سلطان العلماء وبائع الامراء

الحاج سليمان 

صقور الدفاع
إنضم
5 سبتمبر 2007
المشاركات
6,557
التفاعل
17,560 195 32
الدولة
Algeria
العز بن عبد السلام أعظم رموز مقاومة العلماء العاملين المخلصين للحكام فى التاريخ الإسلامى، فقد سجل له التاريخ من المواقف ما لم يكن معهودا قبله ولم يجرؤ على تكراره أحد بعده، لقد بات كل المعارضين على مدار التاريخ الإسلامى والواقع والمستقبل عيالا على العز بن عبد السلام وشجاعته وقوته فى الحق، وقد بدأت معارضاته للطغاة عندما تحالف الصالح إسماعيل حاكم دمشق مع الصليبيين، ليساعدوه على الصالح نجم الدين أيوب ابن أخيه، حاكم مصر، وقد سلمهم قلعة صفد وقلعة الشقيف، وصيدا، ودخل الصليبيون دمشق فى عام 638هـ لشراء السلاح لقتال حاكم مصر -كما يروى الصلابى وعليه سيكون الاعتماد- فسُئل الشيخ العز عن بيع السلاح للفرنج، فقال: يَحْرم عليكم مبايعتهم، لأنكم تتحققون أنهم يشترونه، ليقاتلوا به إخوانكم المسلمين. ثم صعد الشيخ العز منبر المسجد الأموى الكبير، كما يروى السبكى فى «طبقات الشافعية» وذمَّ موالاة الأعداء، وقبّح الخيانة وذمَّ الأعمال الشائنة التى حصلت، وشنَّع على السلطان، وقطع الدعاء له بالخطبة وصار يدعو أمام الجماهير بما يوحى بخلعه والاستبدال به، ويقول: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رَشَدا، تُعِزّ فيه وليَّك وتُذِلّ فيه عدوك ويُعمل فيه بطاعتك ويُنهَى فيه عن معصيتك. والناس يبتهلون بالتأمين والدعاء للمسلمين، والنصر على أعداء الله الملحدين

وكان الملك الصالح إسماعيل خارج دمشق، فلما وصل إليه الخبر أحسَّ بالخطر الذى يحدق به والثورة المتوقعة عليه، فسارع إلى إصدار أمر كتابى بعزل الشيخ العز من الخطابة والإفتاء وأمر باعتقاله، واعتقال الشيخ ابن الحاجب المالكى الذى شاركه الإنكار على فعل السلطان.

توجه الصالح إسماعيل فى حراسة الجيوش الصليبية ليحارب الصالح أيوب حاكم مصر، وحتى يضمن استقرار الأوضاع فى دمشق قبل خروجه أرسل إسماعيل إلى سلطان العلماء بعض أعوانه وأمره أن يتلطف مع الشيخ ويقايضه أن يترك الحديث فى السياسة مقابل الإفراج عنه، قال إسماعيل لرسوله: تتلطَّف به غاية التلطُّف، وتستنزله وتعده بالعودة إلى مناصبه على أحسن حال، فإن وافقك فتدخل به على، وإن خالف، فاعتقله فى خيمة إلى جانب خيمتى، فلما اجتمع رسول السلطان مع سلطان العلماء، شرع فى مسايسته وملاينته، ثم قال له: بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وما كنت عليه وزيادة، أن تنكسر للسلطان وتقبّل يده لا غير. فقال له: يا مسكين، ما أرضاه أن يقبل يدى، فضلا أن أقبّل يده، يا قوم، أنتم فى وادٍ، وأنا فى وادٍ، والحمد لله الذى عافانى مما ابتلاكم به، فقال له: قد رسم لى إن لم تُوافق على ما يطلب منك وإلا اعتقلتك فقال: افعلوا ما بدا لكم، فأخذه واعتقله فى خيمة إلى جانب خيمة السلطان، فأخذ سلطان العلماء يقرأ القرآن، والسلطان يسمع، فقال يوما لملوك الصليبيين: أتسمعون هذا الشيخ الذى يقرأ القرآن؟ قالوا: نعم. قال السلطان، هذا أكبر قسوس المسلمين، وقد حبسته، لإنكاره على تسليمى لكم حصون المسلمين، وعزلته عن الخطابة بدمشق، وعن مناصبه، ثم أخرجته، فجاء القدس وقد جددت حبسه واعتقاله لأجلكم. فقال ملوك الفرنجة: والله لو كان هذا قسيسنا، لغسلنا رجليه، وشربنا مرقتها

