توجهات مستقبلية لإنتاج أسلحة غير إفنائية

night fury

عضو
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
4,508
التفاعل
1,267 1 0
الدولة
Jordan
*عصر ما بعد المعلوماتية:
في أقل من نصف قرن تطور عصر المعلوماتية إلى عصر آخر جديد اصطلح على تسميته باسم (عصر ما بعد المعلوماتية (post lnformatics) أو عصر المعلوماتية الفائقة (super lnformatics Age) فبعد أن كان عصر المعلومات التقليدي يعتمد على إنجازات الحاسب الآلي الفردي، تطور الأمر إلى تجميع وتشبيك الحواسب الآلية بعضها ببعض، ليظهر بذلك عصر معلوماتي جديد، هو عصر الشبكات الحاسوبية.
وقد بدأت الشبكات الحاسوبية أولاً في شكل شبكات محلية أو إقليمية، لربط أجزاء دولة واحدة ببعضها البعض أو لربط مجموعة من الدول في إطار إقليمي موحد، وذلك بغرض تحقيق المزيد من الرفاه الاقتصادي والعلمي والثقافي والاجتماعي المستدام.
ومن أمثلة شبكات المعلومات المحلية والإقليمية التي تم تطويرها في هذا الصدد: شبكة (NREN) بالولايات المتحدة، وشبكة (Super janet) في بريطانيا، وشبكة (LSN-Net) في اليابان، ثم خطت هذه الشبكات الحاسوبية خطوة تطويرية جديدة، لتتحول من التشبيك والتربيط المحلي والإقليمي إلى التشبيك والتربيط العالمي، وذلك مع ظهور شبكة الشبكات الحاسوبية المسماة بشبكة إنترنت الدولية (lnter network).(1)
وقد بدأ التخطيط والتنفيذ لشبكة انترنت الدولية منذ بدايات عقد ستينات القرن العشرين الميلادي، وذلك بعد وصول الصواريخ النووية إلى أرض كوبا، مما أدى لارتفاع حدة الحرب النووية بين الاتحاد السوفييتي (السابق) والولايات المتحدة، واقترابها من نقطة الانفجار، حتى صار شبح الإفناء النووي يهدد الحياة بكاملها على كوكب الأرض بين يوم وآخر، بل بين ساعة وأخرى. فبدأت فكرة إنشاء الشبكات الحاسوبية بغرض كسب الرهان المعلوماتي، الذي ارتأى العسكريون أنه يمثل العامل الأول الحاسم لكسب الحرب(2).
وقد أنشئت شبكة انترنت الدولية عام 1984م لأغراض دفاعية، ولتحقيق أهداف عسكرية استراتيجية لوزارة الدفاع الأمريكية، ثم تحولت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ونهاية الحرب الباردة إلى شبكة حاسوبية مدنية، تعمل على ربط أجزاء العالم بكامله بعضها ببعض، مما أدى إلى تحول الحشد المعلوماتي المتزايد من مستوى الحاسوب الشخصي إلى مستوى الشبكات الإقليمية، ثم إلى مستوى الشبكة الحاسوبية الدولية، لينتقل الحشد المعلوماتي المتزايد إلى كل جزء من أجزاء سطح الأرض، ليس في دقائق أو ثوان معدودة، وإنما في التو واللحظة، أو في (اللازمن). وهو ما يعني أن عصر ما بعد المعلوماتية أو عصر المعلوماتية الفائقة قد بدأ(3).
وذلك ما أدى بالتالي للبحث عن أشكال جديدة من السلاح، لا يؤدي استخدامها إلى تدمير أمثال تلك التطويرات العلمية والحضارية الفائقة.

