تغيرت موازين القوى في العالم, فقد ظهر لاعبين جدد, كما ان هناك لاعبين قدامى لكن ازدادت قوتهم. و كل لاعب تعمل على الدفاع عن نفسه و اراضيه و الوقوف في وجه التدخلات الاجنبية
ففي الوقت الذي تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتخفيض ميزانيتها العسكرية, تعمل الدول المنافسة لها و حلفائهم على الرفع في ميزانياتها و تقوي قدراتها العسكرية بهدف فرض هيمنتها و كلمتها في اقاليمها و ما وراء ذلك.
ففي الامد البعيد, تستطيع هذه الدول الحاق اضرار للولايات المتحدة الامريكية اذا عجز الرئيس و الكونجرس على ايجاد حلول لمشاكلهم الاقتصادية, ففي القارة الاسيوية, تحتل كل من الصين و الهند و اليابان صدارة الدول الاكثر انفاقا على السلاح حيث تختار هذه الدول الاسلحة الاكثر تطورا و الاحدث.
اما في الشرق الاوسط, فقد احتلت المملكة العربية السعودية و العراق صدارة الدول الاكثر انفاقا على السلاح في الشرق الاوسط, في حين ان القوى التقليدية في المنطقة كمصر و ايران منشغلة في مشاكلها الداخلية.
و في شمال افريقيا, احتلت الجزائر صدارة الدول الاكثر انفاقا على السلاح , مع انها ليست بالقوة الكبيرة الا انها انفقت مبالغ ضخمة مكنها من تصدر منطقة شمال افريقيا
نفس الشيئ بالنسبة لروسيا , فتحت حكم فلاديمير بوتين اتجهت روسيا الى تقوية جيشها كما و نوعا بالرغم من انه لم يتم مراقبة قدراتها العسكرية الفعلية منذ الحرب الباردة
و فيما يلي الدول السبع المعنية :
الصين :
يعتبر انفاق الجيش الصيني على السلاح الاكبر على الاطلاق, فمنذ العقود الاخيرة تطورت القدرات العسكرية و الاستراتيجية الصينية بصورة كبيرة خاصة بعد اقتنائه لحاملات طائرات و طائرات من دون طيار و غواصات و تكنولوجيا اخرى.
كل هذا راجع الى الارتفاع الهائل في حجم الاقتصاد الصيني الذي مكنه من الرفع في ميزانيته العسكرية, فقد ذكر مركز "National Intelligence Council" الامريكي في تقرير له سنة 2008, ان الانفاق العسكري الصيني سيصبح الاكبر في العالم سنة 2025
و يرجع هذا الارتفاع في الانفاق الى محاولة الصين التصدي للتغلغل الامريكي في القارة الاسيوية و كذلك لمنافسته في اماكن اخرى من العالم, كل هذا يحتمها تقوية قدراتها العسكرية.
اليابان :
بالرغم من ان السياسة اليابانية تمنع تطوير الاسلحة الهجومية, الا ان قواتها الدفاعية شهدت تطورا كبيرا من حيث الاقتناء و تحديث اسلحة جديدة,
سبب هذا التطوير هو الخلاف القائم بين اليابان و الصين حول جزر سينكاكو و الذي ادى الى توتر في العلاقات بين البلدين في الآونة الاخيرة
اذ تعتبر القدرات الدفاعية اليابانية الاكثر تقدما و ذات اعلى مستوى تكوين الجنود , خلافا على باقي القوى الصاعدة في المنطقة ( بالمقارنة بمبلغ النفقات على كل جندي) , فبالرغم من كون جيش اليانان دفاعي الا انه يعتبر عدائي عندما يتعلق الامر بامن ترابه.
