حرب الثلاثين عاما

السفير

عضو
إنضم
24 أكتوبر 2007
المشاركات
636
التفاعل
37 0 0
حرب الثلاثين عاما

هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي و م ، وقعت معاركها بدايةً و بشكل عام في أراضي الوسطى (خاصة أراضي الحالية) العائدة إلى ، و لكن اشتركت فيها تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر فيما عدا و .

في الجزء الثاني من فترة الحرب امتدت المعارك إلى و و شمال و .

خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة و دوافع الحرب : فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين و و انتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين و ، بل و يعد السبب الرئيسي في نظر البعض ، الكاثوليكية تحت حكم الكردينال في ذلك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب لإضعاف منافسيهم آل لتعزيز موقف فرنسا كقوة أوروبية بارزة ، فزاد هذا من حدة التناحر بينهما ، ما أدى لاحقا إلى حرب مباشرة بين فرنسا و .


[/URL][/URL]
[/URL][/URL]
إلقاء ممثلي الامبراطور من النافذة في براغ كان شرارة إشعال الحرب و لكنه لم يكن السبب الحقيقي لها


كان الأثر الرئيسي لحرب الثلاثين عاما و التي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع ، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش . و انتشرت خلالها المجاعات والأمراض و هلاك العديد من سكان الولايات الألمانية و بشكل أقل حدة الأراضي المنخفضة و إيطاليا ، بينما أُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع .

استمرت الحرب ثلاثين عاما و لكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول بكثير. انتهت الحرب وهي جزء من الأوسع عام م .

وخلال الحرب انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ و في أراضي بلغت الخسائر النصف ، في حين أنه في بعض المناطق مات مايقدر بثلثي السكان ، و انخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا . كما انخفض عدد سكان الأراضي بمقدار الثلث .
و قد دمَّر الجيش لوحده 2000 القلاع و 18000 قرية و 1500 مدينة في ألمانيا ، أي ثلث عدد جميع المدن الالمانية .

و جاء في موسوعة "قصة الحضارة" تحت عنوان: "إعادة تنظيم ألمانيا (1648-1715 )" : "هبطت حرب الثلاثين بسكان ألمانيا من عشرين مليونا إلى ثلاثة عشر ونصف مليونا ، وبعد عام أفاقت التربة التي روتها دماء البشر، ولكنها ظلت تنتظر مجيء الرجال. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرون هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في . ففي مؤتمر المنعقد في فبراير بمدينة اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".

فهرس




الأحوال في أوروبا قبل الحرب

أكد ( م) و الموقّع من الإمبراطور على نتائج عام ، و أنهى العنف القائم بين و في ألمانيا . و نصت بنود الصلح على ما يلي :
  • يختار الأمراء الألمان (225 أمير) ديانة ممالكهم كل حسب اعتقاده (إما لوثرية أو كاثوليكية ، البند المعروف باسم cuius regio, eius religio) .
  • يمكن لكل لوثري يقطن في دولة كنسية (يحكمها أسقف) ممارسة طقوسه الإيمانية .
  • يستطيع اللوثريون الاحتفاظ بالأراضي التي انتزعوها من الكنيسة الكاثوليكية منذ معاهدة عام م.
  • على الحكام الكنسيون (الأساقفة) في المناطق الخاضعة للكنيسة الكاثوليكية و الذين تحولوا إلى اللوثرية إعادة تسليم أراضيهم (البند المعروف باسم reservatum ecclesiasticum) .
  • من كان يحتل دولة ما أعلنت رسميا عن اختيارها لدين معين لا يستطيع ممارسة دين مخالف لدين لتلك الدولة.
إلا أن العديد من المشاكل ظلت بلا حل : فقد اعتبر الصلح في الواقع مجرد هدنة مؤقتة لا سيما من جانب اللوثريين ، إضافة لذلك بنيت بنود معاهدة على أساس الإنضمام إما إلى المعتقد الكاثوليكي أو اللوثري مستبعدة جميع المعتقدات الأخرى ، بما في ذلك والتي أخذت في الانتشار بسرعة في عدة مناطق من ألمانيا في السنوات التالية و أصبحت القوة الدينية الثالثة في المنطقة و لذا لم يدعم هؤلاء بأي شكل من الأشكال بنود أوغوسبورغ .