عصر الإدارة الفضائية


الإنجازات الكثيرة المتسارعة والمتلاحقة لغزو الفضاء منذ منتصف القرن العشرين، وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين، يصعب حصرها بدرجة قصوى من فرط كثرتها.
والتطورات المثيرة للاندهاش في مجال غزو الفضاء في الوقت الراهن لم تعد مقتصرة على مجرد إرسال الأعتدة والإنشاءات التكنولوجية، كالأقمار الصناعية (Satellites) وسفن الفضاء (Space crafts) وغيرها من الأجهزة التكنولوجية المتطورة إلى الكون الخارجي، وإنما قد تعدى الأمر ذلك إلى البدء باتخاذ الإجراءات العملية لاستعمار الإنسان للفضاء من خلال التمهيد لذلك بإنشاء المحطات الفضائية مثل محطة مير الروسية، التي حلت محلها الآن محطة الفضاء الدولية، والبدء كذلك بنقل قوة التشييد العمراني من الأرض إلى الفضاء، لإنشاء ما يسمى بالمستعمرات الفضائية الصالحة لحياة البشر وسائر الكائنات الأرضية الحية، مع ملاحظة أن تلك الإنشاءات الفضائية لا يستقيم اليوم تصنيفها ضمن تصورات الخيال العلمي، إذ إنها أصبحت فعلياً من الواقع العلمي الذي بدأ تحقيقه عملياً، وخصوصاً بعد ظهور الأقمار الصناعية والطائرات الصاروخية الفضائية (Reflyable space shattles) التي تستطيع أن تقطع المسافة من نقطة الانطلاق إلى المدار الأرضي في الفضاء في عشر دقائق فقط. وتستطيع كذلك أن تنقل آلاف الأطنان من مواد الإنشاء إلى فضاء الكون الخارجي، بأسعار أقل بكثير من أسعار النقل بالطائرات العادية، أو بسفن الفضاء التي أصبحت تنتسب إلى الماضي ذي السمة التقليدية المتخلفة.
والأهم والأخطر من كل ذلك أنه مع الانتشار المتزايد للأقمار الصناعية في الفضاء، بدأ يظهر عصر فضائي جديد، يمكن تسميته باسم (عصر إدارة كافة شئون الأرض من الفضاء) خصوصاً بفضل ما يعرف الآن باسم شبكات المعلومات السريعة (Super speed informatiom neteorks approach) التي تسهم الأقمار الصناعية بالنصيب الأكبر في إدارتها من الفضاء، وتتكون من وسائل الاتصال الضوئية إلى جانب وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية.

أسلحة مستقبلية إبقائية


على ضوء ما صارت إليه بلدان وأقاليم العالم من ترابط وتداخل اقتصادي تكنولوجي وحضاري شامل على كافة الأصعدة والأنشطة الحياتية الشاملة كوكبياً وكونياً، مما جعل المصالح المحلية والإقليمية مترابطة ومتداخلة بشكل معقد مع المصالح العالمية.
وفيما يلي استعراض موجز لبعض منظومات التسلح الجديدة، التي بدأت تظهر معها أشكال جديدة من الحروب، تبدو في بعض جوانبها حروباً مدنية، يتواجه ويتصارع أطرافها في معاركهم بأسلحة مدنية، أو بأسلحة عسكرية غير إفنائية.
- سلاح الإعلام:
تنبئ المؤشرات المستقبلية، في ظل التطويرات المتسارعة المتلاحقة في مجال الاتصالات اللاسلكية والضوئية، سواء منها وسائل البث الفضائية أو الأرضية، بأن سلاح الإعلام سوف يأتي على رأس الأسلحة التي ستستخدمها الأطراف المتواجهة في حروب المستقبل. ويتضمن هذا السلاح أشكالاً عدة من الأسلحة، من بينها: سلاح الغزو الفكري والثقافي، وسلاح الحرب النفسية المعتمد على إثارة الإشاعات والأكاذيب، وسلاح الإلهاء لأفراد العدو من خلال بث البرامج التسلوية التافهة والخلاعية أو الفاضحة، وسلاح التضخيم المتقابل، المعتمد على تضخيم السلبيات لدى الطرف المتلقي المستهدف بالغزو الإعلامي، لإضعاف معنويات أفراده، والعمل في الوقت ذاته على تضخيم الإيجابيات لدى الطرف المرسل القائم بالغزو الإعلامي لرفع معنويات أفراده... وكل هذه الأمور، وما يرتبط بها من أمور أخرى ذات صلة، من الممكن أن تحقق نصراً للطرف الغازي من دون قتل أو دمار، ودون الحاجة لخوض حرب عسكرية على الإطلاق.

سلاح المعلوماتية:


كما تنبئ المؤشرات المستقبلية كذلك بإمكانية أن تتحول المعلوماتية إلى سلاح رئيس لحسم الكثير من الحروب بشكل يؤدي إلى تنحية الأسلحة العسكرية المدمرة تنحية كاملة. ومن الأشكال البارزة لأسلحة المعلوماتية: سلاح التجسسس الإلكتروني (E. Espionage Armament) وسلاح الاعتداء على البيانات (Data Armament) إلا أن أهم وأخطر أسلحة المعلوماتية هو سلاح فيروس الحاسوب (Virus Armament) الذي بمقدوره أن يؤدي إلى الشلل التام في كامل المنظومات التسليحية لدى الطرف المعادي، مما يساعد على هزيمته بغير حاجة لخوض حرب عسكرية ضده على الإطلاق. ولعل من أهم الأمثلة التطبيقية البارزة على استخدام فيروس الحاسوب كسلاح مؤثر في الحرب بشكل حاسم ما أعلنته تايوان في سنة 2000م، وهي بصدد التأهب لصد أي غزو صيني للأراضي التايوانية، من أنها قد بدأت بإنتاج ألف فيروس للحاسب الآلي، مستهدفة بذلك إحداث شلل تام في كافة أجهزة المنظومة التسليحية الصينية براً وبحراً وجواً، مما دفع بالصين إلى التراجع عن غزو تايوان، واللجوء لأسلوب سلمي أكثر تعقلاً وحكمة لمعالجة القضية التايوانية.(7).