زد الى ذلك , فتعتبر امريكا الحليف الاول لليابان في المنطقة, بحيث تقدم مؤخرا وزير الدفاع الياباني الى الحكومة بطلب مبلغ 2 مليار دولار من اجل اقتناء مقاتلات جيل رابع امريكية من طراز F-16 , و تاتي هذه الخطوة للتأكيد على ان اليابان مستعد للدخول في حرب مع الصين ان استلزم الامر.
الهند :
تماما مثل الصين , تعمل الهند على الرفع من ميزانياتها العسكرية, لكن في المقابل نفقاتها على الجندي جد ضئيلة ( عكس الياباني)
لكن قوة الهند تكمن في قواتها البحرية و التي تسعى لمجارات جارتها الصين و ايضا لفرض نفسها في المحيط الهندي, بحيث اقتنت حاملتي طايرات و كذا عدد كبير من القطع البحرية الجد متطورة.
كما قامت الهند بتطوير قوتها الجوية من خلال اقتناء مقاتلات روسية حديثة
العراق :
يسعى العراق الجديد الى بناء جيش حديث بمساعدة الولايات المتحدة , خاصة بعد مساعدة الاخيرة العراق لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين, حيث اقتنى العراق مؤخرا معدات حربية من مدرعات و كذا مقاتلات امريكية من المصنع الامريكي لوكهيد مارتن من طراز F-16
تجدر الاشارة الى الصفقة التي وقعت بين العراق و روسيا بقيمة 4,2 مليار دولار لاقتناء مروحيات هجومية و كذا انظمة دفاع جوي من نوع بانتسير
المملكة العربية السعودية :
تعتبر السعودية الحليف الامريكي في المنطقة , اذ تقوم بتطوير قدراتها العسكرية في خضم التوتر القائم في المنطقة بفعل التهديدات الايرانية خاصة منها النووية, فقد قام القادة السعوديين بالتوقيع على عقد كبير لاقتناء 84 مقاتلة امريكية من نوع F-15 , في اشارة الى انها لن تسمح بالمساس بامنها .
الجزائر :
تلعب الجزائر دورا هاما في توازن القوى في منطقة شمال افريقيا, اذ مكنها ذلك عائداتها الطاقوية و ارتفاع اسعار النفط و الغاز, و مع ان القوة العسكرية الجزائرية تعتبر منخفضة بالمقارنة بجيرانها الا انها تتصدر البلدان الاكثر انفاقا على السلاح في شمال افريقيا.
فاحتياطي الصرف الجزائرية البالغة 200 مليار دولار مكنها من اقتناء مروحيات و مقاتلات روسية من نوع سوخوي 30 ام كا و كذا غواصات كيلو
زد الى ذلك الصفقات مع المانيا حيث اقتنت الجزائر قطع بحرية من شركة Thyssen Krupp Marine Systems من نوع ميكو, و كذا 1200 مدرعة من شركة Rheinmetall
و مع كل هذا الانفاق فلم تستطع الجزائر ايقاف جماعة ارهابية من الدخول الى اراضيها في منشأة بترولية في الاشهر الماضية هههههههههههه
روسيا :
تحت حكم بوتين , فقد اهتم الجيش الروسي بالرفع من قدراته العسكرية كما, اذ قالت مصادر روسية و صينية ان النفقات العسكرية الروسية ارتفعت ب 60%
ارتفاع هذه النفقات راجع الى تحديث الجيش الروسي لاسلحة بعض منها راجع الحقبة الحرب الباردة خاصة منها الصواريخ الباليستية, و من جهة اخرى لمحاولة روسيا التصدي للتهديد الامريكي المتمثل في الدرع الصاروخي المتواجد في اوروبا
يجدر الاشارة الى ان جيش روسيا الاتحادية, يعتمد ايضا على تطير قدراته في الحروب الالكترونية حيث تتصدر المنطقة في هذا المجال و ايضا تتفوق على الصين
كخلاصة, تسعى روسيا الى استعاد قوتها القديمة التي كانت عليها في خلال الحقبة السوفياتية
المصدر
التعديل الأخير: