صواريخ ساجر تصطاد الدبابات الاسرائيليه

حماده

عضو
إنضم
1 يناير 2008
المشاركات
86
التفاعل
6 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوه الاعزاء : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

انها لسعاده ان اراكم مره ثانيه في هذا المنتدي المتميز..........واتمني ان افيدكم واستفيد منكم لرفعه شان الدين الحنيف

واستهل مشاركاتي معكم بهذا الموضوع والذي اهديه للاخوه الاعزاء:
ابو البراء
الوكا
ابن المغرب البار
والاس
سيمو
احمد رابتور
ريد كراش ( صديقي العزيز )
اف 15 ( زميلي العزيز)
م. فوزي ( اعز الاصدقاء )
انور الشراد ( العلامه الكبير )
جورناليست ( صاحب الادب الجم )
والكثير مما لا تحضرني الذاكره

واترككم الان مع الموضوع

وشـــــــــــــــهد شاهــــــــــــد من اهلها
صواريخ «ساجر» تصطاد الدبابات الإسرائيلية، 23 ألف جندي مصري يعبرون القناة بعد ساعات

تأليف :ابراهام رابينوفيتش

يوضح مؤلف الكتاب انه بعد الغارات الجوية المصرية على الأهداف الحيوية الإسرائيلية في سيناء، فتحت المدفعية المصرية نيرانها. وفي الدقيقة الأولى سقطت أكثر من عشرة آلاف قذيفة على الخطوط الإسرائيلية، معظمها على التحصينات المقامة على امتداد القناة وحولها وتطايرت أبراج المراقبة بالتحصينات الإسرائيلية خلال الدقائق الأولى.



بعد 15 دقيقة من بدء قصف المدفعية، اندفع أربعة آلاف من رجال الصاعقة والمشاة ضمن الموجة الأولى نحو حافة الماء على امتداد القناة، حيث كانت بانتظارهم 720 من الزوارق المطاطية والخشبية. وبدأوا في عبور القناة وهم يهتفون «الله أكبر».ويقول المؤلف إن الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان المصري أمر بوضع مكبرات صوت عند نقاط العبور ينطلق عبرها هتاف «الله أكبر» الذي يزيد من حماسة الجنود ويلهب مشاعرهم.


كانت في مقدمة الموجة الأولى مجموعات المهندسين العسكريين، وذلك لتفحص منافذ فتح النار للتأكد من أن رجال الضفادع البشرية قد أغلقوها تماماً عندما تسللوا إلى الجانب الإسرائيلي خلال الليل للقيام بهذه المهمة.وعندما استقر الجنود على شاطئ سيناء، شقوا طريقهم بسرعة صاعدين التل الرملي، وارتقوا السلالم المصنوعة من الحبال لتصل الى أعلى. صعدت بعدهم فرق اصطياد الدبابات وكان بعضها يحمل عبوات صواريخ «ساجر» التي تشبه الحقيبة.

بينما حمل البعض سلاح الـ «آر.بي.جي» اما الذخيرة والمعدات التي يصعب حملها فقد تم وضعها فوق عربات يد صغيرة يجرها الجنود، وكان الفريق الشاذلي قد أمر بإنتاج الآلاف من هذه العربات لاستخدامها الى حين عبور سيارات الإمداد. وفي أماكن عديدة وصل الجنود إلى الحواجز الأرضية على بعد ميل داخل أراضي سيناء، ووراء هذه الحواجز تتخذ الدبابات الإسرائيلية موقعها للتعامل مع عناصر الهجوم المصري. واشارت سحب الغبار الممتدة الى الشرق الى سرعة اقتراب هذه الدبابات.

وعند البحيرات المرة، بدأ لواء برمائي يتكون من عشرين دبابة طافية وثمانين ناقلة جنود في شق الطريق باتجاه سيناء وعبرت بحيرة التمساح الى الشمال سرية مشاة على متن عربات برمائية. ولم تكن هناك دفاعات اسرائيلية قوية على شواطئ سيناء امام البحيرات. وعند الطرف الشمالي عن خط قناة السويس استعد المصريون لشن هجوم مضلل بالدبابات وحاملات الافراد من خلال التقدم نحو المنطقة الرملية المؤدية الى واحد من اهم التحصينات الاسرائيلية.

والى الجنوب من قناة السويس تم تجميع العشرات من زوارق الصيد داخل كهوف على طول الشاطئ الغربي لخليج السويس لاستخدامها في نقل قوات الصاعقة الى جنوب سيناء بعد حلول الظلام. كما تنتظر وحدات صاعقة اخرى نقلها بطائرات الهليكوبتر الى وراء الخطوط الاسرائيلية بعد الغروب. ومع عبور الموجة الأولى من قوات الهجوم، بدأت الفرق الهندسية المجهزة بالمضخات وخراطيم المياه، في احداث فجوات في خط بارليف الاسرائيلي. وقد تم اعطاء سلاح المهندسين فترة تتراوح بين 5 ـ 7 ساعات لاتمام المهمة.

نظام عبور نموذجي

كان قد تقرر ان يتم العبور بمئة ألف جندي وفقاً لنظام نموذجي. وقامت الموجة الأولى بنصب لوحات كبيرة تحمل ارقاماً مضيئة على شاطئ سيناء، وهذه الارقام تساير ارقاماً على لوحات على طول الطرق التي تتخذها الوحدات المتجهة الى حافة القناة.

وقد حرصت الشرطة العسكرية المصرية على الا تضل الوحدات طريقها او تختلط فيما بينها. وفي غضون ساعات، عبر 23 ألف جندي مصري القناة، وتم نصب خمسة رؤوس جسور على الضفة الشرقية للقناة. في ذلك الوقت راحت المدفعية تتحول لدك اهداف في عمق سيناء.

حملت عربات كبرية اجزاء من الجسور الى حافة المياه، حيث بدأ المهندسون في تجميع هذه الاجزاء. كما بدأت وحدات اخرى في تجميع 31 عبارة مسبقة التجهيز قادرة على حمل الدبابات. وشعر الفريق سعد الدين الشاذلي، وهو داخل مقر القيادة بأن الخطوات تسير بشكل رائع، وبدا ان توقيت الحرب كان مفاجئاً للاسرائيليين تماماً.

وفي الساعة الخامسة والنصف مساء عبرت الموجة الثانية عشرة والاخيرة لقوة الهجوم الأولى القناة، ليصل اجمالي القوات المصرية على شاطئ سيناء الى 32 ألف جندي.

وفي الساعة 30,6 مساء فتحت خراطيم المياه أول ممر في الحاجز الرملي. وفي غضون ساعتين كان قد تم فتح 60 ممراً من هذا النوع، وتم استكمال مد اول جسر في الساعة الثامنة والنصف مساء، اي بعد مرور ست ساعات ونصف الساعة على ساعة الصفر. وبعد ذلك بساعتين كانت كل الجسور مفتوحة، وتتضمن ثمانية جسور ثقيلة للدبابات واربعة جسور خفيفة للعربات الخفيفة والمشاة. أصبح الطريق الى داخل سيناء مفتوحاً، وتدفقت المدرعات المصرية على الجسور ثم الفتحات التي احدثتها خراطيم المياه في خط بارليف.

وهنا يعترف المؤلف بأن مصر لم تشهد منذ بناء الأهرامات، أو على الأقل منذ شق قناة السويس نفسها مشروعاً هائلاً تم تنفيذه على أكمل وجه مثل مشروع العبور. كان الإسرائيليون قد رأوا الطائرات المصرية قبل أن يسمعوا أزيرها، وهي تطير على ارتفاعات منخفضة، وتتجه نحو المؤخرة الإسرائيلية، كما سمعوا قصف المدفعية المصرية، قبل أن تدمر تحصيناتهم، كانت الارض تهتز من تحت اقدامهم.