في أوائل زادت التوترات السياسية والاقتصادية بين الدول الأوروبية ، فقد فتح الطريق إلى موارد ، و انتشرت نظريات جديدة مثل و و بين النخب السياسية ، في حين ان النشاطات الأولى بدأت بالظهور في . بالإضافة للأطماع الشخصية و الحسد العائلي .

[/URL][/URL]
[/URL][/URL]
فيرديناند الاول الامبراطور الروماني المقدس و ملك بوهيميا


كانت اسبانيا ترغب بلعب دور حاسم في و مهتمة بالولايات الألمانية حيث أنها كانت تسيطر على المجاورة لحدود دول ألمانيا الغربية و دول داخل إيطاليا متصلتين برا عبر . ثار الهولنديون ضد السيطرة الإسبانية خلال ستينات القرن القرن السادس عشر ، مما أدى إلى حرب استقلال ممتدة من المتوقع أن تستأنف بانتهاء عام .

شملت الإمبراطورية الرومانية المقدسة ألمانيا الحالية و أجزاء من الأراضي المجاورة ، كانت مقسمة إلى مجموعة دول مستقلة بإمبراطور روماني مقدس بوصفه رئيسا لاتحاد الأمراء .

أحد هؤلاء كانت عائلة هابسبورغ النمساوية (تشمل أيضا و ) و كانت القوة الأوروبية الرئيسية و تحكم أكثر من ثمانية ملايين نسمة . كما ضمت الإمبراطورية عدة قوى إقليمية مثل و و و و و و (تتكون كل منها من 500.000 إلى مليون نسمة). و يكمل الإمبراطورية عدد كبير من الدوقيات الصغيرة مستقلة و المدن الحرة و الأديرة و الأسقفيات و اللورديات الصغيرة (سلطتها أحيانا لا تمتد إلى أكثر من قرية واحدة) . و باستثناء و ربما لم يكن أيا من تلك الكيانات كان قادرا على مستوى السياسات الوطنية ؛ التحالفات بين الدول ذات الصلة العائلية كانت شائعة ، و يعود ذلك جزئيا إلى التقسيم المتكررة من لميراث الحاكم بين مختلف الأبناء .

و كان الصراع السياسي جاريا بين الأمراء الألمان و إمبراطور آل هابسبورغ و الذي أراد للقب إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة ألا يكون صوريا و تراثا عائدا إلى بل ممثلا لقوة مؤثرة على الأراضي التابعة "إسميا" للإمبراطورية الرومانية المقدسة ، فارضا سيطرة آل على كامل ألمانيا منجزا ما فشل فيه تشارلز الخامس .

[/URL][/URL]
[/URL][/URL]
هنري الرابع


ردا على ذلك واصل ملك فرنسا سياسة أسلافه المعادية لآل هابسبورغ ، و التي عزَّزَها احتمال خروج الإسبان منتصرين من حربهم مع هولندا و سقوط ألمانيا تحت سيطرة الإمبراطورية ، فقد يعني هذا سحقها بمحاصرتها من كل الجهات بالأملاك الهابسبورغية ، و فرنسا كانت حريصة على ممارسة سلطتها ضد الدول الألمانية الأضعف ; لقد اجتاز هذا القلق العائلي العقيدة ، و أدى إلى مشاركة فرنسا في الحرب إلى جانب البروتستانت خلافا لمذهبها .

