قذيفة واحدة تنقذ قرة عين العالم الإسلامي إسطنبول
دخل الجيش العثماني في موقعة مضيق الدردنيل المشهور عند الأتراك بمضيق جناق قلعة معركة هي الأشرس من نوعها، لأنها كانت بمثابة نقطة تحول في تأريخ الدولة. قاتل فيها القادة والجنود جنبا الى جنب في خندق واحد بكل ما أوتوا من قوة إيمانية. فالعدو قبل الصديق شهد بأن الجيش العثماني قاتل بروح جهادية ولم ينسلخ هذا الجيش عن الجانب الإنساني طوال المعركة. فهذا احد الكتاب الإنكليز كتب في 18 آذار 1915 عن جهود المدفعية التركية في أكبر معركة بحرية ما يأتي:
إنه لجدير بالإشادة بتلك المواقف الى عرضها الجنود الأتراك أثناء القصف الذي تعرضوا له طوال سبع ساعات. فإن من شاهد المدفعية التركية في منطقة كليتبحر على سواحل جليبولو يقول أن الجندي التركي كان يدافع من منطلق إيمانه بأن أحدا لن يقهره، وأنه كلما ركض الجندي نحو المدفع لإطلاق النار على العدو كان الأئمة يرفعون إيديهم الى السماء وهم يدعون بالنصر. فالظاهر إن هذه المعركة لم تكن معركة طبيعية البتة. فالجندي التركي كان يحارب بروح إيمانية وسط شعوره بأنه يحارب الكفار. ولهذا السبب لم يبال بشظايا القنابل ولا رصاص الرشاشات، وظل يتقدم ويتقدم.
فكما أقر هذا الكاتب الإنكليزي فإن الجيش العثماني قاتل في هذه المعركة ومعارك أخرى مليئة بها صفحات التأريخ بروح جهادية عالية وإذا حاولنا أن نلقي نظرة الى النقطة الحاسمة في المعركة الجهادية التي وقعت عند مضيق جناق قلعة، فإننا لن نجد تفسيرا ماديا لما جرى في ذلك الوقت، لأن قوانين الطبيعة عطلّت، وحلت محلها القدرة الإلهية... والتفسير الوحيد لما جرى هو تجلي نصرة الله لا أكثر. والمسألة هي ما قام به العريف سيّد من عمل بطولي أقل ما يقال فيه أنه أنقذ الإسلام في تركيا، ومنع تدنيس مقدسات المسلمين. والموقف كما يأتي:
الساعة تشير الى الخامسة مساء من يوم 18 آذار 1915... والمعركة البحرية في أوج اشتدادها.. وبفضل تلك القذائف التي تطلقها المدفعية التركية ، وبفضل الألغام التي زرعها نصرت وهو أحد المتخصصين في هذا المجال، فقد تم إغراق السفينة Bouvet"، بينما أصيبت السفينتان Inflexible وIrresistible وانقلبتا في عرض البحر. وظهر في صفوف العدو حالة من الإرباك والتوتر. ومرت من جانب السفينة المنقلبة Inflexible سفينةOcean وهي تتقدم كالحصان الجامح، تطلق قذائف مدفعيتها ورصاص رشاشتها يمنة ويسرة دونما تمييز... ولف غبار كبير حيثما سقطت هذه القذائف.. إذ سقطت أغلبيتها على تلال منطقتي روملي الحميدية و روملي المجيدية... في هذه الأثناء وقعت قذيفة كبيرة على تلة (روملي المجيدية)، أطلقتها السفينةOcean أصابت مستودع الذخيرة الموجود في المنطقة فأحدثت انفجارا هائلا، اختلطت معه أشلاء الشهداء مع الأحجار والشظايا والمتطايرة... ومن بين الركام نهض العريف سيّد بن محمد أحد المدفعيين وهو من سكنة قرية حوران - جامليك (المشهورة اليوم بـ( قرية قوجا سيّد) التابعة لمدينة باليق أسير ونفض التراب الذي غطى بدنه كله.. لقد نجا باعجوبة، والأعجب إنه لم يصب أيضا... نظر يمنة ويسرة، فوجد صديقه (علي) بالقرب منه.. وهو الآخر كان حيا، فسأله:
