من المحتمل أن كل أمة تحافظ على شرفها وهذا ما فعله الجزائريون حيث أنهم قاوموا بشجاعة جميع أساليب القمع التي تعرضوا لها وكانت محاولة الشعب الفرنسي لإغراء الجزائريين للاستسلام فاشلة ولكنهم لم يستسلموا أبدا كانوا مثالا للعبرة نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت فالذي جرى مع سكان قسنطينة أنهم لم يرضوا العيش تحت سيطرة فرنسا وحيث أنهم بعثوا لهم ردا على رسالتهم يقولون فيها استيلاءكم على فرنسا المحمية بالأبطال العربية الذين لا يهابون الموت , موقوف على قتل أخر واحد منهم ,فاعلموا أن الموت عندنا تحت أسوار بلدنا أحسن من حياتنا تحت سلطة فرنسا
أظهر الجزائريون مقاومة عنيفة في الشرق الجزائري منذ بداية الاحتلال فخاضوا معارك كثيرة بقيادة أحمد باي.
الذي يعتبر من أبطال الجزائريين المهضومين الذين ظلمهم المؤرخون الاستعماريون وتجنى عليهم الحاقدون بالتشويه والتزوير و الإهمال ومن حسن الحظ أن المؤرخين الشبان المعاصرين تنبهوا للحيف الذي لحق بهذا البطل العظيم فأنصفوه وهم لا يتأخرون في كل مناسبة عن تقديم مآثر هذا الرجل العظيم الذي عرفته البلاد قبل عام 1830 م بايا إداريا عاديا ثم تعرف عليه بعد هذا التاريخ مقاوما شهما وحتى أنه تخلى عن حياة الترف مدافعا عن المبادئ التي امن بها وعن الوطن الذي أحبه وأخلص له حتى آخر ساعة من حياته ويختلف أحمد باي عن غيره من بايات عهده بروحه ومشاعره الوطنية الفياضة التي جعلته لا يتردد في التضحية بمنصبه كباي ولا يبخل بوضع ثروته الطائلة تحت تصرف المقاومة ولا يفكر كغيره من البايات الذين ركزوا اهتمامهم على مناصبهم كبايات حتى أنهم ساوموا الفرنسيين بقصد أن يتركوهم في مناصبهم تحت السيادة الفرنسية وحين لم تتحقق رغباتهم تخلوا عن المقاومة وغادروا البلاد بعائلاتهم وثرواتهم وانقطعت صلاتهم تماما بالجزائر الحبيبة أما أحمد باي فقد بقي صامدا ……مقاوما …حتى الاستشهاد
عاش المأساة في سيدي فرج سنة 1830م وشاهد بنفسه سقوط العاصمة وانهيار الجيش واستسلام الداي فتألم وعاهد الله والنفس على أن لا يضع السلاح ,وعاد بمن بقي معه من جيشه إلى عاصمة إقليمه قسنطينة وقبل الوصول إليها أدركه رسول بعثه القائد الفرنسي يقدم له العرض الفرنسي بان الدولة الفرنسية توافق على إبقائه بايا في إقليمه قسنطينة كما كان, مع المحافظة على حقوقه وامتيازاته السابقة مقابل الاعتراف بالسيادة الفرنسية وتأبى شهامة أحمد باي قبول العرض المغري في تلك الظروف وهو يعلم بان أحد الانتهازيين قد استولى على قسنطينة ونصب نفسه بايا على إقليمها مستغلا فرصة وجود أحمد باي في ميدان الجهاد بالعاصمة .
