K-19 هي الأولى من مشروع مجموعة الغواصات السوفيتية المعرف باسم المشروع 658
و هي أول غواصة نووية سوفيتية قادرة على حمل صواريخ بالستية ..
المشروع تضمن 8 غواصات من هذا النوع ..
عائلة هذا المشروع هي : K-16 , K-19 , K-33 , K-40 , K-55 , K-145 , K-149 , K-178
زودت هذه الغواصة بمفاعلين من نوع VM-A و هي قادرة على حمل 3 صواريخ بالستية تعمل
بالوقود السائل من نوع R-13 و هي تطلق من السطح ( ليست صواريخ قاعية )
يبلغ مدى هذه الصواريخ 650 كلم و قد خصصت للإبحار قرب السواحل الأمريكية الشرقية ( الأطلسية )
بدأت أعمال الصناعة بهذه الغواصة في تشرين الأول 1958 و انتهت اعمال بنائها في تشرين
الثاني عام 1960 بعد أكثر من عامين ..
و أثناء أعمال بنائها أزهقت عدد من الأرواح بسبب عدة من الحوادث الخاصة .. كاستنشاق غازات اللحام
السامة أو بسبب بعض الحوادث الخاصة ..
و انطلاقا من هنا امتلكت لقبها الشهير Widow Maker ( صانعة الأرامل ) ..
كان أول قبطان للغواصة هو الكابتن نيكولاي فلاديميروفيتش زيتييف ..
خرجت الغواصة من الخدمة عام 1991 .. الغواصة الآن مسكربة في أحد الأحواض العسكرية المدعة NERPA
في صحاري مورمانسك المتجمدة شمال روسيا ..
المواصفات الفنية و التعبوية :
الطول : 114 م
العرض : 9.2 م
الإزاحة : 4030 طن عائم
ـ 5000 طن مغمور
السرعة : 28 كم \سا عائم
ـ 48 كم \سا مغمور
المدى : 57500 كم مغمور
العمق الأقصى : 300 م
الطاقم : 125 شخص
التسليح : 3 صواريخ بالستية من نوع R-13 بمدى 650 كم
ـ 4 طوربيدات أمامية بقطر 533 مم
ـ 2 طوربيدات أمامية بقطر 406 مم
ـ 2 طوربيدات أمامية بقطر 406 مم
الدفع : مفاعلان نوويان من نوع VM-A بطاقة 70 ميغا واط
يحركان توربينان اثنين موصولين بعلبة للسرعة من نقلتين .
K-19
هي غواصة سوفييتية الأصل .. مدة دخولها تحت الخدمة عامرة بالحوادث ..
القصة ببساطة لم تكشف إلا بعد أكثر من 50 سنة على حدوثها .. بعد انهيار الإتحاد السوفييتي ..
فكلنا يعرف الحرب الباردة و عقيدة التكتم السوفييتية الخارقة وقتذاك .. غلطة واحدة كانت تطير العديد من الرقاب
من أجلها .
ببساطة القصة مثيرة .. و انا شفتها فلم DVD .. و أحد أصدقائي قال لي مرة أنها عرضت على mbc 2
و المدهش أن الفلم انتاج أمريكي .. مع أنه يظهر بطولة خارقة من العساكر السوفييت و تفانيهم العالي
في خدمة بلدهم .. و هذا نادر جدا في الإفلام الأمريكية .. فنحن دائما متعودون أن الروس و الصينيين ..
هم اصحاب الشر و القنابل البيولوجية التي يتم بيعها للمجرمين و قتل الأبرياء ( على أساس ) بها ..
و دائما متعودون أن الأشرار هم الذين يحملون دائما كلاشن كوف و أصحاب الخير هم أصحاب الـ M 16 ..
المهم .. صنعت K 19 لمهمة خاصة جدا و غريبة ( وقتذاك ) .. أيام الرئيس السوفييتي نيكيتا خوروشوف ..
غاية صنع الغواصة ببساطة هي حركشة أمريكا .. و استعراض العضلات السوفييتية ..
