رئيس الموساد السابق يروي تفاصيل اكتشاف «المشروع النووي الليبي»

ILYUSHIN

IL-76MD-90
صقور الدفاع
إنضم
29 سبتمبر 2011
المشاركات
6,412
التفاعل
6,725 41 0
قدم رئيس قسم المخابرات العسكرية بـ«الموساد» سابقا، أمنون صفرين، للمرة الأولى في شهادة له ملابسات اكتشافهم ما أسماه «المشروع النووي الليبي» الذي جرى إخفاؤه في مدرسة ومزرعة ريفية، والذي كان في مرحلة متقدمة جدا

ويقف وراءه أبوالقنبلة النووية الباكستانية عبدالقدير خان.

معلومات إسرائيلية جديدة سردها صفرين بمناسبة مرور الذكرى الـ15 لتدمير تل أبيب ما زعم أنه مقر المفاعل النووي السوري بدير الزور، بعدما اكتشفته فجأة.

وبدأ صفرين في تقديم مسيرته المهنية خطوة بخطوة في الاستخبارات العسكرية ثم التحاقه بوكالة التجسس التابعة للموساد، وفق ما صرح لجريدة «ذا تايمز أوف إسرائيل» الصهيونية يوم 9 أكتوبر الجاري.

تتبع البنية التحتية لـ«النووي الليبي»
وعاد إلى تاريخ إعلان البريطانيين والأميركيين في ديسمبر 2003 أنهم تمكنوا بعد عدة أشهر من المفاوضات من إقناع العقيد معمر القذافي بالتخلي عن خططه للأسلحة النووية مقابل رفع العقوبات، وزعم رئيس الموساد الأسبق متسائلا «أتأمل هذه الحادثة وأسأل نفسي: هل علمنا بها؟ لقد أدركنا أن هناك نوعا من البنية التحتية في ليبيا، لكننا كنا بعيدين جدا عن فهم الموقف ومدى قرب القذافي من السلاح النووي..

لقد أدركنا جميعا أن إسرائيل مستبعدة من العملية، وهذا يتطلب منا التوصل إلى نتائج فورية».

ومما ساقه المسؤول العسكري الإسرائيلي أن المشروع النووي في ليبيا «اتضح أنه كان في مرحلة متقدمة جدا وأن الشخص الذي كان يقف وراء المشروع هو عبدالقادر خان، وهو عالم فيزياء باكستاني باع خبرته النووية لكل من يرغب، وكان علم أن دولتين على الأقل اشتريتا خدمات خان هما إيران وليبيا».

وفي ديسمبر العام 2003، قررت ليبيا التخلي عن برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل، نتيجة مفاوضات سرية بشأن ملف البرنامج النووي الليبي جرت على مدى تسعة أشهر بين طرابلس وكل من واشنطن ولندن، وفق سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي.

وحينها، قال سيف الإسلام القذافي لقناة «الجزيرة» إن «القرار سيجنب ليبيا أي تهديدات غربية وأميركية على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن ليبيا كانت تملك برنامجا نوويا فعالا، غير أنه نفى امتلاكها أسلحة دمار شامل.

ودافع القذافي عن موقف بلاده من التخلي عن برامجها في مجال أسلحة الدمار الشامل طواعية. وأضاف في بيان وزعته وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن ليبيا ستتخلى عن جميع المواد والمعدات التي لها علاقة ببرامج تلك الأسلحة وأنها ستلتزم بمعاهدات الحد من انتشار الأسلحة وتسمح بعمليات التفتيش من قبل الوكالات الدولية.

وفور إعلان القرار في العام 2003، رحب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش به، معتبرا أنه وضع ليبيا على طريق العودة إلى المجتمع الدولي.

فيما قال رئيس الوزراء البريطاني (وقتذاك) توني بلير إن القذافي تعهد بالتعاون التام وبشفافية مع المؤسسات الدولية التي ستبحث في أسلحة الدمار الشامل الليبية. وقال إن طرابلس أعربت عن رغبتها في التعاون لإيجاد حل لقضية أسلحة الدمار الشامل بنفس طريقة حل قضية لوكيربي.

