«نحن فقراء في هذه الدولة التي ليست لها موارد، لكن جهاد الجزائر مقدس، وإعانة هذا الجهاد دينا وعروبة وسياسة أمرٌ واجب ومحتّم، فنحن لا نملك إلا لقمة العيش، وأعلن هنا أمامكم جميعا، أننا نقتسمها معكم، مهما كانت».
هذا خطاب الراحل الحسين بن طلال أثناء استقباله للوفد الجزائري بقيادة فرحات عباس والوفد المرافق له، خلال الثورة الجزائرية.
ربطت الشعب الأردني مع الشعب الجزائري علاقات اخوية صادقة والتي تمثلت في العديد من المبادرات التي أسهمت في التخفيف على الشعب الجزائري أثناء محنته، بتبرع ضباط الجيش الأردني براتب شهري لصالح الثورة، والسفينة الأردنية «دينا» التي خصصت لنقل الأسلحة من الإسكندرية لمراكز جيش التحرير الجزائري والتي اشرف عليها الملك الحسين، وكان يرافقها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، إضافة للدور الكبير لذي قامت به اللجنة الأردنية للتضامن ودعم القضية الجزائرية». و هناك عشرات الرسائل والأطروحات الجامعية التي تناولت موقف الأردن الرسمي والشعبي من الثورة الجزائرية.
من ضمن التبرعات العربية للثورة الجزائرية نستذكر السفينة الأردنية " دينا " والتي أشرفت عليها الأسرة الهاشمية بقيادة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله . وقد أرسلت هذه السفينة المحملة بالأسلحة الأردنية من مدينة الإسكندرية محملة بـ 16,5 طن من مختلف الأسلحة. وقد وصلت إلى أحد موانئ منطقة مليلية المغربية في مارس 1955 م، وأفرغت حمولتها في الميناء . ومن ضمن الأسلحة الأردنية المرسلة : مدافع رشاشة ثقيلة، وبنادق رشاشة خفيفة من نوع طومسون، وبنادق عشرية 303 إنكَليزية الصنع وصناديق الذخيرة. ورافق هذه الشحنة من الأسلحة والذخيرة ضباط جزائريون نذكر منهم السادة هواري بومدين وعبد القادر شنوف وسي الصديق ... الخ.
وقد كان لوصول هذه الشحنة من الأسلحة إلى المنطقة الغربية دور هام في تنشيط الكفاح المسلح بهذه المنطقة التي شهدت تأخراً في الانطلاقة، نظراً لقلة السلاح بها. وإضافة إلى السفينة الاردنية "دينا"، وصلت الباخرة فاروق إلى مياه الناضور المغربي في سبتمبر سنة 1956 م محملة بمختلف الأسلحة التي أدخلت إلى الجزائر بواسطة قوارب الصيد وعلى ظهور البغال، نظراً للخطر القادم من الحدود المغربية.