هل ما زال في إمكان لبنان تطبيق سياسة النأي بالنفس عملانياً

safelife

عضو
إنضم
26 نوفمبر 2010
المشاركات
8,319
التفاعل
17,862 0 0
http://www.defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/rounded_corner.php?src=admin/news/uploads/1366291777-sdarabia4468629466_1c89e1a0d8_z.jpg&radius=8&imagetype=jpeg&backcolor=ffffff


العميد (م) ناجي ملاعب
ان وضع سياسة النأي بالنفس في خطها التنفيذي، ما زال أكثر من ممكن وضروري وعاجل، فالدولة مطالبة ان تخرج نفسها وتخرج شعبها من أتون الصراع السوري، بتعزيز قدرات الجيش ودعم انتشاره على كامل الحدود مع سوريا. وما فعله الأردن خير طريق يمكن للبنان ان يحتذي به على الصعيدين الإقليمي والأممي.
فالحكومة الأردنية في صدد إعلان محافظات الشمال "إربد" والمفرق" و"عجلون" منطقة منكوبة بعد توصية لمجلس النواب، بسبب استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى تلك المحافظات.
وأعلن رئيسها عن احتمال "لجوء الحكومة إلى مجلس الأمن الدولي لطلب عقد اجتماع عاجل لبحث الأوضاع الإنسانية على الحدود الشمالية وطلب تقديم مساعدات عاجلة لاستقبال وإيواء اللاجئين السوريين".
وأبدى تخوفه من انفجار الأوضاع العسكرية التي قد تدفع بزيادة أعداد اللاجئين في الأردن إلى مليوني شخص مؤكدا أن "الأسوأ لم يبدأ بعد فيما يتعلق بالملف السوري".
كذلك فقد نفذت المملكة الأردنية بالتعاون مع الولايات المتحدة المرحلة الأولى من مبادرة أمن الحدود التي تمتد 370 كيلومترا مع سوريا بتركيب نظام مراقبة متطور وأطلقت المرحلة الثانية الهدفة الى تركيب كاميرات إضافية ورادارات وأجهزة استشعار لدعم وتعزيز قدرات نظام أمن الحدود مما يساهم في اكتشاف حالات التسلل ومنع التهريب والنقل غير المشروع وإنقاذ حياة آلاف اللاجئين.
في هذا الإطار، وفي بيان لوزارة الدفاع الأميركية، منحت وكالة تخفيض التهديد الدفاعي (DTRA) الأميركية شركة رايثيون (Raytheon) عقداً لتأمين سلامة حدود المملكة، تبلغ قيمته 36 مليون دولار.
وستهتم شركة رايثيون بموجب العقد الأساسي الممتد على ثلاث سنوات تقريباً، بتصميم وتطوير وتنفيذ وإقامة نظام مراقبة مدمج على طول أجزاء من الحدود الأردنية وتوفير التدريب والإصلاحات بالإضافة إلى التجهيزات والمعدات.
وفي حسن إدارته لمبدأ النأي بالنفس عن المحرقة السورية لم يمانع الأردن بأن يبقى جنود الجيش السوري في الطرف الآخر من المركز الحدودي، بالرغم من سيطرة الجيش السوري الحر على معظم الطريق ما بين الحدود الدولية ومدينة درعا. فعمّان سياسيا تريد الإبقاء على قدر ولو محدود من 'حسن النوايا' مع النظام ولا تريد تسليمه ذرائع تدفعه لمغامرات أمنية في الأردن.
وبدأ الحديث هناك عن سيناريو "المنطقة العازلة"، وتسعى عمّان للتعامل مع هذا الطرح باستمزاج موقف روسيا وحتى بموافقة النظام السوري نفسه على أن يحظى أيضا بغطاء دولي، الأمر الذي يفسر التلويح بالإعلان عن الشمال منطقة منكوبة كمسوغ قانوني يسمح بالانتقال للبحث في الخطوة اللاحقة وهي حصريا اختبار سيناريو المنطقة العازلة.
وبذلك فقد تمكن الأردن من صيانة حدوده وأبقى على معابره "شرعية القيود" وأصبح قادراً على التوجه الى الأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤولياتها الإنسانية الأممية.