عائلة تينر السويسرية والمشروع الليبي
وزعم المسؤول الاستخباراتي الصهيوني أن ما وصفه بـ«إخفاء» المشروع الليبي كانت تقف وراءه عائلة تينر السويسرية، التي زودت مواقع التخصيب بأجهزة الطرد المركزي وبمواد البناء باستخدام سندات شحن مزورة قدمت إلى السلطات السويسرية.

في حين جرى إخفاء الموقعين النوويين الرئيسيين في ليبيا في مدرسة ومزرعة ريفية لم يحدد موقعهما بدقة.

وتابع رئيس الموساد السابق يقول «في مرحلة ما، وصلت المعلومات حول تورط عائلة تينر إلى وكالة الاستخبارات المركزية، ما جعل أفرادها، بشكل فعال، عملاء مزدوجين يقدمون معلومات حول التقدم المحرز في المشروع النووي الليبي الذي يشرف عليه خان».

تهديد أميركي بريطاني للقذافي وشبح مصير صدام
وأكد أن هذه هي المعلومات الاستخباراتية التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة وبريطانيا عندما اقتربتا من القذافي وهددتا بمهاجمة المنشآت، مبينا أن القذافي أجرى حسابات سريعة وأدرك أن مصيره سيكون مثل صدام حسين في العراق، ووافق على الكشف عن المشروع بأكمله والسماح لمفتشي الأمم المتحدة بتفكيكه.

وأشار صفرين إلى أنهم قرروا تتبع عبدالقادر خان لمعرفة الدول التي زارها في المنطقة والتي كان من بينها سورية. وقال إن معلومات محددة وصلت إسرائيل من أحد الأطراف أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حول الأنشطة السورية المتعلقة بأجهزة الطرد المركزي النووية. فقد كانت المعلومات أولية ولم تتطور لتكون كافية لإطلاق عملية استخباراتية، إلى أن جرى الإعلان الأميركي البريطاني عن تفكيك مشروع القذافي.

نوايا سورية بعد القذافي
وفي سياق القضية الليبية كشف المسؤول الاستخباراتي في تلك الفترة تكليف باحثين اثنين بتفحص جميع المواد من العقد الماضي لتحليل نوايا سورية بناءً على ما أقدم عليه القذافي، وأن هذين الخبيرين المتخصصين عادا بعد شهر ونصف من العمل باستنتاج جلي يفيد بأن سورية لديها برنامج نووي، لكنهما لم يتمكنا من تحديده بالتفصيل. وتابع مزاعمه عن بدء تشييد قدرات نووية، وهذا جرى بالفعل في يناير 2004، ليصدر الموساد في فبراير 2004، أول تحذير حول احتمال وجود مشروع نووي في سورية، مشيرا صفرين، إلى نشاط مشبوه على أساس التجربة الليبية وتورط العالم الباكستاني.

ولفت صفرين إلى قرب خطأ الاستخبارات الإسرائيلية في تحديد مسار البرنامج النووي السوري فظنت في البداية أنه على خطى عبدالقادر خان المتخصص في التخصيب وكان الافتراض العملي هو أن سورية كانت تتبع المسار نفسه، وهو تقييم ثبت لاحقا أنه خاطئ.

نشاط «نووي» في سورية
وواصل رئيس الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي الأسبق في سرد حيثيات التجربة السورية ففي نهاية 2006 قال «بدأنا في تكوين فكرة حول وجود عدة أماكن بها نشاط مشبوه في هذه المرحلة لم نتمكن من تحديد ما الموجود في كل مكان، لكننا قيمنا أن هناك نشاطًا نوويا».

وبعدها توصل الصهاينة إلى أن الافتراض الرئيس المتوفر لديهم يتعلق بأجهزة الطرد المركزي في حين أن الاتجاه الصحيح هو في الواقع مفاعل «بلوتونيوم» على حد قوله.

وبعد أبحاثها توصلت الاستخبارات العسكرية الصهيونية إلى أن المفاعل النووي السوري لا يتفق مع النموذج الباكستاني بل الكوري الشمالي. وعاد صفرين إلى رصد خلال تلك الفترة نشاطا للكوريين الشماليين في سورية، حيث دخلت في سباق مع الزمن خشية أن تكون شحنة البلوتونيوم


موجودة بالفعل في سورية وأن المفاعل سيتم تشغيله.


إذا كان الأمر كذلك، فإن أي هجوم عليه سيعني انفجارا نوويا لا يمكن السيطرة عليه.

