يقال إن عصر السرعة لم يعد يلقي بالا للذكريات التي تمر على حياة الإنسان الموسوم بآفة النسيان، لكن ما يحدث هذه الأيام في عاصمة الحضنة، المسيلة، أمر يفنّد ذلك، ويثبت أن الزمن لا يزال زمن وفاء.
أسقط المئات من تلاميذ مدينة المسيلة، الذين كانوا يتمدرسون سنوات السبعينيات بمتوسطة “مي زيادة”، منهم اليوم المحامي الشهير والطبيب المختص والإطار في المؤسسة والأستاذ المتقاعد ومدير الثانوية وغيرهم، كل المقولات، لتبقى لمسة الوفاء الفريدة وغير المسبوقة وحدها قائمة، عندما دعوا أستاذهم الذي أشرف على تدريسهم صغارا إلى المدينة التي قضى فيها ست سنوات من سنين شبابه الأول فيها، ورحل عنها ذات يوم من عام 1981 إلى مسقط رأسه الإسكندرية، محققين بذلك حلمه بالعودة واللقاء بهم، وبأحفادهم وأحفاد أحفادهم، بعد 32 سنة من الغياب عنها، واستحقوا بذلك أن يأخذوا العلامة كاملة.. علامة الوفاء الذي قلّ نظيره هذه الأيام.
دعوة ومفاجآت
محمد صلاح الحلوجي، أستاذ مادة الأدب العربي وصاحب المواهب المتعددة التي تصوغه أحيانا قاصا وأحيانا أخرى فنانا تشكيليا، وشاعرا وأبا روحيا للمئات من تلاميذه الذين لم ينسهم طيلة كل هذه السنوات ولم ينسوه، عاد إلى عاصمة الحضنة، التي وطأ أرضها أول مرة وعاش فيها لأزيد من ست سنوات ما بين 1975 وحتى 1981، تاريخ انتهاء مدة بعثته قادما إليها من الإسكندرية بمصر الشقيقة، وخلّف وراءه يومها ذكريات لا تنسى.. ليعود إليها بفضل دعوة من تلاميذه وقد تجاوز السبعين من العمر، لم ينس تلاميذه، ومنهم المحامي الشهير لدغم شيكوش خميستي، أن يوفروا له كل ظروف الراحة بفندق القلعة بالمدينة.
ولم يكد خبر وصوله يتبعثـر بين هذا التلميذ وذاك بقياس زمن السبعينيات، الذي انتشر كالنار في الهشيم، حتى لم تعد غرفته في فندق القلعة المدفوعة بحساب مفتوح التكاليف من المحامي خميستي، تسع الوافدين إليه، والذين يعد أغلبهم من تلاميذه وأبنائهم وعائلاتهم. وقد خصص له هؤلاء برنامجا يوميا خاصا لزيارة الأماكن التي تركت في نفسه جرحا للذكرى، وتمنى أن يزورها في يوم من الأيام. زيارات عدة ومحطات ذرف فيها الأستاذ صلاح الحلوجي الكثير من الدموع، خصوصا وهو يطأ، بعد مرور 32 سنة، مدخل متوسطة “مي زيادة” ومسكنه الذي خُصص له بمدرسة “شنيح محمد” التطبيقية المعروفة بمدرسة “دشوشة”، والتي أعادته بالحنين إلى سنوات شبابه الأول، قبل أن تتساقط عليه الدعوات إلى بيوت تلاميذه.
عودة وتكريم
عودة الحلوجي إلى المسيلة، المشهورة أنها لا تنسى زوارها بسهولة، فما بالك بمربي أجيال لم ينسها هو الآخر، وكرّمها في معرض أسماه “السواحل والغربة والحنين” والذي أخذت فيه المسيلة الحيز الأكبر من لوحاته. كرّم الحلوجي من قِبل والي الولاية، حيث قال “أنا أحب المسيلة”، فأجابه الوالي “هي كذلك تحبك”. أقيمت له تكريمات كثيرة، كتبت عنه الصحف وتربّع على أثير إذاعة الحضنة لمدة تقارب الساعتين ونصف ساعة، وتحوّل إلى حدث بامتياز، خصوصا بعد إقامة معرض للوحاته بقاعة المكتبة المركزية لمدة يوم كامل، والتي بقدر ما كان هو كريما، وتبرع بلوحاته للمدينة، قام تلاميذه بتكريمه قبل يوم من عودته إلى مدينة الإسكندرية، بعد أزيد من شهر من إقامته بالمسيلة.
