عرض تلفزيون العدو الاسرائيلي يوم 01 مارس الفارط تقريرا كشف فيه عن هول ما كان يتعرض له الجنود الصهاينة في قلعة الشقيف، التي شكلت عندما احتلتها اسرائيل عام الف وتسعمئة واثنين وثمانين رمزا لقوة الجيش الاسرائيلي، وتحولت بعد صعود المقاومة الاسلامية الى رمز لإنكسار جيش الاحتلال الاسرائيلي وأفول جبروته.
في العام 1982 وقف رئيس وزراء العدو (مناحيم بيغن) الى جانب وزير حربه آنذاك (ارييل شارون) الذي كان يتحدث عن احد اكبر انجازات الحرب باحتلال القلعة، ووقف على انقاضها وقوف الفاتحين وهي التي شهدت اعنف المعارك ابان الاجتياح الاسرائيلي، ولم تسقط بأيدي قوات الاحتلال الا بعد استشهاد كامل حاميتها. المشهد الذي عرضه تلفزيون العدو لمناسبة اعلان رئيس وزراء العدو حينها نية اسرائيل الانسحاب من لبنان ينتقل مباشرة الى عرض درامي لما آلت اليه حال الفاتحين بعد ثمانية عشر عاما على احتلال القلعة.
العرض يستكمل بشهادات حامية القلعة الجدد من الجنود الصهاينة، الذين عاشوا جحيم المواجهة للحفاظ على القلعة، التي باتت تشكل مؤشر السيطرة الاخذة بالتآكل مع تزايد ضخامة التحصينات والانفاق داخل القلعة، التي تحمي الجنود من الحمم الصاروخية التي كانت تطلقها المقاومة الاسلامية بشكل يومي، ما حول القلعة الى سجن كبير للجنود الصهاينة.
وقال (ليرون نحماد) وهومن الجنود الذين خدموا في قلعة الشقيف " هذا مكان ملعون بالمطلق، لأن المخربين يجيدون الاصابة، وهو ملعون لأنك قد تفقد رفاقك في كل لحظة، وهو مكان ملعون بسببنا لاننا اتينا الى هذا المكان. وقائد المنطقة قال لنا امامكم هدفان احدهما قتل حزب الله والاخر البقاء على قيد الحياة لكن عندما تسمع صوت انطلاق قذيفة الهاون عليك انتظار سبع عشرة ثانية حتى تسقط وتشعر بالخوف الكبير وتدرك انك قد تموت". فيما قال جندي آخر" تتساقط عليك قذائف الهاون وتبدأ برؤية خطوط النار تتطاير من فوقك وتعلم ان كل اصابة قد تطيح بجزء من جسدك وترى اشخاص يتفجرون ويصرخون في المقابل لا نطلق طلقة واحدة".
أما الامر الذي زاد من رعب جنود الاحتلال وحيرتهم، هو انهم كانوا يواجهون عدوا غير مرئي، ويمتلك زمام المبادرة وتحولت مهمتهم الى مهمة حماية انفسهم فيما يروي بعض الجنود لحظات الجحيم اثناء تعرضهم للقصف. وقال عيدان كوريت الذي خدم قلعة شيقف" الامر المخيف حقا عو العدو الذي لم نراه فلم نر حزب الله ولم نعرف ما هو حزب الله" وقال آخر" بدأت بالركض نحو النقطة وكان ذلك الركض الاصعب في حياتي حيث شعرت انني احمل خمسة اطنان وان قدماي من الباطون ولم اتمكن من التحرك". واضاف آخر" النقطة كانت محترقة ومتفحمة ويتصاعد منها الدخان ورائحة الجلد المحترق والكثير من الغبار حيث لا ترى شيئا وتصعد السلم وتعلو ثم تسقط ثم تعلو وتسقط وتستمر بالركض لترى الجنود مصابين وممددين في الخنادق."
-------------------
كان السفح الغربي لقلعة الشقيف يضم في السبعينات أحد مواقع مدفعية الجيش اللبناني الذي وقع في آذار (مارس) 1976 تحت سيطرة جيش لبنان العربي. وبين 14 و15 آذار 1978 قام الجيش الإسرائيلي بغارات جوية على القلعة تلاها في 19 كانون الثاني 1979 بإنزال. وفي 19 آب 1980 نفذت القوات الإسرائيلية عملية واسعة في محيطها ضد «القوات المشتركة»، وقد عمدت الطائرات إلى قصفها بـ12 صاروخاً وسقوط أكثر من مئة قذيفة مدفعية فيها وحولها.
