بقلم: خالص جلبي
في عام 1957 شعرت أمريكا بأنه تجب حماية نفسها من أي هجوم جوي نووي. وكانت الحرب الباردة قد بدأت. و(روسيا) كانت قد توصلت إلى إنتاج السلاح النووي الذي عرف بمشروع (جو) نسبة إلى الطاغية (جوزيف ستالين).
وكان هذا أكثر من مفاجأة للولايات المتحدة الأمريكية فقد كانت توقعات (ليزلي جروفز) المشرف العسكري على مشروع (مانهاتن) الذي جرى في الخفاء في (لوس آلاموس) بدءاً من عام 1942 م لإنتاج السلاح النووي أنه لن يصل الروس إلى إنتاج القنبلة الذرية قبل 25 سنة.
ولكن الذي حدث أن الروس توصلوا إلى ذلك في مدى أربع سنوات. وكان تفجير السلاح الروسي النووي الأول عام 1949م.
وبدأ الخوف الأعظم بين الطرفين فيما لو تمكن أحدهما من حمل السلاح النووي على ظهر قاذفات أو صواريخ وقام بتوجيه ضربات مميتة لخصمه الديناصور المقابل. أمام هذا الاحتمال قامت أمريكا ببناء سلسة دفاعية من محطات الرادار بدءاً من القطب الشمالي وانتهاءً بأمريكا وعلى ثلاثة خطوط الأول باسم (دو) والثاني يعبر نصف كندا، والثالث فوق أمريكا باسم (باين تريPine Tree) وفي قدرة هذه الخطوط الثلاثة من الرادارات مسح كل طائرة أو كائن سماوي يخترق المجال الجوي.
وكانت هذه الخطوط الثلاثة متصلة بمبنى قديم مركزي غير مناسب مما حرك القيادة العسكرية، أن تفكر في رسم خطة لبناء شيء لم يفكر به أحد من قبل، وهكذا ولد مشروع (نورادNORAD ). وقد عرضت قناة الديسكفري كامل المشروع وبالفلم، فلم يعد سرا بعد نهاية الحرب الباردة، ولكنه جاهز للعمل ويعمي فيه موظفون على مدار الساعة مثل النمل الأبيض.
بدأت أمريكا سراً في تطوير مشروع (الماموت) الجديد ولم يخرج من الخفاء ويعلن إلا منذ فترة قريبة حيث قامت أمريكا في بناء قاعدة عسكرية تحت أرضية لمعرفة أي طائرة تعرج إلى السماء أو صاروخ ينزل من الفضاء.
وهكذا بنت بالتعاون مع (كندا) هذه المعجزة التكنولوجية التي يذهل الإنسان عندما يسمع خبرها وينشد لرؤية تفاصيلها على النحو الذي عرضته قناة الديسكفري.
ونحن في هذا العرض لانريد من القارئ أن يصل للشيء الذي يريدونه من العرض. أي إصابة الرائي بالذهول بأن أمريكا هي الأعلى التي لاتقهر بل هو واجب تنوير القارئ بما يحدث في العالم.
وأنا شخصياً أرى في المحطات الفضائية الكثير من السخف والتضليل والقليل النادر الدسم والعلمي.
ومشكلتنا أننا لانعرف العالم الذي نعيش فيه لأن إدراك الهوة العلمية يحرض المخيلة على شق الطريق لتدارك البون الشاسع.
وفي تقديري أن العالم العربي لم يدخل العصر بعد ولم يدخل بوابة الإنتاج العلمي. إن الاستعداد لكارثة نووية ليس مزحة بل هو حقيقة وقد خف الرعب منه ولكن العلم يعلمنا أنه ليس هناك من حتميات، ولذلك فإن أهل سويسرا مثلاً قد بنوا مشافي تحت الأرض ليوم الفصل النووي، كما أنهم قد وضعوا جيوب من الألغام في كل الجسور في بلدهم، بحيث إن تعرض البلد لأي غزو يجعلهم ينسفوا الجسور ويمارسوا مقاومة المحتل.
إن السويسريين ناعمين ولكنهم محاربون أشداء كما يذكر التاريخ. بدأت أمريكا في مشروع نوراد في حزيران (يونيو) من عام 1961م، واشتد العمل فيه مع أزمة كوبا وانتهى في 20 نيسان (أبريل) 1966م، وهو جاهز ليوم الفصل النووي
http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2007/6/243038.htm?sectionarchive=NewsPapers
في عام 1957 شعرت أمريكا بأنه تجب حماية نفسها من أي هجوم جوي نووي. وكانت الحرب الباردة قد بدأت. و(روسيا) كانت قد توصلت إلى إنتاج السلاح النووي الذي عرف بمشروع (جو) نسبة إلى الطاغية (جوزيف ستالين).