أسقط المئات من تلاميذ مدينة المسيلة، الذين كانوا يتمدرسون سنوات السبعينيات بمتوسطة “مي زيادة”، منهم اليوم المحامي الشهير والطبيب المختص والإطار في المؤسسة والأستاذ المتقاعد ومدير الثانوية وغيرهم، كل المقولات، لتبقى لمسة الوفاء الفريدة وغير المسبوقة وحدها قائمة، عندما دعوا أستاذهم الذي أشرف على تدريسهم صغارا إلى المدينة التي قضى فيها ست سنوات من سنين شبابه الأول فيها، ورحل عنها ذات يوم من عام 1981 إلى مسقط رأسه الإسكندرية، محققين بذلك حلمه بالعودة واللقاء بهم، وبأحفادهم وأحفاد أحفادهم، بعد 32 سنة من الغياب عنها، واستحقوا بذلك أن يأخذوا العلامة كاملة.. علامة الوفاء الذي قلّ نظيره هذه الأيام.
دعوة ومفاجآت
محمد صلاح الحلوجي، أستاذ مادة الأدب العربي وصاحب المواهب المتعددة التي تصوغه أحيانا قاصا وأحيانا أخرى فنانا تشكيليا، وشاعرا وأبا روحيا للمئات من تلاميذه الذين لم ينسهم طيلة كل هذه السنوات ولم ينسوه، عاد إلى عاصمة الحضنة، التي وطأ أرضها أول مرة وعاش فيها لأزيد من ست سنوات ما بين 1975 وحتى 1981، تاريخ انتهاء مدة بعثته قادما إليها من الإسكندرية بمصر الشقيقة، وخلّف وراءه يومها ذكريات لا تنسى.. ليعود إليها بفضل دعوة من تلاميذه وقد تجاوز السبعين من العمر، لم ينس تلاميذه، ومنهم المحامي الشهير لدغم شيكوش خميستي، أن يوفروا له كل ظروف الراحة بفندق القلعة بالمدينة.
ولم يكد خبر وصوله يتبعثـر بين هذا التلميذ وذاك بقياس زمن السبعينيات، الذي انتشر كالنار في الهشيم، حتى لم تعد غرفته في فندق القلعة المدفوعة بحساب مفتوح التكاليف من المحامي خميستي، تسع الوافدين إليه، والذين يعد أغلبهم من تلاميذه وأبنائهم وعائلاتهم. وقد خصص له هؤلاء برنامجا يوميا خاصا لزيارة الأماكن التي تركت في نفسه جرحا للذكرى، وتمنى أن يزورها في يوم من الأيام. زيارات عدة ومحطات ذرف فيها الأستاذ صلاح الحلوجي الكثير من الدموع، خصوصا وهو يطأ، بعد مرور 32 سنة، مدخل متوسطة “مي زيادة” ومسكنه الذي خُصص له بمدرسة “شنيح محمد” التطبيقية المعروفة بمدرسة “دشوشة”، والتي أعادته بالحنين إلى سنوات شبابه الأول، قبل أن تتساقط عليه الدعوات إلى بيوت تلاميذه.
عودة وتكريم
عودة الحلوجي إلى المسيلة، المشهورة أنها لا تنسى زوارها بسهولة، فما بالك بمربي أجيال لم ينسها هو الآخر، وكرّمها في معرض أسماه “السواحل والغربة والحنين” والذي أخذت فيه المسيلة الحيز الأكبر من لوحاته. كرّم الحلوجي من قِبل والي الولاية، حيث قال “أنا أحب المسيلة”، فأجابه الوالي “هي كذلك تحبك”. أقيمت له تكريمات كثيرة، كتبت عنه الصحف وتربّع على أثير إذاعة الحضنة لمدة تقارب الساعتين ونصف ساعة، وتحوّل إلى حدث بامتياز، خصوصا بعد إقامة معرض للوحاته بقاعة المكتبة المركزية لمدة يوم كامل، والتي بقدر ما كان هو كريما، وتبرع بلوحاته للمدينة، قام تلاميذه بتكريمه قبل يوم من عودته إلى مدينة الإسكندرية، بعد أزيد من شهر من إقامته بالمسيلة.