كما أن و كانتا تطمحان للسيطرة دول ألمانيا الشمالية المطلة على .
ظل التوتر الديني قويا خلال النصف الثاني ، و أخذ صلح أوغوسبورغ بالانحلال بعدم تسليم العديد من الأساقفة لأسقفياتهم إلى لكاثوليك كما نصت الإتفاقية و كذلك سعى بعض حكام إسبانيا و لاسترجاع نفوذ الكاثوليك في المنطقة . و يتضح ذلك من خلال (1582–1583) عندما تحول الأمير الأسقف لمدينة إلى الكالفينية ، و حيث أنه كان ناخبا امبراطوريا قام بتكوين أغلبية بروتستانتية في المجمع الإنتخابي الذي ينتخب إمبراطور الرومانية المقدسة و هو وضع طالما كان للكاثوليك ، فقام الجنود الإسبان بطرد الأسقف و وضعوا مكانه الكاثوليكي . وبعد هذا النجاح الكاثوليكي طبق بند cuius regio eius religio بشكل أكثر قساوة في و و الدول الأخرى ، مما اضطر البروتستانت المقيمين إما إلى الرحيل أو الارتداد عن معتقدهم . كما شهد البروتستانت تحول لوردات بالاتينات (1560) و ناساو (1578) و هيسي كاسل (1603) و براندنبورغ (1613) إلى مذهب الجديد ، و هكذا بدأ بكون أراضي و جنوبا حتى نهر كاثوليكية إلى حد كبير ، في حين أن اللوثريين سادوا في الشمال ، و هيمن الكالفينيين في مناطق معينة أخرى مثل غرب وسط ألمانيا و سويسرا و هولندا ، بيد أن الأقليات من كل عقيدة موجودة في كل مكان تقريبا . و في بعض اللورديات و المدن كان عديد الكالفينيين و الكاثوليك و اللوثريون متساوي تقريبا.

سمح أباطرة آل هابسبورغ الذين تلوا (خاصة بالإضافة وخليفته ) تفاديا لحرب أهلية واسعة النطاق سبق و أن حدثت في فترة السياسة غير المتسامحة دينيا في إنجلترا عام إبان عهد بالتعددية الدينية في مناطق حكمهم دون اكراه ، مما أدى إلى سخط الداعين التوحد الديني (الكاثوليك غالبا) . في الوقت ذاته حاولت و اللوثريتان دعم البروتستانت في الإمبراطورية الرومانية طمعا في مكاسب سياسية و اقتصادية .
 
[/URL][/URL]
[/URL][/URL]
فريدريك الخامس


اندلعت مواجهة دينية أخرى عام في مدينة إحدى مدن ألمانيا التابعة للإمبراطور الروماني مباشرة في منطقة ، حيث حاولت الأغلبية البروتستانتية منع الكاثوليك من أداء موكب ديني مسببين اضظرابات عنيفة ، مما دعى تدخل دوق بافاريا ( - ) مساندا الكاتوليك لإعادة الوضع إلى حاله . هذه السلسلة من الأحداث أوجدت خصوصا بين الكالفينيين (الذين ظلوا أقلية) شعورا بوجود مؤامرة كاثوليكية لاجتثاث البروتستانتية ، و إزاء هذا التهديد المزعوم قاموا في عام بتأسيس بقيادة ( ) (الذي تزوج ابنه من ابنة ملك انكلترا) الذي يمتلك منطقة على طول الراين و الذي كان ضروريا لإسبانيا للدخول إلى هولندا . فرد الألمان الكاثوليك عام بانشاء تحت قيادة ؛ عند هذه النقطة كان الوضع السياسي في ألمانيا على استعداد للدخول في مواجهة الطائفية.

[/URL][/URL]
[/URL][/URL]
الامبراطور فيرديناند الثاني(1578-1637)


بحلول عام بدى واضحا أن الإمبراطور الروماني المقدس و ملك بوهيميا سيموت بدون وريث من صلبه ، لذا عين في نفس العام أقرب أقرباءه الذكور ابن عمه فيرديناند من وليا للعهد (سيصبح ملك بوهيميا و الإمبراطور الروماني المقدس عام بعد وفاة ماتياس) .