وناشدت تل أبيب الأميركيين مهاجمة الموقع، إلا أن جورج بوش الابن رفض وأنهى الرئيس السابق أيهود أولمرت الحديث بجملة تقول «إسرائيل ستفعل ما يجب عليها أن تفعله». وبدأت إسرائيل التحضير لتدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور، مع وضعها افتراض أن يقدم الرئيس السوري بشار الأسد بعد قصف المفاعل، على شن حرب ضد دول الكيان.

ذخائر أميركية لقصف المفاعل السوري

وكشف صفرين نقل ذخائر خاصة استجلبت من الولايات المتحدة لاستعمالها في قصف المفاعل النووي السوري، فقد رست السفينة الأميركية في جزيرة كريت بدلا من ميناء أشدود بسبب حجمها الضخم، وعلى مدار ثلاثة أيام قامت السفن الإسرائيلية بتحميل الشحنة في الجزيرة ونقلها إلى إسرائيل دون أن يلاحظ أحد النشاط الإسرائيلي المكثف في البحر الأبيض المتوسط.

وفي 6 سبتمبر 2007 أطلقت تل أبيب عملية تحت اسم «خارج الصندوق»، بدأت بقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المفاعل السوري وتدميره بالكامل، لافتا صفرين إلى أن المشروع النووي السوري لم يبدأ مع بشار الأسد بل مع والده حافظ الأسد، وربما كان ذلك في منتصف الثمانينيات، معترفا بأنهم لم يفهموا ترديد الأخير عبارة «التوازن الاستراتيجي»

والتي كانوا يعتقدون أنها تعني تعزيز كبير لقدرته العسكرية التقليدية لمواجهة إسرائيل.


 
التعديل الأخير:
رغم ان تكنلوجيا النووي تعتبر الهبة السماوية لحماية أي قوة كانت في أوجها او حضيضها ولا ينبغي أن تبقى حكرا على أحد
الا أن الحق يقال الافضل عدم امتلاك أي محور لقوة دمار شامل خاصة أمثال ملك ملوك أفريقيا لأنه لنا في دكتاتور كوريا الشمالية خير مثال
 
😁 خبر يثبت مانقوله من زمن ان عبدالقادر خان الذي دعمناه والحليف الباكستاني هو سبب مانحن فيه

اهديناه الدعم بكل مانملك لسلامة باكستان حكومه وشعب من خطط الغزو الهند النوويه لهم فذهب لايران وصنعها لنا عدو هذا هو رد الجميل
 
بالعكس لو امتلكها افضل بسبب جواره الاوروبي وتدخل الناتو حصل لعدم وجود ردع
رغم ان تكنلوجيا النووي تعتبر الهبة السماوية لحماية أي قوة كانت في أوجها او حضيضها ولا ينبغي أن تبقى حكرا على أحد
الا أن الحق يقال الافضل عدم امتلاك أي محور لقوة دمار شامل خاصة أمثال ملك ملوك أفريقيا لأنه لنا في دكتاتور كوريا الشمالية خير مثال
 
حسب ما قرأت كثير من العلماء الباكستانين المشاركين بصنع القنبلة جلبتهم السعودية والبعض منهم يدرس بجامعة الملك فعد للبترول والمعادن
 
الله يرحمه ويغفر له رجال كان هدفهم ان تحون بلادهم اولا وليس حزبهم او ايدلوجيتهم
الله يرحمه عمل بإخلاص فى هذا البرنامج منذ بداية الثمانينيات و حتى نهاية التسعينات لم يكن أحد فى العائلة يعلم أنه يعمل فى هذا البرنامج و كان الغطاء شركة مقاولات
عامة، أخبرني بالكثير عن هذا البرنامج فيما بعد و كيف وصلوا
لمراحل متقدمة
 

أبو القاسم صميدة يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار المشروع النووي الليبي​



الكاتب الليبي أبو القاسم عمر صميدة أصدر كتابا جديدا يحمل عنوان "الملف النووي الليبي والخروج بالورقة الحمراء"، كشف فيه معلومات تقال لأول مرة عن الملف النووي الليبي، مؤكدا تمكن ليبيا من تصنيع جهاز طرد مركزي عالي الدقة عام 2001، وعمل وحدات صغيرة لتخصيب اليورانيوم كبديل عن المفاعلات النووية، وذلك بمساعدة عالم ألماني كبير وآخر سويسري.