-أين البقية؟
-فأجاب: لقد نالوا مراتبهم... لقد استشهدوا جميعا... لم يبق أحد إلا أنا وأنت... نهض العريف سيّد وألقى نظرة على مياه المضيق، فأندهش لما رأى... وأخذته الغيرة على دينه ووطنه... سفينة العدو Ocean " تتقدم في المضيق مطلقا القذائف على المواقع الموجودة على ضفتيه!!!. وبسرعة ألقى نظرة على المدافع الموجودة حوله، فوجد مدفعا صالحا، أما ما عداه فقد لحقه الدمار والتخريب نتيجة القصف... لكنه وجد الرافعة التي كانت تستخدم في حمل القذيفة لوضعها داخل المدفع قد تقطعت قطعا قطعا...عليه أن يفعل شيئا!! لأن السفينة تتقدم...كانت هناك أربع قذائف مرمية على الأرض بالقرب من المدفع... ولم يجد أكثر من هذا العدد... ولإطلاق القذيفة لابد أولا من وضع القذيفة داخل المدفع... وهو الأمر الذي يتطلب صعود عدد من الأدراج لسلم مصنوع لهذا الغرض. إتخذ سيّد قرار سريعا، وقال لصاحبه:
-تعال يا علي! ساعدني لأضع هذه القذيفة على ظهري...نظر إليه صاحبه بتعجب وقال له: يا سيّد كل قذيفة تزن 215 أوقية ـ أي حوالي 275 كغم ـ وإنك لن تستطيع حملها.
-فقال سيّد: دعني أجرب.
وفعلا نجح سيّد في حمل القذيفة على ظهره، ولكنه في الوقت نفسه كان يحس أن عظامه تكاد تتهمش، وكأن البرق يخطف بصره... وكاد شرايين عنقه أن تتفجر... مع هذا بدأ رويدا رويدا بصعود السلم درجا درجا... وبمعاونة صاحبه إستطاع إدخال القذيفة الى المدفع... وبعدما حدد الموقع والمسافة، أطلق القذيفة وهو يذكر إسم الله... فأصابت السفينة من جهة المحرك، ففقد قائدها السيطرة عليها. وبدأت تتخبط في مياه المضيق..
جاء حلمي بك آمر الوحدة المدفعية مهرولا من الخطوط الخلفية ومعه ضابطان ألمانيين، ونظر الى سيّد نظرة إعجاب وقال له:
-هل أنت الذي أطلق القذيفة؟ لقد أصبتها...وفي هذه الأثناء وقع انفجار ضخم في المضيق كاد أن يصم الآذان!!! وعندما استطلع الأمر وجد أن السفينة التي أصابها سيّد قد اصطدمت بأحد الألغام التي زرعها نصرت في المضيق... نعم اصطدمت باللغم نتيجة فقدانها السيطرة... وقد بدأت بالغرق بسرعة...
علت أصوات التكبير من الخنادق ونقاط المراقبة... وبدأ الأفراد يحتضنون بعضهم البعض قادة ومراتب وأعينهم تفيض دمعا... إنها دموع الفرح... ولم تكن قذيفة سيّد لتغرق المجنونةOceanفحسب، بل إن هذه القذيفة غيّرت مجرى الحرب برمتها وفي صباح اليوم التالي، وبينما قائد الاستطلاع جودت بك يتجول في المواقع، سمع ببطولة سيّد، وعندما التقى به سأله:
-يا ولدي كيف حملت القذيفة؟ وهل تستطيع أن ترينا ذلك؟
كان سيّد محرجا مما سمعه من وصف له بالبطولة، وقال: كان ذلك بمساعدة الله جل جلاله... وأراد أن يكرر العملية مرة أخرى بناء على طلب قائد الإستطلاع فتوجه الى إحدى القذائف من النوع نفسه.. وذكر اسم الله، ووضع يديه على القذيفة... ولكنه لم يستطع حتى تحريكها من مكانها ناهيك من رفعها!!!...