اعتقدوا ان ما يرونه هو شيء اشبه بمعركة نورماندي أو ستالينغراد كان من الصعب عليهم رؤية أي شيء، بسبب أعمدة الدخان المتصاعدة نتيجة للقصف المكثف. وعلى الرغم من ان الإسرائيليين استطاعوا اغراق بعض الزوارق المصرية، الا ان الغالبية تمكنت من العبور، واستطاعت المدفعية تدمير العديد من الدشم والتحصينات الإسرائيلية في مواجهة خط القناة، وتم رفع العلم المصري على أحد المراكز الإسرائيلية التي جرى تدميرها.

يقول مؤلف الكتاب إنه بدا واضحاً، من خلال شبكة اللاسلكي الإسرائيلية، ان المصريين عبروا القناة بكل قوتهم، ولم تتمكن القوات الإسرائيلية الموزعة على طول خط بارليف من وقف عملية الهجوم أو وقف تقدمهم إلى داخل سيناء وهنا يؤكد المؤلف أن الدور الذي كان من المفترض أن تقوم به تحصينات خط بارليف كحاجز ضد أي هجوم شامل اثبت فشله الذريع.

حرب الدبابات

في المناطق التي ستنطلق منها الدبابات على طول طريق المدفعية في سيناء، كان قادة السرايا يصدرون التوجيهات الأخيرة، عندما سمعوا إنذاراً على شبكة الرادار يفيد بغارة جوية مصرية. قصفت القنابل تجمعات الدبابات قبل أن تتمكن من التحرك، إلا أنها لم تصب. اسرعت الدبابات نحو القناة وقطعت المسافة في غضون 20 ـ 30 دقيقة، لكنها خسرت السباق. فالحواجز الرملية التي كان سيتعين على الدبابات الإسرائيلية ان تأخذ مواقعها خلفها لاطلاق النار قد وقعت تحت سيطرة المصريين، فقد عرف المصريون من خلال رصدهم لمناورات «برج الحمام» المكان الذي ستستقر فيه الدبابات الإسرائيلية عند إطلاق النار.

وعندما حاولت الدبابات الإسرائيلية التصدي لهذا الموقف الجديد، وجدوا ان المصريين قد اعدوا لهم مفاجأة مختلفة. فقد خرج رجال المشاة من حفر صغيرة حاملين سلاح الـ «آر.بي.جي» على أكتافهم وشرعوا يطلقون قذائفها على الدبابات المتقدمة. فوجئ الإسرائيليون بهذا السيناريو، ولم يتوقعوا مثل هذه المقاومة، فاضطرت بقية الدبابات التي خرجت من المعركة سليمة إلى التقهقر بعيداً عن مدى الـ «آر.بي.جي» اي حوالي 300 ياردة، الا ان هذا المسافة لم تكن كافية للابتعاد عن القذائف المصرية.

يواصل المؤلف سرد ما دار من معارك فيقول إن قائد إحدى الفصائل الإسرائيلية رأى ضوءاً أحمر عبر بسرعة فوقه وينفجر فوق دبابة قريبة منه. اندفع قائد الدبابة التي أصيبت إلى خارجها بفعل ضغط الهواء، كما لو أنه «فلينة» تخرج من زجاجة، وراحت أضواء حمراء أخرى تنطلق في الهواء من الجانب المصري عبر القناة.

لم تكن لدى قائد الفصيلة الإسرائيلية أدنى فكرة عن هذه الأضواء الحمراء، إلى أن جاءه التفسير عبر الشبكة اللاسلكية، قال قائد السرية انها «صواريخ ساجر» وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها قائد الفصيلة بوجود هذا النوع من الصواريخ الذي يبلغ مداه ثلاثة آلاف متر اي عشرة إضعاف الـ «آر.بي.جي» كما انه ذو قوة تدميرية تفوق القذائف الصاروخية بكثير.

ولأول مرة منذ دخلت الدبابات ساحات المعارك في الحرب العالمية الأولى وجدت نفسها في مواجهة هذا الخطر. ففي السابق لم يكن الخطر الاكبر من المدفعية المضادة للدبابات، ولكن من الجنود المشاة. كان المشاة يستخدمون البازوكا في الحروب السابقة ضد الدبابات، ولكن ليس بهذا الكم، وليس بسلاح الـ «آر.بي.جي» ولا بسلاح «ساجر» الأكثر تدميراً. لقد استخدم الجنود المصريون صواريخ «ساجر» المضادة للدبابات بأعداد هائلة وبناء على اوامر الفريق سعد الدين الشاذلي فقد تم سحب هذه الصواريخ من وحدات المؤخرة وأضيفت إلى أسلحة قوات رأس الحربة.

ويقول المؤلف ان كل فرقة من الفرق المصرية الخمس المهاجمة كانت لديها أفراد مشاه مسلحون بـ 72 صاروخ «ساجر» و535 صاروخ «آر.بي.جي» وذلك بالإضافة إلى 57 مدفعا مضادا للدبابات و90 مدفعا عاديا، كما ان كل فرقة كانت ملحقة بها 200 دبابة ولم يحدث على مدى التاريخ ان شهدت ساحة معارك استخدام مثل هذا الكم من النيران المضادة للدبابات.

وعلاوة على ذلك، فقد كان قائدو الدبابات الإسرائيلية، الذين اخرجوا رؤوسهم من ابراج دباباتهم للحصول على مدى رؤية افضل، عرضة لنيران مدفعية مصرية كثيفة ولنيران البنادق والرشاشات من جنود المشاة الذين طوقوهم من كل مكان. كان حجم النيران مذهلا ومثيرا لرعب الإسرائيليين، وكذلك بسالة وجرأة المشاة المصريين في مواجهة الدبابات الإسرائيلية المواجهة لهم.

وقد أدى قرار إسرائيل القاضي بعدم تعلية التلال التي اقيمت في سيناء إلى تفاقم الوضع، فقد هيمنت الدبابات وصواريخ «ساجر» والمدفعية المضادة للدبابات الموجودة فوق التلال المصرية الاعلى على التحصينات الإسرائيلية وايضا على منطقة شاسعة تصل إلى ميلين داخل سيناء، وكان لفرق الـ «آر.بي.جي» المصرية المختبئة بخنادق في كل مكان حول القوات الإسرائيلية دور كبير في تقويض الخطة الإسرائيلية بتحيير مسألة ارتفاع التلال من خلال اطلاق نار من مسافات بعيدة من ملاجيء بالحواجز الرملية على بعد ميل من القناة.

المد الكاسح

أما بالنسبة للسلاح الجوي الإسرائيلي الذي علق عليه اليعازر كل آماله، فلم يتمكن من وقف المد المصري الكاسح وبسبب صواريخ سام، لم تتمكن الطائرات من التحليق فوق ساحة المعارك، وقد نفذت الطائرات الإسرائيلية 120 طلعة فوق الجبهة المصرية هذا اليوم، وسقطت منها اربع طائرات لكن بقية الطائرات لم تحقق اي نجاح في مهماتها كان المشاه المصريون عرضة لنيران المدفعية، لكن الإسرائيليين لم يكن لديهم سوى 50 قطعة مدفعية على طول خط الجبهة البالغ مئة ميل.

وكانت هذه القطع تحت نيران مضادة كثيفة، كما لم تكن التحصينات تمثل اي حاجز لاحباط اي هجوم، وكان من السهل على المصريين استغلال المساحات الخالية بينها وتنفيذ العبور ببراعة. يقول المؤلف ان مهمة الدفاع عن جبهة القناة اوكلت بعد ظهر عيد الغفران إلى الكولونيل ريشيف الذي كانت تحت قيادته 91 دبابة تشكل اللواء المتقدم لفرقة سيناء التي يتولى قيادتها الجنرال ميندلر وذلك بالاضافة إلى 450 جنديا في التحصينات الستة عشر على طول خط بارليف.

كانت التحصينات الشمالية الاربعة على القناة مبنية على طول طريق بين القناة نفسها وبحيرة تغطي معظم القطاع وكان هناك تحصين في اقصى الشمال يطلق عليه اسم «اوركال» ونظرا لبعده عن الجبهة فقد تمركز فيه عدد من الدبابات طوال الوقت وعندما نشبت الحرب كانت لدى «أوركال» ثلاث دبابات تم ارسال اثنتين منها إلى التحصينات الأخرى عبر طريق يمر من خلال البحيرة. إلا ان الدبابتين تعرضتا لكمين وتم تدميرهما.