خاف الملك إسماعيل اضطراب الناس عليه فأخرج العز من سجنه وأمر بإبعاده عن الخطابة فى الجوامع والإفتاء. فترك العزّ الشام وسافر إلى مص وعندما وصل إلى مصر سنة 639هـ، رحّب به الملك الصالح نجم الدين أيوب وأكرم مثواه، ثم ولاّه الخطابة والقضاء. وكان أول ما لاحظه العزّ بعد توليه القضاء قيام الأمراء المماليك، الذين اشتراهم نجم الدين أيوب ودفع ثمنهم من بيت مال المسلمين، واستعملهم فى خدمته وجيشه، وتصريف شؤون الدولة يمارسون البيع والشراء وهو تصرف باطل، لأن المملوك لا ينفذ تصرفه، فأخذ سلطان العلماء لا يمضى لهم بيعا ولا شراء فضايقهم ذلك، وشجر بينهم وبينه كلام حول هذا المعنى فقال لهم بائع الملوك: أنتم الآن أرقَّاء لا ينفذ لكم تصرف، وإن حكم الرق مستصحب عليكم لبيت مال المسلمين، وقد عزمت على بيعكم فاحتدم الأمر، وبائع الملوك مصمّم، لا يصح لهم بيع ولا شراء ولا نكاح، فتعطلت مصالحهم، وكان من جملتهم نائب السلطان الذى اشتاط غضبا، واحمر أنفه، فاجتمع مع شاكلته، وأرسلوا إلى بائع الملوك فقال: نعقد لكم مجلسا، ويُنادَى عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعى فرفعوا الأمر إلى السلطان، فبعث إليه، فلم يرجع، فخرجت من السلطان كلمة فيها غلظة، حاصلها الإنكار على الشيخ -رحمه الله- فى دخوله فى هذا الأمر، وأنه لا يتعلق به


فلما لم يستطع سلطان العلماء تحقيق العدل عزل نفسه عن القضاء وقرر الرحيل عن مصر، يروى الصلابى فحمل أهله، ومتاعه على حمار، وركب حمارا آخر، وخرج من القاهرة، وما إن انتشر الخبر بين الناس فى مصر، حتى تحركت جموع الناس وراءه، فلم تكد امرأة ولا صبى ولا رجل لا يؤبه إليه يتخلف، لا سيما العلماء، والصالحين، والتجار، وأمثالهم ولسان حالهم يقول: لا خير فى مصر إن لم يكن فيها العز بن عبد السلام وأمثاله. فرُفِعَت التقارير حول هذه الظاهرة إلى السلطان، وكانت التوصيات: متى رحل كل هؤلاء ذهب مُلْكك. فركب السلطان بنفسه، ولحقه واسترضاه، وطيّب قلبه، فرجع بشرط أن يُنادَى على ملوك مصر وأمرائها ويبيعهم، فأرسل إليه كبيرهم -نائب السلطان- بالملاطفة والشيخ لم يتغير، لأنه يريد إنفاذ حكم الله، عندئذ، انزعج نائب السلطان من ذلك وقال: كيف ينادى علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟ والله لأضربنَّه بسيفى هذا، بنفسه فى جماعته. وجاء إلى بيت الشيخ، والسيف فى يده صلت، فطرق الباب فخرج إليه ولد الشيخ، فرأى أمرا جلدا، فعاد إلى أبيه، وأخبره الحال، فقال لولده فى ثبات وتواضع: يا ولدى، أبوك أقلُّ من أن يُقْتل فى سبيل الله؟ فلما رآه نائب السلطان، اهتزت يده وارتعدت فرائصه وسقط أرضا، فبكى، وسأل الشيخ أن يدعو له قائلا: يا سيدى! خيرا، أى شىء العمل؟ فقال الشيخ: أنادى عليكم وأبيعكم. قال نائب السلطان: ففيمَ تصرف ثمننا؟ قال الشيخ: فى مصالح المسلمين. قال نائب السلطان: من يقضيه؟ قال الشيخ: أنا. وأنفذ الله أمره على يد الشيخ -رحمه الله- فباع الملوك مناديا عليهم واحدا تلو الآخر، وغالى سلطان العلماء فى ثمنهم وقبضه وصرفه فى وجوه الخير التى تعود بالنفع على البلاد والعباد، وبعدها عُرف الشيخ العز بـ«بائع الملوك» واشتهر أمره فى الآفاق