وفي فترة الثمانينات تعرضت القلعة لخمس غارات جوية ثم تحولت الى نقطة عسكرية ـــ استراتيجية، حتى الانسحاب في أيار 2000، وتعرّض محيطها لغارات وقصف مدفعي في العدوان الإسرائيلي الأخير بين تموز وآب 2006.
الاخبار
----------------------
136 الجنرال شاؤول نكديمون:
هذه الحرب كالمصيدة وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة.
في قلعة الشقيف فقد الفلسطينيون 30 مقاتلاً لكننا فقدنا خمسة أضعاف هذا العدد.
معركة الشقيف أذهلت بيغن وشارون.
فقدنا في معارك الشقيف خيرة ضباطنا وجنودنا.
لقد أصبت بالعديد من الشظايا التي اخترقت جسدي بعد أن أصيبت دبابتي في النبطية ... وقد اضطر الأطباء هنا إلى بتر ساقي اليسرى لإنقاذ حياتي ... وقد تأثر بصري كثيراً يا له من ثمن باهظ.
في أعقاب المناورات والتدريبات العسكرية المكثفة التي جرت في مكان ما من إسرائيل استعداداً لغزو لبنان، وخلال المشاورات التي أجريتها مع زملاء لي ومع جهات عسكرية عليا .. فقد ساد الانطباع أو لنقل بأنه كان هناك إجماع على أن هذه الحرب التي سوف نشعلها في الشمال قد تستغرق حتى 72 ساعة فقط هذا إذا ضمنوا لنا عدم تدخل السوريين في هذه الحرب.
حينما كنا في طريقنا لغزو لبنان كنا على ثقة أو ربما قناعة تامة بأن دباباتنا سوف تتابع سيرها حتى بيروت دون أن تضطر للتوقف لأننا اعتقدنا بالواقع أنها سوف تسير فوق أنقاض.
قلعة الشقيف مثلاً ... 13 طائرة إسرائيلية قامت بقصف مكثف لهذه القلعة وكنا نعتقد بأن أطنان القنابل التي ألقيت عليها لم تدمرها فقط وإنما مسحتها عن وجه الأرض.
ولكن حينما اقتربنا من هذه القلعة وكانت أول موقع فلسطيني حصين نواجهه في الجنوب اللبناني اتضح لنا أنها ما تزال على حالها وأن أحداً من المقاتلين الفلسطينيين فيها لم يصب بأذى نتيجة لكل ذلك القصف الجوي الطويل.
ولقد كنت أول من قال: ربما كانت طائراتنا تلقي بحمولاتها بعيداً عن القلعة.
إن لي بين الضباط الذين سقطوا في معارك قلعة الشقيف العديد من الأصدقاء الحقيقين الذين كنت أعتز بهم .. العقيد الركن افنير شماعيا والمقدم جوني هدنيك والمقدم بتسائيل مزراحي والرائد يفتاح بن حاسو وآخرين.
لقد دخلنا الحرب بـ 28 ألف جندي من القوات النظامية معظمهم من قوات غولاني والمظليين لكن العدد ارتفع خلال اليومين الأولين لهذه الحرب إلى 83 ألف جندي.
كما وأنني أشك في أنه قد بقي لدينا سلاح متطور واحد لم نستخدمه في هذه الحرب إلا إذا كان الحديث عن سلاح نووي.
لقد أشارت التقارير والمعلومات التي قدمها الجنوال يهو شواع سيفي رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية واستعرضناها جميعاً
إلى:
أنهم " أي الفلسطينيين " مجرد قوة صغيرة غير مدربة جيداً غير منظمة ضعيفة
وبأن أسلحتهم الثقيلة محدودة وغير متطورة
وبأن الخلافات الداخلية الستمرة بينهم والتي تؤدي غالباً إلى سقوط قتل وجرحى تزيد من ضعفهم وتصدعهم...
واستناداً إلى تلك التقارير وضعت خطط الحرب.
منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب تجمعت لدي قناعة مفادها أن جميع تقارير الجنرال سيفي وحتى تلك التي دعمت بالصور التي التقطت بواسطة طائرات الاستطلاع لم تكن دقيقة أبداً.
