***
هو:محمد بن بشير بن عمر الإبراهيمي،مجاهد جزائري،من كبار العلماء.انتُخب رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
ولد ونشأ بدائرة سطيف(اصطيف)في قبيلة ريغة الشّهيرة بأولاد إبراهيم(ابن يحي بن مساهل) من أعمال قسنطينة،وتفقّه وتأدّب في رحلة إلى المشرق سنة(1911) فأقام في المدينة المنوّرة إلى سنة 1917 ، وفي دمشق إلى حوالي 1921.
وعاد إلى الجزائر وقد نشطت حركة صديقه العلاّمة (عبد الحميد بن محمد بن باديس)وأصبح له نحو ألف تلميذ ، وأنشأ جمعية العلماء سنة 1931، وتولّى بن باديس رئاستها ، والإبراهيمي النيابة عنه.
ثمّ أبعد الشيخ الإبراهيمي من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي إلى صحراء وهران سنة 1940، وبعد أسبوع من وصوله إلى المعتقل توفّي الشّيخ بن باديس، وقرّر رجال الجمعية انتخاب الإبراهيمي لرئاستها.
وبقي الشيخ الإبراهيمي سجينا في معتقل(آفلو)من سنة 1940 إلى 1943 ثمّ أطلق سراحه، فأنشأ في عام واحد 83 مدرسة بل كتّابا، وكان الهدف نشر اللغة العربية، وجعل ذلك عن طريق تحفيظ القرآن الكريم، إبعادا لتدخّل سلطات الاحتلال.
وتهافت الجزائريون على بناء المدارس فزادت على 400 مدرسة، فهال ذلك المستعمر الفرنسي الذي كان يصبّ كلّ جهوده في فَرنَسَة وتنصير الشّعب الجزائري ، فقام باعتقال الشيخ الإبراهيمي وزجّه في السّجن العسكري سنة 1945 ، ومارس عليه أصناف التّعذيب المتوحّشة.
وبعد الإفراج عنه قام بجولات في أنحاء الجزائر لتجديد النّشاط في إنشاء المدارس والأندية، بهمّة لا تعرف الكلل.
ثمّ استقرّ سنة 1952 في القاهرة، واندلعت الثّورة الجزائرية الكبرى سنة 1954، فقام برحلات إلى الهند وغيرها لإمدادها بالمال.
وعاد إلى الجزائر بعد انتصارها، فلم يجد مجالا للعمل بسبب تسلّط العلمانيين والاشتراكيين على الحكم، فانزوى إلى أن توفي، رحمه الله.
وكان من أعضاء المجامع العلمية العربية في القاهرة ودمشق وبغداد، في ذلك الوقت الذي لا يتمكّن من نيل العضوية فيها إلاّ فحول العلماء.
والشّيخ الإبراهيمي صاحب حسّ أدبي مرهف، وذو شاعريّة فيّاضة، وله شعر جميل منه"ملحمة"في تاريخ الإسلام والمجتمع الجزائري والاستعمار، في ستة وثلاثين ألف بيت ما زالت مخطوطة.
وكان مشهورا بقوّة الحافظة حيث كان يحفظ أصول الأدب ككتاب"أدب الكاتب"، و"البيان والتبيين"، و"الأمالي للقاري" وله من العمر أربعة عشرة سنة.
وقد تتلمذ على كبار علماء المغرب والمشرق، وتخرّج على يديه علماء كبار أيضا.
وفي إحدى زياراته لدمشق درّس تحت قبة النّسر في الجامع الأموي الحديث النّبوي، وانبهر النّاس عندما رأوه يروي الأحاديث مسلسلة الإسناد منه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وكانت له مقالات رائقة ينشرها في جريدة البصائر الصّادرة عن الجمعية بالجزائر وهو رئيس تحريرها، فجمعت المقالات في كتاب"عيون البصائر" وهو مطبوع.
وسيدهش القارئ له من روعة بيان الشّيخ، وسعة علمه وغزارة مادّته.
والعلاّمة الإبراهيمي من خطباء الارتجال، المفوّهين، الذين يغرفون الكلام غرفا من معين تراث هذه اللغة وأدبها.
وله كتب ما زالت مخطوطة، منها"شعب الإيمان" في الأخلاق والفضائل، و"التسمية بالمصدر" و"أسرار الضمائر العربية" و"كاهنة الأوراس" قصّة روائية و"نشر الطّي من أعمال عبد الحي" ابن عبد الكبير الكتاني، في نقد سيرته.
وقد خصّه الأستاذ محمد الطّاهر فضلاء، بجزء مستقل من كتابه:"أعيان الجزائر" سمّاه (الإمام الرّائد محمد البشير الإبراهيمي)، مطبوع في 225 صفحة. انتهى.(1)
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
(1)"الأعلام للزركلي 6/54 بتصرّف مع بعض الزّيادات.
