بيان علماء المالكية من الشيعة الاثنا عشرية

إنضم
29 ديسمبر 2007
المشاركات
1,053
التفاعل
18 0 0
الحديث عن وجود متشيعين مغاربة، على معتقد الشيعة الاثناعشرية الفاسد،في وقتنا الحاضر يعتبر نذير خطر يوضح لنا بالملموس تراجع قوة ونفوذ مؤسسة العلماءبالمغرب عما كانوا عليه من قبل. إذا رجعنا للتاريخ نجد أن علماء المالكية كانوا أشدالناس وقوفا في وجه عقائد الشيعة الرافضة، الذين نصبوا العداء لله ولرسولهوللمؤمنين. إن عقائد الشيعة تقوم على الكذب على الله، وعلى رسوله، وعلى آل بيتالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام. فقولهم أن الله عين في القرآنالكريم، علي بن أبي طالب وذريته من بعده أئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدكذبا على الله، إذ ليس هناك دليل قطعي في القرآن يبين هذا الأمر.

إذا كانتعقيدة إمامة علي وأبنائه من أصول الدين، بل من أهم أصوله كما يقول علماء الشيعةفيما يروونه عن أحد أئمة آل البيت كما يزعمون، فعن علي بن إبراهيم ، عن أبيهوعبدالله بن الصلت جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، عنأبي جعفر(عليه السلام) قال : بُني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة ، والزكاة ،والحج ، والصوم ، والولاية .
قال زرارة : فقلت : وأي شيء من ذلك أفضل ؟ فقال : الولاية أفضل لأنها مفتاحهن ، والوالي هو الدليل عليهن ، ... )[ انظر الكافي 2 ص 16]. وهنا يلاحظ معي القارئ الكريم، أن الحديث ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلموإنما عن أبي جعفر.. والسبب هو أنه في معتقد الشيعة أن علي بن أبي طالب و أبناءهلهم نفس دور النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لهم الحق في التشريع. بل في نسخ الأحكامكما يقول علامتهم شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي في تفسيره " التبيانفي تفسير القرآن"، وهومن المتقدمين وغيره من المتأخرين أيضا، مثل أبو القاسم الخوئيفي" تفسيره البيان" . وهذا ما يجعل الإسلام كله في خطر دائم، ومعرض للنسخ والتبديلبحسب مزاجية علماء الشيعة الذين نصبوا أنفسهم نوابا عن الإمام في ما يسمونه بزمنالغيبة، فالإمام عندهم دخل السرداب ولا يريد الخروج رغم دعائهم له بتعجيل الفرج،وهذا من أكبر الأدلة على مروق الروافض من شرع محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إنالدين عند الشيعة الامامية لم يكتمل بموت النبي صلى عليه وسلم، بل الأئمة هم منسيكمل الدين بعده، بل عندهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكمل رسالة ربهولم يبلغ ما أمره الله أن يبلغه كما يقول إمام زمانهم المعاصر وزعيم ثورتهم الخميني _ الذي ستكون لنا وقفة خاصة معه في بحث مستقل إن شاء الله _ (وواضح أن النبي لو كانقد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت فيالبلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ، ولما ظهرت خلافات فيأصول الدين وفروعه). [كتاب كشف الأسرار ص: 55.
وبناء على ما سبق ينبغي ان يكونهناك نص على هذه الإمامة المزعومة في كتاب الله، مثل أصول الإيمان الستة المعروفة،الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكذلك أركانالإسلام الخمسة الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج، فهي كلها مذكورة بنصوصقطعية في القرآن الكريم. فأين هي عقيدة الإمامة في علي وأحقيته هو وذريته في ذلك مندون الصحابة في القرآن الكريم؟، خاصة وان الشيعة تعتقد أن منكر إمامة علي وأبنائهكافر مخلد في النار، وإن صلى وصام وحج وأدى الزكاة، مع إيمانه بالله ورسله و كتبهوملائكته واليوم الأخر والقدر خيره وشره. كل هذا لا يشفع للمسلم عند الله يومالقيامة إذا كان لا يؤمن بعقيدة الإمامة في علي وأبنائه ولا يلعن أبا بكر وعمروباقي الصحابة، لأن إمامة علي وأبنائه من بعده صارت شرطا في قبول الأعمال عند الله،فكل أعمال الإسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم لا تساوي شيئا عند الله ما لم يكن هناكإيمان بولاية علي، ولكي يثبتوا هذه العقيدة الباطلة قاموا وكذبوا على رسول اللهحديثا زعموا انه عن أنس بن مالك خادم رسول الله أن رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم قال : (فوالذي بعثني بالحق نبياً لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثالالجبل ولم يجيء بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل في النار) [بحار الأنوار: ج 27 ص 167 و 170]. وهذا يبين أن دين الشيعة يقوم على القاعدة الفاسدة اعتقد ثماستدل، وعليها أقاموا للناس عقائد بحسب أهوائهم، ولترويجها قاموا يكذبون على اللهعز وجل و على رسول الله صلى الله عليه.