----------------------
الرائد غوغان:
الفلسطينيون مقاتلون أشداء ومن الأفضل الاعتراف بذلك
يقول غوغان: لم أشارك في المعارك التي دارت هنا لكن الكثيرين من أصدقائي قد قتلوا وكلما طلبت من أحد الجنود أن يحدثني عما دار في الموقع اعتذر بأدب وكأنهم يخشون الاعتراف بالحقيقة.
على كل حال إن سقوط عدد كبير من الضباط والجنود الاسرائيليين في هذا الموقع يثبت أن معارك شرسة قد دارت وأن المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا في قلعة الشقيف ليسوا مقاتلين عاديين كما أنهم ليسوا من الطراز السيء وقد قاتلوا حتى آخر رجل حقاً.
ولو أن هؤلاء المقاتلين جنود إسرائيليون لجرى منحهم أوسمة البطولة التي تمنح عادة للطيارين الحربيين في سلاح الجو.
نحن نحتل ونقيم داخل هذه القلعة ولكن أحياناً يخيل لي بأنه يجب أن نحتلها من جديد فقلعة الشقيف ومنذ أن سقطت بأيدينا تتعرض لهجمات من قبل الفلسطينيين الذين يحاولون استعادتها منا ولا يريدون التسليم باحتلالها على يد قواتنا.
تقديرات:
كتب المراسل العسكري في يديعوت أحرونوت في: 8 / 6 : تقدر المصادر العسكرية الإسرائيلية عدد المقاتلين الفلسطينيين التي وجدوا في قلعة الشقيف يتراوح ما بين 30 إلى 40 مقاتلاً رفضوا الاستسلام وفضلوا الشهادة.
حوار:
مناحيم بيغن: ألم يستسلم منهم أحد؟!
قائد الحملة الثانية على الشقيف: لا لم يستسلم أحد لم أرَ واحداً منهم يرفع علماً أبيض لقد فضلوا الاستمرار بالقتال وجميعهم قتلوا.
بيغن بدهشة: إذاً فهم قاتلوا؟!
القائد: نعم. يا سيدي وإني لأشعر بالقلق
بيغن ضاحكاً: إنهم يقاتلون ويموتون.
وانفرد بيغن بشارون وبدا أن الرجلين دخلا مرحلة الجدل.
الميجور يعقوب براق:
يقول: عندما باشرت بتمشيط المنطقة شاهدت أمامي ظلال مقاتل يرتدي خوذة وصحت من هناك وكنت متردداً في إطلاق النار خوفاً من أن يكون جندي إسرائيلي من كتيبة أخرى - ولم أكن أعلم بأن المقاتلين الفلسطينيين يعتمرون الخوذ أيضاً.
وقد صاح ضابط العمليات الخاصة بالعربية: من أنت؟ لكن الشبح لم يجب وبعد ثانيتين من التردد قررت أن أضغط على الزناد
ولكن فجأة أطلق المقاتل الفلسطيني النار وسبقني بعشر ثانية وقد أسفرت رصاصاته عن مقتل 4 جنود وإصابة 7 جنود آخرين بجراح
أما أنا فقد أصبت في صدري ووجهي .... وفجأة اختفى المقاتل عن الأنظار
حاولت طلب النجدة باللاسلكي فوجدته معطلاً فأخذته أشتم بيغن وأرئيل شارون وأشتم دولة إسرائيل التي تقتل أبناءها.
إن جميع القوات التي أرسلت لنجدتنا حوصرت ... إن القتال على قلعة الشقيف كان صعباً وقوياً إن أن فصيلاً فلسطينياً من وحدة الجرمق كان يرابط هناك
ولم يهرب أحد من المقاتلين الفلسطينيين كما وأن القصف الصاروخي الشديد الذي نزل عليهم قبل المعركة لم يؤثر فيهم.
قد كان المكان محصناً جيداً واستمرت المعركة ما يزيد عن تسع ساعات متواصلة.
إنني أكره الفلسطينيين بشكل عام لكني بدأت أحترمهم فأنا أحترم المقاتل أي مقاتل حين يقاتل بشراسة وضراوة.
يوري أفنيري (صحفي) :
فقدت جيوش الغزو في موقع فلسطيني واحد ما يزيد عن مائتي قتيل ما بين جني وضابط وهذا الموقع هو قلعة الشقيف (البوفور) في جنوب لبنان ولولا نصيحة وتوجيهات أمريكا الامبريالية لما سقطت قلعة الشقيف ولبقيت جيوش الغزو بكتائبها وألويتها وأرتال دباباتها ومدرعاتها وطائراتها عاجزة عن الدخول إلى قلعة الشقيف.
