البداية كانت عام 1956 عندما سافر جان ليون توماس " الكاتب ببطركخانة الأرمن " إلى ألمانيا بحثا عن عمل جديد ، وهناك وبعد فترة إستطاعت المخابرات الإسرائيلية تجنيده وتدريبة مستغلة فقره ، وكان التجنيد والتدريب تم بواسطة شخص إسمه " إميل " يتحدث بلهجة لبنانية ، ثم أعادته إلى القاهرة لتكوين شبكة جاسوسية تعمل على جمع معلومات عسكرية .. بالإضافة إلى جمع معلومات عن مشاريع قناة السويس ، والمشروعات الإقتصادية الجديدة ، والعلاقات التجارية مع الكتلة الشرقية ، والرأى العام فى القاهرة .
عاد توماس إلى القاهرة 1958 بعد أن تزوج الألمانية " كاتى بادروف " والتى عاونته فى تكوين شبكة الجاسوسية ، وكانت البداية بـ محمد أحمد حسن الموظف بوزارة الحربية ، والذى قام بإعداد بعض الوثائق مقابل راتب شهرى .. سافر توماس وبادروف وحسن فى رحلة إلى القنال ، وصوروا بعض المناطق العسكرية ، ونجح توماس فى تجنيد " جربيس يعقوب تانليان " ، وكان يعمل بإستديو كافوك بشبرا ، وكان دوره تحميض وطباعة الأفلام .
الرائد أديب حنا كيرلس ..
عندما زار الرائد أديب حنا إستديو كافوك لإلتقاط صورة تذكارية له ولزوجته .. قام جربيس بالتودد إلى الرائد أديب ، حيث كانت الشبكة تبحث عن ضابط عسكرى تجنده لحسابها ، وظنوا أنهم وجدوا بغيتهم فى الضابط الشاب ، فدعوه إلى حفل خطبة شقيقة جربيس ، وقبل أديب الدعوة .. فى الحفل تعرف أديب على توماس وزوجته الإلمانية ، وحاول الجميع أن يقدموا له الود السريع والصداقة المفتعلة .
ولوحوا لـ أديب أنهم يودون زيارته فى منزله لكى يشاهدوا الكرم العربى الذى طالما سمعوا عنه وعرفوه ، وأمام رغبتهم التى أعلنوها إضطر إلى دعوتهم فى منزله لتناول العشاء ، وشملت الدعوة جربيس وشققته وخطيبته وتوماس وزوجته ، ولم يستطع أديب وقف تيار الصداقة التى فرضت عليه ..
وفى أحد سهراتهم صرح توماس لـ أديب أن حالته المادية لا تعجبه ، والطرق أمامه كثيرة لجمع المال دون مجهود يذكر ، وسأل أديب عن هذه الطرق ، فقال توماس القليل من المعلومات العسكرية التى يعرفها بحكم عمله فى سلاح المشاة يمكن أن تتحول إلى مئات الجنيهات .. أظهر أديب إهتمامه وترحيبه بالفكرة .
إتجه الرائد أديب إلى المخابرات العامة وإلتقى بأحد المسئولين ، وألقى أمامه بكل العبء الذى يحمله وحده ، فقال له الضابط : إطمئن .. إن توماس تحت المراقبة ، وكل نشاطه معروف لدينا ، وفى إستطاعتك أن تمضى فى تمثيل الدور إلى آخره .. ومضى أديب ونفذ كل طلبات توماس ، وكانت المخابرات المصرية تحضر معهم جلساتهم وتسجل أحاديثهم أول بأول ..
كتب له توماس ذات مرة ورقة بها 33 سؤالا عن القوات المسلحة ليجيب عليها ، وحمل الرائد أديب ورقة الأسئلة ، وتولت المخابرات الإجابة عنها ، وفرح توماس وتأكد من إخلاص أديب ، وأطلقت عليه مخابرات إسرائيل إسم " كونرادوا " ، وكانت تدفع لـ أديب 10 آلاف جنية مقابل معلومات عن سلاح المشاة دون أن تعلم أن المعلومات ليس لها قيمة .
قبل القبض على الشبكة عرض توماس على أديب مبلغ مليون جنية تدفع له إذا تمكن من إغراء طيار ليهرب بطائرة ميج ويهبط بها فى قبرص أو تل أبيب على أن يدفع له مبلغ ربع مليون فى القاهرة والباقى فى الخارج .. وفى هذه الفترة وجدت المخابرات العامة أن الوقت قد حان لإسقاط الشبكة ، فتم القبض على الجميع ، وعثروا مع توماس على صندوق صغير مكتوب عليه " ألبوم الذكريات " وفيه مجموعة وثائق وصور أعدها توماس لتسليمها إلى إسرائيل .