كما تعرضت دبابات إسرائيلية أخرى لنيران الـ «آر.بي.جي» أو لصواريخ «ساجر«، كما تعطلت دبابات أخرى نتيجة لمرورها فوق ألغام مضادة للدبابات زرعها المصريون، بينما تعطلت دبابات عديدة بعد ان دخلت منطقة مستنقعات عميقة.وعند اقتراب غروب الشمس صدرت الأوامر إلى قائد كتيبة الدبابات اللفتنانت كولونيل توف تامير بارسال دبابات إلى حصن يطلق عليه اسم «لاتزانت» الذي انقطعت الاتصالات به.

كان قائد الحصن، ويدعى مولى مالهو قد قتل. وأرسل تامير كل ما تبقى لديه من دبابات مع جنود مشاه، إلا ان هذه القوة تعرضت هي الأخرى لكمين. لم يكن قد مضى على الحرب سوى أربع ساعات ليجد تامير ان كتيبته قد أبيدت بالكامل تقريبا.يقول المؤلف إن حظ الكتيبتين الأخريين على خط المواجهة كان أفضل، ولكن ليس أفضل كثيرا. ففي القطاع الأوسط، حيث كانت تعبر معظم قوات الجيش المصري الثاني، أفادت التقارير ان مجموعة من المشاه المصريين تم رصدهم على بعد ثلاثة أميال شرقي القناة متجهين نحو طريق المدفعية، وتمكنت مجموعة إسرائيلية من وقف تقدمهم.

وفي القطاع الجنوبي حيث تعبر وحدات الجيش الثالث أوقف اللفتنانت ساندروف سرية دباباته على بعد 600 ياردة من حصن «مافزيه»، وراح يمسح بعينيه المنطقة، لم تكن هناك أية قوات مصرية في المكان، ولم تلح أية اشارة لوجود نشاط على التل المصري المواجه. وعندما بدأت السرية تقدمها مرة أخرى، ظهر المصريون حاملين قذائف الـ «آر.بي.جي» من وراء التل الرملي ليشعلوا النار في الدبابة بالمقدمة.

وفي الوقت نفسه أطلقت صواريخ «ساجر» من فوق التل المصري وانطلقت قذائف المدفعية. حاولت دبابة الاقتراب لانقاذ الدبابة المحترقة، لكنها أصيبت بصاروخ «ساجر». عاد السائق بدبابته وقد قتل ثلاثة من أفراد دبابته. وأصيب ساندروف بشظية في عينه، وتراجع وهو يطالب نائبه غور بأن يقوم بمسح المنطقة الواقعة جنوب الحصن بنصف الدبابات، بينما اتجه ساندروف نفسه نحو الشمال بالنصف الآخر.

عندما مر غور بالقرب من حاجز إسرائيل ظهر جندي مصري وأطلق قذيفة «آر.بي.جي» لكنها لم تصب الدبابة التي تقهقرت مسرعة، وعندما لحق بقوة ساندروف سبقه صاروخ منطلق من فوق تل مصري ليصيب دبابة قائد السرية. اندفع غور نحو الدبابة ليجد ساندروف ومساعده وقد لقيا مصرعيهما. كما وجد غور دبابة اخرى على بعد 50 ياردة مصابة وعندما اقترب من قائدها وجده قد قتل.

ويقول المؤلف ان العديد من الدبابات الإسرائيلية دمرها المصريون اما بصواريخ «اجر» أو بقذائف الـ «آر.بي.جي» أو بمرورها فوق ألغام مضادة للدبابات. وقبل غروب الشمس بنحو نصف ساعة تأكد الإسرائيليون على طول خط المواجهة من ان المصريين لا يهاجمون بقوة وشراسة فقط، بل انهم يعتزمون نشر قوات داخل سيناء.

وقد تأكدوا من ذلك عندما رأوا أجزاء من جسر يتم تجميعها في مياه القناة بالقرب من حصن «بركان». حاولت مجموعة دبابات مهاجمة الجسر، إلا انها تعرضت لنيران الـ «آر.بي.جي» و«ساجر» وأصيب العديد منها، وصدرت الأوامر بانسحاب ما تبقى منها. بعد تعرض أعداد كبيرة من الدبابات للتدمير، أدرك قادة سلاح المدرعات الإسرائيلي وجنوده انهم يواجهون نقلة نوعية في طبيعة المعارك، وان هناك شيئا ثوريا يحدث لا يستطيعون التصدي له، شيئا يماثل ظهور المدفع الرشاش واختفاء سلاح الفرسان. فالدبابات التي ظلت لأكثر من نصف قرن السلاح الذي يحسم نتيجة أي معركة، أصبحت الآن صيداً سهلاً، بل اصبح بإمكان جن��ي مشاة عادي ان يدمرها بسهولة.

تحييد الطيران الإسرائيلي

يقول مؤلف الكتاب انه مع الغاء الضربة الوقائية، لم يقم سلاح الطيران الإسرائيلي بأي نشاط يذكر خلال اليوم الاول من القتال.وتركز دوره في حماية الاجواء الإسرائيلية. وبعد ان امضى الميكانيكيون ساعات منذ الصباح في تجهيز الطائرات بالقنابل لشن هجوم على منصات الصواريخ السورية ثم على القواعد الجوية السورية، فقد اصبح يتعين عليهم الآن تفريغ الطائرات من حمولاتها واعدادها مرة اخرى للمعارك الجوية.

وقد صدرت الأوامر لبعض الطيارين بالاقلاع وتفريغ حمولاتهم في البحر حتى يتمكنوا من القيام بسرعة بطلعات جوية. وقد قال بيليد، قائد السلاح الجوي الإسرائيلي، أمام لجنة تحقيق بعد انتهاء الحرب، إن اجراءات روتينية افقدتنا فرصة لتوجيه ضربة كبيرة، فقد حصل جهاز المخابرات العسكرية «أمان» على صور جوية حيوية التقطتها طائرات استطلاع لتحركات القوات المصرية قبل الحرب.

إلا انه لم يحصل على تكبير لهذه الصور إلا بعد اسبوعين. وتظهر الصور لواءات مصرية مدرعة مصطفة بأعداد هائلة بانتظار التحرك نحو الجسور على القناة. وقال لو علم سلاح الطيران الإسرائيلي بهذه الاهداف الثابتة لكان قد الحق ضربة مدمرة بالقوات المصرية.

لم تتمكن القيادة الإسرائيلية من استيعاب الطابع الهائل للهجوم المصري، ولم تتمكن من استيعاب ما يحدث من تدمير شامل لقواتها على امتداد خط القناة. وقد نجح المصريون ببراعة في تحويل خطتهم الهجومية ـ التي تتلخص في عبور القناة ـ إلى معركة دفاعية. وكانت الدبابات الإسرائيلية فريسة سهلة لجنود المشاة المصريين. فقد حاولت الدبابات اقتحام الوحدات المصرية، إلا انها كانت دائماً تتعرض لكمائن من المصريين الذين كانوا يتوقعون منها القيام بهذه المحاولات.

لقد انقلب السحر على الساحر. وادت الأسلحة والتكتيكات المصرية الجديدة إلى تحطيم مفهوم صدمة المدرعات الذي تبنته القيادة الإسرائيلية.وأصبح الموقف خلال الساعات الأولى من الحرب هو صدمة المدرعات الإسرائيلية على ايدي المشاة المصريين. لقد ادى الهجوم المصري المفاجئ إلى إصابة القيادات الإسرائيلية بالشلل، والى إصابة العديد من ضباط جبهة سيناء بصدمة نفسية، لم يتمكنوا من الخروج منها إلا بعد مرور عدة أيام على الحرب، وذلك على حد قول احد كبار الضباط امام لجنة التحقيق الإسرائيلية في هزيمة حرب أكتوبر.