هو:محمد بن بشير بن عمر الإبراهيمي،مجاهد جزائري،من كبار العلماء.انتُخب رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
ولد ونشأ بدائرة سطيف(اصطيف)في قبيلة ريغة الشّهيرة بأولاد إبراهيم(ابن يحي بن مساهل) من أعمال قسنطينة،وتفقّه وتأدّب في رحلة إلى المشرق سنة(1911) فأقام في المدينة المنوّرة إلى سنة 1917 ، وفي دمشق إلى حوالي 1921.
وعاد إلى الجزائر وقد نشطت حركة صديقه العلاّمة (عبد الحميد بن محمد بن باديس)وأصبح له نحو ألف تلميذ ، وأنشأ جمعية العلماء سنة 1931، وتولّى بن باديس رئاستها ، والإبراهيمي النيابة عنه.
ثمّ أبعد الشيخ الإبراهيمي من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي إلى صحراء وهران سنة 1940، وبعد أسبوع من وصوله إلى المعتقل توفّي الشّيخ بن باديس، وقرّر رجال الجمعية انتخاب الإبراهيمي لرئاستها.
وبقي الشيخ الإبراهيمي سجينا في معتقل(آفلو)من سنة 1940 إلى 1943 ثمّ أطلق سراحه، فأنشأ في عام واحد 83 مدرسة بل كتّابا، وكان الهدف نشر اللغة العربية، وجعل ذلك عن طريق تحفيظ القرآن الكريم، إبعادا لتدخّل سلطات الاحتلال.
وتهافت الجزائريون على بناء المدارس فزادت على 400 مدرسة، فهال ذلك المستعمر الفرنسي الذي كان يصبّ كلّ جهوده في فَرنَسَة وتنصير الشّعب الجزائري ، فقام باعتقال الشيخ الإبراهيمي وزجّه في السّجن العسكري سنة 1945 ، ومارس عليه أصناف التّعذيب المتوحّشة.
وبعد الإفراج عنه قام بجولات في أنحاء الجزائر لتجديد النّشاط في إنشاء المدارس والأندية، بهمّة لا تعرف الكلل.
ثمّ استقرّ سنة 1952 في القاهرة، واندلعت الثّورة الجزائرية الكبرى سنة 1954، فقام برحلات إلى الهند وغيرها لإمدادها بالمال.
وعاد إلى الجزائر بعد انتصارها، فلم يجد مجالا للعمل بسبب تسلّط العلمانيين والاشتراكيين على الحكم، فانزوى إلى أن توفي، رحمه الله.
وكان من أعضاء المجامع العلمية العربية في القاهرة ودمشق وبغداد، في ذلك الوقت الذي لا يتمكّن من نيل العضوية فيها إلاّ فحول العلماء.
والشّيخ الإبراهيمي صاحب حسّ أدبي مرهف، وذو شاعريّة فيّاضة، وله شعر جميل منه"ملحمة"في تاريخ الإسلام والمجتمع الجزائري والاستعمار، في ستة وثلاثين ألف بيت ما زالت مخطوطة.
وكان مشهورا بقوّة الحافظة حيث كان يحفظ أصول الأدب ككتاب"أدب الكاتب"، و"البيان والتبيين"، و"الأمالي للقاري" وله من العمر أربعة عشرة سنة.
وقد تتلمذ على كبار علماء المغرب والمشرق، وتخرّج على يديه علماء كبار أيضا.
وفي إحدى زياراته لدمشق درّس تحت قبة النّسر في الجامع الأموي الحديث النّبوي، وانبهر النّاس عندما رأوه يروي الأحاديث مسلسلة الإسناد منه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وكانت له مقالات رائقة ينشرها في جريدة البصائر الصّادرة عن الجمعية بالجزائر وهو رئيس تحريرها، فجمعت المقالات في كتاب"عيون البصائر" وهو مطبوع.
وسيدهش القارئ له من روعة بيان الشّيخ، وسعة علمه وغزارة مادّته.
والعلاّمة الإبراهيمي من خطباء الارتجال، المفوّهين، الذين يغرفون الكلام غرفا من معين تراث هذه اللغة وأدبها.
وله كتب ما زالت مخطوطة، منها"شعب الإيمان" في الأخلاق والفضائل، و"التسمية بالمصدر" و"أسرار الضمائر العربية" و"كاهنة الأوراس" قصّة روائية و"نشر الطّي من أعمال عبد الحي" ابن عبد الكبير الكتاني، في نقد سيرته.
وقد خصّه الأستاذ محمد الطّاهر فضلاء، بجزء مستقل من كتابه:"أعيان الجزائر" سمّاه (الإمام الرّائد محمد البشير الإبراهيمي)، مطبوع في 225 صفحة. انتهى.(1)
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
(1)"الأعلام للزركلي 6/54 بتصرّف مع بعض الزّيادات.