كان لابد من هذه المقدمة المختصرةفي بيان أساس عقيدة الشيعة الاثناعشرية- وهي الإمامة- كي نعرف على أي أساس اتخذعلماء وفقهاء المالكية موقفهم الرافض لعقائد الشيعة الإمامية ؟، وهو ما سنبينه بحولالله في النقاط التالية:

أولا: خلو المذهب المالكي من علماء وفقهاء تلوثوابالتشيع الإمامي الإثناعشري.
ثانيا: موقف الإمام مالك ممن يسب أو يلعن ويكفرأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: موقف باقي علماء المالكية من فرقةالشيعة الاثنا عشرية وسنعرض كل منالقاضي عياض وأبي بكر بن العربي والقرطبيرحمهم الله أجمعين.

وقد اكتفينا بذكر هؤلاء الأعلام، وبيان موقفهم من معتقدودين الشيعة الاثناعشرية، باعتبارهم أهم وأبرز من اشتهر من علماء المذهب المالكي فيبلاد المغرب الأقصى، إضافة لصاحب المذهب، الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة.

أولا: براءة المالكية من التلوث بدين الشيعة الإمامية.
لم يسلمباقي المذاهب الفقهية، الحنفي ، الشافعي والحنبلي من اتصاف بعض علمائهم وفقهائهمبعقائد تخالف عقيدة السلف المبنية على الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الكرام،فإنك تجد فيهم الجهمي والمرجئي والخارجي والشيعي الرافضي، باستثناء علماء المالكيةفقد وقاهم الله سبحانه من التلوث بشيء من عقائد تلك الفرق الضالة، ويؤكد كلامنا ماقاله الإمام القاضي عياض رحمه الله (544هـ) في كتابه ( ترتيب المدارك في أعلام مذهبمالك ): (وقد نظرنا طويلًا في أخبار الفقهاء، وقرأنا ما صنف من أخبارهم إلى يومناهذا، فلم نر مذهبًا من المذاهب غيره أسلم منه، فإن فيها الجهمية والرافضة والخوارجوالمرجئة والشيعة إلا مذهب مالك رحمه الله، فإنا ما سمعنا أحدًا ممن تقلد مذهبه قالبشيء من هذه البدع...).
ومن ينظر في تراجم رجال كل مذهب من المذاهب الأخرىيتأكد له هذا الاستنتاج الذي وصل إليه القاضي عياض رحمه له بعد طول استقصاء وتحقيق،وهو ما يفسر لنا انعدام أية طائفية او تعددية مذهبية في بلاد المغرب منذ عهد بعيد،ووجودها لحد الأن في المشرق العربي، مع ما يترتب عن ذلك من تداعيات خطيرة تهدد أمنوسلامة واستقرار دول المشرق العربي. وعليه فإن المسؤولية ملقاة اليوم – وبقوة - علىعلماء وفقهاء المغرب، وعلى كل من له اهتمام بالشأن الدين – من قريب أو من بعيد- فيهذا البلد الكريم، ليقوم بنفس الدور الذي قام بها سلفهم من فقهاء وعلماء المالكيةرحمهم الله جميعا، لوقاية المغاربة من التلوث بعقيدة الشيعة الإمامية.