سلاح الطاقة البديلة:


وتتسابق الكثير من الدول غرباً وشرقاً اليوم لإيجاد أنواع من الطاقة البديلة للنفط والفحم بصفة خاصة، كطاقة الشمس، وطاقة الهيدروجين والطاقة النووية السلمية وغيرها من أنواع الطاقة البديلة، بحيث يمكن ترويجها تجارياً على المستوى العالمي بأرخص الأسعار الممكنة، كما يسعى أعضاء النادي الفضائي الدولي إلى إيجاد أنواع مستقبلية جديدة من الطاقة يمكن جلبها من الفضاء كطاقة النجوم وطاقة المجرات وطاقة المادة المضادة... وأي نوع من أنواع الطاقة الفضائية هذه يفوق كل أنواع الطاقة الموجودة على الأرض بما فيها الطاقة النووية والهيدروجينية، فضلاً عن إمكانية أن تكون رخيصة للغاية أو شبه مجانية. وامتلاك أي طرف لسلاح الطاقة البديلة الرخيصة سوف يسهم في إثرائه اقتصادياً، أي امتلاكه لقوة الاقتصاد المتفوق (عصب الحياة) مما يساعده على التأثير في الخصم اقتصادياً، فيضمن النصر بلا حرب.
إلا أن واقع الحال ينبئ بأن الوصول للطاقة البديلة المنشودة ما زال بعيد المنال لأسباب فنية وتمويلية كثيرة ومعقدة، كما ينبئ في الوقت ذاته بأن طاقة النفط ما زالت وستظل متربعة على عرش الطاقة إلى ما شاء الله.

سلاح الشركات الكوكبية:


إن الغرض من الشركات الكوكبية الضخمة العملاقة، التي تقدر رؤوس أموالها بمئات المليارات من الدولارات، هو أن يكون بالإمكان من خلالها هزيمة العدو بسحب بساط الأرباح الاقتصادية من تحت قدميه، من خلال أنظمتها الإغراقية الاحتكارية القصرية المتجبرة.

أسلحة عسكرية غير إفنائية


وهناك الكثير الذي يصعب حصره بدرجة قصوى من الأسلحة العسكرية المستقبلية غير الإفنانية، وغير التدميرية. ومعظمها ما زال تحت التجريب والتطوير والإعداد في أماكن خفية، يمكن تسميتها بمختبرات الخفاء في بعض بلدان الغرب والشرق. ومن هذه الأسلحة -على سبيل المثال- :(سلاح الليزر الإعمائي) الذي يؤدي استخدامه بقذائف ليزرية تطلق من الأرض أو من الجو إلى إصابة كامل جيش العدو بالعمى المؤقت، مما يشل قدراته القتالية تماماً، ويقود لهزيمته دون قتل، ودون تدمير.
ومن ذلك أيضاً (سلاح المرايا العاكسة) باستخدام الليزر الإعمائي المؤقت كذلك، ولكن من الفضاء، بتوليد أشعة الليزر على الأرض، ثم توجيهها إلى المئات من محطات الإرسال في الفضاء، لتنعكس على مجموعة من المرايا الضخمة، التي قد يصل قطرها إلى ثلاثين متراً، ويتم تعليق هذه المرايا في منصة فضائية، من السهل تجميعها وإنشاؤها الآن، خصوصاً بعد ظهور مكوك الفضاء.(8)
وهناك كذلك (سلاح إشعاع الجسيمات) وهو يتكون من جسيمات دقيقة مشحونة بشحنات عالية، يمكنها أن تحدث ما تحدثه الصواعق الطبيعية في الأهداف التي توجه إليها. ويتم توليد شعاع الجسيمات من تسارع البروتونات والأيونات من ذات المادة، لينطلق منها شعاع عالي الطاقة من الجسيمات المشحونة، لو تم توجيهه نحو هدف معاد لأدى إلى تحطيمه وحرقه. ويتم تعليق هذه المرايا قيد التطوير والتجريب بغرض التخفيف من آثاره، بحيث تكون مؤقته غير دائمة، وإبقائية غير إفنانية وغير تدميرية.(9)
وهناك أنواع أخرى كثيرة من الأسلحة المستقبلية غير الإفنانية وغير التدميرية، يضيق المجال عن ذكرها في هذا المقال، لعل من أهمها سلاح الميكرويف أو (سلاح النوم) وهو يعتمد على إطلاق قذائف في شكل موجات كهرومغناطيسية، تجعل أفراد العدو يغرقون في النوم بشكل خاطف سريع، مما يؤدي لشل حركة العدو وإحراز النصر عليه بلا قتل وبلا تدمير. وقد خططت القوات الجوية الأمريكية لتحقيق استخدام أسلحة الميكرويف بحلول عام 2015م.(10).
 
موضوع ممتاز يتطرق لإستراتيجية يجري تطبيقها فعلا


مشكور أخي
 
عودة
أعلى