وفي ظل الخسائر الهائلة لسلاح المدرعات الإسرائيلي، أصدر اليعازر في الساعة 30,6 مساء يوم السبت أوامره إلى جونين بإخلاء كل التحصينات على ضفة القناة باستثناء تلك التي تقف في طريق التقدم المصري، أو التي يمكن استخدامها كمراكز مراقبة. كان جونين يتولى قيادة العمليات من مقر المؤخرة على بعد 150 ميلاً من الجبهة، لم يكن يدرك ان العبور المصري يجري على طول خط القناة. وعند منتصف الليل، طلب جونين من اليعازر السماح له بشن هجوم على موقع مصري يقع على بعد نصف ميل شمال حصن «أوركال».

لم يكن جونين يدرك حقيقة ان الطريق المؤدي إلى «أوركال» قد تحول إلى مصيدة موت وقد تم تدمير كل دبابة ذهبت إلى هناك. ولذلك لم يمنح اليعازر تصريحاً لجونين لتنفيذ خطته.وفي الساعة 30,1 من صباح يوم الاحد، وبعد تدمير معظم دبابات فرقة سيناء، التي يقودها الجنرال البرت ميندلر، في الوقت الذي لم تتعرض فيه القوات المصرية لأية اصابات، اعلن جونين ان العبور المصري قد فشل نظرا لانهم لم ينقلوا المدرعات إلى الضفة الشرقية من القناة. ولكن في الواقع فإن عدة مئات من الدبابات المصرية كانت قد عبرت بالفعل القناة، على الرغم من انها لن تدخل ساحة العمليات حتى الصباح.

أوهام القيادة الإسرائيلية

في هذا الصدد كتب الجنرال أفرام أدان قائد سلاح المدرعات فيما بعد يقول: «ان جونين كان يتوصل إلى استنتاجات من دون ان يتشاور مع ضباطه في عملية تقويم الموقف. لقد كان يعتمد على حدسه وعلى تجاربه السابقة مع المصريين، الذين كان يكن لهم العداء والكراهية الشخصية. كما كان مساعدوه يخشون تقديم أية تقارير له خوفاً من ردود أفعاله. ولم يتوجه جونين إلى مقر المقدمة عند أم حصيبة على بعد 30 ميلاً من القناة إلا بحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد، أي بعد مرور 12 ساعة من بدء الحرب».

لم يشارك ميندلر قائد فرقة سيناء الجنرال جونين في أوهامه لكنه لم يتمكن من التوصل إلى الاستنتاجات الضرورية انطلاقاً من الصورة المرسومة أمامه. فقد جلس في مقره هادئاً، وقد تركزت عيناه على خريطة كبيرة معلقة على الجدار يقوم ضباطه بتطوير التغيرات التي تطرأ عليها بين لحظة وأخرى. وبعد أن اصدر اوامره لقادة لواءات الفرقة، وهي أوامر للدفاع أساساً عن خط القناة، لم يصدر بعد ذلك اية تعليمات اخرى، ونادراً ما كان يتحدث عبر شبكة اللاسلكي. وكان ما قاله للجنرال شومرون: «افعل ما في وسعك أن تفعله» هو آخر التعليمات التي تلقاها قائد اللواء في هذا اليوم.

كانت ترتسم على وجه ميندلر ابتسامة مريرة وهو يتطلع إلى الدوائر والأسهم الحمراء التي رسمها مساعدوه على الخريطة والتي تشير إلى توسيع نطاق رؤوس الجسور المصرية وذوبان الوحدات الإسرائيلية. كان ميندلر يختفي لفترات داخل مكتبه، حتى موعد اجتماع كبار ضباط الفرقة. لم تكن لديه صلاحية اصدار أوامر اخلاء التحصينات، لكنه لم يطلب هذه الصلاحية عن القيادة العليا.

ولم تفهم الوحدات الموجودة في التحصينات على طول خط بارليف سبب مطالبتها بالبقاء في هذه التحصينات في الوقت الذي اصبح الموقف ميئوساً منه. وبدا واضحاً لهم ان التحصينات اصبحت بمثابة شراك يتعين الهروب منها، وليست نقاطاً مهمة يتعين الدفاع عنها. لكن جونين كان يعتزم استعادة شريط المياه وعبور القناة ولم يكن راغباً في التخلي عن النقاط الواقعة تحت سيطرته.

وقد اثبت قرار عدم اجلاء التحصينات انه تحول إلى كارثة على التحصينات وعلى الدبابات التي حاولت حمايتها. وفي بعض التحصينات تم القضاء على معظم الجنود، ولم يتبق سوى افراد الخدمة، وليس أفراداً مقاتلين. وقد ناشدوا افراد الدبابات الذين وصلوا إليهم ان يخرجوهم من هذه المقابر، وتم نقل طلبهم إلى القيادة، لكن الرد كان سلبياً.

وأعطى الظلام غطاء لصائدي الدبابات المصريين الذين كانوا يغطون كل الطرق المؤدية إلى التحصينات وتمكن هؤلاء من تدمير عشرات الدبابات أو تعطيلها وإصابة كل أفرادها

المصدر
 
بارك الله فيك اخينا حماده....... لقد سطر رجال المشاه ملاحم بدمائهم فى تلك الحرب العظيمة
 
ممتاز استاذي العزيز معلومات جد قيمة .سؤال استاذ ادا سمحت تمت الاشارة الي قوات الصاعقة . فمجرد الاسم يتضح مدي قوتها هل من بطاقة تعريفية لها ? هل هي قوات خاصة ? ام يعني كل شئ عنها ? استاذي الغالي شكرا لك والف تحية .
 
ممتاز استاذي العزيز معلومات جد قيمة .سؤال استاذ ادا سمحت تمت الاشارة الي قوات الصاعقة . فمجرد الاسم يتضح مدي قوتها هل من بطاقة تعريفية لها ? هل هي قوات خاصة ? ام يعني كل شئ عنها ? استاذي الغالي شكرا لك والف تحية .

