لا أستطيع النوم... عيناه لا تفارق مخيلتي، نظر أحدنا في عيني الآخر لعده ثواني، كنت أسرع في إطلاق النار فقتلته على الفور ... لم أفكر أن الذي حدث سيؤثر فيّ إلى هذا الحد، فلم أستطع بعدها النوم مطلقًا ، وجهه لا يفارق مخيلتي، وفهمت أنني في الواقع قتلت شاب عربي فلسطيني من أبناء جلدتي، يتحدث لغتي ويشبهني..." ..... هذا ما قاله ضابط في الجيش الإسرائيلي من أبناء الطائفة الدرزية وهو يعاني اضطرابًا نفسيًا بعد أن قام بقتل شاب فلسطيني. ويقول مجند آخر عاش حادثة مشابهه : "فهمت أشياء كثيرة بعد هذه الحادثة، وبدأت أفكر في دوري في ماكينة الحرب والقتل، وأتساءل لماذا علي أن أخدم الجيش الإسرائيلي؟ ومن هو المسئول عن ذلك؟ ". هذه بعض شهادات مما يعانيه الشبان العرب من جراء خدمتهم في الجيش الإسرائيلي، فهل يمكن تحميل بعض الأشخاص مسؤولية إلزام العرب الدروز بالخدمة الإجبارية، أم علينا أن نعود إلى ما قبل ذلك؟ فمنذ ما قبل قيام إسرائيل كان العرب الدروز عرضة لسياسات ومخططات مدروسة هدفت بشكل مباشر إلى عزل الدروز عن انتمائهم العربي الإسلامي وتغيير هويتهم العربية والقومية، ووضعهم بمواجهة شعبهم الفلسطيني، وإيهامهم بأنهم مواطنون في دولة تحتضنهم وترعاهم. وقد أدت عدة عوامل مثل العزلة الجغرافية، الانطواء الديني، البعد عن مركز المدينة، غياب الوعي السياسي وغياب النخب الوطنية إلى أن تستفرد السلطات بتلك الشريحة الصغرى وتلزم الدروز بضرورة خدمة الشبان في الجيش الإسرائيلي.
ويواجه المجتمع الفلسطيني داخل حدود عام1948 تحديًا آخر يتمثل بخدمة أبناء المجتمع البدوي تطوعًا في الجيش الإسرائيلي، ويخدم هؤلاء الشبان على الأغلب في حرس الحدود وفي وحدات تقصي الأثر بالتحديد. ويواجه المجتمع البدوي أزمة حادة تتمثل بمحاولة سلخة عن المجتمع الفلسطيني المسلم والعربي ووضعه في حضيض سلم الأولويات، مع إهمال تام للبنية التحتية مثل عدم توفر المياه والكهرباء في معظم القرى البدوية كما هو الحال في النقب، وعدم الاعتراف بعدد كبير من القرى في محاولة لتركيز المجتمع البدوي في سبع تجمعات سكنية. وإزاء هذا الحال المزرية يتوجب السؤال: ما الذي يدفع الشبان البدو إلى التطوع في الجيش الإسرائيلي؟
من يجيب على هذا السؤال هم الشبان البدو أنفسهم الذي يقولون بأن تطوعهم في الجيش الإسرائيلي جاء من منطلقات عده، فالجيش يوفر لهم مستقبلا أفضل وباستطاعتهم أن يرفعوا مستوى عائلتهم الاقتصادي وذلك لأن غالبية الوظائف في المؤسسات الإسرائيلية تشترط الخدمة في الجيش الإسرائيلي. واعتبر البعض أن التطوع في الجيش يوفر لهم مظاهر القوة والنفوذ، وبمجرد أن يحملوا السلاح فإنهم يشعرون بالقوة وبالقدرة على السيطرة. تأتي هذه التبريرات خاصة إذا ما كان المجند من عائلة صغيرة أو ينتمي إلى حلقة ضعيفة لسبب ما. وهناك من يقدم رأيًا آخر ويقول بأنه مواطن في دولة إسرائيل، ومن واجب المواطنة عليه أن يخدم في جيش الدولة!
ويواجه المجتمع الفلسطيني داخل حدود عام1948 تحديًا آخر يتمثل بخدمة أبناء المجتمع البدوي تطوعًا في الجيش الإسرائيلي، ويخدم هؤلاء الشبان على الأغلب في حرس الحدود وفي وحدات تقصي الأثر بالتحديد. ويواجه المجتمع البدوي أزمة حادة تتمثل بمحاولة سلخة عن المجتمع الفلسطيني المسلم والعربي ووضعه في حضيض سلم الأولويات، مع إهمال تام للبنية التحتية مثل عدم توفر المياه والكهرباء في معظم القرى البدوية كما هو الحال في النقب، وعدم الاعتراف بعدد كبير من القرى في محاولة لتركيز المجتمع البدوي في سبع تجمعات سكنية. وإزاء هذا الحال المزرية يتوجب السؤال: ما الذي يدفع الشبان البدو إلى التطوع في الجيش الإسرائيلي؟
من يجيب على هذا السؤال هم الشبان البدو أنفسهم الذي يقولون بأن تطوعهم في الجيش الإسرائيلي جاء من منطلقات عده، فالجيش يوفر لهم مستقبلا أفضل وباستطاعتهم أن يرفعوا مستوى عائلتهم الاقتصادي وذلك لأن غالبية الوظائف في المؤسسات الإسرائيلية تشترط الخدمة في الجيش الإسرائيلي. واعتبر البعض أن التطوع في الجيش يوفر لهم مظاهر القوة والنفوذ، وبمجرد أن يحملوا السلاح فإنهم يشعرون بالقوة وبالقدرة على السيطرة. تأتي هذه التبريرات خاصة إذا ما كان المجند من عائلة صغيرة أو ينتمي إلى حلقة ضعيفة لسبب ما. وهناك من يقدم رأيًا آخر ويقول بأنه مواطن في دولة إسرائيل، ومن واجب المواطنة عليه أن يخدم في جيش الدولة!