ومن عجائب شجاعته أمام السلاطين أن دخل سلطان العلماء العز بن عبد السلام يوم العيد القلعة، والسلطان نجم الدين أيوب بن الكامل فى زينته، وجنوده بين يديه، وأمراء الدولة تقبّل الأرض له، فالتفت سلطان العلماء إليه مناديا باسمه المجرَّد: يا أيُّوبُ، ما حُجتُك عند الله، إذا قال لك: ألم أُبَوّئ لك مصر، تبيح الخمور؟ فقال أيوب: هل جرى هذا؟ فرفع الشيخ عز الدين بن عبد السلام صوته: نعم، الحانة الفلانية تُباع فيها الخمور، وغيرها من المنكرات وأنت تتقلب فى نعمة هذه المملكة. فقال: سيّدى هذا أنا ما عملته، هذا من زمن أبى، فأجابه الشيخ عز الدين: أنت من الذين يقولون: «إنا وجدنا آباءنا على أمة» فأمر السلطان بإغلاق تلك الحانة

تعجب تلاميذه من شجاعته فسأله تلميذه الباجى: يا سيدى، كيف الحال؟ فقال الشيخ -رحمه الله-: يا بنى رأيته فى تلك العظمة، فأردت أن أهينه، لئلا تكبر نفسه، فتؤذيه فقال تلميذه، أما خفته؟ قال الشيخ والله يا بنى، استحضرت هيبة الله، فصار السلطان قدامى كالقط. ولم تتوقف عجائب الشيخ الجليل سلطان العلماء وبائع الملوك عند ذلك الحد، فحين هاجم التتار البلاد الإسلامية ودمروا بغداد، وأبادوا المسلمين وعظم خطرهم على العالم الإسلامى استشاره السلطان قطز بأمر المملكة وحرب التتار قال رحمه الله: أخرجوا وأنا ضامن لكم على الله النصر، فقال السلطان له: إن المال فى خزانتى قليل، وأنا أريد أن أقترض من أموال التجار ما أستعين به على قتال التتار، فقال: إنه إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على الإمام قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم بشرط أن لا يبقى فى بيت المال شىء، وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص المذهَّبة، والآلات النفيسة، ويقتصر كل الجند على مركوب وسلاحه ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الأموال من العامة مع بقائه فى أيدى الجند من الأموال والآلآت الفاخرة فلا، وكان فى مجلس السلطان كبار العلماء والفقهاء والقضاة فأيدوا ما ذهب إليه ابن عبد السلام، فنفذ الملك والأمراء والجند فتوى العز وامتثلوا أمره، فأحضر الأمراء كافة ما يملكون من مال وحلى نسائهم، وأقسم كل واحد منهم أنه لا يملك شيئا فى الباطن، ولما جمعت هذه الأموال وضُربت سكت، وأنفقت فى تجهيز الجيش، ولم تكفِ هذه الأموال نفقة الجيش أخذ السلطان قطز دينارا واحدا من كل رجل قادر فى مصر، فجمع المال اللازم وأنزل الله نصره على عباده المؤمنين، وهزم التتار فى عين جالوت سنة 658هـ
وبعد عمر مديد ناهز ثلاثة وثمانين عاما فى الجهاد فى سبيل الله ونصرة الإسلام ونشر دعوته، توُفى العز بن عبد السلام فى العاشر من جمادى الأولى سنة 660هـ