إن احمد باي تخلى عن حياة الترف بمجرد أن تولى المقاومة التي أدهشت الضباط الفرنسيين ,فالمقاومة هي التي أبرزت شخصية أحمد باي من جديد , وهي التي ميزته عن بقية المسؤولين الأتراك الآخرين الذين لم يتجزأ روا إلا بقدر استغلال الجزائر والذين تخلوا عن الجزائر بمجرد أن انتهى الاستغلال …وانه بعد أن اشترك في سيدي فرج بالتصدي للفرنسيين عاد إلى قسنطينة وبمجرد وصوله استعاد منصبه , بوقوف سكان قسنطينة جميعا بجانبه ضد الباي الانتهازي ,وقرر آنذاك أن يقود المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي بروح عالية ,فنظم أموره العالية
وألف مجلس شورى وكون مجلسا عسكريا وخطط إستراتيجية لمحاربة جيوش الاحتلال في كل السواحل التابعة لإقليمه وتمكن من توحيد السكان والقبائل المتأخرة واكتسب محبة لم يكسبها يوم كان بايا منصبا من قبل الداي ,وحاصر الجيوش الفرنسيين حصارا أدى في بعض الأحيان إلى نتائج باهرة كلها دلت على مقدرته على التنظيم وقد تضايق الفرنسيين من البطل وتأكدوا بأنهم لا يستطيعون استغلال احتلالهم للمدن الساحلية إلا بمهاجمة قسنطينة والقضاء على البطل وجيشه ,انتظروا إلى أن انعقد الصلح بين الفرنسيين والأمير عبد القادر ,واعتبروه مناسبة للتوجه إلى احتلال قسنطينة ,واختير كلوز يل لعملية الاحتلال فجهز لهذه الحملة 8700 شخص فعلم أحمد باي فأعد نفسه نظم جيشه ووضع خطة عسكرية لمواجهة الحملة حيث ألحق هزيمة شنعاء بكلوزيل أدت إلى انتحار عدد من الجنود الفرنسيين بدلا من الاستمرار ولعلى أنها هي التي جعلت الفرنسيين يفكرون ويصرون على احتلال قسنطينة مهما كان الثمن . مستغلين هدوء المنطقة الغربية بعد توقيع المعاهدة مع الأمير ,للتفرغ إلى المنطقة الشرقية ,ولذلك أعادوا الهجوم عام 1837 م أي بعد مرور عام فقط .
في هذه المرة أعد الفرنسيون جيشا ضخما مكونا من 11000 جندي ودعموه بضباط سامين معروفين بقدراتهم القتالية وبتجاربهم ,الأمر الذي فرض على احمد باي تجنيدا أوسع ,وإعداد أكبر لواجهة الزحف الفرنسي على قسنطينة ,بذل الطرفين جهدا كبيرا للنجاح .
فالفشل والهزيمة للمرة الثانية للفرنسيين كارثة لا تعالج ,والفشل بالنسبة للجزائريين تحطيم للانتصار الأول وسقوط عاصمة الإقليم كارثة كبرى ….. رغم الاستعدادات الضخمة من كلا الجانبين 1837م فان النصر كان في جانب الفرنسيين ,لأنهم استفادوا من الأخطاء التي وقعوا فيها في الحملة الأولى ,ولأنهم وضعوا إستراتيجية جديدة تحسب للإستراتيجية التي اعتمد عليها احمد باي في الحملة الأولى عام 1836م , ولأنهم نظموا جيشهم تنظيما محكما ساعدتهم بعض المعلومات على التعرف على نقطة ضعف مدينة قسنطينة أما الجانب الجزائري فلم يكن منظما بالدقة الكافية رغم التعبئة الضخمة الواسعة لأن أغلب قادة المقاومة ليسوا جنودا محترفين ,وإنما هم رجال مقاومة شعبية كما أن البطل قد ارتكب خطأ أساسيا باعتماده على الخطة التي استعملها في صد الحملة الفرنسية الأولى لكنه نسي أن الفرنسيين بعد تعرفهم عليها سابقا سيستعدون لمواجهتها باحتياطات جديدة انتهت المعركة ولم يحقق أحمد باي ماكان يامله من انتصار ,لكن روح المقاومة فيه لم تضعف ,بل قرر مواصلة الجهاد باي ثمن ورفض كل النصائح التي تدعوه للاستسلام والتخاذل ,عانى أحمد باي وقاس خلال مقاومته الطويلة التي امتدت 18 عاما دون أن يتخلى عن واجبه ,قاوم أحمد باي عدة جبهات صعبة :جبهة فرنسا ,جبهة الطامعين ,جبهة الخونة الذين تآمروا على حياته ,جبهة باي تونس ,ومن استعراض ما كتب احمد باي يبدوا انه الباي الشرعي الوحيد الذي اعترف له الشعب والذي استفاد من ثقة الشعب فيه ,وفاجأ الساسة الفرنسيين وضباطهم ,برهن على إخلاصه ووفائه لمبادئ أمن بها :
*الدفاع عن الدين الإسلامي
*تحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي
*الارتباط بالسلطة الشرعية الوحيدة التي كان يراها جديرة بذلك وهي السلطة العثمانية
أظهر الجزائريون مقاومة عنيفة في الشرق الجزائري منذ بداية الاحتلال فخاضوا معارك كثيرة بقيادة أحمد باي.