في العام 1982 وقف رئيس وزراء العدو (مناحيم بيغن) الى جانب وزير حربه آنذاك (ارييل شارون) الذي كان يتحدث عن احد اكبر انجازات الحرب باحتلال القلعة، ووقف على انقاضها وقوف الفاتحين وهي التي شهدت اعنف المعارك ابان الاجتياح الاسرائيلي، ولم تسقط بأيدي قوات الاحتلال الا بعد استشهاد كامل حاميتها. المشهد الذي عرضه تلفزيون العدو لمناسبة اعلان رئيس وزراء العدو حينها نية اسرائيل الانسحاب من لبنان ينتقل مباشرة الى عرض درامي لما آلت اليه حال الفاتحين بعد ثمانية عشر عاما على احتلال القلعة.
العرض يستكمل بشهادات حامية القلعة الجدد من الجنود الصهاينة، الذين عاشوا جحيم المواجهة للحفاظ على القلعة، التي باتت تشكل مؤشر السيطرة الاخذة بالتآكل مع تزايد ضخامة التحصينات والانفاق داخل القلعة، التي تحمي الجنود من الحمم الصاروخية التي كانت تطلقها المقاومة الاسلامية بشكل يومي، ما حول القلعة الى سجن كبير للجنود الصهاينة.
وقال (ليرون نحماد) وهومن الجنود الذين خدموا في قلعة الشقيف " هذا مكان ملعون بالمطلق، لأن المخربين يجيدون الاصابة، وهو ملعون لأنك قد تفقد رفاقك في كل لحظة، وهو مكان ملعون بسببنا لاننا اتينا الى هذا المكان. وقائد المنطقة قال لنا امامكم هدفان احدهما قتل حزب الله والاخر البقاء على قيد الحياة لكن عندما تسمع صوت انطلاق قذيفة الهاون عليك انتظار سبع عشرة ثانية حتى تسقط وتشعر بالخوف الكبير وتدرك انك قد تموت". فيما قال جندي آخر" تتساقط عليك قذائف الهاون وتبدأ برؤية خطوط النار تتطاير من فوقك وتعلم ان كل اصابة قد تطيح بجزء من جسدك وترى اشخاص يتفجرون ويصرخون في المقابل لا نطلق طلقة واحدة".
أما الامر الذي زاد من رعب جنود الاحتلال وحيرتهم، هو انهم كانوا يواجهون عدوا غير مرئي، ويمتلك زمام المبادرة وتحولت مهمتهم الى مهمة حماية انفسهم فيما يروي بعض الجنود لحظات الجحيم اثناء تعرضهم للقصف. وقال عيدان كوريت الذي خدم قلعة شيقف" الامر المخيف حقا عو العدو الذي لم نراه فلم نر حزب الله ولم نعرف ما هو حزب الله" وقال آخر" بدأت بالركض نحو النقطة وكان ذلك الركض الاصعب في حياتي حيث شعرت انني احمل خمسة اطنان وان قدماي من الباطون ولم اتمكن من التحرك". واضاف آخر" النقطة كانت محترقة ومتفحمة ويتصاعد منها الدخان ورائحة الجلد المحترق والكثير من الغبار حيث لا ترى شيئا وتصعد السلم وتعلو ثم تسقط ثم تعلو وتسقط وتستمر بالركض لترى الجنود مصابين وممددين في الخنادق."
-------------------
كان السفح الغربي لقلعة الشقيف يضم في السبعينات أحد مواقع مدفعية الجيش اللبناني الذي وقع في آذار (مارس) 1976 تحت سيطرة جيش لبنان العربي. وبين 14 و15 آذار 1978 قام الجيش الإسرائيلي بغارات جوية على القلعة تلاها في 19 كانون الثاني 1979 بإنزال. وفي 19 آب 1980 نفذت القوات الإسرائيلية عملية واسعة في محيطها ضد «القوات المشتركة»، وقد عمدت الطائرات إلى قصفها بـ12 صاروخاً وسقوط أكثر من مئة قذيفة مدفعية فيها وحولها.