اخي العزيز ......اهلا بك

طبعا طلباتك بالنسبه لي اوامر لا ترد .......فانا اعتز بصداقتك

وقد بحثت لك عن مقاله توضح مفهوم القوات الخاصه .....فلم اجد افضل من هذه

القوات الخاصة هي قوات تختلف كلياً عن القوات التقليدية للأفرع الرئيسية للقوات المسلحة مثل البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي، سواء في التنظيم أو التسليح أو التدريب أو غير ذلك، وقد اتفق على أن تكون هذه القوات هي الصاعقة بمسمياتها المختلفة في كافة جيوش العالم مثل الصاعقة Ragnersفي الولايات المتحدة ومصر وغيرهما، ومثل الكوماندوز Commandos الموجودة في معظم الدول المتحدثة بالإنجليزية والتي يطلق عليها دول الأنجلوفون وهي بريطانية الأساس، وكذا نظام المغاوير الموجود حالياً في معظم الدول العربية المتواجدة في المسرح الآسيوي مثل سوريا والعراق ولبنان والأردن وغيرهم. وغالباً ما تخضع مسميات هذه الوحدات للتاريخ الثقافي للبلد التابعة له وارتباطها الثقافي بدول الاستعمار السابق أو الولاية أو الوصاية أوغير ذلك، فقد تكون المغاوير السورية مثلاً مطعَّمة ببعض المفاهيم الخاصة بالصاعقة الأمريكية أو المصرية، وقد تكون المغاوير أو الكوماندوز الإسرائيلية مطعَّمة ببعض المفاهيم الغربية، مثل الصاعقة الأمريكية والألمانية والبريطانية والفرنسية، وأيضاً من الشرق سواء في روسيا أو دول شرق أوروبا، وهكذا فإن كل ذلك يرتبط بأشياء عديدة مثل الفلسفات أو السياسات أو الاستراتيجيات العسكرية للدولة والمرتبطة بعناصر قوتها الشاملة والعدائيات المحيطة بها، وكذا بطبيعة مسارح العمليات أو الحرب المنتظر العمل عليها، وكذا القوات الصديقة التي قد تتعاون معها سواء في الأحلاف أو التجمعات أوغيرها .. وهكذا.
وقد تكون القوات الخاصة هي قوات مستحدثة، مثل قوات الرد السريع الأوروبية أو الانتشار السريع الأمريكية والروسية أو مقاومة الإرهاب والتجسس، وكذا قوات مستحدثة تماماً مثل قوات حفظ السلام الدولية وقوات الإغاثة وتوصيل المساعدات الإنسانية وغيرها. وهناك أيضاً في عديد من الدول بعض القوات التي تختلف في سياقها العام عن القوات التقليدية، مثل: قوات الحرس الوطني أو حرس الحدود والسواحل أو الدفاع الشعبي أوحماية الشعب أو الأهداف الحيوية، سواء أكانت من القوات المسلحة أم الشرطة أم غيرهما. وعموماً فإن وصف القوات الخاصة ينطبق على القوات التي تنفذ مهامها إما من خلال أعمال الإغارات أو الكمائن، مثل الصاعقة وقوات الإبرار الجوي والصاعقة البحرية والمارينز وغير ذلك، فضلاً عن بعض المهام الأخرى التي يمكن إنجازها بواسطة الإبرار الجوي، مثل تأمين المطارات والموانئ وتقاطعات الطرق والمناطق الحيوية الهامة في العمق المعادي .. وهكذا.
ويجب أن يكون واضحاً أن مهام القوات الخاصة برغم صعوبتها وأهميتها الشديدة لن تكون لها آثار جيدة لو لم يتم الاستفادة الفورية منها من جانب القوات الأكبر في ميدان العمليات، سواء أكانت تلك المهام فورية أم في غضون عدة ساعات أم بحد أقصى 48 ساعة، باعتبار أن تلك القوات ليست لديها القدرة على الاحتفاظ والتمسك بالأراضي التي تم الحصول عليها.
ويمكننا تعريف القوات الخاصة الأساسية وهي قوات الصاعقة (باعتبار أن باقي الأنواع يمكن أن تقوم بمهامها قوات أخرى بكفاءة أقل، في حين أن الصاعقة يستحيل على غيرها تنفيذ مهامها) بأنها: "قوات خاصة من القوات المسلحة النظامية يتميزون بإمكاناتهم العالية جداً في تنفيذ الأعمال القتالية الجريئة ذات الطابع الفدائي، ضد أهداف العدو الحيوية في العمق، بهدف إرباك قياداته وقواته وإفقادها السيطرة، لتوفير أنسب الظروف لعمل القوات الرئيسية في الميدان، لتحقيق أهدافها العسكرية في النهاية بأكبر نجاح وأقل خسائر ممكنة".
ب أنواع القوات الخاصة:
يمكن تقسيم القوات الخاصة إلى أربع مجموعات تتشابه عناصر كل مجموعة مع بعضها وتتحد في أقل قدر ممكن من الاختلاف، مع ملاحظة أنه يمكن إضافة أنواع جديدة إليها أو إلغاء بعضها كلما دخلت على منظومة الحرب مدخلات جديدة تتمثل في نظم دولية جديدة أو فلسفات جديدة أو استراتيجيات جديدة أو تحالفات جديدة .. وهكذا، وهذه المجموعات هي:
(1) المجموعة الأولى:
هي مجموعة الصاعقة، والكوماندوز، والرينجرز، والمغاوير، وقد تحدثنا عنها في الجزء السابق.
(2) المجموعة الثانية:
هي مجموعة قوات المظلات، والإبرار الجوي، والإنزال الجوي، والاقتحام الجوي، وهي جميعاً تتشابه تقريباً في وسائل النقل جواً سواء أكانت طائرات مواصلات عسكرية أم مدنية أم مروحيات أم حوامات (هليوكبترات)، وغالباً ما تكون مسلحة بأسلحة للدفاع عن نفسها، فضلاً عن بعض الصواريخ المضادة للدبابات لضرب أي مركبات معادية أو دبابات تكون في منطقة الإبرار الجوي المحددة.
والمفهوم هنا أن تسمية مظلات أو Para troopers هي تسمية قديمة وكلاسيكية، واستخدامها أصبح محدوداً للغاية الآن، فضلاً عن استخدامها كرياضة ترويحية حالية دخلت في اتحادات كثيرة من جانب الدول المعنية بها. أما الإبرار والاقتحام فهما عادة مايتمان من خلال المروحيات. وفي الحالة الأولى لا يتوقع وجود العدو، أما في الثانية فعادة ما يكون متوقعاً الإبرار مع وجود العدو، لذا سمي اقتحاماً، مما يستلزم إجراءات إضافية عديدة. أما الإنزال فهو ما يتم في المطارات وأراضي الخصم بعد الاستيلاء عليها وتأمينها من جانب قواتنا، لذا يتم الإنزال بها للقوات الخاصة بالأنساق الثانية والاحتياطيات وبعض أنساق مراكز القيادة المختلفة وغيرها، وهو ما حدث على نحو مشابه في عمليات "أوفر لورد" أو إنزال نورماندي في نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تم إنزال جيش تقريباً من قوات المظلات في المطارات وتقاطعات الطرق الهامة في وسط أوروبا لعزل فرق البانزر الألمانية عن دعم القوات المدافعة على الحائط الغربي لأوروبا في مواجهة الجزيرة البريطانية، وجدير بالذكر هنا أنه قد استخدمت كل أنواع الطائرات العسكرية والمدنية في ذلك بما فيها الشراعيات.
(3)المجموعة الثالثة:
هي قوات الانتشار السريع، والرد السريع، والمارينز، والبرمائيات المختلفة، والضفادع البشرية (Frogs)، وهي مجموعة تقوم بعمليات خاصة على المستوى الاستراتيجي، ولكنها قد تتحد مع قوات المعركة المشتركة في بعض المفردات، مثل قوات الانتشار السريع والرد السريع، حيث الاختلاف هنا في المهام أكثر منه في التنظيم، أما المارينز والبرمائيات والضفادع فغالباً ما تعمل مع القوات البحرية للدول. وقوات الانتشار هي فلسفة عسكرية لجأت إليها الدول العظمى لتخفيض نفقاتها العسكرية من خلال إغلاق عديد من قواعدها العسكرية الخارجية في مسارح ما وراء البحار، وعادةً ما تكون مقدمة للقوات التقليدية للتواجد في مسرح الأزمة في وقت مبكر لتأمين واستقبال القوات الرئيسية وتهيئة أنسب الظروف العسكرية لعملها بطريقة آمنة، مثل عمليات عاصفة الصحراء وعملية أفغانستان وغيرهما. هذا وقد وضعت الولايات المتحدة فترة 96 ساعة لوصول لواء لمنطقة الأزمة، واثني عشر يوماً لوصول فرقة، وثلاثين يوماً لوصول فرقتين ميكانيكيتين أومدرعتين، وفيلق بالكامل في حدود 75 يوما. أما قوات الرد السريع فهي قوات أوروبية تسمى ب European Rapid Reaction Force. وقد أنشئت أساساً لتأمين غرب أوروبا عقب انتهاء الحرب الباردة بين العملاقين، وهي تقوم بتنفيذ الضربة الأولى لمساعدة قوات الانتشار السريع في الفتح الاستراتيجي في منطقة الأزمة الأوروبية. وقد شكلت كل من فرنسا وألمانيا مؤخراً فيلقاً أوروبياً أطلق على مقدمته قوات الرد السريع وهو مكوّن من حوالي 60 ألف رجل، سوف تتسع بعد ذلك لتعمل خارج نطاق الأطلسي لتلبية المطالب الأوروبية فقط بعيداً عن مفاهيم الأطلسي "الناتو". وما هو جدير بالذكر ذلك الحجم الهائل من القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في أعالي البحار قبيل وبعد الحرب العالمية الثانية، والتي دعتها إلى التوصل إلى مفهوم قوات الانتشار السريع، حيث كان لديها عدد 152 قاعدة في أماكن مختلفة، فضلاً عن 637 ألف جندي أكثر من نصفهم كان في أوروبا، و 580 ألف مدني يعملون في تلك القواعد، وكل من قوات الانتشار والرد السريع هي حالة وسط بين العمليات التقليدية المشتركة والعمليات الخاصة.