تلقى فيرديناند تعليمه على يد رهبان و كان كاثوليكيا متعصبا يريد فرض أحادية الدين على أراضيه . فجعله هذا مرفوضا شعبيا في ذات الغالبية البروتستانتية ، و تسبب منعهم لبناء عدد من الكنائس البروتستانتية في ثورة عنيفة عام بلغت ذورتها عندما تم إلتقاء اثنين من ممثلي الإمبراطور من نوافذ القصر الملكي في بيد أنهما لم يصابا بأذى بالغ لسقوطهما على كومة من السماد العضوي ، و أشعل هذا الحدث شرارة حرب الأعوام الثلاثين .

تنقسم حرب الثلاثين عام إلى أربع مراحل رئيسية :
  • الثورة البوهيمية .
  • التدخل الدنماركي .
  • التدخل السويدي .
  • التدخل الفرنسي .
الثورة البوهيمية

من حتى م

لكونه دون ذرية سعى الامبراطور لضمان انتقال سلس للسلطة خلال حياته بتعيين ولي عهد من عائلته (الكاثوليكي المتعصب فرديناند من ، و لاحقا الإمبراطور الروماني المقدس) و انتخاب لعرشي و الملكيين المفصولين . فتخوَّف بعض زعماء البروتستانت البوهيميين من فقدان الحقوق الدينية التي منجهم إياها الامبراطور بالوثيقة المسماة "رسالة الفخامة" . كانوا يفضلون البروتستانتي (خليفة مؤسس ).

ومع ذلك أيد بروتستانت أخرون موقف الكاثوليك فدعمت الدول البوهيمية تواجد القوات الكاثوليكية في أراضيها ، و انتخبت فرديناند عام حسب الأصول ليصبح وليا للعهد و تلقائيا ملك بوهيميا القادم بعد وفاة ماتياس ، بلغ الإحتقان حده بمنع ماتياس بناء بعض الكنائس البروتستانتية . و لمَّا أرسل الملك المنتخب اثنين من مستشاريه الكاثوليك ( و ) كممثلين له إلى قلعة في مايو ، حيث أختارهم فرديناند لإدارة الحكومة في غيابه .

فقبض البوهيميين عليهم و حاكموهم صورياً و ألقوا بهم من نافذة القصر المرتفعة بأكثر من 20 مترا . بيد أنهم نجوا دون أن يلحق بهم أذى بالغ لسقوطهم على كومة من السماد العضوي .

أشعل هذا الحدث المعروف باسم الثورة البوهيمية . و سرعان ما انتشارت في كافة أنحاء بوهيميا الكبرى أي و و و . و كانت مورافيا متورطة أصلا في صراع بين الكاثوليك و البروتستانت .

كان الصراع ليبقى محليا و ما كانت الحرب لتستمر . لولا أن وفاة الإمبراطور ماتياس شجعت زعماء التمرد البروتستانت و هم الذين كانوا على وشك التوصل إلى تسوية . أدى ضعف كل من فرديناند (الآن أصبح رسمياً الإمبراطور) و البوهيميين إلى اتساع رقعة الحرب إلى ألمانيا الغربية . و اضطر فرديناند لطلب المساعدة من ابن أخيه الملك ملك إسبانيا.

تهور البوهيميين من أجل الحصول على حلفاء ضد الإمبراطور ، فطلبوا الانضمام إلى الاتحاد الإنجيلي و الذي يقوده مرشحهم الأول لعرش بوهيميا و ألمحوا له أنه سيكون كذلك لو سمح لهم بالانضمام للاتحاد و تحت حمايتها ، و هي نفس الوعود التي قدمها أعضاء آخرون من الدول البوهيمية إلى و ، و أمير . يكشف الدعم الكبير للبوهيميين خاصة في ساكسونيا انقسام النمساويين .