وكان لـ" " الحوار الآتي معه:
: ما حقيقة المشروع النووي الليبي؟


عمليًا ليبيا وصلت لمرحلة إنتاج السلاح النووي، وبدأت فكرة التسلح النووي الليبي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ولكن في الإطار السلمي، وفي عام 1995 استدعى العقيد الليبي السابق معمر القذافي عدد من المسؤولين الليبي وطلب منهم الإجابة على سؤاله؛ هل نستطيع إنتاج سلاح نووي؟

لرغبته في تحقيق توازن قوى بين العرب وإسرائيل، فكانت الإجابة نعم نستطيع، وبدأت فعليًا ليبيا تستعد لتجهيز مشروعها النووي ومستلزماته، وكان لا يعرف ملف المشروع النووي الليبي إلا عدد قليل جدًا من المسؤولين الليبين على رأسهم المهندس معتوق محمد معتوق وزير التعليم وقتها، والمسئول السياسي للمشروع النووي، وحرص القذافي على ألا يطلع رئيس الوزراء الليبي ولا رئيس الاستخبارات الليبي على المشروع النووي الليبي.

وانتهى العلماء الليبيون من كافة التجارب النووية وتشغيل منظومة تركيب اليورانيوم وتفكيكها على البارد، بعد سنوات من العمل المتواصل، ولم يتبق إلا إذن القذافي لبدء صناعة القنبلة النووية في عام 2002

بهدف أن تكون ليبيا دولة لديها منظومة سلاح نووي كامل عام، 2005 ولكن تفاجئ العلماء الليبيون بتسليم ليبيا لترسانتها النووية للغرب على شاشات الفضائيات.

: من أين حصلت ليبيا على علوم الذرة وتصنيع السلاح النووي؟

ليبيا كان لديها مفاعل نووي تجريبي روسي للطاقة السلمية في مدينة تاجوراء، ولكن رفض الاتحاد السوفيتي وقتها إطلاع العلماء والفنيين الليبيين على أي معلومات تخص حتى تشغيل المفاعل السلمي، في الحقيقة روسيا كانت جادة جدًا في منع انتشار السلاح النووي حول العالم، كما رفضت أيضًا كوريا الشمالية مساعدة ليبيا علميًا في المشروع ولكن منحتها 200طن من اليورانيوم الجاهز كهدية

ومع البحث والإرادة الليبية، وصلت ليبيا للعالم الألماني إيميل شتاخي وهو كبير العلماء في مؤسسة "يورنكو" العالمية، وقد حدث خلاف بينه وبين الشركة، وتواصل مع ليبيا للعمل ضمن مشروعها النووي، وهذا أيضًا ما حدث مع فريدريك العالم النووي السويسري المتخصص في فصل مكونات اليورانيوم وتنقية المعجلات، وهما ضمن المجموعة التى ساعدت باكستان في مشروعها النووي.

واستعانت الدولة بشكل أساسي بعدد من العلماء الليبيين بينهم العالم الكبير دكتور عبد الكريم ميلاد مقيق، العالم الدكتور محمد النعيمي والعالم الدكتور حسين منصور، وقد تدرب المتخصصون الليبيون في كبرى المؤسسات النووية في العالم سواء في روسيا أو أوروبا، وكان معهم في المشروع الليبي نحو 120 عالم وفني ليبي أخر، اربعة منهم فقط من عرفوا بطبيعة المشروع.

: هل هدايا كوريا الشمالية إلى ليبيا كانت كافية لتوفير مستلزمات إنتاج السلاح النووي؟

بالطبع لا، ما دفع الدولة الليبية إلى محاولة الوصول إلى شخصيات وشركات أوروبية ذات علاقة بالتحضيرات للمشروع، واستطاعت توفير الكثير من أجهزة ومستلزمات الإنتاج، اعتمادا على أن الغرب سوق مفتوح بعضه علني والبعض الآخر سري يمكنك من خلاله الحصول على أي من احتياجاتك بالمال بما فيها مستلزمات إنتاج سلاح نووي، دونما أي محظورات قانونية أو اعتبارات إنسانية.