(4) المجموعة الرابعة:
هي قوات الفدائيين من الميليشيات شبه العسكرية والمرتزقة والمافيا المحلية والعالمية وقوات مكافحة الإرهاب، ويحسن بنا أن نبدأ في هذه الحالة بقوات مكافحة الإرهاب، فهي قوات خاصة من حيث مهامها وتسليحها ومعداتها، ولكنها لا ترقى لمستوى القوات الخاصة العسكرية التقليدية، فهي عادة ماتكون من الشرطة لمكافحة الإرهاب والشغب الداخلي مثل: خطف الطائرات والسفن وتفجير الشحنات الناسفة في أماكن تجمع الجماهير، والاستيلاء وحجز الرهائن. وقد تشترك القوات العسكرية مع الشرطة في عمليات المكافحة إذا زادت عن نطاق الشرطة كما ونوعاً من خلال مراكز إدارة الأزمات. والمعروف أن مصر لديها وحدة عسكرية خاصة لهذا الغرض سبق لها تأدية مهام عديدة بنجاح.
والمرتزقة كما يطلق عليها هي جيوش تحت الطلب، وهم مقاتلون محترفون عادة مايكونوا مُسرَّحين من الخدمة العسكرية ضباط أو رتب أخرى، حيث يقومون بالقتال لصالح من يدفع لهم، وهذا هو ولاؤهم الوحيد، ومن خلال ذلك يتخطون الشرعية والقانون وقواعد القتال الأخلاقية والعدالة وغير ذلك. وقد بدأت تلك العمليات بالأفراد ثم بالجماعات حتى أصبحت لهم شركات ومؤسسات تقوم بتنظيم أعمالهم تحت مسميات عديدة منها: الأمن، أو حراسة الشخصيات، وغير ذلك.
والفدائيون هم فئة غالباً ما يكون لهم قضية يدافعون عنها، وقد يطلق عليهم البعض إرهابيين، كما تطلق إسرائيل على عناصر حزب الله وحماس والجهاد وغيرها، في حين أنهم يقومون ويمارسون حق المقاومة الطبيعية للاحتلال العسكري.
أما المافيا أو الجريمة المنظمة فلها أهداف جنائية وسياسية وغيرها، اتخذت أبعاداً محلية وإقليمية وعالمية، وهي عادة بؤر لتجميع الخارجين عن القانون، ومن باعوا مبادئهم تحت مسمى التجارة والتنمية، ولدينا تعريفات وتطبيقات تفصيلية على هذا التصنيف، ولكن المساحة لا تسمح هنا بذلك حتى لا تغطي على الموضوع الأصلي للمقالة وهو العمليات الخاصة والتقليدية وعلاقتها بالقتال في المناطق الجبلية بمناسبة الحرب في أفغانستان.
ح خصائص المناطق الجبلية وتداعياتها على العمليات العسكرية:
من أهم خصائص المناطق الجبلية من المنظور التعبوي الاستراتيجي ما يلي:
(1) تتسم الجبال المرتفعة لأكثر من 2000 متر بالطبيعة الصخرية ذات الميول الحادة العمودية غالباً، وهي شديدة الانحدار وبها مساحات ثلجية ومائية باردة جداً، مما يؤدي إلي تقييد استخدام التشكيلات والوحدات التقليدية، ولعل عديد من الدول قد أنشأ وحدات جبلية خلافاً للقوات الخاصة المعروفة، نطاق عملها هو المناطق الجبلية فحسب، مثل إيران التي لديها عديد من تلك التشكيلات واللواءات المستقلة. وتُعدُّ أخطر العوامل في المناطق الجبلية هي الميول الحادة والقطاعات المحدودة الاتساع الصعبة الاختراق، وقلة وجود مطارات وشبكات طرق جيدة ومستوية ومستقيمة، فضلاً عن وجود مناطق ميتة وطرق اقتراب خفية مع صعوبة التوجيه، واحتمال وجود انهيارات جبلية وثلجية، مع وجود تقلبات عديدة في الطقس وضغوط جوية مختلفة، ودرجات حرارة متعددة، ودوامات هوائية صاعدة، وقيود على استخدام الأجهزة اللاسلكية عبر الجبال، ووجود المنعطفات الخطرة التي تصلح لأعمال الكمائن والنسف وغيرها، وبالتالي تصعب المناورة والتعاون بين القوات العاملة.
(2) تغيُّر وتقلب الطقس بشكل خطير على مدى أيام السنة ووفقاً للارتفاع، مما يتطلب إعداداً جيداً للقوات والمعدات، وقد يصل الأمر إلى تغير البرودة إلى الحرارة الشديدة في اليوم الواحد مما يؤثر على الصحة العامة للجنود، وهناك ما يسمى بأمراض الجبال عند ارتفاعات لأكثر من 2000 متر مثل الإرهاق الشديد والحموضة الشديدة في المعدة وأكثر المتعرضين هم السائقين لكل المركبات والدبابات.
(3) تنفذ أعمال القتال في الجبال على مواجهات واسعة وعلى اتجاهات منفصلة ومنعزلة تماماً، مع أهمية تأمين التقاطعات والمناطق الهامة مثل الممرات والمضائق، ومن ثم سوف تقل معدلات القتال اليومية إلى درجة أنه يمكن أن تصل إلى 1 2 كم في اليوم فقط في العمليات الهجومية، ويؤثر العدو وتشكيل القوات وطبيعة الجبل على المهام والقدرات الفنية والمادية المتوفرة، مما سوف يجعل القوات تقوم بالقتال بجزء منها والجزء الآخر يخصص للتعاون والاتصال مع القوات المجاورة، وتظهر هنا أهمية أعمال التطويق والالتفاف واستخدام القوات الجوية بطرق خاصة، ويجب أن يتحرر الفكر العسكري في المناطق الجبلية من القواعد العسكرية الجامدة، وجدير بالذكر أن المروحيات تصل حمولاتها إلى النصف وأقل حتى الربع كلما زاد ارتفاع الجبل عن سطح البحر.
(4) تقل القدرات الفنية للدبابات والمركبات كلما زادت الارتفاعات، فكل 1 كم ارتفاع يؤدي إلى فقد حوالي 7 8% من قدرة المحرك والعربات 50%، ولعل أخطر مناطق عمل الدبابات هي المضايق ومناطق السيول وذوبان الثلوج وعند سقوط الأمطار الغزيرة، حيث يمكن لكل ذلك تدمير الطرق والكباري والدعامات والجسور وما إلى غير ذلك، وتتأثر الأجهزة اللاسلكية بشكل خطير في المناطق الجبلية، مما يتطلب استخدام أجهزة خاصة ووسائل إعادة الإذاعة في نقاط محددة، مع استخدام المروحيات في حمل محطات الإذاعة اللاسلكية، وللكاتب تجربة شخصية في ذلك.
إبحار سريع في مسرح الحرب الجبلي في أفغانستان
أفغانستان دولة آسيوية حبيسة لا تطل على أي نوع من المسطحات المائية، فضلاً عن أنها تقع بين ست دول هي من الشمال في اتجاه عكس عقارب الساعة: الصين طاجيكستان أوزبكستان تركمانستان، ومن الغرب: إيران، وباكستان من الجنوب والشرق. تكوِّن الجبال 75% من مساحتها التي تبلغ 652ر. مليون كم2، وبها ممر خيبر الاسراتيجي الذي يعتبر البوابة الحقيقية للهند وروسيا في الوقت نفسه، وتقع في الوسط بالنسبة لباكستان والهند شرقاً، والعالم الفارسي غرباً، والعالم التركي القديم شمالاً، ولذا فقد جعل ذلك منها معبراً ومستقراً لغزوات عديدة عبر التاريخ والحاضر، أي أن تاريخها هو مزيج من الاجتياح والحروب وثورات القبائل والقلاقل والتنافس العشائري والازدهار المؤقت، ثم تخريب ودمار في دورة لا تكاد تنتهي.
وتشكل أفغانستان حوالي ثلث مساحة المملكة العربية السعودية وتكاد تساويها في تعداد السكان، وتتكون من سلسلة جبال هندوكوش المرتفعة التي تبلغ 7486 متراً في الشمال الشرقي من البلاد، ومن الوسط هضبة كبيرة قطعتها أودية نهرية منها ما يتجه إلى السند وهو نهر كابول الذي يدخل باكستان عند نهر ممر خيبر ونهر هلماند الذي يصب في بحيرة مشتركة بين أفغانستان وإيران وهي بحيرة سيستان الداخلية، وتقع كابول العاصمة على ارتفاع حوالي 1800 متر من سطح البحر.
مناخها قاري قارس البرد ممطر شتاءً، وصيفها جاف حار، والحشائش هي الغطاء النباتي هناك، والغابات على السفوح الجبلية، والأعشاب في الجنوب، وينتشر الرعي المتحرك خلف المياه صيفاً تجاه سفوح الجبال وجنوباً في الخريف إلى المناطق الدفيئة وطوال الشتاء.
ويبلغ عدد السكان حوالي 25 مليون نسمة، منهم حوالي 4 ملايين لاجئ لإيران وباكستان وباقي دول العالم، 21% من السكان في المدن والباقي في الريف والعشائر، مما يؤكد التراكيب القبلية والعشائرية في الحياة والاقتصاد الأفغاني، واللغات هي المجموعة الهندية الأوروبية وهي حوالي 90% من السكان، والمجموعة التركية 10%، ويعد الولاء للقبيلة هو رقم واحد والمواطنة العامة رقم (2) ويؤثر الدين بشدة على اتجاهات السكان ومعتقداتهم واقتصادهم واجتماعياتهم.