وفي فترة الثمانينات تعرضت القلعة لخمس غارات جوية ثم تحولت الى نقطة عسكرية ـــ استراتيجية، حتى الانسحاب في أيار 2000، وتعرّض محيطها لغارات وقصف مدفعي في العدوان الإسرائيلي الأخير بين تموز وآب 2006.
الاخبار
----------------------
136 الجنرال شاؤول نكديمون:
هذه الحرب كالمصيدة وقد وقعنا فيها كفئران صغيرة.
في قلعة الشقيف فقد الفلسطينيون 30 مقاتلاً لكننا فقدنا خمسة أضعاف هذا العدد.
معركة الشقيف أذهلت بيغن وشارون.
فقدنا في معارك الشقيف خيرة ضباطنا وجنودنا.
لقد أصبت بالعديد من الشظايا التي اخترقت جسدي بعد أن أصيبت دبابتي في النبطية ... وقد اضطر الأطباء هنا إلى بتر ساقي اليسرى لإنقاذ حياتي ... وقد تأثر بصري كثيراً يا له من ثمن باهظ.
في أعقاب المناورات والتدريبات العسكرية المكثفة التي جرت في مكان ما من إسرائيل استعداداً لغزو لبنان، وخلال المشاورات التي أجريتها مع زملاء لي ومع جهات عسكرية عليا .. فقد ساد الانطباع أو لنقل بأنه كان هناك إجماع على أن هذه الحرب التي سوف نشعلها في الشمال قد تستغرق حتى 72 ساعة فقط هذا إذا ضمنوا لنا عدم تدخل السوريين في هذه الحرب.
حينما كنا في طريقنا لغزو لبنان كنا على ثقة أو ربما قناعة تامة بأن دباباتنا سوف تتابع سيرها حتى بيروت دون أن تضطر للتوقف لأننا اعتقدنا بالواقع أنها سوف تسير فوق أنقاض.
قلعة الشقيف مثلاً ... 13 طائرة إسرائيلية قامت بقصف مكثف لهذه القلعة وكنا نعتقد بأن أطنان القنابل التي ألقيت عليها لم تدمرها فقط وإنما مسحتها عن وجه الأرض.
ولكن حينما اقتربنا من هذه القلعة وكانت أول موقع فلسطيني حصين نواجهه في الجنوب اللبناني اتضح لنا أنها ما تزال على حالها وأن أحداً من المقاتلين الفلسطينيين فيها لم يصب بأذى نتيجة لكل ذلك القصف الجوي الطويل.
ولقد كنت أول من قال: ربما كانت طائراتنا تلقي بحمولاتها بعيداً عن القلعة.
إن لي بين الضباط الذين سقطوا في معارك قلعة الشقيف العديد من الأصدقاء الحقيقين الذين كنت أعتز بهم .. العقيد الركن افنير شماعيا والمقدم جوني هدنيك والمقدم بتسائيل مزراحي والرائد يفتاح بن حاسو وآخرين.
لقد دخلنا الحرب بـ 28 ألف جندي من القوات النظامية معظمهم من قوات غولاني والمظليين لكن العدد ارتفع خلال اليومين الأولين لهذه الحرب إلى 83 ألف جندي.
كما وأنني أشك في أنه قد بقي لدينا سلاح متطور واحد لم نستخدمه في هذه الحرب إلا إذا كان الحديث عن سلاح نووي.
لقد أشارت التقارير والمعلومات التي قدمها الجنوال يهو شواع سيفي رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية واستعرضناها جميعاً
إلى:
أنهم " أي الفلسطينيين " مجرد قوة صغيرة غير مدربة جيداً غير منظمة ضعيفة
وبأن أسلحتهم الثقيلة محدودة وغير متطورة
وبأن الخلافات الداخلية الستمرة بينهم والتي تؤدي غالباً إلى سقوط قتل وجرحى تزيد من ضعفهم وتصدعهم...
واستناداً إلى تلك التقارير وضعت خطط الحرب.
منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب تجمعت لدي قناعة مفادها أن جميع تقارير الجنرال سيفي وحتى تلك التي دعمت بالصور التي التقطت بواسطة طائرات الاستطلاع لم تكن دقيقة أبداً.
----------------------
الرائد غوغان:
الفلسطينيون مقاتلون أشداء ومن الأفضل الاعتراف بذلك
يقول غوغان: لم أشارك في المعارك التي دارت هنا لكن الكثيرين من أصدقائي قد قتلوا وكلما طلبت من أحد الجنود أن يحدثني عما دار في الموقع اعتذر بأدب وكأنهم يخشون الاعتراف بالحقيقة.
