مقال للكاتب : ناصر آل عثمان العمري
بما أننا فَشِلّنَا في ردع الإثيوبيين والميليشيات المسلحة في جنوب المملكه فلا تثريب علينا لو جعلنا من الأثيوبيين أنفسهم رجالاً للأمن عندنا, كما تستعين بعض الدول الصديقه بالباكستانيين وغيرهم؛ لأن العيون الساهرة في جنوب المملكه ربما أصابها رمد, ولأن الأثيوبيين أصبحوا في الجنوب قوةً تفتخر بها ميليشيات السطو المسلح, وهم العين الساهرة بانتشارهم في كل مكان.. وتسليحهم يفوق تسليح الجندي السعودي الذي ربما لا يحمل إلى جانبه إلا "محفظة الجوال" إن وُجِدت!.
***
لو أن الإثيوبيين الذين سكنوا بِلاد الجنوب في المملكه خدموا بِلادهم إيجابياً كما يفعلون "أحياناً" عندنا لوجدت أغلبهم يحمل لقب" معالي الوزير أو سعادة المسؤول" في بلاده.. لأنهم في محافظة النماص مَثَلاً تجدهم يتابعون البيوت والأملاك والأنعام "ويرصدون" الحرث والنسل, وهم يقومون بعمل الشرطة والبلدية والزراعة, وكذلك قاموا بما لم تقوم به وزارة الإسكان لدينا حيث عمروا الجبال والأودية والسهول, ولديهم خطط وأهداف "خمسطاعشريه" أفضل من المجلس البلدي ينجزونها تِبعاً بشكل منظم ومُنسَّق, بينما الجهات الحكومية لا تعترف بالعمل الجماعي وفيها مِن التقصير والفساد الإداري وانعدام التخطيط والتنظيم ما الله به عليم ...فـ لله دركم أيها الإثيوبيين كم أنتم مُنَظمِين... ولو كرهناكم.
***
لعلي انتهز الفرصة بما أننا نذكر الإثيوبيين بخير, أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى معالي رئيس بلدية خميس مشيط ولو أن التهنئة جاءت متأخره على إنجاز كبري خميس مشيط "الغروي" لكن لي ملاحظه بسيطة على مشروع القرن في الجنوب.. قبل أن يصبح المشروع كُبري للسير كان مقبرة للأهالي ودُفِن فيه عائلات بأكملها, سؤالي لأهل العِلم هل يجوز أن تسير المركبات على مقابر المسلمين ومنها "كُبري الغروي"؟! وهل ستكون المشاريع القادمة مقابر للأهالي أولاً ثم تصبح بعد سنوات "الله يعلم عددها" طُرُق وكباري؟! هل الإجابه سهله أم أنها تحتاج إلى لجان "تقصي حقائق" وخطط مدروسه! الكل يعلم الإجابه للأسف.
***
المسؤولين عن المشاريع في الجنوب يمضون على خُطى الإثيوبيين .. فالإثيوبيين يعملون في المزارع والأشغال ويخدمون العامة "بدون واسطة" ولكنهم يُفسدون "قاتلهم الله" فيقتلون وينتهكون الحرمات ويغتصبون الأعراض..وووإلخ, والمسؤولين أيضاً عن المشاريع في الجنوب كمشاريع الطُرق والصحة وغيرها يسعون إلى تقليل الزحام وحل المُشكلات.. لكن أغلبهم مفسدين "قاعدهم الله" ولا تنتهي مشاريعهم حتى تُدفن تحتها الأنفس وتُحرّق الأكباد وتُستنزف الملايين, والنتيجة تستطيع أن ترى مِثلها في طريق "النماص تنومه والنماص سبت العلايه" المزدوج, والأخرى صحيّاً في مستشفيات المنطقه ومنها النماص وجازان وهذي صُوَر للإهمال الذي لا يرضاه "الإثيوبي المجتهد" في مجال عمله والمُخلص لمهنته.
***
ليت المسؤولين في الجنوب يستفيدون من الإثيوبيين الأخيار بما أنه أصبح لديهم "مستعمرات" يسكنونها وأصبحوا مِن أبناء الوطن ثم تُستَغلّ أمانتهم السلبيه وإخلاصهم في دفع عجله التنمية الراكده, أو تَنّظُر الدولة بحزم وبشكلٍ جاد عن أسباب عدوان الميليشيات الأثيوبية على جنوب المملكه.