وحتى تكتمل الصورة العامة، فإن الدخل القومي 3 بلايين دولار، ومتوسط دخل الفرد 200 دولار، وأهم الموارد هي: الغاز الطبيعي والبترول والمعادن (الفحم النحاس النيكل الكبريت الرصاص الزنك الحديد الأحجار الكريمة).
والمعروف أن دراسة مسرح الحرب تعتمد على دراسة العناصر التالية: العدائيات القوات المسلحة القوات الصديقة مسارح العمليات والاتجاهات التعبوية الطقس، وحيث إننا تعرضنا لبعض منها في النقطة السابقة المتعلقة بالخصائص العامة للمناطق الجبلية وتأثيرها على العمليات العسكرية، فسوف نكتفي بذلك في هذا الجزء من المقالة.
وطبقاً للعرض السابق، فمن المفترض أن تواجه الحملة العسكرية في أفغانستان صعوبات جمة، سيما في حالة الإصرار على العثور على أسامة بن لادن وقيادات طالبان والقاعدة، حيث إن الجبال متراصة ومتصلة وشاهقة ومختلفة وكل منها يصلح لأن يكون مخبأً أو ملاذاً آمناً حتى من القنابل النووية نفسها، حيث لا يصلح هنا سوى الغازات الحربية التي تستطيع التسلل إلى كل جزء من الأرض بشرط أنها سوف تقضي على كل مظاهر الحياة في هذه المنطقة، مما دفعنا للاعتقاد بأن أسلوب القوات الخاصة هو أفضل آلية للتعامل مع الأزمة.
الخصائص والمبادئ العامة للعمليات البرية المشتركة وصلاحيتها للعمل في المسارح الجبلية
طبقاً لنتائج ودروس الحروب السابقة والمتغيرات الجديدة التي طرأت على المعادلة العسكرية القديمة، والتي يمكن أن تطرأ مستقبلاً على ضوء الممارسات الحالية في الصراع العسكري بين الأطراف المتنازعة، فإن طبيعة العمليات العسكرية الحديثة تتصف بالخصائص التالية:
1 التأثير المتعاظم للتقانة العسكرية:
وهي مسألة مرتبطة بكشف وتحديد الأهداف المعادية على مسافات كبيرة عن ذي قبل وبدقة أكبر، فضلاً عن تغير الموقف بشكل حاد نتيجة لذلك في ميدان العمليات، وكذا الزيادة التدميرية في قدرات الأسلحة المختلفة وذاتية التوجيه والبحث عن الأهداف، مما أوجد تداخلاً عاماً بين مستويات الحرب الاستراتيجية والتعبوية والتكتيكية، فضلاً عن خفة الحركة عبر الأراضي والأجواء والبحار، مما أدى إلي ضغط العلاقة بين الوقت والمسافة، إضافة إلى التطور العام في وسائل الاتصال المحلي والدولي لنشر تفصيلات الموقف، مما جعل القتال يتم مكشوفاً في معظم الحالات كل أمام الآخر، ومن كل هذا يتضح أن المناطق الجبلية ستكون عائقاً كبيراً في معظم النقاط السابقة.
2 تعاظم البعد الجو فضائي:
مثل أعمال المناورة الجوية عبر أو فوق مسرح العمليات، سواء بالقوات الجوية من المقاتلات والمقاتلات القاذفة والقاذفات أو من خلال المروحيات التي تحمل القوات المنقولة جواً أو الاحتياطيات المضادة للدبابات المعادية، وكذا أعمال الحرب الإلكترونية ونظم إطلاق الصواريخ وغيرها، وكل ذلك سوف يضمن إلى حد كبير لمالك هذه الأنظمة النجاح في العملية العسكرية، ويتضح من ذلك أن الجبال، سيما الشاهقة الارتفاع منها، سوف تقف حائلاً ضد نجاح معظم تلك الخصائص، وكما قلنا من قبل فإن الحمولات للمروحيات قد تصل إلى الربع طبقاً لارتفاع المنطقة مما سيؤثر سلباً على إمكانات نجاح العملية فضلاً عن تعقيدها وتكلفتها، وهكذا.
3 إدارة العمليات على مواجهات واسعة ولأعماق بعيدة:
لاشك أن ذلك يؤثر بشكل واضح على إمكان تنفيذ المناورة وخفة الحركة التي ترتبط إلى حد كبير باتساع وانفتاح وانبساط الأرض، وكذا توافر الطرق والمحاور اللازمة لتحقيق المناورة وخفة الحركة، فضلاً عن ضرورة إشراك قوات ضخمة لتحقيق تلك الخاصية، وأن المناطق الجبلية سوف تحقق مزيداً من الانعزالية وليس مزيداً من التعاون والتنسيق والاتصال.
4. وسوف نسرد باقي هذه الخصائص دون شرح تأثرها بالمناطق الجبلية، وسوف نترك للقارئ الكريم استنتاجها على النحو السابق نفسه وهي:
أ القدرة العالية على المناورة وديناميكية القتال: [URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_R.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_R.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_R.GIF"][/URL][/URL][/URL]الجبال تحقق الاستاتيكية أكثر[URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_L.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_L.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_L.GIF"][/URL][/URL][/URL].
ب زيادة الإجهاد ومتطلبات التأمين: [URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_R.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_R.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_R.GIF"][/URL][/URL][/URL]الجبال تزيد من الإجهاد المفترض[URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_L.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_L.GIF"][URL="http://www.kkmaq.gov.sa/Images/BRAKET_L.GIF"][/URL][/URL][/URL].
ج السعي لتحقيق أهداف حاسمة: لا تتحقق إلا باحتلال أعلى القمم الجبلية.
5 ونخلص من هذه المسألة إلى أن نظم العمل القتالي من خلال مفهوم معركة الأسلحة المشتركة لكافة أفرع وأنواع القوات المسلحة، والتي تتم بشكل معقد وتراكمي، سوف تقف حائلاً ضد العمل في المناطق الجبلية والتي تحتاج في الأساس إلى رجال لديهم لياقة بدنية وقوة تحمل عالية وتم تدريبهم عليها زمناً طويلاً سابقاً، هذا فضلاً عن أن هذا الأسلوب يتطلب جهوداً هائلة من القوات المسلحة التقليدية والتي يمكن في النهاية أن تصاب بخيبة أمل كبيرة من عدم تحقيق النجاح المطلوب والمنتظر منها ومن تكاليف عملها، في حين أن القوات الخاصة من خلال مفهوم مبسط ومرن يمكنها العمل بكفاءة عالية من خلال تعاونها مع أجهزة الاستخبارات المختلفة لتحقيق الأهداف المطلوبة منها.
6 ولعل من أهم خصائص ومميزات المناطقة الجبلية، أنه يمكن للمهاجم فيها أن يحقق المفاجأة دائماً بسبب ما توفره الجبال من ساتر دائم لتلك القوات، وتُعدُّ المناطق الجبلية في جانب المدافع أكثر بكثير من جانب المهاجم، حيث يمكن للمدافع تحقيق معظم تلك الخواص مع استخدامه لأحجام صغيرة من القوات في ظل مبدأ استخدام الموانع واستغلال عامل الأرض والطقس والإجهاد ضد المهاجم، ورغم أن الجبال توفّر ساتراً للمهاجم، سيما للقاذفات المقاتلة أو أعمال المفارز القائمة بالتطويق أو الالتفاف، إلا أنها تعمل ضد عمليات اقتراب تلك القاذفات ويمكنها أن تحدث فيها خسائر اصطدام كبيرة.
الخلاصة:
ولعلنا في نهاية هذه المقالة يجب أن نعترف أن التاريخ العسكري القديم والحديث لم ينبأنا عن نجاح يعتد به للقوات المشتركة التقليدية عند قيامها بالعمليات الهجومية في المسارح الجبلية التامة، و لنا في ذلك أمثلة عديدة نذكر منها:
1 العمليات الألمانية ضد الجبهة الروسية في الحروب العالمية، عندما ضاعت قوات هتلر في متاهة الطقس البارد الثلجي الردئ لتلك الجبهة وحقق الجيش السوفيتي انتصاراً كبيراً عليها في سان بطرس بيرج قبل أن تصل تلك القوات لموسكو، والتي تم تغيير اسمها بعد ذلك إلى ليننجراد نسبة للقائد السوفيتي لينين، وكذا في كل من كييف ومنسك وغيرهما، مثل عمليات غزو فرنسا للنرويج في العصور النابليونية، وكذا الحروب التركية الروسية في استانبول والبحر الأسود وشبه جزيرة القرم.
2 أن كل العمليات العسكرية الكبرى التي تمت ضد السوفييت في أفغانستان عقب غزوها من 1980 1988م كانت كلها لصالح ا الجماعات الأفغانية، ولم ينقذ الهيبة السوفيتية من تلك الهزيمة العسكرية الكاملة سوى الصفقة الأمريكية في نهاية الحرب الباردة معها لتركها كوبا في مقابل رفع أمريكا يدها عن مساعدة طالبان ضدها هناك، كما أن كل العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة على سبيل المثال ضد فيتنام الشمالية في الفترة من 1965 1972م كانت كلها فاشلة ضد عدو يدافع جيداً في تلك الغابات والمستنقعات ويعلم جيداً كيف يقاتل فيها، وقد قامت القوات الأمريكية هناك بتنفيذ ستين عملية على مستوى الفرقة وثلاث عمليات على مستوى الفيلق ضد الشيوعيين هناك دون جدوى، وانتهى بهم الأمر هناك إلى هزيمة عسكرية كاملة، هذا فضلاً عما لاقاه الفرنسيون هناك من قبل الولايات المتحدة قبل أن يتركوا لها المنطقة على يد القائد الفيتنامي الجنرال (جياب) ذي المهارة العسكرية والمبادأة العالية، وكان أخطر تلك الموقعات ضد الفرنسيين هي موقعة ديان بيان فو الشهيرة بمعركة قلعة ديان بيان فو التي قضت على آمال العسكرية الفرنسية هناك تماماً.
ونخلص في نهاية هذه المقالة إلى أن النجاح عادة ما يكون في جانب المدافعين في المناطق الجبلية وبأقل قدر ممكن من القوات والمعدات وبأكبر قدر ممكن من الخسائر للطرف المهاجم، ولعل استطالة فترات الدفاع ضد المهاجم تقتل تماماً الروح المعنوية له وتخرجه مهزوماً، ومن هنا كانت التوقعات والتوصيات للقوات الأمريكية عند العمل في أفغانستان تركز على أهمية استخدام القوات الخاصة دون غيرها مع ضرورة الاستفادة الكاملة من كافة المعلومات التي تتيحها أجهزة الاستخبارات المختلفة، بما يمكّن من تنفيذ المهمة بأقل قوات ممكنة وبأكبر خسائر ممكنة للجانب الآخر وفي أقل وقت ممكن، وهذا ما حدث تماماً حتى الآن في أفغانستان عندما اتجه السيناريو المستخدم لهذه المبادئ العامة، ولعلنا يجب أن نستفيد تماماً من هذه العملية سيما من نتائجها ودروسها العسكرية حتى تستفيد منها قواتنا المسلحة مستقبلاً تخطيطاً وتنظيماً وتنفيذاً، هذا فضلاً عن الكوادر السياسية بطبيعة الحال، والتي تأتي استفادتها هنا أقل من الكوادر العسكرية،