حيت تتلخص مهمتها الأولى ( التي نفذت بنجاح ) باطلاق صاروخ بالستي على متن الغواصة من أقاصي
القطب الشمالي .. ليسقط في المياه الإقليمية الدولية قبالة آلاسكا .. ( حركشة يعني ) و تعمدوا اختيار موعد
مناسب بحيث تستطيع طائرات الرصد و التجسس اللأميركية تصوير العملية .. يمكن القصد هو اليو تو U2 ..
طائرة التجسس الشهيرة .. و التي أسقطها الدفاع الجوي السوفييتي أحد المرات ..
المهم .. لهذه الغاية تم صنع الغواصة بسرعة شديدة جدا .. فوق طاقة الإنتاج لطواقم الصنع و فنيي الحوض
حتى أن بحارتها لم يألفوها و لم ياخذوا قسطا كافيا من التدريب عليها ( كانت في ذلك الوقت متطورة جدا )
وهذه الغواصة تسير بالطاقة النووية .. كان تكنولوجيا جديدة جدا تلك الأيام .. ( وهي الأول من نوعها في الإسطول
السوفييتي )
يعني يوجد مفاعلات بداخل الغواصة .. ( أصلا هذا سبب نهايتها ) ..
الذي حصل أنه بسبب سرعة التصنيع العالية جدا .. لم يتم اتقان الغواصة .. أو كما يقولون بالإنكليزية
Finilizing بالعامية اللمسات الأخيرة ..
حتى ان الطبيب الموجود في الغواصة لم يكن مختصا بذلك .. بل كان الطبيب الموجود في القطعة البحرية
و عندما تقرر انطلاق الغواصة لم يتم فرز طبيب بعد لها .. فاخذوه و وضعوه في الغواصة ..
المسكين كان طاعنا في السن .. و اصيب بدوار البحر عدة مرات ..
أحد هذه اللمسات الأخيرة التي لم توضع هي بعض أنظمة الأمان للمفاعلات النووية ..
انطلقت الغواصة في البحر .. و بعد حوالي شهرين رفعت مئفاقها محطمة طبقة الجليد الموجود فوقها
في القطب و توقفت عنفاتها عن الدفع ..
و أثناء طريقها إلى الشمال قامت بعدة مناورات ناجحة اذ استطاعت الغوص إلى عمق 300 م و هذا كان
شبه مستحيل .. لا بل مستحيل للغواصات الأميركية في تلك الحقبة ..
إذ كان رواد صناعة الغواصات هم الألمان و الروس باعتراف الأمريكان نفسهم .. خواصات الـ U الألمانية الشهيرة
رست الغواصة .. و دخلت بحالة تأهب عالية .. و حضرت نفسها لعملية الأطلاق ..
و بمجرد تأكيد أمر الإطلاق من موسكو .. فتحت أغطية الرؤوس الصاروخية البالستية ..
و انطلق أحد هذه الصواريخ بنجاح .. لتتولى موسكو بعدها توجيه الصاروخ ..
إذ كانت الغواصة عبارة عن منصة فقط ..
و نظرا للنجاح الجميل أخرج البحارة الشقر الكرة و أخذوا يلعبوا بها فوق الجليد ..
و تصوروا مع ضباطهم للذكرى ( بالأبيض و الأسود ) ..
كانوا فرحين .. لا يعرفون ما ينتظرهم ..
بعد مدة قصيرة جاءت الأوامر من موسكو بالإبحار للمحيط الأطلسي .. و بالتحديد الساحل الغربي ..
يعني قبالة الشواطئ الأمريكية .. و من هنا بدأت المأساة ..
و تتلخص ببساطة شديدة .. بحصول قصور حاد في نظام التبريد الخاص بالمفاعل النووي الخلفي ..
فدرجة الحرارة الطبيعية لجسم هذا المفاعل هي تحت الـ 400 درجة مئوية و الذي حصل أن هذه الحرارة
بدأت بالإرتفاع .. و عندما تصل إلى 1000 درجة ستحدث كارثة عندها .. انفجار ذري شبه صغير ..