ما يعني أنه فعلا قد تجلت نصرة الله تعالى في تلك اللحظة الحرجة من تأريخ الأمة الإسلامية...ومن أجل توثيق هذا الموقف يتم صنع قذيفة خشبية ويضعها العريف سيّد على ظهره كما حمل الحقيقية منها ويتم التقاط صورة تذكارية له بهذا المنظر... وتداولت وسائل الإعلام العالمية هذه الصورة... ولكن أيا من هذه الوسائل لم تذكر أنه لولا العريف سيّد بن محمد لسقطت قرة عين العالم الإسلامي إسطنبول، وأن يد الأجنبي النجسة كانت ستدنس راية المسلمين في عقر دارهم.
عن موقع جريدة البصائر العراقية
إنه لجدير بالإشادة بتلك المواقف الى عرضها الجنود الأتراك أثناء القصف الذي تعرضوا له طوال سبع ساعات. فإن من شاهد المدفعية التركية في منطقة كليتبحر على سواحل جليبولو يقول أن الجندي التركي كان يدافع من منطلق إيمانه بأن أحدا لن يقهره، وأنه كلما ركض الجندي نحو المدفع لإطلاق النار على العدو كان الأئمة يرفعون إيديهم الى السماء وهم يدعون بالنصر. فالظاهر إن هذه المعركة لم تكن معركة طبيعية البتة. فالجندي التركي كان يحارب بروح إيمانية وسط شعوره بأنه يحارب الكفار. ولهذا السبب لم يبال بشظايا القنابل ولا رصاص الرشاشات، وظل يتقدم ويتقدم.
فكما أقر هذا الكاتب الإنكليزي فإن الجيش العثماني قاتل في هذه المعركة ومعارك أخرى مليئة بها صفحات التأريخ بروح جهادية عالية وإذا حاولنا أن نلقي نظرة الى النقطة الحاسمة في المعركة الجهادية التي وقعت عند مضيق جناق قلعة، فإننا لن نجد تفسيرا ماديا لما جرى في ذلك الوقت، لأن قوانين الطبيعة عطلّت، وحلت محلها القدرة الإلهية... والتفسير الوحيد لما جرى هو تجلي نصرة الله لا أكثر. والمسألة هي ما قام به العريف سيّد من عمل بطولي أقل ما يقال فيه أنه أنقذ الإسلام في تركيا، ومنع تدنيس مقدسات المسلمين. والموقف كما يأتي:
الساعة تشير الى الخامسة مساء من يوم 18 آذار 1915... والمعركة البحرية في أوج اشتدادها.. وبفضل تلك القذائف التي تطلقها المدفعية التركية ، وبفضل الألغام التي زرعها نصرت وهو أحد المتخصصين في هذا المجال، فقد تم إغراق السفينة Bouvet"، بينما أصيبت السفينتان Inflexible وIrresistible وانقلبتا في عرض البحر. وظهر في صفوف العدو حالة من الإرباك والتوتر. ومرت من جانب السفينة المنقلبة Inflexible سفينةOcean وهي تتقدم كالحصان الجامح، تطلق قذائف مدفعيتها ورصاص رشاشتها يمنة ويسرة دونما تمييز... ولف غبار كبير حيثما سقطت هذه القذائف.. إذ سقطت أغلبيتها على تلال منطقتي روملي الحميدية و روملي المجيدية... في هذه الأثناء وقعت قذيفة كبيرة على تلة (روملي المجيدية)، أطلقتها السفينةOcean أصابت مستودع الذخيرة الموجود في المنطقة فأحدثت انفجارا هائلا، اختلطت معه أشلاء الشهداء مع الأحجار والشظايا والمتطايرة... ومن بين الركام نهض العريف سيّد بن محمد أحد المدفعيين وهو من سكنة قرية حوران - جامليك (المشهورة اليوم بـ( قرية قوجا سيّد) التابعة لمدينة باليق أسير ونفض التراب الذي غطى بدنه كله.. لقد نجا باعجوبة، والأعجب إنه لم يصب أيضا... نظر يمنة ويسرة، فوجد صديقه (علي) بالقرب منه.. وهو الآخر كان حيا، فسأله:
-أين البقية؟
-فأجاب: لقد نالوا مراتبهم... لقد استشهدوا جميعا... لم يبق أحد إلا أنا وأنت... نهض العريف سيّد وألقى نظرة على مياه المضيق، فأندهش لما رأى... وأخذته الغيرة على دينه ووطنه... سفينة العدو Ocean " تتقدم في المضيق مطلقا القذائف على المواقع الموجودة على ضفتيه!!!. وبسرعة ألقى نظرة على المدافع الموجودة حوله، فوجد مدفعا صالحا، أما ما عداه فقد لحقه الدمار والتخريب نتيجة القصف... لكنه وجد الرافعة التي كانت تستخدم في حمل القذيفة لوضعها داخل المدفع قد تقطعت قطعا قطعا...عليه أن يفعل شيئا!! لأن السفينة تتقدم...كانت هناك أربع قذائف مرمية على الأرض بالقرب من المدفع... ولم يجد أكثر من هذا العدد... ولإطلاق القذيفة لابد أولا من وضع القذيفة داخل المدفع... وهو الأمر الذي يتطلب صعود عدد من الأدراج لسلم مصنوع لهذا الغرض. إتخذ سيّد قرار سريعا، وقال لصاحبه:
-تعال يا علي! ساعدني لأضع هذه القذيفة على ظهري...نظر إليه صاحبه بتعجب وقال له: يا سيّد كل قذيفة تزن 215 أوقية ـ أي حوالي 275 كغم ـ وإنك لن تستطيع حملها.