لقد وُضع الشيخ تحت الإقامة الجبرية وسُجن وعُذّب، وكاد يُقتَل، كل ذلك ولم يضعف أو يَلِن فى معارضته للطغاة الجائرين، فرحم الله الشيخ رحمة واسعة.
 
رد: سلطان العلماء وبائع الامراء

المعز بن عبدالسلام
احب لله فاحبة الله فاحب بة المسلمون
وكان هو المنتصر الحقيقي على المغول فلولاة لما انتصر المسلمون
 
رد: سلطان العلماء وبائع الامراء

قال العتيبي :

خرجت ( نابتة ) في هذا الزمان نقدت من غير علم ، وطعنت من غير رحمة ! وقد سارت تلك ( القطعان ) يميناً وشمالاً يقودها ( زمرة ) من ( الرموز البغيضة ) تحذِّر من المصلحين ، وتسيء للعلماء العاملين من أهل السنة والجماعة ، وليتنا نرى حماسهم هذا في التحذير من فرق الضلال كلٌّ في بلده ، لكن رأينا سيوفهم مسلطة على العزَّل من أهل العلم والدين ممن لا يحمي ظهرهم إمام أو سلطان ! وإلا لما رأيتَ كثيراً من الفتن كما تراها الآن ، والله المستعان .
2. ولا زال أهل العلم يذكرون مثل هذه الألقاب لمستحقها بغض النظر عن اعتقاده ، إذ الإمامة ليست هي إمامة أهل السنة حتى يُنكر مثل هذا اللفظ .
3. والإمامة في وصف الإمام ! العز بن عبد السلام لستُ أول من ابتدعها ، ولا أول من قالها حتى يُنكر عليَّ أو ألام فيه ، فقد سبقني إليه علماء وأئمة ، أكتفي – الآن - بذكر أهل السنة ! منهم :

أ . قال ابن العماد الحنبلي :
وفيها (( أي : سنة 660 هـ )) : عز الدين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القسم بن الحسن الإمام العلامة وحيد عصره سلطان العلماء السلمي الدمشقي ثم المصري الشافعي.
" شذرات الذهب " ( 3 / 301 ) .

ب . قال ابن تغري بردي :
وفيها (( أي : سنة 660 هـ )) : توفى الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبى القاسم بن الحسن بن محمد بن المهذب السلمي الدمشقي الشافعي المعروف بابن عبد السلام مولده سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة .
" النجوم الزاهرة " ( 7 / 208 ) .

ت . قال الشيخان : الألباني وزهير الشاويش :
" مساجلة علميَّة بين الإمامين الجليلين : العز بن عبد السلام وابن الصلاح " ( عنوان الغلاف ) .
وقالا :
فهذه مساجلة علمية مفيدة جرت في القرن السابع الهجري بين الإمامين العالمين الكبيرين : العز بن عبد السلام وأبي عمرو بن الصلاح رحمهما الله تعالى . ( ص 3 ) .
وقالا :
هو أبو محمد ، عز الدين ، ... الإمام ، الفقيه ، المجتهد ، الملقَّب بـ " سلطان العلماء " . ( ص 17 ) .
وقالا :
وما يزال كثير من آثار هذا الإمام العظيم مخطوطاً مبعثراً في المكتبات .
وإنما أكثرت من النقل عن شيخنا الألباني لعلمي بأن كثيراً يكتفون بهذا الإمام والنقل عنه ، لكن الزيادة في النقل تزيد الثقة والطمأنينة !