وكانت الدولة الليبية تمتلك 18 كيلوجراما من اليورانيوم الخاص بمفاعل تاجوراء، لكن هذه الكمية كانت مراقبة دوليًا، وقد تم إنتاج المواد الخاصة بالمشروع النووي الليبي في دول عدة مثل؛ جنوب أفريقيا، ماليزيا، الإمارات العربية المتحدة، سنغافورا وتركيا، بعيدا عن أعين حتى مسئولي تلك الدول، عبر شبكة ضخمة أقامها القذافي في الكثير من مدن العالم بهدف خدمة المشروع النووي الليبي، وقد تم شراء جهاز "سيمانك7" من الولايات المتحدة، وهذا الجهاز المهم بالنسبة لإنتاج السلاح النووي يستخدم فقط في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

كما تم جلب أجهزة الكمبيوتر "السوبر" من فرنسا وحجزت هناك وتم اكتشاف أمرها، ولكن استطاعت ليبيا نقلها إلى سويسرا ومنها إلى ليبيا، وهكذا استطاعت الدولة الليبية الحصول على مستلزمات المشروع النووي بالمال والإرادة، فضلًا عن نجاح العلماء الليبين السابق ذكرهم في إنتاج جهاز طرد مركزي عالى الدقة.


: هل تغافلت الأجهزة الاستخبارية الغربية عن وصول علمائها إلى ليبيا؟
بالطبع كان هناك مواقف غريبة وأحداث غامضة حول هولاء العلماء، فكانت ليبيا تتواصل مع العالم الألماني، إميل شتاخي، من خلال مسؤول السفارة الليبية في برلين عمران المهدوي، ولكن تفاجئ شتاخي بأن جزءًا كبيرًا من تصاميمه ومعداته التى كانت في حقيبته الخاصة تم سرقتها أثناء رحلته من برلين على طرابلس، ولكن وفرت ليبيا له كل ما يحتاجه واستطاع استكمال عمله، ولم يبخل هذا العالم الكبير على ليبيا بأي علم.

وكذلك استطاع بناء وحدات تخصيب يورانيوم صغيرة بديلة عن المفاعلات النووية تعجز الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كشفها، ولكن انتشار خبر مقتل مسؤل السفارة الليبية في برلين جعله يغادر ليبيا فور سماع الأنباء، وكأنها كانت رسالة له شخصيًا، ولكن وقتها كان العلماء الليبيون ملمين بكافة خطوات المشروع، وكذلك كانت ليبيا ترغب في إحلال علماءها بديلًا عن الأجانب.

: يرجع البعض إسراع الدولة الليبية في تسليم مستلزمات مشروعها النووي الى الخوف من مواجهة مصير عراق صدام ما تعليقك؟

غير صحيح مطلقًا، لأن المفاوضات الليبية الغربية حول المشروع النووي بدأت في بداية عام 2002، وقد اتصل المسؤول العلمى للمشروع النووي الليبي الدكتور عبد الكريم مقيق بالمسؤول السياسي للمشروع المهندس معتوق محمد معتوق وطلب منه عمل احتفال كبير لإعلان ليبيا دولة نووية وإعطاء الإذن لهم؛ لإنتاج اليورانيوم المخصب، وقد تم التجهيز للاحتفال بالفعل، ولكن تفاجئ العلماء بعدم حضور العقيد معمر القذافي بل جاء وزير الاستخبارات الليبية موسى كوسا، والذي انشق عن القذافي وتم تهريبه بمساعدة بريطانيا من تونس إلى لندن، والمثير أن القذافي شدد على إبعاده عن تطورات وتفاصيل البرنامج منذ بدايته.

وقال وقتها عبد الرحمن شلقم، أول المنشقين عن نظام القذافي 2011، إن فكرة التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل جاءت من الجزائر، ومن طرحها على ليبيا هو الرئيس بوتفليقة، وأضاف شلقم في مذكراته التي نشرها عقب مقتل القذافي "عندما توليت وزارة الخارجية الليبية عام 2001 ذهبت للعقيد الليبي في مكتبه وعرضت عليه فكرة التخلص من السلاح النووي لتحسين صورة ليبيا أمام العالم الغربي، وقد غضب العقيد في البداية واتهمني بالاتفاق مع بوتفليقة، وبعد ذلك اقتنع".