على كل حال إن سقوط عدد كبير من الضباط والجنود الاسرائيليين في هذا الموقع يثبت أن معارك شرسة قد دارت وأن المقاتلين الفلسطينيين الذين كانوا في قلعة الشقيف ليسوا مقاتلين عاديين كما أنهم ليسوا من الطراز السيء وقد قاتلوا حتى آخر رجل حقاً.
ولو أن هؤلاء المقاتلين جنود إسرائيليون لجرى منحهم أوسمة البطولة التي تمنح عادة للطيارين الحربيين في سلاح الجو.
نحن نحتل ونقيم داخل هذه القلعة ولكن أحياناً يخيل لي بأنه يجب أن نحتلها من جديد فقلعة الشقيف ومنذ أن سقطت بأيدينا تتعرض لهجمات من قبل الفلسطينيين الذين يحاولون استعادتها منا ولا يريدون التسليم باحتلالها على يد قواتنا.
تقديرات:
كتب المراسل العسكري في يديعوت أحرونوت في: 8 / 6 : تقدر المصادر العسكرية الإسرائيلية عدد المقاتلين الفلسطينيين التي وجدوا في قلعة الشقيف يتراوح ما بين 30 إلى 40 مقاتلاً رفضوا الاستسلام وفضلوا الشهادة.
حوار:
مناحيم بيغن: ألم يستسلم منهم أحد؟!
قائد الحملة الثانية على الشقيف: لا لم يستسلم أحد لم أرَ واحداً منهم يرفع علماً أبيض لقد فضلوا الاستمرار بالقتال وجميعهم قتلوا.
بيغن بدهشة: إذاً فهم قاتلوا؟!
القائد: نعم. يا سيدي وإني لأشعر بالقلق
بيغن ضاحكاً: إنهم يقاتلون ويموتون.
وانفرد بيغن بشارون وبدا أن الرجلين دخلا مرحلة الجدل.
الميجور يعقوب براق:
يقول: عندما باشرت بتمشيط المنطقة شاهدت أمامي ظلال مقاتل يرتدي خوذة وصحت من هناك وكنت متردداً في إطلاق النار خوفاً من أن يكون جندي إسرائيلي من كتيبة أخرى - ولم أكن أعلم بأن المقاتلين الفلسطينيين يعتمرون الخوذ أيضاً.
وقد صاح ضابط العمليات الخاصة بالعربية: من أنت؟ لكن الشبح لم يجب وبعد ثانيتين من التردد قررت أن أضغط على الزناد
ولكن فجأة أطلق المقاتل الفلسطيني النار وسبقني بعشر ثانية وقد أسفرت رصاصاته عن مقتل 4 جنود وإصابة 7 جنود آخرين بجراح
أما أنا فقد أصبت في صدري ووجهي .... وفجأة اختفى المقاتل عن الأنظار
حاولت طلب النجدة باللاسلكي فوجدته معطلاً فأخذته أشتم بيغن وأرئيل شارون وأشتم دولة إسرائيل التي تقتل أبناءها.
إن جميع القوات التي أرسلت لنجدتنا حوصرت ... إن القتال على قلعة الشقيف كان صعباً وقوياً إن أن فصيلاً فلسطينياً من وحدة الجرمق كان يرابط هناك
ولم يهرب أحد من المقاتلين الفلسطينيين كما وأن القصف الصاروخي الشديد الذي نزل عليهم قبل المعركة لم يؤثر فيهم.
قد كان المكان محصناً جيداً واستمرت المعركة ما يزيد عن تسع ساعات متواصلة.
إنني أكره الفلسطينيين بشكل عام لكني بدأت أحترمهم فأنا أحترم المقاتل أي مقاتل حين يقاتل بشراسة وضراوة.
يوري أفنيري (صحفي) :
فقدت جيوش الغزو في موقع فلسطيني واحد ما يزيد عن مائتي قتيل ما بين جني وضابط وهذا الموقع هو قلعة الشقيف (البوفور) في جنوب لبنان ولولا نصيحة وتوجيهات أمريكا الامبريالية لما سقطت قلعة الشقيف ولبقيت جيوش الغزو بكتائبها وألويتها وأرتال دباباتها ومدرعاتها وطائراتها عاجزة عن الدخول إلى قلعة الشقيف.