القصة هي أن أحد انابيب التبريد بالماء الثقيل عطب .. و هذه الأنابيب تتكون من خلائط معدنية خاصة
تستند على النحاس و قليل من الرصاص و ذلك لكتم إشعاعات غاما الخطرة ..
حدث هذا في 4 تموز 1961 ..
هذه القصة واردة .. عند عمل المفاعل .. و الإجراء المناسب عندها هو تشغيل انظمة التبريد الخاصة بالطوارئ ..
و التي ستعمل على تهدئة حرارة المفاعل .. لكن القصة هنا .. أن هذه الأنظمة التي كانت موجودة في مخططات
الغواصة الفنية ... كانت بكل بساطة غير موجودة في الواقع ..
يعني أنظمة الطوارئ لم يتم تركيبها بسبب متطلبات السرعة و الحرب الباردة ..
من هنا بدأت المعاناة .. كان عليهم التصرف بسرعة اذ كانت حرارة المفاعل ترتفع ..
قام القبطان باعلان حالة الطوارئ و الغواصة بمنتصف المحيط الأطلسي .. و صعدت الغواصة إلى السطح ..
و عملوا بسرعة .. بعد ان تشاوروا .. و درسوا الموضوع بسرعة اقترحوا اقتطاع بعض الأنابيب من بعض
أجهزة الغواصة الملاحية على ان يتم لحامها مكان القطع المعطوبة .. صحيح انها ليست بالمواصفات المطلوبة
لكنها ستسكج الوضع و توقف ارتفاع درجة الحرارة على الأقل .. الحرارة التي تتعرض لها هذه الأنابيب
الموجودة في قلب المفاعل عالية جدا .. المهم ..
المشكلة البسيطة هنا .. هي أنه من سيقوم بالدخول إلى قلب المفاعل و لحام الأنابيب الخاصة بدل المعطوبة ..
و لهذا فتح القبطان باب التطوع .. ثلاث مجموعات .. كل واحدة مكونة من شابين على ان يدخلوا مدة 10 دقائق
فقط .. و بهذا تكون مدة الصيانة الكلية نصف ساعة و لهذا الغرض سيتم اختيار خمس شباب فقط لأن السادس
سيكون المهندس الذري على المتن ليتاكد من صحة عملية الصيانة ..
جرت العادة .. ان غواصات مثل هذه أن تزود ببزات خاصة مضادة للإشعاعات ..
لكن هذه لم تكن موجودة أيضا .. لم يكن هناك سوى بزات عادية للحرب البيولوجية و الكيماوية .. لن تكون
نافعة مع الإشعاعات الذرية ..
المهم .. دخلت أول مجموعة من المتطوعين لخدمة وطنهم السوفييتي إلى قلب المفاعل و قامت بمهمتها التي
تتلخص بازالة الأنابيب القديمة ..
و خرجوا بعد عشر دقائق بحالة مزرية تماما .. اذ كانوا كسيحين و فقدوا القدرة على السير بسبب تأثر خلايا
أجسادهم و عظامهم بشكل فظيع ..
و بنفس الطريقة دخلت المجموعة الثانية .. و خرجت أيضا .. بنفس حالة سابقتها ..
يعني هذا أن من يتطوع بالدخول يحكم على نفسه بالإعدام .. و هنا أستبق الأحداث لأقول أن
كل من دخل إلى قلب المفاعل مات في في فترة لا تتعدى الثمانية أيام ..
و أن معظم بحارة الغواصة أيضا ماتوا بسبب تعرضهم لجرعات عالية من الإشعاع الذري .. و لكن
بفترات أطول من الذين دخلوا وصلت سنوات ..
هذا لأن الإشعاع ارتفع على متن أقسام الغواصة عشرة أضعاف الحد المسموح بسبب فتح باب المفاعل
الشديد الكتامة ..