: وما صحة ما يتردد عن تولي سيف الإسلام القذافي ملف التفاوض مع الغرب حول المشروع النووي؟
عبد الرحمن شلقم قال "سيف الإسلام دخل على الخط التفاوض متجاوزا الخارجية الليبية والحكومة، واتصل تليفونيًا بالمخابرات البريطانية "إم6" وعرض عليهم صفقة كبيرة"، وبدأ التفاوض بشكل رسمي والإعلان عن الصفقة إعلاميًا، ما تسبب في انهيار العلماء، وانتابهم شعور بالغدر والإهانة من قبل المسؤولين، خاصة بعدما أبلغهم المهندس معتوق بضرورة الإسراع في تفكيك المشروع وطالبهم بتشكيل فريق للتفاوض مع علماء الغرب حول التفاصيل التقنية لتسليم البرنامج.
: لكن لماذا شكك الكثيرون في قدرات ليبيا النووية وعلى رأسهم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق محمد البرادعي؟


الدكتور محمد البرادعي حينما اطلع على المشروع الليبي قال للدكتور مقيق أثناء عشاء بمطعم الغزالة

إن "علماء ليبيا يتقدمون على نظرائهم العرب بـ 25 عاما

وأضاف "في مصر علماء كثر ولكن توجهوا للجانب النظري فقط ".


وأعتقد تصريحات البرادعي كانت انتقامًا من القذافي الذي وبخه ذات مرة بشكل جارح عن انتقاده للمشاريع النووية العربية وعدم انتقاده لمشروع إسرائيل النووي، وهناك تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي شارون نشر في جريدة "معاريف" الإسرائيلية 2002، يقول إن معلوماته الاستخباراتية تؤكد أن ليبيا ستكون أول دولة عربية نووية، كذلك تصريحات العالم الباكستاني عبد القدير خان والذى أبدى إعجابه وذهوله بقدرات ليبيا النووية وتصاميم العلماء الليبين للصواريخ ذات الرؤس النووية.
أجرى الحوار: هند الضاوي
 

أبو القاسم صميدة يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار المشروع النووي الليبي​



الكاتب الليبي أبو القاسم عمر صميدة أصدر كتابا جديدا يحمل عنوان "الملف النووي الليبي والخروج بالورقة الحمراء"، كشف فيه معلومات تقال لأول مرة عن الملف النووي الليبي، مؤكدا تمكن ليبيا من تصنيع جهاز طرد مركزي عالي الدقة عام 2001، وعمل وحدات صغيرة لتخصيب اليورانيوم كبديل عن المفاعلات النووية، وذلك بمساعدة عالم ألماني كبير وآخر سويسري.

وكان لـ" " الحوار الآتي معه:
: ما حقيقة المشروع النووي الليبي؟


عمليًا ليبيا وصلت لمرحلة إنتاج السلاح النووي، وبدأت فكرة التسلح النووي الليبي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي ولكن في الإطار السلمي، وفي عام 1995 استدعى العقيد الليبي السابق معمر القذافي عدد من المسؤولين الليبي وطلب منهم الإجابة على سؤاله؛ هل نستطيع إنتاج سلاح نووي؟

لرغبته في تحقيق توازن قوى بين العرب وإسرائيل، فكانت الإجابة نعم نستطيع، وبدأت فعليًا ليبيا تستعد لتجهيز مشروعها النووي ومستلزماته، وكان لا يعرف ملف المشروع النووي الليبي إلا عدد قليل جدًا من المسؤولين الليبين على رأسهم المهندس معتوق محمد معتوق وزير التعليم وقتها، والمسئول السياسي للمشروع النووي، وحرص القذافي على ألا يطلع رئيس الوزراء الليبي ولا رئيس الاستخبارات الليبي على المشروع النووي الليبي.

وانتهى العلماء الليبيون من كافة التجارب النووية وتشغيل منظومة تركيب اليورانيوم وتفكيكها على البارد، بعد سنوات من العمل المتواصل، ولم يتبق إلا إذن القذافي لبدء صناعة القنبلة النووية في عام 2002

بهدف أن تكون ليبيا دولة لديها منظومة سلاح نووي كامل عام، 2005 ولكن تفاجئ العلماء الليبيون بتسليم ليبيا لترسانتها النووية للغرب على شاشات الفضائيات.