ثانيا: موقف الإمام مالك، إمام دار الهجرة، ممن يسب أو يلعن ويكفر أصحابالنبي صلى الله عليه وسلم.لقد كان موقف الإمام مالك رحمه من الشيعةالرافضة، الذين يبنون دينهم على سب ولعن وتكفير كل أصحاب محمد صلى الله عليه وآلهوسلم ما خلا ثلاث أو أربع، لأنه يزعمون ان الناس بعد وفاة النبي كلهم ارتدوا لأنهمكفروا بإمامة علي بن أبي طالب وبنيه باستثناء ثلاث أو أربع، موقفا واضحا لا يتركمجال للشك في أن مالكا رحمه الله كان يرى ضلال وزندقة بل وكفر الشيعة المبغضينلأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم الطاعنين في عرضه الشريف.
قال القاضي رحمهالله: (دخل هارون الرشيد المسجد، فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتىمجلس مالك فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال مالك: وعليك السلام ورحمةالله وبركاته، ثم قال لمالك: هل لمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيءحق؟ قال: لا ولا كرامة، قال: من أين قلت ذلك؟ قال: قال الله: ((لِيَغِيظَ بِهِمْالْكُفَّارَ)) [الفتح:29]، فمن عابهم فهو كافر، ولا حق للكافر في الفيء، واحتج مرةأخرى بقوله تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ)) [ الحشر:8]، قال: فهم أصحابرسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه وأنصاره، (( وَالَّذِينَ جَاءُوامِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَسَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لِلَّذِينَ آمَنُوارَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10]، فما عدا هؤلاء فلا حق لهم فيه). [ترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك، ج2 ص: 64].
هذه فتوى صريحة صادرة من الإماممالك، والمستفتي هو أمير المؤمنين في وقته، والإمام مالك يُلحق هؤلاء الشيعة في هذهالفتوى بالكفار الذين يغتاظون من مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال هشام بن عمار: سمعت مالكاً يقول: (( من سب أبا بكر وعمر قتل، ومن سب عائشة - رضي الله عنها قتل، لأن الله تعالى يقول فيها: (( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنتَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) من رماها فقد خالف القرآن،ومن خالف القرآن قتل)) ( الصواعق المحرقة لان حجر الهيثمي، ص: 384).
بل و قدشدد الإمام مالك على الشيعة الرافضة، بحيث جعلهم أسوأ أهل الضلال والزيغ، فقال رحمهالله فيما نقله عنه القاضي عياض في كتابه المادرك المشار إليه آنفا ( 2/49): ( قالمالك: أهل الأهواء كلهم كفار، وأسوأهم الروافض. قيل: النواصب؟ قال: هم الروافض،رفضوا الحق ونصبوا له العداوة والبغضاء).

قال الإمام مالك رحمه الله عنهؤلاء الذين يسبون الصحابة: ((إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى اللهعليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلًاصالحا لكان أصحابه صالحين)). وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الشيعة فقال: (( لاتكلمهم ولا ترو عنهم؛ فإنهم يكذبون)).
ما أصدق هذا القول من هذا الإمام فيهؤلاء الأراذل! الذين سخّروا ألسنتهم ودماءهم وأجسادهم وأقلامهم في شتم أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون أن هذا الأمر شرط من شروط الإيمان، فلا يتمإيمان أحدهم -بل لا يبدأ إيمان أحدهم- إلا بهذه العقيدة السفيهة.
فهذا الإماممالك رحمه الله يبين لنا في هذه المقولة الخط الواضح للشيعة، وأنهم لا يقصدون صحابةرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن القصد بالضبط هو النبي صلى الله عليه وسلم، لكنجبنهم وخوفهم من سطوة أهل السنة يجعلهم يتنازلون عن الإمام الأكبر إلى أصحابه، وهذاالخط الباطني منذ بدايته إلى يومنا هذا لا يخفى إلا على مغفل جاهل بحال هؤلاءالشيعة، زراعة اليهود والمجوس وثمارهم.
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبدالله يقول: قال مالك: ((الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليسله سهم -أو قال: نصيب- في الإسلام)).
وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِرُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْاللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَمَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَشَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُرَّاعَلِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)) [الفتح:29 ].
قال ابن كثير رحمه الله: (( منهذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذينيبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة رضي الله عنهمفهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك)).
قالالقرطبي : ( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدًا منهم أو طعنعليه في روايته، فقد ردّ على الله ربّ العالمين وأبطل شرائع المسلمين).