المهم عند خروج المجموعة الثانية بمنظر مريع حيث كانت أجسادهم مليئة بالحروق ... لم يتحمل
المهندس الذري المنظر لذلك خلع بزته بسرعة و اختفى بركنه المخصص به .. و فورا لبس أحد البحارة
البواسل البدلة و دخل مع صديقه إلى حجرة المفاعل .. ( طبعا هذا كله مقتبس من مذكرات قبطان الغواصة زيتييف )
و يجب أن أذكر أن الدخول الي داخل المفاعل ليس كما تتصورون .. هناك عدة أروقة و عدة أبواب معدنية
سميكة تؤدي إليه .. و تم تنفيذ هذه المهمة و توقفت حرارة المفاعل عن الإرتفاع و لكنها لم تنخفض ..
بعد ساعتين تقريبا .. انفجر انبوب التبريد البديل .. اذ لم يتحمل الضغط المطبق عليه ..
من سيعلم بالموضوع ؟؟ طبعا المهندس الذري الذي كان يراقب دائما شاشات المؤشرات الخاصة بحرارة
المفاعل .. لم يبلغ أحدا .. كان يبكي لأنه يظن نفسه أصيب بالعار لأنه لم يدخل مع رفاقه بل تخاذل
عن خدمة وطنه .. و من هنا أخذ قطعة من الأنبوب النحاسي الخاص لبس بدلته و دخل بدن المفاعل بدون
علم القبطان .. و بدأ باصلاح الأنبوب المهترئ ..
و عندما انتبه الطاقم له .. كان قد مضى على وجوده بالداخل حوالي 25 دقيقة .. كانت كافية لأن يعمى و
يغمى عليه .. و تطوع أحد البحارة ( قضي عليه هو الآخر ) للدخول و احضاره .. و استطاع بكل صراحة ايقاف
تسرب الماء الثقيل الخاص بالتبريد .. و تحويله لداخل بدل المفاعل ..
عندما خرج كان بحالة مزرية جدا .. و هو اول واحد يموت من البحارة .. الطبيب الموجود على المتن
لم يكن بوسعه فعل شئ .. لقد كان قدراته لا تتضمن حالات التسمم الذري ..
هدأ المفاعل و لكن شلت حركة الغواصة جزئيا .. و طبعا أبلغت موسكو بالموضوع و أمرتهم بعدم ترك
الغواصة حتى لو كلف الأمر حياتهم جميعا .. لكي لا يتم افشاء اسرارها العسكرية ..
الطرفة الوحيدة بالموضوع .. أن البحرية الأمريكية عثرت على الغواصة الطافية فأرسلوا حوامة تستطلع الموضوع
قام البحارة السوفييت بخلع سراويلهم و اظهار مؤخراتهم عارية باتجاه الجنود الأمريكيين الموجودين
في الحوامة التي كانت تطير على ارتفاع منخفض جدا .. و ذلك بعد أن عرضت المساعدة بمكبرات الصوت ..
أمريكا بوقاحتها كالعادة ..
و ظلت الغواصة طافية إلى أن جاءت غواصة سوفييتية تعمل على الديزل للإنقاذ ( S-270 ) و قامت بقطرها
إلى وطنها الأم لتبدأ اعمال الصيانة .. و لتطوى مذكرات قبطانها بضع عقود من الزمن ..
لتفتح بعد مرور أكثر من اربعة عقود على اغلاقها ..
عندما تم انقاذ هذه الغواصة اعيدت إلى الصيانة و تم استبدال المفاعلين و عادت إلى الخدمة
بعد عامين من أعمال الصيانة و ثبت ان اعطال المفاعلات السابقة كانت بسبب أخطاء في أعمال
اللحام الكهربائي بأنابيب التبريد الخاصة بالمفاعل ..
من الحوادث العديدة التي تعرضت لها هذه الغواصة ..
هو اصطدامها بغواصة الهجوم السوفييتية GATO عام 1969 على عمق 60 م
و استطاعت العوم بعدها للسطح و لكن الحادث ادى لتحطم احد سوناراتها و أحد أغطية
الطوربيدات الأمامية .. و تم اصلاح الأعطال و عادت إلى الخدمة بعدها ..
و تعرضت الغواصة أيضا لحريق عام 1972 و تم اصلاحها و عادت إلى الخدمة ..
بالمناسبة القبطان زيتييف مازال على قيد الحياة .