: من أين حصلت ليبيا على علوم الذرة وتصنيع السلاح النووي؟

ليبيا كان لديها مفاعل نووي تجريبي روسي للطاقة السلمية في مدينة تاجوراء، ولكن رفض الاتحاد السوفيتي وقتها إطلاع العلماء والفنيين الليبيين على أي معلومات تخص حتى تشغيل المفاعل السلمي، في الحقيقة روسيا كانت جادة جدًا في منع انتشار السلاح النووي حول العالم، كما رفضت أيضًا كوريا الشمالية مساعدة ليبيا علميًا في المشروع ولكن منحتها 200طن من اليورانيوم الجاهز كهدية

ومع البحث والإرادة الليبية، وصلت ليبيا للعالم الألماني إيميل شتاخي وهو كبير العلماء في مؤسسة "يورنكو" العالمية، وقد حدث خلاف بينه وبين الشركة، وتواصل مع ليبيا للعمل ضمن مشروعها النووي، وهذا أيضًا ما حدث مع فريدريك العالم النووي السويسري المتخصص في فصل مكونات اليورانيوم وتنقية المعجلات، وهما ضمن المجموعة التى ساعدت باكستان في مشروعها النووي.

واستعانت الدولة بشكل أساسي بعدد من العلماء الليبيين بينهم العالم الكبير دكتور عبد الكريم ميلاد مقيق، العالم الدكتور محمد النعيمي والعالم الدكتور حسين منصور، وقد تدرب المتخصصون الليبيون في كبرى المؤسسات النووية في العالم سواء في روسيا أو أوروبا، وكان معهم في المشروع الليبي نحو 120 عالم وفني ليبي أخر، اربعة منهم فقط من عرفوا بطبيعة المشروع.

: هل هدايا كوريا الشمالية إلى ليبيا كانت كافية لتوفير مستلزمات إنتاج السلاح النووي؟

بالطبع لا، ما دفع الدولة الليبية إلى محاولة الوصول إلى شخصيات وشركات أوروبية ذات علاقة بالتحضيرات للمشروع، واستطاعت توفير الكثير من أجهزة ومستلزمات الإنتاج، اعتمادا على أن الغرب سوق مفتوح بعضه علني والبعض الآخر سري يمكنك من خلاله الحصول على أي من احتياجاتك بالمال بما فيها مستلزمات إنتاج سلاح نووي، دونما أي محظورات قانونية أو اعتبارات إنسانية.

وكانت الدولة الليبية تمتلك 18 كيلوجراما من اليورانيوم الخاص بمفاعل تاجوراء، لكن هذه الكمية كانت مراقبة دوليًا، وقد تم إنتاج المواد الخاصة بالمشروع النووي الليبي في دول عدة مثل؛ جنوب أفريقيا، ماليزيا، الإمارات العربية المتحدة، سنغافورا وتركيا، بعيدا عن أعين حتى مسئولي تلك الدول، عبر شبكة ضخمة أقامها القذافي في الكثير من مدن العالم بهدف خدمة المشروع النووي الليبي، وقد تم شراء جهاز "سيمانك7" من الولايات المتحدة، وهذا الجهاز المهم بالنسبة لإنتاج السلاح النووي يستخدم فقط في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).


كما تم جلب أجهزة الكمبيوتر "السوبر" من فرنسا وحجزت هناك وتم اكتشاف أمرها، ولكن استطاعت ليبيا نقلها إلى سويسرا ومنها إلى ليبيا، وهكذا استطاعت الدولة الليبية الحصول على مستلزمات المشروع النووي بالمال والإرادة، فضلًا عن نجاح العلماء الليبين السابق ذكرهم في إنتاج جهاز طرد مركزي عالى الدقة.


: هل تغافلت الأجهزة الاستخبارية الغربية عن وصول علمائها إلى ليبيا؟
بالطبع كان هناك مواقف غريبة وأحداث غامضة حول هولاء العلماء، فكانت ليبيا تتواصل مع العالم الألماني، إميل شتاخي، من خلال مسؤول السفارة الليبية في برلين عمران المهدوي، ولكن تفاجئ شتاخي بأن جزءًا كبيرًا من تصاميمه ومعداته التى كانت في حقيبته الخاصة تم سرقتها أثناء رحلته من برلين على طرابلس، ولكن وفرت ليبيا له كل ما يحتاجه واستطاع استكمال عمله، ولم يبخل هذا العالم الكبير على ليبيا بأي علم.