لم تكن الحدود ما بين لبنان وسوريا في سابق الأيام مصدر قلق للبلدين، ولم يهتم البلدان للخروقات المحدودة على طرفي الحدود، في ظل اطمئنان الإدارة السورية لأداء الحكومة اللبنانية المستقيلة، ولم تتعد مهام الجيش اللبناني التدخل لإنقاذ مصاب لاذ بالفرار عبر الحدود أوعائلات أرغمتها شدة الإشتباكات على الهرب باتجاه الحدود طلباً للأمان.
ولكن، مع حماوة الموقف العسكري في الجانب السوري من الحدود، وخوفاً من اتخاذ القوى الداعمة لطرفي الصراع من الحدود معبراً لدخول وخروج السلاح والذخائر والأشخاص فقد اتخذت قيادة الجيش اللبناني إجراءات الإنتشار ضمن الإمكانات المتوفرة على الطرق والمسارب التي تودي الى الداخل السوري، واقامت الحواجز واشتبكت مرات عديدة مع مسلحين في تلك المناطق، وازدادت وتيرة الإنتشار الأمني اللبناني تبعاً لتنامي الوضع العسكري.
في الأسبوع النصرم ومع تطور الوضع العسكري بسقوط القذائف المدفعية في الأماكن السكنية من قرى البقاع الشمالي وسقوط ضحايا، وما رافق ذلك من تهديد المعارضة السورية باستهداف تلك المناطق ما لم يتوقف دخول المسلحين لدعم قوى الجيش السوري، تحركت وزارة الخارجية اللبنانية وبدأت بتوثيق الإنتهاكات وتقديم الشكاوى، والملفت ان الوزارة لم تحرك ساكناً في الماضي القريب، رغم طلب رئيس الجمهورية، ولم تعتبر القصف الجوي والبري للداخل اللبناني المتاخم للحدود انتهاكاً ورغم سقوط الضحايا كذلك.
وبدلاً من دعم الجيش ورفده بالعديد والعتاد، كانت سهام أمراء السياسة اللبنانية تنهال على الأجهزة الأمنية سواء على عمل قامت به أو لم تقم به، ودفعت تلك الأجهزة أثماناً غالية من رصيدها المعنوي البشري والمادي نتيجة الهروب الرسمي من تبني المواقف الوطنية، في هكذا زمن يحق لنا التساؤل من يدير الحرب الأهلية في طرابلس ويموّل قواها جولات وجولات، ومن يربك قوى الجيش في متاهات حروب الزواريب الداخلية.
ليس المطلوب اجتراح المعجزات، فالحل يبدأ بوقف النزف اللبناني الإعلامي التحريضي، بوقف استغلال المنابر الدينية للحشر المذهبي، وعدم التهليل والفرح لأي إدعاء بالإنتصار في أية معركة داخلية خاض غمارها المتقاتلون في سوريا. فقد دفعت مناطقنا الحدودية ما يكفي من الضحايا والخسائر دون أي تأثير لها في مجرى الأحداث في الداخل السوري.
والمطلوب دعم رئيس البلاد في مواقفه الجريئة بتطبيق مباديء "إعلان بعبدا"، والنظر بشكل جدي في اقتراحه باستحداث منطقة قريبة من الحدود يتم إعطاؤها حماية دولية بقرار من الأمم المتحدة، وذلك قبل تفاقم الوضع الميداني المفتوح على احتمالات التصعيد وما سيجر من تدفق لاجئين جدد وبغزارة غير متوقعة.
إن وضع خطة طويلة الأمد تأخذ بعين الإعتبار وجود حالة مستمرة من عدم الإستقرار على الجانب السوري لمدة غير معروفة، تقضي بتعزيز قدرات الجيش عملياً، وتسهيل مهماته الرادعة على الحدود، خطة قوامها إحكام مراقبة الحدود بالإستعانة بالتقنيات الحديثة للمراقبة والسيطرة على المعابر وإقفال المستحدث منها.
فالقادم من الأيام لا ينبيء بالخير، ولبنان أضعف حلقات هذا الصراع، والنأي بالنفس قد يبعد عنه كأس نقل الصراع السوري الى داخله، وحتى لا يبدو هذا الكلام في خانة "الإنشا"، فلنتعظ من حروبنا العبثية التي دفع اللبنانيون ثمنها ونكون صادقين مع انفسنا، ونبقى على مسافة من الجميع ما دام الجميع يتحدث عن ضرورة الحوار المفضي الى الحل السلمي والجميع عربياً وإقليمياً ودولياً منخرط في تأمين الدعم العسكري لفريقي الصرع.
http://www.defense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.comdefense-arab.com/preview_news.php?id=29558&cat=9
 
عودة
أعلى