وده بوستر الفيلم اللى اتعمل عن الغواصة
و هي أول غواصة نووية سوفيتية قادرة على حمل صواريخ بالستية ..
المشروع تضمن 8 غواصات من هذا النوع ..
عائلة هذا المشروع هي : K-16 , K-19 , K-33 , K-40 , K-55 , K-145 , K-149 , K-178
زودت هذه الغواصة بمفاعلين من نوع VM-A و هي قادرة على حمل 3 صواريخ بالستية تعمل
بالوقود السائل من نوع R-13 و هي تطلق من السطح ( ليست صواريخ قاعية )
يبلغ مدى هذه الصواريخ 650 كلم و قد خصصت للإبحار قرب السواحل الأمريكية الشرقية ( الأطلسية )
بدأت أعمال الصناعة بهذه الغواصة في تشرين الأول 1958 و انتهت اعمال بنائها في تشرين
الثاني عام 1960 بعد أكثر من عامين ..
و أثناء أعمال بنائها أزهقت عدد من الأرواح بسبب عدة من الحوادث الخاصة .. كاستنشاق غازات اللحام
السامة أو بسبب بعض الحوادث الخاصة ..
و انطلاقا من هنا امتلكت لقبها الشهير Widow Maker ( صانعة الأرامل ) ..
كان أول قبطان للغواصة هو الكابتن نيكولاي فلاديميروفيتش زيتييف ..
خرجت الغواصة من الخدمة عام 1991 .. الغواصة الآن مسكربة في أحد الأحواض العسكرية المدعة NERPA
في صحاري مورمانسك المتجمدة شمال روسيا ..
المواصفات الفنية و التعبوية :
الطول : 114 م
العرض : 9.2 م
الإزاحة : 4030 طن عائم
ـ 5000 طن مغمور
السرعة : 28 كم \سا عائم
ـ 48 كم \سا مغمور
المدى : 57500 كم مغمور
العمق الأقصى : 300 م
الطاقم : 125 شخص
التسليح : 3 صواريخ بالستية من نوع R-13 بمدى 650 كم
ـ 4 طوربيدات أمامية بقطر 533 مم
ـ 2 طوربيدات أمامية بقطر 406 مم
ـ 2 طوربيدات أمامية بقطر 406 مم
الدفع : مفاعلان نوويان من نوع VM-A بطاقة 70 ميغا واط
يحركان توربينان اثنين موصولين بعلبة للسرعة من نقلتين .
K-19
هي غواصة سوفييتية الأصل .. مدة دخولها تحت الخدمة عامرة بالحوادث ..
القصة ببساطة لم تكشف إلا بعد أكثر من 50 سنة على حدوثها .. بعد انهيار الإتحاد السوفييتي ..
فكلنا يعرف الحرب الباردة و عقيدة التكتم السوفييتية الخارقة وقتذاك .. غلطة واحدة كانت تطير العديد من الرقاب
من أجلها .
ببساطة القصة مثيرة .. و انا شفتها فلم DVD .. و أحد أصدقائي قال لي مرة أنها عرضت على mbc 2
و المدهش أن الفلم انتاج أمريكي .. مع أنه يظهر بطولة خارقة من العساكر السوفييت و تفانيهم العالي
في خدمة بلدهم .. و هذا نادر جدا في الإفلام الأمريكية .. فنحن دائما متعودون أن الروس و الصينيين ..
هم اصحاب الشر و القنابل البيولوجية التي يتم بيعها للمجرمين و قتل الأبرياء ( على أساس ) بها ..
و دائما متعودون أن الأشرار هم الذين يحملون دائما كلاشن كوف و أصحاب الخير هم أصحاب الـ M 16 ..
المهم .. صنعت K 19 لمهمة خاصة جدا و غريبة ( وقتذاك ) .. أيام الرئيس السوفييتي نيكيتا خوروشوف ..
غاية صنع الغواصة ببساطة هي حركشة أمريكا .. و استعراض العضلات السوفييتية ..