ث . قال الشيخ عبد الرحمن المحمود :
الإمام العلَم المشهور ، وهو أحد تلامذة الآمدي ... .
" موقف ابن تيمية من الأشاعرة " ( 2 / 681 ) .
ومن حيث معنى الإمامة :

ج . قال ابن كثير :
وانتهت إليه رئاسة الشافية وقصد بالفتاوى من الآفاق .
" البداية والنهاية " ( 13 / 235 ) .

4. وقد رأيتُ الشيخ ربيعاً قد ذكر في بعض تراجم الأئمة في تحقيقه لكتاب " النكت على ابن الصلاح " ما يؤيد هذا ، وهو أنه أطلق لفظ " الإمام " على أئمة الأشاعرة ! بل وذكر في تراجمهم بعض كتبهم التي فيها عقائدهم المنحرفة ! وأطلق هذا اللفظ على من نصر بدعة وألَّف فيها ونافح عنها !
وهاك أمثلة :
أ. قال الشيخ ربيع :
تعريف بالإمام ابن الصلاح ! ( ص 21 ) " النكت " .
وقال :
رأينا أن الإمام ابن الصلاح قام برحلات واسعة …. ( ص 23 ) .
والعجيب أن ابن الصلاح هو الذي دافع عن صلاة الرغائب المبتدعة والتي تصدى له فيها : الإمام العز بن عبد السلام !!
ب. وفي " الحافظ العراقي " يقول :
هو الحافظ الإمام الكبير الشهير أبو الفضل زين الدين … ( ص 27 ) .
وذكر في ابن الصلاح أنه كان سلفيا ، ولم يذكر اعتقاد العراقي مع أنه يعد من كبار الأشاعرة ! بل ذكر ثناء ابن فهد المكي أنه كان " صالحاً ديناً ورعاً عفيفاً ... " ( ص 30 ) .
ج. وفي " الحافظ ابن حجر " يقول :
هو شيخ الإسلام ! الأستاذ إمام الأئمة !! شهاب الدين أبو الفضل أحمد ... . ( ص 35 ) .
بل نقل في ترجمته :
" وكان متبعاً للسنة شديد التمسك بها في جميع أحواله ويدعو إليها بلسانه وقلمه ... " ( ص 45 ) .
وأخطاء ابن حجر وموافقته للأشاعرة معروفة عند أهل العلم السلفيين ، وقد ألِّف فيها مؤلفات ، مثل مؤلف الشيخ " الشبل " ومؤلف الشيخ " كندو " .
د. وقال في " البلقيني " :
فمن ذلك الثناء ما كتبه شيخه الإمام ! سراج الدين البلقيني تقريظاً ... ( ص 45 ) .
وهو كذلك من رؤوس الأشعرية !!
هـ . وقال في " الباقلاني " :
هو الإمام محمد بن الطيب بن محمد ... متكلم على مذهب الأشعري !!! ( ص 373 ) .
قال الشيخ عبد الرحمن المحمود :
يعتبر الباقلاني المؤسس الثاني للمذهب الأشعري !!!
" موقف ابن تيمية من الأشاعرة " ( 2 / 549 ) .
و. وفي " القاضي عياض " يقول :
هو عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته : عياض بن موسى ... ( ص 370 ) .
وهذا من أعجب العجب ، وهو أن يكون القاضي عياض – وهو من الأشاعرة – إماماً للفرقة الناجية أو ! الطائفة المنصورة !! فمثل هذا هو الذي ينبغي أن يُنكر .
ز. وفي " البيهقي " يقول :
الإمام الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين ... ( ص 386 ) .
وللبيهقي مخالفات كثيرة لاعتقاد السلف ، وللشيخ الغامدي رسالة علمية في موقف البيهقي من الإلهيات ، ومما ذكره هناك :
11 - مخالفته للسلف في صفات الفعل الخبرية ، حيث ذهب إلى تأويل بعضها ، وتفويض بعضها الآخر ، زاعما أن التفويض في ما فوض فيه هو مذهب السلف. وقد بينت فساد قول من نسب التفويض والتأويل إلى السلف ، مبينا أن مذهب السلف هو الإثبات الحقيقي لجميع الصفات إثباتا لا تأويل فيه ولا تفويض ولا تشبيه.
12 - أن البيهقي يختلف مع السلف في جميع ما يتعلق بصفة الكلام التي أثبتها ، من القول بأن الكلام نفسي قديم وأنه بدون حرف ولا صوت وأنه معنى واحد . وقد ناقشته في جميع هذه المسائل وبينت خطأ ما ذهب إليه وصحة مذهب السلف. وبينت أن رأيه في كلام الله تعالى هو عين مذهب أصحابه الأشاعرة ، وأن حقيقة مذهبهم في القرآن لا يختلف عن مذهب المعتزلة إلا بنفيهم أن يكون هذا القرآن الذي نقرأه هو كلام الله الحقيقي.
" البيهقي وموقفه من الإلهيات " للدكتور أحمد بن عطية الغامدي ص 331 – 333 .