ثالثا: موقف باقي علماء المالكية من فرقة الشيعة الاثنا عشرية.
-1-
قال الإمام القاضي عياض رحمه الله (544هـ): (وكذلك نقطع بتكفير غلاةالرافضةفي قولهم: إن الأئمة أفضل من الأنبياء))، والقاضي رحمه الله لم يكنيتكلم من فراغ أو يحكم على القوم بغير دليل وبينة ، فقد قال المدعو ( روح اللهالخميني) زعيم الثورة الإيرانية البائسة ما يلي: (إن للإمام مقاما محموداً ودرجةسامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون وإن من ضروراتمذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ووردَ عنهم عليهمالسلام:إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل ) ( الحكومة الإسلاميةص: 52).
-2- أما الإمام أبو بكر بن العربي فقد عبر أيضا عن موقفه بوضوح مثلإخوانه منعلماء المذهب فقال في كتابه العواصم من القواصم: (( ما رضيت النصارىواليهود في أصحاب موسى وعيسى، ما رضيت الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل )).
-3-قال العلامة القرطبيالمالكي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (8/161): ((...وأما الروافض فليس قولهم ممايشتغل به ولا يحكى مثله، لما فيه من الطعن على السلف والمخالفة لسبيل المؤمنين)).
وقال رحمه الله (11/140): (( قيل لأبي عبدالله: فإن قال رجل: أنا أذهب إلى حديثأبي أيوب (حُبب إليّ الغسل) قال: نحن لا نذهب إلى قول أبي أيوب، ولكن لو ذهب إليهذاهب صلينا خلفه، قال: إلا أن يترك رجل المسح من أهل البدع من الرافضة الذين لايمسحون وما أشبهه، فهذا لا نصلي خلفه...)). وقال أيضا في (1/85): ((... وقد طعنالرافضة قبحهم الله تعالى في القرآن)).

وقال رحمه الله في (6/228): (( قولهتعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)) [المائدة:67] قيل: معناه أظهر التبليغ؛ لأنه كان في أول الإسلام يخفيه خوفًا منالمشركين، ثم أمر بإظهاره في هذه الآية، وأعلمه الله أنه يعصمه من الناس، وكان عمررضي الله عنه أول من أظهر إسلامه وقال: لا نعبد الله سرًا وفي ذلك نزلت: ((يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)) [الأنفال:64] فدلت الآية على رد قول من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئًامن أمر الدين تقية، وعلى بطلانه، وهم الرافضة، ودلت على أنه صلى الله عليه وسلم لميُسرَّ إلى أحدٍ شيئًا من أمر الدين؛ لأن المعنى: بلِّغ جميع ما أنزل إليك ظاهرًا،ولولا هذا ما كان في قوله عز وجل: ((وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَرِسَالَتَهُ)) [المائدة:67] فائدة)).

وبعد هذه الرحلة القصير في بيان موقفسادة وفقهاء المذهب المالكي رحمهم الله أجمعين من عقيدة الشيعة الاثناعشرية، وكيفأنهم وقفوا سدا منيعا في وجه أصحاب العقائد المنحرفة عامة والشيعة الرافضة على وجهالخصوص، تبقى المهمة اليوم منوطة بمن جعل نفسه قيما على الشأن الديني بالمغرب، كييقوم بواجبه للتصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف المغاربة في دينهم وعقيدتهم،حيث تكالب عليهم الأدعياء والمغرضون ممن ينتحلون محبة أهل البيت، وأهل البيت منهمبر
 
عودة
أعلى