بلير ذهب لمقابلة بوش وهو يعتقد بخطورة القذافي اكثر من صدام فخرج من عنده يدعو لغزو العراق

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
22,778
التفاعل
17,896 114 0
بلير ذهب لمقابلة بوش وهو يعتقد بخطورة القذافي اكثر من صدام فخرج من عنده يدعو لغزو العراق

إعداد إبراهيم درويش



اظهرت الادلة التي قدمها توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق انه كان يعتقد بخطورة ليبيا اكثر من خطورة العراق، في ما يتعلق باسلحة الدمار الشامل، وان العراق كان في الحقيقة يمتلك كميات قليلة ان لم 'تكن تافهة' من الاسلحة الكيماوية، مقارنة بما كان يملكه العقيد معمر القذافي، ولكن بلير عندما زار واشنطن في نيسان (ابريل) 2002 عاد ليؤكد خطورة العراق اكثر من ليبيا، وبدأ العمل من اجل تبرير مشاركة بريطانيا في غزو العراق، منها ملف الاسلحة العراقية الذي تضمن معلومات مبالغا فيها عن خطر الرئيس العراقي صدام ونظامه.

وجاءت المعلومات هذه من شهادة بلير للجنة تشيلكوت التي حققت في الظروف التي ادت الى جر بريطانيا للمشاركة في غزو العراق، وهو ما قاله بلير للجنة في شهادة مسجلة بالفيديو. وستستخدم اللجنة هذه وادلة اخرى لتوجيه نقد حاد له عندما يتم نشر التقرير المتوقع نهاية العام الحالي.
وبحسب صحيفة 'اندبندنت اون صاندي' فقد توصل بلير وفهم ان ليبيا تمثل خطرا، مما يجعل من الصعوبة 'شن حملة على صدام حسين واسلحة الدمار الشامل'، وذلك في الرابع من ابريل 2002 اي قبل يوم من سفره للقاء الرئيس الامريكي جورج بوش في مزرعته في تكساس.

وتم الكشف عن هذا في شهادة مغلقة لمسؤول بارز في الاستخبارات الخارجية المعروفة باسم (ام اي ـ 6) ورمز لاسمه بـ 'اس اي اي4'، ومع ان الشهادة كانت سرية الا انه تم الكشف عنها وجاء فيها ان بلير 'اعتقد ان التهديد القادم من اسلحة الدمار التي تملكها ليبيا اخطر من العراق'.

وفي نفس الجلسة المغلقة قال مسؤول الاستخبارات السابق سير ريتشارد ديرلاف، ان بلير 'فهم الخطر الذي تمثله اسلحة الدمار التي يملكها النظام الليبي وعليه فانه المخاطر النابعة منها جعلته يهتم بالعراق'.
وبحسب مدير ام اي - 6 السابق ديرلاف فقد اكتشفت وكالته في عام 2002 ان ليبيا لديها برنامج للاسلحة الكيماوية فاعل. وبالمقارنة مع ذلك لم يكن لدى العراق اسلحة نووية ولا اسلحة دمار شامل، وان وجدت فهي 'قليلة جدا جدا'، وبحسب شهادة ضابط في 'ام اي ـ 6' فكل ما كان يملكه العراق كان يمكن ان يحمل في شاحنة.
واعترف المسؤولون ان خطر الاسلحة الشاملة العراقية نابع من وجوده في عقول عدد من الباحثين 'الذين لم نقابلهم ابدا ولم نستطع مقابلتهم بعد ذلك'.

ومع كل هذا فزيارة بلير الى مزرعة كروفورد ادت الى اعتناقه مبدأ بوش القاضي باهمية ضرب العراق، حيث كان الرئيس الامريكي مصرا على توجيه ضربة لصدام حسين، ففي ليلة الجمعة 5 ابريل 2002 اجتمع بلير وبوش معا وبدون حضور مستشاريهما، وبنهاية الاسبوع رجع بلير الى بريطانيا شخصا متغيرا ولم يعد يتحدث كما في السابق ان بريطانيا لا تتدخل في شؤون الغير، اي 'لا نقوم بتغيير انظمة'، حسب الادميرال لورد بويس، قائد القوات العسكرية البريطانية.

سيمزقونه

وبحسب مسؤول سابق في الاستخبارات البريطانية فالتقرير سيحتوي على هجوم شديد على بلير، حيث قال 'تشيلكوت لديه القصة كاملة وهي قصة معقدة'، بالاضافة الى هذا فهناك وثائق سرية تحدثت عن تعهد عقده الاثنان - بلير وبوش- تعهد فيه بلير بدعم الولايات المتحدة وحملتها على العراق. ونقلت الصحيفة عن النائب عن حزب 'بليد كومري' الوليزي الفين للويد، 'كان من الواضح ان صفقة قد تمت في نهاية ذلك الاسبوع ولكن صيغتها كانت غامضة'، لكنه اضاف انه 'لا شك لدي ان بلير في ذلك اليوم عقد عزمه على الذهاب للحرب'، فقد لعب بوش بعقله.

وبحسب مسؤول في الـ 'ام اي -6' فالعراق لم يكن مهما من ناحية الخطورة النابعة من اسلحة الدمار الشامل. وعليه فالاجهزة الامنية تعرضت للضغوط كي تقدم ادلة تظهر الخطورة التي يمثلها النظام العراقي بشكل تبرر الاطاحة به. ومن هنا فالمخابرات البريطانية وجدت نفسها تفتش عن الادلة، مثل مصيدة الذباب ولم تكن لديها شهية للحرب. وتظهر تصريحات وشهادات المسؤولين الامنيين للجنة انهم كانوا يعرفون نتائج الحرب الكارثية، كما انتقدوا طريقة التعامل مع الادلة الامنية، خاصة المعلومات التي قدمها رافد الجنابي المعروف بـ'كيرف بول' عن مختبرات اسلحة الدمار المتحركة المزعومة، ووصفوا عملية 'تسويق' الادلة بانها كانت 'مروعة'.

ومن المتوقع بعد كل هذا ان تقوم اللجنة بفحص الاسباب التي جعلت الحكومة البريطانية ترفض التحذيرات من مسؤولين عراقيين كبار قالوا فيها ان العراق ليس بمقدوره انتاج سلاح نووي معتمدا على نفسه، وفي ظل استمرار الحصار عليه. وبعد الغزو يقول المسؤول الامني 'اس اي اس 4' انه حصل اعتراف من ان اسلحة الدمار الشامل قد خدمت هدفها 'ذهبنا الى هناك وخضنا الحرب'. وتقول الصحيفة ان التقرير سيعتبر ادانة مطلقة لبلير وطريقته في الحكم والخطط وطريقة تنفيذ القرارات بعد الغزو.
ويقول الباحث توبي دودج من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ان التقرير سيعطي نقاد بلير الفرصة 'لتمزيقه اربا اربا بسبب طريقته في الحكم وغياب الاجراءات'، فمن الواضح ان الطريقة التي استخدمت فيها الادلة الامنية وصفيت وشكلت كانت مشكلة وعبرت عن اساءة في استخدام الامن.
لم يدفع خطر ليبيا جورج بوش ولا بلير لتوجيه ضربة لها، فقد عاش القذافي في الحكم لثمانية اعوام اخرى بعد غزو العراق وافق فيها على تسليم كل ملفاته في صفقة اخرجته من عزلته، ولم يتحرك الناتو للاطاحة به الا بعد ثورة شعبية ضده، حيث انهار حكمه واعدم بطريقة بشعة عام 2011.

مقتطعة من مقالة في القدس العربي
 
عودة
أعلى