حيت تتلخص مهمتها الأولى ( التي نفذت بنجاح ) باطلاق صاروخ بالستي على متن الغواصة من أقاصي
القطب الشمالي .. ليسقط في المياه الإقليمية الدولية قبالة آلاسكا .. ( حركشة يعني ) و تعمدوا اختيار موعد
مناسب بحيث تستطيع طائرات الرصد و التجسس اللأميركية تصوير العملية .. يمكن القصد هو اليو تو U2 ..
طائرة التجسس الشهيرة .. و التي أسقطها الدفاع الجوي السوفييتي أحد المرات ..
المهم .. لهذه الغاية تم صنع الغواصة بسرعة شديدة جدا .. فوق طاقة الإنتاج لطواقم الصنع و فنيي الحوض
حتى أن بحارتها لم يألفوها و لم ياخذوا قسطا كافيا من التدريب عليها ( كانت في ذلك الوقت متطورة جدا )
وهذه الغواصة تسير بالطاقة النووية .. كان تكنولوجيا جديدة جدا تلك الأيام .. ( وهي الأول من نوعها في الإسطول
السوفييتي )
يعني يوجد مفاعلات بداخل الغواصة .. ( أصلا هذا سبب نهايتها ) ..
الذي حصل أنه بسبب سرعة التصنيع العالية جدا .. لم يتم اتقان الغواصة .. أو كما يقولون بالإنكليزية
Finilizing بالعامية اللمسات الأخيرة ..
حتى ان الطبيب الموجود في الغواصة لم يكن مختصا بذلك .. بل كان الطبيب الموجود في القطعة البحرية
و عندما تقرر انطلاق الغواصة لم يتم فرز طبيب بعد لها .. فاخذوه و وضعوه في الغواصة ..
المسكين كان طاعنا في السن .. و اصيب بدوار البحر عدة مرات ..
أحد هذه اللمسات الأخيرة التي لم توضع هي بعض أنظمة الأمان للمفاعلات النووية ..
انطلقت الغواصة في البحر .. و بعد حوالي شهرين رفعت مئفاقها محطمة طبقة الجليد الموجود فوقها
في القطب و توقفت عنفاتها عن الدفع ..
و أثناء طريقها إلى الشمال قامت بعدة مناورات ناجحة اذ استطاعت الغوص إلى عمق 300 م و هذا كان
شبه مستحيل .. لا بل مستحيل للغواصات الأميركية في تلك الحقبة ..
إذ كان رواد صناعة الغواصات هم الألمان و الروس باعتراف الأمريكان نفسهم .. خواصات الـ U الألمانية الشهيرة
رست الغواصة .. و دخلت بحالة تأهب عالية .. و حضرت نفسها لعملية الأطلاق ..
و بمجرد تأكيد أمر الإطلاق من موسكو .. فتحت أغطية الرؤوس الصاروخية البالستية ..
و انطلق أحد هذه الصواريخ بنجاح .. لتتولى موسكو بعدها توجيه الصاروخ ..
إذ كانت الغواصة عبارة عن منصة فقط ..
و نظرا للنجاح الجميل أخرج البحارة الشقر الكرة و أخذوا يلعبوا بها فوق الجليد ..
و تصوروا مع ضباطهم للذكرى ( بالأبيض و الأسود ) ..
كانوا فرحين .. لا يعرفون ما ينتظرهم ..
بعد مدة قصيرة جاءت الأوامر من موسكو بالإبحار للمحيط الأطلسي .. و بالتحديد الساحل الغربي ..
يعني قبالة الشواطئ الأمريكية .. و من هنا بدأت المأساة ..
و تتلخص ببساطة شديدة .. بحصول قصور حاد في نظام التبريد الخاص بالمفاعل النووي الخلفي ..
فدرجة الحرارة الطبيعية لجسم هذا المفاعل هي تحت الـ 400 درجة مئوية و الذي حصل أن هذه الحرارة
بدأت بالإرتفاع .. و عندما تصل إلى 1000 درجة ستحدث كارثة عندها .. انفجار ذري شبه صغير ..
القصة هي أن أحد انابيب التبريد بالماء الثقيل عطب .. و هذه الأنابيب تتكون من خلائط معدنية خاصة
تستند على النحاس و قليل من الرصاص و ذلك لكتم إشعاعات غاما الخطرة ..
حدث هذا في 4 تموز 1961 ..
هذه القصة واردة .. عند عمل المفاعل .. و الإجراء المناسب عندها هو تشغيل انظمة التبريد الخاصة بالطوارئ ..
و التي ستعمل على تهدئة حرارة المفاعل .. لكن القصة هنا .. أن هذه الأنظمة التي كانت موجودة في مخططات
الغواصة الفنية ... كانت بكل بساطة غير موجودة في الواقع ..
يعني أنظمة الطوارئ لم يتم تركيبها بسبب متطلبات السرعة و الحرب الباردة ..
من هنا بدأت المعاناة .. كان عليهم التصرف بسرعة اذ كانت حرارة المفاعل ترتفع ..
قام القبطان باعلان حالة الطوارئ و الغواصة بمنتصف المحيط الأطلسي .. و صعدت الغواصة إلى السطح ..
و عملوا بسرعة .. بعد ان تشاوروا .. و درسوا الموضوع بسرعة اقترحوا اقتطاع بعض الأنابيب من بعض
أجهزة الغواصة الملاحية على ان يتم لحامها مكان القطع المعطوبة .. صحيح انها ليست بالمواصفات المطلوبة
لكنها ستسكج الوضع و توقف ارتفاع درجة الحرارة على الأقل .. الحرارة التي تتعرض لها هذه الأنابيب
الموجودة في قلب المفاعل عالية جدا .. المهم ..
المشكلة البسيطة هنا .. هي أنه من سيقوم بالدخول إلى قلب المفاعل و لحام الأنابيب الخاصة بدل المعطوبة ..
و لهذا فتح القبطان باب التطوع .. ثلاث مجموعات .. كل واحدة مكونة من شابين على ان يدخلوا مدة 10 دقائق
فقط .. و بهذا تكون مدة الصيانة الكلية نصف ساعة و لهذا الغرض سيتم اختيار خمس شباب فقط لأن السادس
سيكون المهندس الذري على المتن ليتاكد من صحة عملية الصيانة ..
جرت العادة .. ان غواصات مثل هذه أن تزود ببزات خاصة مضادة للإشعاعات ..
لكن هذه لم تكن موجودة أيضا .. لم يكن هناك سوى بزات عادية للحرب البيولوجية و الكيماوية .. لن تكون
نافعة مع الإشعاعات الذرية ..
المهم .. دخلت أول مجموعة من المتطوعين لخدمة وطنهم السوفييتي إلى قلب المفاعل و قامت بمهمتها التي
تتلخص بازالة الأنابيب القديمة ..
و خرجوا بعد عشر دقائق بحالة مزرية تماما .. اذ كانوا كسيحين و فقدوا القدرة على السير بسبب تأثر خلايا
أجسادهم و عظامهم بشكل فظيع ..
و بنفس الطريقة دخلت المجموعة الثانية .. و خرجت أيضا .. بنفس حالة سابقتها ..
يعني هذا أن من يتطوع بالدخول يحكم على نفسه بالإعدام .. و هنا أستبق الأحداث لأقول أن
كل من دخل إلى قلب المفاعل مات في في فترة لا تتعدى الثمانية أيام ..
و أن معظم بحارة الغواصة أيضا ماتوا بسبب تعرضهم لجرعات عالية من الإشعاع الذري .. و لكن
بفترات أطول من الذين دخلوا وصلت سنوات ..
هذا لأن الإشعاع ارتفع على متن أقسام الغواصة عشرة أضعاف الحد المسموح بسبب فتح باب المفاعل
الشديد الكتامة ..
المهم عند خروج المجموعة الثانية بمنظر مريع حيث كانت أجسادهم مليئة بالحروق ... لم يتحمل
المهندس الذري المنظر لذلك خلع بزته بسرعة و اختفى بركنه المخصص به .. و فورا لبس أحد البحارة
البواسل البدلة و دخل مع صديقه إلى حجرة المفاعل .. ( طبعا هذا كله مقتبس من مذكرات قبطان الغواصة زيتييف )
و يجب أن أذكر أن الدخول الي داخل المفاعل ليس كما تتصورون .. هناك عدة أروقة و عدة أبواب معدنية
سميكة تؤدي إليه .. و تم تنفيذ هذه المهمة و توقفت حرارة المفاعل عن الإرتفاع و لكنها لم تنخفض ..
بعد ساعتين تقريبا .. انفجر انبوب التبريد البديل .. اذ لم يتحمل الضغط المطبق عليه ..
من سيعلم بالموضوع ؟؟ طبعا المهندس الذري الذي كان يراقب دائما شاشات المؤشرات الخاصة بحرارة
المفاعل .. لم يبلغ أحدا .. كان يبكي لأنه يظن نفسه أصيب بالعار لأنه لم يدخل مع رفاقه بل تخاذل
عن خدمة وطنه .. و من هنا أخذ قطعة من الأنبوب النحاسي الخاص لبس بدلته و دخل بدن المفاعل بدون
علم القبطان .. و بدأ باصلاح الأنبوب المهترئ ..
و عندما انتبه الطاقم له .. كان قد مضى على وجوده بالداخل حوالي 25 دقيقة .. كانت كافية لأن يعمى و
يغمى عليه .. و تطوع أحد البحارة ( قضي عليه هو الآخر ) للدخول و احضاره .. و استطاع بكل صراحة ايقاف
تسرب الماء الثقيل الخاص بالتبريد .. و تحويله لداخل بدل المفاعل ..
عندما خرج كان بحالة مزرية جدا .. و هو اول واحد يموت من البحارة .. الطبيب الموجود على المتن
لم يكن بوسعه فعل شئ .. لقد كان قدراته لا تتضمن حالات التسمم الذري ..
هدأ المفاعل و لكن شلت حركة الغواصة جزئيا .. و طبعا أبلغت موسكو بالموضوع و أمرتهم بعدم ترك
الغواصة حتى لو كلف الأمر حياتهم جميعا .. لكي لا يتم افشاء اسرارها العسكرية ..
الطرفة الوحيدة بالموضوع .. أن البحرية الأمريكية عثرت على الغواصة الطافية فأرسلوا حوامة تستطلع الموضوع
قام البحارة السوفييت بخلع سراويلهم و اظهار مؤخراتهم عارية باتجاه الجنود الأمريكيين الموجودين
في الحوامة التي كانت تطير على ارتفاع منخفض جدا .. و ذلك بعد أن عرضت المساعدة بمكبرات الصوت ..
أمريكا بوقاحتها كالعادة ..
و ظلت الغواصة طافية إلى أن جاءت غواصة سوفييتية تعمل على الديزل للإنقاذ ( S-270 ) و قامت بقطرها
إلى وطنها الأم لتبدأ اعمال الصيانة .. و لتطوى مذكرات قبطانها بضع عقود من الزمن ..
لتفتح بعد مرور أكثر من اربعة عقود على اغلاقها ..
عندما تم انقاذ هذه الغواصة اعيدت إلى الصيانة و تم استبدال المفاعلين و عادت إلى الخدمة
بعد عامين من أعمال الصيانة و ثبت ان اعطال المفاعلات السابقة كانت بسبب أخطاء في أعمال
اللحام الكهربائي بأنابيب التبريد الخاصة بالمفاعل ..
من الحوادث العديدة التي تعرضت لها هذه الغواصة ..
هو اصطدامها بغواصة الهجوم السوفييتية GATO عام 1969 على عمق 60 م
و استطاعت العوم بعدها للسطح و لكن الحادث ادى لتحطم احد سوناراتها و أحد أغطية
الطوربيدات الأمامية .. و تم اصلاح الأعطال و عادت إلى الخدمة بعدها ..
و تعرضت الغواصة أيضا لحريق عام 1972 و تم اصلاحها و عادت إلى الخدمة ..
بالمناسبة القبطان زيتييف مازال على قيد الحياة .
وده بوستر الفيلم اللى اتعمل عن الغواصة