رجحت كفة البوهيميين عند بداية التمرد . فقد انضم لثورتهم الكثير من نبلاء اللوثرييين و الكلفنيين ، و ما لبثت أن انتفضت عام ، و بجيشه نفسها ، و في الشرق قاد أمير البروتستانتي حملة قوية إلى بدعم من السلطان العثماني . بادر الإمبراطور الذى كان مشغولا بحرب الأسكوك بإعداد جيش لوقف اجتياح البوهيميين و حلفائهم لكامل لبلاده . فهزم قائد الجيش الإمبراطوري قوات من الإتحاد البروتستانتي بقيادة الكونت مانسفيلد في في . مما أدى لقطع اتصالات الكونت تورن مع براغ فتخلى عن حصار فيينا ، كما تكلفت هزيمة سابلات البروتستانت حليفهم الهام الآخر كارلو إمانويلي الذي لطالما عارض توسع آل . كان كارلو إمانويلي قد أرسل فعلا أموالا ضخمة للبروتستانت و حتى جنودا إلى حامية القلاع في ، كشف أسر المستشار الميداني لمانسفيلد مشاركة دوق آل سافويا فأجبر على الخروج من الحرب .

رغم هزيمة سابلات ، ما زال وجود جيش الكونت تورن يشكل قوة فعالة ، و كذلك تمكن مانسفيلد من إعادة تنظيم جيشه في شمال بوهيميا . و قعت النمسا العليا و السفلى التي مازالت تحت سيطرة الثوار تحالفا مع بوهيميين أوائل أغسطس . و في عُزل فرديناند رسمياُ عن عرش بوهيميا و استبدل فريدريك الخامس ناخب بالاتينات . في المجر و رغم نكث البوهيميين لوعودهم فيما يتعلق بالتاج استمر الترانسلفانيون في إحراز تقدم مدهش ، و قد نجحوا طرد جيوش الإمبراطور من البلد بحلول عام .


[/URL]
[/URL]
كونت تيلي قائد الجيوش البافارية الإمبراطورية


أرسل الإسبان جيشا من بروكسل بقيادة لدعم الامبراطور . إضافة إلى ذلك أقنع السفير الإسباني في فيينا الدون بروتستانت ساكسونيا بالتدخل ضد بوهيميا في مقابل الحصول على ، فغزا الساكسونيون البوهيميين و منع الجيش الإسباني في الغرب قوات الإتحاد البروتستانتي من مساعدتهم . تآمر أونياتي لنقل اللقب الإنتخابي من بالاتينات إلى دوق بافاريا مقابل دعمه و الرابطة الكاثوليكية .

تحت قيادة الجنرال قامت قوات الرابطة الكاثوليكية (كان في صفوفها ) بتهدئة الأوضاع النمسا العليا ، في حين أن قوات الإمبراطور فعلت ذات الأمر في النمسا السفلى . و تحرك الجيشان المتحدان نحو شمال بوهيميا . و حقق فرديناند الثاني انتصار حاسما على فريدريك الخامس في معركة بالقرب من براغ في سنة 1620 . فضلا عن كثلكتها ستبقى بوهيميا في قبضت آل هابسبورغ لما يقارب الثلاثمائة سنة نتيجة لذلك .

أدت هذه الهزيمة إلى انحلال و فقدان فريدريك الخامس لأملاكه . فقد جردته الإمبراطورية الرومانية المقدسة من حقوقه و أعطيت أراضيه في بالاتينات الراينية إلى نبلاء كاثوليك . و أعطي لقبه ناخب بالاتينات لابن عمه البعيد ماكسيمليان دوق بافاريا . الآن بات فريدريك لا يملك أرضا ، و جعل نفسه منفيا معروفا في الخارج ، يبحث عن دعم لقضيته في و و .