وكذلك استطاع بناء وحدات تخصيب يورانيوم صغيرة بديلة عن المفاعلات النووية تعجز الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كشفها، ولكن انتشار خبر مقتل مسؤل السفارة الليبية في برلين جعله يغادر ليبيا فور سماع الأنباء، وكأنها كانت رسالة له شخصيًا، ولكن وقتها كان العلماء الليبيون ملمين بكافة خطوات المشروع، وكذلك كانت ليبيا ترغب في إحلال علماءها بديلًا عن الأجانب.


: يرجع البعض إسراع الدولة الليبية في تسليم مستلزمات مشروعها النووي الى الخوف من مواجهة مصير عراق صدام ما تعليقك؟

غير صحيح مطلقًا، لأن المفاوضات الليبية الغربية حول المشروع النووي بدأت في بداية عام 2002، وقد اتصل المسؤول العلمى للمشروع النووي الليبي الدكتور عبد الكريم مقيق بالمسؤول السياسي للمشروع المهندس معتوق محمد معتوق وطلب منه عمل احتفال كبير لإعلان ليبيا دولة نووية وإعطاء الإذن لهم؛ لإنتاج اليورانيوم المخصب، وقد تم التجهيز للاحتفال بالفعل، ولكن تفاجئ العلماء بعدم حضور العقيد معمر القذافي بل جاء وزير الاستخبارات الليبية موسى كوسا، والذي انشق عن القذافي وتم تهريبه بمساعدة بريطانيا من تونس إلى لندن، والمثير أن القذافي شدد على إبعاده عن تطورات وتفاصيل البرنامج منذ بدايته.

وقال وقتها عبد الرحمن شلقم، أول المنشقين عن نظام القذافي 2011، إن فكرة التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل جاءت من الجزائر، ومن طرحها على ليبيا هو الرئيس بوتفليقة، وأضاف شلقم في مذكراته التي نشرها عقب مقتل القذافي "عندما توليت وزارة الخارجية الليبية عام 2001 ذهبت للعقيد الليبي في مكتبه وعرضت عليه فكرة التخلص من السلاح النووي لتحسين صورة ليبيا أمام العالم الغربي، وقد غضب العقيد في البداية واتهمني بالاتفاق مع بوتفليقة، وبعد ذلك اقتنع".

: وما صحة ما يتردد عن تولي سيف الإسلام القذافي ملف التفاوض مع الغرب حول المشروع النووي؟
عبد الرحمن شلقم قال "سيف الإسلام دخل على الخط التفاوض متجاوزا الخارجية الليبية والحكومة، واتصل تليفونيًا بالمخابرات البريطانية "إم6" وعرض عليهم صفقة كبيرة"، وبدأ التفاوض بشكل رسمي والإعلان عن الصفقة إعلاميًا، ما تسبب في انهيار العلماء، وانتابهم شعور بالغدر والإهانة من قبل المسؤولين، خاصة بعدما أبلغهم المهندس معتوق بضرورة الإسراع في تفكيك المشروع وطالبهم بتشكيل فريق للتفاوض مع علماء الغرب حول التفاصيل التقنية لتسليم البرنامج.
: لكن لماذا شكك الكثيرون في قدرات ليبيا النووية وعلى رأسهم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق محمد البرادعي؟


الدكتور محمد البرادعي حينما اطلع على المشروع الليبي قال للدكتور مقيق أثناء عشاء بمطعم الغزالة


إن "علماء ليبيا يتقدمون على نظرائهم العرب بـ 25 عاما

وأضاف "في مصر علماء كثر ولكن توجهوا للجانب النظري فقط ".



وأعتقد تصريحات البرادعي كانت انتقامًا من القذافي الذي وبخه ذات مرة بشكل جارح عن انتقاده للمشاريع النووية العربية وعدم انتقاده لمشروع إسرائيل النووي، وهناك تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي شارون نشر في جريدة "معاريف" الإسرائيلية 2002، يقول إن معلوماته الاستخباراتية تؤكد أن ليبيا ستكون أول دولة عربية نووية، كذلك تصريحات العالم الباكستاني عبد القدير خان والذى أبدى إعجابه وذهوله بقدرات ليبيا النووية وتصاميم العلماء الليبين للصواريخ ذات الرؤس النووية.
أجرى الحوار: هند الضاوي
العالم الالماني لازال حي ؟
 
عودة
أعلى