فارجو ان تكون المقاله قد اجابت عن تساؤلك
 
التعديل الأخير:
أولا اهلا وسهلا بيك أخي العزيز .
الحقيقة الموضوع يوضح بشكل جيد مدى " ذكاء و حكمة " الفريق سعد الدين الشاذلي كمخطط حربي من الطراز العالي ولا ننسى شجاعة الجنود الابطال الذين قاموا بالعملية بغض النظر عن الاسلحة المستعملة كان اهم شيئ هو المستعمل وقد نجح الجنود المصرين في إستخدامها بشكل ممتاز .
 
العبور تاريخ يدرس لكل من يحتقر ويقلل من القدرات العربية
العسكريـــــــة - ماينقصنا القليل من الالتحام والتعاون الأيجابي
بين دولنا العربية حينها تعود امجاد _ الله اكبر من جديد

الله يحييك اخوي القدير حمادة ومرحبا بك بين اخوانك
 
شكرا للاخوه الاعزاء الافاضل

ردكراش

اف 15

جندي مهمات

علي التفاعل
 
ممتاز استادي الكبير الان تكونت لدي فكرة كاملة عن قوات الصاعقة المصرية لعمري انها اسم علي مسمي . بل نهلت من ردك استادي معلومات شافية عن القوات الخاصة بصفة عامة .مجهود كبير مشكور عليه استاذي واخي العزيز فكما تقولون قد كفيت ووفيت الف تحية والف شكر وتقدير .
 
أولا اهلا وسهلا بيك أخي العزيز .
الحقيقة الموضوع يوضح بشكل جيد مدى " ذكاء و حكمة " الفريق سعد الدين الشاذلي كمخطط حربي من الطراز العالي ولا ننسى شجاعة الجنود الابطال الذين قاموا بالعملية بغض النظر عن الاسلحة المستعملة كان اهم شيئ هو المستعمل وقد نجح الجنود المصرين في إستخدامها بشكل ممتاز .


الجيش المصرى كان كله ابطال وكان كلهم مخططين جيدين ومش بس الجيش المصرى دا كان يعتبر جيش عربى استطاع الجندى العراقى والجزائرى والليبى والسودانى واى دوله كويسه اشتركت فى الحرب قدرنا اننا نكسر مقاديف الاسرائيلين فى الحرب دى والجيش الذى لايقهر
 
رد: صواريخ ساجر تصطاد الدبابات الاسرائيليه

موضوع اقل ما يقال عنه انه اكثر من رائع
مشكور على المجهود والمعلومات
 
عودة
أعلى