كانت هذه ضربة قاصمة للطموحات البروتستانتية في المنطقة . و أكد إنهيار التمرد و مصادرة الممتلكات على نطاق واسع و قمع نبلاء البوهيميين أن البلد ستعود إلى الجانب الكاثوليكي بعد أكثر من قرنين من الهوسية و التناحرات الدينية . أخذ الإسبان الساعين لتطويق الهولنديين تحضيرا للتجدد حرب الثماني سنوات بالاتينات أرض فريدريك . أنتهت المرحلة الأولى من الحرب في شرق ألمانيا في عام بتوقيع أمير ترانسيلفانيا و الإمبراطور الذي أعطى ترانسيلفانيا عددا من أراضي .

يعتبر بعض المؤرخين الفترة ما بين عامي - جزء متميز من حرب الثلاثين عاما تسمى ب"المرحلة بالاتينات". بعد الهزيمة الماحقة للجيش البروتستانتي في جبل الأبيض و رحيل أمير ترانسيلفانيا هدأت أوضاع بوهيميا الكبرى . ومع ذلك فان الحرب في بالاتينات تواصلت . تتكون هذه المرحلة من الكثير من المعارك الأصغر ، و معظمهم الحصارات قام بها الجيش الاسباني. سقطت و في عام ثم تم بعد ذلك بعامين ، مما جعل بالاتينات في قبضت الإسبان.

هربت بقايا الجيوش البروتستانتية بقيادة مانسفيلد و إلى هولندا. و رغم أن وصولهم ساعد على فك حصار لم يكن بوسع الهولنديين توفير مأوى دائم لهم خوفا من ملاحقتهم فيها و من ثم فقدانهم لأراضيهم . فدفعوا لهم مقابل ذلك و أرسلوهم لاحتلال شرق فريزلند المجاورة . بقي مانسفيلد في هولندا ، ولكن كرستيان جاب الأرض من أجل "مساعدة" قريبه في مثيرا حفيظة .

مع أنباء عدم مساعدة مانسفيلد له تراجع جيش كرستيان مطردا نحو الأمن على الحدود الهولندية . في عام لحق بهم جنود تيلي الأكثر انضباطا على بعد 10 أميال من الحدود الهولندية . فاندلعت التي هَزم تيلى فيها كرستيان هزيمة ساحقة مبيدا أكثر من أربعة أخماس جيشه الذي ضم حوالي 15000 مقاتل . بعد هذه الكارثة أنهى فريدريك الخامس الموجود في المنفى في لاهاي تورطه في الحرب تحت ضغط متزايد من حماه ، متخلياً عن أي أمل في إطلاق المزيد من حملات . لقد سُحق التمرد البروتستانتي .

التدخل الدانماركي

من إلى م

مقدمة

كانت الدنمارك بصفتها مملكة بروتسنتية متخوفة من كون وجودها واستقلالها مهددا. حاكم الدنمارك في فترة حرب الثلاثين عاما،
كان قد وصل بدولته لمستوى عال من الثبات والأمن والاقتصاد المنتعش مالم تصله أغلب دول أوروبا كما أن نفوذه بدأ يقوى في الأراضي الألمانية.
بدأت فترة التدخل الدنماركي عندما قام ملك الدنمارك والذي كان لوثريا بإرسال جيش لمحاربة الإمبراطورية الرومانية دعما للوثريي شمال ألمانيا. عين كرستيان الخامس مسؤولا لجيشه في ساكسونيا السفلى (شمال ألمانيا) وزاد عدد جنوده 20000 ألف مقاتلا في تلك المناطق. بسبب هذه التحركات العسكرية، وازدياد نفوذ كرستيان في مناطق شمال ألمانيا، أرادت الإمبراطورية الرومانية المقدسة وضع حد للدنماركيين وإيقافهم توغلهم في أراضي أوروبا.