الذي يعتبر من أبطال الجزائريين المهضومين الذين ظلمهم المؤرخون الاستعماريون وتجنى عليهم الحاقدون بالتشويه والتزوير و الإهمال ومن حسن الحظ أن المؤرخين الشبان المعاصرين تنبهوا للحيف الذي لحق بهذا البطل العظيم فأنصفوه وهم لا يتأخرون في كل مناسبة عن تقديم مآثر هذا الرجل العظيم الذي عرفته البلاد قبل عام 1830 م بايا إداريا عاديا ثم تعرف عليه بعد هذا التاريخ مقاوما شهما وحتى أنه تخلى عن حياة الترف مدافعا عن المبادئ التي امن بها وعن الوطن الذي أحبه وأخلص له حتى آخر ساعة من حياته ويختلف أحمد باي عن غيره من بايات عهده بروحه ومشاعره الوطنية الفياضة التي جعلته لا يتردد في التضحية بمنصبه كباي ولا يبخل بوضع ثروته الطائلة تحت تصرف المقاومة ولا يفكر كغيره من البايات الذين ركزوا اهتمامهم على مناصبهم كبايات حتى أنهم ساوموا الفرنسيين بقصد أن يتركوهم في مناصبهم تحت السيادة الفرنسية وحين لم تتحقق رغباتهم تخلوا عن المقاومة وغادروا البلاد بعائلاتهم وثرواتهم وانقطعت صلاتهم تماما بالجزائر الحبيبة أما أحمد باي فقد بقي صامدا ……مقاوما …حتى الاستشهاد
عاش المأساة في سيدي فرج سنة 1830م وشاهد بنفسه سقوط العاصمة وانهيار الجيش واستسلام الداي فتألم وعاهد الله والنفس على أن لا يضع السلاح ,وعاد بمن بقي معه من جيشه إلى عاصمة إقليمه قسنطينة وقبل الوصول إليها أدركه رسول بعثه القائد الفرنسي يقدم له العرض الفرنسي بان الدولة الفرنسية توافق على إبقائه بايا في إقليمه قسنطينة كما كان, مع المحافظة على حقوقه وامتيازاته السابقة مقابل الاعتراف بالسيادة الفرنسية وتأبى شهامة أحمد باي قبول العرض المغري في تلك الظروف وهو يعلم بان أحد الانتهازيين قد استولى على قسنطينة ونصب نفسه بايا على إقليمها مستغلا فرصة وجود أحمد باي في ميدان الجهاد بالعاصمة .
