لا أخي الكريم الدولة الأمريكية ككيان مبنية على الصراعات الإديولوجية التي تطورت في عصرنا الحالي إلى صراع حضارات لأنها حاليا تتعامل كحضارة و إمبراطورية تستعد لإعادة أمجاد الحكم الغربي عامة و تمهد لحكمها العالم و هي تتعامل مع الجميع بهذا المنطق و هنا سأعطيك بعض الأمثلة
في عهد كلينتون و بعد التدخل في صربيا و إثيوبيا كانت الغضبة الأمريكية الأولى و خاصة على الحلفاء فكانت مجمل التصاريح تحث على" أن أمريكا لن تكون دركي العالم" و الهدف من هذه التصاريح أن أمريكا يجب أن تكون هي القائد و ليس من ينفذ المهام... خلال الغزو الأمريكي على العراق 2003 خرج رامسفيل بغضبته الثانية خلال حديثه عن " أوروبا القديمة"، و خلال أحد المؤتمرات الصحفية مع نضيره البريطاني أكبر حلفاء أمريكا وجه كلامه إليه ردا عن التصريح بأن بريطانيا تساند حليفها في حربه ضد الإرهاب "أن على بريطانيا إن أرادت الإستفادة من الكعكة العراقية فهي مرغمة على مساندة أمريكا " و أيضا بوش الإبن قالها صراحة "إما معنا أو ضدنا لا يوجد بين و بين" و أخيرا أحيلك على ليبيا حيث مريكا كانت صريحة جدا أنها لنتتدخل عسكريا و أن على أوروبا أن تدفع بجيوشها خدمة للمصلحة الأمريكية فأمريكا فوق الجميع "يا رب دمر أمريكا " ....
نأتي للنقطة الثانية و هي السيطرة على الثروات و خاصة النفط و هنا كلامي أرجوا أن يفهم جيدا
1: يجب فهم ركائز الإقتصاد الأمريكي فهم يعتمدون على ركيزتين أساسيتين أولهما الإستهلاك الداخلي و يمثل أكثر من 33% من الإقتصاد الأمريكي و هم أكبر المسهلكين للنفط في العالم و للغرابة فهم أيضا من أرخص الدول في العالم لأنهم يعتبرون أنه واجب على الدولة توفيره بأرخص الأثمان و هو يساير تقلبات السوق الدولية حيث يتراوح ما بين 1.80 إلى 4 دولار للغالون ...
ثانيا أهم شيء في الإقتصاد الأمريكي و هو قطاع الخدمات يمثل أكثر من 40% من النسيج الإقتصادي هنا إستعد سأعطي بعض الأرقام عن بعض القطاعات ستجعل من كل الثروات النفطية لدى العرب مجرد "مصروف جيب" لدى أصغر قطاع خدمات في أمريكا لن أضرب الأمثال بالأبناك أو التأمينات لأنني متأكد أنه لن أجد في المنتدى من سيصدق تلك الأرقام إلا القليل سنأخذ بعض الشركات المضاربة في البرصة "تذكير فقط في أمريكا لا يوجد نظام لتأمين المعاشات لذلك تجد أن أي خطاع خدمات يكونون هيئة مختصة في إستثمار الأموال قصد ضمان معاش ملائم تمكن العامل أن يختار الإقتطاعات الشهرية و أيضا سنوات العمل و سن التقاعد.. تجد المعلمين أو الشرطة مثلا لديهم شركة إستثمار خاصة تتكلف بتأمين المعاش" هذه الصناديق ستجد أن أصغرها يدير رأسمال يقدر ب 1000 مليار دولار و حسب التقديرات فإنها مجتمعة تدير أكثر من20000 سنة 2005 و 30000 مليار حاليا دولار و المصيبة الكبرى أنها لا تقوم بالإستثمارات القصيرة المدى بل العكس أغلب إستثماراتها متوسطة و بعيدة المدى و لديها نفوذ قوي جدا على الشركات التي تستثمر فيها حيث يمكنها إرغام الشركة على تغيير المدراء أو إغلاق المصانع ووو أي ببساطة هي أخطبوط يتحكم في مجمل الشركات الكبرى في العالم
أكتفي بهذا القدر و لي عودة