وقال الشيخ عبد الرحمن المحمود :
4- دافع البيهقي عن علم الكلام ، ولما ذكر أقوال الشافعي المشهورة في ذم الكلام وأهله : علَّق البيهقي على ذلك مبرراً ما فعله العلماء من الأخذ بالعقل أو علم الكلام ، وفي مناقب الإمام أحمد أنه قال بتأويل بعض نصوص الصفات ، ولما ذمَّ الشافعيُّ الصوفيَّةَ دافع البيهقي عنهم ، بل ونقل إباحة أنواعٍ من السماع !!!
" موقف ابن تيمية من الأشاعرة " ( 2 / 589 ) .
5. وقد استعمل العلماء لفظ " الإمام " ولو كان لمخالفٍ لعقيدة السلف اعترافاً منهم بتقدمه في العلم أو وصفاً لحاله بين أتباعه ، ومن الأمثلة :
أ . قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن " ابن حزم " :
السموات مستديرة عند علماء المسلمين وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء وأئمة الإسلام مثل أبى الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى أحد الأعيان الكبار من الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد وله نحو أربعمائة مصنف ، وحكى الإجماع على ذلك : الإمام أبو محمد بن حزم وأبو الفرج بن الجوزي .
" مجموع الفتاوى " ( 6 / 586 ) .
ب. قال الذهبي عن " الباقلاني " : الإمام ، العلاَّمة ، أوحد المتكلمين ، مقدم الأصوليين ... " .
" السير " ( 17 / 190 ) .
6. وأما توقيت المقال : فلأن بعض ( النابتة ) تظن أنه يجب هدر كل من تلبس ببدعة وأخطأ في مسألة ، والعلماء من السلف الصالح ما عرفوا هذا ، بل أعطوا كل واحدٍ حقَّه ومستحقَّه ، ولم يمنعهم ثناؤهم من تبيان خطئهم لكن بأدب وعلم وهو ( المفتقد ) الذي نبحث عنه !
ولأبيِّن تناقض أولئك القوم في ثنائهم على من تلبس ببدعة ( أحياناً ) وهدر من شاؤوا ( أحايين ) كثيرة !!
ولأبيِّن مدى عنتهم وشدة غبائهم في تقييم الناس والتحذير منهم ، فقد رأيتُ من يستدل بكبار أهل العلم ممن تلبس ببدعة الأشعرية أو التصوف أو التجهم أو الإرجاء ! وعندما يأتي كلام لبعض المعاصرين ممن يخالفونهم – زعموا ! – في المنهج ! لا في العقيدة يضع بين قوسين " مع مخالفتنا له " أو " مع تحذيرنا من الكاتب من كذا " أو ما شابه تلك العبارت الغبية ! التي لم يذكرها فيمن تلبس ببدعة ممن قد تمشي بدعتهم على العامة بسبب الثناء والمدح لهم .
وإني لأتخيل أن يأتي يوم على هؤلاء المرضى ، فيكتب أحدهم :
[[ قال الحافظ ابن حجر ( مع التنبيه على أن له أخطاء في العقيدة والحديث والرجال والفقه وقد نبه على أخطاء العقيدة ... ) : قال السيوطي ( مع التنبيه أن للسيوطي مقالات وفتاوى لا نرضاها ! وله تصوف نبَّه عليه بعَض إخواننا ! ... ) : روى الترمذي ( مع التنبيه أن الترمذي متساهل في التصحيح كما قال شيخنا ... وفي كتابه أحاديث ضعيفة ... ) ... وقد فصَّلت الكلام في كتابي " فتح الباري " ( مع التنبيه أن على كتاب " فتح الباري " ملاحظات وقد بيَّنها الأئمة ... ونحذِّر من الاغترار بمن ردَّ على الحافظ ! ابن حجر في مسألة الإيمان من خوارج العصر !! ... ]] .