-فقال سيّد: دعني أجرب.
وفعلا نجح سيّد في حمل القذيفة على ظهره، ولكنه في الوقت نفسه كان يحس أن عظامه تكاد تتهمش، وكأن البرق يخطف بصره... وكاد شرايين عنقه أن تتفجر... مع هذا بدأ رويدا رويدا بصعود السلم درجا درجا... وبمعاونة صاحبه إستطاع إدخال القذيفة الى المدفع... وبعدما حدد الموقع والمسافة، أطلق القذيفة وهو يذكر إسم الله... فأصابت السفينة من جهة المحرك، ففقد قائدها السيطرة عليها. وبدأت تتخبط في مياه المضيق..
جاء حلمي بك آمر الوحدة المدفعية مهرولا من الخطوط الخلفية ومعه ضابطان ألمانيين، ونظر الى سيّد نظرة إعجاب وقال له:
-هل أنت الذي أطلق القذيفة؟ لقد أصبتها...وفي هذه الأثناء وقع انفجار ضخم في المضيق كاد أن يصم الآذان!!! وعندما استطلع الأمر وجد أن السفينة التي أصابها سيّد قد اصطدمت بأحد الألغام التي زرعها نصرت في المضيق... نعم اصطدمت باللغم نتيجة فقدانها السيطرة... وقد بدأت بالغرق بسرعة...
علت أصوات التكبير من الخنادق ونقاط المراقبة... وبدأ الأفراد يحتضنون بعضهم البعض قادة ومراتب وأعينهم تفيض دمعا... إنها دموع الفرح... ولم تكن قذيفة سيّد لتغرق المجنونةOceanفحسب، بل إن هذه القذيفة غيّرت مجرى الحرب برمتها وفي صباح اليوم التالي، وبينما قائد الاستطلاع جودت بك يتجول في المواقع، سمع ببطولة سيّد، وعندما التقى به سأله:
-يا ولدي كيف حملت القذيفة؟ وهل تستطيع أن ترينا ذلك؟
كان سيّد محرجا مما سمعه من وصف له بالبطولة، وقال: كان ذلك بمساعدة الله جل جلاله... وأراد أن يكرر العملية مرة أخرى بناء على طلب قائد الإستطلاع فتوجه الى إحدى القذائف من النوع نفسه.. وذكر اسم الله، ووضع يديه على القذيفة... ولكنه لم يستطع حتى تحريكها من مكانها ناهيك من رفعها!!!...
ما يعني أنه فعلا قد تجلت نصرة الله تعالى في تلك اللحظة الحرجة من تأريخ الأمة الإسلامية...ومن أجل توثيق هذا الموقف يتم صنع قذيفة خشبية ويضعها العريف سيّد على ظهره كما حمل الحقيقية منها ويتم التقاط صورة تذكارية له بهذا المنظر... وتداولت وسائل الإعلام العالمية هذه الصورة... ولكن أيا من هذه الوسائل لم تذكر أنه لولا العريف سيّد بن محمد لسقطت قرة عين العالم الإسلامي إسطنبول، وأن يد الأجنبي النجسة كانت ستدنس راية المسلمين في عقر دارهم.
عن موقع جريدة البصائر العراقية