بعد هذه الأحداث، طلب فيرديناند الثاني مساعدة عسكرية من أحد نبلاء وهو . كان فالنشتاين رجلا ذا نفوذ، وكان قد جمع ثروة طائلة بمصادرته أموالا وعقارات من قبل البوهيميين أنفسهم، كما كان عنده ما يتراوح بين 30 ألف و100 ألف جندي. وافق فالنشتاين على مساعدة فيرديناند شرط أن تمنح للأول الأراضي الجديدة المحتلة.

رد الإمبراطورية الرومانية

فاجأت قوات فالنشتاين مشتركة مع قوات الجنرال تيلي قوات الملك كريستيان الدنماركي، الذي لم يكن يعلم بوجودها في الأصل، كما لم يسمع بتحركاتها نحو أراضيه؛ فاضطر كرستيان إثر ذلك إلى الانسحاب، ولم تجد محاولات كرستيان بالاستعانة بحلفائه،
كانت تعيش حربا أهلية، كانت تخوض حربا ضد ، كانت تعيش فترة سيئة في تاريخها، فكانت مقسمة ضعيفة، وحتى المقاطعتان الألمانيتان، ، فضلتا عدم التورط في الحرب والجنوح للسلم.
هزمت قوات فالنشتاين قوات مانسفيلد البروتسنتي في ( م) وخسر مانسفيلد أكثر من نصف جنوده ومات بعدها بعدة أشهر. كما هزم الدنماركيون من قبل قوات الجنرال تيلي في (1626 م).

سقوط الأراضي الدنماركية

قامت قوات فالنشتاين بالتحرك شمالا تجاه مناطق الدانماركيين، فاحتلت
، (مناطق ألمانية جنوب الدانمارك) حتى وصلت أو وسيطرت عليها، إلا أن تلك القوات لم تستطع الوصول إلى (توجد في هذه الجزيرة مدينة عاصمة الدنمارك)، حيث لم تكن تملك أي أساطيل بحرية تساعدها في الوصول إلى مبتغاها، كما أن مدن الموجودة في المنطقة لم تسمح لقوات فالدشتين ببناء أي أسطول على موانئها.

اتجه فالدشتين إلى السواحل الألمانية على حيث مدينة الواقعة في أقصى شمال شرق ألمانيا، وذلك بعد أن يئس من تجاوب موانئ الدنمارك لمطالبه بالإضافة إلى أن ميناء هذه المدينة يحوي المصانع والأدوات اللازمة لبناء أسطول بحري كبير كاف لأداء مهمة احتلال كوبنهاجن والجزر الدنماركية الأخرى، إلا أن بناء الأسطول البحري لم يكتمل إذ أن تكلفته كبيرة مقارنة مع الفائدة التي ستجنى إذا اكتمل غزو الدنمارك.



أدت هذه الظروف إلى توصل الأطراف المتنازعة إلى اتفاقية لوبيك عام
م، وتنص هذه الاتفاقية على استرجاع الملك كرستيان الخامس الأراضي الدنماركية مقابل تخليه عن نصرة البروتستانت في الأراضي الألمانية، وتوقفه عن التدخل في شؤون تلك الأراضي، وكنتيجة مباشرة لهذه المعاهدة ازداد نفوذ الكاثوليك في هذه مناطق الشمال الألماني.



في هذه الأثناء يمكن القول أن الحرب بدأت تضع أوزارها. قام أفراد العصبة الكاثوليكية بإقناع فيرديناند الثاني باسترداد الممتلكات اللوثرية والتي كانت وفقا لصلح أبسبرج من حق الكاثوليك. قام فيرديناند بإصدار مرسوم إعادة الوضع عام
م (إعادة تنفيذ بنود صلح أبسبرج)، وعمل على استرداد 16 أسقفية ومئات الصوامع والدير. سقطت جميع أراضي ألمانيا عدا مدينة شترالسند التي صمدت بفعل الدعم الدنماركي ثم السويدي.
 
اوروبا في القرون الوسطى عاشت سنوات الظلام بكل فتراتها
 
عودة
أعلى