إن احمد باي تخلى عن حياة الترف بمجرد أن تولى المقاومة التي أدهشت الضباط الفرنسيين ,فالمقاومة هي التي أبرزت شخصية أحمد باي من جديد , وهي التي ميزته عن بقية المسؤولين الأتراك الآخرين الذين لم يتجزأ روا إلا بقدر استغلال الجزائر والذين تخلوا عن الجزائر بمجرد أن انتهى الاستغلال …وانه بعد أن اشترك في سيدي فرج بالتصدي للفرنسيين عاد إلى قسنطينة وبمجرد وصوله استعاد منصبه , بوقوف سكان قسنطينة جميعا بجانبه ضد الباي الانتهازي ,وقرر آنذاك أن يقود المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي بروح عالية ,فنظم أموره العالية
وألف مجلس شورى وكون مجلسا عسكريا وخطط إستراتيجية لمحاربة جيوش الاحتلال في كل السواحل التابعة لإقليمه وتمكن من توحيد السكان والقبائل المتأخرة واكتسب محبة لم يكسبها يوم كان بايا منصبا من قبل الداي ,وحاصر الجيوش الفرنسيين حصارا أدى في بعض الأحيان إلى نتائج باهرة كلها دلت على مقدرته على التنظيم وقد تضايق الفرنسيين من البطل وتأكدوا بأنهم لا يستطيعون استغلال احتلالهم للمدن الساحلية إلا بمهاجمة قسنطينة والقضاء على البطل وجيشه ,انتظروا إلى أن انعقد الصلح بين الفرنسيين والأمير عبد القادر ,واعتبروه مناسبة للتوجه إلى احتلال قسنطينة ,واختير كلوز يل لعملية الاحتلال فجهز لهذه الحملة 8700 شخص فعلم أحمد باي فأعد نفسه نظم جيشه ووضع خطة عسكرية لمواجهة الحملة حيث ألحق هزيمة شنعاء بكلوزيل أدت إلى انتحار عدد من الجنود الفرنسيين بدلا من الاستمرار ولعلى أنها هي التي جعلت الفرنسيين يفكرون ويصرون على احتلال قسنطينة مهما كان الثمن . مستغلين هدوء المنطقة الغربية بعد توقيع المعاهدة مع الأمير ,للتفرغ إلى المنطقة الشرقية ,ولذلك أعادوا الهجوم عام 1837 م أي بعد مرور عام فقط .
في هذه المرة أعد الفرنسيون جيشا ضخما مكونا من 11000 جندي ودعموه بضباط سامين معروفين بقدراتهم القتالية وبتجاربهم ,الأمر الذي فرض على احمد باي تجنيدا أوسع ,وإعداد أكبر لواجهة الزحف الفرنسي على قسنطينة ,بذل الطرفين جهدا كبيرا للنجاح .
فالفشل والهزيمة للمرة الثانية للفرنسيين كارثة لا تعالج ,والفشل بالنسبة للجزائريين تحطيم للانتصار الأول وسقوط عاصمة الإقليم كارثة كبرى ….. رغم الاستعدادات الضخمة من كلا الجانبين 1837م فان النصر كان في جانب الفرنسيين ,لأنهم استفادوا من الأخطاء التي وقعوا فيها في الحملة الأولى ,ولأنهم وضعوا إستراتيجية جديدة تحسب للإستراتيجية التي اعتمد عليها احمد باي في الحملة الأولى عام 1836م , ولأنهم نظموا جيشهم تنظيما محكما ساعدتهم بعض المعلومات على التعرف على نقطة ضعف مدينة قسنطينة أما الجانب الجزائري فلم يكن منظما بالدقة الكافية رغم التعبئة الضخمة الواسعة لأن أغلب قادة المقاومة ليسوا جنودا محترفين ,وإنما هم رجال مقاومة شعبية كما أن البطل قد ارتكب خطأ أساسيا باعتماده على الخطة التي استعملها في صد الحملة الفرنسية الأولى لكنه نسي أن الفرنسيين بعد تعرفهم عليها سابقا سيستعدون لمواجهتها باحتياطات جديدة انتهت المعركة ولم يحقق أحمد باي ماكان يامله من انتصار ,لكن روح المقاومة فيه لم تضعف ,بل قرر مواصلة الجهاد باي ثمن ورفض كل النصائح التي تدعوه للاستسلام والتخاذل ,عانى أحمد باي وقاس خلال مقاومته الطويلة التي امتدت 18 عاما دون أن يتخلى عن واجبه ,قاوم أحمد باي عدة جبهات صعبة :جبهة فرنسا ,جبهة الطامعين ,جبهة الخونة الذين تآمروا على حياته ,جبهة باي تونس ,ومن استعراض ما كتب احمد باي يبدوا انه الباي الشرعي الوحيد الذي اعترف له الشعب والذي استفاد من ثقة الشعب فيه ,وفاجأ الساسة الفرنسيين وضباطهم ,برهن على إخلاصه ووفائه لمبادئ أمن بها :
*الدفاع عن الدين الإسلامي
*تحرير البلاد من الاحتلال الفرنسي
*الارتباط بالسلطة الشرعية الوحيدة التي كان يراها جديرة بذلك وهي السلطة العثمانية