وهذا منهج دخيل على الشرع وعلماء الشرع ، وقد حاول بعض المهووسين به الإنكار عليَّ في " مجلس الشيخ ربيع " لما علم أني صاحب كتاب " نقد عبد الله علوان " وأنكر عليَّ الاستدلال بكلام شيخي عمر الأشقر !! فقلت : وما وجه الإنكار ؟ قال : هو من الإخوان المسلمين ! فقلت : وماذا فيها ؟ وهل رأيتني نقلتُ عنه باطلاً ؟ قال : لا ولكن كان ينبغي أن تنبه على هذا (( من جماعة التنبيه السابقة !!! )) فقلت : لا يلزمني ، ولم أر أحداً من أهل العلم فعل هذا لا قديماً ولا حديثاً ، قال : طيب ، نبِّه ! (( عقدة التنبيه )) على هذا في المقدمة ! قلت : ولا حتى هذا يلزمني ! فقلَّ أدبه فأعطيتُه (( المقسوم )) ! وكل ذلك والشيخ ربيع يستمع ، ثم استدللتُ بوهاء كلامه على فعل الشيخ ربيع نفسه في كتبه ، ووجهت للشيخ ربيع السؤال إن كان يعرف هذا المنهج في التأليف عن أحدٍ من أهل العلم !

فتوجه إليَّ الشيخ بالكلام وقال : هذا الأخ أنا أعرفه هو سلفي ، ولكن هذا منهج الحدَّادية - أو : الحدَّاد - !!! فبهت الرجل ! ورجع خائباً وخرج كذلك .

7. وأنا لا أدافع عن بدعة ولا ضلالة لكن أدافع عن صاحبها إن ظلمه الظالمون وتعدَّوا عليه بغير بيان ما هو عليه ، أو حاولوا إهداره ونبذه ، ولو أنهم طبقوا منهجهم هذا مع الجميع ما بقي لهم أحدٌ !! فلماذا يسكتون عن أئمتهم وعلمائهم ، ويطيلون ألسنتهم ويسلون سيوفهم على غيرهم ، وقد يكون خطأ أئمتهم في ( العقيدة ) وخطأ غيرهم في ( المنهج أو الدعوة ) ؟؟؟!!!
أرجو أن يكون هذا البيان واضحاً لك ولمن أراد أن يستفيد ، ولولا ثقتي بكم وعلمي بأنكم أهل لأن أرد عليهم ما فعلت هذا .

وفقك الله
والله أعلم وهو الهادي للصراط المستقيم
 
عودة
أعلى