وكان هذا أكثر من مفاجأة للولايات المتحدة الأمريكية فقد كانت توقعات (ليزلي جروفز) المشرف العسكري على مشروع (مانهاتن) الذي جرى في الخفاء في (لوس آلاموس) بدءاً من عام 1942 م لإنتاج السلاح النووي أنه لن يصل الروس إلى إنتاج القنبلة الذرية قبل 25 سنة.
ولكن الذي حدث أن الروس توصلوا إلى ذلك في مدى أربع سنوات. وكان تفجير السلاح الروسي النووي الأول عام 1949م.
وبدأ الخوف الأعظم بين الطرفين فيما لو تمكن أحدهما من حمل السلاح النووي على ظهر قاذفات أو صواريخ وقام بتوجيه ضربات مميتة لخصمه الديناصور المقابل. أمام هذا الاحتمال قامت أمريكا ببناء سلسة دفاعية من محطات الرادار بدءاً من القطب الشمالي وانتهاءً بأمريكا وعلى ثلاثة خطوط الأول باسم (دو) والثاني يعبر نصف كندا، والثالث فوق أمريكا باسم (باين تريPine Tree) وفي قدرة هذه الخطوط الثلاثة من الرادارات مسح كل طائرة أو كائن سماوي يخترق المجال الجوي.
وكانت هذه الخطوط الثلاثة متصلة بمبنى قديم مركزي غير مناسب مما حرك القيادة العسكرية، أن تفكر في رسم خطة لبناء شيء لم يفكر به أحد من قبل، وهكذا ولد مشروع (نورادNORAD ). وقد عرضت قناة الديسكفري كامل المشروع وبالفلم، فلم يعد سرا بعد نهاية الحرب الباردة، ولكنه جاهز للعمل ويعمي فيه موظفون على مدار الساعة مثل النمل الأبيض.
بدأت أمريكا سراً في تطوير مشروع (الماموت) الجديد ولم يخرج من الخفاء ويعلن إلا منذ فترة قريبة حيث قامت أمريكا في بناء قاعدة عسكرية تحت أرضية لمعرفة أي طائرة تعرج إلى السماء أو صاروخ ينزل من الفضاء.
وهكذا بنت بالتعاون مع (كندا) هذه المعجزة التكنولوجية التي يذهل الإنسان عندما يسمع خبرها وينشد لرؤية تفاصيلها على النحو الذي عرضته قناة الديسكفري.
ونحن في هذا العرض لانريد من القارئ أن يصل للشيء الذي يريدونه من العرض. أي إصابة الرائي بالذهول بأن أمريكا هي الأعلى التي لاتقهر بل هو واجب تنوير القارئ بما يحدث في العالم.
وأنا شخصياً أرى في المحطات الفضائية الكثير من السخف والتضليل والقليل النادر الدسم والعلمي.
ومشكلتنا أننا لانعرف العالم الذي نعيش فيه لأن إدراك الهوة العلمية يحرض المخيلة على شق الطريق لتدارك البون الشاسع.
وفي تقديري أن العالم العربي لم يدخل العصر بعد ولم يدخل بوابة الإنتاج العلمي. إن الاستعداد لكارثة نووية ليس مزحة بل هو حقيقة وقد خف الرعب منه ولكن العلم يعلمنا أنه ليس هناك من حتميات، ولذلك فإن أهل سويسرا مثلاً قد بنوا مشافي تحت الأرض ليوم الفصل النووي، كما أنهم قد وضعوا جيوب من الألغام في كل الجسور في بلدهم، بحيث إن تعرض البلد لأي غزو يجعلهم ينسفوا الجسور ويمارسوا مقاومة المحتل.
إن السويسريين ناعمين ولكنهم محاربون أشداء كما يذكر التاريخ. بدأت أمريكا في مشروع نوراد في حزيران (يونيو) من عام 1961م، واشتد العمل فيه مع أزمة كوبا وانتهى في 20 نيسان (أبريل) 1966م، وهو جاهز ليوم الفصل النووي
http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2007/6/243038.htm?sectionarchive=NewsPapers