المصدر ..
مجلة المصور 5 مايو 1961
عاد توماس إلى القاهرة 1958 بعد أن تزوج الألمانية " كاتى بادروف " والتى عاونته فى تكوين شبكة الجاسوسية ، وكانت البداية بـ محمد أحمد حسن الموظف بوزارة الحربية ، والذى قام بإعداد بعض الوثائق مقابل راتب شهرى .. سافر توماس وبادروف وحسن فى رحلة إلى القنال ، وصوروا بعض المناطق العسكرية ، ونجح توماس فى تجنيد " جربيس يعقوب تانليان " ، وكان يعمل بإستديو كافوك بشبرا ، وكان دوره تحميض وطباعة الأفلام .
الرائد أديب حنا كيرلس ..
عندما زار الرائد أديب حنا إستديو كافوك لإلتقاط صورة تذكارية له ولزوجته .. قام جربيس بالتودد إلى الرائد أديب ، حيث كانت الشبكة تبحث عن ضابط عسكرى تجنده لحسابها ، وظنوا أنهم وجدوا بغيتهم فى الضابط الشاب ، فدعوه إلى حفل خطبة شقيقة جربيس ، وقبل أديب الدعوة .. فى الحفل تعرف أديب على توماس وزوجته الإلمانية ، وحاول الجميع أن يقدموا له الود السريع والصداقة المفتعلة .
ولوحوا لـ أديب أنهم يودون زيارته فى منزله لكى يشاهدوا الكرم العربى الذى طالما سمعوا عنه وعرفوه ، وأمام رغبتهم التى أعلنوها إضطر إلى دعوتهم فى منزله لتناول العشاء ، وشملت الدعوة جربيس وشققته وخطيبته وتوماس وزوجته ، ولم يستطع أديب وقف تيار الصداقة التى فرضت عليه ..
وفى أحد سهراتهم صرح توماس لـ أديب أن حالته المادية لا تعجبه ، والطرق أمامه كثيرة لجمع المال دون مجهود يذكر ، وسأل أديب عن هذه الطرق ، فقال توماس القليل من المعلومات العسكرية التى يعرفها بحكم عمله فى سلاح المشاة يمكن أن تتحول إلى مئات الجنيهات .. أظهر أديب إهتمامه وترحيبه بالفكرة .
إتجه الرائد أديب إلى المخابرات العامة وإلتقى بأحد المسئولين ، وألقى أمامه بكل العبء الذى يحمله وحده ، فقال له الضابط : إطمئن .. إن توماس تحت المراقبة ، وكل نشاطه معروف لدينا ، وفى إستطاعتك أن تمضى فى تمثيل الدور إلى آخره .. ومضى أديب ونفذ كل طلبات توماس ، وكانت المخابرات المصرية تحضر معهم جلساتهم وتسجل أحاديثهم أول بأول ..
كتب له توماس ذات مرة ورقة بها 33 سؤالا عن القوات المسلحة ليجيب عليها ، وحمل الرائد أديب ورقة الأسئلة ، وتولت المخابرات الإجابة عنها ، وفرح توماس وتأكد من إخلاص أديب ، وأطلقت عليه مخابرات إسرائيل إسم " كونرادوا " ، وكانت تدفع لـ أديب 10 آلاف جنية مقابل معلومات عن سلاح المشاة دون أن تعلم أن المعلومات ليس لها قيمة .
قبل القبض على الشبكة عرض توماس على أديب مبلغ مليون جنية تدفع له إذا تمكن من إغراء طيار ليهرب بطائرة ميج ويهبط بها فى قبرص أو تل أبيب على أن يدفع له مبلغ ربع مليون فى القاهرة والباقى فى الخارج .. وفى هذه الفترة وجدت المخابرات العامة أن الوقت قد حان لإسقاط الشبكة ، فتم القبض على الجميع ، وعثروا مع توماس على صندوق صغير مكتوب عليه " ألبوم الذكريات " وفيه مجموعة وثائق وصور أعدها توماس لتسليمها إلى إسرائيل .
المصدر ..
مجلة المصور 5 مايو 1961