قواته المرابطة خارج المدينة بالإلتحاق بالقوات الداخلية و ذلك في إطار خطة محكمة تسهل له مهمة الهجوم على القوات الفرنسية ، فبادر بالهجوم على التجمعات العسكرية الفرنسية من جهة المنصورة و كذلك منطقة كدية عتي و خلّف هذا الهجوم العديد من القتلى و الجرحى في صفوف الفرنسيين . و هذا ما جعل الفرنسين يعززون صفوفهم بإقامة خط دفاعي مزود بـ 9 مدافع مقسمين على النحو التالي :
-أربعة في المنصورة منها مدفع واحد على العقبة .
- خمسة في منطقة كدية عتي .
و أمام هذا الوضع أقام الحاج أحمد أكثر من 30 مدفعا على كامل أسوار المدينة من "باب الجديد" إلى" باب الجابية" و مجموعة أخرى في باب القنطرة و حوالي 12 مدفعا في القصبة ، كما خصصت 4 مدافع أخرى للتصويب نحو المنصورة .
و نتيجة بقاء الوضع بين مد وجزر حاولت فرنسا ضرب وحدة الصف الجزائري حيث أرسل قائد أركان الحرب الفرنسي برقية في عشية 11 أكتوبر 1837 إلى سكان مدينة قسنطينة يطالبهم بتسليم أنفسهم و مدينتهم ، وهنا حرر الحاج أحمد باي بيانا جاء فيه:" إذا كان المسيحيون بحاجة إلى بارود سنزودهم ، و إذا نفذ لهم الخبز سنقتسم خبزنا معهم ، و لكن ما دام أحدنا على قيد الحياة لن يدخلوا قسنطينة ".
و قد تلقى المشرفون على المدفعية و على رأسهم علي البومباجي هذه الإشارات و شرع مباشرة في قصف القصبة و منها ضرب تجمع الجنرالات ، قتل على إثرها الجنرال دامريمون قائد أركان القوات الفرنسية و القائد بريقو ، فعمت الفوضى و الاضطراب بين صفوف الفرنسيين . استغل الحاج أحمد باي هذه الظروف و قام بهجوم شامل ضد الفرنسيين.على إثر ذلك سارع الضباط المتبقون إلى تعيين الجنرال فالي قائدا لأركان الحرب .وفي 13أكتوبر 1837 تمكنت الفرقة الثالثة بقيادة كوربان corbin من دخول المدينة من ناحية باب السويقة حيث دار اقتتال في الشوارع و الأزقة أسفر على سقوط المدينة يوم الجمعة 13/10/1837.وانسحب الحاج أحمد باي وأتباعه لتنظيم صفوفهم أملا في مواصلة المقاومة